قرأت سؤال السائل ولم أقرأ الردود ولاأعلم أين وصل النقاش
ولكن أحببت أن أعلق على هذا السؤال
حيث شعرت وكأن السائل يضع نفسه في منزلة تجعله أعلم من الحسين وأكثر حرصاً وفهماً وإدراكاً لعواقب الأمور
وكأن الحسين عليه السلام ينتظر على أمثال هؤلاء ليعرف السقيم من الامور من مفيدها ؟؟ وهو سيد شباب أهل الجنة
ولايكون سيد اهل الجنة الا أكثرهم علماً وحكمة وإيماناً وادراكاً لعواقب الأمور ..
ولكن سأقول لك أنك أنت وأنا والجميع أصغر بكثير من أن نصل لمرحلة نضع أنفسنا في مكان نقيم فيه تصرفات سبط رسول الله صلوات الله عليه وآله أو نحكم عليها أو نعرف الحكمة منها وممالاشك فيها أن كل حرف ينطقه حكمة وكذلك كل فعل ..
وأما مايدركه أصحاب العقول القاصرة أمثالنا إن هم أعملوا عقولهم وتفكروا يدركون تمام الإدراك أن الحسين عليه السلام كان يدرك مصيره وماستؤول إليه الأمور وكان يعرف أنه لاحدود لطغيان بني أمية
وأن في خروجه استشهاده هو وأخوته وأولاده وكل أصحابه
وأن خروجه وحيداً دون النساء وباقي الأطفال سيطمس كل معالم الثورة الحسينية وستضيع الرسالة الذي ضحى بدمه من أجلها
وأنه سيقتل ولن يصلنا من خبره الا مايتناقله الاعداء الذين سيقتلوه إذ لاشهود على المجزرة غيرهم ..
وكان الأمر سيبقى في أعين الناس وفي أفكارهم أن هؤلاء المقتولون هم جماعة خارجة خرجت على خليفة المسلمين فقتلهم وانتهى الأمر
وماكنا نجد أحداً يروي لنا تفاصيل ماحدث من مجازر رهيبة وتجاوزات خطيرة وانتهاك سافر لحرمة رسول الله وحرمة أهل بيته عليهم السلام
ولكنا اعتقدنا أن الحسين عليه السلام قد قتل بسيف جده فعلاً كما أذاع بعض الفجار ولربما أشاعوا أن ربما بعض قطاع الطرق قتلوه .؟
والأهم من كل ذلك أن الحق الذي أراد له الحسين ان يسطع من خلال دمه لن يسطع بل سيزداد غوصاً في أعماق ظلمة بني أمية لأنه لايوجد من سيحمل لواء الحق من بعد استشهاده ويوضح مبادئ ثورته والتي خرج من أجلها
فقذف الحسين عليه السلام بنسائه وأطفاله الى ساحة الجهاد لأن الجهاد من أجل الله ومن أجل الحق لايعرف صغيراً ولاكبيراً ولارجلاً ولاامرأة ولاشاباً ولاكهلاً ..بل يجب على جميع هؤلاء ان ينصهروا في بوتقه واحدة لتحقيق الهدف الاسمى والانبل وهو رفع راية الحق عالياً مهما كلف الثمن ومهما كانت النتائج صعبة والأثمان باهظة ..وكل يجاهد من موقعه وحسب دوره وماهو مطلوب منه وماهو واجب عليه ان استلزم الامر
ولهذا كان نساء الحسين واطفاله هم الشهود على المجزرة وعلى كل تفاصيلها وهم الشهود على مبادئ الحسين عليه السلام وهم الشهود على حججه التي اقامها على الاعداء وعلى خطبه التي هزت عروشهم ولكنها لم تردعهم وهم بنفس الوقت والاهم من كل ذلك هم من سيحمل اللواء من بعده ويكمل المسيرة بعد استشهاده ..
ولذلك كان النصف الثاني من الجهاد يقع على عاتق هؤلاء
ولهذا تقول الدكتورة والباحثة الاسلامية -السنية- عائشة عبد الرحمن مبرزة دور زينب عليها السلام :
"وماأحسبني أسرف أو أغلو إذا زعمت أن موقف السيدة زينب بعد المذبحة هو الذي جعل من كربلاء مأساة خالدة "
ولهذا اعتبر المفكر السني الاخر عبد الرزاق كيلو أن السيدة زينب كانت قاب قوسين أو أدنى من تغيير وجه التاريخ
في حين رأى آخرون أنها غيرت التاريخ فعلاً وأن السبب المباشر في نجاح السيدة زينب عليها السلام وانتصارها في متابعة ثورة الامام وإذكاء نارها من جديد إلى أن الارادة السماوية ذاتها هي التي هيأتها وأعدتها لتحمل راية الحسين من بعده كي تزلزل عروش الطغاة والمتكبرين وتحولها ناراً حامية تتلظى بهم في الدنيا قبل أن تتراقص على جلودهم في الآخرة ..
ولهذا كانت زينب عليها السلام شريكة في النهضة الحسينية ومتممة لها ولهذا استحقت بجدارة لقب بطلة كربلاء ..
إن الحسين عليه السلام بإخراج أطفاله ونسائه معه أراد أن يظهر الصراع على حقيقته وأن صراعه مع هؤلاء المجرمون هو ليس صراع سلطوي أو صراع نفوذ ينتهي بقتل الحسين وقضاء خصمه عليه فيظهر الأمر للخلق على انه صراع اضداد انتهى بانتصار الكثرة على القلة ..
بل أراد أن يكشف القناع الحقيقي لمن هو في صدد محاربتهم وان صراعه معهم هو صراع على الدين وعلى الحق والباطل
وذلك عندما سيظهر للخلق أجمع أن هؤلاء لايميزون بين رجل وامرأة وبين صغير ولاكبير
وانهم لم يرحموا صغيراً ولاكبيراً منهم ولارجلاً ولاامرأة رغم أنهم أهل بيت النبوة وصفوة الخلق فكيف بهم مع من هم أقل منهم منزلة ومكانة ؟؟
والا لوكان الامر مقتصراً على صراع بينه وبين الخليفة فلماذا قتل أطفاله بهذه الوحشية ولماذا سبيت نسائه بهذه الطريقة الذليلة ولماذا سمح بسلبه ونهبه وحرق خيامه ؟هذا ماأراد اظهاره الحسين للعالم الاعمى انذاك
حتى طفله الرضيع لم يتوانوا عن قلته في أحضانه وهو لاذنب له في هذا الصراع ولايدرك مايجري حوله حتى ..
وهذا دليل انهم لايمتون للأخلاق المحمدية بشيء ولاهم على علاقة بالرسالة ولاصاحبها وان هؤلاء أصحاب دنيا ومستعدون أن يقتلوا من أجل دنياهم ليس الحسين وأطفاله فحسب بل لو ظهر لهم كل الانبياء لما توانوا عن قلتهم ..
وهل الحسين الا بضعة من محمد ؟ وهل قتله الاقتل لمحمد صلوات الله عليه ؟؟
الحقيقة هذه الهمجية والوحشية في التعامل مع وديعة رسول الله التي كانت آخر ماأوصى به هي من أوقظت ضمائر المسلمين
وخاصة بعد مرور موكب السبي الذي يحمل نساء الحسين وأطفاله في كل بقعة من الطريق الى الشام
حيث كان الناس يرون الحقيقة بأعينهم ثم يسمعوها بآذانهم من خلال الخطب المهيبة المؤنبة والمؤلمة للسيدة زينب عليها السلام ولباقي نساء الحسين عليه السلام ولابنه الوحيد الناجي من تلك المجزرة علي زين العابدين عليه السلام
حتى رقية الصغيرة التي استشهدت ذعراً وقهراً على أبيها وهي لم تتجاوز الثلاث سنوات كان لها دوراً عظيماً في تسجيل دورها في تلك المأساة المفجعة وإثارة النقمة على تلك الطغمة الفاسقة وكشف القناع عنها تلك الطغمة التي لم ترحم صغيراً ولاكبيراً من أهل بيت محمد ..
ولذلك نجد أن دور الاسرة بأكملها لايقل أهمية عن دور الحسين عليه السلام
الحسين الذي أراد أن يصدم المسلمين صدمة يصحون من سباتهم الطويل لشدة هولها حتى لو كان ذلك على حساب دمه ودم أهل بيته وأصحابه وعلى حساب معاناة نسائه وأطفاله وكل هذا يهون عند الحسين في سبيل الله ولأجل الله
فكل هؤلاء في نظر الحسين ماهم الا قرابين تقدم فداء للحق وللرسالة الخالدة التي جاهد من أجلها جده رسول الله صلى الله عليه وآله ..
وفعلاً فقد وصلتنا ثورة الحسين ومبادئ الحسين ورسالة الحسين من خلال هؤلاء البقية الباقية من أسرته وأدركنا عمق معاناته وحجم جهاده وتضحياته من خلالهم ..ووصلت تلك الرسالة الى العالم أجمع وأصبحت من أعظم الملاحم وأكثرها مأساوية وأعظمها جهاداًو صبراً فاعترف بعظمتها العدو قبل الصديق والجاهل قبل العالم .
وأدركنا من خلال درس الحسين عليه السلام أن كل فرد في المجتمع معني بالجهاد عندما يكون الأمر متعلق بالعقيدة والرسالة ..لافرق بين صغير ولاكبير ولارجل ولاامرأة بل كل شخص له دوره وعليه أن يمارسه دون ركون ولاهوادة
وأن الصبر يجب ان يكون رفيق هؤلاء الى أن يصلوا الى مبتغاهم الاعلى والأسمى..
ولهذا كانت كربلاء لوحة نادرة حملت كل انواع المعاناة وكذلك الجهاد وبكل الفئات
فكان للمرأة حضورها وللطفل حضوره وللشاب والشيخ الهرم وللأبيض والاسود ..والعبد والسيد
كل هؤلاء انصهروا في بوتقه واحدة ليؤدوا رسالة واحدة و ليثبتوا أنه لا فضل لعربي على أعجمي ولاأبيض على اسود ولاشاب على كهل ولارجل على امرأة الابالتقوى ..
فكان العبد من حزب الحسين عليه السلام خير من مليون سيد مع اولئك الطغاة وكان الطفل أكثر شجاعة وإيماناً من جيش الشام بأكمله ..
والدروس أكثر من أن تنتهي وأكبر وأكثرمن ان نختصرها بصفحة او رد بل تلك الدروس ألفت لها كتب ومجلدات
ونحن أصغر من أن نحصيها
وبعد كل هذا من نحن لنقيم الحسين عليه السلام ؟؟
وبعد كل هذا نريد أن نستخف ونستصغر عظيم تضحياته التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً من اجل مذاهبنا ودوافعنا الشخصية الانانية!!
فماالفرق بينكم وبين من قتل الحسين في كربلاء ؟وانتم كل يوم تقتلون صوته وتستصغرون من تضحيته ومبادئه وتستخفون بها ؟
ظانين أنكم بذلك تدللون على مواطن خطأ الحسين عليه السلام لتظهروا أنه أخطأ حين ضحى بكل هذا في سبيل الله
وانه كان اولى له ان يفضل سلامته وسلامة عائلته..
هذا التفكير السقيم الضعيف المستكين ينفع مع النفوس الضعيفة التي لم تلتمس نور الحق ينفع مع امثال ابن عمر ربما وامثال اتباعه اليوم
وليس مع سيد شباب اهل الجنة الذي ذهل الخلق امام تضحياته وصغروا امام عظمته لدرجة لم يجدوا من سبيل الا انكارها او تسخيفها او التقليل من شأنها حتى لايظهر صغر حجمهم أكثر أمام عظمة الحسين عليه السلام ..
فالسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا ..
ولكن أحببت أن أعلق على هذا السؤال
حيث شعرت وكأن السائل يضع نفسه في منزلة تجعله أعلم من الحسين وأكثر حرصاً وفهماً وإدراكاً لعواقب الأمور
وكأن الحسين عليه السلام ينتظر على أمثال هؤلاء ليعرف السقيم من الامور من مفيدها ؟؟ وهو سيد شباب أهل الجنة
ولايكون سيد اهل الجنة الا أكثرهم علماً وحكمة وإيماناً وادراكاً لعواقب الأمور ..
ولكن سأقول لك أنك أنت وأنا والجميع أصغر بكثير من أن نصل لمرحلة نضع أنفسنا في مكان نقيم فيه تصرفات سبط رسول الله صلوات الله عليه وآله أو نحكم عليها أو نعرف الحكمة منها وممالاشك فيها أن كل حرف ينطقه حكمة وكذلك كل فعل ..
وأما مايدركه أصحاب العقول القاصرة أمثالنا إن هم أعملوا عقولهم وتفكروا يدركون تمام الإدراك أن الحسين عليه السلام كان يدرك مصيره وماستؤول إليه الأمور وكان يعرف أنه لاحدود لطغيان بني أمية
وأن في خروجه استشهاده هو وأخوته وأولاده وكل أصحابه
وأن خروجه وحيداً دون النساء وباقي الأطفال سيطمس كل معالم الثورة الحسينية وستضيع الرسالة الذي ضحى بدمه من أجلها
وأنه سيقتل ولن يصلنا من خبره الا مايتناقله الاعداء الذين سيقتلوه إذ لاشهود على المجزرة غيرهم ..
وكان الأمر سيبقى في أعين الناس وفي أفكارهم أن هؤلاء المقتولون هم جماعة خارجة خرجت على خليفة المسلمين فقتلهم وانتهى الأمر
وماكنا نجد أحداً يروي لنا تفاصيل ماحدث من مجازر رهيبة وتجاوزات خطيرة وانتهاك سافر لحرمة رسول الله وحرمة أهل بيته عليهم السلام
ولكنا اعتقدنا أن الحسين عليه السلام قد قتل بسيف جده فعلاً كما أذاع بعض الفجار ولربما أشاعوا أن ربما بعض قطاع الطرق قتلوه .؟
والأهم من كل ذلك أن الحق الذي أراد له الحسين ان يسطع من خلال دمه لن يسطع بل سيزداد غوصاً في أعماق ظلمة بني أمية لأنه لايوجد من سيحمل لواء الحق من بعد استشهاده ويوضح مبادئ ثورته والتي خرج من أجلها
فقذف الحسين عليه السلام بنسائه وأطفاله الى ساحة الجهاد لأن الجهاد من أجل الله ومن أجل الحق لايعرف صغيراً ولاكبيراً ولارجلاً ولاامرأة ولاشاباً ولاكهلاً ..بل يجب على جميع هؤلاء ان ينصهروا في بوتقه واحدة لتحقيق الهدف الاسمى والانبل وهو رفع راية الحق عالياً مهما كلف الثمن ومهما كانت النتائج صعبة والأثمان باهظة ..وكل يجاهد من موقعه وحسب دوره وماهو مطلوب منه وماهو واجب عليه ان استلزم الامر
ولهذا كان نساء الحسين واطفاله هم الشهود على المجزرة وعلى كل تفاصيلها وهم الشهود على مبادئ الحسين عليه السلام وهم الشهود على حججه التي اقامها على الاعداء وعلى خطبه التي هزت عروشهم ولكنها لم تردعهم وهم بنفس الوقت والاهم من كل ذلك هم من سيحمل اللواء من بعده ويكمل المسيرة بعد استشهاده ..
ولذلك كان النصف الثاني من الجهاد يقع على عاتق هؤلاء
ولهذا تقول الدكتورة والباحثة الاسلامية -السنية- عائشة عبد الرحمن مبرزة دور زينب عليها السلام :
"وماأحسبني أسرف أو أغلو إذا زعمت أن موقف السيدة زينب بعد المذبحة هو الذي جعل من كربلاء مأساة خالدة "
ولهذا اعتبر المفكر السني الاخر عبد الرزاق كيلو أن السيدة زينب كانت قاب قوسين أو أدنى من تغيير وجه التاريخ
في حين رأى آخرون أنها غيرت التاريخ فعلاً وأن السبب المباشر في نجاح السيدة زينب عليها السلام وانتصارها في متابعة ثورة الامام وإذكاء نارها من جديد إلى أن الارادة السماوية ذاتها هي التي هيأتها وأعدتها لتحمل راية الحسين من بعده كي تزلزل عروش الطغاة والمتكبرين وتحولها ناراً حامية تتلظى بهم في الدنيا قبل أن تتراقص على جلودهم في الآخرة ..
ولهذا كانت زينب عليها السلام شريكة في النهضة الحسينية ومتممة لها ولهذا استحقت بجدارة لقب بطلة كربلاء ..
إن الحسين عليه السلام بإخراج أطفاله ونسائه معه أراد أن يظهر الصراع على حقيقته وأن صراعه مع هؤلاء المجرمون هو ليس صراع سلطوي أو صراع نفوذ ينتهي بقتل الحسين وقضاء خصمه عليه فيظهر الأمر للخلق على انه صراع اضداد انتهى بانتصار الكثرة على القلة ..
بل أراد أن يكشف القناع الحقيقي لمن هو في صدد محاربتهم وان صراعه معهم هو صراع على الدين وعلى الحق والباطل
وذلك عندما سيظهر للخلق أجمع أن هؤلاء لايميزون بين رجل وامرأة وبين صغير ولاكبير
وانهم لم يرحموا صغيراً ولاكبيراً منهم ولارجلاً ولاامرأة رغم أنهم أهل بيت النبوة وصفوة الخلق فكيف بهم مع من هم أقل منهم منزلة ومكانة ؟؟
والا لوكان الامر مقتصراً على صراع بينه وبين الخليفة فلماذا قتل أطفاله بهذه الوحشية ولماذا سبيت نسائه بهذه الطريقة الذليلة ولماذا سمح بسلبه ونهبه وحرق خيامه ؟هذا ماأراد اظهاره الحسين للعالم الاعمى انذاك
حتى طفله الرضيع لم يتوانوا عن قلته في أحضانه وهو لاذنب له في هذا الصراع ولايدرك مايجري حوله حتى ..
وهذا دليل انهم لايمتون للأخلاق المحمدية بشيء ولاهم على علاقة بالرسالة ولاصاحبها وان هؤلاء أصحاب دنيا ومستعدون أن يقتلوا من أجل دنياهم ليس الحسين وأطفاله فحسب بل لو ظهر لهم كل الانبياء لما توانوا عن قلتهم ..
وهل الحسين الا بضعة من محمد ؟ وهل قتله الاقتل لمحمد صلوات الله عليه ؟؟
الحقيقة هذه الهمجية والوحشية في التعامل مع وديعة رسول الله التي كانت آخر ماأوصى به هي من أوقظت ضمائر المسلمين
وخاصة بعد مرور موكب السبي الذي يحمل نساء الحسين وأطفاله في كل بقعة من الطريق الى الشام
حيث كان الناس يرون الحقيقة بأعينهم ثم يسمعوها بآذانهم من خلال الخطب المهيبة المؤنبة والمؤلمة للسيدة زينب عليها السلام ولباقي نساء الحسين عليه السلام ولابنه الوحيد الناجي من تلك المجزرة علي زين العابدين عليه السلام
حتى رقية الصغيرة التي استشهدت ذعراً وقهراً على أبيها وهي لم تتجاوز الثلاث سنوات كان لها دوراً عظيماً في تسجيل دورها في تلك المأساة المفجعة وإثارة النقمة على تلك الطغمة الفاسقة وكشف القناع عنها تلك الطغمة التي لم ترحم صغيراً ولاكبيراً من أهل بيت محمد ..
ولذلك نجد أن دور الاسرة بأكملها لايقل أهمية عن دور الحسين عليه السلام
الحسين الذي أراد أن يصدم المسلمين صدمة يصحون من سباتهم الطويل لشدة هولها حتى لو كان ذلك على حساب دمه ودم أهل بيته وأصحابه وعلى حساب معاناة نسائه وأطفاله وكل هذا يهون عند الحسين في سبيل الله ولأجل الله
فكل هؤلاء في نظر الحسين ماهم الا قرابين تقدم فداء للحق وللرسالة الخالدة التي جاهد من أجلها جده رسول الله صلى الله عليه وآله ..
وفعلاً فقد وصلتنا ثورة الحسين ومبادئ الحسين ورسالة الحسين من خلال هؤلاء البقية الباقية من أسرته وأدركنا عمق معاناته وحجم جهاده وتضحياته من خلالهم ..ووصلت تلك الرسالة الى العالم أجمع وأصبحت من أعظم الملاحم وأكثرها مأساوية وأعظمها جهاداًو صبراً فاعترف بعظمتها العدو قبل الصديق والجاهل قبل العالم .
وأدركنا من خلال درس الحسين عليه السلام أن كل فرد في المجتمع معني بالجهاد عندما يكون الأمر متعلق بالعقيدة والرسالة ..لافرق بين صغير ولاكبير ولارجل ولاامرأة بل كل شخص له دوره وعليه أن يمارسه دون ركون ولاهوادة
وأن الصبر يجب ان يكون رفيق هؤلاء الى أن يصلوا الى مبتغاهم الاعلى والأسمى..
ولهذا كانت كربلاء لوحة نادرة حملت كل انواع المعاناة وكذلك الجهاد وبكل الفئات
فكان للمرأة حضورها وللطفل حضوره وللشاب والشيخ الهرم وللأبيض والاسود ..والعبد والسيد
كل هؤلاء انصهروا في بوتقه واحدة ليؤدوا رسالة واحدة و ليثبتوا أنه لا فضل لعربي على أعجمي ولاأبيض على اسود ولاشاب على كهل ولارجل على امرأة الابالتقوى ..
فكان العبد من حزب الحسين عليه السلام خير من مليون سيد مع اولئك الطغاة وكان الطفل أكثر شجاعة وإيماناً من جيش الشام بأكمله ..
والدروس أكثر من أن تنتهي وأكبر وأكثرمن ان نختصرها بصفحة او رد بل تلك الدروس ألفت لها كتب ومجلدات
ونحن أصغر من أن نحصيها
وبعد كل هذا من نحن لنقيم الحسين عليه السلام ؟؟
وبعد كل هذا نريد أن نستخف ونستصغر عظيم تضحياته التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً من اجل مذاهبنا ودوافعنا الشخصية الانانية!!
فماالفرق بينكم وبين من قتل الحسين في كربلاء ؟وانتم كل يوم تقتلون صوته وتستصغرون من تضحيته ومبادئه وتستخفون بها ؟
ظانين أنكم بذلك تدللون على مواطن خطأ الحسين عليه السلام لتظهروا أنه أخطأ حين ضحى بكل هذا في سبيل الله
وانه كان اولى له ان يفضل سلامته وسلامة عائلته..
هذا التفكير السقيم الضعيف المستكين ينفع مع النفوس الضعيفة التي لم تلتمس نور الحق ينفع مع امثال ابن عمر ربما وامثال اتباعه اليوم
وليس مع سيد شباب اهل الجنة الذي ذهل الخلق امام تضحياته وصغروا امام عظمته لدرجة لم يجدوا من سبيل الا انكارها او تسخيفها او التقليل من شأنها حتى لايظهر صغر حجمهم أكثر أمام عظمة الحسين عليه السلام ..
فالسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا ..
تعليق