اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا)
المبحث الروائي :بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا)
1- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله عز وجل أنف لرسول الله صلى الله عليه وآله من مقالة قالتها بعض نسائه فأنزل الله آية التخيير فاعتزل رسول الله صلى الله عليه وآله نساءه تسعا وعشرين ليلة في مشربة أم إبراهيم، ثم دعاهن فخيرهن فاخترنه فلم يك شيئا ولو اخترن أنفسهن كانت واحدة بائنة، قال: وسألته عن مقالة المرأة ما هي؟ قال: فقال: إنها قالت: يرى محمد أنه لو طلقنا أنه لا يأتينا الأكفاء من قومنا يتزوجونا.
2-محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني
إن ابا عبد الله عليه السلام قال: فاخترن الله ورسوله ولو اخترن أنفسهن لبن وإن اخترن الله ورسوله فليس بشئ.
3- عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن عبد الاعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن بعض نساء النبي صلى الله عليه وآله قالت: أيرى محمد أنه إن طلقنا لا نجد الأكفاء من قومنا؟ قال: فغضب الله عز وجل من فوق سبع سماواته فأمره فخيرهن حتى انتهى إلى زينب بنت جحش فقامت وقبلته وقالت:
أختار الله ورسوله.
4- حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن جعفر بن سماعة، عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن زينب بنت جحش قالت: أيرى رسول الله صلى الله عليه وآله إن خلى سبيلنا أنا لا نجد زوجا غيره، وقد كان اعتزل نساءه تسعا وعشرين ليلة فلما قالت: زينب الذي قالت بعث الله عز وجل جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله فقال: " قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن الآيتين كلتيهما " فقلن: بل نختار الله و رسوله والدار الآخرة.
5- عنه، عن الحسين بن سماعة، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن زينب بنت جحش قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله: لا تعدل وأنت نبي، فقال: تربت يداك إذا لم أعدل فمن يعدل؟! فقالت: دعوت الله يا رسول الله ليقطع يدي؟ فقال: لا، ولكن لتتربان، فقالت: إنك إن طلقتنا وجدنا في قومنا أكفاءنا فاحتبس الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وآله تسعا وعشرين ليلة ثم قال أبو جعفر عليه السلام: فأنف الله عز وجل لرسوله فأنزل " يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها الآيتين " فاخترن الله ورسوله فلم يك شيئا ولو اخترن أنفسهن لبن.
(الكافي - الجزء السادس - باب : كيف كان أصل الخيار )
والروايات ورادة كثيرة في : بحار الأنوار للمجلسي ، وجامع أحاديث الشيعة للبروجردي ، وغيرها .
فوائد مهمة :
* وجوب هذا التخيير وما يترتب عليه من وجوب الطلاق لو اخترن أنفسهن وحصول البينونة بهذا الطلاق من دون جواز رجعته لو وقع .
الموسوعة الفقهية الميسرة - الشيخ محمد علي الأنصاري - ج 1
* واختلف العلماء في حكم التخيير على أقوال : ( أحدها ) ان الرجل إذا خير امرأته فاختارت فلا شئ وان اختارت نفسها يقع تطليقة واحدة وِهو قول عمر بن الخطاب وابن مسعود ، واليه ذهب أبو حنيفة وأصحابه ( وثانيها ) انه إذا اختارت نفسها يقع ثلاث تطليقات وان اختارت زوجها يقع واحدة وهو قول زيد بن ثابت واليه ذهب مالك ( وثالثها ) انه ان نوى الطلاق كان طلاقا والا فلا وهو مذهب الشافعي ( ورابعها ) انه لا يقع بالتخيير طلاق وانما كان ذلك للنبي صلى الله عليه وآله خاصة ولو اخترن أنفسهن لما خيرهن لبن منه ، فاما غيره فلا يجوز له ذلك ، وهو المروى عن أئمتنا عليهم السلام .
تفسير نور الثقلين - ج4
* وأما المخير فأصل ذلك أن الله أنف لنبيه صلى الله عليه وآله بمقالة قالها بعض نسائه : أترى محمدا أنه لو طلقنا ألا نجد أكفاء من قريش يتزوجونا ؟ فأمر نبيه صلى الله عليه وآله أن يعتزل نساءه تسعة وعشرين يوما ، فاعتزلهن في مشربة أم إبراهيم عليه السلام ، ثم نزلت هذه الآية " يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الله ورسوله و الدار الآخرة " إلى آخر الآية فاخترن الله ورسوله فلم يقع طلاق.
فقه الإمام الرضا عليه السلام .
* فاخترن الله ورسوله - صلى الله على وآله وسلم - ، فلم يقع الطلاق ولو اخترن أنفسهن لبن.
(الشيخ الصدوق : المقنع / الشيخ الصدوق : من لا يحضره الفقيه)
* الأصل فيه ما روي عنهن من التعيير بما آثره من الفقر والصبر عليه ، وطلب زينة الحياة الدنيا منه مع كراهته لذلك ، فغضب عليهن وآلى منهن شهرا ، فمكث معتزلا عنهن في غرفة " فنزلت هذه الآية ( يا أيها النبي قل لأزواجك ) الآية ، فخيرهن مبتدئا بعائشة ، فاخترن الله ورسوله .
(مسالك الافهام - الشهيد الثاني )
التفسير :
سياق الآيتين يلوح أن أزواج النبي أو بعضهن كانت لا ترتضي ما في عيشتهن في بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الضيق و الضنك فاشتكت إليه ذلك و اقترحت عليه أن يسعدهن في الحياة بالتوسعة فيها و إيتائهن من زينتها. فأمر الله سبحانه نبيه أن يخيرهن بين أن يفارقنه و لهن ما يردن و بين أن يبقين عنده و لهن ما هن عليه من الوضع الموجود.
و قد ردد أمرهن بين أن يردن الحياة الدنيا و زينتها و بين أن يردن الله و رسوله و الدار الآخرة، و هذا الترديد يدل :
أولا: أن الجمع بين سعة العيش و صفائها بالتمتع من الحياة و زينتها و زوجية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و العيشة في بيته مما لا يجتمعان.
ثانيا: أن كلا من طرفي الترديد مقيد بما يقابل الآخر، و المراد بإرادة الحياة الدنيا و زينتها جعلها هي الأصل سواء أريدت الآخرة أو لم يرد، و المراد بإرادة الحياة الآخرة جعلها - هي الأصل في تعلق القلب بها سواء توسعت معها الحياة الدنيا و نيلت الزينة و صفاء العيش أو لم يكن شيء من ذلك.
و اختيار الآخرة على الحياة الدنيا و زينتها الأجر العظيم عند الله لكن لا مطلقا بل بشرط الإحسان و العمل الصالح.
( العلامة الطبطبائي قدس - تفسير الميزان )
:
المناقشة :
أولا- الروايات المتضافرة كثيرة ، والاختلاف بسيط في صياغتها لكن المفهوم واحد ، هو :
أ- وقع التخيير .
ب- واخترن - اي زوجات النبي

ج- لم يقع الطلاق .
ثانيا - وإن اختارت احداهن الطلاق في بواطنها ، و أظهرت خلافه تقية لمكانتها الاجتماعية ، فلا يقع الطلاق .
ثالثا - إن عائشة هي زوجة الرسول


رابعا - هل عائشة تعتبر بأم للمؤمنين ؟
لقد نصّ القرآن الكريم على أنًّ زوجات النبي



إلاّ أنّ الذي ينبغي ملاحظته أن هذه الأمور التي منحها المولى سبحانه لزوجات النبي

مركز الابحاث العقائدية
خامسا - من اللطف الالهي بنبيه محمد


فلو قيل : أنه كان غافلا عن هذا ولا يعرف أن زوجته عائشة قد طلقت نفسها في بواطنها ، فهذا يقدح بعصمته ، وقدح بمنزلته ، كون عائشة تُجرم بفاحشة هو طرف في قيامها دون علمه ( وحاشاه روحي فداه ) .
سادسا - امكانية وقوع الطلاق بعد وفاته


تعليق