* بالفيديو؛ لهذا السبب رفضت سلطنة عمان الانضمام اليه..
سلطنة عمان ترفض الانضمام الى "التحالف الاسلامي"

وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي
فيديو:
http://wpc.be1e.edgecastcdn.net/00BE...49_25f_4x3.mp4
رفضت سلطنة عمان أمس الثلاثاء الإنضمام إلى ما سمي بـ"التحالف الإسلامي" الذي أُعلن في الرياض لمواجهة الإرهاب.
وبرر وزير خارجية عمان يوسف بن علوي عدم مشاركة بلاده في التحالف المعلن بأن "قوات السلطان المسلحة في الدستور العماني محظورة المشاركة بتجمعات أمنية خارج مجلس التعاون".
وقال بن علوي أن قرار حظر القوات موجود في الدستور العماني، وبالتالي لايمكن لنا أن نتدخل في مثل هذه التجمعات الأمنية.
وغابت عن التحالف الذي أعلن في الرياض 23 دولة فاعلة في منظمة المؤتمر الإسلامي أبرزها إيران وسوريا والعراق والجزائر وسلطنة عمان وافغانستان.
يشار الى أن سلطنة عمان لم تشارك في أي من حروب الرياض والولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة خاصة في اليمن وسوريا والعراق.
وكانت صحيفة "القدس العربي" نشرت في الـ10 من ديسمبر، أن السعودية لوحت بقطع المساعدات الخليجية عن سلطنة عمان، جراء سياستها الإستقلالية نحو المنطقة والعالم.
***
* صحيفة "الوطن" المصرية:
مصادر: مصر لن تشارك بأي قوات عسكرية في تحالف الرياض
وقد افادت صحيفة "الوطن" نقلا عن مصادر خاصة، إنّ مصر لن تشارك بأي قوات عسكرية في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي أعلن عنه مساء أمس الاثنين في السعودية، وأكدت أنّ مصر وافقت على تنسيق المواقف، ولا يخرج الأمر عن كونه "شكليا جدًا"، ولا يعني بأي طريقة المشاركة بقوات عسكرية على الإطلاق.

وأضافت أنّ مصر هي أول دولة واجهت الإرهاب عمليًا، وهي أول دولة أعلنت تصديها له مهما كانت العقبات والتبعات، وهو ما يدركه العالم أجمع الآن، الأمر الذي يفرض على أي تحالف يتم تشكيله لمواجهة الإرهاب، الاستعانة بمصر لأنها الدولة التى تحملت عبء مواجهته علنًا ودون مواربة.
وفي سياق متصل، طالبت نائب رئيس المحكمة الدستورية الأسبق المستشارة تهاني الجبالي الحكومة بعدم المشاركة في "تحالف الرياض" المزعوم لمواجهة الإرهاب، وقالت إن "الدول التي تدعم الإرهاب هي من سيحاربه؟، أين المصداقية في مثل هذه التكوينات؟".
وأضافت الجبالي، أن ممولي "داعش" وداعميهم معروفون، مؤكدة أن التحالف المزمع تشكيله يفتح المجال أمام انقسام طائفي بين المسلمين، بما يخدم مصالح الصهاينة ويفتح المجال لساحة حرب بالمنطقة.
وتابعت: "فكرة ربط الإرهاب بالإسلام لعبة استغلتها القوى المعادية ضد العالم العربي على مدار أربعة عقود مضت".
***
* اندونيسيا تكذب السعودية: لن نشارك مطلقا في أي تحالف عسكري

ذكرت تقارير إخبارية الأربعاء أن إندونيسيا لن تقدم دعما عسكريا للتحالف التي أعلنته السعودية يوم أمس والذي وردت فيه اسماء 34 دولة.
وحسب راي اليوم، قالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مرصودي: إن نظيرها السعودي عادل الجبير تحدث معها في عدة مناسبات حول تلك المبادرة "لكن الرياض لم توضح بعد كيف ستمضي في هذا العمل"، وفقا لصحيفة كومباس.
ونقلت كومباس عن ريتنو القول: "إنهم يقولون إننا ندعم هذا.. أي دعم؟!".
وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية قد ذكرت مساء الاثنين أن إندونيسيا وافقت على التحالف لكنها ليست عضوا به.
وقالت ريتنو: ان "إندونيسيا لن تشارك مطلقا في أي تحالف عسكري مع دول أخرى".
وهذه ثاني ضربة يتلقاها التحالف السعودي في أقل من 24 ساعة بعدما اعلنت وزارة الخارجية اللبنانية أمس أنها لا علم لها بالتحالف لم يبلغ لبنان بوضع اسمه في قائمة الدول المشاركة فيه!
***
* بعد إندونيسيا ولبنان.. باكستان ’مندهشة’ من ضمّها إلى التحالف السعودي دون علمها
تلقت السعودية صفعة جديدة، فبعد ساعات من تأكيد إندونيسيا أنها لن تشارك "مطلقاً" في التحالف الذي شكلته السعودية لمكافحة "الإرهاب"، أعربت وزارة الخارجية الباكستانية عن دهشتها من ورود اسم باكستان ضمن التحالف الذي يضم بحسب مؤسسيه 35 دولة.

العلم الباكستاني
وقال وزير الخارجية الباكستاني عزيز تشادوري، إنه مندهش من الأخبار الواردة حول ضم بلاده إلى قائمة الدول المشاركة في التحالف الذي أعلنته السعودية، دون علم إسلام آباد.
وأشار تشادوري إلى أنه كلف السفير الباكستاني في الرياض الحصول على توضيح من السعودية حول هذا الشأن، علما أن سياسة الحكومة الباكستانية تعارض نشر قوات البلاد خارج حدودها، باستثناء تلك القوات المنضوية تحت علم بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
من الجدير بالذكر أن باكستان ليست الدولة الوحيدة التي اندهشت بسبب ورود اسمها في قائمة التحالف السعودي الجديد، حيث نفت وزارة الخارجية اللبنانية أيضا علمها بتشكيل التحالف الذي ضم لبنان كذلك.
وكانت إندونيسيا قد أكدت أنها لن تشارك مطلقا في التحالف الذي شكلته السعودية لمكافحة "الإرهاب"، إذ قالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مرصودي إن بلادها لن تقدم دعما عسكريا للسعودية، لافتة إلى أن نظيرها السعودي عادل الجبير تحدث معها في عدة مناسبات حول تلك المبادرة "لكن الرياض لم توضح بعد كيف ستمضي في هذا العمل" وفقا لصحيفة "كومباس".
ونقلت "كومباس" عن ريتنو قولها: "إنهم يقولون إننا ندعم هذا، إندونيسيا لن تشارك مطلقا في أي تحالف عسكري مع دول أخرى".
هذا وأفادت تقارير إعلامية عديدة أنه من أصل 35 دولة ورد اسمها كعضو في هذا التحالف الجديد تبين أن هناك 21 دولة ومنها لبنان جرى التفاهم هاتفيا مع مسؤوليها حول الانضمام للتحالف ومن خارج الاطر الدستورية المرعية الاجراء لتلك الدول".
***
* تحالف السعودية الجديد.. فلسطين خارج الحسابات

إعلان الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي، عن تشكيل تحالف عسكري مناهض للإرهاب، وغرفة عمليات مشتركة للتنسيق مقرها الرياض، كان مفاجأة غير عادية.
وحسب روسيا اليوم، عنصر المفاجأة ناجم عن عدم عقد أي اجتماع للدول التي انضمت أو ضُمت إلى هذا التحالف، وعددها 34 دولة، وعدم أخذ رأي دول مثل لبنان الذي فوجئ بانضمامه دون علمه إلى هذا التحالف، حيث أكد وزير الخارجية جبران باسيل أنه "لم يتم التشاور معنا لا خارجيا ولا داخليا، خلافا للأصول والدستور"!
المفاجأة من جهة أخرى، تخص الدول التي ستحارب الإرهاب، من هي؟ هل بينها سوريا التي تحارب الإرهاب الآن؟ وهل بينها الجزائر، كما يتساءل عبدالباري عطوان، والتي فقدت أكثر من 200 ألف من مواطنيها في حرب لمدة عشر سنوات ضد جماعات إرهابية؟ بالطبع لا.. فالتحالف الجديد يضم دولا، برأي محمد حسنين هيكل، داعمة لـ"داعش".
وحسب تغريدات هيكل على صفحته الشخصية في "تويتر" "بعض الدول المشاركة في التحالف من أهم الداعمين لتنظيم داعش الإرهابي"، ويرى هيكل أن التحالف بلا تنسيق، وبلا رؤية، وبلا آليات محددة، وبأهداف مشتتة، وسبب تشكيله أنه الحل الوحيد للخروج من مأزق فشل "عاصفة الحزم".
لكن يمكن الاختلاف مع هيكل حول تشتت الأهداف والرؤية بملاحظة غياب العراق وإيران وحتى عمان عن هذا التحالف، ما يثير تساؤلا، كما لدى عطوان، حول جواز أن نقول إن الحلف الجديد هو "ناتو سني"، بل نستطيع التأكيد أنه حلف طائفي.
العدد المعلن، وهو 34 دولة، لا يعني أن كل هذه الدول مشاركة، فدول الخليج الفارسي عموما والسعودية خصوصا اعتادت شن الحروب الإعلامية التي تميل إلى تضخيم القوة، بينما هناك دول لا علم لها بانضمامها مثل لبنان ودول بلا التزامات عسكرية مثل ماليزيا، ودول سبق أن رفضت الحرب إلى جانب السعودية في اليمن مثل باكستان، فمن سيقاتل في هذا الحلف؟
الرياض اعتادت استقدام العمالة حتى إلى الحرب، وتستطيع بسهولة جر جنود من السودان أو بنغلادش وغيرها إلى أي حرب كانت، لكن ما الحاجة إليهم وما الهدف من هذا الحلف؟
وكان عضوا مجلس الشيوخ الأميركي، جون ماكين وليندسي غراهام، قد دعيا إلى تشكيل قوة من 100 ألف جندي أجنبي معظمهم من دول "المنطقة السنية"، إضافة إلى 10 آلاف جندي أميركي، وقال غراهام: "في اعتقادي أن القوة التي ستبقى ستكون دولية، وسيتمكن العرب السنة من السيطرة على جزء من سوريا يلقون فيه ترحيبا" بعد خروج تنظيم داعش منه".
حشد 100 ألف جندي "سني" واحتلال جزء من سوريا "سني"، يفضح طبيعة التحالف الجديد الطائفية، ويشي بمؤامرة كبرى لتقسيم المنطقة على أسس طائفية في إطار "سايكس – بيكو" جديدة لتوزيع جديد لمناطق النفوذ، وكان جون بولتون أكد منذ أيام حتمية إقامة "دولة سنية" في شرق سوريا وغرب العراق.
إنها ليست مغامرة سعودية أخرى، كما يقول عبدالباري عطوان، فلا السعودية ولا ماكين وبولتون يمثلون المسلمين السنة، بل هي مغامرة غربية يقوم السعوديون فيها بنفس الدور الذي قامت به إبان الحرب العالمية الأولى أسرة شريف مكة، ومثلما دخل الاستعمار الفرنسي والإنكليزي المنطقة تحت راية "الثورة العربية الكبرى" تعود دول الاستعمار ذاتها تحت شعارات متبدلة آخرها "محاربة الإرهاب".
ليس غريبا أن التحالف الجديد المناهض للإرهاب لا يتحدث مطلقا عن الإرهاب الإسرائيلي، رغم ضم دولة فلسطين إليه، فتحرير فلسطين ليس من أهدافه، وليس غريبا مشاركة جماعات تتهم بالإرهاب في اجتماع المعارضة السورية بالرياض، فمحاربة "الإرهاب السني" حجة أكثر منها هدفا لـ"التحالف الطائفي".
محاربة "داعش" ستتحول إلى مهزلة ينتقل الدواعش عبر فصولها إلى أراضي "الدولة السنية" الجديدة التي باركها المحافظون الجدد، لكن تنفيذ المخطط سيصطدم لا محالة بمقاومة سورية عراقية إيرانية روسية، وسيكون من الصعوبة بمكان إبراز الطابع الاستعماري للحرب المقبلة في ثوب طائفي نتن.
***
* التحالف الوهمي: رسالة الى الداخل بعد الهزيمة

فؤاد ابراهيم - الاخبار
قنبلة اعلامية تستهدف التغطية على هزيمة اليمن. فقاعة جديدة الغاية منها إبقاء السعودية «دولة محورية». إطار جديد بديل عن «تحالف الحزم» الذي يراد طي صفحته على وجه السرعة. قضية جديدة تشغل الداخل السعودي وترفع مكافحة الإرهاب شعاراً، في محاولة جديدة للتسويق لمحمد بن سلمان ملكاً مقبلاً بعد سحب هذا الملف الذي بنى عليه محمد بن نايف كل مجده لدى الولايات المتحدة.
وفق قوانين الحرب، كان المفترض ظهور وزير الدفاع وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مؤتمر صحافي وتلاوة بيان الإنتصار في عدوان دولته على اليمن، ولكن ما حصل كان مفاجئاً، فقد تأجّل إعلان وقف إطلاق النار في اليمن إثنتي عشرة ساعة للإفساح في المجال أمام طبخة جديدة جرى إعدادها وتقديمها والناس نيام. فقد بات من خصوصيات عهد الملك سلمان «تهريب» القرارات المصيرية في الساعات الأولى من الفجر..
وعلى غرار تحالف العدوان على اليمن، أُنشئ التحالف العسكري الإسلامي بسرعة قياسية، لا تتجاوز بحسب الأمير MBS، كما بات يعرّف في الاعلام الغربي، 72 ساعة، وضمّ 34 دولة، وأغلبها لم يتم إبلاغه إلا بعد الاعلان عن التحالف.
الإعلان عن التحالف يثير أسئلة حول التوقيت، والشكل، والوظيفة، والأهداف. في التوقيت، يأتي الإعلان عن التحالف عشية وقف إطلاق النار في اليمن، بما يجعل ربطه بالمسألة اليمنية حميمياً، إذ لم يكن سوى امتداد لمرحلة ما بعد العدوان، واحتواء لتداعياته على الداخل السعودي بدرجة أساسية.
في التوقيت أيضاً، يأتي التحالف الجديد بديلاً عن إعلان نتائج العدوان السعودي على اليمن. وعليه، يسعى التحالف إلى إجهاض الأسئلة الكامنة والمرشحة للإنفجار بعد فشل العدوان، وليصنع عنوان مشاغلة جديدا يلهي به الرأي العام الداخلي عن المساءلة والمحاسبة ولو في الفضاء الحر، وعلى وجه الخصوص على مواقع التواصل الاجتماعي.
في الشكل، التحالف ليس أكثر من «الإعلان» عنه، وتكفي فيه المدّة القياسية التي أنجز فيها. بكلمات أخرى، إن أول ما يفتقر إليه التحالف هو الجديّة، قبل أي كلام عن الرؤية الاستراتيجية، والأهداف البعيدة. ثُغر التحالف كثيرة وواسعة، في الشكل والمضمون معاً. إعلان لبنان عدم علمه بالتحالف العسكري الاسلامي يفتح نافذة كبرى على بقية أسماء الدول التي ربما سمعت عن انضمامها في التحالف عن طريق الفضائيات السعودية الرسمية، تماماً كما كان حال التحالف العشري الذي قادته السعودية في عدوانها على اليمن، إذ أبلغت بعض الدول قبل ست ساعات من انطلاق الحملة الجوية، بل إن سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي السابق، لم يكن نفسه على علم بقرار الحرب قبل وقوعها.
لا ريب أن هزيمة السعودية في اليمن لها تداعيات إقليمية كبيرة، فهي لا تزال تصرّ على موقعها كدولة محورية، وان التحالف الجديد يمثل محاولة جديدة لإعادة انتاج السعودية ـ المحور. وسوف تبدأ القيادة السعودية، ولا سيما محمد بن سلمان بحملة علاقات عامة داخل الإقليم للترويج لمشروعه الجديد.
لا بد من لفت الانتباه الى محاولة السعودية الالتفاف على إخفاقها في إقناع حلفائها الغربيين في احتضان المركز الدولي لمكافحة الارهاب رغم استعدادها لتمويله، وقد خصّصت ميزانية سخيّة له. فقد تقدّمت الرياض بمقترح المركز في مناسبتين كانت فيهما هدفاً لحملة دولية غاضبة تصنّفها بكونها الدولة الراعية للإرهاب في العالم. المناسبة الأولى بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، حين توّج ولي العهد حينذاك الأمير عبد الله، الملك لاحقاً، حملة العلاقات العامة لتحسين صورة دولته في العالم بتنظيم مؤتمر لمكافحة الارهاب في الرياض في 5 شباط 2005، الذي دعا فيه لإقامة مركز لمكافحة الارهاب يكون مقرّه في الرياض، ولكن بعد استطلاع ميداني قام به فريق تابع للأمم المتحدة لمدينة الرياض وضواحيها، توصّل الى أن الأخيرة ليست المكان المناسب لمثل هذا المركز. ونقل مصدر مقرب من ابن الملك سلمان ورئيس هيئة الآثار حالياً، الأمير سلطان بن سلمان، أن تقرير الفريق تضمن نتائج صادمة خلاصتها أن ثمة بيئة حاضنة للإرهاب تحول دون نجاحه، فتأجّل بته الى عام 2011، حين أطلق مجدداً، وجرى اختيار المركز في مقر مجموعة العمل في الدائرة السياسية في الأمم المتحدة، على أن يرأسه سفير البعثة السعودية في الامم المتحدة عبد الله يحيى المعلمي، وأعلن الملك عبد الله حينذاك عن تبرّع شخصي بقيمة 100 مليون دولار.
التحالف هو إعلان غير مباشر عن الهزيمة في اليمن
على أي حال، لم يكتب للمركز النجاح وبقي مجرد مقترح لم يُترجَم على الأرض، ولكن عادت السعودية وأطلقت المقترح مجدّداً بعد هجمات باريس في 13 تشرين الثاني الماضي. ويعود السبب الحقيقي لإطلاق الدعوة تجدّد الحملة الدولية الغاضبة على ضلوع الأيديولوجيا الوهابية في التحريض على الارهاب، وسميت السعودية بالإسم بكونها دولة راعية للإرهاب ولابد من معاقبتها ومقاطعتها. كانت الرياض بحاجة الى ما يبقيها في خانة «الضحية»، ولا بد من إعادة إحياء مقترح المركز.
وخلال قمة العشرين في أنطاليا التركية في منتصف تشرين الثاني الماضي، أعاد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز طرح مقترح إنشاء مركز دولي لمكافحة الارهاب وتحت مظلة الأمم المتحدة كيما يحصل على موافقة الدول الكبرى، وأعلن سلمان عن تبرّع المملكة بمبلغ 110 ملايين دولار دعماً لتمويل المشروع.
وكما يبدو، فإن المقترح السعودي ولد ميّتاً كما سابقه، لقناعة حلفاء السعودية بأنها غير مؤهّلة للإضطلاع بدور من هذا القبيل، ولمعرفتهم بضلوعها في الارهاب، على الأقل من الناحية الإيديولوجية والمالية. وهذا ما يجعل التحالف الجديد بعنوانه المتجدّد، أي «الحرب على الارهاب» بمثابة تعويض ولآل سعود فيه مآرب أخرى.
في الأهداف، تعد السعودية المستفيد الأول وربما الوحيد من هذا التحالف، لأنها بحاجة الى «حماية معنوية» إزاء الهجمة التي تتعرض لها عالمياً منذ أن وصفت أول مرة بكونها «بؤرة الشر» بحسب تصريحات مسرّبة من جلسة مغلقة للبنتاغون في 6 آب 2002، فيما تصاعدت المطالبات بعد هجمات باريس في 13 تشرين الثاني الى كبح جماح السعودية، وتجريم الوهابية بكونها أيديولوجيا محرّضة على العنف.
بيد أن ثمة بعداً داخلياً لن يتسنى لمراقبين من الخارج فحصه بدقّة، بالنظر الى الرهان الكبير الذي وضعه الملك سلمان على حرب اليمن لناحية تسويق إبنه MBS كملك مقبل.
التحالف الجديد، هو دون ريب رهان جديد لابن سلمان، بعد فشل العدوان على اليمن. للتذكير فحسب، فإن ملف مكافحة الارهاب كان على مدى سنوات طويلة من اختصاصات وزارة الداخلية، ولطالما قدّم محمد بن نايف إنجازاته في مواجهة «القاعدة» عربوناً للأميركيين لدعم موقعه في معادلة العرش في المملكة. وعليه، فإن نقل ملف مكافحة الارهاب الى محمد بن سلمان يعني مصادرة لدور بن نايف، الذي يبدو أنه سوف يبقى شخصية معطّلة الى حين، ولا سيما بعدما أنيطت مهمات جديدة للولد المدلل، محمد بن سلمان، وآخرها إدارة المدن الاقتصادية.
في النتائج، سوف يحضر ملف التحالف العسكري الاسلامي بكثافة في الاعلام السعودي في المرحلة المقبلة، فيما يتوارى تدريجاً ملف تحالف «عاصفة الحزم» الذي يراد طي صفحته على وجه السرعة، بالرغم من الأعباء الثقيلة التي تركها العدوان على صورة المملكة، وهيبتها، واقتصادها، وأمنها، ومستقبلها.
المشاغلة الجديدة التي سوف يخلقها التحالف للداخل، يعزّز حالة القلق لدى النظام السعودي من المستقبل، ويسعى إلى تأجيل لحظات تفجّر أزمات الداخل: الاقتصادية، والأمنية، والسياسية. ما هو أشد خطورة، أن النظام السعودي قرّر أن يبقي حالة الحرب مفتوحة على الزمان والمكان، بما يجعل الداخل رهين تقلّبات ومفاجآت دائمة.
يمكن أن نخلص من قراءة التحالف الجديدة من زوايا متعدّدة الى أن السعودية باعتمادها سياسة الهروب الى الإمام باتت على استعداد للذهاب بعيداً في رهاناتها، بما يضمن مشاغلة الداخل، والالتفاف على الخارج، وتعزيز فرص وصول محمد بن سلمان الى العرش، وتصفية حسابات مع خصوم النظام في الداخل والخارج عبر استغلال شعار «الحرب على الإرهاب»، طالما هناك في الغرب من لا يزال يقايض دماء أبناء شعبه بالمال الأسود.
في الأخير، فإن التحالف هو إعلان غير مباشر عن الهزيمة في اليمن، فلو كان انتصاراً لأبقى المعتدون على تحالفهم القديم، وأكملوا ما روّجوا له في بداية العدوان بأن «عاصفة الحزم» ستمتد الى دمشق وبغداد وصولاً الى طهران.. الاستغاثات السعودية طيلة الشهور الثلاثة الماضية لوقف الحرب كانت كافية لوضع حد لهلوسات المراهقين السياسيين.
سلطنة عمان ترفض الانضمام الى "التحالف الاسلامي"

وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي
فيديو:
http://wpc.be1e.edgecastcdn.net/00BE...49_25f_4x3.mp4
رفضت سلطنة عمان أمس الثلاثاء الإنضمام إلى ما سمي بـ"التحالف الإسلامي" الذي أُعلن في الرياض لمواجهة الإرهاب.
وبرر وزير خارجية عمان يوسف بن علوي عدم مشاركة بلاده في التحالف المعلن بأن "قوات السلطان المسلحة في الدستور العماني محظورة المشاركة بتجمعات أمنية خارج مجلس التعاون".
وقال بن علوي أن قرار حظر القوات موجود في الدستور العماني، وبالتالي لايمكن لنا أن نتدخل في مثل هذه التجمعات الأمنية.
وغابت عن التحالف الذي أعلن في الرياض 23 دولة فاعلة في منظمة المؤتمر الإسلامي أبرزها إيران وسوريا والعراق والجزائر وسلطنة عمان وافغانستان.
يشار الى أن سلطنة عمان لم تشارك في أي من حروب الرياض والولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة خاصة في اليمن وسوريا والعراق.
وكانت صحيفة "القدس العربي" نشرت في الـ10 من ديسمبر، أن السعودية لوحت بقطع المساعدات الخليجية عن سلطنة عمان، جراء سياستها الإستقلالية نحو المنطقة والعالم.
***
* صحيفة "الوطن" المصرية:
مصادر: مصر لن تشارك بأي قوات عسكرية في تحالف الرياض
وقد افادت صحيفة "الوطن" نقلا عن مصادر خاصة، إنّ مصر لن تشارك بأي قوات عسكرية في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي أعلن عنه مساء أمس الاثنين في السعودية، وأكدت أنّ مصر وافقت على تنسيق المواقف، ولا يخرج الأمر عن كونه "شكليا جدًا"، ولا يعني بأي طريقة المشاركة بقوات عسكرية على الإطلاق.

وأضافت أنّ مصر هي أول دولة واجهت الإرهاب عمليًا، وهي أول دولة أعلنت تصديها له مهما كانت العقبات والتبعات، وهو ما يدركه العالم أجمع الآن، الأمر الذي يفرض على أي تحالف يتم تشكيله لمواجهة الإرهاب، الاستعانة بمصر لأنها الدولة التى تحملت عبء مواجهته علنًا ودون مواربة.
وفي سياق متصل، طالبت نائب رئيس المحكمة الدستورية الأسبق المستشارة تهاني الجبالي الحكومة بعدم المشاركة في "تحالف الرياض" المزعوم لمواجهة الإرهاب، وقالت إن "الدول التي تدعم الإرهاب هي من سيحاربه؟، أين المصداقية في مثل هذه التكوينات؟".
وأضافت الجبالي، أن ممولي "داعش" وداعميهم معروفون، مؤكدة أن التحالف المزمع تشكيله يفتح المجال أمام انقسام طائفي بين المسلمين، بما يخدم مصالح الصهاينة ويفتح المجال لساحة حرب بالمنطقة.
وتابعت: "فكرة ربط الإرهاب بالإسلام لعبة استغلتها القوى المعادية ضد العالم العربي على مدار أربعة عقود مضت".
***
* اندونيسيا تكذب السعودية: لن نشارك مطلقا في أي تحالف عسكري

ذكرت تقارير إخبارية الأربعاء أن إندونيسيا لن تقدم دعما عسكريا للتحالف التي أعلنته السعودية يوم أمس والذي وردت فيه اسماء 34 دولة.
وحسب راي اليوم، قالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مرصودي: إن نظيرها السعودي عادل الجبير تحدث معها في عدة مناسبات حول تلك المبادرة "لكن الرياض لم توضح بعد كيف ستمضي في هذا العمل"، وفقا لصحيفة كومباس.
ونقلت كومباس عن ريتنو القول: "إنهم يقولون إننا ندعم هذا.. أي دعم؟!".
وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية قد ذكرت مساء الاثنين أن إندونيسيا وافقت على التحالف لكنها ليست عضوا به.
وقالت ريتنو: ان "إندونيسيا لن تشارك مطلقا في أي تحالف عسكري مع دول أخرى".
وهذه ثاني ضربة يتلقاها التحالف السعودي في أقل من 24 ساعة بعدما اعلنت وزارة الخارجية اللبنانية أمس أنها لا علم لها بالتحالف لم يبلغ لبنان بوضع اسمه في قائمة الدول المشاركة فيه!
***
* بعد إندونيسيا ولبنان.. باكستان ’مندهشة’ من ضمّها إلى التحالف السعودي دون علمها
تلقت السعودية صفعة جديدة، فبعد ساعات من تأكيد إندونيسيا أنها لن تشارك "مطلقاً" في التحالف الذي شكلته السعودية لمكافحة "الإرهاب"، أعربت وزارة الخارجية الباكستانية عن دهشتها من ورود اسم باكستان ضمن التحالف الذي يضم بحسب مؤسسيه 35 دولة.

العلم الباكستاني
وقال وزير الخارجية الباكستاني عزيز تشادوري، إنه مندهش من الأخبار الواردة حول ضم بلاده إلى قائمة الدول المشاركة في التحالف الذي أعلنته السعودية، دون علم إسلام آباد.
وأشار تشادوري إلى أنه كلف السفير الباكستاني في الرياض الحصول على توضيح من السعودية حول هذا الشأن، علما أن سياسة الحكومة الباكستانية تعارض نشر قوات البلاد خارج حدودها، باستثناء تلك القوات المنضوية تحت علم بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
من الجدير بالذكر أن باكستان ليست الدولة الوحيدة التي اندهشت بسبب ورود اسمها في قائمة التحالف السعودي الجديد، حيث نفت وزارة الخارجية اللبنانية أيضا علمها بتشكيل التحالف الذي ضم لبنان كذلك.
وكانت إندونيسيا قد أكدت أنها لن تشارك مطلقا في التحالف الذي شكلته السعودية لمكافحة "الإرهاب"، إذ قالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مرصودي إن بلادها لن تقدم دعما عسكريا للسعودية، لافتة إلى أن نظيرها السعودي عادل الجبير تحدث معها في عدة مناسبات حول تلك المبادرة "لكن الرياض لم توضح بعد كيف ستمضي في هذا العمل" وفقا لصحيفة "كومباس".
ونقلت "كومباس" عن ريتنو قولها: "إنهم يقولون إننا ندعم هذا، إندونيسيا لن تشارك مطلقا في أي تحالف عسكري مع دول أخرى".
هذا وأفادت تقارير إعلامية عديدة أنه من أصل 35 دولة ورد اسمها كعضو في هذا التحالف الجديد تبين أن هناك 21 دولة ومنها لبنان جرى التفاهم هاتفيا مع مسؤوليها حول الانضمام للتحالف ومن خارج الاطر الدستورية المرعية الاجراء لتلك الدول".
***
* تحالف السعودية الجديد.. فلسطين خارج الحسابات

إعلان الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي، عن تشكيل تحالف عسكري مناهض للإرهاب، وغرفة عمليات مشتركة للتنسيق مقرها الرياض، كان مفاجأة غير عادية.
وحسب روسيا اليوم، عنصر المفاجأة ناجم عن عدم عقد أي اجتماع للدول التي انضمت أو ضُمت إلى هذا التحالف، وعددها 34 دولة، وعدم أخذ رأي دول مثل لبنان الذي فوجئ بانضمامه دون علمه إلى هذا التحالف، حيث أكد وزير الخارجية جبران باسيل أنه "لم يتم التشاور معنا لا خارجيا ولا داخليا، خلافا للأصول والدستور"!
المفاجأة من جهة أخرى، تخص الدول التي ستحارب الإرهاب، من هي؟ هل بينها سوريا التي تحارب الإرهاب الآن؟ وهل بينها الجزائر، كما يتساءل عبدالباري عطوان، والتي فقدت أكثر من 200 ألف من مواطنيها في حرب لمدة عشر سنوات ضد جماعات إرهابية؟ بالطبع لا.. فالتحالف الجديد يضم دولا، برأي محمد حسنين هيكل، داعمة لـ"داعش".
وحسب تغريدات هيكل على صفحته الشخصية في "تويتر" "بعض الدول المشاركة في التحالف من أهم الداعمين لتنظيم داعش الإرهابي"، ويرى هيكل أن التحالف بلا تنسيق، وبلا رؤية، وبلا آليات محددة، وبأهداف مشتتة، وسبب تشكيله أنه الحل الوحيد للخروج من مأزق فشل "عاصفة الحزم".
لكن يمكن الاختلاف مع هيكل حول تشتت الأهداف والرؤية بملاحظة غياب العراق وإيران وحتى عمان عن هذا التحالف، ما يثير تساؤلا، كما لدى عطوان، حول جواز أن نقول إن الحلف الجديد هو "ناتو سني"، بل نستطيع التأكيد أنه حلف طائفي.
العدد المعلن، وهو 34 دولة، لا يعني أن كل هذه الدول مشاركة، فدول الخليج الفارسي عموما والسعودية خصوصا اعتادت شن الحروب الإعلامية التي تميل إلى تضخيم القوة، بينما هناك دول لا علم لها بانضمامها مثل لبنان ودول بلا التزامات عسكرية مثل ماليزيا، ودول سبق أن رفضت الحرب إلى جانب السعودية في اليمن مثل باكستان، فمن سيقاتل في هذا الحلف؟
الرياض اعتادت استقدام العمالة حتى إلى الحرب، وتستطيع بسهولة جر جنود من السودان أو بنغلادش وغيرها إلى أي حرب كانت، لكن ما الحاجة إليهم وما الهدف من هذا الحلف؟
وكان عضوا مجلس الشيوخ الأميركي، جون ماكين وليندسي غراهام، قد دعيا إلى تشكيل قوة من 100 ألف جندي أجنبي معظمهم من دول "المنطقة السنية"، إضافة إلى 10 آلاف جندي أميركي، وقال غراهام: "في اعتقادي أن القوة التي ستبقى ستكون دولية، وسيتمكن العرب السنة من السيطرة على جزء من سوريا يلقون فيه ترحيبا" بعد خروج تنظيم داعش منه".
حشد 100 ألف جندي "سني" واحتلال جزء من سوريا "سني"، يفضح طبيعة التحالف الجديد الطائفية، ويشي بمؤامرة كبرى لتقسيم المنطقة على أسس طائفية في إطار "سايكس – بيكو" جديدة لتوزيع جديد لمناطق النفوذ، وكان جون بولتون أكد منذ أيام حتمية إقامة "دولة سنية" في شرق سوريا وغرب العراق.
إنها ليست مغامرة سعودية أخرى، كما يقول عبدالباري عطوان، فلا السعودية ولا ماكين وبولتون يمثلون المسلمين السنة، بل هي مغامرة غربية يقوم السعوديون فيها بنفس الدور الذي قامت به إبان الحرب العالمية الأولى أسرة شريف مكة، ومثلما دخل الاستعمار الفرنسي والإنكليزي المنطقة تحت راية "الثورة العربية الكبرى" تعود دول الاستعمار ذاتها تحت شعارات متبدلة آخرها "محاربة الإرهاب".
ليس غريبا أن التحالف الجديد المناهض للإرهاب لا يتحدث مطلقا عن الإرهاب الإسرائيلي، رغم ضم دولة فلسطين إليه، فتحرير فلسطين ليس من أهدافه، وليس غريبا مشاركة جماعات تتهم بالإرهاب في اجتماع المعارضة السورية بالرياض، فمحاربة "الإرهاب السني" حجة أكثر منها هدفا لـ"التحالف الطائفي".
محاربة "داعش" ستتحول إلى مهزلة ينتقل الدواعش عبر فصولها إلى أراضي "الدولة السنية" الجديدة التي باركها المحافظون الجدد، لكن تنفيذ المخطط سيصطدم لا محالة بمقاومة سورية عراقية إيرانية روسية، وسيكون من الصعوبة بمكان إبراز الطابع الاستعماري للحرب المقبلة في ثوب طائفي نتن.
***
* التحالف الوهمي: رسالة الى الداخل بعد الهزيمة

فؤاد ابراهيم - الاخبار
قنبلة اعلامية تستهدف التغطية على هزيمة اليمن. فقاعة جديدة الغاية منها إبقاء السعودية «دولة محورية». إطار جديد بديل عن «تحالف الحزم» الذي يراد طي صفحته على وجه السرعة. قضية جديدة تشغل الداخل السعودي وترفع مكافحة الإرهاب شعاراً، في محاولة جديدة للتسويق لمحمد بن سلمان ملكاً مقبلاً بعد سحب هذا الملف الذي بنى عليه محمد بن نايف كل مجده لدى الولايات المتحدة.
وفق قوانين الحرب، كان المفترض ظهور وزير الدفاع وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مؤتمر صحافي وتلاوة بيان الإنتصار في عدوان دولته على اليمن، ولكن ما حصل كان مفاجئاً، فقد تأجّل إعلان وقف إطلاق النار في اليمن إثنتي عشرة ساعة للإفساح في المجال أمام طبخة جديدة جرى إعدادها وتقديمها والناس نيام. فقد بات من خصوصيات عهد الملك سلمان «تهريب» القرارات المصيرية في الساعات الأولى من الفجر..
وعلى غرار تحالف العدوان على اليمن، أُنشئ التحالف العسكري الإسلامي بسرعة قياسية، لا تتجاوز بحسب الأمير MBS، كما بات يعرّف في الاعلام الغربي، 72 ساعة، وضمّ 34 دولة، وأغلبها لم يتم إبلاغه إلا بعد الاعلان عن التحالف.
الإعلان عن التحالف يثير أسئلة حول التوقيت، والشكل، والوظيفة، والأهداف. في التوقيت، يأتي الإعلان عن التحالف عشية وقف إطلاق النار في اليمن، بما يجعل ربطه بالمسألة اليمنية حميمياً، إذ لم يكن سوى امتداد لمرحلة ما بعد العدوان، واحتواء لتداعياته على الداخل السعودي بدرجة أساسية.
في التوقيت أيضاً، يأتي التحالف الجديد بديلاً عن إعلان نتائج العدوان السعودي على اليمن. وعليه، يسعى التحالف إلى إجهاض الأسئلة الكامنة والمرشحة للإنفجار بعد فشل العدوان، وليصنع عنوان مشاغلة جديدا يلهي به الرأي العام الداخلي عن المساءلة والمحاسبة ولو في الفضاء الحر، وعلى وجه الخصوص على مواقع التواصل الاجتماعي.
في الشكل، التحالف ليس أكثر من «الإعلان» عنه، وتكفي فيه المدّة القياسية التي أنجز فيها. بكلمات أخرى، إن أول ما يفتقر إليه التحالف هو الجديّة، قبل أي كلام عن الرؤية الاستراتيجية، والأهداف البعيدة. ثُغر التحالف كثيرة وواسعة، في الشكل والمضمون معاً. إعلان لبنان عدم علمه بالتحالف العسكري الاسلامي يفتح نافذة كبرى على بقية أسماء الدول التي ربما سمعت عن انضمامها في التحالف عن طريق الفضائيات السعودية الرسمية، تماماً كما كان حال التحالف العشري الذي قادته السعودية في عدوانها على اليمن، إذ أبلغت بعض الدول قبل ست ساعات من انطلاق الحملة الجوية، بل إن سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي السابق، لم يكن نفسه على علم بقرار الحرب قبل وقوعها.
لا ريب أن هزيمة السعودية في اليمن لها تداعيات إقليمية كبيرة، فهي لا تزال تصرّ على موقعها كدولة محورية، وان التحالف الجديد يمثل محاولة جديدة لإعادة انتاج السعودية ـ المحور. وسوف تبدأ القيادة السعودية، ولا سيما محمد بن سلمان بحملة علاقات عامة داخل الإقليم للترويج لمشروعه الجديد.
لا بد من لفت الانتباه الى محاولة السعودية الالتفاف على إخفاقها في إقناع حلفائها الغربيين في احتضان المركز الدولي لمكافحة الارهاب رغم استعدادها لتمويله، وقد خصّصت ميزانية سخيّة له. فقد تقدّمت الرياض بمقترح المركز في مناسبتين كانت فيهما هدفاً لحملة دولية غاضبة تصنّفها بكونها الدولة الراعية للإرهاب في العالم. المناسبة الأولى بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، حين توّج ولي العهد حينذاك الأمير عبد الله، الملك لاحقاً، حملة العلاقات العامة لتحسين صورة دولته في العالم بتنظيم مؤتمر لمكافحة الارهاب في الرياض في 5 شباط 2005، الذي دعا فيه لإقامة مركز لمكافحة الارهاب يكون مقرّه في الرياض، ولكن بعد استطلاع ميداني قام به فريق تابع للأمم المتحدة لمدينة الرياض وضواحيها، توصّل الى أن الأخيرة ليست المكان المناسب لمثل هذا المركز. ونقل مصدر مقرب من ابن الملك سلمان ورئيس هيئة الآثار حالياً، الأمير سلطان بن سلمان، أن تقرير الفريق تضمن نتائج صادمة خلاصتها أن ثمة بيئة حاضنة للإرهاب تحول دون نجاحه، فتأجّل بته الى عام 2011، حين أطلق مجدداً، وجرى اختيار المركز في مقر مجموعة العمل في الدائرة السياسية في الأمم المتحدة، على أن يرأسه سفير البعثة السعودية في الامم المتحدة عبد الله يحيى المعلمي، وأعلن الملك عبد الله حينذاك عن تبرّع شخصي بقيمة 100 مليون دولار.
التحالف هو إعلان غير مباشر عن الهزيمة في اليمن
على أي حال، لم يكتب للمركز النجاح وبقي مجرد مقترح لم يُترجَم على الأرض، ولكن عادت السعودية وأطلقت المقترح مجدّداً بعد هجمات باريس في 13 تشرين الثاني الماضي. ويعود السبب الحقيقي لإطلاق الدعوة تجدّد الحملة الدولية الغاضبة على ضلوع الأيديولوجيا الوهابية في التحريض على الارهاب، وسميت السعودية بالإسم بكونها دولة راعية للإرهاب ولابد من معاقبتها ومقاطعتها. كانت الرياض بحاجة الى ما يبقيها في خانة «الضحية»، ولا بد من إعادة إحياء مقترح المركز.
وخلال قمة العشرين في أنطاليا التركية في منتصف تشرين الثاني الماضي، أعاد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز طرح مقترح إنشاء مركز دولي لمكافحة الارهاب وتحت مظلة الأمم المتحدة كيما يحصل على موافقة الدول الكبرى، وأعلن سلمان عن تبرّع المملكة بمبلغ 110 ملايين دولار دعماً لتمويل المشروع.
وكما يبدو، فإن المقترح السعودي ولد ميّتاً كما سابقه، لقناعة حلفاء السعودية بأنها غير مؤهّلة للإضطلاع بدور من هذا القبيل، ولمعرفتهم بضلوعها في الارهاب، على الأقل من الناحية الإيديولوجية والمالية. وهذا ما يجعل التحالف الجديد بعنوانه المتجدّد، أي «الحرب على الارهاب» بمثابة تعويض ولآل سعود فيه مآرب أخرى.
في الأهداف، تعد السعودية المستفيد الأول وربما الوحيد من هذا التحالف، لأنها بحاجة الى «حماية معنوية» إزاء الهجمة التي تتعرض لها عالمياً منذ أن وصفت أول مرة بكونها «بؤرة الشر» بحسب تصريحات مسرّبة من جلسة مغلقة للبنتاغون في 6 آب 2002، فيما تصاعدت المطالبات بعد هجمات باريس في 13 تشرين الثاني الى كبح جماح السعودية، وتجريم الوهابية بكونها أيديولوجيا محرّضة على العنف.
بيد أن ثمة بعداً داخلياً لن يتسنى لمراقبين من الخارج فحصه بدقّة، بالنظر الى الرهان الكبير الذي وضعه الملك سلمان على حرب اليمن لناحية تسويق إبنه MBS كملك مقبل.
التحالف الجديد، هو دون ريب رهان جديد لابن سلمان، بعد فشل العدوان على اليمن. للتذكير فحسب، فإن ملف مكافحة الارهاب كان على مدى سنوات طويلة من اختصاصات وزارة الداخلية، ولطالما قدّم محمد بن نايف إنجازاته في مواجهة «القاعدة» عربوناً للأميركيين لدعم موقعه في معادلة العرش في المملكة. وعليه، فإن نقل ملف مكافحة الارهاب الى محمد بن سلمان يعني مصادرة لدور بن نايف، الذي يبدو أنه سوف يبقى شخصية معطّلة الى حين، ولا سيما بعدما أنيطت مهمات جديدة للولد المدلل، محمد بن سلمان، وآخرها إدارة المدن الاقتصادية.
في النتائج، سوف يحضر ملف التحالف العسكري الاسلامي بكثافة في الاعلام السعودي في المرحلة المقبلة، فيما يتوارى تدريجاً ملف تحالف «عاصفة الحزم» الذي يراد طي صفحته على وجه السرعة، بالرغم من الأعباء الثقيلة التي تركها العدوان على صورة المملكة، وهيبتها، واقتصادها، وأمنها، ومستقبلها.
المشاغلة الجديدة التي سوف يخلقها التحالف للداخل، يعزّز حالة القلق لدى النظام السعودي من المستقبل، ويسعى إلى تأجيل لحظات تفجّر أزمات الداخل: الاقتصادية، والأمنية، والسياسية. ما هو أشد خطورة، أن النظام السعودي قرّر أن يبقي حالة الحرب مفتوحة على الزمان والمكان، بما يجعل الداخل رهين تقلّبات ومفاجآت دائمة.
يمكن أن نخلص من قراءة التحالف الجديدة من زوايا متعدّدة الى أن السعودية باعتمادها سياسة الهروب الى الإمام باتت على استعداد للذهاب بعيداً في رهاناتها، بما يضمن مشاغلة الداخل، والالتفاف على الخارج، وتعزيز فرص وصول محمد بن سلمان الى العرش، وتصفية حسابات مع خصوم النظام في الداخل والخارج عبر استغلال شعار «الحرب على الإرهاب»، طالما هناك في الغرب من لا يزال يقايض دماء أبناء شعبه بالمال الأسود.
في الأخير، فإن التحالف هو إعلان غير مباشر عن الهزيمة في اليمن، فلو كان انتصاراً لأبقى المعتدون على تحالفهم القديم، وأكملوا ما روّجوا له في بداية العدوان بأن «عاصفة الحزم» ستمتد الى دمشق وبغداد وصولاً الى طهران.. الاستغاثات السعودية طيلة الشهور الثلاثة الماضية لوقف الحرب كانت كافية لوضع حد لهلوسات المراهقين السياسيين.
تعليق