الفصل الثالث: المؤمنة والحور العين
وفيه بابين
1. المرأة المؤمنة أجمل من الحور العين
كثيراً ما تقف المرأة المؤمنة حائرة عندما تقرأ آية أو تسمع رواية فيها ذكر للحور العين، فتتسارع التساؤلات داخلها، وتأخذها الغيرة بعيداً دون أن تدري أن بإمكانها أن تكون في منزلة الحور العين، بل أنها قد تكون أفضل وأجمل من الحور العين.
أما كونها بمنزلة الحور العين، فقد دلها على إحدى الطرق لذلك نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله حين قال: أَيُّمَا امْرَأَةٍ كَتَمَتْ سِرَّ زَوْجِهَا فَلَمْ تُطْلِعْ عَلَيْهِ أَحَداً فَهِيَ فِي دَرَجَاتِ الْحُورِ الْعِينِ فَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ فَلَا يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَكْتُمَ (إرشاد القلوب للديلمي ج1 ص174)
إذاً فكتمان المرأة لسر زوجها يجعلها بمنزلة الحور.. لكن هل لها أن تفضل على الحور العين ؟ أم ستكون الحور العين أفضل من المرأة التي آمنت بربها وعرفت نبيها واتبعت وليها وعانت ما عانت في هذه الدنيا ؟
سبق لأمنا حواء أن طلبت من ربها طلباً فقالت: أسألك يا رب أن تعطيني كما أعطيت آدم.
فقال الرب عز و جل: إني قد وهبتك الحياء و الرحمة والأنس، و كتبت لك من ثواب الاغتسال و الولادة ما لو رأيته من الثواب الدائم، والنعيم المقيم، والملك الكبير، لقرت به عينك.
يا حواء، أيما امرأة ماتت في ولادتها حشرتها مع الشهداء، يا حواء، أيما امرأة أخذها الطلق إلا كتبت لها أجر شهيد، فإن تحملت و ولدت، غفرت لها ذنوبها و لو كانت مثل زبد البحر و رمل البر و ورق الشجر، وإن ماتت فهي شهيدة، و حضرتها الملائكة عند قبض روحها، و بشروها بالجنة، و تزف إلى بعلها في الآخرة، وتفضل على سائر الحور العين بسبعين درجة.
فقالت حواء: حسبي ما أعطيت (البرهان في تفسير القرآن ج3 ص356)
فللمرأة المؤمنة في حملها وولادتها منزلة عظيمة بصبرها، ولجهادها أجر الشهداء عند ربها وجهادها حسن التبعل في الدنيا، أي أن المرأة إن كانت زوجةً صالحةً مؤمنة عابدة لربها مؤدية لفروضها مطيعة لزوجها دخلت الجنة، وكلما ترقت في ما فرضه الله عليها كلما ارتفعت مكانتها في الجنة.
على أن هذه المراوَدات ليست جديدة على حواء وبناتها، فهذه أم سلمة تسأل النبي (ص) عندما ذكر الحور العين فتقول: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا لَنَا فَضْلٌ عَلَيْهِنَّ ؟
قَالَ: بَلَى، بِصَلَاتِكُنَّ وَ صِيَامِكُنَّ وَ عِبَادَتِكُنَّ لِلَّهِ بِمَنْزِلَةِ الظَّاهِرَةِ عَلَى الْبَاطِنَةِ (الاختصاص ص348)
ولا ينتهي الأمر هنا، فكل مؤمنة حوراء عيناء كما في حديث الإمام الصادق عليه السلام للشيعة : .. أَنْتُمُ الطَّيِّبُونَ وَنِسَاؤُكُمُ الطَّيِّبَاتُ كُلُّ مُؤْمِنَةٍ حَوْرَاءُ عَيْنَاءُ وَ كُلُّ مُؤْمِنٍ صِدِّيق (الأمالي للصدوق ص: 626)
هذا في الفضل، وأما في الجمال، فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: الْخَيْرَاتُ الْحِسَانُ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الدُّنْيَا وَ هُنَّ أَجْمَلُ مِنَ الْحُورِ الْعِين (من لا يحضره الفقيه ج3 ص469)
وقد سأله الحلبي فقال: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ {فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ}
قَالَ: هُنَّ صَوَالِحُ الْمُؤْمِنَاتِ الْعَارِفَاتِ .... (الكافي ج8 ص156)
فهنيئاً للمرأة المؤمنة ما حباها ربها في جنات النعيم، هنيئاً بالطهارة من كل عيب ونقص ورجس ودنس، هنيئاً بجنة يلقى أهلها الأحبة محمداً وحزبه، هنيئاً بإشراق نور الله جل جلاله على ساكني جنان الخلد ورضوانه عنهم ..
شعيب العاملي
وفيه بابين
1. المرأة المؤمنة أجمل من الحور العين
كثيراً ما تقف المرأة المؤمنة حائرة عندما تقرأ آية أو تسمع رواية فيها ذكر للحور العين، فتتسارع التساؤلات داخلها، وتأخذها الغيرة بعيداً دون أن تدري أن بإمكانها أن تكون في منزلة الحور العين، بل أنها قد تكون أفضل وأجمل من الحور العين.
أما كونها بمنزلة الحور العين، فقد دلها على إحدى الطرق لذلك نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله حين قال: أَيُّمَا امْرَأَةٍ كَتَمَتْ سِرَّ زَوْجِهَا فَلَمْ تُطْلِعْ عَلَيْهِ أَحَداً فَهِيَ فِي دَرَجَاتِ الْحُورِ الْعِينِ فَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ فَلَا يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَكْتُمَ (إرشاد القلوب للديلمي ج1 ص174)
إذاً فكتمان المرأة لسر زوجها يجعلها بمنزلة الحور.. لكن هل لها أن تفضل على الحور العين ؟ أم ستكون الحور العين أفضل من المرأة التي آمنت بربها وعرفت نبيها واتبعت وليها وعانت ما عانت في هذه الدنيا ؟
سبق لأمنا حواء أن طلبت من ربها طلباً فقالت: أسألك يا رب أن تعطيني كما أعطيت آدم.
فقال الرب عز و جل: إني قد وهبتك الحياء و الرحمة والأنس، و كتبت لك من ثواب الاغتسال و الولادة ما لو رأيته من الثواب الدائم، والنعيم المقيم، والملك الكبير، لقرت به عينك.
يا حواء، أيما امرأة ماتت في ولادتها حشرتها مع الشهداء، يا حواء، أيما امرأة أخذها الطلق إلا كتبت لها أجر شهيد، فإن تحملت و ولدت، غفرت لها ذنوبها و لو كانت مثل زبد البحر و رمل البر و ورق الشجر، وإن ماتت فهي شهيدة، و حضرتها الملائكة عند قبض روحها، و بشروها بالجنة، و تزف إلى بعلها في الآخرة، وتفضل على سائر الحور العين بسبعين درجة.
فقالت حواء: حسبي ما أعطيت (البرهان في تفسير القرآن ج3 ص356)
فللمرأة المؤمنة في حملها وولادتها منزلة عظيمة بصبرها، ولجهادها أجر الشهداء عند ربها وجهادها حسن التبعل في الدنيا، أي أن المرأة إن كانت زوجةً صالحةً مؤمنة عابدة لربها مؤدية لفروضها مطيعة لزوجها دخلت الجنة، وكلما ترقت في ما فرضه الله عليها كلما ارتفعت مكانتها في الجنة.
على أن هذه المراوَدات ليست جديدة على حواء وبناتها، فهذه أم سلمة تسأل النبي (ص) عندما ذكر الحور العين فتقول: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا لَنَا فَضْلٌ عَلَيْهِنَّ ؟
قَالَ: بَلَى، بِصَلَاتِكُنَّ وَ صِيَامِكُنَّ وَ عِبَادَتِكُنَّ لِلَّهِ بِمَنْزِلَةِ الظَّاهِرَةِ عَلَى الْبَاطِنَةِ (الاختصاص ص348)
ولا ينتهي الأمر هنا، فكل مؤمنة حوراء عيناء كما في حديث الإمام الصادق عليه السلام للشيعة : .. أَنْتُمُ الطَّيِّبُونَ وَنِسَاؤُكُمُ الطَّيِّبَاتُ كُلُّ مُؤْمِنَةٍ حَوْرَاءُ عَيْنَاءُ وَ كُلُّ مُؤْمِنٍ صِدِّيق (الأمالي للصدوق ص: 626)
هذا في الفضل، وأما في الجمال، فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: الْخَيْرَاتُ الْحِسَانُ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الدُّنْيَا وَ هُنَّ أَجْمَلُ مِنَ الْحُورِ الْعِين (من لا يحضره الفقيه ج3 ص469)
وقد سأله الحلبي فقال: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ {فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ}
قَالَ: هُنَّ صَوَالِحُ الْمُؤْمِنَاتِ الْعَارِفَاتِ .... (الكافي ج8 ص156)
فهنيئاً للمرأة المؤمنة ما حباها ربها في جنات النعيم، هنيئاً بالطهارة من كل عيب ونقص ورجس ودنس، هنيئاً بجنة يلقى أهلها الأحبة محمداً وحزبه، هنيئاً بإشراق نور الله جل جلاله على ساكني جنان الخلد ورضوانه عنهم ..
شعيب العاملي
تعليق