8/2/2014
* "هيكل": المشير السيسي لديه تأييد شعبي لكن ليس له ظهير سياسي

اعتبر محمد حسنين هيكل، الكاتب الصحفي، أن مصر تواجه 3 مشكلات رئيسية، لا يمكن لها التقدم خطوة واحدة نحو طريق المستقبل قبل أن تجد لكل منها حلا، وهي مشكلات المياه والطاقة والغذاء.
وشدد هيكل خلال حواره مع عبد الله السناوي، على قناة «التحرير»، على ضرورة تشكيل جبهة وطنية جامعة لكل الأحزاب والقوى السياسية المؤمنة بموجتى الثورة في 25 يناير و30 يونيو، لتعمل على مواجهة تحديات الأزمة التي يمر بها الوطن.
وعن مستقبل الحكم في مصر، قال «هيكل»: «قبل الحديث عن المستقبل، لابد أن تكون متأكدا أنك على طريق المستقبل، أعتقد أننا بعيدون جدا عن طريق المستقبل، فلا يمكن أن نتكلم عن مستقبل وليس أمامنا طريق، في هذه اللحظة تقريبا نحن في حالة تيه في الصحراء، ولديك ثلاث قضايا تمنعك من أن تفكر، فلابد أن تحلها لكى تكون لديك صورة معقولة، فأنت أمام أزمة مياه طاحنة ستقابلك، وأزمة طاقة فظيعة جدا سوف تؤثر عليك، وأزمة غذاء لأنه ليس لديك ما يكفيك من الطعام، ولابد أن تحل هذه المشكلات الثلاث لتضع نفسك على طريق المستقبل، وأستطيع القول إنه في الفترة الماضية اختارت السلطة بشكل أو بآخر طريقا، أعتقد أنه مخالف لأصول أي استراتيجية مصرية، فأخذت هذا البلد إلى طريق آخر.
وأضاف: «خطوط الاستراتيجية المصرية باستمرار كانت أنك تحاول بناء قاعدة اقتصادية فى هذا البلد، وأن لك عمقا وبعدًا عربيًا، والأمر الثالث أن لك مكانة فى العالم، كل هذا فى لحظة من اللحظات غيّر خرائطك كلها، وأدخلك إلى طريق مجهول تقريبا، كأنك كنت ثائرا والشعب المصري كله ونحن جميعا في سيارة كبيرة جدا تتجه إلى المستقبل، لكن بشكل ما وعند لحظة معينة سارت السيارة في الصحراء لفترة طويلة وتاهت وبدأت تتلف الإطارات منها».
وتابع «هيكل»: عند اغتيال الرئيس السادات، بدأت السيارة الكبيرة في التلف وفقدت أحد إطاراتها، وجاء بعده الرئيس مبارك وتصوّر بخبرته كطيار أن السيارة الكبيرة «طائرة»، فبدأ إصلاحها على أنها كذلك، لكنه لم ينجح لأنه كان يفعل شيئا ضد طبيعة السيارة ولأنها ليست طائرة، وظلت السيارة في طريقها معطلة، والطريق إلى المستقبل معطلا، مع تراكم المشاكل وتزايد مشكلات الأعطال، حتى جاء المجلس العسكري بعد 25 يناير 2011 ووقف أمام السيارة ولم يعرف كيفية إصلاحها، ثم جاء الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي فرأى السيارة تعاني من عدة أعطال فاعتبرها «توك توك» وبدأ يقودها على أنها كذلك، وصعد معه في السيارة الأهل والعشيرة وأقفاص الدجاج لكنها لم تمض بهم أيضا على الطريق، إلى أن وصلنا إلى المرحلة الراهنة التي يقف فيها كل أصحاب السيارة وهي سيارة الوطن أمام أعطالها وهي تسير بطريقة خاطئة، فتجد «العواجيز اللي زيي» يقولون: يا جماعة ليس بهذه الطريقة، في حين يواصل الشباب الدفع بالسيارة من الخلف في مشهد غريب جدا، وأظن أن أول خطوة لابد أن نفعلها هي محاولة إيجاد طريقة للوقوف على طريق المستقبل، وقبل أن تقف على طريق المستقبل، يجب ألا نتحدث أو نسأل عن اتجاه المسيرة.
وحول إشكالية الحرية والأمن، قال «هيكل»: «إذا رجعنا للتشبيه الذي نتحدث به، بالتأكيد المشكلة الأساسية ليست قضية مستقبل بمقدار ما هي قضية وجود، أعتقد أنه لأول مرة في التاريخ المصري الحديث، على الأقل، أنت أمام مشكلة أن توجد أولا، في وقت تحول المحيط الذي من حولك والذي كان باستمرار «أفقا تتحرك فيه»، إلى محيط ضاغط عليك، انظر إلى خريطة الإقليم، ستجد أن كل ما كان مجالا مفتوحا أمامي للحركة، أصبحت عليه الآن أخطار داهمة، الشرق عندي فيه سوريا تقع، والعراق يقع، وفلسطين تضيع، وليبيا في الناحية الثانية فوضى، وأسلحة تأتي إليك من هنا ومن هنا، وبالنظر للسؤال عن «القاعدة»، فلم تعد هناك سياسة، بل أصبح هناك فراغ فظيع جدا يستدعي كل ما حوله، والنتيجة أنك في مشكلة حقيقية، والعالم الخارجي الذي كنت تمارس فيه دورا، أين هذا الدور الذي كان بيديك؟، أين الصين والهند وأوروبا وأفريقيا منك؟، نتحدث عن مياه النيل، قل لي كيف أدرت ملف النيل، قبل أن تسألني عن الحرية؟ تمارس الحرية حقيقة، ويكون لها معنى حين تكون قادرا على مسؤوليتها».
وأضاف «هيكل»: «هنا أنا ألح على ملف المياه، لأننى أعتقد أنه فى ظرف 3 أو 4 سنوات إذا لم تجد حلا حقيقيا فأنت أمام حالة جوع مائى، لا تقل لى إنه لا أحد لديه جوع مائى ولا يجد ما يروى أرضه ولا ما يشربه، ثم تكلمنى عن شىء آخر، تركنا ملف المياه لخبراء وزارة الرى ووزراء الرى، وهذا موضوع كان يجب أن يعالج على مستوى السياسة، وفى إطار أفريقى حقيقى، وأنت ليس لديك هذه الأطر، أنت أمام مشاكل وجودية عليك أن تحلها قبل أن تقول إنك واجهت عطشا ولا توجد مياه، لو بدأ سد إثيوبيا يحجز المياه سيستغرق 7 سنوات لكى يمتلئ، فأنت لديك مشكلة حقيقية».
وتابع: «أنا لست واقفا على طريق المستقبل، ضعنى أولا على هذا الطريق، وإذا لم تجب عن هذه المخاطر الوجودية التى تهدد هذا البلد فما تطرحه يظل مجرد كلام».
وعن الذى يمتلك الإجابة عن المخاطر التى تهدد الوطن قال «هيكل»: الشعب المصرى هو وحده القادر، لكن الناس كلها مترددة، وكلما دعوت أحدا للمشاركة فى المسؤولية وتولى أى من المناصب تجده يرفض، حتى المشير السيسى متردد حتى هذه اللحظة، كل الناس مترددة، لا أحد اليوم يقبل بالمسؤولية، والكل يقف أمام احتمال المسؤولية مترددا وخائفا، لأنك ببساطة لست على طريق المستقبل، هل يعقل أن تدعونى للسفر وليس معنا تذاكر ولا حجز ولا فيزا؟، لو عدنا إلى مَثَل «السيارة الخربة»، فـ«الكاوتش مفرقع» وليس لدينا بنزين ولا زيت، ثم تدعونى للقيادة، كيف وأين سنذهب؟، والمهمة التى تنتظر أى رئيس قادم هى: من فضلك ضعنى على طريق المستقبل، اسأل نفسك: لماذا تعرض المنصب الوزارى وتعرض الرئاسة وتعرض كل حاجة فى هذا البلد على كل من تتوسم فيه خيرا ولا أحد يجيب؟، «اإنت عندك مشكلة حقيقية حلهالى».
وحول كيفية تحديد الطريق نحو المستقبل قال هيكل: يجب أن نعرف الحقيقة وكيفية مواجهتها، لسنا على طريق المستقبل، عندما نحدد ماذا نريد، الحرية والعيش والكرامة، هذا صحيح، لكن لم توصّف الأوضاع التى أنت فيها كما ينبغى، وكلها لا تصل بك للمستقبل، ولا تفكر فى ضوء ما ينبغى أن تعرف من حقائق، عليك أن تعرف أين أنت، وكيف تتحرك نحو المستقبل ثم متى تبدأ، ليست أمامك خطوة واحدة بل أمامك عدة خطوات متمثلة فى معرفة الحقيقة ومواجهتها وحل لهذه المشكلة الوجودية، فنحن عشنا سنوات طويلة جداً بعيدين عن الهدف وعن أى رؤية، وعشنا سنوات طويلة من الجمود والتجريف فى مصر، وقرأت تقريراً عن مصر يتحدث عن «الإفلاس» فى 2004 و2005، وتمت التغطية على ذلك بكل الوسائل.
وأضاف: أنت لا تعرف حقائق ما عندك، ولا كيف وصلت للوضع الراهن، أبسط شىء أن تعرف الحقيقة ثم تحدد مرحلتين فى الحركة؛ أن تعرف طريقاً للمستقبل وترسم خريطة له، ثم أحدد بدايتها وأتحرك، لكن لا تستطيع أن تقفز إلى المستقبل دون أن تكون على طريق هذا المستقبل.
وعن تأجيل لحظة مواجهة الحقيقة قال هيكل: لو أردنا الحديث عن الحقيقة فأولى المشاكل التى تواجهنا أن العدل الاجتماعى غائب عن المجتمع المصرى، وهناك خلل كبير جداً، وهذه أبرز المشكلات، وأنت تتكلم عن مواجهة الحقيقة عليك أن تعلم من يتحمل العبء، كما أنه ليست هناك سياسة خارجية إذا لم تكن واقفاً على قاعدة لها قيمة وهى تبدأ من الداخل، فالدكتور محمود فوزى (وزير خارجية مصر الأسبق) كان يقول باستمرار: أنا كوزير خارجية أريد وزير التعليم والصحة والزراعة ليتفاوضوا، المشكلة الكبيرة الآن أن كل ما يحيط بمصر تحول إلى ثغرات.
وأضاف: لا أحد يتحدث عن القدرة على الوصول لأى مستقبل لأنك أمام أزمة بقاء، والبداية ينبغى أن تكون من هذا البلد وبإرادة شعبه، ولن تتحرك إلا اذا عرف الناس الحقيقة، لأن ما يخلص الشعوب هو معرفتها بالحقيقة، ولا يمكن أن نتحدث عن دور إقليمى لمصر والوجود المصرى نفسه موضع مساءلة، وعلى الرئيس القادم والنظام الجديد أن يواجها مع الشعب حقائق لابد من مواجهتها، كما أن مصر لا يمكن أن تعيش على المساعدات، والناس تعبت بالفعل لأننا تركنا أساسيات الوجود فى حد ذاتها وتحدثنا كثيراً فى التفاصيل، الناس حقيقةً فى حالة إحباط وتقول إنها تعبت لأننا نتكلم فى تفاصيل ونتكلم فى «دانتيلا»، وأنا أرى أننا نواجه ثغرة قيم ومشكلة ثقافة، فمصر لم تعد كما عرفتها، وملامحها تغيرت، وبالتالى فسؤال الثقافة سؤال حيوى فى اللحظة الراهنة.
وحول بحث الشعب المصرى عن بطل منذ وفاة الرئيس عبدالناصر قال هيكل: الشعب المصرى لا يبحث عن بطل لكنه يبحث عن أمل، لأنه قاسى طوال العصور الماضية، وهناك مسألة مهمة جداً، وهى أنه لا يجب أن يرد احتمال الفشل على بال أحد فى المرحلة المقبلة، لأن الفشل فى المرحلة الراهنة معناه نتائج كارثية، والشعب المصرى تحمل أكثر مما يستطيع أن يتصوّره أحد، كما أن الأوضاع الحالية لا يمكن أن تستمر، وطريق الندامة لا ينبغى أن يكون وارداً، لأننا وصلنا إلى حالة «أن تكون أو لا تكون»، ومن وهنا يجب أن نبدأ.
وعن الأجندة التى يجب أن يعمل بها من يتولى المسؤولية فى المرحلة المقبلة قال: أدرك تماماً ضرورة العدل الاجتماعى والتعليم، لكن علينا أن نواجه الحقيقة، فوفق الدستور الجديد نفقات التعليم نصف أو ثلاثة أرباع الدخل القومى، واستمرار العشوائيات ونسبة الأمية كما هما يعد إهانة، لكن ليست لدينا الموارد التى تمكننا من تنفيذ مطالب التعليم والصحة والعدل الاجتماعى، وتوزيع الثروة فى مصر لم يكن فى يوم من الأيام بمثل البذاءة التى عليها الآن، ولا فائدة من برامج تُطرح دون وجود موارد، وأنا لدىَّ ثقة فى الإنسان المصرى، والرئيس عدلى منصور نموذج، فهذا الرجل لم يكن معداً لأى شىء، فهو كان قاضياً جليلاً وصل لقمة الوظيفة دون أن يكون مهتماً بالسياسة، وكان يستغرب كل ما حوله بعد توليه الرئاسة مباشرة، وكان قليل الكلام لكن خلال 6 أشهر من المسؤولية نضج بصورة كبيرة، وهذه ليست مجاملة، فالرجل لن يأتى رئيساً مثلاً، كما أننى أقول إن الإنسان المصرى تحمل كثيراً ويحلم بـ«أمل» وليس بـ«بطل»، ويجب أن ندرك أن الأحلام تتحقق حين تمسك الفرصة بيدك، وليس بـ«المجد التليد».
وحول الموقف الأمريكى من ثورة 30 يونيو قال: الموقف الأمريكى، وكل موقف فى الدنيا، من مصر يتوقف على الوضع بداخلها، «وأنا كنت بتخانق مع الشيخ حمد أمير قطر السابق» وقال لى (وأنا اتكسفت): لو أن مصر فى موقعها الحقيقى ما كان فى استطاعة أحد مهاجمتها، أليست مصيبة أن تشكو مصر من قطر؟ أمريكا إيه وقطر إيه؟ الدور الأمريكى مؤثر فى مصر مع الأسف الشديد، بحيث أصبح قادرا على أن يقول لك «لا» فتسمع، وعلينا البحث عن أسباب تنامي نفوذه.
وعن رؤيته للحظة الراهنة، وهل التاريخ يعود دورة كاملة لما بعد ثورة يوليو من آمال وطموحات قال «هيكل»: «فرق كبير بين ظروف يوليو 52 «وبين اللى انت شايفه الآن، أنا معرفش كنت فين فى 52، بس أنا كنت موجود قريب من جمال عبدالناصر وشايف اللى حاصل خطوة بخطوة، الدورة الكاملة أن تكون فى حلقة مفرغة، وقيمة تجربة عبدالناصر أو أى شخص أن تكون نموذجاً تدرسه وتستفيد منه لكن لا تكرره، فالظرف الإقليمى والعالمى مختلف والظرف الوطنى مختلف، أعتقد أن السيسي مرشح ضرورة، كنت أتمنى أن يكون هناك مرشحون آخرون، لو مكنش حصل التجريف اللى حصل فى مصر، وكل هذا القحط الذى حدث فى الأفكار وفى البشر والمشروعات والطموحات، أليس غريباً بعد سنين طويلة من نهضة أو يقظة هذا البلد أن نسأل الآن عن سؤال وجودى نكون أو لا نكون».
وأضاف: «أنا أشعر بالقلق على المشير السيسى لأن جمال عبدالناصر اشتغل فى السياسة ومكنش ظابط كويس قوى، لا يمكن أنه يكون ظابط، بيفكر فى السياسة، مولود سياسى، وراح شاف الإخوان وشاف الشيوعيين، أما عبدالفتاح السيسى فهو ضابط فى المؤسسة العسكرية، ولم يكن له دخل فى السياسة وهذا جزء من تردده الكبير جداً، انت بتقولى بشوفه قليل وانت عارف مش كتير، وبيتقال إنى بعمله برنامج، أنا ساعات بقرا حاجات بتتقال وأبقى مذهول والله وأنا بسمعها».
وتابع: قالوا إننى أكتب البرنامج الانتخابى، والمفروض يضع البرنامج هو نفسه، وأعتقد أن جزءا كبيرا جدا من تأخيره إعلان نفسه أنه يفكر فيما يستطيع أن يفعل، أتصور أنه «مرشح ورئيس ضرورة» لكن علىَّ أن أعلم أن المهام المقبلة تختلف عن المهام التى قام بها حتى الآن، «جربناه فى معارك دفاعية، وهو والمؤسسة اللى معاه أنقذوا ثورة 25 يناير ومنعوا ضربها و30 يونيو جاءوا صححوا خطأ هم وقعوا فيه»، وحتى هذه اللحظة نحن رأينا المشير السيسى فى معارك دفاعية ونراه اليوم يتقدم إلى معارك هجومية في ميدان هو لم يتأهل له وهنا، وهو «مرشح ضرورة» يحتاج إلى كل البلد وإذا تصور أحد أننا نتكلم عن بطل منقذ فنحن نتكلم عن وهْم، أنت تريد رجلا قادرا على اتخاذ قرار مستقبل وحركة نحو المستقبل، وعليه أن يدرك أن كل البلد لابد أن يكون حاضرا ولا يغيب فيه طرف، وأتصور أن هناك رئيسا قادما، وأنا أريد أن أمنحه كل الفرص لكى يرى الحقيقة ويصارح الناس بها، ويكون الشعب كله حاضرا بطريقة الوعي وليس بطريقة الانفعال، «ونفسي جدا يقدر يحكم بجبهة وطنية، وأرجع لاقتراح كنت بقوله زمان لما قلت مجلس أمناء دولة ودستور، في محاولة من المحالات لإيجاد طريقة للانتقال بين مبارك وما بعده، طرحتها ومبارك موجود».
وقال «هيكل»: «أتصور مجلس أمناء الدولة والدستور بمشاركة كل رؤساء الأحزاب فى مصر وممثلى كل القوى، لتكوين شبه جبهة وطنية منظمة، والرئيس عدلى منصور صعبان عليا، قوى التفتح لدى هذا الرجل لابد أن توجد وأن تستمر، مش عايز حد يقصى.. السيسي عنده تأييد شعبى لكن ليس له ظهير سياسى، لا ينوى أن يؤلف حزباً ولا أتصور ذلك، فكرة البطل المنقذ شيلها من دماغك أنا عايز رجل يأتى إلى المسؤولية وهو متحسب لها، وعارف هو يقدر يعمل إيه بالبلد وبالناس وبأفكار كل الناس».
بين أسئلة حول المستقبل ومشكلات مصر الحالية وآمال شعبها ورئيسها المنتظر، دارت نقاشات برنامج «صالون التحرير»، الذي يديره الكاتب الصحفى عبدالله السناوي، وبُثت أولى حلقاته مساء أمس على قناة التحرير، وكان بطلها الكاتب الكبير والمفكر السياسى محمد حسنين هيكل و7 من الشخصيات العامة، هم: الدكتور مصطفى حجازي، المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، والأديبان الكبيران بهاء طاهر ويوسف القعيد، والكاتب الصحفى ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، والدكتور عماد جاد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى، والكاتب الصحفى محمد عبدالهادى علام، رئيس تحرير الأهرام.
***
* السياسي اللبناني كمال شاتيلا: الدستور المصري الجديد أفضل من دستور عبدالناصر

شدد السياسى اللبنانى كمال شاتيلا، رئيس المؤتمر الشعبى اللبنانى، على أن ثورات الربيع العربى اختلطت بمشروع الشرق الأوسط الكبير، وتحولت إلى تمرد على الأوطان وليس مجرد الإطاحة بأنظمة حكم، ما تسبب فى إفساد هذه الثورات.
ووصف «شاتيلا»، ما يجرى الآن فى المنطقة العربية بأنه صراع بين القومية العربية والمشروع الغربى، الذى يستهدف وحدة الدول العربية ويسعى إلى تفتيتها.
■ فى البداية.. كيف تقيم ثورات الربيع العربى.. وهل ترى أقرب إلى وجهة النظر التى ترى أنها ثورات شعبية أم مؤامرات خارجية؟
- هناك عاملان أثرا على ما يمكن تسميته حراكا شعبيا أو ثورات عربية، الأول والأصيل هو أن المنطقة العربية شهدت أنظمة حكم فشلت فى التنمية والتحرير، كما اكتشفت الحركات التى قامت بثورات لتحرير الدول العربية فى عقود الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، أن التدخل الاستعمارى عاد بشكل آخر من خلال تبعية الأنظمة الحاكمة فى الوطن العربى إلى الدول العظمى والدول الاستعمارية السابقة، ومن هنا كان ذلك مبررا أساسيا للانتفاضات العربية لتغيير الأوضاع.
وهناك سبب آخر يتعلق بمشروع الشرق الأوسط الكبير، الذى يهدف إلى تقسيم المنطقة العربية على أساس طائفى عرقى مذهبى والذى تم الإعداد له من أيام الرئيس الأمريكى الأسبق، جورج بوش.
هنا تلاقى بالصدفة أو بغير الصدفة الحراك الشعبى للتغيير، من أجل الحرية والتغيير مع المشروع الأمريكى لتقسيم الأوطان، والوضع فى مصر مشابه لذلك، حيث قامت ثورة 25 يناير من أجل الحرية والديمقراطية فاستغلت أمريكا هذا الحراك للدفع بطائفيين، وجمعيات وهيئات متأمركة لكى تسعى إلى تقسيم مصر.
وحينما تسلم الطائفيون شكلوا حلفا مع تركيا وقطر، وألحقوا مصر الإخوانية بهذا التكتل، وهنا تحرك الشعب بهدف الاستقلال الوطنى، وشعر المصريون بأنه لم يعد بإمكانهم أن يقبلوا الردة على الثوابت الوطنية القومية، وتحرك ليصحح ثورة 25 يناير فصارت ثورة 30 يونيو، حيث اتخذ الجيش المصرى الموقف الطبيعى دفاعا عن الأمن القومى المصرى.
■ المجتمع اللبنانى شهد انقساما تجاه 30 يونيو بين مؤيد ومعارض على عكس ما حدث عقب 25 يناير؟
- نحن فى لبنان نخشى من حرب التقسيم، والثورة المصرية أنعشت أحرار لبنان والذين يواجهون التدخل الأجنبى والمخططات الغربية، خاصة حينما اتضح اللون الوطنى لثورة 25 يناير، وحينما حدثت ثورة 30 يونيو، كان الحماس فى لبنان أكثر بكثير لأنها خلصتنا من حكم الإخوان الطائفيين، الذين يرتبطون بمشروعات قطرية وتركية وأمريكية.
■ لكن هناك أصواتا فى لبنان تتكلم عن أن ما حدث فى مصر انقلاب؟
- هذا الكلام مردود عليه لأن الدستور الجديد يمنع تحكم أى رئيس قادم، وهو دستور وطن ديمقراطى عصرى، ولا يوجد انقلابات عسكرية فى العصر الراهن ولا مجال لحدوث ذلك.
■ كيف تقيم الدستور المصرى الجديد؟
- هذا الدستور يجمع بين حرية الوطن وحرية المواطن، وينتقل بمصر من الحكم الشمولى الى التعددية السياسية، كما فرحنا بالمادة الخاصة بتأكيد عروبة مصر، وهو أفضل من جميع الدساتير السابقة فى تاريخ مصر، بما فيها الدستور الذى وضعه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
■ بماذا تفسر اتجاه الاتحاد الأفريقى لتجميد عضوية مصر عقب 30 يونيو بعد اعتباره ما حدث انقلابا عسكريا؟
- واضح تماما أن حلف الأطلسى الذى تلقى ضربة شديدة قاضية، بثورة 30 يونيو والذى كان يراهن على الحكم الطائفى لتحقيق أهدافه فى المنطقة والذى تضرر من الثورة المصرية الناجحة لا يستسلم بدليل أنه يعبث فى سوريا والعراق ولبنان، وهو لن يترككم ترتاحون حتى لا تحقق الثورة المصرية أهدافها وهو يوعز للدول الأفريقية التابعة له ولدول أخرى فى العالم حتى تهاجم مصر.
■ أعلنت تأييدك لترشح المشير عبدالفتاح السيسى للرئاسة.. ألا ترى ذلك يتناقض مع الأصوات التى ازدادت فى الفترة الأخيرة ملعنة رفضها ترشحه للرئاسة؟
- يجب أن تشخص المسألة على أساس حاجات الشعب المصرى، فهل مصر تحتاج بعد 40 سنة من القحط والجفاف وغياب الدور إلى رئيس تقليدى أم زعيم وطنى؟ وحسب الملايين التى نزلت الشارع لتفويض السيسى عقب 30 يونيو فهذا تفويض له لخوض انتخابات الرئاسة وحين ترى صورة السيسى مقرونة بالاستفتاء الأخير، فهذا تفويض له وأن الناس مصرة على انتخابه قائدا، والكلام عن انقلاب عسكرى مردود عليه، خاصة أن هناك ثورة شعبية حدثت على الأرض، وتكررت فى نزول الملايين لأكثر من مرة، فأنت أمام إرادة شعبية، لابد أن يستجيب لها المشير عبدالفتاح السيسى، خاصة أنه لم يسع للرئاسة ولكن الأقدار وضعته قائدا.
■ لكن البعض يرى أن ذلك يؤدى إلى حكم شمولى؟
- نحن أمام وضع مختلف تماما عن هذه الرؤية، فالرئيس الراحل أنور السادات مثلا حصل على شعبية كبيرة بعد حرب أكتوبر، لكن حينما انقلب على الإرادة الشعبية انقلب عليه الشعب، وحسنى مبارك تم الترحيب به شعبيا فى بداية حكمه، لكن حين استمر فى خط التبعية لأمريكا والرأسمالية المتوحشة والإقطاعيين، وعمل على إنهاء الدور العربى لمصر بدأت الجماهير تثور عليه.
كما أن السيسى لم ينصب نفسه حاكما بشكل مباشر بعد 30 يونيو، حتى لا يقول البعض إنه قام بانقلاب عسكرى، وإنما أخذ كل مطالب الفصائل الثورية، ووضعها فى خارطة الطريق ثم قام بتولية رئيس المحكمة الدستورية للحكم فى البلاد بشكل مؤقت.
■ لماذا أخفقت الثورات العربية فى إنتاج أنظمة ديمقرطية واتجهت للعنف والحروب الأهلية؟
- لأن هذه الثورات اختلطت بمشروع الشرق الأوسط الكبير، وبالتالى تم تحويلها إلى تمرد على الأوطان وليس مجرد الإطاحة بأنظمة حكم.
■ كيف ترى حل الأزمة السورية؟
من حق الشعب السورى أن يغير النظام أو يعدله أو يقومه، وهو حق يجب أن يدعمه الجميع، وسوريا لم تعد تشهد انتفاضات شعبية، لكن تشهد تدخلا أطلسيا مذهبيا عرقيا سافرا يستهدف وحدة سوريا وعروبتها واستقلالها ونحن لدينا معيار هو أنه لمواجهة الشرق الأوسط الكبير، علينا الدفاع عن الكيان الوطنى واستقلاله وعروبته فنحن مع عروبة واستقلال سوريا، ونرفض أى مساس بذلك، ونحن ضد التدخل الأجنبى وكذلك الشعب السورى.
■ كيف ترى مستقبل الثورات العربية؟
- نحن الآن فى صميم الصراع بين القومية العربية ومشروع الشرق الأوسط الكبير، وإذا كان الوحدويون فى سوريا بغض النظر عن موقفهم من النظام أقوى من الانفصاليين، فنضمن أن الربيع العربى يحقق أهدافه الوطنية. لكن الصراع مازال مفتوحا، ولم يحسم بعد ولكن انتصار ثورة مصر يحيى القومية العربية من جديد ويواجه مشروع التقسيم.
* "هيكل": المشير السيسي لديه تأييد شعبي لكن ليس له ظهير سياسي

اعتبر محمد حسنين هيكل، الكاتب الصحفي، أن مصر تواجه 3 مشكلات رئيسية، لا يمكن لها التقدم خطوة واحدة نحو طريق المستقبل قبل أن تجد لكل منها حلا، وهي مشكلات المياه والطاقة والغذاء.
وشدد هيكل خلال حواره مع عبد الله السناوي، على قناة «التحرير»، على ضرورة تشكيل جبهة وطنية جامعة لكل الأحزاب والقوى السياسية المؤمنة بموجتى الثورة في 25 يناير و30 يونيو، لتعمل على مواجهة تحديات الأزمة التي يمر بها الوطن.
وعن مستقبل الحكم في مصر، قال «هيكل»: «قبل الحديث عن المستقبل، لابد أن تكون متأكدا أنك على طريق المستقبل، أعتقد أننا بعيدون جدا عن طريق المستقبل، فلا يمكن أن نتكلم عن مستقبل وليس أمامنا طريق، في هذه اللحظة تقريبا نحن في حالة تيه في الصحراء، ولديك ثلاث قضايا تمنعك من أن تفكر، فلابد أن تحلها لكى تكون لديك صورة معقولة، فأنت أمام أزمة مياه طاحنة ستقابلك، وأزمة طاقة فظيعة جدا سوف تؤثر عليك، وأزمة غذاء لأنه ليس لديك ما يكفيك من الطعام، ولابد أن تحل هذه المشكلات الثلاث لتضع نفسك على طريق المستقبل، وأستطيع القول إنه في الفترة الماضية اختارت السلطة بشكل أو بآخر طريقا، أعتقد أنه مخالف لأصول أي استراتيجية مصرية، فأخذت هذا البلد إلى طريق آخر.
وأضاف: «خطوط الاستراتيجية المصرية باستمرار كانت أنك تحاول بناء قاعدة اقتصادية فى هذا البلد، وأن لك عمقا وبعدًا عربيًا، والأمر الثالث أن لك مكانة فى العالم، كل هذا فى لحظة من اللحظات غيّر خرائطك كلها، وأدخلك إلى طريق مجهول تقريبا، كأنك كنت ثائرا والشعب المصري كله ونحن جميعا في سيارة كبيرة جدا تتجه إلى المستقبل، لكن بشكل ما وعند لحظة معينة سارت السيارة في الصحراء لفترة طويلة وتاهت وبدأت تتلف الإطارات منها».
وتابع «هيكل»: عند اغتيال الرئيس السادات، بدأت السيارة الكبيرة في التلف وفقدت أحد إطاراتها، وجاء بعده الرئيس مبارك وتصوّر بخبرته كطيار أن السيارة الكبيرة «طائرة»، فبدأ إصلاحها على أنها كذلك، لكنه لم ينجح لأنه كان يفعل شيئا ضد طبيعة السيارة ولأنها ليست طائرة، وظلت السيارة في طريقها معطلة، والطريق إلى المستقبل معطلا، مع تراكم المشاكل وتزايد مشكلات الأعطال، حتى جاء المجلس العسكري بعد 25 يناير 2011 ووقف أمام السيارة ولم يعرف كيفية إصلاحها، ثم جاء الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي فرأى السيارة تعاني من عدة أعطال فاعتبرها «توك توك» وبدأ يقودها على أنها كذلك، وصعد معه في السيارة الأهل والعشيرة وأقفاص الدجاج لكنها لم تمض بهم أيضا على الطريق، إلى أن وصلنا إلى المرحلة الراهنة التي يقف فيها كل أصحاب السيارة وهي سيارة الوطن أمام أعطالها وهي تسير بطريقة خاطئة، فتجد «العواجيز اللي زيي» يقولون: يا جماعة ليس بهذه الطريقة، في حين يواصل الشباب الدفع بالسيارة من الخلف في مشهد غريب جدا، وأظن أن أول خطوة لابد أن نفعلها هي محاولة إيجاد طريقة للوقوف على طريق المستقبل، وقبل أن تقف على طريق المستقبل، يجب ألا نتحدث أو نسأل عن اتجاه المسيرة.
وحول إشكالية الحرية والأمن، قال «هيكل»: «إذا رجعنا للتشبيه الذي نتحدث به، بالتأكيد المشكلة الأساسية ليست قضية مستقبل بمقدار ما هي قضية وجود، أعتقد أنه لأول مرة في التاريخ المصري الحديث، على الأقل، أنت أمام مشكلة أن توجد أولا، في وقت تحول المحيط الذي من حولك والذي كان باستمرار «أفقا تتحرك فيه»، إلى محيط ضاغط عليك، انظر إلى خريطة الإقليم، ستجد أن كل ما كان مجالا مفتوحا أمامي للحركة، أصبحت عليه الآن أخطار داهمة، الشرق عندي فيه سوريا تقع، والعراق يقع، وفلسطين تضيع، وليبيا في الناحية الثانية فوضى، وأسلحة تأتي إليك من هنا ومن هنا، وبالنظر للسؤال عن «القاعدة»، فلم تعد هناك سياسة، بل أصبح هناك فراغ فظيع جدا يستدعي كل ما حوله، والنتيجة أنك في مشكلة حقيقية، والعالم الخارجي الذي كنت تمارس فيه دورا، أين هذا الدور الذي كان بيديك؟، أين الصين والهند وأوروبا وأفريقيا منك؟، نتحدث عن مياه النيل، قل لي كيف أدرت ملف النيل، قبل أن تسألني عن الحرية؟ تمارس الحرية حقيقة، ويكون لها معنى حين تكون قادرا على مسؤوليتها».
وأضاف «هيكل»: «هنا أنا ألح على ملف المياه، لأننى أعتقد أنه فى ظرف 3 أو 4 سنوات إذا لم تجد حلا حقيقيا فأنت أمام حالة جوع مائى، لا تقل لى إنه لا أحد لديه جوع مائى ولا يجد ما يروى أرضه ولا ما يشربه، ثم تكلمنى عن شىء آخر، تركنا ملف المياه لخبراء وزارة الرى ووزراء الرى، وهذا موضوع كان يجب أن يعالج على مستوى السياسة، وفى إطار أفريقى حقيقى، وأنت ليس لديك هذه الأطر، أنت أمام مشاكل وجودية عليك أن تحلها قبل أن تقول إنك واجهت عطشا ولا توجد مياه، لو بدأ سد إثيوبيا يحجز المياه سيستغرق 7 سنوات لكى يمتلئ، فأنت لديك مشكلة حقيقية».
وتابع: «أنا لست واقفا على طريق المستقبل، ضعنى أولا على هذا الطريق، وإذا لم تجب عن هذه المخاطر الوجودية التى تهدد هذا البلد فما تطرحه يظل مجرد كلام».
وعن الذى يمتلك الإجابة عن المخاطر التى تهدد الوطن قال «هيكل»: الشعب المصرى هو وحده القادر، لكن الناس كلها مترددة، وكلما دعوت أحدا للمشاركة فى المسؤولية وتولى أى من المناصب تجده يرفض، حتى المشير السيسى متردد حتى هذه اللحظة، كل الناس مترددة، لا أحد اليوم يقبل بالمسؤولية، والكل يقف أمام احتمال المسؤولية مترددا وخائفا، لأنك ببساطة لست على طريق المستقبل، هل يعقل أن تدعونى للسفر وليس معنا تذاكر ولا حجز ولا فيزا؟، لو عدنا إلى مَثَل «السيارة الخربة»، فـ«الكاوتش مفرقع» وليس لدينا بنزين ولا زيت، ثم تدعونى للقيادة، كيف وأين سنذهب؟، والمهمة التى تنتظر أى رئيس قادم هى: من فضلك ضعنى على طريق المستقبل، اسأل نفسك: لماذا تعرض المنصب الوزارى وتعرض الرئاسة وتعرض كل حاجة فى هذا البلد على كل من تتوسم فيه خيرا ولا أحد يجيب؟، «اإنت عندك مشكلة حقيقية حلهالى».
وحول كيفية تحديد الطريق نحو المستقبل قال هيكل: يجب أن نعرف الحقيقة وكيفية مواجهتها، لسنا على طريق المستقبل، عندما نحدد ماذا نريد، الحرية والعيش والكرامة، هذا صحيح، لكن لم توصّف الأوضاع التى أنت فيها كما ينبغى، وكلها لا تصل بك للمستقبل، ولا تفكر فى ضوء ما ينبغى أن تعرف من حقائق، عليك أن تعرف أين أنت، وكيف تتحرك نحو المستقبل ثم متى تبدأ، ليست أمامك خطوة واحدة بل أمامك عدة خطوات متمثلة فى معرفة الحقيقة ومواجهتها وحل لهذه المشكلة الوجودية، فنحن عشنا سنوات طويلة جداً بعيدين عن الهدف وعن أى رؤية، وعشنا سنوات طويلة من الجمود والتجريف فى مصر، وقرأت تقريراً عن مصر يتحدث عن «الإفلاس» فى 2004 و2005، وتمت التغطية على ذلك بكل الوسائل.
وأضاف: أنت لا تعرف حقائق ما عندك، ولا كيف وصلت للوضع الراهن، أبسط شىء أن تعرف الحقيقة ثم تحدد مرحلتين فى الحركة؛ أن تعرف طريقاً للمستقبل وترسم خريطة له، ثم أحدد بدايتها وأتحرك، لكن لا تستطيع أن تقفز إلى المستقبل دون أن تكون على طريق هذا المستقبل.
وعن تأجيل لحظة مواجهة الحقيقة قال هيكل: لو أردنا الحديث عن الحقيقة فأولى المشاكل التى تواجهنا أن العدل الاجتماعى غائب عن المجتمع المصرى، وهناك خلل كبير جداً، وهذه أبرز المشكلات، وأنت تتكلم عن مواجهة الحقيقة عليك أن تعلم من يتحمل العبء، كما أنه ليست هناك سياسة خارجية إذا لم تكن واقفاً على قاعدة لها قيمة وهى تبدأ من الداخل، فالدكتور محمود فوزى (وزير خارجية مصر الأسبق) كان يقول باستمرار: أنا كوزير خارجية أريد وزير التعليم والصحة والزراعة ليتفاوضوا، المشكلة الكبيرة الآن أن كل ما يحيط بمصر تحول إلى ثغرات.
وأضاف: لا أحد يتحدث عن القدرة على الوصول لأى مستقبل لأنك أمام أزمة بقاء، والبداية ينبغى أن تكون من هذا البلد وبإرادة شعبه، ولن تتحرك إلا اذا عرف الناس الحقيقة، لأن ما يخلص الشعوب هو معرفتها بالحقيقة، ولا يمكن أن نتحدث عن دور إقليمى لمصر والوجود المصرى نفسه موضع مساءلة، وعلى الرئيس القادم والنظام الجديد أن يواجها مع الشعب حقائق لابد من مواجهتها، كما أن مصر لا يمكن أن تعيش على المساعدات، والناس تعبت بالفعل لأننا تركنا أساسيات الوجود فى حد ذاتها وتحدثنا كثيراً فى التفاصيل، الناس حقيقةً فى حالة إحباط وتقول إنها تعبت لأننا نتكلم فى تفاصيل ونتكلم فى «دانتيلا»، وأنا أرى أننا نواجه ثغرة قيم ومشكلة ثقافة، فمصر لم تعد كما عرفتها، وملامحها تغيرت، وبالتالى فسؤال الثقافة سؤال حيوى فى اللحظة الراهنة.
وحول بحث الشعب المصرى عن بطل منذ وفاة الرئيس عبدالناصر قال هيكل: الشعب المصرى لا يبحث عن بطل لكنه يبحث عن أمل، لأنه قاسى طوال العصور الماضية، وهناك مسألة مهمة جداً، وهى أنه لا يجب أن يرد احتمال الفشل على بال أحد فى المرحلة المقبلة، لأن الفشل فى المرحلة الراهنة معناه نتائج كارثية، والشعب المصرى تحمل أكثر مما يستطيع أن يتصوّره أحد، كما أن الأوضاع الحالية لا يمكن أن تستمر، وطريق الندامة لا ينبغى أن يكون وارداً، لأننا وصلنا إلى حالة «أن تكون أو لا تكون»، ومن وهنا يجب أن نبدأ.
وعن الأجندة التى يجب أن يعمل بها من يتولى المسؤولية فى المرحلة المقبلة قال: أدرك تماماً ضرورة العدل الاجتماعى والتعليم، لكن علينا أن نواجه الحقيقة، فوفق الدستور الجديد نفقات التعليم نصف أو ثلاثة أرباع الدخل القومى، واستمرار العشوائيات ونسبة الأمية كما هما يعد إهانة، لكن ليست لدينا الموارد التى تمكننا من تنفيذ مطالب التعليم والصحة والعدل الاجتماعى، وتوزيع الثروة فى مصر لم يكن فى يوم من الأيام بمثل البذاءة التى عليها الآن، ولا فائدة من برامج تُطرح دون وجود موارد، وأنا لدىَّ ثقة فى الإنسان المصرى، والرئيس عدلى منصور نموذج، فهذا الرجل لم يكن معداً لأى شىء، فهو كان قاضياً جليلاً وصل لقمة الوظيفة دون أن يكون مهتماً بالسياسة، وكان يستغرب كل ما حوله بعد توليه الرئاسة مباشرة، وكان قليل الكلام لكن خلال 6 أشهر من المسؤولية نضج بصورة كبيرة، وهذه ليست مجاملة، فالرجل لن يأتى رئيساً مثلاً، كما أننى أقول إن الإنسان المصرى تحمل كثيراً ويحلم بـ«أمل» وليس بـ«بطل»، ويجب أن ندرك أن الأحلام تتحقق حين تمسك الفرصة بيدك، وليس بـ«المجد التليد».
وحول الموقف الأمريكى من ثورة 30 يونيو قال: الموقف الأمريكى، وكل موقف فى الدنيا، من مصر يتوقف على الوضع بداخلها، «وأنا كنت بتخانق مع الشيخ حمد أمير قطر السابق» وقال لى (وأنا اتكسفت): لو أن مصر فى موقعها الحقيقى ما كان فى استطاعة أحد مهاجمتها، أليست مصيبة أن تشكو مصر من قطر؟ أمريكا إيه وقطر إيه؟ الدور الأمريكى مؤثر فى مصر مع الأسف الشديد، بحيث أصبح قادرا على أن يقول لك «لا» فتسمع، وعلينا البحث عن أسباب تنامي نفوذه.
وعن رؤيته للحظة الراهنة، وهل التاريخ يعود دورة كاملة لما بعد ثورة يوليو من آمال وطموحات قال «هيكل»: «فرق كبير بين ظروف يوليو 52 «وبين اللى انت شايفه الآن، أنا معرفش كنت فين فى 52، بس أنا كنت موجود قريب من جمال عبدالناصر وشايف اللى حاصل خطوة بخطوة، الدورة الكاملة أن تكون فى حلقة مفرغة، وقيمة تجربة عبدالناصر أو أى شخص أن تكون نموذجاً تدرسه وتستفيد منه لكن لا تكرره، فالظرف الإقليمى والعالمى مختلف والظرف الوطنى مختلف، أعتقد أن السيسي مرشح ضرورة، كنت أتمنى أن يكون هناك مرشحون آخرون، لو مكنش حصل التجريف اللى حصل فى مصر، وكل هذا القحط الذى حدث فى الأفكار وفى البشر والمشروعات والطموحات، أليس غريباً بعد سنين طويلة من نهضة أو يقظة هذا البلد أن نسأل الآن عن سؤال وجودى نكون أو لا نكون».
وأضاف: «أنا أشعر بالقلق على المشير السيسى لأن جمال عبدالناصر اشتغل فى السياسة ومكنش ظابط كويس قوى، لا يمكن أنه يكون ظابط، بيفكر فى السياسة، مولود سياسى، وراح شاف الإخوان وشاف الشيوعيين، أما عبدالفتاح السيسى فهو ضابط فى المؤسسة العسكرية، ولم يكن له دخل فى السياسة وهذا جزء من تردده الكبير جداً، انت بتقولى بشوفه قليل وانت عارف مش كتير، وبيتقال إنى بعمله برنامج، أنا ساعات بقرا حاجات بتتقال وأبقى مذهول والله وأنا بسمعها».
وتابع: قالوا إننى أكتب البرنامج الانتخابى، والمفروض يضع البرنامج هو نفسه، وأعتقد أن جزءا كبيرا جدا من تأخيره إعلان نفسه أنه يفكر فيما يستطيع أن يفعل، أتصور أنه «مرشح ورئيس ضرورة» لكن علىَّ أن أعلم أن المهام المقبلة تختلف عن المهام التى قام بها حتى الآن، «جربناه فى معارك دفاعية، وهو والمؤسسة اللى معاه أنقذوا ثورة 25 يناير ومنعوا ضربها و30 يونيو جاءوا صححوا خطأ هم وقعوا فيه»، وحتى هذه اللحظة نحن رأينا المشير السيسى فى معارك دفاعية ونراه اليوم يتقدم إلى معارك هجومية في ميدان هو لم يتأهل له وهنا، وهو «مرشح ضرورة» يحتاج إلى كل البلد وإذا تصور أحد أننا نتكلم عن بطل منقذ فنحن نتكلم عن وهْم، أنت تريد رجلا قادرا على اتخاذ قرار مستقبل وحركة نحو المستقبل، وعليه أن يدرك أن كل البلد لابد أن يكون حاضرا ولا يغيب فيه طرف، وأتصور أن هناك رئيسا قادما، وأنا أريد أن أمنحه كل الفرص لكى يرى الحقيقة ويصارح الناس بها، ويكون الشعب كله حاضرا بطريقة الوعي وليس بطريقة الانفعال، «ونفسي جدا يقدر يحكم بجبهة وطنية، وأرجع لاقتراح كنت بقوله زمان لما قلت مجلس أمناء دولة ودستور، في محاولة من المحالات لإيجاد طريقة للانتقال بين مبارك وما بعده، طرحتها ومبارك موجود».
وقال «هيكل»: «أتصور مجلس أمناء الدولة والدستور بمشاركة كل رؤساء الأحزاب فى مصر وممثلى كل القوى، لتكوين شبه جبهة وطنية منظمة، والرئيس عدلى منصور صعبان عليا، قوى التفتح لدى هذا الرجل لابد أن توجد وأن تستمر، مش عايز حد يقصى.. السيسي عنده تأييد شعبى لكن ليس له ظهير سياسى، لا ينوى أن يؤلف حزباً ولا أتصور ذلك، فكرة البطل المنقذ شيلها من دماغك أنا عايز رجل يأتى إلى المسؤولية وهو متحسب لها، وعارف هو يقدر يعمل إيه بالبلد وبالناس وبأفكار كل الناس».
بين أسئلة حول المستقبل ومشكلات مصر الحالية وآمال شعبها ورئيسها المنتظر، دارت نقاشات برنامج «صالون التحرير»، الذي يديره الكاتب الصحفى عبدالله السناوي، وبُثت أولى حلقاته مساء أمس على قناة التحرير، وكان بطلها الكاتب الكبير والمفكر السياسى محمد حسنين هيكل و7 من الشخصيات العامة، هم: الدكتور مصطفى حجازي، المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، والأديبان الكبيران بهاء طاهر ويوسف القعيد، والكاتب الصحفى ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، والدكتور عماد جاد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى، والكاتب الصحفى محمد عبدالهادى علام، رئيس تحرير الأهرام.
***
* السياسي اللبناني كمال شاتيلا: الدستور المصري الجديد أفضل من دستور عبدالناصر
شدد السياسى اللبنانى كمال شاتيلا، رئيس المؤتمر الشعبى اللبنانى، على أن ثورات الربيع العربى اختلطت بمشروع الشرق الأوسط الكبير، وتحولت إلى تمرد على الأوطان وليس مجرد الإطاحة بأنظمة حكم، ما تسبب فى إفساد هذه الثورات.
ووصف «شاتيلا»، ما يجرى الآن فى المنطقة العربية بأنه صراع بين القومية العربية والمشروع الغربى، الذى يستهدف وحدة الدول العربية ويسعى إلى تفتيتها.
■ فى البداية.. كيف تقيم ثورات الربيع العربى.. وهل ترى أقرب إلى وجهة النظر التى ترى أنها ثورات شعبية أم مؤامرات خارجية؟
- هناك عاملان أثرا على ما يمكن تسميته حراكا شعبيا أو ثورات عربية، الأول والأصيل هو أن المنطقة العربية شهدت أنظمة حكم فشلت فى التنمية والتحرير، كما اكتشفت الحركات التى قامت بثورات لتحرير الدول العربية فى عقود الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، أن التدخل الاستعمارى عاد بشكل آخر من خلال تبعية الأنظمة الحاكمة فى الوطن العربى إلى الدول العظمى والدول الاستعمارية السابقة، ومن هنا كان ذلك مبررا أساسيا للانتفاضات العربية لتغيير الأوضاع.
وهناك سبب آخر يتعلق بمشروع الشرق الأوسط الكبير، الذى يهدف إلى تقسيم المنطقة العربية على أساس طائفى عرقى مذهبى والذى تم الإعداد له من أيام الرئيس الأمريكى الأسبق، جورج بوش.
هنا تلاقى بالصدفة أو بغير الصدفة الحراك الشعبى للتغيير، من أجل الحرية والتغيير مع المشروع الأمريكى لتقسيم الأوطان، والوضع فى مصر مشابه لذلك، حيث قامت ثورة 25 يناير من أجل الحرية والديمقراطية فاستغلت أمريكا هذا الحراك للدفع بطائفيين، وجمعيات وهيئات متأمركة لكى تسعى إلى تقسيم مصر.
وحينما تسلم الطائفيون شكلوا حلفا مع تركيا وقطر، وألحقوا مصر الإخوانية بهذا التكتل، وهنا تحرك الشعب بهدف الاستقلال الوطنى، وشعر المصريون بأنه لم يعد بإمكانهم أن يقبلوا الردة على الثوابت الوطنية القومية، وتحرك ليصحح ثورة 25 يناير فصارت ثورة 30 يونيو، حيث اتخذ الجيش المصرى الموقف الطبيعى دفاعا عن الأمن القومى المصرى.
■ المجتمع اللبنانى شهد انقساما تجاه 30 يونيو بين مؤيد ومعارض على عكس ما حدث عقب 25 يناير؟
- نحن فى لبنان نخشى من حرب التقسيم، والثورة المصرية أنعشت أحرار لبنان والذين يواجهون التدخل الأجنبى والمخططات الغربية، خاصة حينما اتضح اللون الوطنى لثورة 25 يناير، وحينما حدثت ثورة 30 يونيو، كان الحماس فى لبنان أكثر بكثير لأنها خلصتنا من حكم الإخوان الطائفيين، الذين يرتبطون بمشروعات قطرية وتركية وأمريكية.
■ لكن هناك أصواتا فى لبنان تتكلم عن أن ما حدث فى مصر انقلاب؟
- هذا الكلام مردود عليه لأن الدستور الجديد يمنع تحكم أى رئيس قادم، وهو دستور وطن ديمقراطى عصرى، ولا يوجد انقلابات عسكرية فى العصر الراهن ولا مجال لحدوث ذلك.
■ كيف تقيم الدستور المصرى الجديد؟
- هذا الدستور يجمع بين حرية الوطن وحرية المواطن، وينتقل بمصر من الحكم الشمولى الى التعددية السياسية، كما فرحنا بالمادة الخاصة بتأكيد عروبة مصر، وهو أفضل من جميع الدساتير السابقة فى تاريخ مصر، بما فيها الدستور الذى وضعه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
■ بماذا تفسر اتجاه الاتحاد الأفريقى لتجميد عضوية مصر عقب 30 يونيو بعد اعتباره ما حدث انقلابا عسكريا؟
- واضح تماما أن حلف الأطلسى الذى تلقى ضربة شديدة قاضية، بثورة 30 يونيو والذى كان يراهن على الحكم الطائفى لتحقيق أهدافه فى المنطقة والذى تضرر من الثورة المصرية الناجحة لا يستسلم بدليل أنه يعبث فى سوريا والعراق ولبنان، وهو لن يترككم ترتاحون حتى لا تحقق الثورة المصرية أهدافها وهو يوعز للدول الأفريقية التابعة له ولدول أخرى فى العالم حتى تهاجم مصر.
■ أعلنت تأييدك لترشح المشير عبدالفتاح السيسى للرئاسة.. ألا ترى ذلك يتناقض مع الأصوات التى ازدادت فى الفترة الأخيرة ملعنة رفضها ترشحه للرئاسة؟
- يجب أن تشخص المسألة على أساس حاجات الشعب المصرى، فهل مصر تحتاج بعد 40 سنة من القحط والجفاف وغياب الدور إلى رئيس تقليدى أم زعيم وطنى؟ وحسب الملايين التى نزلت الشارع لتفويض السيسى عقب 30 يونيو فهذا تفويض له لخوض انتخابات الرئاسة وحين ترى صورة السيسى مقرونة بالاستفتاء الأخير، فهذا تفويض له وأن الناس مصرة على انتخابه قائدا، والكلام عن انقلاب عسكرى مردود عليه، خاصة أن هناك ثورة شعبية حدثت على الأرض، وتكررت فى نزول الملايين لأكثر من مرة، فأنت أمام إرادة شعبية، لابد أن يستجيب لها المشير عبدالفتاح السيسى، خاصة أنه لم يسع للرئاسة ولكن الأقدار وضعته قائدا.
■ لكن البعض يرى أن ذلك يؤدى إلى حكم شمولى؟
- نحن أمام وضع مختلف تماما عن هذه الرؤية، فالرئيس الراحل أنور السادات مثلا حصل على شعبية كبيرة بعد حرب أكتوبر، لكن حينما انقلب على الإرادة الشعبية انقلب عليه الشعب، وحسنى مبارك تم الترحيب به شعبيا فى بداية حكمه، لكن حين استمر فى خط التبعية لأمريكا والرأسمالية المتوحشة والإقطاعيين، وعمل على إنهاء الدور العربى لمصر بدأت الجماهير تثور عليه.
كما أن السيسى لم ينصب نفسه حاكما بشكل مباشر بعد 30 يونيو، حتى لا يقول البعض إنه قام بانقلاب عسكرى، وإنما أخذ كل مطالب الفصائل الثورية، ووضعها فى خارطة الطريق ثم قام بتولية رئيس المحكمة الدستورية للحكم فى البلاد بشكل مؤقت.
■ لماذا أخفقت الثورات العربية فى إنتاج أنظمة ديمقرطية واتجهت للعنف والحروب الأهلية؟
- لأن هذه الثورات اختلطت بمشروع الشرق الأوسط الكبير، وبالتالى تم تحويلها إلى تمرد على الأوطان وليس مجرد الإطاحة بأنظمة حكم.
■ كيف ترى حل الأزمة السورية؟
من حق الشعب السورى أن يغير النظام أو يعدله أو يقومه، وهو حق يجب أن يدعمه الجميع، وسوريا لم تعد تشهد انتفاضات شعبية، لكن تشهد تدخلا أطلسيا مذهبيا عرقيا سافرا يستهدف وحدة سوريا وعروبتها واستقلالها ونحن لدينا معيار هو أنه لمواجهة الشرق الأوسط الكبير، علينا الدفاع عن الكيان الوطنى واستقلاله وعروبته فنحن مع عروبة واستقلال سوريا، ونرفض أى مساس بذلك، ونحن ضد التدخل الأجنبى وكذلك الشعب السورى.
■ كيف ترى مستقبل الثورات العربية؟
- نحن الآن فى صميم الصراع بين القومية العربية ومشروع الشرق الأوسط الكبير، وإذا كان الوحدويون فى سوريا بغض النظر عن موقفهم من النظام أقوى من الانفصاليين، فنضمن أن الربيع العربى يحقق أهدافه الوطنية. لكن الصراع مازال مفتوحا، ولم يحسم بعد ولكن انتصار ثورة مصر يحيى القومية العربية من جديد ويواجه مشروع التقسيم.
تعليق