إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أريد شيعى يبغى رضى الله الرد على هذا....

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خالد ابو علي
    رد
    2 ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﻓﺎﻟﻜﻼﻡ
    ﻓﻴﻪ ﺇﺟﻤﺎﻝ ﻭﺗﻔﺼﻴﻞ :
    ﺃﻣﺎ ﺍﻹﺟﻤﺎﻝ : ﻓﺈﻧﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ
    ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻭﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ
    ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺴﺘﻘﺒﻞ ﻫﺬﻩ
    ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻄﻤﺌﻨﻴﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻤﺲ
    ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﻨﺎﻗﻀﺎً
    ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺣﺎﺷﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ . ﻭﺍﻟﻠﻄﻴﻒ
    ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺭﻭﻭﺍ ﻫﺬﻩ
    ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
    ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ
    ﺳﺘﻴﻦ ﺻﺤﺎﺑﻴﺎً ، ﻭﻫﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻤﺮﺍﺩ ﺭﺳﻮﻝ
    ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﺎ ، ﻓﻘﺪ ﺳﻤﻌﻮﻫﺎ ﻣﻨﻪ ﺛﻢ ﺭﻭﻭﻫﺎ
    ﻣﻄﻤﺌﻨﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺼﺪﻫﻢ ﻭﻻ ﻳﻌﻨﻴﻬﻢ ﻓﻲ
    ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻌﻬﻢ ﻛﺘﻤﺎﻧﻬﺎ ﻟﻮ
    ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺫﻟﻚ . ﻭﻟﻢ ﺗﺠﺮ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻫﻢ ﻭﻻ ﻓﻲ
    ﻋﻬﺪ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﺃﻱ ﺟﺪﻝ ﺣﻮﻝ
    ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ، ﻭﻗﺪ ﻧﻘﻠﻮﻫﺎ
    ﻟﻠﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ، ﻭﻧﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻬﻢ
    ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻀﻄﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻬﺎ ، ﺣﺘﻰ
    ﺃﺗﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻓﺒﺪﺃﻭﺍ
    ﻳﺜﻴﺮﻭﻥ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻭﻳﺆﻭﻟﻮﻭﻧﻬﺎ
    ﻟﺘﺪﻋﻢ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ .
    ﺛﻢ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺨﻼﺹ ﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ
    ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺗﻔﻴﺪ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻋﻠﻰ
    ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﺃﻣﺮ ﺻﻌﺐ ﺟﻠﻞ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻗﻄﻊ
    ﻭﺟﺰﻡ ﻭﺍﺿﺢ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻪ ، ﻷﻥ ﺍﻷﺻﻞ
    ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻄﻌﻦ ﺑﺼﺤﺒﻪ ، ﻭﻟﻢ ﻧﻌﻬﺪ
    ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻄﻌﻨﻮﻥ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻬﻢ
    ﻻ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻭﻻ ﻋﻨﺪ ﺃﻱ ﻣﻠﺔ ﺃﻭ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺃﺧﺮﻯ،
    ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﺼﺎﺣﺐ ﻃﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ،
    ﻭﻟﻢ ﻧﻌﻬﺪ ﻋﻦ ﻋﻈﻴﻢ ﻋﻨﺪ ﻗﻮﻡ ﺇﻻ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ
    ﻋﻈﻤﻮﺍ ﺻﺤﺒﻪ ، ﺇﻻ ﺍﻟﺮﻭﺍﻓﺾ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻨﺎ
    ﻭﺇﻧﺎ – ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ – ﻣﻬﺘﺪﻭﻥ ﺁﻣﻨﻮﻥ
    ﻣﻄﻤﺌﻨﻮﻥ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻧﻨﻘﻠﻬﺎ ﻛﻤﺎ
    ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ
    ﻟﻠﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﻛﻤﺎ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﻓﺴﺮﻫﺎ
    ﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻬﻢ .
    ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻓﻨﻘﻮﻝ : ﻗﺪ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
    ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
    ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: " ﺑﻴﻨﻤﺎ
    ﺃﻧﺎ ﻧﺎﺋﻢ ‏(ﺃﻭ ﻗﺎﺋﻢ ‏) ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺰُﻣﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ
    ﻋﺮﻓﺘﻬﻢ ﺧﺮﺝ ﺭﺟﻞ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ
    ﻫﻠﻢَّ ، ﻓﻘﻠﺖ ﺃﻳﻦ ؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﻠﻪ ،
    ﻗﻠﺖ ﻭﻣﺎ ﺷﺄﻧﻬﻢ؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻬﻢ ﺍﺭﺗﺪﻭﺍ ﺑﻌﺪﻙ
    ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺑﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﻘﻬﻘﺮﻱ. ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﺯُﻣﺮﺓ، ﺣﺘﻰ
    ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺘﻬﻢ ﺧﺮﺝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ
    ﻓﻘﺎﻝ : " ﻫﻠـﻢّ، ﻗﻠﺖ ﺃﻳﻦ؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨـﺎﺭ .
    ﻗﻠﺖ: ﻣـﺎ ﺷﺄﻧﻬـﻢ؟ ﻗـﺎﻝ ﺇﻧـﻬﻢ ﺍﺭﺗﺪﻭﺍ ﺑﻌﺪَﻙ
    ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺑﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﻘﻬﻘـﺮﻱ، ﻓـﻼ ﺃﺭﺍﻩ ﻳﺨﻠﺺ
    ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻻ ﻣﺜـﻞ ﻫﻤﻞ ﺍﻟﻨﻌـﻢ " .
    ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ
    ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
    ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﺗﺤﺸﺮﻭﻥ ﺣﻔﺎﺓ
    ﻋﺮﺍﺓ ﻏﺮﻻ ﺛﻢ ﻗﺮﺃ ﻛﻤﺎ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﺃﻭﻝ ﺧﻠﻖ ﻧﻌﻴﺪﻩ
    ﻭﻋﺪﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻓﺎﻋﻠﻴﻦ ﻓﺄﻭﻝ ﻣﻦ
    ﻳﻜﺴﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺛﻢ ﻳﺆﺧﺬ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ
    ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻓﺄﻗﻮﻝ
    ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺰﺍﻟﻮﺍ ﻣﺮﺗﺪﻳﻦ
    ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻘﺎﺑﻬﻢ ﻣﻨﺬ ﻓﺎﺭﻗﺘﻬﻢ ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻛﻤﺎ
    ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ
    ﻭﻛﻨﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﻣﺎ ﺩﻣﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﻓﻠﻤﺎ
    ﺗﻮﻓﻴﺘﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺮﻗﻴﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺃﻧﺖ
    ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺷﻬﻴﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﺬﺑﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﻢ
    ﻋﺒﺎﺩﻙ ﻭﺍﻥ ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﻓﺈﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ
    ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ " .
    ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺮﻭﺍﻳﺔ
    ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺑﻠﻔﻆ
    " ﺃﺻﻴﺤﺎﺑﻲ ﺃﺻﻴﺤﺎﺑﻲ " ، ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺮﺝ
    ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺑﻠﻔﻆ "
    ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ."
    ﻓﻬﺬﺍﻥ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
    ﺍﻟﺒﺎﺏ .
    ﻭﺍﻟﻤﻔﺴﺮ ﻟﻬﻤﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺛﺎﻟﺚ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ
    ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻭﺭﻭﺍﻩ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ
    ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ : " ﺗﺮﺩ
    ﻋﻠﻲَّ ﺃﻣﺘﻲ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺫﻭﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻪ
    ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻭﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﺑﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﺇﺑﻠﻪ ،
    ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺎ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺗﻌﺮﻓﻨﺎ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ
    ﻟﻜﻢ ﺳﻴﻤﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻷﺣﺪ ﻏﻴﺮﻛﻢ ﺗﺮﺩﻭﻥ
    ﻋﻠﻲّ ﻏﺮﺍً ﻣﺤﺠﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ.
    ﻭﻟﻴُﺼﺪَّﻥ ﻋﻨﻲ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻼ ﻳﺼﻠﻮﻥ،
    ﻓﺄﻗﻮﻝ : ﻳﺎﺭﺏ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ
    ﻓﻴﺠﻴﺒﻨﻲ ﻣﻠﻚ ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻭﻫﻞ ﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ
    ﺃﺣﺪﺛﻮﺍ ﺑﻌﺪﻙ؟ " .
    ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺭﺍﺑﻊ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺑﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﺑﻦ
    ﺃﺑﻲ ﻣﻠﻴﻜﺔ ﻋﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻋﻦ
    ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: " ﺇﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﺣﺘﻰ
    ﺃﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻲ ﻣﻨﻜﻢ ، ﻭﺳﻴﺆﺧﺬ ﻧﺎﺱ
    ﺩﻭﻧﻲ ، ﻓﺄﻗﻮﻝ : ﻳﺎ ﺭﺏ ﻣﻨﻲ ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ،
    ﻓﻴﻘﺎﻝ : ﻫﻞ ﺷﻌﺮﺕ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﺑﻌﺪﻙ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ
    ﻣﺎ ﺑﺮﺣﻮﺍ ﻳﺮﺟﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻘﺎﺑﻬﻢ " .
    ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺧﺎﻣﺲ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ
    ﻋﺪﻱ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ: "
    ﺃﻧﺎ ﻓﺮﻃﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﻣﻦ ﻭﺭﺩﻩ ﺷﺮﺏ ﻣﻨﻪ
    ﻭﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻈﻤﺄ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﺑﺪﺍ . ﻟﻴﺮﺩ
    ﻋﻠﻲ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺃﻋﺮﻓﻬﻢ ﻭﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻲ ﺛﻢ ﻳﺤﺎﻝ
    ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ " .
    ﻭﻭﺟﺐ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ، ﺇﺫ ﺃﻧﻬﺎ
    ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻭﺭﻭﺩ
    ﺍﻟﺤﻮﺽ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮ.
    ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻘﺎﻝ " ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺰﻣﺮﺓ ﺣﺘﻰ
    ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺘﻬﻢ " ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻣﺮﺓ ﻣﻦ
    ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
    ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ " ﺑﺰﻣﺮﺓ ﻣﻨﻜﻢ " ،
    ﻭﻟﻮ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺯﻣﺮﺓ ﻣﻨﻬﻢ
    ﻟﺴﺄﻟﻮﻩ ، ﻓﻘﺪ ﺳﺄﻟﻮﻩ ﻋﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﻭﺃﺣﻮﺍﻝ ﺃﻫﻮﻥ
    ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺑﻜﺜﻴﺮ .
    ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﺮﻓﻬﻢ ، ﻭﻫﻮ ﻻ
    ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺃﻧﻪ ﻋﺮﻓﻬﻢ ﺑﺄﺷﺨﺎﺻﻬﻢ ، ﺑﻞ
    ﻋﺮﻓﻬﻢ ﺑﺴﻴﻤﺎﻫﻢ ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
    " ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﺭﺟﺎﻝ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻛﻼّ
    ﺑﺴﻴﻤﺎﻫﻢ ."
    ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﺬﻱ
    ﻳﺼﺮّﺡ ﻓﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺮﻓﻬﻢ ﺑﺴﻴﻤﺎﻫﻢ ، ﻭﻫﻲ
    ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ، ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ
    ﻳﺄﺗﻮﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻏﺮﺍً ﻣﺤﺠﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ
    ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ، ﻓﻴﻌﺮﻓﻬﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﺂﺛﺎﺭ
    ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ .
    ﻓﻘﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻷﻭﻝ : " ﻓﺈﺫﺍ ﺯﻣﺮﺓ
    ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺘﻬﻢ " ﻳﻔﺴﺮﻩ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ
    ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : " ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻲَّ ﺃﻣﺘﻲ
    ﺍﻟﺤﻮﺽ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺫﻭﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻭﺩ
    ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﺑﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﺇﺑﻠﻪ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺎ ﻧﺒﻲ
    ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺗﻌﺮﻓﻨﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ ﻟﻜﻢ ﺳﻴﻤﺎ
    ﻟﻴﺴﺖ ﻷﺣﺪ ﻏﻴﺮﻛﻢ " . ﻓﻔﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
    ﻳﺨﺒﺮ ﻋﻦ ﺃﻣﺘﻪ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﻮﺽ ، ﻭﻫﻮ
    ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ
    ﺃﺗﻌﺮﻓﻨﺎ ، ﻫﻮ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻛﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻦ
    ﺃﻣﺘﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺼﻔﺘﻬﻢ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ، ﻭﻣﻌﻨﻰ
    ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻫﻮ ﻫﻞ ﺗﻤﻴﺰﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻦ
    ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻷﻣﻢ .
    ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ
    ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺑﻠﻔﻆ : " ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
    ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻓﻘﺎﻝ
    ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺩﺍﺭ ﻗﻮﻡ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻥ
    ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻜﻢ ﻻﺣﻘﻮﻥ ﻭﺩﺩﺕ ﺃﻧﺎ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ
    ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻭ ﻟﺴﻨﺎ ﺇﺧﻮﺍﻧﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ
    ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺘﻢ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ ﻭﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ
    ﻳﺄﺗﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ
    ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺭﺃﻳﺖ
    ﻟﻮ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻟﻪ ﺧﻴﻞ ﻏﺮ ﻣﺤﺠﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻇﻬﺮﻱ
    ﺧﻴﻞ ﺩﻫﻢ ﺑﻬﻢ ﺃﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺧﻴﻠﻪ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﻠﻰ
    ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ : ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﻏﺮﺍً
    ﻣﺤﺠﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﺮﻃﻬﻢ ﻋﻠﻰ
    ﺍﻟﺤﻮﺽ ، ﺃﻻ ﻟﻴﺬﺍﺩﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﻋﻦ ﺣﻮﺿﻲ ﻛﻤﺎ
    ﻳﺬﺍﺩ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﺍﻟﻀﺎﻝ ﺃﻧﺎﺩﻳﻬﻢ ﺃﻻ ﻫﻠﻢ
    ﻓﻴﻘﺎﻝ ﺇﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺑﺪﻟﻮﺍ ﺑﻌﺪﻙ ﻓﺄﻗﻮﻝ ﺳﺤﻘﺎً
    ﺳﺤﻘﺎً ."
    ﻓﺎﻟﻜﻼﻡ ﻳﺪﻝ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ
    ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺇﺑﺘﺪﺍﺀ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻭﺃﻥ
    ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺃﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻪ ﺛﻢ
    ﻳﺨﺒﺮ ﺃﻥ ﺭﺟﺎﻻً ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﺼﻠﻮﺍ ﺍﻟﺤﻮﺽ .
    ﻭﻳﺆﻛﺪ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
    ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺃﻧﻪ
    ﻳﻌﺮﻓﻬﻢ ﺑﺂﺛﺎﺭ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ، ﻭﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺻﻔﺔ
    ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻫﻞ
    ﺍﻟﻤﻠﺔ .
    ﻓﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻘﻮﻟﻪ " ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻜﻢ "
    ﻫﻮ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻪ .
    ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺸﻌﺮ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻢ ﻛﻠﻬﺎ
    ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﻟﺘﺴﻘﻰ ﻣﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ
    ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﺧﺮﻯ ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺻﻒ
    ﺫﻭﺩﻩ ﻋﻦ ﺃﻣﺘﻪ ﻛﺬﻭﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﺑﻞ ﻋﻦ ﺇﺑﻠﻪ ،
    ﻓﺪﻝ ﺃﻧﻪ ﻳﺬﻭﺩ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻷﻣﻢ ﻋﻦ ﺃﻣﺘﻪ
    ﻭﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﻣﺘﻪ ﺑﺎﻟﻮﺿﻮﺀ ‏( ﻭﻫﻮ
    ﺩﻟﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻗﺪ ﺧُﺺّ ﺑﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ،
    ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﺎﺭﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻛﻠﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ
    ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ‏) .
    ﻓﺎﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻔﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
    ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﻭﺭﻭﺩ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺤﻮﺽ ،
    ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻳﺬﻭﺩ ﻋﻦ ﺃﻣﺘﻪ ﻭﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻦ
    ﻃﺮﻳﻖ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ، ﻓﺘﺄﺗﻲ ﺯﻣﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ
    ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﻣﺎ ﻋﻨﺎﻩ ﺭﺳﻮﻝ
    ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ " ﺛﻢ ﻳﺠﻲﺀ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ
    ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ " ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ، ﻭﻣﺎ ﻋﻨﺎﻩ
    ﺑﻘﻮﻟﻪ " ﻭﻟﻴُﺼﺪَّﻥ ﻋﻨﻲ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻼ
    ﻳﺼﻠﻮﻥ " ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ، ﻭﻣﺎ ﻋﻨﺎﻩ
    ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ " ﻓﺴﻴﺆﺧﺬ
    ﻧﺎﺱ ﺩﻭﻧﻲ " .
    ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻣﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ
    ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ
    ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻫﻂ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻭ
    ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻟﻢ ﻳُﻤَﻜّﻦ
    ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻮﺽ ، ﻓﺴﺄﻝ
    ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺷﺄﻧﻬﻢ
    ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻗﺎﻝ " ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ "
    ﺃﻭ " ﺃﺻﻴﺤﺎﺑﻲ ﺃﺻﻴﺤﺎﺑﻲ " ﺃﻭ ﻗﺎﻝ " ﻳﺎ ﺭﺏ
    ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ " ﺃﻭ ﻗﺎﻝ " ﻳﺎ ﺭﺏ ﻣﻨﻲ
    ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ " . ﻓﺄُﺧﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﻧﻪ
    ﻗﺪ ﺃﺣﺪﺛﻮﺍ ﺑﻌﺪﻩ ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ
    ﺃﻋﻘﺎﺑﻬﻢ .
    ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
    ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻮﺽ ، ﻭﺃﺧﺒﺮﻫﺎ
    ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ، ﻭﻧﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﻗﻲ
    ﺍﻟﻨﺎﺱ .
    ﻭﻗﺪ ﺑﺎﻟﻎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ
    ﻭﺇﻧﺘﻘﺎﺀ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺑﻤﺎ
    ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺃﻫﻮﺍﺀﻫﻢ ﻭﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ، ﻓﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﺮﻭﺍﻓﺾ
    ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻤﺎ ﻣﻦ
    ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﻋﺪﻫﺎ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺍﻹﺑﺎﺿﻴﺔ ﺇﺷﺎﺭﺓ
    ﺇﻟﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻋﻠﻲ ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻤﺎ .
    ﻭﻧﺤﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺷﺮﺣﻨﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ
    ﻧﺨﺘﻢ ﺑﺈﻳﺮﺍﺩ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
    ﺃﻭﻻً : ﺇﻥ ﺇﺧﺒﺎﺭﻩ ﻋﻦ ﺯﻣﺮ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
    ﻓﻴﻌﺮﻓﻬﺎ ﺑﺴﻴﻤﺎﺗﻬﺎ ﺛﻢ ﻻ ﻳﺼﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻻ
    ﻫﻤﻞ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻟﻴﺴﻮﺍ
    ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩﻳﻦ ﺑﻞ ﺇﻧﻬﻢ ﺃﻧﺎﺱٌ ﻣﻦ ﺃﻣﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ
    ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ . ﻓﺈﻥ ﻛﻠﻤﺔ " ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺘﻬﻢ "
    ﺗﻮﺣﻲ ﺑﻌﺪﻡ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﺇﺑﺘﺪﺍﺀً ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ
    ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻟﻌﺮﻓﻬﻢ ﻓﻮﺭﺍً .
    ﺛﺎﻧﻴﺎً : ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
    ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
    ﻣﺨﺎﻃﺒﺎً ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ " ﺗﺤﺸﺮﻭﻥ ﺣﻔﺎﺓ
    ﻋﺮﺍﺓ ﻏﺮﻻً " ، ﺛﻢ ﺣﻮّﻝ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﺼﻴﻐﺔ
    ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﻗﺎﺋﻼً " ﺛﻢ ﻳﺆﺧﺬ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ
    ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ " . ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ
    ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻻﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ
    ﻭﻟﻘﺎﻝ ﺛﻢ ﻳﺆﺧﺬ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﻣﻨﻜﻢ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻭﻟﻰ
    ﻭﺍﻷﻓﺼﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ .
    ﻋﻠﻰ ﺃﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ " ﺗُﺤﺸﺮﻭﻥ " ﻻ
    ﺗﻔﻴﺪ ﺣﺼﺮ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺑﺎﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻷﻥ
    ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻔﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ
    ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻳﻨﺤﺼﺮ
    ﺑﺎﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻮﻟﻪ " ﺑﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ
    ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ " ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻟﻴﺴﻮﺍ
    ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩﻳﻦ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ .
    ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﻓﻴﻪ "
    ﺃﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻲّ ﻣﻨﻜﻢ ، ﻭﺳﻴﺆﺧﺬ ﻧﺎﺱ
    ﺩﻭﻧﻲ " ﻓﺒﺪﺃ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ
    ﻭﺃﻧﻬﺎﻩ ﺑﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ
    ﺏ " ﻧﺎﺱ ﺩﻭﻧﻲ " ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﺑﻞ ﺇﻥ
    ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻟﻴﺲ
    ﺑﻔﺼﻴﺢ .
    ﺛﺎﻟﺜﺎً : ﺇﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ ﻗﺪ ﺗُﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ
    ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﻫﻲ ﺻﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
    ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﻗﺪ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ
    ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻠﻐﻮﻯ ، ﻓﺄﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻫﻢ
    ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺮﺟﻞ ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺒﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻭ
    ﻻﺯﻣﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﻟﻪ ، ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ
    ﺍﻷﻳﻜﺔ ﻫﻢ ﻗﻮﻡ ﺷﻌﻴﺐ ﻭﻫﻮ ﺇﺳﻢ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ
    ﻋﺒﺪ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻷﻳﻚ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻻﺯﻣﻬﺎ ، ﻭﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ
    ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻧﺖ
    ﺍﻟﺼﺎﺣﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺮ " ﺃﻱ ﻣﻼﺯﻡ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ
    ﺳﻔﺮﻧﺎ ﻻ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻨﺎ ، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
    ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ : "
    ﺇﻧﻜﻦ ﺻﻮﻳﺤﺒﺎﺕ ﻳﻮﺳﻒ " ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ
    ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﻄﻊ ﻋﻨﻖ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ
    ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﺳﻠﻮﻝ " ﺩﻋﻪ ﻻ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻨﺎﺱ
    ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻳﻘﺘﻞ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ " ﻓﻬﻨﺎ ﻗﺪ
    ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ
    ﻭﻫﻮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻼﺯﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻭ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ
    ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ
    ﺃﺑﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺑﺤﺎﻝ ﺃﻥ
    ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ
    ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ .
    ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻠﻔﻆ " ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ "
    ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ، ﻭﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﺎ
    ﻭﺑﻴﻦ ﻟﻔﻆ " ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ " ﻳﻘﺘﻀﻲ
    ﺣﻤﻞ ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻭﻫﻮ
    ﻣﻨﺴﺠﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻣﻊ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ.
    ﺭﺍﺑﻌﺎً : ﺇﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﺻﻴﺤﺎﺑﻲ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ
    ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻘﻠﺔ ﻛﻤﺎ
    ﺻﺮﺡ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ .
    ﻗﻠﺖ ﻗﺪ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺒﺔ
    ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺪﺩ ، ﻭﺇﻟﻴﻪ ﺃﻣﻴﻞ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻟﺬﻟﻚ
    ﻗﻮﻝ ﺃﺑﻮ ﻓﺮﺍﺱ ﺍﻟﺤﻤﺪﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ
    ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ " ﺃﺭﺍﻙ ﻋﺼﻲ ﺍﻟﺪﻣﻊ :"
    ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺻﻴﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﺍﻭ ﺍﻟﺮﺩﻱ
    ﻓﻘﻠﺖ ﻫﻤﺎ ﺍﻣﺮﺍﻥ ﺍﺣﻼﻫﻤﺎ ﻣﺮ
    ﻓﻘﺪ ﻭﺻﻒ ﺃﺑﻮ ﻓﺮﺍﺱ ﺻﺤﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ
    ﺑﺎﻷﺻﻴﺤﺎﺏ ﻷﻧﻬﻢ ﺗﺨﻠﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ
    ﻭﻟﻢ ﻳﺜﺒﺘﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﻓﻠﻢ
    ﻳﻌﺪّﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﻓﻮﺻﻔﻬﻢ
    ﺑﺎﻷﺻﻴﺤﺎﺏ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﺩﻫﻢ
    ﺑﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﺨﻠﻴﻬﻢ ﻋﻨﻪ .
    ﻭﻳﺆﻳﺪ ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻟﻪ " ﻟﻴﺮﺩ ﻋﻠﻲ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺃﻋﺮﻓﻬﻢ
    ﻭﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻲ ﺛﻢ ﻳﺤﺎﻝ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ "
    ﻓﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺘﻜﻠﻢ
    ﻋﻦ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻳﻌﺮﻓﻬﻢ ﻭﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ ، ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ
    ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ،
    ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺼﻒ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﻘﻮﻝ ﺃﻗﻮﺍﻡ ،
    ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﻪ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻟﻬﻢ
    ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻳﻘﻮﻝ ‏( ﺃﻗﻮﺍﻡ
    ﻣﻨﻜﻢ ‏) ، ﻭﻻ ﻧﺠﺪ ﺩﺍﻉ ﻣﻦ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺫﻟﻚ
    ﻋﻨﻬﻢ ، ﻓﺪﻝ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻤﻦ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ
    ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺩﺭﻛﻮﻩ
    ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﺍ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺼﺤﺒﺔ ﻣﻌﻪ ، ﺇﺫ
    ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ
    ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺭﺃﻯ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﺤﺎﺑﻲ ، ﻭﺭﺑﻤﺎ
    ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺻﻒ ﺃﺻﻴﺤﺎﺑﻲ ﻟﻬﻢ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻋﻠﻰ
    ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻤﻦ ﻗﻠﺖ ﺻﺤﺒﺘﻬﻢ ﻟﺮﺳﻮﻝ
    ﺍﻟﻠﻪ
    ﺧﺎﻣﺴﺎً : ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻗﺪ ﺭﻭﺍﻫﺎ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ
    ﻋﻦ ﺳﺘﻴﻦ ﺻﺤﺎﺑﻴﺎً ، ﻭﻟﻢ ﻳﺮﻭ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ
    ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ
    ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﻭﻻ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ
    ﻳﺮﻭﻱ ﺣﺪﻳﺜﺎً ﻓﻴﻪ ﺗﻠﻤﻴﺢ ﺧﻄﻴﺮ ﻋﻦ
    ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﺼﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
    ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ، ﻛﻤﺎ ﻻ
    ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺘﻴﻦ
    ﺻﺤﺎﺑﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻹﺳﺘﻔﺼﺎﻝ ﻋﻦ
    ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﻤﻌﻮﺍ
    ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺃﻥ ﺃﻳﺎً ﻣﻨﻬﻢ
    ﻟﻢ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺼﺪﻫﻢ .
    ﺳﺎﺩﺳﺎً : ﻟﻮ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺇﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ ، ﻓﺈﻥ
    ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ : " ﻣﻨﻲ ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ "
    ﻳُﺸﻌِﺮ ﺑﺘﻠﻤﻴﺤﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﺇﺫ ﺃﻥ
    ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ،
    ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻒ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ
    ﺑﻀﻌﺔ ﻣﻨﻪ . ﻭﻻ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﺮﻭﺍﻓﺾ ﻗﺪ ﺣﻤﻠﻮﺍ
    ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ
    ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ .
    ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻖ
    ﻭﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻻ ﻳﺴﻌﻬﻢ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ
    ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ،
    ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺴﻌﻬﻢ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ
    ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎً .
    ﺳﺎﺑﻌﺎً : ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺑﻌﻤﻮﻣﻪ ﺩﻭﻥ
    ﺗﻌﻴﻴﻦ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ
    ﺣﻤﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻓﺾ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ
    - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭﻟﻌﻦ ﻣﻦ ﻟﻌﻨﻬﻤﺎ - ﻭﻣﻦ
    ﺗﺒﻌﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺣﻤﻞ
    ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻋﻠﻲ - ﺭﺿﻲ
    ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭﻟﻌﻦ ﻣﻦ ﻟﻌﻨﻬﻤﺎ - ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻤﺎ
    ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻭﻻ ﻧﺠﺪ ﺃﻳﺎً ﻣﻨﻬﻤﺎ - ﺃﻋﻨﻲ
    ﺍﻟﺮﻭﺍﻓﺾ ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ - ﺑﺄﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ ، ﻷﻥ
    ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺇﻻ ﺑﻤﺨﺼّﺺ ،
    ﻭﻻ ﻧﺠﺪ ﺃﻳﺎً ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﺧﺼّﺺ ﺑﻤﺨﺼّﺺ ﻳﺪﻝ
    ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺺ .
    ﻓﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺨﺼّﺺ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻟﻢ
    ﻳﻜﻦ ﺳﻮﻯ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻭﺍﻷﺣﻘﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﺌﺔ ﻣﻦ
    ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﻧﺼﺮﺓ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ
    ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ . ﻓﺎﻟﻄﺮﻓﺎﻥ ﺃﺭﺍﺩﺍ ﺗﺨﺼﻴﺺ
    ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﺎﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﺛﻢ ﺧﺼﺺ ﻛﻞٌ ﻣﻨﻬﻢ
    ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﻓﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻻ ﻛﻞ
    ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺑﺸﺄﻥ
    ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻮﻣﻪ ،
    ﻓﻨﻘﻮﻝ ﻟﻠﺮﻭﺍﻓﺾ ﻣﺎ ﺩﻟﻴﻠﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻭﺝ
    ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ
    ﺍﻟﻜﻼﻡ ؟
    ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻟﻠﺨﻮﺍﺭﺝ ﻣﺎ ﺩﻟﻴﻠﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻭﺝ ﺃﺑﻲ
    ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ؟ ﻗﺎﻝ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ
    ﺧﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺃﺧﺮﺟﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﺑﺴﺒﺐ
    ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺑﻔﻀﻠﻬﻢ
    ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺣﻘﻬﻢ .
    ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﻧﺤﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻤﺎ
    ﺗﻮﺭﺩﻭﻧﻪ ﻛﻼﻛﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﺩﻟﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻫﺆﻻﺀ
    ﻳﺤﻤﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋﺘﻘﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
    ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺃﻱ ﻣﻨﻬﻢ .
    ﺛﺎﻣﻨﺎً : ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻗﺪ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ
    ﻣﻦ ﺍﺭﺗﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ، ﻣﻤﻦ
    ﺃﺩﺭﻛﻮﺍ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺭﺃﻭﻩ ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ
    ﻳﺮﺍﻫﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺳﻴﻈﻨﻪ ﺃﺣﺪ
    ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻷﻧﻪ ﻣﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﻟﻪ .
    ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ : ﺫﻛﺮ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ
    ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻋﻦ ﻗﺒﻴﺼﺔ ﻗﺎﻝ : ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﺗﺪﻭﻥ
    ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺭﺗﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ،
    ﻓﻘﺎﺗﻠﻬﻢ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ.
    ﻗﻠﺖ : ﻫﺬﺍ ﺟﻴﺪ ، ﻭﻟﻔﻆ ﺃﺻﻴﺤﺎﺑﻲ ﻳﺪﻝ
    ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﻠﺖ ﺻﺤﺒﺘﻪ ﻭﻋﺸﺮﺗﻪ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ
    ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ، ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺍﻓﻖ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ: " ﻟﻴﺮﺩ
    ﻋﻠﻲ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺃﻋﺮﻓﻬﻢ ﻭﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻲ ﺛﻢ ﻳﺤﺎﻝ
    ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ " ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺻﻒ
    ﺃﺻﻴﺤﺎﺑﻲ ﻟﻬﻢ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻬﻢ
    ﻣﻤﻦ ﻗﻠﺖ ﺻﺤﺒﺘﻬﻢ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻄﻠﺤﺔ
    ﺑﻦ ﺧﻮﻳﻠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﻠﻢ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ
    ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﻭﺍﺭﺗﺪ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
    ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﺎﺏ
    ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻧﺎﺏ ﻭﺣﺴﻦ ﺇﺳﻼﻣﻪ ﻭﻗُﺘﻞ ﻓﻲ
    ﻧﻬﺎﻭﻧﺪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺑﻠﻰ ﺑﻼﺀ ﺣﺴﻨﺎً ﻓﻲ
    ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ، ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺼﺮّﺡ ﺑﺈﺳﻤﻪ
    ﻛﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻦ ﻳﺮﺩﻭﺍ ﺍﻟﺤﻮﺽ ،
    ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺗﺎﺏ ﺗﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ
    ﻧﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﻭﺟﻪ ﻟﻤﻦ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﻠّﺖ
    ﺻﺤﺒﺘﻪ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ
    ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺃﺻﻴﺤﺎﺑﻲ ، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺃﻋﺮﻓﻬﻢ
    ﻭﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻲ .
    ﺗﺎﺳﻌﺎً: ﺇﻧﻨﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻬﻢ
    ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ، ﻭﺇﻥ ﺗﻄﺮﻕ ﺍﻹﺣﺘﻤﺎﻝ ﻳﺒﻄﻞ
    ﺍﻹﺳﺘﺪﻻﻝ، ﻓﻠﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ -
    ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ - ﺑﻤﺎ ﻻ ﺟﺰﻡ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ
    ﻗﻄﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: " ﻳﺎ
    ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺇﻥ ﺟﺎﺀﻛﻢ ﻓﺎﺳﻖ ﺑﻨﺒﺄ
    ﻓﺘﺒﻴﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﺗﺼﻴﺒﻮﺍ ﻗﻮﻣﺎً ﺑﺠﻬﺎﻟﺔ
    ﻓﺘﺼﺒﺤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻢ ﻧﺎﺩﻣﻴﻦ " ﻓﻤﺎ
    ﺑﺎﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺻﺤﺎﺑﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
    ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺼﺮﻭﻩ ﻭﻣﻨﻌﻮﻩ ؟ ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ
    ﺍﻟﺘﺒﻴﻦ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺘﺜﺒﺖ ﻭﺍﻹﺳﺘﻴﻘﺎﻥ
    ﻭﺍﻟﺠﺰﻡ ، ﻓﻬﻞ ﻧﺠﺪ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ
    ﺇﻟﻰ ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ
    ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﺰﻣﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ؟؟؟

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة النجارى
    أليس عندكم صحيح البخارى كذب ؟فلماذا تحتج به؟
    ثم لو كان صحيحاً إذاً نأخذ كل ما فيه
    وهذا الحديث صحيح وهذا هو الرد عليه ثم اتبع باثبات إيمانهم وعدالتهم من القرآن المجيد


    الرد على شبهة حديث الحوض




    يستدل بعض الشيعة على ارتداد الصحابة أو بعضهم بحديث الحوض حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي، فَيُجلونَ عَن الْحَوْضِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي! فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى»[1].
    والجواب عن ذلك أن يقال:
    أولاً: الحديث ورد بصيغ متعددة، منها ما سبق، ومنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ، فَقَالَ: هَلُمَّ! فَقُلْتُ: أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى النَّارِ وَالله! قُلْتُ: وَمَا شَأْنُهُمْ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى. ثُمَّ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ، فَقَالَ: هَلُمَّ! قُلْتُ: أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى النَّارِ وَالله! قُلْتُ: مَا شَأْنُهُمْ؟ قَالَ: إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى. فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ»[2].



    ثانياً: يقال لهؤلاء: النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يَعلَم من هم الذين بدلوا بعده إلا حين يَرِدُونَ عليه الحوض ثم يُرَدُّونَ عنه، فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلمهم، فمن الذي حددهم لكم وعيَّنهم بأسمائهم؟! فهل أنتم تعلمون ما لا يعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! وهل أنتم أعلم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!
    ثالثاً: يقال أيضاً: أنتم بين أمرين:




    [1] إما أن تجعلوا حديث الحوض يشمل الخلفاء الثلاثة، ولفظ الحديث يدل على أن التغيير محصور فيما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بدليل قوله: «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».
    فيلزم من هذا:
    أنهم كانوا قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل الإيمان، ولذلك ظن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهم استمروا على ذلك، وأنهم سَيَرِدُونَ على الحوض، فَأُخبر أنهم أحدثوا بعده، وبالتالي يلزم بطلان ما نُسب إليهم من كُفر أو نِفاق أو استحقاق لِلَّعن ونحو ذلك؛ لقوله: «لا تدري ما أحدثوا بعدك».
    [2] وإما أن لا تدخلوهم ضمن حديث الحوض، وهذا هو المطلوب.
    رابعاً: لو قال لنا قائل: إن النص عام، فيشمل أمير المؤمنين علياً ، وكذلك يشمل المقدادَ وعماراً وسلمانَ وأبا ذر ، فما الجواب؟
    نقول له: إن الأدلة قد دلت على عدم شمول حديث الحوض للمهاجرين والأنصار؛ لأن الله وعدهم بالجنة.
    فالأدلة التي دلت على خروج هؤلاء دلت كذلك على خروج باقي إخوانهم من المهاجرين والأنصار.
    ولهذا فنحن نقول: إن هذا الحديث صحيحٌ عندنا ولا شك، لكنه لا يراد به علي بن أبي طالب قطعاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شهد له بالجنة، وكذلك لا يراد به غيره من الصحابة السابقين للإسلام ممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة كأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعمار والمقداد وغيرهم من الصحابة .
    وكذلك لا يمكن أن يراد به السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار؛ لأن الله أخبر ووعد بأن لهم:جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً
    [التوبة:100].
    فهل هؤلاء الذين وعدهم الله بالجنات هم المرتدون الناكثون، أو أن الله وعدهم بالجنات وهو لا يعلم أنهم سيرتدون، تعالى الله وتقدس عن الجهل والنقائص والعيوب؟!.

    خامساً: أن النبي قال: «فإذا رهط» ولم يقل: فإذا أكثر أصحابي، والرهط في اللغة من ثلاثة إلى عشرة، فدل على أن الذين يمنعون عن الحوض قليل، ومثله يقال في قوله: «فإذا زمرة».


    فإن قيل: إن هذا الحديث يدل على أن أكثر الصحابة يُرَدّون عن الحوض، كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ»[3].




    فالجواب ظاهر: وهو أن هؤلاء الذين يخلصون مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ، هم من بين تلك الزمر التي عرضت عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وليسوا يخلصون من بين سائر الصحابة؛ أي: لا أراه يخلص من بين تلك الزمر التي تُردُّ عن الحوض إلا مثل همل النعم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي»[4]. وفي رواية: «بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ إِذَا زُمْرَةٌ... فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ»[5]، ولم يقل: تُعرَضُون أنتم..





    وتوضيح ذلك: أن الصحابة عددهم كثير جداً، وهؤلاء الصحابة يعرضون على الحوض ويشربون منه، ولكنْ هناك زمرٌ أي: مجموعات منها من تُردُّ عن الحوض؛ لأنها بدلت وغيرت، فيعفى عن مجموعة يسيرة من بين تلك المجموعات، وذلك فضل من الله سبحانه وتعالى[6].
    فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: بينا أنا قائم فإذا زمرة، ولم يقل: بينا أنا قائم فإذا أكثر أصحابي، أو: فإذا أنتم يا من تسمعونني الآن، وهذا يدل على أن هذه الزمر عددها قليل بالنسبة لمجموع الصحابة رضى الله عنهم؛ ولهذا فبقية الصحابة لا يدخلون في هذا الحديث، بل هم أول من يَرِدُ الحوضَ ويشرب منه، فأين هذا من زعم الشيعة ارتداد الصحابة إلا نفراً قليلاً؟!
    ومثاله: لو قال مسئول عنده ثلاثة آلاف موظف: عُرِضَ علي أسماء مجموعة من الموظفين بسبب إهمالهم وكسلهم فعاقبتهم، إلا مجموعة يسيرة عفوت عنهم لأسباب ما، فإن السامع لهذا الكلام يعلم أن الذين عُرِضوا عليه لا يشكلون نسبةً تذكر إلى بقية الموظفين.

    سادساً: في المراد بمن يذاد عن الحوض عِدَّةُ أقوالٍ:
    القول الأول: قيل إنهم أناسٌ ممن أسلموا ولم يحسن إسلامهم، كأولئك الذين في أطراف الجزيرة وحصلت الردة منهم بعد ذلك، أو الذين منعوا الزكاة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قاتل الصحابة هؤلاء، ونحن نعلم أنه قَدِمَ على النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم بعد فتح مكة عشراتُ الوفود بالإسلام من قومهم، وأن الذين شهدوا حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتجاوز عددهم مائة ألف..، وهذا القول من أعدل الأقوال وأحسنها.





    فكيف بالله يتهم هؤلاء الصحابة الذين زكاهم الله تعالى، ويترك مانعو الزكاة ممن قُتِل تحت سنابك خيل المهاجرين والأنصار، وكيف يُترك أتباع سَجَاح وطليحة بن خويلد وأمثالهم، ويُتهم صفوة الخلق الذين قاتلوهم، بل وقاتلوا قبل ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!
    وتأمل هذا المعنى الجليل الذي تنقله كتب الشيعة عن الإمام جعفر الصادق إذ يقول: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اثني عشر ألفا، ثمانية آلاف من المدينة، وألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا مرجئ ولا حروري ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار، ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير»[7].




    فالإمام جعفر الصادق يمتدح اثني عشر ألفاً من الصحابة جلهم من المدينة، ويشهد بأنهم لم يغيروا ولم يبدلوا حتى ماتوا، ثم يأتي الشيعة اليوم وقبل اليوم ليقولوا: لا؛ بل إن هؤلاء الصحابة قد غيروا وبدلوا وارتدوا على أعقابهم!!
    القول الثاني: قال بعض أهل العلم: إن لفظ الصحابي في اللغة – لا الاصطلاح الشرعي - يشمل المنافق، فيحتمل أن يريد النبي صلى الله عليه وآله وسلم المنافقين الذين لم يعرفهم أو لم يظهر له نفاقهم، وقد قال تعالى: لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ، وإن كان يعلم غالبهم بالصفات التي وصفهم الله بها؛ والدليل على ذلك: أن رأس المنافقين وهو عبد الله بن أبيِّ بن سلول لما قال: أقد تداعَوا علينا؟ لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذل، فقال عمر: ألا نقتل يا رسول الله هذا الخبيث - يعني: عبدَ الله بن أُبَي بن سلول - فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّهُ كَانَ يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ»[8].
    ففي هذه الرواية دليل على أن مسمى الصحابة في اللغة يطلق على المنافقين أيضاً، ومن ثَمَّ يمكن حمل روايات الذم على هؤلاء، أي: يراد بلفظ الصحبة الوارد في حديث الحوض هؤلاء المنافقون، وليس الصحابة بالمصطلح الشرعي، والذين وعدهم الله بالحسنى والخلود في الجنات، وبهذا يحصل الجمع بين الروايات.

    سابعاً: تأمل - هداني الله وإياك للحق- إخبارَ الله سبحانه وتعالى أنه غفر للمهاجرين والأنصار الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك: لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ [التوبة:117]، فأي جريمة والله فيمن ينال من هؤلاء الذين أخبر سبحانه أنه تاب عليهم ورضي عنهم ووعدهم جناتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً؟!
    وأي افتراء على صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين اتبعوه في ساعة العسرة، وتركوا ديارهم وأموالهم من أجل الله سبحانه وتعالى!
    وأي مخالفةٍ لتزكية الله لهم في كثيرٍ من الآيات! بل أي جريمةٍ أن يأتي أحدٌ ويحدد من لم يحدده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الحوض، فيحدده بالمهاجرين والأنصار ويترك أولئك المرتدين في أرض اليمامة وغيرها!
    وقد وصف الله المؤمنين الذين جاءوا من بعدهم بسلامة قلوبهم واستغفارهم للمهاجرين والأنصار، كما قال تعالى بعد ذكره للمهاجرين والأنصار: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10].
    -------------





    [1] البخاري: 6097.

    [2] البخاري: 6215.
    [3] البخاري: 6215.
    [4] البخاري: 6215.
    [5] البخاري: 6215.

    [7] الخصال: 640، البحار: 22/305، حدائق الأنس: 200.
    [8] صحيح البخاري: 3518.

    ثم ممن صحب النبى أعراب صحبوه فى الحج كما فى الصحيح وكان عددهم من 100 إلى 120 ألف
    ثم لعل منهم من ارتد بعد موت النبى
    وهم الذين ورد فيهم الحديث

    تم الرد على هذا الرد المتهالك المنسوخ فلماذا التكرار ولصقه من جديد !

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة مهدي مهدي
    شكر لردودكم الواضحه الطيبه وفقكم الله
    ملاحظة بسيطه بالنسبه لتوقيعكم والروابط المرفقه فيه حاولنا تشغيلها مرار وتكرار فوجدنا الصور المرفقه والصفحات التي تلي فتح الرابط ليس لها علاقة بأسم الرابط ..يبدو أن هناك تشويش على الحقيقه والروابط هل بأمكانكم تجديدها ونشر الروابط من جديد
    نتابع معكم للوصو ل للموضوعات
    مع الشكر
    حياكم الله أخي الفاضل

    روابط الكتب كلها تعمل عندي وعند من حملها أيضآ هي مرفوعه على الفورشيرد يلزمك حساب في الفورشيرد لتحميلها
    إذا لم يكن لديك حساب فيه لايمكنك فتحها ، وارجو من الإخوه أن يجربوا تحميلها هل نفس المشكله عندهم ايضآ
    وهذا رابط كتابي الجديد :


    http://www.4shared.com/file/aJNgigsoba/tanbeh.html

    بالتوفيق والسداد حفظكم الله ورعاكم ممتنه لكم

    اترك تعليق:


  • النجارى
    رد
    أليس عندكم صحيح البخارى كذب ؟فلماذا تحتج به؟
    ثم لو كان صحيحاً إذاً نأخذ كل ما فيه
    وهذا الحديث صحيح وهذا هو الرد عليه ثم اتبع باثبات إيمانهم وعدالتهم من القرآن المجيد


    الرد على شبهة حديث الحوض




    يستدل بعض الشيعة على ارتداد الصحابة أو بعضهم بحديث الحوض حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي، فَيُجلونَ عَن الْحَوْضِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي! فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى»[1].
    والجواب عن ذلك أن يقال:
    أولاً: الحديث ورد بصيغ متعددة، منها ما سبق، ومنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ، فَقَالَ: هَلُمَّ! فَقُلْتُ: أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى النَّارِ وَالله! قُلْتُ: وَمَا شَأْنُهُمْ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى. ثُمَّ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ، فَقَالَ: هَلُمَّ! قُلْتُ: أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى النَّارِ وَالله! قُلْتُ: مَا شَأْنُهُمْ؟ قَالَ: إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى. فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ»[2].



    ثانياً: يقال لهؤلاء: النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يَعلَم من هم الذين بدلوا بعده إلا حين يَرِدُونَ عليه الحوض ثم يُرَدُّونَ عنه، فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلمهم، فمن الذي حددهم لكم وعيَّنهم بأسمائهم؟! فهل أنتم تعلمون ما لا يعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! وهل أنتم أعلم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!
    ثالثاً: يقال أيضاً: أنتم بين أمرين:




    [1] إما أن تجعلوا حديث الحوض يشمل الخلفاء الثلاثة، ولفظ الحديث يدل على أن التغيير محصور فيما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بدليل قوله: «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».
    فيلزم من هذا:
    أنهم كانوا قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل الإيمان، ولذلك ظن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهم استمروا على ذلك، وأنهم سَيَرِدُونَ على الحوض، فَأُخبر أنهم أحدثوا بعده، وبالتالي يلزم بطلان ما نُسب إليهم من كُفر أو نِفاق أو استحقاق لِلَّعن ونحو ذلك؛ لقوله: «لا تدري ما أحدثوا بعدك».
    [2] وإما أن لا تدخلوهم ضمن حديث الحوض، وهذا هو المطلوب.
    رابعاً: لو قال لنا قائل: إن النص عام، فيشمل أمير المؤمنين علياً ، وكذلك يشمل المقدادَ وعماراً وسلمانَ وأبا ذر ، فما الجواب؟
    نقول له: إن الأدلة قد دلت على عدم شمول حديث الحوض للمهاجرين والأنصار؛ لأن الله وعدهم بالجنة.
    فالأدلة التي دلت على خروج هؤلاء دلت كذلك على خروج باقي إخوانهم من المهاجرين والأنصار.
    ولهذا فنحن نقول: إن هذا الحديث صحيحٌ عندنا ولا شك، لكنه لا يراد به علي بن أبي طالب قطعاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شهد له بالجنة، وكذلك لا يراد به غيره من الصحابة السابقين للإسلام ممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة كأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعمار والمقداد وغيرهم من الصحابة .
    وكذلك لا يمكن أن يراد به السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار؛ لأن الله أخبر ووعد بأن لهم:جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً
    [التوبة:100].
    فهل هؤلاء الذين وعدهم الله بالجنات هم المرتدون الناكثون، أو أن الله وعدهم بالجنات وهو لا يعلم أنهم سيرتدون، تعالى الله وتقدس عن الجهل والنقائص والعيوب؟!.

    خامساً: أن النبي قال: «فإذا رهط» ولم يقل: فإذا أكثر أصحابي، والرهط في اللغة من ثلاثة إلى عشرة، فدل على أن الذين يمنعون عن الحوض قليل، ومثله يقال في قوله: «فإذا زمرة».


    فإن قيل: إن هذا الحديث يدل على أن أكثر الصحابة يُرَدّون عن الحوض، كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ»[3].




    فالجواب ظاهر: وهو أن هؤلاء الذين يخلصون مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ، هم من بين تلك الزمر التي عرضت عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وليسوا يخلصون من بين سائر الصحابة؛ أي: لا أراه يخلص من بين تلك الزمر التي تُردُّ عن الحوض إلا مثل همل النعم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي»[4]. وفي رواية: «بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ إِذَا زُمْرَةٌ... فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ»[5]، ولم يقل: تُعرَضُون أنتم..





    وتوضيح ذلك: أن الصحابة عددهم كثير جداً، وهؤلاء الصحابة يعرضون على الحوض ويشربون منه، ولكنْ هناك زمرٌ أي: مجموعات منها من تُردُّ عن الحوض؛ لأنها بدلت وغيرت، فيعفى عن مجموعة يسيرة من بين تلك المجموعات، وذلك فضل من الله سبحانه وتعالى[6].
    فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: بينا أنا قائم فإذا زمرة، ولم يقل: بينا أنا قائم فإذا أكثر أصحابي، أو: فإذا أنتم يا من تسمعونني الآن، وهذا يدل على أن هذه الزمر عددها قليل بالنسبة لمجموع الصحابة رضى الله عنهم؛ ولهذا فبقية الصحابة لا يدخلون في هذا الحديث، بل هم أول من يَرِدُ الحوضَ ويشرب منه، فأين هذا من زعم الشيعة ارتداد الصحابة إلا نفراً قليلاً؟!
    ومثاله: لو قال مسئول عنده ثلاثة آلاف موظف: عُرِضَ علي أسماء مجموعة من الموظفين بسبب إهمالهم وكسلهم فعاقبتهم، إلا مجموعة يسيرة عفوت عنهم لأسباب ما، فإن السامع لهذا الكلام يعلم أن الذين عُرِضوا عليه لا يشكلون نسبةً تذكر إلى بقية الموظفين.

    سادساً: في المراد بمن يذاد عن الحوض عِدَّةُ أقوالٍ:
    القول الأول: قيل إنهم أناسٌ ممن أسلموا ولم يحسن إسلامهم، كأولئك الذين في أطراف الجزيرة وحصلت الردة منهم بعد ذلك، أو الذين منعوا الزكاة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قاتل الصحابة هؤلاء، ونحن نعلم أنه قَدِمَ على النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم بعد فتح مكة عشراتُ الوفود بالإسلام من قومهم، وأن الذين شهدوا حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتجاوز عددهم مائة ألف..، وهذا القول من أعدل الأقوال وأحسنها.





    فكيف بالله يتهم هؤلاء الصحابة الذين زكاهم الله تعالى، ويترك مانعو الزكاة ممن قُتِل تحت سنابك خيل المهاجرين والأنصار، وكيف يُترك أتباع سَجَاح وطليحة بن خويلد وأمثالهم، ويُتهم صفوة الخلق الذين قاتلوهم، بل وقاتلوا قبل ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!
    وتأمل هذا المعنى الجليل الذي تنقله كتب الشيعة عن الإمام جعفر الصادق إذ يقول: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اثني عشر ألفا، ثمانية آلاف من المدينة، وألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا مرجئ ولا حروري ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار، ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير»[7].




    فالإمام جعفر الصادق يمتدح اثني عشر ألفاً من الصحابة جلهم من المدينة، ويشهد بأنهم لم يغيروا ولم يبدلوا حتى ماتوا، ثم يأتي الشيعة اليوم وقبل اليوم ليقولوا: لا؛ بل إن هؤلاء الصحابة قد غيروا وبدلوا وارتدوا على أعقابهم!!
    القول الثاني: قال بعض أهل العلم: إن لفظ الصحابي في اللغة – لا الاصطلاح الشرعي - يشمل المنافق، فيحتمل أن يريد النبي صلى الله عليه وآله وسلم المنافقين الذين لم يعرفهم أو لم يظهر له نفاقهم، وقد قال تعالى: لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ، وإن كان يعلم غالبهم بالصفات التي وصفهم الله بها؛ والدليل على ذلك: أن رأس المنافقين وهو عبد الله بن أبيِّ بن سلول لما قال: أقد تداعَوا علينا؟ لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذل، فقال عمر: ألا نقتل يا رسول الله هذا الخبيث - يعني: عبدَ الله بن أُبَي بن سلول - فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّهُ كَانَ يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ»[8].
    ففي هذه الرواية دليل على أن مسمى الصحابة في اللغة يطلق على المنافقين أيضاً، ومن ثَمَّ يمكن حمل روايات الذم على هؤلاء، أي: يراد بلفظ الصحبة الوارد في حديث الحوض هؤلاء المنافقون، وليس الصحابة بالمصطلح الشرعي، والذين وعدهم الله بالحسنى والخلود في الجنات، وبهذا يحصل الجمع بين الروايات.

    سابعاً: تأمل - هداني الله وإياك للحق- إخبارَ الله سبحانه وتعالى أنه غفر للمهاجرين والأنصار الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك: لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ [التوبة:117]، فأي جريمة والله فيمن ينال من هؤلاء الذين أخبر سبحانه أنه تاب عليهم ورضي عنهم ووعدهم جناتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً؟!
    وأي افتراء على صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين اتبعوه في ساعة العسرة، وتركوا ديارهم وأموالهم من أجل الله سبحانه وتعالى!
    وأي مخالفةٍ لتزكية الله لهم في كثيرٍ من الآيات! بل أي جريمةٍ أن يأتي أحدٌ ويحدد من لم يحدده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الحوض، فيحدده بالمهاجرين والأنصار ويترك أولئك المرتدين في أرض اليمامة وغيرها!
    وقد وصف الله المؤمنين الذين جاءوا من بعدهم بسلامة قلوبهم واستغفارهم للمهاجرين والأنصار، كما قال تعالى بعد ذكره للمهاجرين والأنصار: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10].
    -------------





    [1] البخاري: 6097.

    [2] البخاري: 6215.
    [3] البخاري: 6215.
    [4] البخاري: 6215.
    [5] البخاري: 6215.

    [7] الخصال: 640، البحار: 22/305، حدائق الأنس: 200.
    [8] صحيح البخاري: 3518.

    ثم ممن صحب النبى أعراب صحبوه فى الحج كما فى الصحيح وكان عددهم من 100 إلى 120 ألف
    ثم لعل منهم من ارتد بعد موت النبى
    وهم الذين ورد فيهم الحديث

    اترك تعليق:


  • النجارى
    رد
    ههههههههههههههههههههههه سبق أن مللت من كثرة الرد على هذا الكلام

    اترك تعليق:


  • مهدي مهدي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة وهج الإيمان
    قال تعالى : وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ. أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ. وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا. وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144). - آل عمران

    - إنكم محشورونَ حُفاةً عُراةً غُرلًا ، ثم قرأ : { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلينَ } . وأولُ من يُكسى يومَ القيامةِ إبراهيمُ ، وإنَّ أناسًا من أصحابي يؤخذُ بهم ذاتَ الشمالِ ، فأقول : أصحابي أصحابي ، فيقولُ : إنهم لم يزالوا مُرتدِّين على أعقابِهم منذُ فارقتَهم ، فأقول كما قال العبدُ الصالحُ : { وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ - إلى قوله - الْحَكِيمُ } ) . الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3349
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
    شكر لردودكم الواضحه الطيبه وفقكم الله
    ملاحظة بسيطه بالنسبه لتوقيعكم والروابط المرفقه فيه حاولنا تشغيلها مرار وتكرار فوجدنا الصور المرفقه والصفحات التي تلي فتح الرابط ليس لها علاقة بأسم الرابط ..يبدو أن هناك تشويش على الحقيقه والروابط هل بأمكانكم تجديدها ونشر الروابط من جديد
    نتابع معكم للوصو ل للموضوعات

    مع الشكر

    اترك تعليق:


  • النجارى
    رد
    ولكننا كل منا يحكم على الأخر بالخطأ فى عقيدته وأنتم تكفروننا

    اترك تعليق:


  • المعتمد في التاريخ
    رد
    علم الجرح والتعديل هو علم ظني الدلالة ويعتمد على صاحب الجرح التعديل نفسه......
    فكثيرا ما تجد عالما من علماء الجرح التعديل (سنة وشيعة) في مذهب ما يختلفون في الشخص والحد. فمنهم من يعده ثقه ومنهم من يعده لا بأس به ومنهم من يعده كذاب ومنهم من يعده وضاع.
    والحال هو أن الشخص واحد فعلام تعدد الأراء حوله....
    لان هذا العلم بالأصل ظني ليس له ثوابت.....
    يعني حتى في الإسلام وفي قانون القصاص عليك أن تثبت الجرم على الشخص وبالشبهة تدرأ الحدود.....
    لكن أصحاب الجرح والتعديل الذين في غالبيتهم كتاب لا يفقهون في الفقه شيئا هم من حدد مسار الأمة الإسلامية............
    .
    .
    فعليك أن تؤصل لعلم الجرح والتعديل وتبين لنا كيف نشأ ومتى نشأ ولماذا نشأ ثم بعد ذلك تبني رأيك أنت..

    اترك تعليق:


  • مهدي مهدي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة النجارى
    أجيبونى طالما أنتم متأكدون
    اريد وهابي واحد يعرف الله هل هناك وهابي عبد الله

    اترك تعليق:


  • النجارى
    رد
    أجيبونى طالما أنتم متأكدون

    اترك تعليق:


  • مهدي مهدي
    رد
    اريد وهابي واحد يعرف الله هل هناك وهابي عبد الله

    اترك تعليق:


  • النجارى
    رد
    سأجيبك عن سبب الاختلافات الفقهية وليست العقدية بين الأئمة الأربعة التى عند الشيعة مثلها بعد ان تجيبنى

    اترك تعليق:


  • أي سعودي يسقط
    رد
    اين الرد اين الرد اين الرد

    سئلتك ما تمبي سني او شافعي او مالكي يبغى رضى الله

    اترك تعليق:


  • النجارى
    رد
    طالما انتم على حق لا يضركم ولو كنتم فى شك ترجعوا للحق

    اترك تعليق:


  • زائر (غير مسجل)
    رد الزائر
    المشاركة الأصلية بواسطة النجارى
    ممكن اطلب منكم طلب جميعاً
    تقولون نلتزم لعنة الله علينا إن كنا على خطأ
    يا اخ شوف لك مكان في طب المجانين ﻻئنك مو طبيعي

    اترك تعليق:

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة مروان1400, 06-07-2025, 11:49 PM
استجابة 1
45 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة مروان1400, 06-07-2025, 07:32 AM
ردود 0
24 مشاهدات
1 معجب
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة مروان1400, 29-06-2025, 05:21 AM
ردود 0
203 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة مروان1400
بواسطة مروان1400
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 22-07-2024, 03:48 AM
ردود 0
97 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-07-2024, 01:14 AM
ردود 0
92 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
يعمل...
X