على أن ما في الآيات والروايات تقريبٌ للأذهان بما تحتمل، وَ قَدْ وَرَدَ عَنْهُمْ عليهم السلام: كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا سَمَاعُهُ أَعْظَمُ مِنْ عِيَانِهِ وَ كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الْآخِرَةِ عِيَانُهُ أَعْظَمُ مِنْ سَمَاعِهِ (عدة الداعي ص109)
وَ فِي الْوَحْيِ الْقَدِيمِ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ بِقَلْبِ بَشَرٍ. (المصدر)
وعن أمير المؤمنين عليه السلام في وصف الجنة: لَوْ رَمَيْتَ بِبَصَرِ قَلْبِكَ نَحْوَ مَا يُوصَفُ لَكَ مِنْ نَعِيمِهَا لَزَهِقَتْ نَفْسُكَ وَ لَتَحَمَّلْتَ مِنْ مَجْلِسِي هَذَا إِلَى مُجَاوَرَةِ أَهْلِ الْقُبُورِ اسْتِعْجَالًا لَهَا وَ شَوْقاً إِلَيْهَا (المصدر)
فوجدنا أن التعرّف على ما أعدّ الله للمؤمن في جنات الخلد باعث ومحفز للعاملين على عملهم، وقد قال مولى الموحدين علي عليه السلام في وصف المتقين : فَهُمْ وَ الْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُون .. (نهج البلاغة ص303)
وهو كذلك مصبِّر لهم على ابتلاءٍ صيّر أحدهم كالقابض على الجمر، فيعرف أن في غض بصره وحفظ نفسه عما حرم الله عليه إيماناً يجد طعمه وحوراً عيناً لذة للمؤمنين.
وهذا من عين الشيخ الفاضل شعيب العاملي ان المسألة تقريبية لأذهان الناس وليست بالطريقة المطروحه بان المومن سيحصل على أشهى وألذ نسوان
هناك إنتقاد لقضية الحور العين من البعض كون انه لماذا الجنة يكون جزائها النساء والجنس مما يجعل المسلمون دائمي التفكير في هذه القضية
وهناك بعض المحققين التاريخيين يقولون بأنه لما سمع المسلمون بقضية الحور العين والماء العذب والجنة الموعودة ذهبوا إلى الفتوحات لكي يحصلوا علي ذلك خصوصا وأن بعض النصوص التاريخية تثبت ما حدث أثناء الفتوحات من تهافت على النساء والغلمان والأراضي والقصور وووو
ارى ان هناك أبعادا لهذه القضية
وتقبل رأيي برحابة صدر إن شاء الله
أحسنت أخوي بريق السيف أوافقك في كل كلمه بالذات مايخص الفتوحات وتهافت المسلمين على الغنائم اللتي من بينها النساء وهذة وصمت عار في التاريخ الأسلامي وأسمحلي أضيف أني أشعر أن الخطاب الديني من كثرة ما يطمع المؤمن بالحور العين
أصبح معظم الملتزمين يعدد ويتزوج 3 أو4 سواء كان بحاجه أو بغير حاجه وهدفه من إلتزامه بالدين هو الحور العين
يعني يعيش لشهواته ويعبدالله لشهواته أيضاً..
تفكيره مشغول بالنساء طول الوقت وهذا شي يحط من قيمته كأنسان ..
و لكنني أتفق مع الأخ بريق سيف بالنسبة لهذا الموضوع و عنوانه في الجملة لا بالجملة، فطريقة العرض توحي كأنّ الغاية التي يسوقنا إليها الدين و الالتزام بأحكامه ليست إلا الوصول إلى هذه اللذائذ و خصوصاً الحور العين!!
و الحال أن المستفاد بوضوح من نصوصنا الشريفة أن هناك من النعم و المراتب ما يفوق هذه المسألة بدرجة لا تتصوّر، و أن غاية أمل الإنسان في الآخرة هي أمر أرقى من هذا بكثير... ولا أظن مثل هذا الأمر يخفى عليكم.
مثلاً قولكم :
وعندما نظرنا إلى نعيم الجنة وجدناه على ألوان شتى، فما عدلنا عن اختيار ألذّه وأشهاه للمؤمن في كلامنا هذا ...
هذا الكلام بضميمة العنوان يوحي .. بل يظهر منه أن هذا أقصى ما عند الله لعباده المؤمنين. و لا شكّ أن هذا ليس ما تريدونه. أليس كذلك؟ بعبارة أخرى: لا شكّ أن الحور العين من أعظم نعم الله في الجنة، و لكن هل هي غاية ما هناك فلا نعيم أعظم منها ؟!! فلو عرضوا عليك مثلاً العرض التالي، فقالوا لك: اترك التنعم بالحور العين في الآخرة و اطلب أيّ شيء آخر تريده.. أي شيء!! فهل ستقبل ؟ و ماذا ستختار؟
أرجو أن تتقبل مرورنا و نقدنا برحابة صدر ... و مثلك من يقبل.
الاخ يقيني بالله يقيني
نشكرك على مشاركتك، وقد تعرضنا لهذا الحديث ومجموعة من الأحاديث الأخرى في الفصل الرابع: مهور الحور العين.
وسياتيك الكثير منها إن شاء الله، فلا بأس بتأجيل الحديث عنها حتى ذلك الحين.
الأخ اليتيم
كان كلامنا فيما يصرح به الرجل والمرأة أو فيما يظهر منهما.
أما لو أردنا أن ننظر إلى الأمر بواقعية وتجرد، لتبيّن لنا أن رغبة المرأة بالرجل تزيد عن رغبته بها، وحاجتها إليه تزيد عن حاجته إليها، ولكن الحياء عند المرأة أضعاف حياء الرجل، فيقف سداً منيعاً أمام هذه الرغبات، ولذا جرت عادة الناس على أن يقدِمَ الرجل على الخطوة الأولى تجاه المرأة، بل جرت على أن يراعي المرأة وحياءها دوماً.. حياء امتدحته الشرائع السماوية وعملت على رعايته والحفاظ عليه..
وألمحت إلى هذا المعنى الأحاديث الشريفة، ومنها ما ورد من أن: همة النساء الرجال (بحار الأنوار ج11 ص113)
وورد عن المرأة : إنما همتها في الرجال (علل الشرائع ج2 ص498)
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: خَلَقَ الله الشَّهْوَةَ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ فَجَعَلَ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ فِي النِّسَاءِوَ جُزْءاً وَاحِداً فِي الرِّجَالِ، وَ لَوْ لَا مَا جَعَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ عَلَى قَدْرِ أَجْزَاءِ الشَّهْوَةِ لَكَانَ لِكُلِّ رَجُلٍ تِسْعُ نِسْوَةٍ مُتَعَلِّقَاتٍ بِهِ (الكافي ج5 ص338)
فلو تجرّدت المرأة عن حيائها لرأيت العجب العجاب من الفساد والتفسخ وسقوط المجتمعات إلى مهاوي الرذيلة.
لان المرأة التي تفقد حياءها وتفقد أنوثتها تفقد نفسها، وتتحول إلى كائن هائج مدمِّر أعاذنا الله وجميع المؤمنين والمؤمنات من هذا البلاء.
وقد اقتضت الحكمة الإلهية أن تعطى صبراً أكثر مما أعطي الرجل ليتناسب وطبيعتها.
الأخ عقيل28
تختلف كثير من حسابات الدنيا عن حسابات الآخرة، وقد مرت بعض الأحاديث في ذلك وسياتي بعضها الآخر، ولا نقول إلا: عطاء من رب كريم !
الأخ بريق سيف
قد ننظر تارة إلى ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله ونتطلع إلى فهم الحِكَمِ من ورائه.
وقد ننظر إلى الواقع الخارجي وممارسات الناس طوراً ونحاكمها بتجرد.
أما النظرة الأولى، فمن المعلوم لكل أحد أن الأديان السماوية أرشدت الناس إلى عبادة الواحد الأحد، وبشّرت العابدين بجزيل الثواب، والعاصين بشديد العقاب، وكان الثواب على أنواع عدة، وما الحور العين إلا واحدة من النعم المادية التي يلقاها المؤمن جزاء لطاعة ربه، وأفضل منها النعم الروحية إن صح تعبيرنا والتي عبر عنها تعالى بقوله: ورضوان من الله أكبر.
ومن نافل القول أن الرغبة سبب اساسي في التزام الإنسان بهذا المنهج أو ذاك، فليس هناك ضير في بيان أنواع الملذات والجزاء لمن التزم بتعاليم السماء، بل قد يتوقف فيما لو لم يرد مثل هذا البيان !
على أن أنعم الجنة كثيرة وعديدة ولا تقتصر على هذا النوع من الملذات، وإن قصرنا الحديث عنها في موضوعنا هذا.
وأما ممارسات جمع من المسلمين وكون بعضهم دائم التفكير في هذه القضية، فقد يتصور على وجهين: الأول كما لو انطبق عليهم حديث أمير المؤمنين: فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون.. وهذا ما لا ضير فيه.
والآخر فيما لو انعكس سلباً على سلوكهم الدنيوي، وهذا يكشف عن تضعضع في الإيمان لا عن كمال فيه، والعيب والنقص فيهم. والآخر كتسابق جمهرة من المسلمين على ملذات الدنيا من حيث حرّم الله تعالى مخالف تماماً لشريعته ومنهجه، فلا يكون هذا مأخذاً عليها، بل عليهم إذ تجاهلوا الوعود الربانية الأخروية وهرولوا إلى ملك يفنى ولذة تزول.
الاخ بريق سيف
الاخت علوية الهوى
الأخ الدكتور الكويتي
لا تعجلوا أيها الإخوة بإطلاق الكلام قبل التدقيق في معانيه وفيما يُطرح.
أكثر ما تطرقتم له قد ورد في طيبات الحديث وجواب بعضه أمام ناظريكم، والباقي سيأتي الكلام فيه إن شاء الله.
الأخ أنوار الملكوت
نعم لقد تعمدنا اختيار هذا العنوان للموضوع وهو مستلٌّ من الحديث الشريف الذي ذكرناه، وسبقه قولنا: (وعمل الإنسان المؤمن يمهّد له جنات تجري من تحتها الأنهار، وشرفاً وكرامة بجوار محمد وآل محمد، ورضواناً من الله أكبر.)
ولا شك ولا ريب أن ما عند الله أعظم، إلا أن اللذة بالتنعم بالحور العين هي الاشهى عند المؤمنين في الجنة كما عن صادق آل محمد عليهم السلام. وفرق بين (الأشهى والألذ من النعم) وبين (أعظم نعمة)..
فلا شك أن نعمة جوار محمد وآل محمد أعظم من كل ذلك، ولا شك أن رضوان الله أكبر من كل شيء، لكن في مقام المقايسة بين اللذات طرح موضوعنا كنموذج.. وهذا المعنى واضح في كلامنا وان كان ما في أذهان العديد من الإخوة ما يوحي بغير ذلك لسبب أو لآخر.
ان بعض العناوين تؤدي إلى فهم خاطئ في التطبيق فمثلا لو قلنا أشهى وألذ حور عين انت وأنا وبضع نفر سنفهم المقصود عظمة نعم الله تعالى وهناك نعم مادية ونعم روحية ورضوان الله هو أكبر نعمة
ولكن عوام الناس ماذا سيفهمون
دغري أشهى وألذ نسوان مافي شك
الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله اوصل المعلومة للمسلمين ولكن كثيرا منهم فهمها بهذه الطريقة وما طفقوا بالمصائب في الفتوحات خصوصا في موضوع النساء حيث تباروا بالحصول على أكبر عدد من الجواري ويقال أن الهادي العباسي أو هارون كان لديهم ثلاثة ألاف جارية
نشكرك على التوضيح.. و هذا ما كنا نظنّه فعلاً .. فالقصد من الموضوع إذاً هو أن الحور العين هي أفضل النعم المادية (أو الشبيهة بالمادية على الخلاف في ذلك ) وذكرُها في النصوص الشرعية هي من باب أن المؤمن الذي يحرم نفسه اللذات المحرمة في الدنيا فالله يعطيه ما هو أعظم و ألذ في الآخرة، و الله خير الشاكرين.
و أما النعم المعنوية فهي الأعظم و الأهم، و هي التي ينبغي أن تكون غاية أمل الإنسان المؤمن وهدفه النهائي، بل إن الروايات تشير إلى أن لحظة واحدة من هذه النعم تجعل المؤمن ينسى الجنة و ما فيها حتّى الحور العين.
الاخ بريق سيف
الاخت علوية الهوى
الأخ الدكتور الكويتي
لا تعجلوا أيها الإخوة بإطلاق الكلام قبل التدقيق في معانيه وفيما يُطرح.
أكثر ما تطرقتم له قد ورد في طيبات الحديث وجواب بعضه أمام ناظريكم، والباقي سيأتي الكلام فيه إن شاء الله.
الأخ أنوار الملكوت
نعم لقد تعمدنا اختيار هذا العنوان للموضوع وهو مستلٌّ من الحديث الشريف الذي ذكرناه، وسبقه قولنا: (وعمل الإنسان المؤمن يمهّد له جنات تجري من تحتها الأنهار، وشرفاً وكرامة بجوار محمد وآل محمد، ورضواناً من الله أكبر.)
ولا شك ولا ريب أن ما عند الله أعظم، إلا أن اللذة بالتنعم بالحور العين هي الاشهى عند المؤمنين في الجنة كما عن صادق آل محمد عليهم السلام. وفرق بين (الأشهى والألذ من النعم) وبين (أعظم نعمة)..
فلا شك أن نعمة جوار محمد وآل محمد أعظم من كل ذلك، ولا شك أن رضوان الله أكبر من كل شيء، لكن في مقام المقايسة بين اللذات طرح موضوعنا كنموذج.. وهذا المعنى واضح في كلامنا وان كان ما في أذهان العديد من الإخوة ما يوحي بغير ذلك لسبب أو لآخر.
الإخوة الكرام
كنا قد أشرنا لهذه المعاني في أصل الموضوع دون تفصيل لئلا نخرجه عن سياقه، أما وقد طُرحت الملاحظات فلزمت الإجابة عليها كما في مشاركاتنا الأخيرة وان دون تطويل.
أما الجماعة التي استغلت الدين وخالفت شريعة سيد المرسلين، فلم تكن الأمور خافية عنها وأفرادها قد عرفوا ما جاء به النبي (ص) حق المعرفة لكنهم أعرضوا عنه اتباعاً لشهواتهم، وحاشى للنبي (ص) أن يكون مقصراً في إيصال الرسالة أو أن يترك ما يشتبه على الناس دون توضيح.
تنوّعت الروايات في خلق الحور العين، ولكن أبلغها دلالة وألطفها معنى ما ورد عن النبي (ص): ..وَ فَتَقَ نُورَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ خَلَقَ مِنْهُ الْجِنَانَ وَ الْحُورَ الْعِينَ، وَ الْحُسَيْنُ وَ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنَ الْجِنَانِ وَ الْحُورِ الْعِينِ (الروضة في فضائل أمير المؤمنين ص113، والفضائل لابن شاذان ص129 مع اختلاف يسير)
وفي حديث آخر : ثُمَّ فَتَقَ نُورَ وَلَدِيَ الْحُسَيْنِ فَخَلَقَ مِنْهُ الْجَنَّةَ وَ الْحُورَ الْعِينَ فَالْجَنَّةُ وَ الْحُورُ الْعِينُ مِنْ نُورِ وَلَدِيَ الْحُسَيْنِ وَ نُورُ وَلَدِيَ الْحُسَيْنِ مِنْ نُورِ اللَّهِ وَ وَلَدِيَ الْحُسَيْنُ أَفْضَلُ مِنَ الْجَنَّةِ وَ الْحُورِ الْعِين (تأويل الآيات الظاهرة ص 144)
فلا غرابة في أن يكون جمال الحور العين فتّاناً، وأن تميت طلّتها أهل الدنيا، فإنها خلقت من نور الحسين عليه السلام، ونوره من نور الله جل جلاله..
نعم لدينا في مقام التفصيل روايات أخرى.. فقد سأل أبو بصير إمامنا الصادق عليه السلام قائلاً : جُعِلْتُ فِدَاكَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خُلِقْنَ الْحُورُ الْعِينُ ؟
قَالَ: مِنْ تُرْبَةِ الْجَنَّةِ النُّورَانِيَّةِ، وَ يُرَى مُخُّ سَاقَيْهَا مِنْ وَرَاءِ سَبْعِينَ حُلَّة (تفسير القمي ج2 ص82)
وعنه عليه السلام: خُلِقَتْ مِنَ الطَّيِّبِلَا يَعْتَرِيهَا عَاهَةٌ وَ لَا يُخَالِطُ جِسْمَهَا آفَة (الاحتجاج ج2 ص351)
وعن الإمام الرضا عليه السلام : أَمَّا الْحُورُ الْعِينُ فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنَ الزَّعْفَرَانِ وَ التُّرَابِ لَا يَفْنَيْنَ (مناقب آل ابي طالب ج4 ص355)
ولا تنافي بين هذه الروايات، فالمجموعة الأولى تذكر أن الجنة والحور العين قد خلقت من نور الحسين عليه السلام.
والرواية التي بعدها ذكرت أن الحور العين خلقت من تربة الجنة النورانية، وبما أن الجنة مخلوقة من نور الحسين عليه السلام (بحسب المجموعة الأولى من الروايات) صح ان يقال ان الحور العين مخلوقة من نوره عليه السلام.
والتي تلتها ذكرت انها خلقت من (الطَيِّب) أو (الطِيب)، فعلى الأول يمكن أن يكون تراب الجنة (الطَيِّب)، وعلى الثاني يمكن أن تكون مخلوقة من تراب الجنة و(الطِيب) معاً.
والرواية الأخيرة تذكر أنها خلقت من التراب والزعفران معاً، ولا تعارض بينها اذ يمكن ان يكون خلقها من مزيج من هذه الأشياء، أو أن كل جزء منها خلق من شيء كما سيأتي.
على أنه يمكن أن تكون هناك أنواع من الحور العين بحسب درجات المؤمنين أو أعمالهم، بل يظهر أن الأمر كذلك كما في الحديث التالي:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ أَخَذَ جَبْرَئِيلُ بِيَدِي فَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ وَ أَجْلَسَنِي عَلَى دُرْنُوكٍ مِنْ دَرَانِيكِ الْجَنَّةِ فَنَاوَلَنِي سَفَرْجَلَةً فَانْفَلَقَتْ بِنِصْفَيْنِ فَخَرَجَتْ مِنْهَا حَوْرَاءُ كَانَ أَشْفَارُ عَيْنَيْهَا مَقَادِيمَ النُّسُورِ فَقَالَتِ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَحْمَدُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ .
فَقُلْتُ مَنْ أَنْتِ يَرْحَمُكِ اللَّهُ ؟
قَالَتْ أَنَا الرَّاضِيَةُ الْمَرْضِيَّةُ خَلَقَنِي الْجَبَّارُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍأَسْفَلِي مِنَ الْمِسْكِ وَ أَعْلَايَ مِنَ الْكَافُورِ وَ وَسَطِي مِنَ الْعَنْبَرِ وَ عُجِنْتُ بِمَاءِ الْحَيَوَانِ (أي الحياة).
قَالَ الْجَلِيلُ كُونِي فَكُنْتُ، خُلِقْتُ لِابْنِ عَمِّكَ وَ وَصِيِّكَ وَ وَزِيرِكَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع (أمالي الصدوق ص183)
فإن هذه الحورية لعلي عليه السلام قد خلقت من أنواع ثلاثة: المسك والكافور والعنبر.
كذلك ورد أن من صلى صلاة خاصة (ستأتي في الفصل الرابع) يوم الإثنين أعطاه الله حوراً عيناً قال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله: ...فَوْقَ كُلِّ فِرَاشٍ حَوْرَاءُ جَعَلَهَا اللَّهُ مِنْ طَيِّبِ الطِّيبِ، مِنْ لَدُنْ أَصَابِعِ رِجْلَيْهَا إِلَى رُكْبَتَيْهَا مِنَ الزَّعْفَرَانِ، وَ مِنْ لَدُنْ رُكْبَتَيْهَا إِلَى ثَدْيَيْهَا مِنَ الْمِسْكِ، وَ مِنْ لَدُنْ ثَدْيَيْهَا إِلَى مَفْرِقِ رَأْسِهَا مِنَ الْكَافُورِ الْأَبْيَضِ، عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ حُلَّةٍ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ كَأَحْسَنِ مَنْ رَآهُنَّ إِذَا أَقْبَلَتْ إِلَى زَوْجِهَا كَأَنَّهَا الشَّمْسُ بَدَتْ لِلنَّاظِرِينَ ... (جمال الأسبوع ص 69)
فقد خلقت هذه الحور من طيّب الطيب وهو أنواع ثلاثة بحسب الرواية: الزعفران والمسك والكافور الأبيض.
وفي هذا فليتنافس المتنافسون..
شعيب العاملي
التعديل الأخير تم بواسطة شعيب العاملي; الساعة 06-06-2012, 11:45 PM.
قال تعالى: وَ لَهُمْ فيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ هُمْ فيها خالِدُونَ (البقرة 25)
خالِدينَ فيها وَ أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّه (آل عمران 15)
لَهُمْ فيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ نُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَليلاً (النساء57)
والأزواج هنا تشمل بإطلاقها زوجات المؤمن من الآدميات والحور العين، وهن مطهرات من كل نقص وعيب، فعن أبي عبد الله ع في قول الله: «فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ» قال: لَا يَحِضْنَ وَ لَا يُحْدِثْنَ. (تفسير العياشي ج1 ص164)
وعن الإمام الصادق عليه السلام في أزواج المؤمن في الجنة: إِنَّ أَزْوَاجَهُ لَا يَغِرْنَ وَ لَا يَحِضْنَ وَ لَا يَصْلَفْنَ (تفسير القمي ج2 ص169)
صَلِفَتِ الْمَرْأَةُ عِنْدَ زَوْجِهَا: .. إذا لم تحظ عنده وأبغضها (العين ج7 ص125)
فكل صفة من صفات النقص سترتفع، وكل عيب ستنزّه عنه زوجة المؤمن في الجنة ليتنعّم بها كيف شاء، فحتى الغيرة التي تلازم أغلب نساء الدنيا ترتفع في الآخرة عنهنّ فيتنزّهن عنها كالحور العين، وأما غيرها من مصاديق النقص والعيب فأوضح.
فقد ورد في الحديث الشريف أنهنّ مطهّرات من كل أنواع الأقذار والمكاره والعيوب: ...وَ لَهُمْ فِيها فِي تِلْكَ الْجِنَانِ أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ مِنْ أَنْوَاعِ الْأَقْذَارِ وَ الْمَكَارِهِ،مُطَهَّرَاتٌ مِنَ الْحَيْضِ وَ النِّفَاسِ ... وَ مِنْ كُلِّ الْمَكَارِهِ وَ الْعُيُوبِ بَرِيَّاتٌ، وَ هُمْ فِيها خالِدُونَ مُقِيمُونَ فِي تِلْكَ الْبَسَاتِينِ وَ الْجَنَّاتِ. (تفسير الإمام العسكري عليه السلام ص203)
وقد قال تعالى: وَ حُورٌ عِينٌ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (الواقعة22-23)
وقيل في تفسيرها: كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ : المصون عمّا يضربه في الصّفاء و النّقاء.(تفسير الصافي، ج5 ص 121)
في حقيقة الامر لم أجد فيما يطرحه الاخوة من اعتراضات وجهة إلا ما تم التنويه له منهم وتمت الاجابة عليه منكم
مثل هذه المواضيع على الرغم من فائدتها
لكنها تبقى حالها حال كل شيء آخر سلاحا ذو حدين
والمشكلة ليست في المواضيع ، المشكلة في من يتلقاها
اتذكر أنني قرأت حديثا أن من نظر لامراءة تعجبه ثم غضّ طرفه ونظر الى السماء زوجه الله تعالى في تلك اللحظة من الحور العين ، ولعل الاخ شعيب يتطرق لهذا الحديث
عموما، صرت بصورة لا ارادية حينما انظر الى امراءة تجذب نظري، استغفر الله وانظر الى السماء وادعو الله الذي اوعد على لسان صاحب الحديث أن يزوجني من اللحظة الحور العين
ولا اعتقد ان الله سبحانه يبخل على عبده أن يعطيه ما أمله ودعاه ويدخره له ويجزيه اياه يوم القيامة
حتى وإن كان مصيره الى النار
وإن كان حينها لا ترغب به تلك الحوراء لانها لا تحب اهل النار
لكن لعل صاحب العطاء يشفعها فيه
نسأله سبحانه أن يرزقنا الجنة والحور العين ومرافقة النبيين ورضوان من الله اكبر
وشكرا للموالين ولعنة الله على الظالمين
والحمد لله رب العالمين
تعليق