إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ما معنى قوله تعالى : " ليس كمثله شيء و هو السميع البصير " ..؟؟!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    المشاركة الأصلية بواسطة نصرالشاذلى
    ربُّك يسمع دون الحاجة إلى السمع .. فما علاقة سمعه سُبحانه بالإحتياح له ؟؟
    المشاركة الأصلية بواسطة نصرالشاذلى


    أليس ربُّك هو الأوّل .. أهو قَبل شيء !!

    أليس ربّك هو الآخر .. أهو بعد شيء !!

    هُناك أمور يجب أن يتوقّف عِندها العقل .. وهيَ ذات الله .. فمَن تحدّث في ذات الله تزندق .
    ممتاز جدا .. و هذه قاعدة مهمة يجب أن نقر بها و هي :

    قاعدة :الله سبحانه و تعالى يتصف بصفاته ليس من باب احتياجه لتلك الصفات ، فلا ينبغي نفي صفات عنه بحجة عدم الاحتياج ؛ إذ اتصافه بالصفات ليس من باب الاحتياج أصلا ...


    هل تقر معي بهذه القاعدة بشكل كامل ... ؟؟!!!

    .
    .
    .
    () .. قلم حبر .. ()

    تعليق


    • #32
      المشاركة الأصلية بواسطة قلم حبر


      السؤال الأول : ما المقصود من قوله تعالى : " ليس كمثله شيء و هو السميع البصير " ؟؟؟!!!

      و أمامنا الخيارات التالية :

      1- هل معناه : لا شيء يشابهه ، حيث لا يتصف الله بصفة يتصف بها غيره و لا غيره يتصف بصفة يتصف بها هو .

      2- أم معناه : لا شيء يماثله ، حيث ليس هناك من يماثل الله بشكل كامل ، بل قد يماثله في بعض الصفات فقط .

      3- أم معناه : لا شيء يماثله فيما يشابهه ، حيث لا أحد يماثل الله في أية صفة يشترك معه في الاتصاف بها .

      4- لا شيء مما سبق . فما هو ؟





      الرابع هو الصحيح
      الاول هو قول المعطلة
      و الثاني لا قائل به
      والثالث: مبهم ويحتمل وجهين احدها للوهابية المجسمة الحشوية
      والرابع: هو الصحيح ان يقال ان الله ليس كمثله شيء في أي صفة كمالية من حيث المصداق ولا يتصف بصفات النقص ولوازم الجسم مفهوماً ومصداقاً

      تعليق


      • #33
        المشاركة الأصلية بواسطة علي القمي






        وما هو رأي المجسمة في ذلك؟


        هذا الموضوع ليس للجدال و المصارعة ...

        هذا الموضوع محاولة جادة للفهم الصحيح للآية الكريمة ...

        نريد أن نفهم : ماذا يريد ا لله من قوله لنا بأنه : " ليس كمثله شيء و هو السميع البصير "

        هل يريد القول بأنه لا يتصف بصفة يتصف بها غيره ؟؟ فلماذا يقول بأنه السميع البصير و هي صفات يتصف بها غيره ؟؟

        أم يريد القول بأنه يتصف بصفات يتصف بها غيره , و لكن لا يماثلهم فيها ؟؟

        و من ثم ،، هل يريد منا أن تكون هذه الآية دافعا لنا لنفي الصفات عنه ، أم دافعا لنا لإثبات الصفات له ؟؟؟


        .
        .
        .
        () .. قلم حبر .. ()

        تعليق


        • #34
          المشاركة الأصلية بواسطة قلم حبر
          هذا الموضوع ليس للجدال و المصارعة ...

          هذا الموضوع محاولة جادة للفهم الصحيح للآية الكريمة ...

          نريد أن نفهم : ماذا يريد ا لله من قوله لنا بأنه : " ليس كمثله شيء و هو السميع البصير "

          هل يريد القول بأنه لا يتصف بصفة يتصف بها غيره ؟؟ فلماذا يقول بأنه السميع البصير و هي صفات يتصف بها غيره ؟؟

          أم يريد القول بأنه يتصف بصفات يتصف بها غيره , و لكن لا يماثلهم فيها ؟؟

          و من ثم ،، هل يريد منا أن تكون هذه الآية دافعا لنا لنفي الصفات عنه ، أم دافعا لنا لإثبات الصفات له ؟؟؟


          .
          .
          .
          () .. قلم حبر .. ()
          [/center]
          الرابع هو الصحيح
          الاول هو قول المعطلة
          و الثاني لا قائل به
          والثالث: مبهم ويحتمل وجهين احدهما للوهابية المجسمة الحشوية
          والرابع: هو الصحيح ان يقال ان الله ليس كمثله شيء في أي صفة كمالية من حيث المصداق ولا يتصف بصفات النقص ولوازم الجسم مفهوماً ومصداقاً
          التعديل الأخير تم بواسطة علي القمي; الساعة 09-08-2012, 12:43 AM.

          تعليق


          • #35
            المشاركة الأصلية بواسطة السيد الكربلائي

            المشاركة الأصلية بواسطة السيد الكربلائي

            شكرا لكم وللأخ المتحدث، ولا زال الحديث حديثا علمياً وهذا رائع جداً فقد استفيد شيئا كنت غافلا عنه.



            أتمنى أن تفرق بين أمرين مهمين :

            الأول : إمكانية اتصاف الله بصفة يتصف بها غيره من عدمها .

            الثاني : كيفية اختلاف صفات الله عن الصفات التي يشترك غيره معه في الاتصاف بها .


            في مشاركتك أعلاه ، فإن الكلام الذي اقتبسته من كلام ابن رشد و الغزالي يصب في كيفية اختلاف صفة السمع و البصر في الله عنها في غيره ...

            فعندما تقول بأن سمع الله لا يحتاج لآلة و سمع غيره يحتاج لآلة ،، فهذا القول من باب التفريق بين الصفتين لمنع حصول التماثل .. و لا ينفي أن كلاهما يسمع ، لكن كلّ بالكيفية اللائقة به .

            و نحن قبل أن ننتقل إلى الأمر الثاني و هو كيفية اختلاف صفات الله عن صفات غيره ،، نريد أن نتفق على الأمر الأول و هو إمكانية اتصاف الله بصفة يتصف بها غيره و لكن بلا مماثلة ...

            فهل تتفق معي على هذا ؟؟!!!

            .
            .
            .
            () .. قلم حبر .. ()

            تعليق


            • #36
              المشاركة الأصلية بواسطة علي القمي
              الرابع هو الصحيح

              الاول هو قول المعطلة
              و الثاني لا قائل به
              والثالث: مبهم ويحتمل وجهين احدهما للوهابية المجسمة الحشوية
              والرابع: هو الصحيح ان يقال ان الله ليس كمثله شيء في أي صفة كمالية من حيث المصداق ولا يتصف بصفات النقص ولوازم الجسم مفهوماً ومصداقاً


              جوابك غير واضح .. فأنت تقول بأن معنى قوله : " ليس كمثله شيء " هو " ليس كمثله شيء " ...؟؟!!!

              في حين كان السؤال كامن في : هل الآية تنفي وجود تشابه أم تنفي وجود تماثل ..؟؟


              و الأهم .. هل ينسجم أن يقول الله : أنا المتصف بصفات الكمال ، و لا أتصف بصفات النقص و لوازم الجسم بدليل أني السميع البصير ...؟؟

              لماذا اختار الله صفة " ا سمع " و " البصر " كدليل على أنه ليس كمثله شيء ؟؟؟

              أليس الأبلغ أن يقول : و أنا الذي لم أخلق .. فهو الوحيد الذي لم يُخلق .. أو أن يقول : و أنا الحي الذي لا يموت .. فهو الوحيد الذي لا يموت ... أو يقول : و أنا الذي على كل شيء قدير ، فهو الوحيد القادر على كل شيء ..؟؟

              ركز معي في الجمل الآتية :

              ليس كمثله شيء و هو الحي الذي لا يموت .

              ليس كمثله شيء و هو على كل شيء قدير .

              ليس كمثله شيء و هو الإله الأزلي .

              ليس كمثله شيء و هو السميع البصير .

              ليس كمثله شيء و هو العليم الحكيم .

              ليس كمثله شيء و هو الصبور الشكور .

              السؤال : أيهما أدل على أن الله لا يتصف بصفات غيره ، أن يصف نفسه بصفات لا يشاركه فيها أحد ( كعدم الموت و القدرة على كل شيء و الأزلية ) أم أن يصف نفسه بصفات يشاركه فيها غيره ( كالسمع و البصر والعلم و الحكمة و الصبر و الشكر ) ؟؟؟؟

              .
              .
              .
              () .. قلم حبر .. ()

              تعليق


              • #37

                جوابك غير واضح
                يعني لم تفهم الجواب كالعادة أليس كذلك؟


                .. فأنت تقول بأن معنى قوله : " ليس كمثله شيء " هو " ليس كمثله شيء " ...؟؟!!!

                هل يرجع قولي ( ان يقال ان الله ليس كمثله شيء في أي صفة كمالية من حيث المصداق ولا يتصف بصفات النقص ولوازم الجسم مفهوماً ومصداقاً)
                إلى .. القول بان معنى قوله : " ليس كمثله شيء " هو " ليس كمثله شيء "

                ما هذه العبقرية بل ما هذه المراوغة يا قلم!
                وما هذا التناقض !
                فاذا كان كلامي غير واضح لك ولم تفهمه كيف تناقض نفسك وترجعه الى هذا المعنى
                وعلى كل حال اذا لم يستوعب عقلك الجواب الذي ذكرته فسوف اعيده بعبارات سهلة ربما تفهمها ولا حول ولا قوة الا بالله



                و الأهم .. هل ينسجم أن يقول الله : أنا المتصف بصفات الكمال ، و لا أتصف بصفات النقص و لوازم الجسم بدليل أني السميع البصير ...؟؟
                نعم ينسجم تمام الانسجام
                فليس كمثله شيء فيه نفي صفات النقص وما يستلزم النقص وما يجل عن الاتصاف به وقوله السميع البصير اثبات لصفة كمال وجمال وهي العلم

                فهو المتصف بصفات الجلال والجمال

                تعليق


                • #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة علي القمي

                  نعم ينسجم تمام الانسجام
                  فليس كمثله شيء فيه نفي صفات النقص وما يستلزم النقص وما يجل عن الاتصاف به وقوله السميع البصير اثبات لصفة كمال وجمال وهي العلم

                  فهو المتصف بصفات الجلال والجمال
                  سأطرح عليك سؤالين فقط :

                  الأول : أنت مع الذين يقولون بأن قوله تعالى :" ليس كمثله شيء و هو السميع البصير " فيه نفي و إثبات ... أليس كذلك ؟؟!!


                  الثاني : ما هو السر في اختيار الله لصفة السمع و البصر كإثبات لصفات الكمال التي يتصفها ؟؟ في حين كان ممكنا أن يقول : و هو العليم .. فيدلل على صفة العلم مباشرة ؟؟ و كان ممكنا أن يقول : و هو الحي الذي لا يموت ..مع العلم أن الحياة التي لا موت فيها كمال صرف لا يشاركه في ذلك أحد ..

                  .
                  .
                  .
                  () .. قلم حبر .. ()

                  تعليق


                  • #39
                    المشاركة الأصلية بواسطة قلم حبر


                    أنت بهذا الكلام تعقد مقارنة بين صفات الله و صفات الإنسان ، و لم يكن السؤال حول الفرق بين صفات الله و صفات الإنسان !!!!

                    بل كان السؤال كالتالي : هل الله لا يتصف بأية صفة يتصف بها المخلوق مهما كانت أم أنه يمكن أن يتصف بصفة يتصف بها المخلوق ؟؟؟



                    أنا ما عقدت مقارنة ابتداءا بل بناءا على ما تقوم أنت به بربط صفات الله بصفات البشر فقد سبق أن قلت في المشاركة رقم 12:
                    المشاركة الأصلية بواسطة قلم حبر
                    المبدأ المشترك : إمكانية اتصاف الله بصفات يتصف بها الإنسان ، و لكن بكيفية تخالف كيفية الإنسان .


                    المشاركة الأصلية بواسطة قلم حبر

                    و هذا السؤال جوابه إما أن تقول : الله لا يتصف بأية صفة يتصف بها المخلوق .. و بالتالي لزم نفي كل الصفات التي يتصف بها المخلوق عن الخالق ، مثل الحياة و العلم و القوة و السمع و البصر و القدرة ، كونها صفات يتصف بها المخلوق ...

                    و لا أظنك تنفي هذه الصفات عن الله .. !

                    و بالتالي فالجواب هو أنه يمكن أن يتصف الله بصفات يتصف بها المخلوق ، و لكن بكيفية لا تماثلها كيفية .

                    و بعد أن تجيب بالجواب السابق ، يمكن حينها طرح سؤال آخر بالقول : و ما الفرق بين كيفية الصفة عند الله و كيفيتها عند المخلوق ؟؟ و لك حينها أن تجيب على هذا السؤال بالكلام المقتبس أعلاه ...
                    لا أدري ما الحكمة من كل هذا الكلام...تعلمني كيف أجيب؟

                    المشاركة الأصلية بواسطة قلم حبر

                    و بالتالي يكون المبدأ العقائدي : إمكانية اتصاف الخالق و المخلوق بصفات مشتركة ، ولكن استحالة تماثل تلك الصفات .

                    أليس كذلك ؟؟!!
                    المشاركة الأصلية بواسطة قلم حبر
                    .
                    .
                    .

                    () .. قلم حبر .. ()


                    لا بأس بهذا الكلام..

                    الاعتراض كان على قول العضو جاسم أبوعلي أن الشيعة معطلة..بينما الواقع هو أن الشيعة تنزة الله عن الجوارح بينما تثبتونها أنتم له سبحانه..

                    تعليق


                    • #40
                      المشاركة الأصلية بواسطة قلم حبر


                      أتمنى أن تفرق بين أمرين مهمين :

                      الأول : إمكانية اتصاف الله بصفة يتصف بها غيره من عدمها .

                      الثاني : كيفية اختلاف صفات الله عن الصفات التي يشترك غيره معه في الاتصاف بها .


                      في مشاركتك أعلاه ، فإن الكلام الذي اقتبسته من كلام ابن رشد و الغزالي يصب في كيفية اختلاف صفة السمع و البصر في الله عنها في غيره ...

                      فعندما تقول بأن سمع الله لا يحتاج لآلة و سمع غيره يحتاج لآلة ،، فهذا القول من باب التفريق بين الصفتين لمنع حصول التماثل .. و لا ينفي أن كلاهما يسمع ، لكن كلّ بالكيفية اللائقة به .

                      و نحن قبل أن ننتقل إلى الأمر الثاني و هو كيفية اختلاف صفات الله عن صفات غيره ،، نريد أن نتفق على الأمر الأول و هو إمكانية اتصاف الله بصفة يتصف بها غيره و لكن بلا مماثلة ...

                      فهل تتفق معي على هذا ؟؟!!!

                      .
                      .
                      .
                      () .. قلم حبر .. ()


                      ذكرت ذلك مفصلاً وموضحاً جداً، وقلت لا مانع من اشتراك الله مع غيره في الصفات، إلاّ أن صفاته بنحو أتم وأكمل وأرقى، فلا تتضايق أن تقول أنا عالم والله عالم، أنا قادر والله قادر، أنا حي والله حي، ولكن علمك شيء وعلمه تعالى شيء آخر، فانتفت المماثلة، وهكذا.
                      ونقلي لكلام ابن رشد لعلك تستفيد منه، لأنك نفيت صفة السمع والبصر، فأثبتهما لك بشكل فلسفي لا يقبل الشك ابداً.

                      تعليق


                      • #41
                        المشاركة الأصلية بواسطة Malik13
                        الاعتراض كان على قول العضو جاسم أبوعلي أن الشيعة معطلة..بينما الواقع هو أن الشيعة تنزة الله عن الجوارح بينما تثبتونها أنتم له سبحانه..


                        و من هم المعطلة في وجهة نظرك ؟؟ هل هناك مسلمون معطلة في نظرك أم لا يوجد ؟؟ و إن كان هناك ، فما مواصفاتهم ؟؟!!

                        .
                        .
                        .
                        () .. قلم حبر .. ()

                        تعليق


                        • #42
                          المشاركة الأصلية بواسطة قلم حبر
                          و من هم المعطلة في وجهة نظرك ؟؟ هل هناك مسلمون معطلة في نظرك أم لا يوجد ؟؟ و إن كان هناك ، فما مواصفاتهم ؟؟!!

                          .
                          .
                          .
                          () .. قلم حبر .. ()
                          [/center]

                          هل من واجبي الانشغال بمثل هذا؟؟

                          إن كنت توافق أخاك فيما قاله فناقشني فيما تراه أننا نعطله

                          تعليق


                          • #43
                            المشاركة الأصلية بواسطة السيد الكربلائي


                            ذكرت ذلك مفصلاً وموضحاً جداً، وقلت لا مانع من اشتراك الله مع غيره في الصفات، إلاّ أن صفاته بنحو أتم وأكمل وأرقى، فلا تتضايق أن تقول أنا عالم والله عالم، أنا قادر والله قادر، أنا حي والله حي، ولكن علمك شيء وعلمه تعالى شيء آخر، فانتفت المماثلة، وهكذا.
                            ونقلي لكلام ابن رشد لعلك تستفيد منه، لأنك نفيت صفة السمع والبصر، فأثبتهما لك بشكل فلسفي لا يقبل الشك ابداً.
                            هذا الكلام ممتاز جدا ...

                            و بالتالي فنحن متفقان في المبدأ وهو إمكانية اشتراك الله مع غيره في الصفات ، و لكن بلا مماثلة ..

                            و الآن ... سأذهب معك إلى تطبيق هذا المبدأ

                            مالفرق بين قول أحدهم : الله عالم و أنا عالم ، و لكن علمه ليس كعلمي .

                            و بين قول أحدهم : الله له وجه و أنا لي وجه ، و لكن وجه ا لله ليس كوجهي .

                            ما الفرق من حيث المبدأ ؟؟!!

                            .
                            .
                            .
                            () .. قلم حبر .. ()

                            تعليق


                            • #44
                              كلامكم جيد بل ممتاز، وحوار علمي، وسلامي لكم، وهدانا الله وإياكم الى قول الحق والى سواء الطريق والسير على هدي النبي الأمين (ص): وأقول بعد التوكل على ربي الخالق العظيم وحده:

                              بسم الله الرحمن الرحيم:
                              إن كل صفة يشترك فيها الله تعالى مع الممكن لا مانع من اطلاقها عليه عقلا وعرفاً ما دامت انها صفة تعظيمية كمالية، غاية الأمر أنها بصورة أكمل مما هي عليه عند الممكن، كالعالم والقوي والحي والرزاق وغيرها، وهذا لم نختلف فيه.
                              وكل صفة لا يشترك فيها الله تعالى مع الممكن بل هي من مختصات الممكن ومن شؤونه لا يجوز عقلا اطلاقها عليه الا بالتأويل، وذلك لأن الوجه واليد ونحوها هي أمور جسمية تأخذ حيزا من المكان وهي من مختصات الجسم المركب المحدود بمكان وزمان، ولما كان الله تعالى ليس له جسم لأنه بسيط غير مركب فبالتالي ليس له جسم ولا مكان محدد ولا زمان، وهذا يعني ان ليس له يد ولا وجه ولا قدم ولا غير ذلك مما هي من مواصفات الجسمية.
                              لأن لإثبات ذلك له تعالى مستحيل عقلاً، لأن واجب الوجود بسيط ، لأنه لو كان مركبا لاحتاج الى عناصر تكوينه، فأصبح محتاجا وهذا من شؤون الممكن، وخرج عن كونه واجب الوجود وهذا خلاف حكم العقل القاطع بأنه واجب الوجود.
                              فلابد حينئذ من تأويل ما ظاهره الجسمية في القرآن الكريم مما يليق بشأنه تعالى وهذه كنايات جاء بها القرآن لإيصال الفهم الى الناس بما يعرفه العرب من البلاغة، ولذا فان العرب آنذاك لم يعترضوا على هذه الأمور لأنهم يعرفونها كنايات واستعارات بلاغية، وهذه جهابذة علماء الكلام يقومون بتأويل الظواهر الدينية اذا صادمت القواعد العقلية.

                              فالصفات التي يظهر منها التشبيه كالاستواء واليد والوجه والعين ونحو ذلك التي وردت في ظاهر الشرع مما يمتنع حملها على معانيها الحقيقية، كما في قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) فالاستواء لا يحمل على معناه المتعارف، بل يحمل على معنى مجازي شائع وهو الاقتدار، وكذلك قوله تعالى (يد الله فوق ايديهم) أي العطاء المفتوح وقوله (ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي) فان اليد لا يراد بها الجارحة البتة، بل المراد بها القوة، وكقوله تعالى (ولتصنع على عيني) وقوله (تجري بأعيننا) فان العين لا تراد بها الجارحة، بل اللطف والعناية، وكمثل قوله تعالى (ويبقى وجه ربك) فالمراد بالوجه هو الوجود دون الوجه المعروف، كل ذلك لأجل استحالة جسمية الواجب عقلاً.


                              وأنا وإكراماً لكم وللقارئين وإن شاء الله تعالى تتقبلوا منا هذا القليل لأنني لا اريد ان أثقل عليكم فليس هذا ما ارومه بل بيان الحقائق العلمية بما ظهر لي من العلم وفوق كل ذي علم عليم ولكن هذا مبلغ علمنا فان أصبنا فمن الله تعالى وإن أخطأنا فمن أنفسنا.

                              سأنقل لكم كلاما رائعا للمحقق الكبير الفخر الرازي رأس الشافعية ورئيس الأشعرية بل أمام المتكلمين في عصره، وانظروا الى دقته ومتانته فأنا من الناصرين له جداً لأن كلامه رائع متين جداً، حيث قال ما لفظه في كتابه الرائع (تأسيس التقديس):
                              (اما قوله تعالى (كل شيء هالك الا وجهه) وقوله (ويبقى وجه ربك) فالمراد منه الذات والمقصود من ذكره التاكيد والمبالغة، فانه يقال وجه هذا الامر كذا وكذا، ووجه هذا الدليل كذا وكذا، والمراد منه نفس ذلك الشيء ونفس ذلك الدليل، فكذا هذا، واما قوله تعالى (فثم وجه الله) وقوله (انما نطعمكم لوجه الله) وقوله (الا ابتغاء وجه ربه الاعلى) فالمراد من الكل رضا الله تعالى.
                              وقال ايضاً في موضع آخر من تاسيس التقديس ما لفظه: (في العين احتجوا على ثبوتها بالقرآن والاخبار، اما القرآن فقوله تعالى لنوح عليه السلام (واصنع الفلك بأعيننا) ولموسى عليه السلام (ولتصنع على عيني) ولمحمد عليه السلام (واصبر لحكم ربك فانك بأعيننا)....واعلم ان نصوص القرآن لا يمكن اجرائها على ظاهرها لوجوه:
                              الاول: ان ظاهر قوله تعالى (ولتصنع على عيني) يقتضي ان يكون موسى عليه السلام مستقراً على تلك العين ملتصقاً بها مستعلياً عليها، وذلك لا يقوله عاقل.
                              الثاني: ان قوله تعالى (واصنع الفلك بأعيننا) يقتضي ان يكون آلة تلك الصنعة هي تلك الاعين.
                              والثالث: ان اثبات الاعين في الوجه الواحد قبيح فثبت انه لابد من المصير الى التأويل، وذلك هو ان يحمل هذه الألفاظ على شدة العناية والحراسة، والوجه في حسن هذا المجاز ان من عظمت عنايته بشيء وميله اليه ورغبته فيه كان كثير النظر اليه، فجعل لفظ العين التي هي آلة لذلك النظر كناية عن شدة العناية) انتهى.
                              وقال ايضاً في موضع آخر من تاسيس التقديس ما لفظه (في اليد: اعلم ان هذه اللفظة وردت في القرآن والاخبار، واما القرآن فقد وردت هذه الصيغة بصيغة الوحدان تارة وبصيغة التثنية اخرى، كقوله تعالى (ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي) وقوله (بل يداه مبسوطتان)....واعلم ان لفظ اليد حقيقة في هذه الجارحة المخصوصة الا انه يستعمل على سبيل المجاز في امور غيرها:
                              فالاول: انه يستعمل لفظ اليد في القدرة، يقال يد السلطان فوق يد الرعية، اي قدرته غالبة على قدرتهم، والسبب في حسن هذا المجاز ان كمال حال هذا العضو انما يظهر بالصفة المسماة بالقدرة، فلما كان المقصود من اليد حصول القدرة اطلق اسم القدرة على اليد، وقد يقال هذه البلدة في يد الامير، وان كان الامير مقطوع اليد، ويقال فلان في يده والنهي والحل والعقد، والمراد ما ذكرناه.
                              والثاني: ان اليد قد يراد بها النعمة وانما حسن هذا المجاز، لان آلة اعطاء النعمة اليد، فاطلاق اسم اليد على النعمة اطلاق لاسم السبب على المسبب.
                              الثالث: انه قد يذكر لفظ اليد صلة للكلام على سبيل التاكيد كقولهم (يداك أو كذا) ويقرب منه قوله تعالى (فقدموا بين يدي نجواكم صدقة)...اذا عرفت هذه المقدمة فنقول: اما قوله تعالى (يد الله فوق ايديهم) فالمعنى ان قدرة الله تعالى غالبة على قدرة الخلق، واما قوله تعالى حكاية عن اليهود انهم قالوا (يد الله مغلولة) فاليد هنا بمعنى النعمة، والدليل عليه ان اليهود اما ان يقال انهم مقرون باثبات الخالق، او يقال بانهم منكرون له، فان اقروا به امتنع ان نقول ان خالق العالم جعل مغلولاً مقهوراً، فان ذلك لا يقوله عاقل، وان انكروه لم يكن للقول بكونه مغلولاً فائدة، فثبت ان المراد انهم كانوا يعتقدون ان نعم الله محبوسة عن الخلق ممنوعة عنهم فصارت هذه الآية من اقوى الدلائل على ان لفظة اليد قد يراد بها النعمة، واما قوله تعالى (بل يداه مبسوطتان) فالمراد منه ايضاً النعمة ويدل عليه وجهان:

                              الاول: ان هذا ورد في معرض الجواب عن قول اليهود (يد الله مغلولة) ولما بينا بالدليل ان قولهم (يد الله مغلولة) ليس معناه الغل والحبس، بل معناه احتباس نعم الله تعالى عنهم، وجب ان يكون قوله (بل يداه مبسوطتان) عبارة عن كثرة نعم الله تعالى وشمولها للخلق، حتى يكون الجواب مطابقاً للسؤال.
                              والثاني: ان قوله (بل يداه مبسوطتان) لو حملناه على ظاهره لزم كون يديه مسبوطتين مثل يد صاحب التشنج تعالى الله عنه، فثبت ان المراد منه افاضة النعم، واما قوله تعالى (ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي) فنقول للعلماء فيه قولان:
                              (الاول) ان اليدين صفتان قائمتان بذات الله يحصل بهما التخلق على وجه التكريم والاصطفاء كما في حق آدم عليه السلام، واحتج القائلون بهذا الوجه بوجوه:
                              الاول: ان قوله تعالى (ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي) مشعر بانه تعالى انما جعل آدم مسجود الملائكة، لانه تعالى خلقه بيديه، فلو كانت اليد عبارة عن القدرة لكانت علة هذه المسجودية حاصلة في كل المخلوقات، فوجب هذ الحكم في الكل، وحيث لم يحصل علمنا ان اليد صفة سوى القدرة.
                              الثاني: ان قدرة الله تعالى واحدة واليد موصوفة بالتثنية.
                              والثالث:ان قوله تعالى (لما خلقت بيدي) يدل على كونه مخصوصاً بانه مخلوق والتخصيص بالذكر يدل على نفي الحكم عما عداه، فوجب في كل من سوى آدم عليه السلام ان لا يكونوا مخلوقين باليدين، ولا شك في انهم مخلوقون بالقدرة، وذلك يقتضي ان تكون اليد شيئاً سوى القدرة، والقول الثاني ان اليد هاهنا هي القدرة، ويدل عليه وجوه:
                              الاول: ان القدرة عبارة عن الصفة التي يكون الموصوف بها متمكنا من الايجاد والتكوين، ونقل الشيء من العدم الى الوجود، فلما كان المسمى باليد كذلك كان ذلك المعنى نفس القدرة.
                              والثاني: ان قدرة الله تعالى صفة قديمة واجبة الوجود فيجب تعلقها بكل ما يصح ان يكون مقدوراً والا لزم افتقارها في ذلك الاختصاص الى المخصص، لكن المصحح للمقدورية وهو الامكان، فهذا يقتضي ان يكون كل ممكن مقدوراً لله تعالى، ولا شك ان وجود آدم عليه السلام من الممكنات، فيكون وجود آدم من جملة متعلقات قدرة الله تعالى، فلو فرضنا جهة اخرى مستقلة بايجاد هذا الممكن لزم ان يجتمع على الاثر الواحد مؤثران مستقلان، وذلك محال .
                              والثالث :ان اثبات صفة سوى القدرة مؤثرة في وجود آدم مما لا دليل على ثبوتها، ولم يجز اثباتها لانعقاد الاجماع على ان اثبات صفة من صفات الله تعالى من غير دليل لا يجوز، فاما الجواب عن الوجه الأول، اما ما تمسكوا به اولا فهو انه لو كان تخليق آدم باليدين يوجب مزيد الاصطفاء لكان تخليق البهائم والانعام بالأيدي يوجب رجحانها على آدم في هذا الاصطفاء، لقوله تعالى في صفة تخليقها (مما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون) ثم نقول لم لا يجوز ان يكون معنى قوله تعالى (خلقت بيدي) هو بيان لكثرة عناية تعالى في ايجاده وتكوينه، فان الانسان اذا اراد المبالغة في اصلاح بعض المهمات وفي تكميله فقد يقول هذا الشيء اعمله بيدي، ومن المعلوم ان التخليق بغير هذا النوع من العناية ما كان حاصلا في حق غير آدم عليه السلام .
                              والجواب عما تمسكوا به ثانياً، ان التثنية لا تدل على حصول العدد، بدليل قوله تعالى (فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) وقوله (بين يدي رحمته) .
                              والجواب عما تمسكوا به ثالثاً: ان التخصيص بالذكر هنا لم يدل على نفي حكمه عما عداه من الناس، بينا ان التخليق باليدين عبارة عن التخليق المخصوص بمزيد الكرامات والتشريف وهذا المجموع ما كان حاصلاً في غير آدم، واما الاحاديث، فنقول: اما قوله (ص): (خلق آدم بيده، وكتب التوارة بيده) فذلك حق يدل على المراد التخصيص بمزيد الكرامات، وكذا قوله (كتب بيده على نفسه ان رحمتي سبقت غضبي) واما قوله (ص): (ان الله يفتح ابواب السماء في ثلث الليل الباقي فيبسط يده) فالمراد افاضة النعمة وايصال الرحمة والمغفرة الى المحتاجين، واما قوله (ص): (الصدقة تقع في يدي الرحمن) فالمراد منه شدة العناية لقبول تلك الصدقات وتكثير الثواب عليها، وكذا المراد بقوله (ص): (خمّر طينة آدم بيده) واما قوله عليه السلام: (والذي نفسي بيده) فالمراد باليد هنا القدرة، والذي يدل ان هذه الألفاظ يجب تاويلها ان قوله (ص) (الصدقة تقع في يدي الرحمن) ليس المراد منه اليد بمعنى العضو والجارحة، وتدل عليه وجوه:
                              (الاول) انا نشاهد ان تلك الصدقة ما وقعت الا في يد الفقير، فالقول في انها وقعت في يد اخرى هي عضو مركب من الاجزاء والابعاض مع انا لا نراها ولا نحس بها تشكيك في الضروريات.
                              (الثاني) هذا يقتضي ان تكون يد الله ظرفاً لصدقات العباد، وذلك على خلاف ظاهر قوله تعالى (بل يداه مبسوطتان).
                              (الثالث) ان ذلك يقتضي ان تكون يد المعطي فوق يد المعبود حتى يمكنه ان يوقع الصدقة في يدي الرحمن، وذلك مناقض لظاهر لقوله تعالى (فوق ايديهم).
                              (الرابع) ان ذلك يقتضي ان يكون هو على العرش ويده على الارض، وذلك لا يقوله عاقل، فثبت انه لابد في هذه الظواهر من التأويلات، وبالله التوفيق)
                              انتهى كلام الفخر الرازي بتمامه ولفظه وطوله وهو في غاية الجودة والاتقان في دفع شبهات التشبيه، وأنا انتصرت له مع انه سني شافعي أشعري، وأنا شيعي إمامي عدلي، ولكن طالب الحقيقة كطالب الضالة لا يهمه بيد من وجدها فكيف اذا وجدها عند علماء الإسلام البارعين، والحمد لله رب العالمين (فاضل البديري)

                              تعليق


                              • #45
                                المشاركة الأصلية بواسطة السيد الكربلائي
                                كلامكم جيد بل ممتاز، وحوار علمي، وسلامي لكم، وهدانا الله وإياكم الى قول الحق والى سواء الطريق والسير على هدي النبي الأمين


                                خلاصة مشاركتك هي أنك ترى أن الصفات تنقسم إلى قسمين :

                                الأول : صفات يمكن أن يشترك فيها الله مع الممكن .

                                الثاني : صفات لا يمكن أن يشترك فيها الله مع الممكن ؛ لأنها من مختصات الممكن .


                                سؤالي لك : كيف نعرف أن صفة ما هي ضمن الصفات التي يمكن أن شترك الله فيها مع الممكن أو من ضمن مالا يمكن الاشتراك فيها مع الممكن ؟؟؟

                                و أمامنا الخيارات التالية :

                                1- إذا نسب الله إلى نفسه صفة ما ، فإن هذه الصفة تكون من ضمن الصفات التي يمكن أن يشترك فيها الله مع الممكن .


                                2- العقل هو من يحدد الصفات المشتركة و الصفات المختصة بالممكن .

                                3- آخر .. فما هو ؟!


                                تفضل ... !

                                .
                                .
                                .
                                () .. قلم حبر .. ()

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X