إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الحور العين.. ألذّ وأشهى ما في الجنان !!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    الفصل الأول: الحور العين.. حقيقتها وصفاتها

    وفيه عشرة أبواب
    5. بيض مكنون.. بيض الوجوه

    قال تعالى: وَ عِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (الصافات48-49)

    ومما قيل في تفسيرها: شبّههنّ ببيض النعام الذي تكنّه بريشها مصوناً من الغبار ونحوه في الصفا و البياض المخلوط بأدنى صفرة فانّه احسن الوان الأبدان كذا قيل.(تفسير الصافي، ج‏4، ص: 269)

    وكان هذا التفسير دقيقاً أم لم يكن، فإنهنّ بيض الوجوه في صفاء كاللؤلؤ، ففي الحديث عن النبي (ص) لما سأله عبد الله بن سلام قائلا : ..فَصِفْ لِيَ الْحُورَ الْعِينَ‏.
    قَالَ (ص): يَا ابْنَ سَلَامٍ الْحُورُ الْعِينُ‏ بِيضُ الْوُجُوهِ، فِحَامُ الْعُيُونِ، بِمَنْزِلَةِ جَنَاحِ النَّسْرِ، صَفَاؤُهُنَّ كَصَفَاءِ اللُّؤْلُؤِ الْأَبْيَضِ الَّذِي فِي الصَّدَفِ الَّذِي لَمْ تَمَسَّهُ الْأَيْدِي‏.. (بحار الأنوار ج‏57 ص 257)
    قال المجلسي: فحام العيون: لعله من الفحمة بمعنى السواد.
    وقد مرّ ما يشير إلى ذلك.

    شعيب العاملي

    تعليق


    • #47
      بسم الله الرحمن الرحيم

      الأخ شعيب العاملي:

      قلتم:

      من الغريب أن يقال عن موضوع أنه مبني على متن روايات أهل البيت ع ثم يُسأل صاحبه ليُعرَفَ هل أن حقيقة فكره ومنطلقه من أهل البيت أم من مكان آخر !
      أقول:

      1- هل كل من بنى موضوعه على متن رواية لأهل البيت يكون فكره ومنطلقه من أهل البيت عليهم السلام، إنّ أخطر أنواع التحريف لكلام أهل البيت عليهم السلام هو إيراد الرواية بمتنها وحرفها عن مسارها بتأويلها، ألم يبن شريح القاضي لعنه الله فتواه في قتل سيّد الشهداء عليه السلام على رواية عن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله، ألم يبرّر ابن تيميّة قتل أبي عبد الله الحسين قائلاً: قتل بسيف جدّه؟!!
      إذن ليس كلّ من بنى موضوعه على متن رواية فحقيقة فكره ومنطلقه من أهل البيت! ولهذا ساغ لنا أن نسألك عن ذلك خاصّة بعد أن سمعنا هذه الروايات عن أهل البيت عليهم السلام، فانظر إلى هذه الرواية:

      122- 4 الكافي، 1/ 42/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن الوشاء عن أبان عن زياد بن أبي رجاء عن أبي جعفر ع قال‏ ما علمتم فقولوا و ما لم تعلموا فقولوا اللَّه أعلم إن الرجل لينتزع الآية من القرآن يخر فيها أبعد ما بين السماء و الأرض‏

      بيان‏(من الفيض)
      ما علمتم أي بالنور الإلهي المقذوف في قلوبكم أو بالسماع من أهل بيت النبوة و ما لم تعلموا أي بإحدى الوجهين و انتزاع الآية من القرآن استخراجها منه للاستدلال بها على المقصود و الخرور السقوط فيها أي في تفسيرها على حذف المضاف و نسخة يحرفها كأنها تصحيف‏ (الفيض الكاشاني، الوافي ؛ ج‏1 ؛ ص191)

      ووردنا عن[مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الزُّهْرِيِ‏] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام، قَالَ: «
      الْوُقُوفُ‏ عِنْدَ الشُّبْهَةِ خَيْرٌ مِنَ الِاقْتِحَامِ فِي الْهَلَكَةِ، وَتَرْكُكَ حَدِيثاً لَمْ تَرْوِهِ خَيْرٌ مِنْ رِوَايَتِكَ حَدِيثاً لَمْ تُحْصِهِ» (الكافي1: 50)


      وقلت:

      وأغرب من ذلك أن نُسأل عن المبرر الشرعي الذي يسوّغ لنا الاستناد في مواضيعنا الى متن روايات أهل البيت عليهم السلام !! بل وأن يكون ذلك ثغرة في نفسه !!

      فأقول:

      نحن لم نسأل عن المبرر الشرعي للاستناد في مواضيعكم إلى متن الروايات، وليس هذا ما اعتبرناه ثغرةً فراجع ودقّق في عباراتنا، وعلى كلّ حال نوضّح مرادنا مرّة أخرى:
      ليست المشكلة الاستناد إلى الرواية أو الاستشهاد بها، بل المشكلة فيما يلي: عنونتها- ووضعها تحت موضوع معيّن- أو ترتيب الروايات بطريقة معيّنة- أو ذكر فكرة ثمّ نقلها كشاهد على ما تقول ، وكل ذلك من دون أيّ دليل يشهد على صحّة ما تقوم به، فهذا في الواقع تحميل لأفكارك ومعتقداتك على الروايات، فمعاذ الله أن ننكر الرواية الشريفة التي هي نور على نور يخرج منها كلّ نور، بل نحن نستنكر الفكر الذي يُسقط على الروايات وتحميل العقيدة الشخصيّة والأفكار الخاصّة على الآيات القرآنيّة وعلى كلمات أهل البيت من دون الاعتماد على منهج العلماء في الاستظهار،والشواهد كثيرة، وكشاهد على ما نقول، مثلاً:

      قال لك الأخ بريق سيف :

      هناك إنتقاد لقضية الحور العين من البعض كون انه لماذا الجنة يكون جزائها النساء والجنس مما يجعل المسلمون دائمي التفكير في هذه القضية
      فأجبته بهذا الجواب:
      وأما ممارسات جمع من المسلمين وكون بعضهم دائم التفكير في هذه القضية، فقد يتصور على وجهين:
      الأول كما لو انطبق عليهم حديث أمير المؤمنين: فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون.. وهذا ما لا ضير فيه.

      فأنت فسرت قول أمير المؤمنين عليه السلام حين قال: " فهم والجنّة كمن قد رآها فهم فيها منعّمون"، على أنّه من الصور التي تصوّر لبيان كيف يكون فيها المسلمين دائمي التفكير في الحور العين؟!!

      فهل مراد أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته التي يصف فيها المتّقين هو أنّهم دائمي التفكير بالحور العين وبالتنعّم والتلذذ بألذ وأشهى ما فيها ونكاحهم؟! فالمتّقون دائمي التفكير في النكاح و .... ؟!

      في المقابل انظر إلى آراء العلماء:

      العلامة الطباطبائي قدّس سرّه في تفسير الميزان:

      قوله تعالى: «كَذلِكَ وَ زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ» أي الأمر كذلك أي كما وصفناه و المراد بتزويجهم بالحور جعلهم قرناء لهن من الزوج بمعنى القرين و هو أصل التزويج في اللغة، و الحور جمع حوراء بمعنى شديدة سواد العين و بياضها أو ذات المقلة السوداء كالظباء، و العين جمع عيناء بمعنى عظيمة العينين، و ظاهر كلامه تعالى أن الحور العين غير نساء الدنيا الداخلة في الجنة. [الميزان في تفسير القرآن، ج‏18، ص: 149]

      و قوله: «وَ زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ» المراد بالتزويج القرن أي قرناهم بهن دون النكاح بالعقد، و الدليل عليه تعديه بالباء فإن التزويج بمعنى النكاح بالعقد متعد بنفسها [الميزان في تفسير القرآن، ج‏19، ص: 12] .



      مثال آخر:

      قلت:
      وكان الثواب على أنواع عدة،وما الحور العين إلا واحدة من النعم المادية التي يلقاها المؤمن جزاء لطاعة ربه،وأفضل منها النعم الروحيةإن صح تعبيرنا والتي عبر عنها تعالى بقوله: ورضوان من الله أكبر.
      ففسرتها بأنّها من الملاذ الماديّة، فهل الحور من عالم المادّة؟! وما هو الدليل على ذلك؟
      ولا ندري كيف جمعت بين هذا القول وبين ما أوردته على وصف كيفيّة خلق الحور العين من الروايات حيث قلت في إحداها:

      وفي حديث آخر : ثُمَّ فَتَقَ نُورَ وَلَدِيَ الْحُسَيْنِ فَخَلَقَ مِنْهُ الْجَنَّةَ وَ الْحُورَ الْعِينَ‏فَالْجَنَّةُ وَ الْحُورُ الْعِينُ‏ مِنْ نُورِ وَلَدِيَ الْحُسَيْنِوَ نُورُ وَلَدِيَ الْحُسَيْنِ مِنْ نُورِ اللَّهِ وَ وَلَدِيَ الْحُسَيْنُ أَفْضَلُ مِنَ الْجَنَّةِ وَ الْحُورِ الْعِين‏ (تأويل الآيات الظاهرة ص 144)
      نحن لا ندري قد يكون كلامك صحيحاً وقد يكون خطأ، فأين الدليل على ما استظهرته من أنّها ماديّة، وأنّ الاستلذاذ بها يكون ماديّاً وأنّه نكاح كما نفهمه في عالم الدنيا؟!!

      والحال أنّنا نقلنا قبل قليل رأي العلامة الطباطبائي في معنى التزويج الذي حملته أنت على النكاح!!

      بينما انظر إلى رأي العلامة الطباطبائي قدّس سرّه في تفسير الميزان.

      أمّا معنى اللذّة:

      فانظر إلى تفسير السيد علي خان المدني قدّس الله سرّه الشريف لمعنى "اللذة"في كتابه الشريف رياض السالكين حيث يذكر في تفسيره لهذا الدعاء:

      اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ ارْزُقْني خَوْفَ غَمَّ الوَعيدِ، وَ شَوْقَ ثَوابِ الْمُوعُودِ، حَتّى أجِدَ لَذَّةَ ما أدْعُوكَ لَهُ، وَ كَآبَةَ ما أسْتَجيرُ بِكَ مِنْهُ.

      و اللذة إدراك و نيل لما هو عند المدرك كمال و خير من حيث هو كذلك، و هي حسّية و عقليّة، فالحسّية ما استند إلى إحدى الحواسّ الظاهرة أو الباطنة، كطعم الحلاوة عند حاسّة الذوق، و النور عند البصر، و حضور المرجوّ عند الوهميّة، و الأمور الماضية عند القوّة الحافظة تلتذّ بتذكّرها، و العقليّة ما استند إلى القوّة العاقلة؛ إذ لا شكّ أنّ للقوّة العاقلة كمالا و هو إدراكها المجرّدات اليقينيّة، و أنّها تدرك هذا الكمال و تلتذّ به و هو اللّذة العقليّة. إذا عرفت ذلك، فلا شكّ أنّ من جملة ما يدعو له عليه السّلام ما تتعلّق به اللّذة العقليّة، بل هو أعظم و أهمّ ممّا تتعلّق به اللّذة الحسّية عند مثله عليه السّلام، سواء كان في هذه النشأة أو في النشأة الاخرويّة، و على هذا فينبغي تعميم الوجدان بإدراك ما عدا الحواسّ الخمس الظاهرة، سواء كان بالحواسّ الباطنة أو بالقوّة العاقلة؛ ليشمل الوجدان اللذّة العقليّة التي هي أعظم اللذّات.
      فقد صرّح أرباب العرفان بأنّ ألذّ ثمار الجنّة هي المعارف الإلهيّة، و النظر إلى وجه اللَّه ذي الجلال و الإكرام، و ذلك من العقليّات الصرفة.(رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين ؛ ج‏3 ؛ ص516)
      فهنا كيف يمكنك أن تدعي أنّ التذاذ المؤمن الحور العين هو إلتذاذ حسّي مادي؟!

      أمّا قول أمير المؤمنين عليه السلام: " فهم والجنّة كمن قد رآها فهم فيها منعّمون"؛ فانظر إلى تفسير العالم الجليل ابن ميثم البحرانيفي كتابه شرح نهج البلاغة:

      و قوله: فهم و الجنّة كمن رآها. إلى قوله: معذّبون. إشارة إلى أنّ العارف و إن كان في الدنيا بجسده فهو في مشاهدته بعين بصيرته لأحوال الجنّة و سعادتها و أحوال النار و شقاوتها كالّذين شاهدوا الجنّة بعين حسّهم و تنعّموا فيها، و كالّذين شاهدوا النار و عذّبوا فيها. و هى مرتبة عين اليقين. فحسب هذه المرتبة كانت شدّة شوقهم إلى الجنّة و شدّة خوفهم من النار. [شرح‏نهج البلاغة (لابن ‏ميثم)، ج 3 ، صفحة 415] .

      والمسألة لا تقتصر على هذا الموضوع فنحن لا ننسى تأويلاتك في مواضيعك الأخرى، وسأنقل لك ما قاله لك الأخ الكريم أنا عبد عينك يا علي:

      انا ظننتك انك ستشرح عبارة (يا من دل على ذاته بذاته)بآية او رواية، او مبنى علمي متين من عقل او اجماع او غيره لتنقض به كلام غيرك
      فإذا بك اتيتنا بشرح عبارة ( يا من دل على ذاته بذاته ) برأي العلامة المجلسي ؟؟
      مع انك تقول لبعض الاخوة ان الدين لا يعرف بالرجال بل اعرف الحق تعرف اهله
      كيف يستقيم كلامك هذا مع ذاك ؟؟؟؟
      ثم مع التنزل ومع عدم الالتفات اللى تناقضك بالمنهج
      فهل يصح التقليد بالعقائد حتى تأتينا بكلام المجلسي رضوان الله عليه وتستدل به على من يخالفك بالرأي
      -
      ثم مع التنزل ايضا بقبول كلام العلامة المجلسي وجواز التقليد بالعقائد ، فهل كلام المجلسي يلزم به جميع الشيعة ، ام يلزم به نفسه ومقلديه
      -
      ثم هل هذا هو راي المجلسي فقط ام ان له رأي اخر انت لم تورده كما سيتبين لنا بعد قليل ؟؟
      -
      ايضا إذا كان هذا رأي المجلسي ، فلعلماء اخر لا يقلون قيمة عن المجلسي رأي اخر فلماذا تلزمنا بهذا ولانلزمك بذاك .
      -
      وايضااين الادلة في كلام المجلسي؟؟ ،كلامه عبارة عن شرح المقطع حسب فهمه ولا يوجد به دليل علمي ، وكما للمجلسي فهم ، فلنا فهم ، لماذا بائك وباء المجلسي وفهمك يجر وباء وفهم غيركم مشلولة

      وكذلك قال لك الأخ أنوار الملكوت هناك:


      أخي الكريم، نحن لا نشكّ أن أهل البيت هم حجج الله على أرضه ومعادن علمهو أنهم أفضل الخلق و أنهم يعلمون حقائق الكون كلها.فأرجو ألا يكون ردك في إثبات ضرورة التمسك بهم صلوات الله عليهم فهو أمر بديهي لكل شيعي،و لكن إشكالاتنا موجهة نحو كيفية استفادتكمأنتممن كلام أهل البيت عليهم السلام!! فهل ستاخذون كلام أهل البيت على ظاهره أم أنكم ستأخذون منه ما يؤيدكم ثم تردّونو تؤوّلونما يخالفهمن آيات القرآن الكريم ومن كلامهم صلوات الله عليهم ؟؟ و هل ستعتمدون على الدليل أم على تقليد العلماء ؟

      وقلت:


      فيما نرى من يأخذ اليوم عن غير المعصوم دون دليل، بل وعن غير المؤمن بالله دون بيّنة، بل ويخرج بعضهم عن الدين اتباعاً لمن يراهم كباراً وابتعاداً عن حقّ بيّن دون نكير !
      1- نعم هذا السلاح هو السلاح الفتّاك الذي صار يواجه به كل من يخالف أحد بالرأي: وهو إخراج الجميع عن حيطة الدين والتشيّع والإسلام ورميهم بالإنحراف، بحجّة الدفاع عن أهل البيت سلام الله عليهم، وصدّ الشبهات والبدع.... ، وكأن الطرف المقابل بوذي أو مجوسي؟!

      2- فعلاً هذا هو إشكالنا عليك نرجو أن تجيب عليه، فكيف تفسّر كلام المعصوم بقولك أو بقول الإخباريين وقد أبطل علماؤنا منهجهم بالحجّة القاطعة من دون بيّنة علميّة ولا مبنى علمي متين؟
      نعم نحن حتّى الآن لم نرك قد خرجت عن الدين، ولكن نراك تتبع من تراهم كباراً، ورأيناك قد جانبت الصواب في عدّة مرات بتكفير العلماء، فلمّا نبّهك الإخوة انزويت محتجّاً بالانشغالات، وهو ابتعادٌ عن حقّ بيّن دون نكير.

      تعليق


      • #48
        وقلت:
        وبغض النظر عن هذا، وبما أن لتساؤلاتكم صلة بالموضوع ولو بعيدة حيث لم تكن من صميمه، ولئلا تبقى دون جواب، فإنا سنعرض في كلام مختصر ما يرفع اللبس الحاصل لديكم، ولا يخرج الموضوع عن مساره فنقول
        :



        أقول:
        مما سيأتي سيظهر أنه لم يكن لدينا لبس.

        وقلت:

        أولاً: إننا وإن كنا لا ننتمي للمدرسة الأخبارية، إلا أنا نجلّ علماءها كما نجلّ علماء المدرسة الأصولية عما يسقطهم، ولا نرى ما يصلح لرفع فئة وقبول كلامها دون الأخرى حتى لو كان كلام الأخرى مطابقاً للموازين.. إلا التعصّب أجارنا الله وإياكم منه..
        ونلفت النظر إلى أن النظرة القاصرة قديماً وحديثاً لحقيقة المدرستين الأصولية والأخبارية كانت سبباً لتكوّن صورة غير دقيقة عن هاتين المدرستين، رافقها تعصّب وتشدّد من بعض المنتمين للطرفين، فخرج الخلاف عن حدوده وأخذ أبعاداً غير أبعاده، وإلا فإن الخلاف بين أركان المدرسة الأصولية أنفسهم لا يقل عن الخلاف بين المدرسة الأخبارية وغيرها كما لا يخفى
        .

        أقول:
        1- من هو صاحب النظرة القاصرة قديماً ؟!هل هو الوحيد البهبهاني في كتابه الفوائد الحائريّة؟ أم الشيخ جعفر كاشف الغطاء في كتابه (الحق المبين في تصويب رأي المجتهدين وتخطئة الأخباريين.) أم السيّد عبد الله شبّر أم الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري في كتابه الرسائل؟ أم صاحب الكفاية وتلامذته العراقي والنائيني والأصفهاني؟ قدّس الله أسرارهم.
        إن كن هؤلاء أصحاب نظرة قاصرة فلا أدري من هو أصحاب الفكر العميق؟!
        ثم من هم أصحاب النظرة القاصرة حديثاً: أهم مراجعنا الأصوليين الذين يرون هناك فرقاً كبيراً بين المدرستين، هل هو السيد السيستاني أم السيد الخوئي أم السيد الخميني أم السيد محمد باقر الصدر أم الشيخ الوحيد الخرساني أم السيد الحكيم رحم الله الماضين وحفظ الله الباقين منهم ، من فكلّهم ملتزمون بالأصول ورافضين للمنهج الأخباري، وهذه أبحاثهم في علم أصول الفقه قد ملأت رفوف المكتبات بمئات المجلّدات..

        2- الخلاف بين الأصوليين ليس في أصل المنهج وهو الخلاف الموجود في كلّ علم بين أصحاب ذلك العلم، وأمّا خلافهم مع الأخباريين فاختلاف في المنهج، وقد اعتبروه باطلاً، يمكنك الاطلاع على كتاب منية الممارسين، لتقف على الفروق الأربعين بين الأخباريين والأصوليين .

        3- هذا الرأي لم يقل به أحد من علمائنا ولا مراجعنا، بل المشهور خلافه، نعم سمعنا أنّ لسماحة آية الله السيد محمد سعيد الحكيم حفظه الله بحثاً يعمل فيه على التقريب بين وجهات النظر، ويقول فيه كلاماً شبيهاً لما تقول، ولكن بكلّ حال هذا رأي منفرد ولا يعمم على أنّه الرأي السديد ففي قباله مؤلّفات أخرى مثل: كتاب منية الممارسين وقد ذكر الفروق الأربعين بين الأخباريين والأصوليين للسماهيجي، أو أصول الفقه المقارن- الشيخ محسن ال عصفور أو الفروقات بين الأصوليةوالأخبارية - الشيخ عبدالحميد الخاقاني النجفي.

        4- وهو مربط الفرس إن كنتم لا ترون ما يوجب رفع فئة على فئة ألا يعني ذلك أنّك تؤيّد المسلك الأخباري ولو ليس في قبال الأصوليين، فأنت لا ترى ضيراً في أن تكون من الأخباريين، ثمّ طلما أنّك تدّعي بأنّك لست من الأخباريين فهل أنت أصولي؟ وطالما أنّك لا تفرّق بينهم لماذا لم نجدك تأتي بآراء الأصوليين كالسيد علي خان المدني أو العلامة الطباطبائي وغيرهم؟ ولماذا كل مواضيعك مقصورة على الروايات و كلام الأخباريين؟
        أرى في الواقع أنّ هذا نوع اعتراف مبطّن بالأخباريّة والله العالم، ولا أدري عند من وقع اللبس.

        وقلتم:
        ثانياً: إن لكلام الله عزّ وجلّ وقعٌ في النفوس، ولكلام الأئمة الأطهار عليهم السلام أثر في القلوب، وما من كلامٍ أولى بالتلقي والقبول من كلام الله والعترة الطاهرة خصوصاً فيما لا سبيل للعقل إلى إدراكه بنفسه وتنحصر طريقه بالنقل، كالإخبار عن الغيبيات وما سيقع في يوم الحساب كم أشار الاخ اليتيم
        .


        أقول: ومن قال أنّ لنا اعتراض على كلام الله عزّ وجلّ أو على كلام سادتنا وموالينا الأئمّة الأطهار سلام الله عليهم فكلامهم نور وقولهم نور وفعلهم نور، ونحن نسلّم بالأثر النوراني لكلماتهم، والظاهر أنّه حصل لديكم لبس فاعتراضنا كما وضحناه سابقاً، الآن في الأعلى هو على إسقاط فهمك من خلال ترتيبك للروايات بطريقة معيّنة والربط بينها بنحو خاصّ وعنونة الموضوع بشكل ما، وتأويلك وشروحاتك التي نعتبرها خارجة عن سياق الرواية وهو الذي أدى بالإخوة إلى الاعتراض الشديد على منهجيّتك في هذا الموضوع والمواضيع الأخرى، فشتّان بين نورانيّة كلمات اهل البيت وبين إسقاط فهمنا عليها.



        ثمّ من قال أنّ كلامنا عمّا لا يدرك إلاّ بالغيب، كلامنا عما يدرك بالعقل، فعلماؤنا الأجلاء لهم أبحاث مفصلة عقلية وفلسفيّة حول المعاد والملائكة والحور والجنّة والنار فراجعها. والعقل يعرف حدوده التي يقف عندها.



        ومع هذا نحن لم نطالبك بإيرادها بل نحن نطالبك إمّا تلتزم بقواعد الاستظهار التي وردت في علم الأصول أو أن تنقل لنا استظهارات لعلمائنا الأجلاء المشهود بصحّة استظهراتهم وسيرهم على القواعد الصحيحة.


        وقلت:


        ومهما نمّقنا العبارات وزخرفنا الأقوال فلن تصل لكلام أئمة الكلام، وأغلب ما ننقله _فيما نحسب_ لا يحتاج فهمه لأديب بارع أو مفوّه لامع، ومما يمكن لكل أحد أن يأخذ منه بمقدار.. وما احتاج إلى توضيح أو تعليق أو تعليل او جواب شبهة او غير ذلك فخير الكلام فيه ما قلّ ودلّ.
        أقول: فيما مضى جواب كافي على هذا الكلام فقد رأينا ما تحسبه كيف هو!!

        نسأل الله الهداية لنا ولك ولجميع الأخوة الكرام
        اللهم اجعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين عليه السلام.

        والحمد لله ربّ العالمين

        تعليق


        • #49
          المشاركة الأصلية بواسطة جابر الجعفي
          أقول: فيما مضى جواب كافي على هذا الكلام فقد رأينا ما تحسبه كيف هو!!

          نسأل الله الهداية لنا ولك ولجميع الأخوة الكرام
          اللهم اجعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين عليه السلام.

          والحمد لله ربّ العالمين
          فهمنا المطلوب والاشكال أين يقع وشكرا لاخينا جابر
          ونأمل من اخينا شعيب التوضيح ولو بموضوع منفصل
          نتابع

          تعليق


          • #50
            بسم الله الرحمن الرحيم

            الأخ جابر الجعفي
            أولاً: تفوح من مشاركاتك رائحة شخصنة الموضوع وربطه بأبحاث أخرى كان لكم ولغيركم فيها دور غير موفق في الدفاع عن منهج منحرف تعرضنا له هناك، ثم لم نجد منكم ولا من غيركم جواباً، وفوق كل هذا قرأنا ايحاءات منكم ومن غيركم أيضاً بأنا تركنا الموضوع وانسحبنا، والحال أن كلام الحق لا يزال ينتظر من يعمل به، ولا يزال جلياً يدفع شبهات من يحاول أن يكيده..
            على أن إيراد الروايات التي تبيّن خطورة تفسير القرآن بالرأي في محلها تماماً، ولكنها لا تنطبق على كلامنا بل تنطبق على منهج آخر بيّنا حقيقته وسقطاته في المواضيع التي تحدثت عنها.. فإن كان عندك شيء حولها فيمكنك أن تذكره هناك ! ولو كان لبان!
            وكلّ ما ذكرناه وتعرضنا له هنا وهناك كان مقروناً بالآيات والروايات الدالة عليه، ولسنا من يقوم بتحميل أفكاره ومعتقداته على الروايات كما فعل غيرنا فسقط في غياهب الإنحراف. بل إننا نعتمد على ما دلت عليه الروايات التي أمرنا باتباعها.
            وكنموذج ورد في مشاركتك فإن النعيم في الحديث الشريف (فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون) مطلق ولا أظن معنى الإطلاق بخفي.

            ثانياً: ما ذهب إليه بعض العلماء من كون (الزواج) في (بعض) الآيات الشريفة بمعنى (الإقتران) قد تعرضنا له في طيات الأبحاث القادمة وهو أحد الأوجه التي ذكرناها بالنسبة لدعاء النساء بطلب الزواج من الحور العين كما سيأتي.
            وما ذكره الطباطبائي هو رأي في المسألة فقد قال الطبرسي مثلاً: ( وزوجناهم بحور عين ) قال الأخفش : المراد به التزويج المعروف ، يقال : زوجته امرأة وبامرأة . وقال غيره : لا يكون في الجنة تزويج ، والمعنى : وقرناهم بحور عين .(تفسير مجمع البيان للطبرسي ج9 ص116)
            وكلام الطباطبائي (على فرض تماميته في بعض الموارد بالخصوص لمكان الباء) لا يعني أن أهل الجنة لا يتناكحون، إذ دلّت الروايات الصريحة على نكاحهم ذلك فمنها ما مر ومنها ما سيأتي، وقد أوردنا بعضها في أصل الموضوع عن الإمام الصادق عليه السلام (إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ مَا يَتَلَذَّذُونَ بِشَيْ‏ءٍ فِي الْجَنَّةِ أَشْهَى عِنْدَهُمْ مِنَ النِّكَاحِ لَا طَعَامٍ وَ لَا شَرَابٍ)
            وقد اشارت لذلك الآيات حينما وصفت الحور العين بقوله تعالى (فجعلناهن أبكاراً) !
            وقد فسّرها السيد الطباطبائي الذي تستشهد بكلامه بقوله : " فجعلناهن أبكارا " أي خلقناهن عذارى كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكارا (تفسير الميزان ج19 ص124)
            وهو (السيد الطباطبائي) الموافق لما نقول في اصل الموضوع أيضاً حيث قال في مورد آخر: واعلم أنه تعالى لم يذكر فيما ذكر من نعيم الجنة في هذه الآيات نساء الجنة من الحور العين وهي من أهم ما يذكره عند وصف نعم الجنة في سائر كلامه ويمكن أن يستظهر منه أنه كانت بين هؤلاء الأبرار الذين نزلت فيهم الآيات من هي من النساء .(تفسير الميزان ج20 ص131)
            وان ذهب في مورد ثالث إلى أن الحصر في حديث (ألذ ما يشتهي المؤمن) إضافي إلا أن هذا تفسيره الخاص المخالف لظاهر الحديث !
            وتأكيداً على أن الزواج بمعنى النكاح، ننقل ما ورد في الحديث الشريف مثلاً : (يُجَامِعُهَا فِي قُوَّةِ مِائَةِ رَجُلٍ فِي شَهْوَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً) وسياتي مصدره وتفصيله !
            كما سيأتي جواب الإمام الصادق على الزنديق الذي كبر عليه أن تكون عذراء كلما أتاها زوجها !

            ولست أدري كيف لأحد أن يدّعي رغم كل ذلك أن التلذذ بالحور العين ليس مادياً !! أوَيريد أصحاب هذا القول إقناعنا ايضاً أن الطعام والشراب في الجنة ليس مادياً ؟!
            إنه شبيه بالقول الواهي الذي ذهب إليه بعضهم أن المؤمن يلتذ بعناق الحور العين فقط وفقط !
            وأوهن منه ما ذهب إليه بعضهم أن نعيم الجنة معنوي كله لا مادي رغم أن أهلها موجودون باجسامهم !
            وأوهن من الجميع ما ذهب إليه المنكرون للمعاد الجسماني !!
            وقد خالف بعض هؤلاء ضروريات الدين، وخالف بعضهم الآخر روايات عترة رسول رب العالمين صلى الله عليه وآله.

            ثالثاً: لست أدري كيف ترفض حديثاً للإمام عليه السلام يقول فيه : (إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ مَا يَتَلَذَّذُونَ بِشَيْ‏ءٍ فِي الْجَنَّةِ أَشْهَى عِنْدَهُمْ مِنَ النِّكَاحِ لَا طَعَامٍ وَ لَا شَرَابٍ) ! وتُقدِّم عليه كلاماً لمن يطلق عليهم (أرباب العرفاء) يقولون فيه أن ألذ ثمار الجنة هي المعارف الإلهية والنظر إلى وجه الله ؟!
            نعم لا أحد ينكر أن رضوان الله أعظم من كل لذات الجنة وقد اشرنا لذلك في بداية موضوعنا كما في الآية الشريفة (ورضوان من الله أكبر)
            فهناك فرق بين أن يقول الباري عز وجل لأهل الجنة (
            رضاي عنكم ومحبتي لكم خير وأعظم مما أنتم فيه) وبين قول الإمام (مَا يَتَلَذَّذُونَ بِشَيْ‏ءٍ فِي الْجَنَّةِ أَشْهَى عِنْدَهُمْ مِنَ النِّكَاحِ) فلا تعارض بينهما كما لا يخفى !

            رابعاً: لسنا في وارد الرد على كل اتهام باطل وجه إلينا، لكن قولكم (نعم هذا السلاح هو السلاح الفتّاك الذي صار يواجه به كل من يخالف أحد بالرأي: وهو إخراج الجميع عن حيطة الدين والتشيّع والإسلام ورميهم بالإنحراف) ليس فيه شيء من الصواب ولا يشبه إلا التجني والإفتراء، فلسنا ممن يكفر من يخالفنا بالرأي ! إلا من كفر فعليه كفره !
            ومثله في مخالفة الواقع قولك (أرى في الواقع أنّ هذا نوع اعتراف مبطّن بالأخباريّة والله العالم) بعد قولي (لا ننتمي للمدرسة الأخبارية) ! وهذا ما يزيد التعجّب !
            أما العقل، فإنه يشط أحياناً فيعتقد أن توهماته وتصوراته وتخيلاته حقائق، ولا عجب في أن يشط هذا العقل ويظن نفسه مدركاً لأمور لا يكاد يجد لها سبيلاً إلا بالإخبار عن المعصومين فيدّعي أنه قادر على الوصول إليها بنفسه! فيما ينكر الوجود الحقيقي للأشياء التي يحسها ويلمسها الإنسان في أحيان أخرى فيعتبرها اشبه بالسراب ! إن ذا لعجيب أيضاً !!

            خامساً: البحث في مسألة الاصولية والأخبارية طويل إن أردنا سبر أغواره، وقد أجبنا باختصار توضيحاً لمن أراد الخلاصة واللبّ، أما من أراد التمسك بأوجه الخلاف فنكرر أن الخلاف بين الأصوليين أنفسهم لا يقل عن الخلاف بينهم وبين الأخباريين، ومحاولة إسقاط العلماء الأخباريين أو الاصوليين بسبب الجهل بحقائق الخلاف ومقداره هي محاولة فاشلة قديماً وحديثاً..

            الأخ اليتيم
            لن نجر البحث إلى موضوع الأصوليين والأخباريين إذ لا علاقة له بموضوعنا، وما طرح قد أجبنا عليه باختصار، وقد نتعرّض لبيان الحق في المسألة في موضوع خاص في متّسع من الوقت إن شاء الله.

            والحمد لله رب العالمين

            شعيب العاملي
            التعديل الأخير تم بواسطة شعيب العاملي; الساعة 11-06-2012, 11:34 PM.

            تعليق


            • #51
              الفصل الأول: الحور العين.. حقيقتها وصفاتها

              وفيه عشرة أبواب
              6. الشعر أحد الجمالين

              عن النبي (ص): إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَتَزَوَّجَ فَلْيَسْأَلْ عَنْ شَعْرِهَا كَمَا يَسْأَلُ عَنْ وَجْهِهَا فَإِنَّ الشَّعْرَ أَحَدُ الْجَمَالَيْنِ.(من لا يحضره الفقيه، ج‏3 ص388)

              لكن لا تسأل عن شعر الحور العين.. فإنك لو رأيت ذؤابة من ذوائبها لسقطت ميتاً !!
              فعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَوْ أَنَّ حُوراً مِنْ حُورِ الْجَنَّةِ أَشْرَفَتْ‏ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا وَ أَبْدَتْ ذُؤَابَةً مِنْ ذَوَائِبِهَا [لَأَفْتَنَ‏] لَأَمَتْنَ‏ أَهْلَ الدُّنْيَا أَوْ لَأَمَاتَتْ أَهْلَ الدُّنْيَا وَ إِنَّ الْمُصَلِّيَ لَيُصَلِّي فَإِذَا لَمْ يَسْأَلْ رَبَّهُ أَنْ يُزَوِّجَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ قُلْنَ مَا أَزْهَدَ هَذَا فِينَا (الزهد ص 102)

              و الذُّؤَابَةُ: شَعرٌ مَضْفُورٌ (لسان العرب ج1 ص380)
              الذُّؤَابَةُ: ذؤابة مضفورة من شعر (كتاب العين، ج‏8، ص: 202)

              شعيب العاملي

              تعليق


              • #52
                الفصل الأول: الحور العين.. حقيقتها وصفاتها

                وفيه عشرة أبواب

                7. فجعلناهن أبكاراً.. عرباً أتراباً

                يطلب الإنسان بطبعه في هذه الدنيا الفتاة البكر العذراء.. وحبّبت الشريعة إلينا ذلك أيضاً، فعن النبي (ص): تَزَوَّجُوا الْأَبْكَارَ فَإِنَّهُنَّ أَطْيَبُ شَيْ‏ءٍ أَفْوَاهاً.
                وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: وَأَنْشَفُهُ أَرْحَاماً وَ أَدَرُّ شَيْ‏ءٍ أَخْلَافاً وَ أَفْتَحُ شَيْ‏ءٍ أَرْحَاماً (الكافي ج5 ص334)
                وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وآله: تَزَوَّجُوا الْأَبْكَارَ فَإِنَّهُنَّ أَعْذَبُ أَفْوَاهاً وَأَفْتَقُ أَرْحَاماً وَ أَسْرَعُ تَعْلِيماً وَ أَثْبَتُ لِلْمَوَدَّةِ.(الجعفريات ص91)
                فليس بدعاً أن تكون زوجات المؤمن في الجنة أبكاراً عذارى، بل ليس غريباً أن يجدها كذلك كلما أتاها..

                قال تعالى: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً أَتْراباً (الواقعة35-37)
                قال المجلسي رحمه الله: فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً: أي عذارى، و قيل لا يأتيهن أزواجهن إلا وجدوهن أبكارا، عُرُباً أي متحننات على أزواجهن متحببات إليهم، و قيل عاشقات [خاشعات‏] لأزواجهن عن ابن عباس، و قيل العروب اللعوب مع زوجها آنسة به كما يأنس العرب بكلام العربي، أَتْراباً أي متشابهات مستويات في السن، و قيل أمثال أزواجهن في السن‏. (بحار الأنوار ج8 ص110)

                وفي آية أخرى: فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ (الرحمن‏ 56)
                وورد عن النبي (ص) : أَنَّ الْحُورَ الْعِينَ خَلَقَهُنَّ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ مَعَ شَجَرِهَا وَ حَبَسَهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ فِي الدُّنْيَا، عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ حُلَّةً، يُرَى بَيَاضُ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ الْحُلَلِ السَّبْعِينَ كَمَا تُرَى الشَّرَابُ الْأَحْمَرُ فِي الزَّجَاجَةِ الْبَيْضَاءِ وَ كَالسِّلْكِ الْأَبْيَضِ فِي الْيَاقُوتِ الْحَمْرَاءِ، يُجَامِعُهَا فِي قُوَّةِ مِائَةِ رَجُلٍ فِي شَهْوَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَ هُنَّ أَتْرَابٌ أَبْكَارٌ عَذَارَى كُلَّمَا نَكَحَتْ صَارَتْ عَذْرَاءَ، لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌ‏، يَقُولُ: لَمْ يَمَسَّهُنَّ إِنْسِيٌّ وَ لَا جِنِّيٌّ قَطُّ، فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ‏ يَعْنِي خَيْرَاتِ الْأَخْلَاقِ حِسَانَ الْوُجُوهِ‏، كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَ الْمَرْجانُ‏ يَعْنِي صَفَاءَ الْيَاقُوتِ وَ بَيَاضَ اللُّؤْلُؤِ (الاختصاص ص352)

                ولما كبر ذلك على أحد الزنادقة سأل إمامنا الصادق عليه السلام قائلا: فَكَيْفَ تَكُونُ الْحَوْرَاءُ فِي كُلِّ مَا أَتَاهَا زَوْجُهَا عَذْرَاءَ ؟
                قَالَ عليه السلام: إِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الطِّيبِ، لَا تَعْتَرِيهَا عَاهَةٌ وَلَا تُخَالِطُ جِسْمَهَا آفَةٌ، وَ لَا يَجْرِي فِي ثَقْبِهَا شَيْ‏ءٌ، وَ لَا يُدَنِّسُهَا حَيْضٌ، فَالرَّحِمُ مُلْتَزِقَةٌ إِذْ لَيْسَ فِيهِ لِسِوَى الْإِحْلِيلِ مَجْرًى.
                قَالَ: فَهِيَ تَلْبَسُ سَبْعِينَ حُلَّةً وَ يَرَى زَوْجُهَا مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ حُلَلِهَا وَ بَدَنِهَا ؟
                قَالَ: نَعَمْ كَمَا يَرَى أَحَدُكُمُ الدَّرَاهِمَ إِذَا أُلْقِيَتْ فِي مَاءٍ صَافٍ قَدْرُهُ قِيدُ رُمْحٍ‏ (الاحتجاج ج2 ص351)

                وأما قوله تعالى: عُرُباً أَتْراباً، ففي الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام في فضل الغزاة: ... و يعطى الرجل منهم سبعين غرفة من غرف الفردوس ... في كل غرفة سبعون خيمة في كل خيمة سبعون سريرا من ذهب، قوائمها الدر و الزبرجد؛ موصولة بقضبان الزمرد على كل سرير أربعون فراشا، غلظ كل فراش أربعون ذراعا، على كل فراش زوجة من الحور العين‏ عربا أترابا.
                فقال(السائل): أخبرني يا أمير المؤمنين عن عروبة.
                قال (ع): هي الغنجة الرضية الشهية لها سبعون ألف و صيف و سبعون الف و صيفة، ضعف الحلي‏ بيض الوجوه، عليهن تيجان اللؤلؤ، على رقابهن المناديل بأيديهم‏ الاكوبة والأباريق. (تفسير نور الثقلين، ج‏5، ص: 219)

                وفي حديث آخر سئل عليه السلام: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنِي عَنِ التِّرْبَةِ مَا هِيَ ؟
                قَالَ: هِيَ الزَّوْجَةُ الرَّضِيَّةُ الْمَرْضِيَّةُ الشَّهِيَّةُ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفٍ وَ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفَةٍ.. (مستدرك الوسائل ج‏11 ص12)


                تتميم : زواج المؤمن من الثيّبات
                ورد في بعض الروايات أن المؤمن في الجنة يتزوّج ثيّبات كما يتزوج الأبكار العذارى، ومن ذلك حديث الإمام الصادق عليه السلام: الْمُؤْمِنُ يُزَوَّجُ ثَمَانَ مِائَةِ عَذْرَاءَ وَ أَرْبَعَةَ آلَافِ ثَيِّبٍ وَ زَوْجَتَيْنِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ.
                قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ ثَمَانَ مِائَةِ عَذْرَاءَ ؟
                قَالَ: نَعَمْ مَا يَفْتَرِشُ مِنْهُنَّ شَيْئاً إِلَّا وَجَدَهَا كَذَلِكَ (تفسير القمي ج2 ص82)

                كذلك ورد في ثواب من قرأ بعض السور وإن بصيغ مختلفة، ومن ذلك ما ورد في فضل قراءة سورة نوح في الصلاة عن الإمام الصادق عليه السلام: من كان يؤمن بالله ويقرأ كتابه لا يدع قراءة سورة : إنا أرسلنا نوحا إلى قومه ، فأي عبد قرأها محتسبا صابرا في فريضة أو نافلة أسكنه الله تعالى مساكن الأبرار وأعطاه ثلاث جنان مع جنته كرامة من الله وزوجه مائتي حوراء وأربعة آلاف ثيب إنشاء الله (ثواب الأعمال للصدوق ص120)

                ومنه أيضاً ما ورد في ثواب قراءة سورة الإنسان غداة يوم الخميس حيث ورد عن أبي جعفر الباقر عليه السلام: مَنْ قَرَأَ هَلْ أَتى‏ عَلَى الْإِنْسانِ‏ فِي كُلِّ غَدَاةِ خَمِيسٍ زَوَّجَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ‏ ثَمَانَمِائَةِ عَذْرَاءَ وَ أَرْبَعَ آلَافِ ثَيِّبٍ وَ حَوْرَاءَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ‏ وَ كَانَ مَعَ مُحَمَّدٍ ص. (ثواب الأعمال و عقاب الأعمال، النص، ص: 121)

                وفي كتاب آخر: " مَنْ قَرَأَ سُورةَ ( هَلْ أَتى ) في كلِّ غداةِ خَميس زَوَّجَهُ اللهُ من الحُورِ العِينِ مِائَةَ عَذْرَاء ، وَأَرْبَعَةَ آلاف ثَيِّب وحُوراً من الحُور العينِ ، وكانَ مع محمَّد وآله عليهم السّلام (تفسير جوامع الجامع للطبرسي ج3 ص689)

                وفي ثالث: من قرأ سورة هل أتى في كل غداة خميس ، زوجه الله من الحور العين مائة عذراء ، وأربعة آلاف ثيب ، وكان مع محمد صلى الله عليه وآله وسلم.(مجمع البيان للطبرسي ج10 ص206)

                وفي رابع: من قرأ هل أتى على الإنسان في [ كل ] غداة خميس ، زوجه الله من الحور العين ثمانمائة عذراء وأربعة آلاف ثيب حوراء من الحور العين ، وكان مع النبي صلى الله عليه وآله (البرهان ج5 ص543)

                وقد يتوهّم متوهّم أن هناك تعارضاً بين الآيات المباركة (فجعلناهنّ أبكاراً) وبين هذه الأحاديث الشريفة.

                ويندفع التوهّم بأحد وجوه:
                أولها: أن تكون الآية المباركة في مقام الإخبار عن جعل الأعم الأغلب من الحور العين أبكاراً، ويكون بعضهن ثيّبات ينالهنّ من يأتي ببعض الأفعال، أو من يشتهي من المؤمنين، وكونهنّ بالآلاف لا يمنع من ذلك فإنهنّ أقل من الأبكار لكثرة عدد الحور العين من الأبكار.

                ثانيها: إن أبت الآية الحمل على الأعم الأغلب فيمكن أن تكون الآية في مقام الإخبار عن فئة معينة هنّ الأبكار، وساكتة عن غيرهنّ وهنّ الثيبات، فالآيات والروايات مثبتة ولا تنافي بينهما.

                ثالثها: أنه يحتمل أن تكون الثيّبات من غير الحور العين كما يظهر من الحديث (وزوجه مائتي حوراء وأربعة آلاف ثيب) فتكنّ من نساء أهل الدنيا مثلاً ولا تعارض الآية، ويحتمل أن تكون منهنّ كما يظهر من الحديث (زوجه الله من الحور العين مائة عذراء وأربعة آلاف ثيب) فنرجع للوجوه السابقة أو اللاحقة، على أن الاختلاف في صيغ الأحاديث يزيد من الاحتمالات الممكنة ولا نفصل أكثر من ذلك.

                رابعها: ما ذكره بعض العلماء من حمل معنى الأبكار في الآيات المباركة على اللواتي لم ينكحهنّ أحد من قبل بغض النظر عن كونهنّ على هيئة البكارة المعروفة خلقة أو على هيئة الثيّبات، كما تشير إلى ذلك الآية الشريفة : (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ ولا جَانٌّ).
                أما معنى البكر في الأحاديث فيكون بمعنى التي خلقت على هيئة البكارة المعروفة وكلما واقعها زوجها رجعت كذلك، وتكون الثيّب بمعنى هيئة الثيبوبة.. فلا تعارض بين الآية والروايات، إذ البكر على هذا في الآية يشمل الأبكار والثيبات بالمعنى الذي ورد في الروايات.

                وغير ذلك من الوجوه ..

                والحمد لله رب العالمين

                شعيب العاملي

                تعليق


                • #53
                  1

                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  وصلّى الله على سيّدنا وحبيب قلوبنا محمّد وآله الطيبين الطاهرين

                  واللعنة الدائمة الأبديّة على ظالميهم ومبغضيهم ومبغضي شيعتهم إلى يوم الدين




                  الأخ شعيب العاملي:

                  لقد قرأت مشاركتك التي رددت فيها على ما أوردته، وترددت في الإجابة عليكم لسببين:

                  الأوّل: أنّي شعرت أنّكم لم تتقبّلوا النقاش العلمي بقبول حسن، فرأيت أنّكم ثارت ثائرتكم.

                  الثاني: رسالة وصلتني من الخاصّ طلب فيها منّي أحد الإخوة أنّ أتوقف عن النقاش معكم لأنّ ذلك مداعاة أن يدخل صاحبكم وقد رأينا بالأمس أنّه دخل وعاد من جديد لقديم أفعاله، كما رأينا كيف حذف موضوع الأخت راهبة الدير من دون مبرر من التثبيت، ورأى أنّ هذا الأمر متكرّر مع كلّ من يحاوركم ويختلف معكم بالرأي.

                  وعلى كلّ حال بعد التأمل والتفكير وجدت أنّه من الأفضل أن أحمل الجميع على محمل حسن وأن أكمل الحوار إلاّ أن تطلب أنت مني التوقف فلا بأس، فليس لي رغبة في إيذاء أحد.

                  ***
                  نبدأ
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  قلتم:

                  الأخ جابر الجعفي
                  أولاً
                  : تفوح من مشاركاتك رائحة شخصنة الموضوع وربطه بأبحاث أخرى كان لكم ولغيركم فيها دور غير موفق في الدفاع عن منهج منحرف تعرضنا له هناك، ثم لم نجد منكم ولا من غيركم جواباً، وفوق كل هذا قرأنا ايحاءات منكم ومن غيركم أيضاً بأنا تركنا الموضوع وانسحبنا، والحال أن كلام الحق لا يزال ينتظر من يعمل به، ولا يزال جلياً يدفع شبهات من يحاول أن يكيده..
                  على أن إيراد الروايات التي تبيّن خطورة تفسير القرآن بالرأي في محلها تماماً، ولكنها لا تنطبق على كلامنا بل تنطبق على منهج آخر بيّنا حقيقته وسقطاته في المواضيع التي تحدثت عنها.. فإن كان عندك شيء حولها فيمكنك أن تذكره هناك
                  ! ولو كان لبان!
                  وكلّ ما ذكرناه وتعرضنا له هنا وهناك كان مقروناً بالآيات والروايات الدالة عليه، ولسنا من يقوم بتحميل أفكاره ومعتقداته على الروايات كما فعل غيرنا فسقط في غياهب الإنحراف
                  . بل إننا نعتمد على ما دلت عليه الروايات التي أمرنا باتباعها.
                  وكنموذج ورد في مشاركتك فإن النعيم في الحديث الشريف (فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون
                  ) مطلق ولا أظن معنى الإطلاق بخفي


                  هذا الكلام كسابقه يحاول جرّ الموضوع خارج أصل الموضوع، ونحن لن ننجرّ لمهاترات كهذه، على كلّ حال حسابك على الله على كل ما اتهمتنا به هنا أو في المواضيع الأخرى، فهو العالم بالخفيات والنوايا.



                  أمّا قولك:
                  وكلّ ما ذكرناه وتعرضنا له هنا وهناك كان مقروناً بالآيات والروايات الدالة عليه، ولسنا من يقوم بتحميل أفكاره ومعتقداته على الروايات كما فعل غيرنا فسقط في غياهب الإنحراف. بل إننا نعتمد على ما دلت عليه الروايات التي أمرنا باتباعها.
                  وكنموذج ورد في مشاركتك فإن النعيم في الحديث الشريف (فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون
                  ) مطلق ولا أظن معنى الإطلاق بخفي
                  .


                  فهذا مصادرة على المطلوب، فهذه أصل الدعوى، وإلصاقك التهمة بالغير لا يجنّبك منها، وقد بيّنا لك ذلك فيما أوردناه من أمثلة على التفاسير الأخرى التي وردت في نفس المسائل التي تعرّضت لها، وفيما سيأتي مزيد بيان، فما هو المرجّح الذي يجلعني أرجّح كلامك على كلام العلامة الطباطبائي أو السيد علي خان المدني وابن ميثم البحراني قدّس الله أسراراهم، فإن كان لديك شاهد على خلاف ما يقولون فتفضّل وأمّا أن تقول فهو "خلاف الظاهر" وهو "ما لاتدلّ عليه الرواية" أو "كما لا يخفى" فهو لا ينفعك أبداً بل هو مصادرة على المطلوب وليس إلاّ هروب، فنحن ندعي أنّ هناك من يقول بأنّه ما قلته خلاف الظاهر، وأنّ ما أوردته كدليل لا يدلّ على المراد، وأنّ ما اعتبره ممّا لا يخفى، أنّه خفيّ يحتاج إلى بيان وتوضيح.

                  نرجو أن تبيّن بالدليل.

                  2- راجعت كلّ ما أوردته من مشاركات فلم أجد ما ذكرته نقلاً عني، حيث قلت:

                  وكنموذج ورد في مشاركتك فإن النعيم في الحديث الشريف (فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون) مطلق ولا أظن معنى الإطلاق بخفي

                  .

                  أرني يرحمك الله أين ذكرتُ ذلك؟

                  تعليق


                  • #54
                    2

                    قلت:




                    ثانياً: ما ذهب إليه بعض العلماء من كون (الزواج) في (بعض) الآيات الشريفة بمعنى (الإقتران) قد تعرضنا له في طيات الأبحاث القادمة وهو أحد الأوجه التي ذكرناها بالنسبة لدعاء النساء بطلب الزواج من الحور العين كما سيأتي.
                    وما ذكره الطباطبائي هو رأي في المسألة فقد قال الطبرسي مثلاً: ( وزوجناهم بحور عين ) قال الأخفش : المراد به التزويج المعروف ، يقال : زوجته امرأة وبامرأة . وقال غيره : لا يكون في الجنة تزويج ، والمعنى : وقرناهم بحور عين .(تفسير مجمع البيان للطبرسي ج9 ص116)
                    وكلام الطباطبائي (على فرض تماميته في بعض الموارد بالخصوص لمكان الباء) لا يعني أن أهل الجنة لا يتناكحون، إذ دلّت الروايات الصريحة على نكاحهم ذلك فمنها ما مر ومنها ما سيأتي، وقد أوردنا بعضها في أصل الموضوع عن الإمام الصادق عليه السلام (إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ مَا يَتَلَذَّذُونَ بِشَيْ‏ءٍ فِي الْجَنَّةِ أَشْهَى عِنْدَهُمْ مِنَ النِّكَاحِ لَا طَعَامٍ وَ لَا شَرَابٍ)
                    وقد اشارت لذلك الآيات حينما وصفت الحور العين بقوله تعالى (فجعلناهن أبكاراً) !
                    وقد فسّرها السيد الطباطبائي الذي تستشهد بكلامه بقوله : " فجعلناهن أبكارا " أي خلقناهن عذارى كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكارا (تفسير الميزان ج19 ص124)
                    وهو (السيد الطباطبائي) الموافق لما نقول في اصل الموضوع أيضاً حيث قال في مورد آخر: واعلم أنه تعالى لم يذكر فيما ذكر من نعيم الجنة في هذه الآيات نساء الجنة من الحور العين وهي من أهم ما يذكره عند وصف نعم الجنة في سائر كلامه ويمكن أن يستظهر منه أنه كانت بين هؤلاء الأبرار الذين نزلت فيهم الآيات من هي من النساء .(تفسير الميزان ج20 ص131)
                    وان ذهب في مورد ثالث إلى أن الحصر في حديث (ألذ ما يشتهي المؤمن) إضافي إلا أن هذا تفسيره الخاص المخالف لظاهر الحديث


                    أقول:
                    1- نحن لم ننكر النكاح في الجنّة، ولم ننكر أيّ فكرة ممّا أوردتموها، بلى اللهم إلاّ تصويركم لوصف أمير المؤمنين عليهم السلام:

                    وأما ممارسات جمع من المسلمين وكون بعضهم دائم التفكير في هذه القضية،فقد يتصور على وجهين:
                    الأول
                    كما لو انطبق عليهم حديث أمير المؤمنين: فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون.. وهذا ما لا ضير فيه
                    .


                    فاستنكرنا جعل كون المتقين دائمي التفكير في هذه القضيّة ( نكاح الحور العين) ، ولم نستنكر أصل التنعّم فيها، فالمتصوّر أنّ تفكير المؤمنين والمتقين هو في معشوقهم ومحبوبهم وهو الله عزّ وجلّ فهذا هو دائهم الدائم، أمّا نعم الجنّة فهي من باب الضيافة من قبل الله عزّ وجلّ.



                    2- أمّا الذي استنكرناه واقعاً هو أنّكم سقتم الروايات جميعاً بسياقٍ واحد، وبناءً للفهم الظاهري الأوّلي، أو أنّكم أوردتم رأياً واحداً دون عرض باقي الآراء ولم تبيّن السبب في انتخابكم لهذا الرأي دون الرأي الآخر، هذا ما اعتراض الإخوة في هذا الموضوع وفي غيره، وأمّا نحن فما أوردناها من أقوال العلماء هو من باب النموذج لوجود آراء أخرى، ولا نقول أنّنا تبنيّناها، كذلك لم نقل أنّنا لم نتبناها، والحكم هو للدليل والقواعد الحاكمة على الاستظهار التي وضعها علماؤنا رضوان الله عليهم في كتب الأصول.
                    مثلاً: أنتم تصرّون أنّ كل الآيات التي وردت فيها كلمة تزويج فمعنى التزويج فيها هو النكاح، والحال أنّ جعلها بمعنى القرن أولى وذلك لما ورد في رأي العلامة الطباطبائي قدّس سره، خصوصاً أنّ القرن لا يتنافى مع النكاح، فالعلامة لم ينكر أن هناك نكاح في الجنّة، ولكن قال أنّ معنى التزويج هذا لا يراد به النكاح، وهو متوافق مع باقي الآيات الواردة في هذا المعنى في القرآن مثلاً:
                    قوله تعالى: { وإذا النفوس زوجتْ} :
                    ورد في الروايات: و فيه، في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله: «وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ‏» قال: أما أهل الجنة فزوجوا الخيرات الحسان، و أما أهل النار فمع كل إنسان منهم شيطان- يعني قرنت نفوس الكافرين و المنافقين بالشياطين- فهم قرناؤهم.
                    فلاحظ أنّ الإمام سلام الله عليه فسّر تزويج الكافرين والمنافقين بالقرن، وفسّر تزويج المؤمنين (على ما يظهر بالزواج المتعارف عندنا)، والحال أنّ الكلمة واحدة في ومعلوم أنّه لا يمكن استخدام الكلمة الواحدة في معنيين في نفس الوقت، ولذا لن يتم كلامه سلام الله عليه إلا بحمل المعنى على معنى أعم مطلقاً من الآخر أو أعم منهما معاً ينبطق على كلا المعنيين، ومعلوم أنّ التزويج بمعنى القرنّ أعم من التزويج بمعنى النكاح.
                    وهذا سيحلّ مسألة تزويج النساء أيضاً بحور العين يوم القيامة فالحور العين ليسوا مختصين بالرجال فقط، فتأمّل.



                    3- قال العلامة الطباطبائي قدّس سرّه (وهو بيان للرأي الذي أوردته):

                    وفي الكافي، و تفسير العياشي، عن الصادق ع: ما تلذذ الناس في الدنيا و الآخرة- بلذة أكبر لهم من لذة النساء، و هو قوله: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَ الْبَنِينَ- الآية ثم قال: و إن أهل الجنة ما يتلذذون بشي‏ء من الجنة- أشهى عندهم من النكاح، لا طعام و لا شراب.
                    أقول: و قد استفيد ذلك من الترتيب المجعول في الآية للشهوات ثم تقديم النساء على باقي المشتهيات ثم جعل هذه الشهوات متاع الدنيا و شهوات الجنة خيرا منها.
                    و مراده ع من الحصر في كون النكاح أكبر لذائذ الناس إنما هو الحصر الإضافي أي إن النكاح أكبر لذة بالنسبة إلى هذه الشهوات المتعلقة بجسم الإنسان، و أما غيرها كالتذاذ الإنسان بوجود نفسه أو التذاذ ولي من أولياء الله تعالى بقرب ربه و مشاهدة آياته الكبرى و لطائف رضوانه و إكرامه و غيرهما فذلك خارج عن مورد كلامه ع، و قد قامت البراهين العلمية على أن أعظم اللذائذ التذاذ الشي‏ء بنعمة وجوده، و أخرى على أن التذاذ الأشياء بوجود ربها أعظم من التذاذها بنفسها. و هناك روايات كثيرة دالة على أن التذاذ العبد بلذة الحضور و القرب منه تعالى أكبر عنده من كل لذة.


                    أقول: قولك أنّه مخالف لظاهر الحديث، هو مربط الفرس وهو مكمن استنكارنا، فأوّلاً هو أورد دليلاً على قوله، وأنت لم تردّ على قوله إلا بقولك مخالفٌ لظاهر الحديث (وفي الواقع لا يخالف إلاّ استظاهرك أنت) وبيان ذلك: إنّ الظاهر الذي تتفضّل به هو الظاهر البدوي الذي يتبادر للوهلة الأولى خاصّة لمن لا يعرف لحن قولهم سلام الله عليهم، ولا يكفي أن نعتمد عليه في الاستظاهر على ما قرروه في علم الأصول، بل لا بدّ من ملاحظة كافّة الأدلّة، أمّا ما أورده العلامة الطباطبائي قدّس سرّه يدلّ على أنّه التفت إلى الظاهر البدوي الذي ذكرته، وأعرض عنه لأنّه راجع جميع الأدلّة سواء الروائيّة أو العقليّة، ووجد أنّ تفسير هذا الحصر بالحصر الحقيقي سيشكّل تعارض مع باقي الأدلّة الأخرى، أمّا تفسيره بالحصر الإضافي فيوجب الجمع بين جميع الروايات من غير تعارض وهو أولى، خاصّة أنّنا أمام ظهور وليس أمام نصّ كما لا يخفى، فتأتي هذه الرواية منسجمة مع باقي الأدلّة النقليّة والروائيّة على حدّ سواء فلا تعارض، أمّا لو رجّحنا كلامكم فهناك تعارض.

                    أمّا قولك :
                    وتأكيداً على أن الزواج بمعنى النكاح، ننقل ما ورد في الحديث الشريف مثلاً : (يُجَامِعُهَا فِي قُوَّةِ مِائَةِ رَجُلٍ فِي شَهْوَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً) وسياتي مصدره وتفصيله !
                    كما سيأتي جواب الإمام الصادق على الزنديق الذي كبر عليه أن تكون عذراء كلما أتاها زوجها!



                    فأقول: أين وجه الدلالة في أنّ التزويج المراد منه النكاح فقط ؟
                    إنّ أكثر ما يمكن الاستدلال فيه هو أنّ هناك جماع ونكاح في الجنّة (ما اعتذاري من الجميع على استخدام هذه المصطلحات التي لا نحب التكلّم فيها بهذا الشكل ولكن البحث العلمي جرّنا إليه) . ولا يدلّ أبداً على أنّه ينبغي جعل ظهور التزويج في الآيات مصروفاً إلى النكاح وحسب.

                    إن كان عندك دليل أفدنا أفادك الله ومنكم نستفيد.


                    تعليق


                    • #55
                      3

                      قلت:

                      ولست أدري كيف لأحد أن يدّعي رغم كل ذلك أن التلذذ بالحور العين ليس مادياً
                      !!أوَيريد أصحاب هذا القول إقناعنا ايضاً أن الطعام والشراب في الجنة ليس مادياً ؟!
                      إنه شبيه بالقول الواهي الذي ذهب إليه بعضهم أن المؤمن يلتذ بعناق الحور العين فقط وفقط !
                      وأوهن منه ما ذهب إليه بعضهم أن نعيم الجنة معنوي كله لا مادي رغم أن أهلها موجودون باجسامهم !
                      وأوهن من الجميع ما ذهب إليه المنكرون للمعاد الجسماني !!
                      وقد خالف بعض هؤلاء ضروريات الدين، وخالف بعضهم الآخر روايات عترة رسول رب العالمين صلى الله عليه وآله.
                      أوّلاً: نحن لم نقل أنّ التلذّذ بالحور ليس ماديّاً، كما لم نقل أنّه مادّي، أي إنّنا لم نرجّح قولاً على آخر، ففي الواقع نحن لم نطرح رأينا في الموضوع بعد، بل أوردنا الآراء المختلفة، وقد قلنا بالنصّ:

                      نحن لا ندري قد يكون كلامك صحيحاً وقد يكون خطأ، فأين الدليل على ما استظهرته من أنّها ماديّة، وأنّ الاستلذاذ بها يكون ماديّاً وأنّه نكاح كما نفهمه في عالم الدنيا؟!!
                      فهناك معاني أخرى قد أوردها آخرون فلماذا نختار المعنى الذي ذكرته أنت، فحتّى لو قلنا أنّ هناك نكاح، من قال أنّ النكاح ينبغي أن يكون ماديّاً بالمفهوم المادي الصرف الموجود في عالم الدنيا؟ والحال أنّنا في الجنّة لا نكون في عالم الدنيا بل في عال الآخرة (دنيا وآخرة) ألا يوجد فرق بينهما؟

                      أكرر نحن لم نرجّح قول على قول، وإنّما طالبناك بالدليل على هذا القول فقط، فأنت صاحب الموضوع، وأنت من يدّعي، وعلى المدّعي البيّنة.


                      أمّا الدخول في باقي الإشكالات فنحن لم نتعرّض لها فلا حاجة للجواب عليه، نعم نحن نسجّل هنا هذه الملاحظة:
                      إنّ التعرّض لنعيم الجنّة وموضوع الحور العين ممّا لا ينبغي أن يدرس بعيداً عن مسألة المعاد وعن دراسة عالم البرزخ وخصائصه وعالم الملكوت والجبروت وفهم معنى عالم الأسماء والصفات، ومعرفة معنى الفناء والبقاء والخلد والمادة والصورة وآثار عالم المادة، وآثار عالم التجرّد، ومعنى المعاد الجسماني مع الإجابة عن جميع الإشكالات التي وجّهها بعض الفلاسفة عليه، بشكل لا يتعارض مع البناء العقلي والروائي وكلّ هذه الأبحاث متصلة بما تشمل معنى الميزان والصراط والحوض وجنّة الخلد وجنّة الذات وجنة الفردوس ومعنى الأعراف وحقيقة الجنّة وحقيقة جهنّم والعذاب وووو، فدراسة فكرة دون الإلمام بباقي المواضيع سيجعل الإنسان يقع في التيه والضلال

                      ولا ندري مدى اطلاعكم على هذه المواضيع، وهل أنّكم درستموها بنفس النحو الذي تعرضون فيه موضوع الحور العين مبني على المادّة وأصالة المادّة؟!!



                      قولك:

                      ثالثاً: لست أدري كيف ترفض حديثاً للإمام عليه السلام يقول فيه : (إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِمَا يَتَلَذَّذُونَ بِشَيْ‏ءٍ فِي الْجَنَّةِ أَشْهَى عِنْدَهُمْ مِنَ النِّكَاحِلَا طَعَامٍ وَ لَا شَرَابٍ) ! وتُقدِّم عليه كلاماً لمن يطلق عليهم (أرباب العرفاء) يقولون فيه أن ألذ ثمار الجنة هي المعارف الإلهية والنظر إلى وجه الله ؟!
                      نعم لا أحد ينكر أن رضوان الله أعظم من كل لذات الجنة وقد اشرنا لذلك في بداية موضوعنا كما في الآية الشريفة (ورضوان من الله أكبر)
                      فهناك فرق بين أن يقول الباري عز وجل لأهل الجنة(رضاي عنكم ومحبتي لكم خير وأعظم مما أنتم فيه) وبين قول الإمام (مَا يَتَلَذَّذُونَ بِشَيْ‏ءٍ فِي الْجَنَّةِ أَشْهَى عِنْدَهُمْ مِنَ النِّكَاحِ) فلا تعارض بينهما كما لا يخفى !


                      هذه تهمة، فأرجو أن لا تكون ممّن أصحاب نظريّة الوقيعة فيمن يخالفك في الرأي!!

                      هل أنا رفضت كلام الإمام سلام الله عليه، وسبّقت عليه قول : أرباب العرفاء سلام الله عليهم؟!!
                      أين ذلك أرجوك دلّني عليه!!!

                      ثانياً: الكلام ذكره السيدّ علي خان المدني في كتابه الجليل رياض السالكين، فالتهمة التي توجّهها لي في الواقع موجّهة له، فهل ترى أنّ السيد علي خان المدني يرفض كلام أهل البيت عليهم السلام لصالح العرفاء؟! هل تفهم كلامه بهذا النحو؟!!
                      والعجيب هو أنّه أورده وهو يفسّر خطبة لأهل البيت فكيف يستقيم ذلك لا أدري؟!

                      ثالثاً: نحن عرضنا رأي العلامة الطباطبائي في الأعلى وبيّنا الجمع بين هذه الرواية وبين ما قام عليه الدليل النقلي والعقلي على ما قال به العلامة الطباطبائي والسيد علي خان المدني المجتهد في الفقه و(المجتهد في اللغة العربيّة بلا خلاف)، فأين دليلك مولانا على ما تفضّلتم به ، وهذا الأمور لا تحلّ بـ (كما لا يخفى) بل خفيت فأرجو بيانها!!


                      النقطة الرابعة ليس فيها شيء مهم حتّى نردّ عليه.



                      النقطة الخامسة: قولك:


                      خامساً:البحث في مسألة الاصولية والأخبارية طويل إن أردنا سبر أغواره، وقدأجبنا باختصار توضيحاً لمن أراد الخلاصة واللبّ، أما من أراد التمسك بأوجه الخلاف فنكرر أنالخلاف بين الأصوليين أنفسهم لا يقل عن الخلاف بينهم وبين الأخباريين، ومحاولة إسقاط العلماء الأخباريين أو الاصوليين بسبب الجهل بحقائق الخلاف ومقداره هي محاولة فاشلة قديماً وحديثاً..



                      أمّا الجهل بالحقائق فلا ندري من تقصد به أعلام المدرستين الذين ما فتئا يدافع كلّ واحد منهما عن مدرسته تجاه المدرسة الأخرى، ومن هو صاحب المحاولة الفاشلة قديماً وحديثاً، ونكرر لك السؤال الذي هربت منه وهو مربط الفرس:


                      1- من هو صاحب النظرة القاصرة قديماً ؟!هل هو الوحيد البهبهاني في كتابه الفوائد الحائريّة؟ أم الشيخ جعفر كاشف الغطاء في كتابه (الحق المبين في تصويب رأي المجتهدين وتخطئة الأخباريين.) أم السيّد عبد الله شبّر أم الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري في كتابه الرسائل؟ أم صاحب الكفاية وتلامذته العراقي والنائيني والأصفهاني؟ قدّس الله أسرارهم.
                      إن كن هؤلاء أصحاب نظرة قاصرة فلا أدري من هو أصحاب الفكر العميق؟!
                      ثم من هم أصحاب النظرة القاصرة حديثاً: أهم مراجعنا الأصوليين الذين يرون هناك فرقاً كبيراً بين المدرستين، هل هو السيد السيستاني أم السيد الخوئي أم السيد الخميني أم السيد محمد باقر الصدر أم الشيخ الوحيد الخرساني أم السيد الحكيم رحم الله الماضين وحفظ الله الباقين منهم ، من فكلّهم ملتزمون بالأصول ورافضين للمنهج الأخباري، وهذه أبحاثهم في علم أصول الفقه قد ملأت رفوف المكتبات بمئات المجلّدات..

                      2- الخلاف بين الأصوليين ليس في أصل المنهج وهو الخلاف الموجود في كلّ علم بين أصحاب ذلك العلم، وأمّا خلافهم مع الأخباريين فاختلاف في المنهج، وقد اعتبروه باطلاً، يمكنك الاطلاع على كتاب منية الممارسين، لتقف على الفروق الأربعين بين الأخباريين والأصوليين .

                      3- هذا الرأي لم يقل به أحد من علمائنا ولا مراجعنا، بل المشهور خلافه، نعم سمعنا أنّ لسماحة آية الله السيد محمد سعيد الحكيم حفظه الله بحثاً يعمل فيه على التقريب بين وجهات النظر، ويقول فيه كلاماً شبيهاً لما تقول، ولكن بكلّ حال هذا رأي منفرد ولا يعمم على أنّه الرأي السديد ففي قباله مؤلّفات أخرى مثل: كتاب منية الممارسين وقد ذكر الفروق الأربعين بين الأخباريين والأصوليين للسماهيجي،أو أصول الفقه المقارن- الشيخ محسن ال عصفور أو الفروقات بين الأصوليةوالأخبارية - الشيخ عبدالحميد الخاقاني النجفي.

                      4- وهو مربط الفرس إن كنتم لا ترون ما يوجب رفع فئة على فئة ألا يعني ذلك أنّك تؤيّد المسلك الأخباري ولو ليس في قبال الأصوليين، فأنت لا ترى ضيراً في أن تكون من الأخباريين، ثمّ طلما أنّك تدّعي بأنّك لست من الأخباريين فهل أنت أصولي؟ وطالما أنّك لا تفرّق بينهم لماذا لم نجدك تأتي بآراء الأصوليين كالسيد علي خان المدني أو العلامة الطباطبائي وغيرهم؟ ولماذا كل مواضيعك مقصورة على الروايات و كلام الأخباريين؟
                      أرى في الواقع أنّ هذا نوع اعتراف مبطّن بالأخباريّة والله العالم، ولا أدري عند من وقع اللبس.



                      نحن نطالبك أن تأتي باسم المراجع من المعاصرين (غير سماحة آية الله السيد محمد سعيد الحكيم حفظه الله) يقول أنّ الخلاف بين الأصوليين والأخباريين خلاف عادي، كالخلاف بين الأصوليين نفسهم؟!


                      ويكفي أن تقرأ الفروق الـ 23 التي أوردها الحرّ العاملي قدّس سرّه في كتابه الفوائد الطوسيّة لتعرف أنّ الخلاف ليس لفظيّاً كما ادعى البعض، فضلاً عن كتب الأعلام من الأصوليين وقد ذكرتها في الأعلى، فراجع.

                      نعم هناك مسألة أحب أن أوضّحها وهي أن خلافنا مع الأخباريين لا مع أشخاص العلماء قدّس الله سرّهم الشريف، بل نحن نعتزّ بهم ونقدّسهم ونتبرّك بهم وبأسمائهم رضوان الله عليهم، ولكن خلافنا في الواقع هو نفس خلافنا معك في هذا الموضوع وبعض ما أوردته في المواضيع الأخرى، وهو المنهج المتّبع في فهم كلام أهل البيت سلام الله عليهم، وهو ليس بخلاف شخصي أبداً فمن أنا وما خطري ؟!

                      تعليق


                      • #56
                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        الاخ جابر الجعفي
                        لن ندخل في تفاصيل ما قد يكون آراءً أو حتى أوهاماً تراءت لكم أو لمن يراسلكم ومن ذلك (ثارت ثائرتكم - صاحبكم - إيذاء أحد - هروب - مصادرة..)
                        ثم لن أدخل في سجال حول ما أسميتَه (جر الموضوع خارج أصل الموضوع) وأنت بنفسك من جره إلى هناك حينما قلت سابقاً (لكن إذا نظرنا إلى الموضوع من خارج فقد لفت نظري في كلّ مواضيعك عامل مشترك بينها جميعاً..) ثم قلت (علماً أنّ الأخ أنا عبد عينك يا علي والأخ أنوار الملكوت قد لفتا نظرك بطريقة غير مباشرة إلى هذه الثغرة في موضوع إياكم والتفكّر في ذات الله ..) ثم صرت تنقل بعدَ جوابنا ما كُتب في مواضيع أخرى أجبنا عليها هناك فأعرضنا عن الرد عليه هنا لكونه أجنبيا عن موضوعنا هذا..

                        وسأكتفي بتعليقات مختصرة قدر الإمكان:
                        أولاً: الإشكال على استشهادنا بكلام أمير المؤمنين عليه السلام (فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون) في غير محله إذ أنه سلام الله عليه يصف من هو في حال كمن قد رأى الجنة فهو فيها منعم، والنعيم في الجنة على أصناف كما هو معلوم، فهي تشمل بإطلاقها هذا مختلف أنواع النعيم، ولا مانع من أن يكون المؤمن كمن قد رأى ما في الجنة من نعيم الطعام أو الشراب أو النكاح أو غير ذلك من نعم الجنة. وآيات الكتاب التي تتلى آناء الليل وأطراف النهار لا تنفك ترغّب المؤمن بجنات تجري من تحتها الأنهار مذكرة إياه بمختلف أنواع النعيم !

                        ثانياً:لم نجد من يخالفنا ممن يعتد بقوله ينكر النكاح في الجنة، ولسنا في مقام سرد الآراء لكي يستشكل علينا، وما ذكرتم من أقوال في تفسير الزواج في (بعض) الآيات (بالاقتران لا بالنكاح) لا ينفي (كما قلتم) أن الزواج بمعنى النكاح حاصل في الجنة، وعليه فالإشكال ساقط من أساسه على فرض صحة هذا الرأي في التفسير في (بعض) الآيات.

                        ثالثاً: بعد تسليمكم بأن ما قلناه هو الظاهر البدوي من الحديث (ألذ ما يشتهي المؤمن)، فإن الذي يحتاج لدليل هو الإعراض عن هذا الظاهر، ولا نرى تعارضاً بينه وبين غيره من الأدلة لكي نرفع اليد عن هذا الظهور، وقد أشرنا إلى أن رضوان الله تعالى أعظم مما يكون فيه أهل الجنة وهذا لا يعارض كون النكاح ألذ ما يشتهونه في الجنة ! واستظهار غيرنا حجة عليه لا علينا !
                        ولست أدري ما هو الإشكال العظيم الذي يوجه إلى موضوع يتطرق
                        لإحدى النعم التي منّ الله تعالى على أهل الجنة بها ؟! مع اتفاق الجميع على أن رضوان الله أكبر !
                        إن كان الذي يسيئ البعض هو العبارات فأغلبها من الآيات والروايات ! وإن كانت طريقة العرض فلكلّ طريقته !

                        رابعاً: اسلوب جر الموضوع إلى نقاشات أخرى (الاخباريين والاصوليين) لن يثمر، ونسبتكم الهروب إلينا لا تغير شيئاً من واقع الأمر، فرأينا واضح قلناه صريحاً وللتفصيل محله، والموافقون لهذا القول كثر وليس السيد الحكيم وحده (وبالمناسبة فيمكنكم العودة إلى بحث السيد الحكيم كنموذج والاستفادة مما قال وهو من كبار أساتذة الاصوليين في عصرنا)، فإنا قد عرضناه سابقاً على عدد من العلماء من المراجع أو المجتهدين أو كبار أساتذة الحوزة فرأوه صواباً وحقاً كما رأيناه، وعرفناه أيضاً عن غير من عرضناه عليهم، على أن العبرة ليست بكثرة القائلين بالقول لاثبات صحته، وليس هو من موارد التقليد حتى يحتج علينا بقول فلان او فلان فيه، ومع الفهم الدقيق لأوجه الاختلاف بين الطرفين يعلم ما قلنا، ولو توهم بعض أن الاختلاف في العديد من النقاط يزيد الشرخ فإن الاختلاف بين الاصوليين لا يقل عن ذلك! ولبعض العلماء عبارة لطيفة وهي أنه لو قدّر أن يكون بين الاصوليين والاخباريين من يضع يده على الجرح ويعالجه معالجة هادئة كالشيخ المظفر وأضرابه لظهر للأغلب ان لا خلاف في كثير من الاحيان التي توهم الخلاف فيها !
                        وهذا كله لا يتنافى مع دفاع علماء كل مدرسة عما ذهبوا إليه فالاختلاف موجود وكل يتمسك برأيه، لكن إعطاءه أكثر من حجمه هو المجانب للصواب !

                        والحمد لله رب العالمين

                        شعيب العاملي

                        تعليق


                        • #57
                          الفصل الأول: الحور العين.. حقيقتها وصفاتها

                          وفيه عشرة أبواب

                          8. كواعب أترابا

                          قال تعالى: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً حَدائِقَ وَ أَعْناباً وَ كَواعِبَ أَتْراباً (النبأ31-33)
                          وعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِهِ: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً، قَالَ: فَهِيَ‏ الْكَرَامَاتُ‏.
                          وَ قَوْلُهُ‏ وَ كَواعِبَ أَتْراباً، أَيِ الْفَتِيَّاتِ النَّاهِدَات‏ (تفسير القمي ج2 ص402)
                          قال المجلسي: وَ كَواعِبَ أَتْراباً: أي جواري تكعب ثديهن مستويات في السن‏( بحار الأنوار ج‏8 ص 114)

                          وفي مجمع البحرين: قوله تعالى: وَ كَواعِبَ أَتْراباً: الْكَوَاعِبُ جمع كَاعِبٍ، و هي المرأة التي يبدو ثديها للنهود (ج2 ص160)

                          قال ابن الأثير : الكَعَابُ، بالفتح: المَرْأَةُ حِينَ يَبدُو ثَدْيُهَا للنُّهُودِ.(تاج العروس ج2 ص376)

                          وفي كتاب العين: و نَهَدَ الثدي نُهُوداً، أي: انتبر وكعب فهو نَاهِدٌ.(ج4 ص28)

                          شعيب العاملي

                          تعليق


                          • #58
                            الفصل الأول: الحور العين.. حقيقتها وصفاتها

                            وفيه عشرة أبواب

                            9. كلام الحور العين وغناؤها

                            حرّم الله سبحانه وتعالى الغناء في الدنيا على المؤمنين
                            فقال: وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّور(الحج 30)
                            و قال الإمام الصادق عليه السلام: بَيْتُ الْغِنَاءِ لَا تُؤْمَنُ فِيهِ الْفَجِيعَةُ وَ لَا تُجَابُ فِيهِ الدَّعْوَةُ وَ لَا يَدْخُلُهُ الْمَلَكُ.(الكافي ج6 ص433)
                            وقال عليه السلام لمن كان يطيل الاستماع للمغنيات: .. قُمْ فَاغْتَسِلْ وَ سَلْ مَا بَدَا لَكَ، فَإِنَّكَ كُنْتَ مُقِيماً عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ، مَا كَانَ أَسْوَأَ حَالَكَ لَوْ مِتَّ عَلَى ذَلِكَ، احْمَدِ اللَّهَ وَ سَلْهُ التَّوْبَةَ مِنْ كُلِّ مَا يَكْرَهُ فَإِنَّهُ لَا يَكْرَهُ إِلَّا كُلَّ قَبِيحٍ وَ الْقَبِيحَ دَعْهُ لِأَهْلِهِ فَإِنَّ لِكُلٍّ أَهْلًا.(الكافي ج6 ص432)

                            فالغناء في الدنيا هو مزمار الشيطان، حرّمه الله تعالى على بني آدم وجزاهم ما هو خير منه وأبقى، ما سمع الإنس والجن بمثله.

                            فعن رسول الله صلى الله عليه وآله: مَا مِنْ عَبْدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا وَ يَجْلِسُ عِنْدَ رَأْسِهِ وَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ‏ ثِنْتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ تُغَنِّيَانِهِ بِأَحْسَنِ صَوْتٍ سَمِعَهُ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ، وَ لَيْسَ بِمِزْمَارِ الشَّيْطَانِ، وَ لَكِنْ بِتَمْجِيدِ اللَّهِ وَ تَقْدِيسِهِ. (تفسير مجمع البيان ج8 ص50)

                            وعنه (ص): وَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَنَهَراً حَافَتَاهُ الْجَوَارِي، قَالَ: فَيُوحِي إِلَيْهِنَّ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: أَسْمِعْنَ عِبَادِي تَمْجِيدِي وَ تَسْبِيحِي وَ تَحْمِيدِي، فَيَرْفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ بِأَلْحَانٍ وَ تَرْجِيعٍ لَمْ يَسْمَعِ الْخَلَائِقُ مِثْلَهَا قَطُّ فَتَطْرَبُ أَهْلُ الْجَنَّةِ (الاختصاص ص352)

                            وعن أبي الدرداء قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يُذَكِّرُ النَّاسَ فَذَكَرَ الْجَنَّةَ وَ مَا فِيهَا مِنَ الْأَزْوَاجِ وَ النَّعِيمِ وَ فِي الْقَوْمِ أَعْرَابِيٌّ فَجَثَا لِرُكْبَتَيْهِ وَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ فِي الْجَنَّةِ مِنْ سَمَاعٍ ؟
                            قَالَ: نَعَمْ يَا أَعْرَابِيُّ، إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَنَهَراً حَافَتَاهُ أَبْكَارٌ مِنْ كُلِّ بَيْضَاءَ، يَتَغَنَّيْنَ بِأَصْوَاتٍ لَمْ تَسْمَعِ الْخَلَائِقُ بِمِثْلِهَا قَطُّ... (تفسير مجمع البيان ج8 ص50)

                            وعنه (ص) : .. غَيْرَ أَنَّ الْحُورَ الْعِينَ يُضَعَّفُ لَهُنَّ، يَطُوفُ عَلَى جَمَاعَتِهِنَّ فِي كُلِّ أُسْبُوعٍ، فَإِذَا جَاءَ يَوْمُ إِحْدَاهُنَّ أَوْ سَاعَتُهَا اجْتَمَعْنَ إِلَيْهَا يُصَوِّتْنَ بِأَصْوَاتٍ لَا أَصْوَاتَ أَحْلَى مِنْهَا وَ لَا أَحْسَنَ حَتَّى مَا يَبْقَى فِي الْجَنَّةِ شَيْ‏ءٌ إِلَّا اهْتَزَّ لِحُسْنِ أَصْوَاتِهِنَّ، يَقُلْنَ: أَلَا نَحْنُ الْخَالِدَاتُ‏ فَلَا نَمُوتُ‏ أَبَداً، وَ نَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْأَسُ أَبَداً، وَ نَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَا نَسْخَطُ أَبَداً (الزهد ص101)

                            وقد سأل أبو بصير إمامنا الصادق عليه السلام عن الحور العين قائلاً: جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ لَهُنَّ كَلَامٌ يُكَلِّمْنَ بِهِ أَهْلَ الْجَنَّةِ ؟
                            قَالَ: نَعَمْ كَلَامٌ يَتَكَلَّمْنَ بِهِ لَمْ يَسْمَعِ الْخَلَائِقُ بِمِثْلِهِ.
                            قُلْتُ : مَا هُوَ؟
                            قَالَ: يَقُلْنَ: نَحْنُ الْخَالِدَاتُ‏ فَلَا نَمُوتُ‏، وَ نَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْأَسُ، وَ نَحْنُ الْمُقِيمَاتُ فَلَا نَظْعَنُ، وَ نَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَا نَسْخَطُ، طُوبَى لِمَنْ خُلِقَ لَنَا، وَ طُوبَى لِمَنْ خُلِقْنَا لَهُ، نَحْنُ اللَّوَاتِي لَوْ أَنَ‏ قَرْنَ إِحْدَانَا عُلِّقَ فِي جَوِّ السَّمَاءِ لَأَغْشَى نُورُهُ الْأَبْصَار (تفسير القمي ج‏2 ص82)
                            على أنه قد قيل في تفسير قوله تعالى :عُرُباً: لا يتكلمون إلا بالعربية (تفسير القمي ج2 ص348)

                            شعيب العاملي

                            تعليق


                            • #59
                              راي السيد الخوئي في الزواج من الحور العين



                              لمن يحب أن يعرف رأي السيد الخوئي في هذه المسألة ينظر للرابط ادناه

                              فتوى السيد الخوئي في الزواج من الحور العين


                              بأي قصد تقرأ المؤمنة هذه الجملة : ( ومن الحور العين برحمتك فزوجنا ) وما أشبهها ، إذ الظاهر اختصاص ذلك بالرجال؟

                              ( القسم : مسائل متنوعة )

                              السؤال : بأي قصد تقرأ المؤمنة هذه الجملة : ( ومن الحور العين برحمتك فزوجنا ) وما أشبهها ، إذ الظاهر اختصاص ذلك بالرجال؟



                              الجواب :سنة لزوم تخالف الجنسين في النكاح والزواج من أحكام هذه النشأة ، ولم يثبت لزومه للنشأة الآخرة ، حيث ان سنة الزواج هنا لغرض التوليد ، وتداوم الامثال بدلا عما يتحلل فيها بتمادي قرون الحياة المبنية على حكمة تفاني عناصر الكيان والضرام أمد الحي ، مهما عاش في تقلباته ، ليعمل ناتجا لما شاء الله تعالى له وأمره به ، دون ما هنالك من سنة الجزاء التي لغرض حصاد ما عمله في دنياه من نعيم أو جحيم ، فالسرور أو النفور العائدان هناك غير مرهونين بسنة التوليد وتلاحق الامثال ، فللآخرة شأن آخر، والله العالم.

                              وهنا إضغط لتجد رأي السيد صادق الحسين الشيرازي

                              الحور العين والمرأة
                              في بعض الأدعية الواردة عن أهل بيت العصمة سلام الله عليهم تُذكر هذه العبارة «ومن الحور العين برحمتك فزوّجنا» فعندما تقرأ المرأة هذه العبارة فماذا يرزقها ربّ العالمين في الجنّة، هل الحور العين بالنسبة للمرأة هو زوجها كما ورد في بعض الروايات؟
                              ************************************************** ***********

                              إن ذلك لغة أعم وربّما يكون المراد من الحور العين بالنسبة للمرأة هو زوجها. 10 شوال المكرّم 1427



                              تعليق


                              • #60
                                اللهم صل على محمد وآل محمد
                                الاخ طالب التوحيد
                                لم اتبين سبب نقلكم للجوابين وما تأثيره على الموضوع؟ ممكن توضيح
                                على أن ما في السؤال الثاني وجوابه أمر محيّر
                                فالسائل يقول (كما ورد في الروايات)؟
                                أين ورد وماذا ورد من روايات بأن المراد بالحور العين بالنسبة للمراءة هو الحور العين؟! ممكن توضيح
                                وهذا الكلام على فرض صحته يناقض ما اتى به الموضوع من اساسه ولا معنى له!
                                وأمّا كلام السيد الخوئي رحمه الله تعالى فلولا قوله (فللآخرة شأن آخر) لكان لنا فيه حديث آخر!

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
                                ردود 119
                                18,094 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                                استجابة 1
                                100 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                                استجابة 1
                                72 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                                ردود 2
                                156 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 29-06-2022, 06:45 AM
                                استجابة 1
                                109 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X