إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

وقفة مع النداء الثالث للسيد محمد باقر الصدر ..

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    المشاركة الأصلية بواسطة عراق العراقي
    على فرض صحة نسبة هذا الكلام للسيد الصدر فان دلك لا يعني على الإطلاق اتهامه بالتأثر بسيد قطب آو أخوان المسلمين ..
    لان السيد الشهيد له رأيه الواضح والصريح في خلافة أبو بكر وعمر في كتاب فدك في التاريخ ..وفي تقرير السيد الحائري لمحاضرات السيد الشهيد لواقعة ألطف
    ثم أن هدا الكلام المجتث من خطاب هو الإشارة الوحيدة التي تدل بان السيد الشهيد قد جاء على هؤلاء الخلفاء بالحسن 00ولا يوجد أي إشارة أخرى غير هذا الخطاب
    ومن هنا فان دواعي هذا الخطاب كانت اكبر منه بكثير وكثير جدا والدليل على ذلك تسلط صدام وحربة الكافر على رقاب العراقيين أكثر من ثلاثة عقود

    احسنتم

    تعليق


    • #32
      المشاركة الأصلية بواسطة يتيم مجمد
      السلام على سليل الائمة وشهيد الامة
      رحمك الله سيدي ابا جعفر
      سيدي هذه اضغان واحقاد ملأت قلوبهم من قديم ولم ولن تنتهي وكما اثمرت ان تم اعدامك بسبب مكالمة نشرت في الاخبار وخرج علينا من خرج ليكتب (من خليفة الخميني)
      آآآآآآه ه ه وواها واها لهذه الدنيا الدنية
      ان يقاس ابن الائمة الاطهار بمثل هذه النماذج المنكرة

      حسبنا الله
      عموما
      اقول شكرا للاخ العقيق اليمني وشكرا للاخ محمد من العراق والاخ العقيق اليمني والاخ فلفسة وابو برير
      هههههه
      وهذه الضحكة لانني ارى احد المنافقين يطل برأسه على الموضوع ويخرج دون تعليق
      ولعله سيكتب مما ملأ فمه
      وعلى اي حال
      قامة هذا الرجل العظيم لن تزلزل بامثال هذا الهراء
      لانه يكفي التشيع كتابه فدك والذي كتبه وعمره 17 عاما وشهد باجتهاده من خلال هذا الكتاب الامام شرف الدين
      ولنا عودة ان شاء الله لنكمل عرض المظلومية التي عاشها ويعيشها هذا الشهيد المظلوم في حياته ومماته وبعدها
      حشره الله مع محمد وآل محمد

      اخوكم اليتيم
      رحم الله والديك
      لو سألنا من كتب الموضوع وصاحبه اللندني البغيض
      لو وقف محمد باقر الصدر حفيد رسول الله وابن الزهراء البتول يا ترى هل سيرضى عن قاتله وعن قائل هذا الكلام الذين لا اصل لهم ولا دين لأنه رحمه الله ذكر اللعينان بما يذكر؟!!
      ام أنه سيكون في مقعد صدق عند مليك مقتدر شهيدا على خط محمد وآل محمد
      من هوان الدنيا ان نرى مثل هذه المواضيع التي تجرح القلوب وتدمي العيون
      لكن عزاؤنا انها لم تكن المرة الاولى ولن تكون الاخيرة
      لنقرأ معا

      المشاركة الأصلية بواسطة ابوفاطمه الجبوري
      رحم الله سماحة المرجع المفكر والفيلسوف

      الشهيد اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر


      أي الرصاصات أصعب عليه ؟

      كانت الرصاصات توجه إليه من داخل الحوزة وخارجها فكانت التقارير تنقل ضده من داخل الحوزة ومن بعض المعممين إلى صدام مباشرة.

      ينقل الشيخ النعماني عن السيد الشهيد عندما اجتمع به المجرم فاضل البراك (مدير الأمن العام) في الكوفة إذ قال له :

      (سيدنا : إني أتمكن من إتلاف كل التقارير التي تكتب ضدك والتي ترفع إلينا من قبل مديريات الأمن ، ولكن ماذا يمكن أن أفعل للتقارير التي ترفع للقيادة مباشرة دون أن تمر بنا من قبل فلان وفلان . وذكر أسماءهم ثم قدم له نماذج منها).

      ومن الرصاصات التي اخترقت قلبه العطوف الحنون حتى أدمته قبل أن تدميه رصاصات (صدام) تلك الرسالة التي وصلته من بعض من ينتسب إلى الحوزة؛ يقول الشيخ النعماني :

      في تلك الفترة العصيبة والسيد الشهيد يعيش تلك المشاكل الكبيرة ، ويتحملها بروح الصابرين المؤمنين .
      يبعث أحدهم برسالة مضمونها كما يلي :

      (إننا نعلم أن الحجز مسرحية دبرها لك البعثيون
      ، وأنت تمثل دور البطل فيها ، والغرض منها إعطاؤك حجماً كبيراً في أوساط الأمة ، إننا نعلم إنك عميل لأمريكا ، ولن تنفعك هذه المسرحية)!!

      ويواصل النعماني قوله : لقد رأيت السيد الشهيد قابضاً على لحيته الكريمة وقد سالت دمعة ساخنة من عينيه وهو يقول :

      (لقد شابت هذه من أجل الإسلام ، أفأتّهم بالعمالة لأمريكا وأنا في هذا الموقع
      )
      http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=151280
      ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
      ينتابني الاسى والحزن على منتدى يحمل اسم الامام الحسين عليه السلام رمز التضحية والولاء ثم يساء فيه الى العلماء والمراجع والشهداء على هذا النحو دون رادع
      والحديث ذو شجون
      حشر الله سيدنا الصدر مع جده المصطفى وجدته الزهراء وجعلهم خصماء هؤلاء المنافقين وكل من يعينهم ويسكت عنهم بأي نحو كان

      تعليق


      • #33
        هههههه
        وهذه الضحكة لانني ارى احد المنافقين يطل برأسه على الموضوع ويخرج دون تعليق
        ولعله سيكتب مما ملأ فمه

        ونحن ايضا رأيناه ونراه
        نسيت ان اكتب بالغ شكري الى الاخ العقيق اليمني والاخ محمد من العراق والاخ ابو برير والاخ بريق سيف والاخ فلفسة وكل مؤمن يخاف يوم الحساب

        تعليق


        • #34
          ايها القاريء الكريم
          نحن نكتب لك وللتاريخ وللانسانية وللحق والمعرفة والدين
          وليس همنا ان تقتنع بكلامنا او بكلام الآخرين
          وكما يطالبك الآخرون ان تبتعد عن (الصنمية الحزبية) التي ابتدعوها، وكأنما كل من يحب الشهيد الصدر رضوان الله عليه ويدافع عنه هو من الحزب الذي اسسه منذ اكثر من نصف قرن.
          او اكثارهم من التذرع بقول امير المؤمنين عليه السلام اعرف الحق تعرف اهله، فأي حق يمثله صنم لندن ياسر الخبيث مثلا واشباهه من علماء السوء وامثالهم؟!!
          نحن نطالبك ان لا تعيش في اوهام ما يريده هؤلاء واذنابهم اللعناء اخزاهم الله وابعدهم عن رحمته.
          هل هناك انسان عاقل وشريف يتكلم بهذا الكلام بحق رجل افدى نفسه الطاهرة في سبيل الاسلام:
          فإن الرجل بعد هذا الخطاب الثالث بالذات قُتل شرّ قتلة! دون خطابيْه الأوّليْن رغم أنهما ما كانا دون هذا الثالث جرأة ضد النظام. غير أن هذا الثالث ورد فيه هذا الذي يغضب الله ورسوله ويغضب سيدة نساء العالمين فاطمة الشهيدة (صلوات الله عليها) فانظروا أي جزاء إلهي وقع على صاحبه!

          وهذا كلام مدعي العلم وربيب لندن.
          فأي منطق هذا الذي نراه! لكن ليس من عجب على أمثال هؤلاء ممن ينزوا على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله نزو القردة ثم يخاطب المسلمين ويجرح مشاعر الملايين بهذا الخطاب.
          العجب من سكوت الكثيرين عن هذا وغيره من تطاولات على علماء الدين ومراجع المسلمين.
          عندما تحدث احدهم في قم بحديث غير لائق على السيد الشهيد يشبه بنحو ما نقله ناقل الموضوع عن احد ازلام الدعوة، فقد رأينا موقفا للسيد الحائري حينها واراد اعلان تعطيل بحثه وتأليب الحوزة في حينها ما لم يعتذر ذاك ويسحب كلامه، وفعل ذلك..
          اليوم ونحن نرى تطاول هذا الصعلوك اللندني واتباعه على فطاحل الدين وعلماءهم ومراجعهم!! دون اي رادع ما عدى بعض الخيرين والمهتمين ومن نذروا انفسهم للرد على الاباطيل اللندنية..
          الغريب ان يجعل هذا المنبر الحسيني منبرا لافكاره ومرتعا لاتباعه يخرجون هذا من الملة ويدخلون ذاك في البترية ويطلقون على آخر الانبطاحية ويدينون رابعا بالبكرية.. ناهيك عن اخلاق الحضيض التي يحملونها خصوصا حينما يصفون من يرد عليهم بقولهم (امكم) عائشة!!! وكأننا نضع لها وجبتها وطاغوتها اي منزلة.. لكن هي هذه النفوس المريضة التي تريد ان تجعل من المقاييس هذه ميزانا للعمل، به يحاسب رب العزة والجلالة وبه يعاقب.. او انهم يرمون امهات الآخرين بفعل عائشة، وهو امر واضح من دون رادع من الاشراف او الادارة.. بل يعاقب من يرد عليهم وكثيرا ما رأينا ذلك..
          على هذا المنطق السوقي اعلاه فانه يجب ان يعاقب رسول الله على زواجه من عائشة وعدم ابعاده صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها من حوله، فيكون هو (وحاشاه) من ارسى قواعد تهديم الدين وقتل عترته بسيفه كما يدعون.. فهل ترضون!!
          جوابكم على هذا وتعليلكم له هو نفسه جوابنا عليكم وتعليلنا لكلامنا سواء عن الوحدة او ان نصف عاشة بـ(ام المؤمنين) او نكتب بعد الاول والثاني (رضي الله عنه) ولن يرضى ولن نرضى عنهم لعنة الله عليهم ومن يدين بدينهم..
          كما اننا لن نرضى عنكم..
          ام تريدونا ان نتبع سيرتكم ونتهم زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله بالزنا والعياذ بالله كما تتهمونها بلا دليل اعتمادا على بضع اقاويل لمنحرف ضال مضل تبعا لاكاذيب البخاري ومن لف لفه..
          الاغرب والمثير للعجب انه يتهمونا باننا نتنازل عن (عقائدنا)؟!! فهل من عقيدتنا ان عائشة زنت او ان المسلمين بينهم اعداء ودم بعضهم لبعضهم مباح ووو..
          نحن ومن خلال معايشتنا لكثير من الاحداث والوقائع التي تركت بصماتها في امة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا نستبعد ان تكون هذه الافعال واجهة من واجهات الاستعمار ويدا من يد الماسونية والصهيونية لضرب التشيع من الداخل بل لضرب الاسلام وايجاد الفرقة بين المسلمين بعيدا عن روح التقوى وسيرة الصالحين من العلماء الابرار وقبلهم الائمة الاطهار.
          ودغدغة العواطف بمثل هذه الاقاويل واتخاذ الشعارات المذهبية الحساسة وتضخيم بعضها لن ينفعكم.. علّموا الناس محاسن كلام ائمتكم فانهم لو تعلموها لاتبعوها واتبعوكم..
          فهل هذه الاكاذيب والاقاويل والافعال والاتهامات من محاسن كلام ائمتكم.
          وما كان لله ينمو..
          والسلام على الكرام.

          تعليق


          • #35
            اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
            موقف الامام الشهيد الصدر من الخلفاء
            سوف نتعرف على موقف الشهيد الصدر اعلى الله مقامه الشريف من الخلافة والخلفاء من خلال مطالعة سريعة لكتاب فدك في التاريخ، نجده رحمه الله تعالى يسمي موقف الزهراء سلام الله عليه بالـ (الثورة).
            ويعنون أول فصول كتابه (على مسرح الثورة) ثم يختار عناوين فرعية داخل الموضوع (مستمسكات الثورة) (طريق الثورة) ..
            ويفرز صفحة اول الكتاب لمقطع من خطبتها سلام الله عليه:


            فدونكها مخطومةً مرحولةً تلقاك يوم حشرك، فنِعم الحَكَم اللَّه، والزعيم محمّد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون.


            ثم يبدأ بتمهيد كتابه بلغة ادبية رصينة لم تخف الجوانب العلمية في طياتها، وهذا النوع من الكتابات كان رائجا في تلكم الفترة كما هو ملاحظ على كتب العقاد وغيره من الباحثين.
            يقول رحمه الله تعالى في التمهيد:


            وقَفَتْ لا يخالجها شكّ فيما تُقدِم عليه، ولا يطفح عليها موقفها الرهيب بصبابةٍ من خوفٍ أو ذعر، ولا يمرّ على‏ خيالها الذي كان جدّياً كلّ الجدّ تردّدٌ في تصميمها، ولا تساورها هاجسة من هواجس القلق والارتباك، وها هي الآن في أعلى القمّة من استعدادها النبيل، وثباتها الشجاع على خطّتها الطموح واسلوبها الدفاعي، فقد كانت بين بابين لا يتّسعان لتردّدٍ طويل ودرسٍ عريض، فلا بدّ لها من اختيار أحدهما، وقد اختارت الطريق المتعِب من الطريقين، الذي يشقّ سلوكه على المرأة بطبيعتها الضعيفة؛ لما يكتنفه من شدائد ومصاعب تتطلّب جرأةً أدبيّة، ومَلَكةً بيانيةً مؤثّرة، وقدرةً على‏ صبّ معاني الثورة كلّها في كلماتٍ، وبراعةً فنيّةً في تصوير النقمة ونقد الأوضاع القائمة تصويراً ونقداً يجعلان في الألفاظ معنىً من حياة وحظّاً من خلود، لتكون الحروف جنود الثورة الخيّرة، وسندها الخالد في تأريخ العقيدة، ولكنّه الإيمان والاستبسال في سبيل الحقّ الذي يبعث في النفوس الضعيفة نقائضها، ويفجّر في الطبائع المخذولة قوّةً لا تتعرّض لضعفٍ ولا تردّد.
            ولذا كان اختيار الثائرة لهذا الطريق ممّا يوافق طبعها، ويلتئم مع شخصيّتها المركّزة على الانتصار للحقّ والاندفاع في سبيله.


            وانت ترى هذا الوصف الدقيق لوقفة الزهراء سلام الله عليها وخطبتها في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم امام ابي بكر.

            وكانت حولها نسوة متعدّدات من حفدتها ونساء قومها كالنجوم المتناثرة يلتففن بها بغير انتظام، وهنّ جميعاً سواسية في هذا الاندفاع والالتياع، وقائدتهنّ بينهنّ تستعرض ما ستقدم عليه من وثبةٍ كريمةٍ تهيّئ لها العدّة والذخيرة، وهي كلّما استرسلت في‏استعراضها هذا ازدادت رباطة جأشٍ وقوّة جنان، وتضاعفت قوّة الحقّ التي تعمل في نفسها، واشتدّت صلابةً في الحركة، وانبعاثاً نحو الدفاع عن الحقوق المسلوبة، ونشاطاً في الاندفاع، وبسالةً في الموقف الرهيب، كأ نّها قد استعارت في لحظتها هذه قلبَ رَجلها العظيم، لتواجه به ظروفها القاسية وما حاكت لها يد القدر. أستغفر اللَّه، بل ما قدّر لها المقدِّر الحكيم من مأساةٍ مروّعةٍ تهدّ الجبل وتزلزل الصعب الشامخ.

            وهنا يشير رحمه الله الى ان هناك حقوقا مسلوبة، ومنها فدك وليس كلها... ويشرك في موقفها روح زوجها عليه السلام اشارة لحقه المسلوب في الخلافة.
            ثم يكمل رحمه الله واصفا حالتها الصحية والجسمية :

            وكانت في لحظتها الرهيبة التي قامت فيها بدور الجندي ‏المدافع شبحاً قائماً ترتسم عليه سحابة حزن مرير، وهي شاحبة اللون، عابسة الوجه، مفجوعة القلب، كاسفة البال، منهدّة العمد، ضعيفة الجانب، مائعة الجسم، وفي صميم نفسها وعميق فكرها المتأمّلة إشعاعة بهجة، وإثارة طمأنينة، وليس هذا ولا ذاك استعذاباً لأملٍ باسم، أو سكوناً إلى‏ حلمٍ لذيذ، أو استقبالًا لنتيجةٍ حسنةٍ مترقّبة، بل كانت الإشعاعة إشعاعة رضاً بالفكرة، والاستبشار بالثورة، وكانت الطمأنينة ثقةً بنجاح، لا هذا الذي نفيناه، بل على‏ وجهٍ آخر، وإنّ في بعض الفشل الآجل إيجاباً لنجاحٍ عظيم، وكذلك وقع، فقد قامت امّة برمّتها تقدّس هذه الثورة الفائرة، بل تستمدّ منها ثباتها واستبسالها في هذا الثبات.


            ثم يقارن حالها آنذاك وحالها حينما كان ابوها صلوات الله عليه على قيد الحياة..

            ودفعتها أفكارها في وقفتها تلك إلى الماضي القريب؛ يوم كانت موجات السعادة تلعب بحياتها السعيدة، ويوم كان نفس أبيها يصعد ونسمه يهبط. وكان بيتها قطب الدولة العتيد ودعامة المجد الراسخة المهيمنة على الزمن الخاشع المطيع.
            ولعلّ أفكارها هذه ساقتها إلى‏ تصوّر أبيها صلى الله عليه و آله وسلم وهو يضمّها إلى‏ صدره الرحيب، ويحوطها بحنانه العبقري، ويطبع على‏ فمها الطاهر قُبلاته التي اعتادتها منه، وكانت غذاءها صباحاً ومساءاً.
            ثمّ وصلت إلى‏ حيث بلغت سلسلة الزمن، فيواجهها الواقع العابس، وإذا بالزمان غير الزمان، وها هو بيتها - مشكاة النور، ورمز النبوّة والإشعاعة المتألّقة المحلّقة بالسماء - مهدَّد بين الفَينة والفَينة، وها هو ابن عمّها الرجل الثاني في دنيا الإسلام - باب علم النبوّة، ووزيرها المخلص‏، وهارونها المُرجَى‏، الذي لم‏ يكن لينفصل ببدايته الطاهرة عن بداية النبوّة المباركة،


            فانت ترى ولو ان الكلمات خرجت كلغة ادبية لكنها في طياتها تحمل العلم، لاحظ:
            باب علم النبوّة: ففي الحديث النبويّ المشهور: «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها». الرياض النضرة 2: 159، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1: 64، وصحّحه السيوطي في جمع الجوامع، وأخرجه الترمذي في صحيحه بلفظٍ آخر. وراجع التاج الجامع للُاصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه و آله و سلم للشيخ منصور علي ناصف 3: 337، قال: رواه الترمذي والطبراني وصحّحه الحاكم. وفي بعض هذه المصادر: «أنا دار الحكمة ...»
            ووزيرها المخلص: إشارة إلى‏ قوله صلى الله عليه و آله وسلم- في حديث الدار أو الإنذار- المشهور: «إنّ هذا- والإشارة إلى‏ عليّ- أخي ووزيري وخليفتي فيكم ...». راجع الحديث بكامله في تأريخ الطبري 3: 218- 219، تفسير الخازن 3: 371

            وهارونها المُرجَى: ورد في الحديث النبويّ المتواتر: «أمَا ترضى‏ يا عليّ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى‏ إلّاأ نّه لا نبيّ بعدي» راجع صحيح البخاري 5: 128، وصحيح مسلم 4: 1873، والتاج الجامع للُاصول 3: 333، والصواعق المحرقة: 187


            الذي لم‏ يكن لينفصل ببدايته الطاهرة عن بداية النبوّة المباركة: راجع نهج البلاغة (ضبط الدكتور صبحي الصالح): 300- 301 خطبة 192، قال الإمام عليّ عليه السلام: «وقد علمتم موضعي من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وَلَدٌ ... ولم يجمع بيتٌ واحد يومئذٍ في الإسلام غير رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم وخديجة وأنا ثالثهما، أرى‏ نور الوحي وأشمّ رِيحَ النبوّة ...»

            ثم يكتب وما اروع ما خطه قلمه:

            فهو ناصرها في‏ البداية، وأملها الكبير في النهاية- يخسر أخيراً خلافة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم، وتقوَّض معنويّاته النوريّة التي شهدت لها السماء والأرض جميعاً، وتُسقط سوابقه الفذّة عن الاعتبار ببعض المقاييس التي تمّ اصطلاحها في تلك الأحايين.

            وهل هناك اروع من هذا الكلام وما يأتي بعده الذي يفهمه حتى عوام العوام..
            يقول رحمه الله:


            وهنا بكت بكاءاً شقيّاً ما شاء اللَّه لها أن تبكي، ولم يكن بكاءاً بمعناه الذي يظهر على الأسارير ويخيّم على المظاهر، بل كان لوعة الضمير، وارتياع النفس، وانتفاضة الحسرات في أعماق القلب، وختمت طوافها الأليم هذا بعَبرتين نضّتا من مقلتيها.
            ثمّ لم تطل وقفتها، بل اندفعت كالشرارة الملتهبة - وحولها صويحباتها - حتّى‏ وصلت إلى‏ ميدان الصراع، فوقفت وقفتها الخالدة، وأثارت حربها التي استعملت فيها ما يمكن مباشرته للمرأة في الإسلام، وكادت ثورتها البِكر أن تلتهم الخلافة لولا أن عاكسها شذوذ الظرف، وتناثرت أمامها العقبات.
            تلك هي الحوراء الصدّيقة، فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، ريحانة النبوّة، ومثال العصمة، وهالة النور المشعّة، وبقيّة الرسول بين المسلمين - في طريقها إلى المسجد - وقد خسرت ابوّةً هي أزهى الابوّات في تأريخ الإنسان، وأفيضها حناناً، وأكثرها إشفاقاً، وأوفرها بركة.
            وهذه كارثة من شأنها أن تذيق المصاب بها مرارة الموت، أو أن تظهر له الموت حلواً شهيّاً وأمَلًا نيّراً.
            وهكذا كانت الزهراء حينما لحق أبوها بالرفيق الأعلى‏، وطارت روحه الفرد إلى‏ جنان ربّها راضيةً مرضيّة.


            ثم انه رضوان الله عليه يتطرق الى حال الزهراء صلوات الله عليها وحال الخلفاء المزعومين الجدد:

            ثمّ لم تقف الحوادث المرّة عند هذا الحدّ الرهيب، بل عَرَّضَت الزهراء لخَطْبٍ آخر قد لا يقلّ تأثيراً في نفسها الطَهور، وإيقاداً لحزنها، وإذكاءاً لأساها عن‏ الفاجعة الاولى‏ كثيراً، وهو خسارة المجد الذي سجّلته السماء لبيت النبوّةعلى‏ طول التأريخ، وأعني بهذا المجد العظيم: سيادة الامّة وزعامتها الكبرى‏، فقد كان من تشريعات السماء أن يسوس آل محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم امّته وشيعته؛ لأنّهم‏ مشتقّاته ومصغّراته، وإذا بالتقدير المعاكس يصرف مراكز الزعامة عن‏ أهلها، ومناصب الحكم عن أصحابها، ويرتّب لها خلفاء وامراء من عند نفسه.
            وبهذا وذاك خسرت الزهراء أقدس النبوّات والابوّات، وأخلد الرئاسات والزعامات بين عشيّةٍ وضحاها، فبعثتها نفسها المطوَّقة بآفاقٍ من الحزن والأسف إلى المعركة ومجالاتها، ومباشرة الثورة والاستمرار عليها.
            والحقيقة التي لا شكّ فيها أنّ أحداً ممّن يوافقها على‏ مبدئها ونهضتها لم‏ يكن ليمكنه أن يقف موقفها، ويستبسل استبسالها في الجهاد إلّا وأن يكون أكلةً باردة، وطعمةً رخيصةً للسلطات الحاكمة التي كانت قد بلغت يومذاك أوج الضغط والشدّة. فعلى الإشارة عتاب، وعلى القول حساب، وعلى الفعل عقاب، فلم يكن ليختلف عمّا نصطلح عليه اليوم بالأحكام العرفية، وهو أمر ضروري للسلطات يومئذٍ في سبيل تدعيم أساسها وتثبيت بنيانها.
            أمّا إذا كان القائم المدافع بنت محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وبضعته‏ وصورته الناضرة، فهي محفوظة لا خوف عليها بلا شكّ، باعتبار هذه النبوّة المقدّسة، ولِما للمرأة في الإسلام عموماً من حرماتٍ وخصائص تمنعها وتحميها من الأذى‏.


            فهل ترى الوصف الدقيق لتلك الايام، وهل يبقى هناك قول لمعنى انه يطلق عليهم (خلفاء) وهو يصفهم الآن بـ(السلطات الحاكمة) وما هي عليه واصطلح عليه بالاحكام العرفية...
            ثم يذهب الصدر الى عنوان آخر:


            مستمسَكات الثورة:
            ارتفعت الزهراء بأجنحةٍ من خيالها المطهَّر إلى‏ آفاق حياتها الماضية ودنيا أبيها العظيم، التي استحالت - حِين لحق سيّد البشر بربّه - إلى‏ ذكرى‏ في نفس الحوراء متألّقةٍ بالنور، تمدّ الزهراء في كلّ حينٍ بألوانٍ من الشعور والعاطفة والتوجيه، وتشيع في نفسها ضروباً من البهجة والنعيم، فهي وإن كانت قد تأخّرت عن أبيها في حساب الزمن أياماً أو شهوراً ولكنّها لم تنفصل عنه في حساب الروح والذكرى‏ لحظةً واحدة.
            وإذن ففي جنبيها معين من القوّة لا ينبض‏، وطاقة على‏ ثورةٍ كاسحةٍ لا تخمد، وأضواء من نبوّة محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ونفس محمّدٍ تنير لها الطريق، وتهديها سواء السبيل.
            وتجرّدت الزهراء في اللحظة التي اختمرت فيها ثورة نفسها عن دنيا الناس، واتّجهت بمشاعرها إلى‏ تلك الذكرى الحيّة في نفسها؛ لتستمدَّ منها قبساً من نورٍ في موقفها العصيب، وصارت تنادي:
            إليَّ يا صورَ السعادةِ التي أفقتُ منها على‏ شقاءٍ لا يصطبر عليه ...
            إليَّ يا أعزَّ روحٍ عليَّ، وأحبّها إليَّ ...، حدّثيني وأفيضي عليَّ من نورك الإلهي كما كنتِ تصنعين معي دائماً.
            إليَّ يا أبي اناجيك إن كانت المناجاة تلذُّ لك، وأبثّك همومي كما اعتدتُ أن أفعل في كلّ حين، واخبرك أنّ تلك الظِلال الظليلة التي كانت تقيني من لهيب هذه الدنيا لم يعدْ لي منها شي‏ء.
            قد كان بعدك أنباءٌ وهنبثةٌ - - لو كنت شاهدها لم تكثر الخُطُب‏
            إليَّ يا ذكريات الماضي العزيز، حدّثيني حديثك الجذّاب، وردّدي على‏ مسامعي كلَّ شي‏ء؛ لُاثيرَها حرباً لا هوادة فيها على‏ هؤلاء الذين ارتفعوا أو ارتفع الناس بهم إلى‏ منبر أبي ومقامه، ولم يعرفوا لآل محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم حقوقهم، ولا لبيتهم حرمةً تصونه من الإحراق‏ والتخريب، ذكّريني بمشاهد أبي وغزواته، ألم يكن يقصّ عليَّ ألواناً من بطولة أخيه وصهره واستبساله في الجهاد، وتفوّقه على‏ سائر الأنداد، ووقوفه إلى‏ صفّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في أشدّ الساعات وأعنف المعارك التي‏ فرَّ فيها فلان وفلان وتقاصر عن اقتحامها الشجعان؟! أيصحّ بعد هذا أن نضعَ أبا بكر على‏ منبر النبيّ وننزل بعليٍّ عمّا يستحقّ من مقام؟!


            بالله عليك هل بقت لابي بكر قيمة بعد هذا الكلام؟
            ام هل تراه يذكر قضية احراق الدار واعتبرها من المسلمات لا بل اضاف لها عبارة (التخريب).
            راجع لقضية اخراق الدار الإمامة والسياسة لابن قتيبة: 19، وتأريخ الطبري 2: 233، وشرح نهج البلاغة 6: 47- 48، فقد روي أنّ عمر بن الخطّاب جاء إلى‏ بيت فاطمة عليها السلام في عصابةٍ في رجالٍ من الأنصار ونفرٍ من المهاجرين، فقال: «والذي نفسي بيده لَتَخرجنَّ إلى البيعة أو لُاحرِقنّ البيت عليكم»

            تعليق


            • #36
              ثم يكمل رحمه الله مقطوعته:



              خبّريني يا ذكريات أبي العزيز، أليس أبو بكر هو الذي لم يأتمنه الوحي على‏ تبليغ آيةٍ للمشركين، وانتخب للمهمّة عليّاً؟! فماذا يكون معنى‏ هذا إن لم‏ يكن معناه أنّ عليّاً هو الممثّل الطبيعي للإسلام الذي يجب أن تسند إليه كلّ مهمّةٍ لا يتيسّر للنبيّ صلى الله عليه و آله و سلم مباشرتها؟


              وهو يشير الى حادثة التبليغ كما وردت في مسند أحمد بن حنبل 1: 3، وفي الكشّاف للزمخشري 2: 243، قال: «رُوي أنّ أبا بكر لمّا كان ببعض الطريق لتبليغ سورة براءة هبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمّد، لا يبلّغنّ رسالتك إلّا رجلٌ منك، فأرسل عليّاً ...»
              وها هو يعتبر ان عليا هو الممثل الحقيقي للاسلام وليس ابا بكر. كما يقولها بصراحة.
              ثم يضيف عن لسان حال الزهراء صلوات الله عليها:


              إنّي لأتذكّر بوضوحٍ ذلك اليوم العصيب الذي أرجف فيه المرجفون‏ لمّا استخلف أبي عليّاً على المدينة وخرج إلى الحرب، فوضعوا لهذا الاستخلاف ما شاؤوا من تفاسير، وكان عليّ ثابتاً كالطود لا تزعزعه مشاغبات المشاغبين، وكنت احاول أن يلتحق بأبي ليحدّثه بحديث الناس، وأخيراً لَحِقَ بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ رجع متهلّل الوجه ضاحك الأسارير، تحمله الفرحة إلى‏ قرينته الحبيبة؛ ليزفّ إليها بشرى‏ لا بمعنىً من معاني الدنيا، بل بمعنىً من معاني السماء. فقصَّ عليٌّ كيف استقبله النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ورحّب به، وقال له: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى‏ إلّا أنّه لا نبيّ بعدي»، وهارون موسى‏ كان شريكاً له في الحكم، وإماماً لُامّته، ومعدّاً لخلافته، فلابدّ أن يكون هارون محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وليّاً للمسلمين وخليفته فيهم من بعده.


              وهذه الحادثة تجدها في كتاب التاج الجامع للُاصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه و آله و سلم 3: 332، قال: رواه الشيخان والترمذي، صحيح مسلم 4: 1870- 1871 الحديث 2404، خصائص النسائي: 48- 50. وراجع تفصيل الرواية في تأريخ الطبري 2: 182- 183
              ثم يكمل:


              ولمّا وصلت إلى‏ هذه النقطة من أفكارها المتدفّقة صرخت: إنّ هذا هو الانقلاب الذي أنذر اللَّه تعالى‏ به في كتابه إذ قال: «وَمَا مُحَمَّدٌ إلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفإن مَاتَ أوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى‏ أعْقَابِكُمْ».
              فها هُمُ الناس قد انقلبوا على‏ أعقابهم، واستولى‏ عليهم المنطق الجاهلي الذي تبادله الحزبان في السقيفة حين قال أحدهما: «نحن أهل العزّة والمنعة، واولو العدد والكثرة، وأجابه الآخر: مَن ينازعنا سلطان محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ونحن أولياؤه وعترته». وسقط الكتاب والسُنّة في تلك المقاييس.


              وهذا الكلام من احسن التعريض بالسقيفة.
              ثم يذكر مقطعا استنسخه من خطبة الزهراء العصماء، فيقول رحمه الله:


              ثمّ أخذت تقول:
              يا مبادئ محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم التي جرت في عروقي منذ ولدت كما يجري الدم في‏ العصب، إنّ الرجل الذي هجم عليكِ في بيتك المكّي الذي أقامه النبيّ مركزاً لدعوته قد هجم على‏ آل محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم في دارهم، وأشعل النار فيها أو كاد ...
              يا روحَ امّي العظيمة، إنّكِ ألقيتِ عليَّ درساً خالداً في حياة النضال الإسلامي بجهادك الرائع في صفّ سيّد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم، وسوف أجعل من نفسي خديجة عليّ في محنته القائمة.
              لبّيكِ لبّيكِ يا امّاه، إنّي أسمع صوتك في أعماق روحي يدفعني إلى‏ مقاومة الحاكمين.
              فسوف أذهب إلى‏ أبي بكر لأقول له: «لقد جئت شيئاً فريّاً، فدونكها مخطومةً مرحولةً تلقاك يوم حشرك، فنِعم الحكم اللَّه، والزعيم محمّد، والموعد القيامة» ، ولُانبّه المسلمين إلى‏ عواقب فعلتهم والمستقبل القاتم الذي بنوه بأيديهم، وأقول: «لقد لقحت فنظرة ريثما تُحلب، ثمّ احتلبوها طلاع القعب دماً عبيطاً ...، وهناك يخسر المبطلون، ويعرف التالون، غبّ ما أسّس الأوّلون».
              ثمّ اندفعت إلى‏ ميدان العمل وفي نفسها مبادئ محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وروح خديجة، وبطولة عليّ، وإشفاقٌ عظيمٌ على‏ هذه الامّة من مستقبلٍ مظلم.


              ايوجد خير من هذه التعرية لأبي بكر وزمرته الحاكمة؟!!

              ثم يأتي رحمه الله على عنوان في الموضوع آخر:


              طريق الثورة:
              لم يكن الطريق الذي اجتازته الثائرة طويلًا؛ لأنّ البيت الذي انبعث منه‏ شرر الثورة ولهيبها هو بيت عليٍّ عليه السلام، بالطبع الذي كان يصطلح عليه‏ رسول‏ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم بيت النبوّة، وهو جار المسجد لا يفصل بينهما سوى‏ جدار واحد، فلعلّها دخلته من الباب المتّصل به والمؤدّي إليه من دارها مباشرة، كما يمكن أن يكون مدخلها الباب العامّ.

              وهو يشير الى ما ينقله الرواة والمؤرخون أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم استمرّ أكثر من ستّة أشهرٍ بعد نزول آية التطهير يقف على‏ باب دار عليٍّ وفاطمة عليهما السلام عند ذهابه إلى الصلاة، وهو يقول: «السلام عليكم يا أهل البيت». راجع مسند أحمد بن حنبل 3: 285، والمستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري 3: 158.
              وفي انه جار المسجد راجع مسند أحمد بن حنبل 4: 369 .

              ثم انه رحمه الله يدفع اشكالا مقدرا، فيقول:

              ولا يهمّنا تعيين أحد الطريقين، وإن كنت ارجِّح أ نّها سلكت الباب العامّ؛ لأنّ سياق الرواية التأريخية التي حكت لنا هذه الحركة الدفاعية يُشعر بهذا، فإنّ دخولها من الباب الخاصِّ لا يكلّفها سيراً في نفس المسجد، ولا اجتياز طريقٍ بينه وبين بيتها، فمن أين للراوي أن يصف مشيها وينعته بأ نّه لا يخرم مشية رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم‏ وهو لم يكن معها بالطبع؟! ولو تصوّرنا أنّها سارت في نفس المسجد فلا ينتهي سيرها بالدخول على الخليفة، وإنّما يبتدئ بذلك؛ لأنّ من دخل‏ المسجد صدق عليه أنّه دخل على‏ من فيه وإن سار في ساحته، مع أنّ الراوي يجعل دخولها على‏ أبي بكر متعقّباً لمشيها، وهذا وغيره يكون قرينةً على‏ ما استقربناه.


              ثم يأخذنا الى عنوان آخر في الموضوع يبين فيه سبب مصاحبة النساء لها صلوات الله عليها:


              النسوة:
              وتدلّنا الرواية على‏ أنّ‏ الزهراء كانت تصحبُ معها نسوةً من قومها وحفدتها كما سبق ذكره، ومردّ هذه الصحبة وذلك الاختيار للباب العامّ إلى‏ أمرٍ واحد، وهو تنبيه الناس، وكسب التفاتهم باجتيازها في الطريق مع تلك النسوة ليجتمعوا في المسجد، ويتهافتوا حيث ينتهي بها السير بقصد التعرّف على ما تريده، وتعزم عليه من قولٍ أو فعل، وبهذا تكون المحاكمة علنيّةً تعيها أسماع عامّة المسلمين في ذلك الوسط المضطرب.


              ثم يعود رحمه الله الى وصف ما سمّاه بالـ (الحركة الفاطمية) ويقصد بها مشيتها سلام الله عليها:


              ظاهرة:
              سبق أنّ الرواية التأريخية جاءت تنصّ على‏ أنّ الزهراء لم تكن لتخرم في مشيتها مشية أبيها صلى الله عليه و آله و سلم.
              ويتّسع لنا المجال لفلسفة هذا التقليد الدقيق، فلعلّه كان طبيعةً قد جرت عليها في موقفها هذا بلا تكلّفٍ ولا اعتناءٍ خاصّ، وليس هذا ببعيد، فإنّها- صلوات اللَّه عليها- قد اعتادت أن تقلّد أباها وتحاكيه في سائر أفعالها وأقوالها.
              ويحتمل أن يكون لهذه المشابهة المتقنة وجه آخر بأن كانت الحوراء قد عمدت في موقفها يومذاك إلى‏ تقليد أبيها في مشيه عن التفاتٍ وقصدٍ فأحكمت التمثيل، وأجادت المحاكاة، فلم تكن لتخرم مشية النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وأرادت بهذا أن تستولي على المشاعر وإحساس الناس وعواطف الجمهور بهذا التقليد الباهر الذي يدفع بأفكارهم إلى‏ سفرٍ قصير، وتجوّلٍ لذيذٍ في الماضي القريب حيث عهد النبوّة المقدّس، والأيام الضواحك التي قضوها تحت ظِلال نبيّهم الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم؛ فيكون في إرهاف هذه الإحساسات وصقلها صقلًا عاطفيّاً ما يمهّد للزهراء الشروع في مقصودها، ويوطّئ القلوب لِتَقَبّل دعوتها الصارخة، واستجابة استنقاذها الحزين، ونجاح محاولتها اليائسة أو شبه اليائسة.
              ولذا ترى‏ أنّ الراوي نفسه أثّرت عليه هذه الناحية أيضاً من حيث يشعر أو لا يشعر، ودفعه تأثّره هذا إلى‏ تسجيلها فيما سجّل من تصوير الحركة الفاطمية.
              صرخة باركتها الزهراء، ورعتها السماء، فكانت عند اندلاعها محطّ الثقل الذي تركّز عنده الحقّ المذبوح، والمحاولة اليائسة التي شاعت حولها ابتسامات أملٍ استحالت بعد انتهائها إلى‏ عبوسٍ مرير، ويأسٍ ثابت، واستسلامٍ فرضته حياة الناس الواقعة يومذاك.
              ثورة لم تكن لتقصد بها الثائرة نتيجةً لها على‏ ما يطّرد في الثورات الاخرى‏ بقدر ما كانت تهدف إلى‏ تثبيت الثورة لذاتها، وتسجيلها في ما يسجّله التأريخ في سطوره البارزة، فكانت الثورة على‏ هذا بنفسها تؤدّي الغرض كاملًا غير منقوص، وهذا ما وقع بالفعل، وبه نفسِّر الحكم بنجاحها وإن فشلت، كما سنوضّحه في موضعٍ آخر من هذا الكتاب.


              وهنا نترك لكم مطالعة في الكتاب ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
              تجد الكتاب على هذا الرابط (هنا)
              ونسخة نصية منه مع المرفقات.
              وكذلك نص كتاب الشهيد الصدر سمو الذات وسمو الموقف للسيد كاظم الحائري.

              والحمد لله رب العالمين.
              الملفات المرفقة

              تعليق


              • #37
                (1) قال أن المعركة ليست بين الشيعة وما أسماه ”الحكم السني“ الذي هو في مقصوده ”حكم أبي بكر وعمر“! فلسنا ندري إذا لم يكن الشيعة يحاربون الحكم الانقلابي الذي أقامه أبو بكر وعمر ومضى عليه هؤلاء الحكام والسلاطين إلى يومنا هذا فما أصل خلافنا معهم إذن؟! أليس خلافنا معهم يتمركز ههنا في أن الحكم إنما ينبغي أن يكون لله ولرسوله وللأئمة (عليهم السلام) ولنوّابهم كي يتم إقامة شرع الله تعالى لا شرع المرتدين المنقلبين على أعقابهم كأبي بكر وعمر وعثمان ممن حرّف دين الله تعالى؟!
                وإذا لم تكن المعركة هي بين الشيعة وهذا ”الحكم السني“ على حدّ زعمه فلماذا عارضه علي وعارضته الزهراء وعارضه أئمة أهل البيت النبوي (صلوات الله عليهم) حتى قُتِلوا وذُبحوا؟!

                (2) قال أن الحكم السني الذي مثّله ”الخلفاء الراشدون“ كان يقوم على أساس ”الإسلام والعدل“! فقد حكم أولاً بأن هؤلاء الكفرة المرتديّن الذين خانوا الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) هم خلفاء وراشدون! فبالله منذ متى أضحى ابن أبي قحافة وابن صهاك خلفاء شرعيين للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله؟! وأين هو الرشد في سيرتهم القذرة وأعمالهم السوداء؟!
                ثم إنه حكم ثانياً بأن حكم هؤلاء الغاصبين كان يقوم على أساس الإسلام والعدل! وما أعظمها من كلمة كفر! أفهل يكون غصبهم للخلافة إسلاماً؟! أم هل يكون قتلهم لبضعة النبي (صلى الله عليه وآله) وسلبهم إرثها عدلاً؟!
                أوَ لا تعلم أن هذه الكلمة منه كافية لإخراجه من الإيمان وأنه الآن يعذب عذاباً أليماً؟! قال إمامنا زين العابدين صلوات الله عليه: ”ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم؛ من جحد إماما من الله، أو ادعى إماماً من غير الله، أو زعم أن لأبي بكر وعمر في الإسلام نصيبا“! (مستدرك الوسائل للميرزا النوري ج18 ص175).
                فالرجل لا يزعم فقط أن لأبي بكر وعمر في الإسلام نصيباً؛ بل يزعم أنهما قد أقاما حكم الإسلام والعدل! فانظر بالله عليك!

                (3) ادّعى أن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) قد حمل السيف دفاعاً عن حكم هؤلاء ”الخلفاء الراشدين“ إذ حارب جنديا تحت لواء ”الخليفة“ أبي بكر في حروب الردة! وهذا بهتان عظيم! إذ لم يرد في أي مصدر تأريخي - لا عند الشيعة ولا عند غيرهم - مثل هذا بل المعلوم إجماعاً أن عليا (صلوات الله عليه) لم يشترك أبدا في ما يسمى بحروب الردّة وظل ملازماً بيته احتجاجاً بعد انقلاب السقيفة.
                فمن أين جاء صاحبك الأوّل بهذا؟! فإن اعتذرتَ عنه بأنه قد اشتبه عليه الأمر؛ جاء جوابك بأن من يشتبه عليه مثل هذا الأمر الخطير لا يصلح أن يكون مرجعاً وقائداً دينياً للناس وهو يتجرّأ على ذكر أمر يرسله إرسال المسلّمات دون أن يكون له في الحديث والتاريخ والآثار أصل على الإطلاق! وهذا كاشف عن جهله وعدم حيطته ودقّته فكيف تُقبل فتاواه ويؤخذ بتعاليمه؟!
                وأي إساءة هذه لمقام مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) حين يُدَّعى أنه قد حارب ”جنديا“ تحت إمرة اللعين أبي بكر؟!

                (4) قال أن علماء الشيعة أفتوا قبل نصف قرن بوجوب الجهاد من أجل ”الحكم السني“ وأن أبناءهم بذلوا دمهم رخيصاً من أجل ”حماية الحكم السني الذي كان يقوم على أساس الإسلام“! وهو يقصد بذلك ثورة العشرين، وهذا تلبيس بل تحريف! فعلماء الشيعة لم يعتبروا يوماً أن نهوضهم ضد الإنجليز هو ”حماية للحكم السني“ ولم يبذلوا دم أبنائهم رخيصاً من أجل المحافظة عليه! بل كان هدفهم هو طرد المحتلّ وإقامة حكم الإسلام الحق!
                ثم منذ متى كان هذا ”الحكم السني“ على حدّ تعبيره قائما على أساس الإسلام؟! إذا كان الأمر هكذا فلماذا قام الرجل ضدّه أصلاً؟! أوليس حكم صدام التكريتي نسخة من هذا ”الحكم السني“ الذي أرسى دعائمه أبو بكر وعمر؟! إن قلتَ: في حكم صدام كفر! قيل لك: وفي حكم أبي بكر وعمر ما هو أكفر! وإن قلتَ: في حكم صدام فساد! قيل لك: وفي حكم أبي بكر وعمر ما هو أفسد! وإن قلتَ: في حكم صدام مقابر جماعية! قيل لك: كذلك كان في حكم أبي بكر - في حروب مانعي الزكاة - وفي حكم عمر - تدمير قرية عرب سوس مثالاً - فلماذا الثورة على حكم صدام وهو ليس سوى نموذج مصغّر جداً من ”الحكم السني للخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان“؟! كان اللازم على الرجل أن يقبل بهذا الحكم ويبلع لسانه وإن كانت الموسى فيه لأنه قد حكم سلفاً على حكم أبي بكر وعمر بأنه كان قائما ”على الإسلام والعدل“!

                (5) قال أن ”الحكم السني“ لا يعني حكم شخص وُلِد من أبوين سنيّيْن، بل يعني حكم أبي بكر وعمر! وهذا أيضاً بهتان عظيم! فإن مفهوم ”الحكم السني“ هو ذلك الحكم الذي يكون موافقاً لسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا سنة أبي بكر وعمر! غير أن الرجل ضمّ نفسه إلى المخالفين في اعتقادهم أن سنة رسول الله هي ذاتها سنة أبي بكر وعمر!
                فويلاً لصاحبك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة حين يحاسبه قائلا: ”كيف زعمت أن الخائنيْن الغاصبيْن من بعدي كان حكمهما حكمي وسنتهما سنتي“؟!

                (6) قال أن طواغيت الحكم في العراق اليوم ينتهكون ”حرمة الإسلام وحرمة علي وعمر معاً“! فانظر بالله عليك كيف جعل لعدوّ الله حرمةً وقرنها بحرمة الإسلام وبحرمة ولي الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه! فمثله كمثل القائل: ”إن طواغيت الحكم في الحجاز اليوم ينتهكون حرمة الإسلام وحرمة محمد وأبي سفيان معاً“!
                فبماذا يُعتذَر عن صاحبك الأول هذا؟! إن قيل: إنه قال ذلك على سبيل التقية. قلنا: الرجل كان في مقام الثورة وقلب نظام الحكم فكيف يُقال أن النظام أجبره على قول ذلك تقية! وإن قيل: إنه قال ذلك حتى يستجلب تأييد المخالفين في العراق فتنجح الثورة. قلنا: إنه المبدأ الميكافيلي إذن ”الغاية تبرر الوسيلة“ حتى لو اختلط الحق بالباطل وهو مبدأ مرفوض في الإسلام جملة وتفصيلا!
                ألا فاعتبروا! فإن الرجل بعد هذا الخطاب الثالث بالذات قُتل شرّ قتلة! دون خطابيْه الأوّليْن رغم أنهما ما كانا دون هذا الثالث جرأة ضد النظام. غير أن هذا الثالث ورد فيه هذا الذي يغضب الله ورسوله ويغضب سيدة نساء العالمين فاطمة الشهيدة (صلوات الله عليها) فانظروا أي جزاء إلهي وقع على صاحبه!

                تعليق


                • #38
                  (1) قال أن المعركة ليست بين الشيعة وما أسماه ”الحكم السني“ الذي هو في مقصوده ”حكم أبي بكر وعمر“! فلسنا ندري إذا لم يكن الشيعة يحاربون الحكم الانقلابي الذي أقامه أبو بكر وعمر ومضى عليه هؤلاء الحكام والسلاطين إلى يومنا هذا فما أصل خلافنا معهم إذن؟! أليس خلافنا معهم يتمركز ههنا في أن الحكم إنما ينبغي أن يكون لله ولرسوله وللأئمة (عليهم السلام) ولنوّابهم كي يتم إقامة شرع الله تعالى لا شرع المرتدين المنقلبين على أعقابهم كأبي بكر وعمر وعثمان ممن حرّف دين الله تعالى؟!
                  وإذا لم تكن المعركة هي بين الشيعة وهذا ”الحكم السني“ على حدّ زعمه فلماذا عارضه علي وعارضته الزهراء وعارضه أئمة أهل البيت النبوي (صلوات الله عليهم) حتى قُتِلوا وذُبحوا؟!

                  (2) قال أن الحكم السني الذي مثّله ”الخلفاء الراشدون“ كان يقوم على أساس ”الإسلام والعدل“! فقد حكم أولاً بأن هؤلاء الكفرة المرتديّن الذين خانوا الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) هم خلفاء وراشدون! فبالله منذ متى أضحى ابن أبي قحافة وابن صهاك خلفاء شرعيين للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله؟! وأين هو الرشد في سيرتهم القذرة وأعمالهم السوداء؟!
                  ثم إنه حكم ثانياً بأن حكم هؤلاء الغاصبين كان يقوم على أساس الإسلام والعدل! وما أعظمها من كلمة كفر! أفهل يكون غصبهم للخلافة إسلاماً؟! أم هل يكون قتلهم لبضعة النبي (صلى الله عليه وآله) وسلبهم إرثها عدلاً؟!
                  أوَ لا تعلم أن هذه الكلمة منه كافية لإخراجه من الإيمان وأنه الآن يعذب عذاباً أليماً؟! قال إمامنا زين العابدين صلوات الله عليه: ”ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم؛ من جحد إماما من الله، أو ادعى إماماً من غير الله، أو زعم أن لأبي بكر وعمر في الإسلام نصيبا“! (مستدرك الوسائل للميرزا النوري ج18 ص175).
                  فالرجل لا يزعم فقط أن لأبي بكر وعمر في الإسلام نصيباً؛ بل يزعم أنهما قد أقاما حكم الإسلام والعدل! فانظر بالله عليك!

                  (3) ادّعى أن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) قد حمل السيف دفاعاً عن حكم هؤلاء ”الخلفاء الراشدين“ إذ حارب جنديا تحت لواء ”الخليفة“ أبي بكر في حروب الردة! وهذا بهتان عظيم! إذ لم يرد في أي مصدر تأريخي - لا عند الشيعة ولا عند غيرهم - مثل هذا بل المعلوم إجماعاً أن عليا (صلوات الله عليه) لم يشترك أبدا في ما يسمى بحروب الردّة وظل ملازماً بيته احتجاجاً بعد انقلاب السقيفة.
                  فمن أين جاء صاحبك الأوّل بهذا؟! فإن اعتذرتَ عنه بأنه قد اشتبه عليه الأمر؛ جاء جوابك بأن من يشتبه عليه مثل هذا الأمر الخطير لا يصلح أن يكون مرجعاً وقائداً دينياً للناس وهو يتجرّأ على ذكر أمر يرسله إرسال المسلّمات دون أن يكون له في الحديث والتاريخ والآثار أصل على الإطلاق! وهذا كاشف عن جهله وعدم حيطته ودقّته فكيف تُقبل فتاواه ويؤخذ بتعاليمه؟!
                  وأي إساءة هذه لمقام مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) حين يُدَّعى أنه قد حارب ”جنديا“ تحت إمرة اللعين أبي بكر؟!

                  (4) قال أن علماء الشيعة أفتوا قبل نصف قرن بوجوب الجهاد من أجل ”الحكم السني“ وأن أبناءهم بذلوا دمهم رخيصاً من أجل ”حماية الحكم السني الذي كان يقوم على أساس الإسلام“! وهو يقصد بذلك ثورة العشرين، وهذا تلبيس بل تحريف! فعلماء الشيعة لم يعتبروا يوماً أن نهوضهم ضد الإنجليز هو ”حماية للحكم السني“ ولم يبذلوا دم أبنائهم رخيصاً من أجل المحافظة عليه! بل كان هدفهم هو طرد المحتلّ وإقامة حكم الإسلام الحق!
                  ثم منذ متى كان هذا ”الحكم السني“ على حدّ تعبيره قائما على أساس الإسلام؟! إذا كان الأمر هكذا فلماذا قام الرجل ضدّه أصلاً؟! أوليس حكم صدام التكريتي نسخة من هذا ”الحكم السني“ الذي أرسى دعائمه أبو بكر وعمر؟! إن قلتَ: في حكم صدام كفر! قيل لك: وفي حكم أبي بكر وعمر ما هو أكفر! وإن قلتَ: في حكم صدام فساد! قيل لك: وفي حكم أبي بكر وعمر ما هو أفسد! وإن قلتَ: في حكم صدام مقابر جماعية! قيل لك: كذلك كان في حكم أبي بكر - في حروب مانعي الزكاة - وفي حكم عمر - تدمير قرية عرب سوس مثالاً - فلماذا الثورة على حكم صدام وهو ليس سوى نموذج مصغّر جداً من ”الحكم السني للخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان“؟! كان اللازم على الرجل أن يقبل بهذا الحكم ويبلع لسانه وإن كانت الموسى فيه لأنه قد حكم سلفاً على حكم أبي بكر وعمر بأنه كان قائما ”على الإسلام والعدل“!

                  (5) قال أن ”الحكم السني“ لا يعني حكم شخص وُلِد من أبوين سنيّيْن، بل يعني حكم أبي بكر وعمر! وهذا أيضاً بهتان عظيم! فإن مفهوم ”الحكم السني“ هو ذلك الحكم الذي يكون موافقاً لسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا سنة أبي بكر وعمر! غير أن الرجل ضمّ نفسه إلى المخالفين في اعتقادهم أن سنة رسول الله هي ذاتها سنة أبي بكر وعمر!
                  فويلاً لصاحبك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة حين يحاسبه قائلا: ”كيف زعمت أن الخائنيْن الغاصبيْن من بعدي كان حكمهما حكمي وسنتهما سنتي“؟!

                  (6) قال أن طواغيت الحكم في العراق اليوم ينتهكون ”حرمة الإسلام وحرمة علي وعمر معاً“! فانظر بالله عليك كيف جعل لعدوّ الله حرمةً وقرنها بحرمة الإسلام وبحرمة ولي الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه! فمثله كمثل القائل: ”إن طواغيت الحكم في الحجاز اليوم ينتهكون حرمة الإسلام وحرمة محمد وأبي سفيان معاً“!
                  فبماذا يُعتذَر عن صاحبك الأول هذا؟! إن قيل: إنه قال ذلك على سبيل التقية. قلنا: الرجل كان في مقام الثورة وقلب نظام الحكم فكيف يُقال أن النظام أجبره على قول ذلك تقية! وإن قيل: إنه قال ذلك حتى يستجلب تأييد المخالفين في العراق فتنجح الثورة. قلنا: إنه المبدأ الميكافيلي إذن ”الغاية تبرر الوسيلة“ حتى لو اختلط الحق بالباطل وهو مبدأ مرفوض في الإسلام جملة وتفصيلا!
                  ألا فاعتبروا! فإن الرجل بعد هذا الخطاب الثالث بالذات قُتل شرّ قتلة! دون خطابيْه الأوّليْن رغم أنهما ما كانا دون هذا الثالث جرأة ضد النظام. غير أن هذا الثالث ورد فيه هذا الذي يغضب الله ورسوله ويغضب سيدة نساء العالمين فاطمة الشهيدة (صلوات الله عليها) فانظروا أي جزاء إلهي وقع على صاحبه!

                  تعليق


                  • #39
                    يقول حمار لندن وعميلها:
                    وما أعظمها من كلمة كفر! أفهل يكون غصبهم للخلافة إسلاماً؟! أم هل يكون قتلهم لبضعة النبي (صلى الله عليه وآله) وسلبهم إرثها عدلاً؟!
                    أوَ لا تعلم أن هذه الكلمة منه كافية لإخراجه من الإيمان وأنه الآن يعذب عذاباً أليماً؟!

                    لا ادري من اعطى هذا الخاسر الحق في ان يدخل هذا في الدين ويخرج ذاك بحسب هواء، لا بل يستدل عليه بكلام ائمة الدين.
                    لا بل يجزم على الله انه يعذب عباده.
                    أرأيتم كفرا اكبر من هذا الكفر والافتراء والكذب على الله تعالى ورسوله والائمة المعصومين.
                    من يشتبه عليه مثل هذا الأمر الخطير لا يصلح أن يكون مرجعاً وقائداً دينياً للناس وهو يتجرّأ على ذكر أمر يرسله إرسال المسلّمات دون أن يكون له في الحديث والتاريخ والآثار أصل على الإطلاق! وهذا كاشف عن جهله وعدم حيطته ودقّته فكيف تُقبل فتاواه ويؤخذ بتعاليمه؟!

                    ومن انت وما قيمتك وقيمة من يدعمك، بل اين شهادات اجتهادك واجتهاده.
                    ايها الجاهل الخاسر، ومن اجهل منكم بالدين والتاريخ والحديث.. اتخذتموه غرضا ودولا بينكم يا عملاء..
                    فويلاً لصاحبك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة حين يحاسبه قائلا: ”كيف زعمت أن الخائنيْن الغاصبيْن من بعدي كان حكمهما حكمي وسنتهما سنتي“؟!

                    يا ايها البوال على عقبيه، يا ترى ماذا سيكون جوابك وانت تتهم عرض رسل الله وزوجته وترميها بالزنا وقاطبة علماء المسلمين ما عدى الناصبين العداء للائمة الطاهرين وبعض المغرضين ومن انت لهم يد وعين هم من يفترون هذا على رسوله وزوجات الانبياء.
                    هل لديك شاهد على ذلك ام هي افتراءات البخاري واشباهه ممن اخذت منهم دينك يا حمار.
                    إنه المبدأ الميكافيلي إذن ”الغاية تبرر الوسيلة“ حتى لو اختلط الحق بالباطل وهو مبدأ مرفوض في الإسلام جملة وتفصيلا!

                    يا ابن راعية المعزى
                    وهل الغاية عندك تجوز وانت تقبع بين احضان اليزابيث!!
                    ام هو تطابق المصالح والغايات يا امعة الدينار والدولار..
                    ألا فاعتبروا! فإن الرجل بعد هذا الخطاب الثالث بالذات قُتل شرّ قتلة! دون خطابيْه الأوّليْن رغم أنهما ما كانا دون هذا الثالث جرأة ضد النظام. غير أن هذا الثالث ورد فيه هذا الذي يغضب الله ورسوله ويغضب سيدة نساء العالمين فاطمة الشهيدة (صلوات الله عليها) فانظروا أي جزاء إلهي وقع على صاحبه!

                    وكأني بك مسحولا في ازقة الهايدبارك يتخذونك غرضا بينهم.
                    الا لعنة الله عليك، يا عبد اللات ومفرق الجماعات.
                    من اعطاك الحق بان تجزم على الله انه عاقبه وجازاه لا بل يعذبه في النار!! امرك والله عجيب وامر من يستمع لك اعجب..
                    ايها الوضيع والعبد الذليل لاسيادك وامك اليزابيث.

                    ملاحظة: نال هذا الخاسر ما يستحقه على طريقته وطريقة اتباعه في التهجم على الآخرين. ولدينا اكثر وهو ليس عضوا حتى يقال اننا نتطاول على احد الاعضاء هنا..
                    كلامنا ابداء رأي كما يبديه هذا الحمار وهو معتمر لعمامة رسول الله صلى الله عليه وآله.
                    وهذا طريقنا للدفاع عن امامنا ومرجعنا وشهيدنا وعالمنا.
                    وعلى الاقل هو ابن رسول الله وحفيده.. فهل تساوونه مع عديم الاصل هذا غير معروف الحسب والنسب الحمار ياسر الخبيث..

                    تعليق


                    • #40
                      عزيزى واستاذى الكبير

                      الرحيق المختوم

                      بعد اذنك انتظرى قليلا وسوف تراهم بما فيهم هذا البطل
                      (بطل النسخ واللصق)

                      يهروبون خاسئين مذلولين

                      فقط طول بالك وتركهم لى

                      تعليق


                      • #41
                        قال أن المعركة ليست بين الشيعة وما أسماه ”الحكم السني“ الذي هو في مقصوده ”حكم أبي بكر وعمر“! فلسنا ندري إذا لم يكن الشيعة يحاربون الحكم الانقلابي الذي أقامه أبو بكر وعمر ومضى عليه هؤلاء الحكام والسلاطين إلى يومنا هذا فما أصل خلافنا معهم إذن؟! أليس خلافنا معهم يتمركز ههنا في أن الحكم إنما ينبغي أن يكون لله ولرسوله وللأئمة (عليهم السلام) ولنوّابهم كي يتم إقامة شرع الله تعالى لا شرع المرتدين المنقلبين على أعقابهم كأبي بكر وعمر وعثمان ممن حرّف دين الله تعالى؟!


                        اين الامام الحسن عن هذا الكلام عندما تنازل عن الحكم لمعاويه !!!

                        واين الامام الرضى عن هذا الكلام عندما قبل ولاية العهد عند المامون !!

                        واين الامام على من هذا الكلام عندما قال
                        (
                        ووالله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين)

                        وتعالو لشرح مرجع ياسر الاعلم الشيرازى ونظرو ماذا قال عن هذا الجزء

                        ((
                        سلك أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام مسلكاً في العدل والعدالة لم يسلكه من قبل ومن بعد أحد غيره ما خلا الأنبياء والأوصياء (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، فكان عليه السلام لا يخشى في الله لومة لائم، بل كان يرعى الله ومصلحة الإسلام والمسلمين ويقدمهما على كل شيء، حتى لو كانت فيها عليه مشقة خاصة، أليس هو القائل لما عزموا على بيعة عثمانلقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري، ووالله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلا علي خاصة، التماساً لأجر ذلك وفضله، وزهداً فيها تنافستموه من زخرفة وزبرجة). فهو عليه السلام لا يرى في الخلافة إلا وسيلة لتطبيق عدالة الإسلام لكي يرفل الجميع بالعدل والأمان والمساواة ))

                        مرجع ياسر يقول ان الهدف من هذا القول للامام على
                        وهذا التنازل عن الحكم هو
                        مصلحة الاسلام والمسلمين

                        ولهذا قال السيد الصدر ايضا ليس الخلاف بين السنه والشيعه على الحكم


                        يتبع ......
                        واوصي اخوانى فقط بالتريث والصبر قليلا

                        تعليق


                        • #42
                          في القديم قالوا "لا حكم الا لله"
                          فكفروا الحاكم وقاتلوه ثم قتلوه وهو في محراب صلاته!
                          وانبرى شاعرهم مادحا لابن ملجم القاتل بالقول:

                          يا ضربة مِن تقيٍّ ما أراد بها * * * إلا ليبلغَ مِن ذِي العرش رِضواناً
                          إني لأذكره يوماً فأحسبُه * * *أَوفىَ البرية عند الله ميزاناً
                          أكرِم بِقومٍ بُطُون الأرض أقبرهم * * * لم يخلطوا دينهم بَغياً و عدواناً


                          مع الفارق في المكانة بين الجد والحفيد - وكلاهما شهداء الحق والمحراب - فها نحن نسمع اليوم كما سمعته الاذان من قبل ان المقتول "قتل شر قتلة" واضافوا الى قولهم "بغضب من الله ورسوله وغضب سيدة النساء"!

                          فعبر شاعر قاتل الجد عن سعادته شعرا
                          وعبر مادح قاتل الحفيد عن سعادته تصريحا:


                          فإن الرجل بعد هذا الخطاب الثالث بالذات قُتل شرّ قتلة! دون خطابيْه الأوّليْن رغم أنهما ما كانا دون هذا الثالث جرأة ضد النظام. غير أن هذا الثالث ورد فيه هذا الذي يغضب الله ورسوله ويغضب سيدة نساء العالمين فاطمة الشهيدة (صلوات الله عليها) فانظروا أي جزاء إلهي وقع على صاحبه!
                          وكما تابع من كان قبلهم بتسفيه من كان ولا زال مع الجد العظيم فها هم اليوم يتابعون تسفيه كل من كان ولا زال مع خط حفيده الشهيد!

                          المسألة لو اقتصرت على الحفيد الجليل - رغم فظاعتها لهانت - ولكن تطاولهم على كل العمائم المحترمة الاتية بعبق الماضي التليد التي تفدى لها النفوس رخيصة في سبيل الله انما دل على ان للقوم مآرب غير التي يدعونها!

                          فكما كان من قتل وقاتل الجد العظيم بغطاء الدين والقران كذلك نرى ان من قتل وقاتل الحفيد الشهيد بغطاء المذهب والروايات
                          (هنا نقول من قتل الحفيد من باب من رضي بفعل قوم فقد شاركهم)!
                          ولم يكن الدين عند الماضين الا لقلقة لسان كذلك عند الحاضرين لم يكن المذهب والروايات الا وسيلة لتحقيق غايات لا يخفيها غطاء

                          انا لله وانا اليه راجعون
                          وسلامي ومحبتي للجد العظيم سلام الله تعالى عليه
                          وسلامي ومحبتي للحفيد الجليل رضوان الله تعالى عليه


                          نسأل الله تعالى ان يرزقنا شفاعة الجد العظيم وحفيده الجليل يوم لا ينفع مال ولا بنون


                          والحمد لله رب العالمين وسلام على المتقين
                          التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 19-01-2013, 03:50 PM.

                          تعليق


                          • #43
                            نعم اخي ابو برير
                            كلمات من ذهب افتقدناها من قلمك النير
                            فقديما كنت اراها كثيرا في مشاركاتك ولعل احداث الواقع الآن لا تعينك، اعانك الله
                            جعلها الله في ميزان حسناتك بحق المصطفى وآله الطاهرين

                            مع تقديري وشكري للاخ العقيق اليمني واقول له اخي الكريم
                            يقولون في المثل ومحشومين اخواني
                            ذيل الكلب ما ينعدل اعوج ويظل اعوج
                            تحياتي للجميع ونسألكم الدعاء

                            تعليق


                            • #44
                              إن كلام السيد الشهيد صحيح، ولكن البعض لا يفهم كلامه فراح بالتسقيط والجهالة، لأنه بالفعل ليست المعركة بين الحكم السني والشيعي بل هي بين اشخاص بينهم عداوات، لأن كلا الحكمين يقومان على أساس الدين والعدل، وممارسات بعضهم خارجة عن هذا الأساس لا تحسب على الاسلام.
                              وأما توصيف الخلفاء بالراشدين فهو مصطلح عام ولا يضر اطلاق المصطلحات، ولذا بعض أئمتنا يخاطبون بعض الخلفاء، بأمير المؤمنين.
                              وكان الامام زين العابدين يقول اعطوا الخراج الى بني أمية ليدفع الله به عدونا وعدوكم، فالأمر له ابعاد سياسية كبيرة، وليس محصوراً بالولاية وعدمها، فهناك مصلحة اسلام ودين، لردع مخططات الأعداء التي لا تميز بين سني وشيعي، فأهل البيت هم أحرص ما يكون على أمور الدين ومصلحة الإسلام، وعلماء الشيعة هم في طليعة المدافعين عن وحدة الإسلام.
                              أنت الآن هل تتمنى شيعيا يحكم ولا يردع عن المنكرات، أم سنيا يحكم وهو يردع عن المنكرات؟، بالطبع نختار من يردع عن المنكرات ويقيم قوانين الشريعة، ولا نفكر شيعيا أم سنيا لأننا نريد حكم الاسلام.
                              وأما هذه الأمور من العداوة ونحوها فهي أمام مصلحة الإسلام لا شيء، لأنها عداوات شخصية لا تنفع المسلمين.
                              فالسيد الشهيد الصدر أتي بفتح عظيم، به تتضح سياسة الشيعة وموقفها من الحكم السني، فالشيعة لا يحقدون على الحكم السني بل يحقدون على كل حكم قام على الظلم والاستبداد.

                              تعليق


                              • #45
                                تعيدون و تصقلون بهذا الموضوع و لو يطرح
                                للنقاش بروح رياضية و عقل فاهم جا هم كلنا خوش..!
                                .

                                تعليق

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                11 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X