إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مدمج (مواضيع شيخ حسين الاكرف )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابن قتيبة عن المدائني: عمرو بن العاص كشف عورته حين نازل علي بن أبي طالب ! (وثيقة)

    (وثيقة) ابن قتيبة ينقل عن المدائني: عمرو بن العاص كشف عورته حين نازل علي بن أبي طالب !

    قتيبة في " عيون الأخبار " 1 ص 169:
    رأى عمرو بن العاص معاوية يوما يضحك فقال له: مم تضحك يا أمير المؤمنين ؟ أضحك الله سنك. قال: أضحك من حضور ذهنك عند إبدائك سوأتك يوم ابن أبي طالب، أما والله لقد وافقته منانا كريما ولو شاء أن يقتلك لقتلك. قال عمرو: يا أمير المؤمنين ؟ أما والله إني لعن يمينك حين دعاك إلى البراز فأحولت عيناك، وربا سحرك وبدا منك ما أكره ذكره ذلك، فمن نفسك فاضحك أو دع.









    وللفائدة نذكر ترجمة المدائني :
    المدائني المدائني العلامة الحافظ الصادق أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف المدائني الأخباري . نزل بغداد ، وصف التصانيف ، وكان عجبا في معرفة السير والمغازي والأنساب وأيام العرب ، مصدقا فيما ينقله ، عالي الإسناد .



    السؤال :
    ابن قتيبة والمدائني من علماء السنة وثقاتهم فهل هم من الطاعنين في الصحابة أم من المؤتمنين على تاريخ الإسلام لأنهم نقلوا ما سمعوا ؟

    تعليق


    • اللهم صل على محمد وآل محمد

      تعليق


      • ~:: غيرة الإمام الحسين (ع) ::~

        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

        ~:: غيرة الإمام الحسين (ع) ::~
        الغيرة أو الحمية: هي السعي في محافظة ما يلزم محافظته ، وهي من نتائج الشجاعة وكِبَر النَّفسِ وقوّتها (1) .
        قال أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) : (( على قدر الحميّة تكون الشجاعة )) (2) .
        وقال (سلام الله عليه) أيضاً : (( ثمرة الشجاعة الغيرة )) (3) .
        والغيرة هي من شرائف الملكات ، وبها تتحقَّق الرجولية ، والفاقد لها غير معدود من الرجال (4) . وهي تُعبِّر ـ فيما تُعبِّر عنه ـ عن الاعتزاز بالشرف والكرامة ، وعن اليقظة والمروءة والنخوة ، وهذه من مثيرات الشجاعة ، ومن دواعي رفض العدوان .
        ومقتضى الغيرة والحمية في الدين أن يجتهد المرء في حفظه عن بِدَع المبتدعين ، وانتحال المبطلين ، وإهانة مَن يستخف به من المخالفين ، وردِّ شُبَه الجاحدين ، ويسعى في ترويجه ، ولا يتسامح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
        ومقتضى الغيرة على الحريم ألاَّ يتغافل عن حفظهنَّ عن أجانب الرجال ، وعن الاُمور التي تُخشى غوائلها ، ويمنعهنَّ عن جميع ما يمكن أن يُؤدِّي إلى فساد وريبة .
        وأما مقتضى الغيرة على الأولاد فأن تراقبهم من أول أمرهم ، فإذا بدأت فيهم خمائل التمييز فينبغي أن يُؤدَّبوا بآداب الأخيار ، ويُعلَّموا محاسن الأخلاق والأفعال ، والعقائد الحقَّة (5) .
        ولأهمية الغيرة في حفظ المقدَّسات ، وسلامة الاُمّة وشرف كرامتها ، جاءت الآيات الكريمة والأحاديث المنيفة تُؤكَّد عليها ، وتبيِّن فضائلها ، وتدعو إليها ؛ إذ هي خُلق من أخلاق الله تبارك وتعالى ، ومن أخلاق الأنبياء والمرسلين ، والأئمة الهداة المهديين (صلوات الله عليهم أجمعين) .
        قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) : (( ألا وإنَّ الله حرَّم الحرام ، وحدَّ الحدود ، وما أحدٌ أغير من الله . ومن غيرته حرَّم الفواحش )) (6) .
        وعنه (صلَّى الله عليه وآله) أيضاً قال : (( إنِّي لغيور ، واللهُ (عزَّ وجلَّ) أغير مني . وإنَّ الله تعالى يُحبُّ من عباده الغيور )) (7) .
        والغيرة مُفْصِحة عن الإيمان ؛ لقول المصطفى (صلَّى الله عليه وآله) : (( إنَّ الغيرة من الإيمان )) (8) .
        وهي من نتائج القوة الغضبية في الإنسان ، قد تنتج مساوئ أخلاقية ؛ كالتهوُّر ؛ وسوء الظن ؛ والغضب المذموم ، وقد تنتج محاسن أخلاقية ؛ كالغضب لله تعالى ، والشجاعة ؛ والعزَّة والإباء .
        وقد عُرف الإمام الحسين (عليه السّلام) بخُلق الغيرة على الدين والحريم والأولاد , وهو الذي تربَّى في ظل أغير الناس ؛ جده المصطفى ، وأبيه المرتضى ، وأُمّه فاطمة الزهراء (صلوات الله عليهم) . وعاش في بيت العصمة والطهارة والنجابة ، والشرف المؤبَّد والكرامة ، ونشأ في أهل بيت لم تنجِّسهم الجاهليّة بأنجاسها ، ولم تُلبسهم من مُدلهمَّات ثيابها ؛ فالنبي (صلَّى الله عليه وآله) كان ـ كما يقول الإمام علي (عليه السّلام) : ـ (( لا يُصافح النساء . فكان إذا أراد أن يبايع النساء اُتي بإناء فيه ماء فغمس يده ، ثمَّ يخرجها ، ثمَّ يقول : أغمسنَ أيديكنَّ فيه , فقد بايعتكنَّ )) (9) .
        أمَّا ابنته فاطمة (صلوات الله عليها) فقد سألها أبوها (صلَّى الله عليه وآله) يوماً : (( أي شيءٍ خيرٌ للمرأة ؟ )) . فقالت : (( أن لا ترى رجلاً ، ولا يراها رجل )) . فضمَّها إليه وقال : (( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ))(آل عمران / 34) (10) .
        وأمّا أمير المؤمنين (سلام الله عليه) فيكفي ما ذكره يحيى المازني ، حيث قال : كنتُ جوار أمير المؤمنين (عليه السّلام) مدة مديدة ، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته ، فوالله ما رأيت لها شخصاً ، ولا سمعتُ لها صوتاً . وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدها رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) تخرج ليلاً ، والحسنُ عن يمينها ، والحسينُ عن شمالها ، وأمير المؤمنين أمامها . فإذا قَرُبت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين (عليه السّلام) فأخمد ضوء القناديل ، فسأله الحسن مرةً عن ذلك ، فقال : (( أخشى أن ينظر أحد إلى شخص اُختك زينب )) (11) .
        هذه الخَفِرة عقيلة بني هاشم (سلام الله عليها) ، كان لا بدّ ـ من أجل إنقاذ الدين ، وفضح الجاهليِّين ـ أن تخرج إلى كربلاء ؛ لتُثبت أنَّ بني اُميّة لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة ، ولا يحفظون حرمةً لرسول الله (صلَّى الله عليه وآله) ؛ حيث أُسرت بناته في كربلاء ، وساقهنَّ أعداء الله في مسيرة وعرة إلى الكوفة ، ثمَّ إلى الشام ، في حال من الجوع والإعياء ، واُسكنَّ الخرائب مقيَّدات بالحبال .
        ويأبى ذلك لهنَّ كل غيور له غيرة على الدين ؛ حيث لا ينقذ الدين إلاَّ في موقف يُقتل فيه حزب الله النجباء ، بيد حزب الشيطان الطلقاء ، وتُؤسر فيه بنات الرسالة ، ويُقضي الأطفال بين الجوع والعطش والهلع ، وحوافر الخيل ؛ والضياع في الصحارى . إنّ كل ذلك من أجل الدين الذي دونه الأنفس وكل عزيز .
        ولقد كان الإمام الحسين (صلوات الله عليه) أغير الناس على دين الله ؛ فأقدم على ما أحجم عنه غيره ، وقدَّمَ ما بَخِلَ به غيره . وقد شهدت له مواقف كربلاء أنه الغيور الذي لم تشغله الفجائع ، ولا أهوال الطفِّ عن حماسة حرم رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) .
        في يوم العاشر ، وبعد أن قُتِل جميع أنصار الحسين (عليه السّلام) ، وأصحابه وأهل بيته (عليهم السّلام) ، وقُبيل الاشتباك بالآلاف ؛ صاح عمر بن سعد بالجمع : هذا ابن الأنزع البطين ، هذا ابن قتَّال العرب ، احملوا عليه من كل جانب .
        فأتته (عليه السّلام) أربعة آلاف نَبْلَة (12) ، وحال الرجال بينه وبين رَحْله ، فصاح بهم : (( يا شيعة آل أبي سفيان ، إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم , وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون )) .
        فناداه شمر : ما تقول يابن فاطمة ؟
        قال : (( أنا الذي أُقاتلُكم ، والنساء ليس عليهنَّ جُناح ، فامنعوا عُتاتكم عن التعرُّض لحرمي ما دمت حيَّاً )) .
        فقال الشمر : لك ذلك .
        وقصده القوم ، واشتد القتال ، وقد اشتدَّ به العطش (13) .
        قيل : وقصده القوم من كل جانب ، وافترقوا عليه أربع فِرق ، من جهاته الأربع :
        فِرقَة بالسيوف : وهم القريبون منه .
        وفِرقَة بالرماح : وهم المحيطون به .
        وفِرقَة بالسهام والنبال : وهم الذين في أعالي التلال ورؤوس الهضاب .
        وفِرقَة بالحجارة : وهم رَجْلة العسكر .
        ازدحم عليه العسكر ، واستعر القتال ، وهو يقاتلهم ببأس شديد وشجاعة لا مثيل لها (14) .
        وحمل (عليه السّلام) من نحو الفرات على عمرو بن الحجاج ـ وكان في أربعة آلاف ـ فكشفهم عن الماء ، وأقحم الفَرَس الماء ، فلمَّا مدَّ الحسين (عليه السّلام) يده ليشرب ، ناداه رجل : أتلتذُّ بالماء وقد هُتِكَت حرمك ؟! فرمى الماء ولم يشرب ، وقصد الخيمة (15) .
        وفي رواية الشيخ الدربندي (رحمه الله) : فنفض الماء من يده ، وحمل (عليه السّلام) على القوم فكشفهم ، فإذا الخيمة سالمة .
        إنّ الإمام (عليه السّلام) كان سيد سادات أهل النفوس الأبيَّة ، والهمم العالية ، فلمَّا سمع أنّ المنافقين يذكرون اسم الحرم والعترة الطاهرة كفَّ نفسه عن شرب الماء بمحض ذكرهم هذا ؛ فقد سَنَّ (روحي له الفداء) لأصحاب الشِّيَم الحميدة والغيرة سنّةً بيضاء ، وطريقةً واضحة في مراعاة الناموس والغيرة (16) .
        وهذه خصيصة شريفة اُخرى من الخصائص الحسينيّة ؛ حيث وقف عليها الشيخ التُسْتري (أعلا الله مقامه) ، فقال : ومنها الغيرة بالنسبة إلى النفس ، وبالنسبة إلى الأهل والعيال .
        أمّا بالنسبة إلى النفس فأقواله في ذلك ـ شعره ونثره ونظمه حين حملاته ـ معروفة ، وأفعاله الدالة على ذلك كثيرة . لكن قد أقرح القلب واحد منها ، وهو أنه (عليه السّلام) لمَّا ضَعُف عن الركوب ؛ لضربة صالح بن وهب ، نزل ـ أو سقط ـ عن فرسه على خدِّه الأيمن ، فلم تدعه الغيرة للشماتة ، والغيرة على العيال لأن يبقى ساقطاً ، فقام (صلوات الله عليه) ، وبعد ذلك أصابته صدمات أضعفته عن الجلوس ، فجعل يقوم مرة ويسقط اُخرى ؛ كل ذلك لئلاَّ يروه مطروحاً فيشمتون .
        وأمّا بالنسبة إلى العيال فقد بذل جهده في ذلك في حفر الخندق واضطرام النار فيه ، وقوله : (( اقصدوني دونهم )) . ووصلت إلى أنَّه صبَّ الماء الذي في كفه ، وقد أدناه إلى فمه وهو عطشان ؛ لمَّا سمع القول بأنَّه : قد هُتِكَت خيمة حرمك (17) .
        وحينما عاد الإمام الحسين (عليه السّلام) إلى المُخيمَّ ، ورَامَ توديع العيال الوداع الثاني ؛ ليُسْكِن روعتهم ، ويُخفِّف لوعتهم ، ويُصبِّرهم على فِراقه ؛ قال عمر بن سعد لأصحابه : ويحكم ! اهجموا عليه ما دام مشغولاً بنفسه وحَرَمِه ؛ والله إن فرغ لكم لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم .
        فحملوا عليه يرمونه بالسهام حتّى تخالفت السهام بين أطناب المُخيمَّ ، وشكَّ سهم بعض أزر النساء ، فدُهشن وأُرْعِبن وصحن , ودخلن الخيمة ينظرن إلى الحسين كيف يصنع ، فحمل عليهم كالليث الغضبان ، فلا يلحق أحداً إلاَّ بعجه بسيفه فقتله ، والسهام تأخذه من كل ناحية ، وهو يتَّقيها بصدره ونحره (18) .
        ورجع إلى مركزه يُكثر من قول : (( لا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العظيم )) (19) .
        بـأبـي مـن رسـيم ضـيمٍ فأبى
        أن يُـسام الـضيمَ واخـتار الردى
        كـيف يـأوي الـضيمُ مـنه جـانباً
        هــو مــأوى كـلِّ عـزٍّ وإبـا
        فـغدا يـسطو عـلى جَـمْعِ العِدى
        مـثل صـقرٍ شـدَّ في سربِ القَطا
        شـبـلُ آســادٍ إذا مـا غـضبوا
        زلزلوا الأرضَ بحملات الوَغى (20)

        * * *
        يـلقى كـتائبَهمْ بـجأشٍ طـامنٍ
        والـصدرُ في ضيقِ المجالِ رحيبُ
        ويـرى إلى نحو الخيامِ ونحوهمْ
        مـن طـرفه التصعيد والتصويبُ
        لـلمشرفيّةِ والـسهامُ بـجسمه
        والـسمهريّةِ لـلجراحِ ضـروبُ
        حتّى هوى فوقَ الصعيدِ وحان من
        بدرِ التمامِ عن الأنامِ غروبُ (21)
        ثمَّ إنَّ الإمام الحسين (عليه السّلام) لمَّا سقط ولده علي الأكبر (عليه السّلام) أتاه مُسرعاً وانكبّ عليه ، بعد أن كشف عنه قَتَلَته ، فوضع خدّه على خدّه وقال : (( على الدنيا بعدك العَفا ! يَعِزُّ على جدّك وأبيك أن تدعوهم فلا يُجيبونك ، وتستغيث فلا يُغيثونك )) (22) .
        ولمَّا ضرب عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي رأس القاسم ابن الإمام الحسن (عليه السّلام) بالسيف وقع الغلام لوجهه ؛ فقال : يا عمّاه ! فأتاه الحسين (عليه السّلام) كالليث الغضبان ، فضرب عمراً بالسيف ، فاتّقاه بالساعد ، فأطنَّها (23) من المرفق ، وانجلت الغُبرة ؛ وإذا الحسين (عليه السّلام) قائم على رأس الغلام ، وهو يفحص برجليه ، والحسين (عليه السّلام) يقول : (( بُعداً لقوم قتلوك ، خصمهم يوم القيامة جدُّك )) . ثمَّ قال : (( عَزَّ ـ والله ـ على عمِّك أن تدعوه فلا يُجيبك ، أو يُجيبك ثمَّ لا ينفعك )) (24) .
        وروى بعضهم أنَّ الإمام الحسين (عليه السّلام) لمَّا أُصيب بالسِّهَام والحجارة ، وأعياه نزف الدم ، سقط على الأرض لا يقوى على القيام والنهوض ، فلبثوا هنيئة وعادوا إليه وأحاطوا به ، فنظر عبد الله بن الحسن السبط (عليه السّلام) ـ وله إحدى عشرة سنة ـ إلى عمِّه ، وقد أحدق به القوم ، فأقبل يشتد نحو عمِّه , وأرادت زينب حبسه ، فأفلت منها وجاء إلى عمِّه ، وأهوى بحر بن كعب بالسيف ليضرب الحسين (عليه السّلام) ، فصاح الغلام : يابن الخبيثة ! أتضرب عمِّي ؟
        فضربه ، واتّقاها الغلام بيده , فأطنَّها إلى الجلد ، فإذا هي معلَّقة ، فصاح الغلام : يا عمَّاه ! ووقع في حجر الحسين (عليه السّلام) ، فضمه إليه وقال : (( يابن أخي ، اصبر على ما نزل بك ، واحتسب في ذلك الخير ؛ فإنَّ الله تعالى يلحقك بآبائك الصالحين )) (25) . وأخذه الإعياء فلا تقوى جوارحه من شدة النزف على أن يجلس .
        روى بعضهم أنَّ أعداء الله أرادوا أن يتأكَّدوا من عجزه عن القيام لمواجهتهم ، فنادوا عليه بأنَّ رحله قد هُتك ، فقام وسقط ، وحاول النهوض ؛ غيرة على عياله , فسقط ، وجاهد ذلك ثالثة فسقط ؛ حينذاك اطمئنوا أنَّه لا يقوى على قيام .
        وقد قال الشيخ التُّسْتَري في (خصائصه) : وكان (عليه السّلام) حين وقوعه صريعاً مطروحاً ، يسعى لتخليص أهله ومَن يجيء إليه ، فهو المطروح الساعي (26) .
        ====
        (*) تجدر الإشارة إلى أنّ هذا المقال مُقتبَس من كتاب الأخلاق الحسينيّة , للمؤلِّف نفسه , مع مراجعة وضبط النص (موقع معهد الإمامين الحسنين) .
        (1) جامع السعادات 1 / 265 , باب الغيرة والحمية .
        (2) غُرَر الحِكَم .
        (3) غُرَر الحِكَم .
        (4) جامع السعادات 1 / 265 .
        (5) يراجع في تفصيل ذلك وبيانه المصدر السابق .
        (6) أمالي الصدوق : 257 .
        (7) كنز العمال ـ الخبر 7076 .
        (8) مَن لا يحضره الفقيه 3 / 381 .
        (9) تحف العقول / 457 .
        (10) المناقب ، عن (حلية الأولياء) لأبي نعيم ، ومسند أبي يعلى .
        (11) زينب الكبرى (عليها السّلام) / 22 .
        (12) المناقب 2 / 223 .
        (13) اللهوف / 67 .
        (14) إبصار العين ـ للشيخ السماوي .
        (15) مقتل العوالم ـ للشيخ عبد الله البحراني / 98 ، ونَفَس المهموم / 188 .
        (16) في كتابه (أسرار الشهادة) / 411 .
        (17) الخصائص الحسينيّة / 37 ـ 38 .
        (18) مثير الأحزان ـ للشيخ شريف آل صاحب الجواهر .
        (19) اللهوف / 67 .
        (20) من قصيدة للسيد محسن الأمين في كتابه (الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد) / 5 .
        (21) له أيضاً في المصدر نفسه / 26 .
        (22) تاريخ الطبري 6 / 265 ، ومقتل العوالم / 95 .
        (23) أي : قطعها .
        (24) تاريخ الطبري 6 / 257 ، والبداية والنهاية 8 / 186 .
        (25) تاريخ الطبري 6 / 259 ، واللهوف / 68 .
        (26) الخصائص الحسينيّة / 42 .
        ونسألكم الدعاء...~

        تعليق


        • من قتل الإمام الحسين (عليه السلام) ؟!!

          بسم الله الرحمن الرحيم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

          من قتل الإمام الحسين (عليه السلام) ؟!!

          لقد أراد بعضهم أن يحمل الشيعة مسؤولية قتل الإمام الحسين ، محتجاً بكلمات خاطب بها الإمام القوم المجتمعين على قتله في كربلاء، الذين كانوا أخلاطاً من الناس استنفرهم عبيد الله بن زياد والي يزيد بن معاوية على الكوفة والبصرة لمحاربة الحسين عليه السلام.

          ومن البديهي عند الباحثين أن تحميل الشيعة هذه المسؤولية لم يصدر من أي من المؤرخين السابقين الذين دوَّنوا الأحداث التاريخية الواقعة في تلك الفترة ، مع كثرة أعداء الشيعة وشدة معاداة الدولتين الأموية والعباسية للشيعة الذين ما فتئوا في القيام بالثورات في أنحاء مختلفة من الدولة الإسلامية المترامية الأطراف.

          على أن الباحث في حوادث كربلاء وما تمخضت عنه من قتل الحسين عليه السلام يدرك أن قتلة الحسين عليه السلام لم يكونوا من الشيعة، بل ليس فيهم شيعي واحد معروف.

          ويمكن إيضاح هذه المسألة بعدة أمور:

          أولاً: أن القول بأن الشيعة قتلوا الحسين عليه السلام فيه تناقض واضح، وذلك لأن شيعة الرجل هم أنصاره وأتباعه ومحبّوه، وأما قتلته فليسوا كذلك، فكيف تجتمع فيهم المحبة والنصرة له مع حربه وقتله؟!
          ولو سلَّمنا جدلاً بأن قتلة الحسين كانوا من الشيعة، فإنهم لما اجتمعوا لقتاله فقد انسلخوا عن تشيعهم، فصاروا من غيرهم، ثم قتلوه.

          وثانياً: أن الذين خرجوا لقتال الحسين عليه السلام كانوا من أهل الكوفة، والكوفة في ذلك الوقت لم يكن يسكنها شيعي معروف بتشيعه، فإن معاوية لما ولَّى زياد بن أبيه على الكوفة تعقَّب الشيعة وكان بهم عارف، لأنه كان منهم، فقتلهم وهدم دورهم وحبسهم حتى لم يبق بالكوفة رجل واحد معروف بأنه من شيعة علي عليه السلام.
          قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة 11/44: روى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني في كتاب الأحداث، قال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عُمَّاله بعد عام الجماعة: (أن برئت الذمّة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته). فقامت الخطباء في كل كُورة وعلى كل منبر يلعنون عليًّا ويبرؤون منه، ويقعون فيه وفي أهل بيته، وكان أشد الناس بلاءاً حينئذ أهل الكوفة لكثرة ما بها من شيعة علي عليه السلام، فاستعمل عليهم زياد بن سُميّة، وضم إليه البصرة، فكان يتتبّع الشيعة وهو بهم عارف، لأنه كان منهم أيام علي عليه السلام، فقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم، وقطع الأيدي والأرجل، وسَمَل العيون وصلبهم على جذوع النخل، وطردهم وشرّدهم عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم.

          إلى أن قال 11/45: ثم كتب إلى عمَّاله نسخة واحدة إلى جميع البلدان: انظروا من قامت عليه البيِّنة أنه يحب عليًّا وأهل بيته، فامحوه من الديوان، وأسقطوا عطاءه ورزقه.

          وشفع ذلك بنسخة أخرى: (من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم، فنكِّلوا به، واهدموا داره). فلم يكن البلاء أشد ولا أكثر منه في العراق، ولا سيما الكوفة، حتى إن الرجل من شيعة علي عليه السلام ليأتيه من يثق به، فيدخل بيته، فيلقي إليه سرَّه، ويخاف من خادمه ومملوكه، ولا يحدِّثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ليكتمنَّ عليه.

          إلى أن قال: فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي عليه السلام، فازداد البلاء والفتنة، فلم يبقَ أحد من هذا القبيل إلا وهو خائف على دمه، أو طريد في الأرض (راجع كتاب سليم بن قيس، ص 318. والاحتجاج للطبرسي 2/17. وبحار الأنوار للمجلسي 44/125 - 126).

          وأخرج الطبراني في معجمه الكبير3/68 بسنده عن يونس بن عبيد عن الحسن قال: كان زياد يتتبع شيعة علي رضي الله عنه فيقتلهم، فبلغ ذلك الحسن بن علي رضي الله عنه فقال: اللهم تفرد بموته، فإن القتل كفارة (قال الهيثمي في مجمع الزوائد 6/266: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح).

          وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 3/496: قال أبو الشعثاء: كان زياد أفتك من الحجاج لمن يخالف هواه.

          وقال: قال الحسن البصري: بلغ الحسن بن علي أن زياداً يتتبع شيعة علي بالبصرة فيقتلهم، فدعا عليه. وقيل: إنه جمع أهل الكوفة ليعرضهم على البراءة من أبي الحسن، فأصابه حينئذ طاعون في سنة ثلاث وخمسين.

          وقال ابن الأثير في الكامل 3/450: وكان زياد أول من شدد أمر السلطان، وأكّد الملك لمعاوية، وجرَّد سيفه، وأخذ بالظنة، وعاقب على الشبهة، وخافه الناس خوفاً شديداً حتى أمن بعضهم بعضاً.

          وقال ابن حجر في لسان الميزان 2/495: وكان زياد قوي المعرفة، جيد السياسة، وافر العقل، وكان من شيعة علي، وولاَّه إمرة القدس، فلما استلحقه معاوية صار أشد الناس على آل علي وشيعته، وهو الذي سعى في قتل حجر بن عدي ومن معه .

          من كل ذلك يتضح أن الكوفة لم يبق بها شيعي معروف خرج لقتال الحسين عليه السلام، فلا يصح القول بأن الشيعة هم الذين قتلوا الحسين عليه السلام وإن كان أكثر قتلته من أهل الكوفة.

          ولا يمكن أن يتوهم أن الذين كاتبوا الحسين عليه السلام كانوا من الشيعة، لأن من كتب للحسين لم يكونوا معروفين بتشيع، كشبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، وعمرو بن الحجاج وغيرهم.

          ثالثاً: أن الذين قتلوا الحسين عليه السلام رجال معروفون، وليس فيهم شخص واحد معروف بتشيعه لأهل البيت عليه السلام.

          منهم: عمر بن سعد بن أبي وقاص، وشمر بن ذي الجوشن، وشبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، وحرملة بن كاهلة، وغيرهم. وكل هؤلاء لا يُعرفون بتشيع ولا بموالاة لعلي عليه السلام.

          رابعاً: أن الحسين عليه السلام قد وصفهم في يوم عاشوراء بأنهم شيعة آل أبي سفيان، فقال عليه السلام: ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان! إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عُرُباً كما تزعمون (راجع مقتل الحسين للخوارزمي 2/38. بحار الأنوار 45/51. اللهوف في قتلى الطفوف، ص 45).

          ولم نرَ بعد التتبع في كل كلمات الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء وخُطَبه في القوم واحتجاجاته عليهم أنه وصفهم بأنهم كانوا من شيعته أو من الموالين له ولأبيه.

          كما أنّا لم نرَ في كلمات غيره عليه السلام من وصفهم بهذا الوصف، وهذا دليل واضح على أن هؤلاء القوم لم يكونوا من شيعة أهل البيت عليهم السلام، ولم يكونوا من مواليهم.

          خامساً: أن القوم كانوا شديدي العداوة للحسين عليه السلام، إذ منعوا عنه الماء وعن أهل بيته، وقتلوه سلام الله عليه وكل أصحابه وأهل بيته، وقطعوا رؤوسهم، وداسوا أجسامهم بخيولهم، وسبوا نساءهم، ونهبوا ما على النساء من حلي... وغير ذلك.

          قال ابن الأثير في الكامل 4/80: ثم نادى عمر بن سعد في أصحابه مَن ينتدب إلى الحسين فيُوطئه فرسه، فانتدب عشرة، منهم إسحاق بن حيوة الحضرمي، وهو الذي سلب قميص الحسين، فبرص بعدُ، فأتوا فداسوا الحسين بخيولهم حتى رضّوا ظهره وصدره.

          وقال 4/79: وسُلِب الحسين ما كان عليه، فأخذ سراويله بحر بن كعب، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته، وهي من خز، فكان يُسمَّى بعدُ (قيس قطيفة)، وأخذ نعليه الأسود الأودي، وأخذ سيفه رجل من دارم، ومال الناس على الورس والحلل فانتهبوها، ونهبوا ثقله وما على النساء، حتى إن كانت المرأة لتنزع الثوب من ظهرها فيؤخذ منها.

          وقال ابن كثير في البداية والنهاية 8/190 فيما رواه عن أبي مخنف:

          وقال: وأخذ سنان وغيره سلبه، وتقاسم الناس ما كان من أمواله وحواصله، وما في خبائه حتى ما على النساء من الثياب الطاهرة.

          وقال: وجاء عمر بن سعد فقال: ألا لا يدخلن على هذه النسوة أحد، ولا يقتل هذا الغلام أحد، ومن أخذ من متاعهم شيئاً فليردّه عليهم. قال: فوالله ما ردَّ أحد شيئاً.

          وكل هذه الأفعال لا يمكن صدورها إلا من حاقد شديد العداوة، فكيف يُتعقَّل صدورها من شيعي مُحِب؟!

          سادساً: أن بعض قتَلَة الحسين قالوا له عليه السلام: إنما نقاتلك بغضاً لأبيك (ينابيع المودة، ص 346).

          ولا يمكن تصوّر تشيع هؤلاء مع تحقق بغضهم للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.

          وقال بعضهم: يا حسين، يا كذاب ابن الكذاب (الكامل في التاريخ 4/67).

          وقال آخر: يا حسين أبشر بالنار (الكامل لابن الأثير 4/66. البداية والنهاية 8/183).

          وقال ثالث للحسين عليه السلام وأصحابه: إنها ـ يعني الصلاة ـ لا تُقْبَل منكم (البداية والنهاية 8/185).

          وقالوا غير هذه من العبارات الدالة على ما في سرائرهم من الحقد والبغض لأمير المؤمنين وللحسين عليهما السلام خاصة ولأهل البيت عليهم السلام عامة.

          سابعاً: أن المتأمِّرين وأصحاب القرار والزعماء لم يكونوا من الشيعة، وهم يزيد بن معاوية، وعبيد الله بن زياد، وعمر بن سعد، وشمر بن ذي الجوشن، وقيس بن الأشعث بن قيس، وعمرو بن الحجاج الزبيدي، وعبد الله بن زهير الأزدي، وعروة بن قيس الأحمسي، وشبث بن ربعي اليربوعي، وعبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، والحصين بن نمير، وحجار ابن أبجر.

          وكذا كل من باشر قتل الحسين أو قتل واحداً من أهل بيته وأصحابه، كسنان بن أنس النخعي، وحرملة الكاهلي، ومنقذ بن مرة العبدي، وأبي الحتوف الجعفي، ومالك بن نسر الكندي، وعبد الرحمن الجعفي، والقشعم بن نذير الجعفي، وبحر بن كعب بن تيم الله، وزرعة بن شريك التميمي، وصالح بن وهب المري، وخولي بن يزيد الأصبحي، وحصين بن تميم وغيرهم.

          بل لا تجد رجلاً شارك في قتل الحسين عليه السلام معروفاً بأنه من الشيعة، فراجع ما حدث في كربلاء يوم عاشوراء ليتبين لك صحة ما قلناه.

          من كل ذلك نخلص إلى أن القول بأن الشيعة هم قتلة الحسين عليه السلام قول باطل لم يدل عليه دليل ولم تنهض به حجة.

          ولو سلمنا جدلاً بأن الذين باشروا قتل الحسين عليه السلام كانوا من الشيعة فلا يخفى أن الآمرين بذلك كانوا من أهل السنة ، فيكون المشترك في قتله عليه السلام بعض الشيعة وبعض أهل السنة .

          على أنه لا يمكن أن يُحمَّل مذهب من المذاهب مسؤولية فعل صدر من بعض أتباعه الذين كانت لهم دوافع سيئة أو مآرب شخصية ، لأن إبطال المذاهب يكون بالأدلة الصحيحة لا بتصرفات المنتسبين إليها .

          تعليق


          • جرائم عمر بن الخطاب 2015

            بسم الله الرحمن الرحيم
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
            جرائم عمر بن الخطاب 2015
            1. صورة المتوحش عمر بن الخطاب لعنه الله من قناة الجزيرة!
            http://www.youtube.com/watch?v=_IPO9...eature=related
            2. صور من جهل وغباء أبي بكر وعمر لعنهما الله
            http://www.youtube.com/watch?v=RSCZN...layer_embedded
            3. عمر بن الخطاب كان يتمنى أن يكون في المرحاض!
            http://www.youtube.com/watch?v=jlsVtkzx9pk
            4. إله عمر بن الخطاب صنم من تمر كان يأكله إذا جاع !
            http://www.youtube.com/watch?v=S7WdZ...layer_embedded
            5. عمر ابن الخطاب لعنه الله أمر بالغناء في الحج !!
            http://www.youtube.com/watch?v=YfWiV..._order&list=UL
            6. عمر بن صهاك على المنبر طحين وعجين وبيض ودجاج!
            http://www.youtube.com/watch?v=h4nDHpfKQA4
            7. مقطع مُسرب من مسلسل عمر ابن الخطاب 2012
            http://www.youtube.com/watch?v=Q7MxRDZ0Few
            8. القرآن الكريم حكم على أبي بكر وعمر بأنهما في جهنم!!
            http://www.youtube.com/watch?v=j-IRYcyK0H4
            9. الطبري: عمر يريد حرق بيت السيدة فاطمة عليها السلام !
            http://www.youtube.com/watch?v=ytXTJ..._order&list=UL
            10. نموذج من حقارة عمر بن الخطاب!
            http://www.youtube.com/watch?v=29KAm...layer_embedded
            11. عمر وابو بكر في جهنم وهذا الدليل !
            http://www.youtube.com/watch?v=Ho5ke..._order&list=UL
            12. عمر ابن الخطاب يلقى على المزابل عند ولادته
            http://www.youtube.com/watch?v=bwzXx...eature=related
            13. عمر بن الخطاب كان لوطياً وشارباً للخمر!!
            http://www.youtube.com/watch?v=gXERixFvr9Q
            14. عمر بن الخطاب كان مأبوناً ورجل لوطياً وشاذاً
            http://www.youtube.com/watch?v=vW3pP...eature=related
            15. نسب إبن الزنا عمر بن الخطاب لعنه الله!
            http://www.youtube.com/watch?v=UcDWm...eature=related
            16. ياسر الحبيب يفضح عمر بن الخطاب لعنه الله!
            http://www.youtube.com/watch?v=kX3Pu..._order&list=UL
            17. كشف حساب مختصر بجرائم عمر بن الخطاب لعنه الله
            http://www.youtube.com/watch?v=mfK_cy9wOqk
            18. عمر بن الخطاب يروي الهجوم على دار الزهراء عليها السلام
            http://www.youtube.com/watch?v=Y4Vh5vLryL4
            19. هروب الوزغ عمر بن صهاك في أحد وتسلقه الجبل كأنثى التيس!!
            http://www.youtube.com/watch?v=dktu3..._order&list=UL
            20. الشيخ حسن الله ياري: (عمر بن الخطاب الخليفة اللوطي) المفعول به
            http://www.youtube.com/watch?v=UP6eHJRYZd8
            21. (نخلة في مزبلة) هكذا يصف عمر بن الخطاب النبي صلى الله عليه وآله !!
            http://www.youtube.com/watch?v=JF1xf...eature=related
            22. عمر بن الخطاب يبصق في صك النبي لملكية فاطمة بفدك ويمزقه !
            http://www.youtube.com/watch?v=8QvlS0PzL24
            23. الشيخ المهاجر يفضح أبابكر وعمر الجبناء في فتح خيبر
            http://www.youtube.com/watch?v=BTGwmcbq-1o
            24. الشيخ ياسر الحبيب من صفات عمر بن الخطاب أنه كان فظًا غليظًا !
            http://www.youtube.com/watch?v=2hg4l...hannel&list=UL
            25. الشيخ ياسر الحبيب: لهذا وضعنا أبا بكر وعمر وعائشة تحت أقدامنا !!
            http://www.youtube.com/watch?v=VDE9aUskGPg
            26. الشيخ ياسر الحبيب: لن نرضى عن أبي بكر وعمر أبدا !!
            http://www.youtube.com/watch?v=PDqFT...layer_embedded
            27. الإحتفال بذكرى هلاك عمر بن الخطاب 1433 - الشيخ ياسر الحبيب
            http://www.youtube.com/watch?v=c9TcT...layer_embedded
            28. ياسر الحبيب: محمد وعلي رائدا الإنسانية.. أبو بكر وعمر رائدا التعذيب
            http://www.youtube.com/watch?v=5d7wk...eature=channel
            ومع السلامة.

            تعليق


            • أين ذكر إسم الإمام علي صراحة في القرآن الكريم ؟

              بسم الله الرحمن الرحيم
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

              أين ذكر إسم الإمام علي صراحة في القرآن الكريم ؟
              على خلاف ما هو شائع فإنّا نميل إلى أن مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) مذكور بالاسم صراحة في القرآن الحكيم. وفي ذلك روايات عدّة غير أنّا نرى أكثرها جلاء وانطباقا على المراد الآية الكريمة: “هذا صراطُ عليٍّ مستقيم” (الحجر: 41).
              وقد ورد في تفسيرها عن الصادق عن الباقر عن زين العابدين (عليهم الصلاة والسلام) أن عمر بن الخطاب (لعنة الله عليه) قال يوما لرسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): “إنك لا تزال تقول لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى.. فقد ذكر الله هارون في أم القرى ولم يذكر عليا!” فردّ عليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلا: “يا غليظ يا جاهل! أما سمعت الله يقول: هذا صراطُ عليٍّ مستقيم”؟! (مناقب ابن شهر آشوب ج2 ص302 وغيره).
              كما قد ورد في سبب نزول الآية أصلا عن أبي جعفر الباقر (صلوات الله عليه) عن أبي برزة أنه قال: “بينما نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ قال وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل) إلى آخر الآية.
              فقال رجل: أليس إنما يعني (الله فضّل هذا الصراط على ما سواه)؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: هذا جفاؤك يا فلان! أما قولك: فضّل الإسلام على ما سواه فكذلك. وأما قول الله: (هذا صراطي مستقيما) فإني قلت لربي مقبلا من غزوة تبوك الأولى: (اللهم إني جعلت عليا بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة له من بعدي، فصدّق كلامي وأنجز وعدي واذكر عليا كما ذكرت هارون، فإنك قد ذكرت اسمه في القرآن – فقرأ آية – فأنزل تصديق قولي: (هذا صراطُ عليٍّ مستقيم). وهو هذا جالس عندي، فاقبلوا نصيحته، واسمعوا قوله، فإنه من يسبّني يسبّه الله، ومن سبّ عليا فقد سبّني”. (تفسير فرات الكوفي ص43).
              وهاهنا على الأرجح أن يكون (الرجل والفلان) أبو بكر أو عمر لعنهما الله كما يتضح من كنى روايات المثالب.
              كما قد ورد عن أبي حمزة الثمالي (رضوان الله عليه) عن أبي عبد الله الصادق (صلوات الله عليه)، قال أبو حمزة: “سألته عن قول الله عز وجل: (قال هذا صراط علي مستقيم). قال: هو والله علي عليه السلام، وهو والله الميزان والصراط المستقيم”. (تفسير البرهان ج2 ص344).
              ومن طريق المخالفين ورد ما يؤيد ذلك، إذ روى الحاكم عن سلام بن المستنير الجعفي: “دخلت على أبي جعفر – يعني الباقر عليه السلام – فقلت: جعلني الله فداك إني أكره أن أشقّ عليك فإن أذنت لي أسألك؟ فقال: سلني عما شئت. فقلت: أسألك عن القرآن؟ قال: نعم. قلت: قول الله تعالى في كتابه: (هذا صراط علي مستقيم)؟ قال: صراط علي بن أبي طالب. فقلت: صراط علي بن أبي طالب؟! فقال: صراط علي بن أبي طالب”. أي أن الإمام يؤكد أنه صراط جده علي صلوات الله عليه. (راجع شواهد التنزيل للحاكم ج1 ص78).
              إلا أن المخالفين يقرأون هذه الآية على المشهور بينهم قراءة خاطئة، أي هكذا: “هذا صراطٌ علَيَّ مستقيم”، بتنوين (صراط) وفتح اللام و مع أن سياق الآيات لا يشفع لهذه القراءة بل يشفع للقراءة المرويّة عن أهل البيت (صلوات الله عليهم)، ذلك لأن الآيات في مقام محاورة بين الله جل جلاله وبين إبليس (لعنه الله)، فيقول إبليس: “قال ربّ بما أغويتني لأزيّننَّ لهم في الأرض ولأُغويّنهم أجمعين. إلا عبادك منهم المخلَصين” فيردّ الله تعالى عليه بالقول: “قال هذا صراطُ علِيٍّ مستقيم. إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبّعك من الغاوين”.
              فالسياق يُظهر أنه سبحانه في مقام تبيان جهوية الاستقامة في قبال انحراف طريق إبليس، لا في مقام مآلية الاستقامة إليه سبحانه كما زعموا، وهذا واضح لكل من تذوّق لغة القرآن وإلا ما كان هناك تمييز في الآية السابقة والآية اللاحقة بين الفريقين (العباد المخلَصين) و(العباد الغاوين).
              وعلى هذا فلا تنفع قراءتهم (علي) بفتح اللام، كما لا تنفع قراءتهم لها على أنها وصف للصراط – أي بالرفع كما قرأ بعضهم كقيس بن عباد وابن سيرين وقتادة – لأن السياق أيضا لا يسعف هذا التأويل، فليس المقام مقام بيان نعتية الصراط، لذا فإن الأصح هو القراءة المروية عن أهل البيت (صلوات الله عليهم) أي إضافة (علي) وكسر اللام والياء. ليكون المعنى أن صراط الإمام علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) هو صراط مستقيم ليس للشيطان على سالكيه سبيل في إغوائهم.
              وقد رُويت هذه القراءة عن طريقهم أيضا، في ما حكاه محمد بن مؤمن الشيرازي في تفسيره عن شعبة عن قتادة عن الحسن البصري أنه كان يقرأ الحرف “هذا صراطُ علِيٍّ مستقيم”. قال قتادة للحسن: ما معناه؟ فقال: هذا صراط علي بن أبي طالب. (عن تفسير محمد بن مؤمن الشيرازي – وهو من علمائهم – راجع مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج2 ص302 والطرائف لابن طاووس ج1 ص96).
              ولا يخفى أن هذا الاستنتاج ليس معناه تحريف القرآن وإنما تحريف القراءة، وهم مختلفون في قراءاتهم حتى اليوم وليس اختلاف القراءات عندهم بممنوع بل هو عندهم مشروع، ونحن إنما نتمسك إن شاء الله تعالى بقراءة أئمتنا للكتاب العزيز، ولا نرى مشروعية – من حيث الأصل – لاختلاف القراءة إذ في اختلافها تحريف لمعنى الآيات الكريمة. وعلى ما تقدّم يتضح لك أن اسم (علي) صلوات الله عليه مذكور في القرآن صراحة وإنما قرأوه على نحو آخر خلافا على أئمة الوحي ولئلا يعرف المسلمون الحق، وأن الحق مع علي، لا مع غيره، وأن صراطه هو الصراط المستقيم، لا صراط غيره من أئمة الكفر والضلال.
              وثمة روايات عديدة في أن اسم (علي) صلوات الله عليه مذكور في آيات عدّة، فراجع. لكن الأظهر عندي هو المثال الذي تقدّم.وآية (هذا صراطُ علِيٍّ مستقيم) واضحة الدلالة على إمامته صلوات الله وسلامه عليه.
              ونسألكم الدعاء...~

              تعليق


              • لماذا الجمع بين الصلاتين ؟

                بسم الله الرحمن الرحيم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



                لماذا الجمع بين الصلاتين ؟

                مقدّمة

                اتّفقت المذاهب الإسلامية جميعاً على جواز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر في وقت، وبين صلاتي المغرب والعشاء في وقت، ووقع الاختلاف في التفصيل من حيث الشروط والأسباب الداعية إلى الجمع، فمنهم من اقتصر على جوازه في عرفة والمزدلفة، ومنهم من أضاف السفر، وهكذا.

                وللأسف نجد أنّ البعض قد اتّهم أتباع مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) بأنّهم خالفوا الشريعة، لأنهم حكموا بجواز الجمع بين الصلاتين من غير عذر، والحال أن الأدلة الشرعية عند الفريقين ـ كما سوف نرى ـ تؤكد جوازه.

                من هنا سوف نتناول هذه المسألة عند غير الإمامية والأدلة الشرعية التي اعتمدوها لنرى مدى انسجامها مع أصل الشريعة، ومن ثم نلاحظ الموقف الذي تتبناه مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) إزاء هذه المسألة ضمن عدة أُمور:


                الأمر الأوّل: أوقات الصلاة

                تناول الفقهاء المسلمون مسألة وقت الصلاة، واختلفوا في أن الوقت هل هو شرط لصحة الصلاة؟ أم هو شرط للوجوب؟

                يتّجه المذهب الحنفي إلى أنّ دخول الوقت ليس شرطاً من شروط الوجوب، ولا من شروط الصحة، وذلك لأنّهم قالوا: إنّ دخول الوقت شرط لأداء الصلاة، بمعنى أنّ الصلاة لا يصح أداؤها إلاّ إذا دخل الوقت. وبهذا نجدهم متفقون مع غيرهم من المذاهب على أن الصلاة لا تجب إلاّ إذا دخل وقتها، فإذا دخل وقتها خاطبه الشارع بأدائها خطاباً موسعاً، بمعنى إذا فعلها في أوّل الوقت صحّت، وإذا لم يفعلها في أوّل الوقت لا يأثم، فإذا أدرك الصلاة كلّها في الوقت فقد أتى بها على الوجه الذي طلبه الشارع منه وبرئت ذمّته، كما لو أداها في أوّل الوقت أو وسطه، أمّا إذا صلاّها كلّها بعد خروج الوقت فإن صلاته تكون صحيحة، ولكنه يأثم بتأخير الصلاة عن وقتها (1).

                فإذا كانت الصلاة لا تصح إلاّ بدخول الوقت سواء قلنا إن الوقت شرط للأداء، أم شرط للصحة أو للوجوب، فما هي الأوقات التي شرعت للصلاة الخمسة عند المذاهب وكيف نعرفها؟

                تعرف أوقات الصلاة بزوال الشمس والظل الذي يحدث بعد الزوال، وبه يعرف وقت الظهر ودخول وقت العصر، ثم مغيب الشمس ويعرف به وقت المغرب، ثم مغيب الشفق الأحمر أو الأبيض على رأي، ويعرف به دخول وقت العشاء ثم البياض الذي يظهر في الأُفق ويعرف به وقت الصبح (2).

                أما أوقات الصلاة الخمسة في مذهب أهل البيت(عليهم السلام)فمستندها ما جاء عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: «أتى جبرائيل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأعلمه مواقيت الصلاة، فقال صلِّ الفجر حين ينشقّ الفجر، وصلّ الأُولى إذا زالت الشمس، وصلِّ العصر بعيدها، وصلِّ المغرب إذا سقط القرص، وصلِّ العتمة إذا غاب الشفق. ثم أتاه من الغد، فقال: أسفر بالفجر فأسفر، ثم أخّر الظهر حين كان الوقت الذي صلّى فيه العصر، وصلّى العصر بعيدها، وصلّى المغرب قبل سقوط الشفق، وصلّى العتمة حين ذهب ثلث الليل، ثم قال: ما بين هذين الوقتين وقت» (3).

                وبهذا تكون أوقات الصلاة الخمسة المفروضة ثلاثة، وقت لفريضتي الظهر والعصر مشتركاً بينهما، ووقت لفريضتي المغرب والعشاء على الاشتراك بينهما، وثالث لفريضة الصبح خاصة، قال تعالى: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إنّ قرآن الفجر كان مشهوداً) (4).

                قال الفخر الرازي ـ بعد أن أنهى بيانه لمعنى الدلوك والغسق في الآية الكريمة ـ: (فإن فسّرنا الغسق بظهور أوّل الظلمة كان الغسق عبارة عن أوّل المغرب، وعلى هذا التقدير يكون المذكور في الآية ثلاثة أوقات: وقت الزوال، ووقت أوّل المغرب، ووقت الفجر، وهذا يقتضي أن يكون الزوال وقتاً للظهر والعصر، فيكون هذا الوقت مشتركاً بين هاتين الصلاتين، وأن يكون أوّل المغرب وقتاً للمغرب والعشاء، فيكون هذا الوقت مشتركاً أيضاً بين هاتين الصلاتين، فهذا يقتضي جواز الجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء مطلقاً، إلاّ أنّه دلّ الدليل على أن الجمع في الحضر من غير عذر لا يجوز، فوجب أن يكون الجمع جائزاً بعذر السفر وعذر المطر وغيره) (5).

                قال العلاّمة الحلّي: إنّ لكلّ من الظهر والعصر وقتين: مختص ومشترك، فالمختصّ بالظهر من زوال الشمس الى قدر أدائها، وبالعصر قدر أدائها في آخر الوقت، والمشترك ما بينهما، وللمغرب والعشاء وقتين، فالمختص بالمغرب قدر أدائها بعد الغروب، وبالعشاء قدر أدائها عند الانتصاف، والمشترك ما بينهما، فلا يتحقق معنى الجمع عندنا، أما القائلون باختصاص كل من الظهر والعصر بوقت، وكذا المغرب والعشاء، فإنّه يتحقق هذا المعنى عندهم (6).

                الأمر الثاني: حكم الجمع وأسبابه عند المذاهب

                فإذا عرفنا أوقات الصلاة الخمسة على وجه التفصيل، وعرفنا ما هو الوقت المختص منها والمشترك، لنسأل: ما هو الحكم الشرعي في الجمع بين الصلاتين، صلاة الظهر والعصر في وقت، وصلاة المغرب والعشاء في وقت؟

                لقد اتّفقت جميع المذاهب، على جواز الجمع بين الظهر والعصر في عرفة، وفي المزدلفة بين المغرب والعشاء.

                ويتّفق المذهب المالكي والشافعي والحنبلي من غير الحنفية في جواز الجمع بوجود عذر المطر والطين والمرض والخوف وغيرها من الأعذار، ويختلف الفقهاء الثلاثة بالجمع عند السفر على تفصيل فيما بينهم.

                قالت الشافعية: إن أسباب الجمع هي السفر، والمرض والمطر والطين مع الظلمة في آخر الشهر، ووجود الحاج بعرفة أو مزدلفة. والمراد بالسفر مطلقه سواء كان مسافة قصر أو لا. ويشترط أن يكون غير محرّم ولا مكروه، فيجوز لمن سافر سفراً مباحاً أن يجمع بين الظهر والعصر جمع تقديم بشرطين، أحدهما: أن تزول عليه الشمس حالة نزوله بالمكان الذي ينزل فيه المسافر للاستراحة، ثانيهما: أن ينوي الارتحال قبل دخول وقت العصر والنزول للاستراحة مرة أُخرى بعد غروب الشمس، فإن نوى النزول قبل اصفرار الشمس صلّى الظهر قبل أن يرتحل، وأخّر العصر وجوباً حتى ينزل، لأنّه ينزل في وقتها الاختياري فلا داعي لتقديمها...

                والشافعية قالوا: يجوز الجمع بين الصلاتين المذكورتين جمع تقديم أو تأخير للمسافر مسافة القصر بشرط السفر، ويجوز جمعها جمع تقديم بسبب نزول المطر ووضعوا لجمع التقديم شروطاً.

                وقالت الحنابلة: الجمع المذكور بين الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء تقديماً أو تأخيراً مباح وتركه أفضل، وإنّما يُسن الجمع بين الظهر والعصر تقديماً بعرفة، وبين المغرب والعشاء تأخيراً بالمزدلفة، ويشترط في إباحة الجمع أن يكون المصلّي مسافراً سفراً تقصر فيه الصلاة، أو يكون مريضاً تلحقه مشقة بترك الجمع، أو تكون امرأة مرضعة أو مستحاضة، فإنّه يجوز لها الجمع دفعاً لمشقة الطهارة عند كل صلاة، ومثل المستحاضة المعذور كمن به سلس بول، وكذا يباح الجمع المذكور للعاجز عن الطهارة بالماء أو التيمم لكل صلاة، وللعاجز عن معرفة الوقت كالأعمى أو الساكن تحت الأرض، وكذا يباح الجمع لمن خاف على نفسه أو ماله أو عرضه، ولمن يخاف ضرراً أن يلحقه بتركه في معيشته، وفي ذلك سعة للعمال الذين يستحيل عليهم ترك أعمالهم.

                وهذه الأُمور كلّها تبيح الجمع بين الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء تقديماً وتأخيراً، ويباح الجمع بين المغرب والعشاء خاصة، بسبب الثلج والبرد والجليد والوحل والريح الشديدة الباردة والمطر الذي يبلّ الثوب، ويترتب عليه حصول مشقة، لا فرق في ذلك بين أن يصلّي بداره أو بالمسجد ولو كان طريقه مسقوفاً، والأفضل أن يختار في الجمع ماهو أهون عليه من التقديم أو التأخير، فإن استوى الأمران عنده فجمع التأخير أفضل، ويشترط لصحة الجمع ، تقديماً وتأخيراً أن يراعي الترتيب بين الصلوات (7).

                وقالت الحنفية: لا يجوز الجمع بين الصلاتين في وقت واحد، لا في السفر ولا في الحضر بأيّ عذر من الأعذار، إلاّ في حالتين :

                الأُولى: جمع تقديم وله شروط:

                1 ـ أن يكون ذلك يوم عرفة.

                2 ـ أن يكون محرماً بالحجّ.

                3 ـ أن يصلّي خلف إمام المسلمين.

                4 ـ أن تكون صلاة الظهر صحيحة، فإن ظهر فسادها وجبت إعادتها، ولا يجوز له في هذه الحالة أن يجمع معها العصر، بل يصلّي العصر إذا دخل وقته.

                الثانية: يجوز جمع المغرب والعشاء جمع تأخير في وقت العشاء، بشرطين:

                1 ـ أن يكون ذلك بالمزدلفة.

                2 ـ أن يكون محرماً بالحج (8).

                أما ابن تيمية فأجاب عندما سُئل عن هذه المسألة، بقوله: (يجوز الجمع للوحل الشديد والريح الشديدة الباردة في الليلة الظلماء ونحو ذلك، وإن لم يكن المطر نازلاً في أصح قولي العلماء، وذلك أولى من أن يصلّوا في بيوتهم، بل ترك الجمع مع الصلاة في البيوت بدعة مخالفة للسنّة، إذ السنّة أن يصلّي الصلوات الخمسة في المساجد جماعة، وذلك أولى من الصلاة في البيوت باتفاق المسلمين، والصلاة جمعاً في المساجد أولى من الصلاة في البيوت مفرقة، باتّفاق الأئمة الذين يجوزون الجمع، كمالك والشافعي وأحمد ، والله تعالى أعلم) (9).

                وفي هذه الفقرة من البحث نتابع الروايات التي نقلتها كتب الصحاح والتي تؤكد جواز الجمع في الحضر من غير علّة.

                تعليق


                • الأمر الثالث: الصحاح تؤكد جواز الجمع مطلقاً

                  1 ـ عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: (صلّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً في غير خوف ولا سفر) (10).


                  2 ـ عن جابر بن زيد عن ابن عباس، قال: (صلّيت مع النبي ثمانياً جميعاً) (11).

                  3 ـ عن جابر بن زيد عن ابن عباس: (إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلّى بالمدينة سبعاً وثمانياً الظهر والعصر والمغرب والعشاء) (12).

                  4 ـ وعن عبد الله بن شقيق، قال: خطبنا ابن عباس يوماً بعد العصر حتى غربت الشمس، وبدت النجوم وجعل الناس يقولون: الصلاة الصلاة، قال: فجاءه رجل من بني تميم لا يفتر ولا ينثني: الصلاة الصلاة، قال: فقال ابن عباس: أتُعلّمني بالسنّة لا أُمّ لك؟ ثم قال: (رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء)، قال عبد الله بن شقيق: فحاك في صدري من ذلك شيء فأتيت أبا هريرة فسألته فصدّق مقالته (13).

                  وفي رواية اُخرى قال ابن عباس: (لا اُمّ لك أتُعلّمنا بالصلاة؟! كُنّا نجمع بين الصلاتين على عهد رسول الله) (14).

                  5 ـ وعن ابن عباس: (صلّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الظهر والعصر جميعاً بالمدينة في غير خوف ولا سفر). قال أبو الزبير فسألت سعيداً لِمَ فعل ذلك؟ فقال: سألت ابن عباس كما سألتني. فقال: (أراد أن لا يحرج أحداً من أُمّته) (15).

                  6 ـ وعن ابن عباس أيضاً ، قال: (جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر) (16).

                  وفي حديث أبي معاوية قيل لابن عباس: (ما أراد إلى ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أُمّته) (17).

                  7 ـ وعن معاذ بن جبل قال: (جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزوة تبوك بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء). قال: فقلت ما حمله على ذلك؟ فقال: (أراد أن لا يحرج أُمّته) (18).

                  واختار البخاري في صحيحه جملة من الروايات التي تصرّح بالجمع وذكرها تحت باب: «تأخير الظهر والعصر» من كتاب «مواقيت الصلاة».

                  عن جابر بن زيد عن ابن عباس: (إن النبي (صلى الله عليه وآله) صلّى بالمدينة سبعاً وثمانياً الظهر والعصر، والمغرب والعشاء)، فقال أيوب: لعلّه في ليلة مطيرة، قال: عسى (19).

                  وعلّق السيد شرف الدين على التذييل الأخير على الرواية بقوله: (إنّ يتّبعون إلاّ الظن).

                  وعن عمرو بن دينار، قال: سمعت جابربن زيد عن ابن عباس، قال: (صلّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) سبعاً جميعاً وثمانياً جميعاً) (20).

                  وأرسل في باب ذكر العشاء والعتمة عن ابن عمر وأبي أيوب وابن عباس: (إنّ النبي (صلى الله عليه وآله)صلّى المغرب والعشاء ـ يعني جمعهما ـ في وقت إحداهما دون الأُخرى) (21).

                  ويؤيده ما عن ابن مسعود، إذ قال: (جمع النبي (صلى الله عليه وآله) ـ يعني في المدينة ـ بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء، فقيل له في ذلك، فقال: صنعت هذا لئلاّ تحرج أُمّتي) (22).

                  الأمر الرابع: شراح مسلم والبخاري

                  يستظهرون من الروايات جواز الجمع في الحضر وقاية من الحرج.

                  ناقش النووي في شرحه لصحيح مسلم تأويل الروايات سابقة الذكر التي حملت على أُسس مذهبية، وإليك ما نقله عنهم في تعليقه على هذه الأحاديث:

                  قال: وللعلماء فيها تأويلات ومذاهب، فمنهم من تأوّلها على أنه جمع لعذر المطر. قال: وهذا مشهور عن جماعة من كبار المتقدمين (23).

                  قال وهو ضعيف برواية ابن عباس: «من غير خوف ولا مطر».

                  قال: ومنهم من تأوّلها على أنّه كان في غيم فصلّى الظهر، ثم انكشف الغيم وظهر أن وقت العصر دخل فصلاّها فيه .

                  قال: وهذا أيضاً باطل، لأنّه إن كان فيه أدنى احتمال في الظهر والعصر، فلا احتمال فيه في المغرب والعشاء.

                  قال: ومنهم من تأوّلها على تأخير الأُولى إلى آخر وقتها فصلاّها فيه، فلمّا فرغ منها دخل وقت العصر فصلاّها فيه فصار جمعه للصلاتين صورياً.

                  قال: وهذا ضعيف أيضاً أو باطل، لأنّه مخالف للظاهر مخالفة لا تحتمل.

                  قال: وفِعلُ ابن عباس حين خطب، فناداه الناس الصلاة الصلاة، وعدم مبالاته بهم واستدلاله بالحديث لتصويب فعله بتأخيره صلاة المغرب إلى وقت العشاء، وجمعها جميعاً في وقت الثانية، وتصديق أبي هريرة له وعدم إنكاره، صريح في ردّ هذا التأويل (24).

                  وهناك ردود لهذا التأويل، كردّ ابن عبد البرّ والخطابي وغيرهما على أن الجمع رخصة، فلو كان صورياً لكان أعظم ضيقاً من الإتيان بكل صلاة في وقتها، لأنّ أوائل الأوقات وأواخرها ممّا لا يدركه أكثر الخاصة فضلاً عن العامة. قالوا: وأيضاً فصريح الجمع رخصته، قول ابن عباس: أراد أن لا يحرج أُمّته، قالوا: وأيضاً فصريح أخبار الجمع بين الفريضتين إنّما هو بأدائهما معاً في وقت إحداهما دون الأُخرى، إمّا بتقديم الثانية على وقتها وأدائها مع الأُولى في وقتها، أو بتأخير الأُولى عن وقتها إلى وقت الثانية وأدائها وقتئذ معاً ، قالوا: وهذا هو المتبادر إلى الفهم من إطلاق لفظ الجمع في السنن كلّها، وهذا هو محل النزاع (25).

                  قال النووي: ومنهم من تأوّلها فحملها على الجمع لعذر المرض أو نحوه ممّا هو في معناه، قال: وهذا قول أحمد بن حنبل والقاضي حسين من أصحابنا واختاره الخطابي والمتولي والروياني من أصحابنا، وهو المختار في تأويلها لظاهر الأحاديث (26).

                  وردّ بعض الأعلام هذا التأويل، إذ قال: (وقيل: إن الجمع كان للمرض، وقوّاه النووي، وفيه نظر; لأنّه لو جمع للمرض لما صلّى معه إلاّ من به المرض، والظاهر أنّه (صلى الله عليه وآله) جمع بأصحابه، وبه صرّح ابن عباس في رواية ثابتة عنه. انتهى) (27).

                  الأمر الخامس: المؤيدات على جواز الجمع مطلقاً

                  يوجد أكثر من مؤيد بدحض الرأي القائل بعدم جواز الجمع في الحضر منها:

                  1 ـ إنّ أصحاب الصحاح من غير البخاري فتحوا باباً في صحاحهم ومسانيدهم، بعنوان: (الجمع بين الصلاتين) وذكروا فيه الروايات التي ترخّص الجمع مطلقاً، فيكون دليلاً على جواز الجمع مطلقاً في السفر والحضر مع العذر وبلا عذر (28).

                  ولو كان غير ذلك لفتحوا باباً مخصوصاً للجمع في الحضر، وباباً مخصوصاً للجمع في السفر، وبما أنّهم لم يفعلوا ذلك، وإنّما سردوا الروايات في باب واحد كان ذلك دليلاً على جواز الجمع مطلقاً. ولا يعارض من أن البخاري لم يسلك هذا الطريق في صحيحه، لأنّه يكفي التزام الباقين من أصحاب الصحاح هذا المنهج كمسلم والترمذي والنسائي وأحمد بن حنبل وشراح مسلم والبخاري، وأنّ البخاري قد ذكر الأحاديث، إلاّ انّه ذكرها تحت عناوين أُخرى.

                  2 ـ كانت فتاوى العلماء بعدم جواز الجمع مطلقاً قائمة على أساس التأويلات، لا على أساس ما يستظهر من الروايات.

                  3 ـ تصريح الصحاح بأنّ العلّة هي مخافة أن لا يكون أحد من الأُمّة في حرج ومشقة، وهذا يعني أن تشريع الجمع إنّما هو للتوسعة ـ بقول مطلق ـ وعدم الإحراج بسبب التفريق، ثم إن الأحاديث التي تتكلم عن الجمع في أثناء السفر لا تختص بمورد السفر، لأن العلّة في هذه الأحاديث مطلقة لا دخل فيها للسفر من حيث كونه سفراً، ولا للمرض والمطر والطين والخوف من حيث هي هي، وإنّما هي كالعام يرد في مورد خاص، فلا يخصص به بل يطرد في جميع مصاديقه (29)، كما سنبيّنه في الأمر السادس بمزيد من التفصيل.

                  4 ـ العلماء يجوّزون الجمع في الحضر.

                  قال النووي: وذهب جماعة من الأئمة إلى جواز الجمع في الحضر للحاجة لمن لا يتّخذه عادة، وهو قول ابن سيرين وأشهب من أصحاب مالك، وحكاه الخطابي عن القفال الشاشي الكبير من أصحاب الشافعي وعن أبي إسحاق المروزي وعن جماعة من أصحاب الحديث واختاره ابن المنذر.

                  قال: ويؤيده ظاهر قول ابن عباس: «أراد أن لا يحرج أُمّته»، إذ لم يعلّله بمرض ولا غيره، والله أعلم!!.

                  وهذا الكلام قد صرّح به أكثر من واحد من العلماء; كالزرقاني في شرحه للموطأ والعسقلاني والقسطلاني وغيرهما، ممّن علّق على حديث ابن عباس في الجمع بين الصلاتين (30).

                  الأمر السادس: مخالفة المشهور مـن غير مذهـب أهـل البيت(ع) لتصاريـح الصحاح

                  في هذه الفقرة من البحث نشير إلى الروايات الصريحة التي وردت في الصحاح، وتعرضت إلى مسألة جواز الجمع بين الصلاتين، وإن لم يكن ذا عذر، هي تخالف الرأي المشهور عند أرباب المذاهب ضمن عدة نقاط:

                  1 ـ تذكر الصحاح بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد جمع بين الصلاتين في الحضر ومن غير عذر، كما في صحيح البخاري (31) وصحيح مسلم (32) وسنن أبي داود (33) وسنن الترمذي (34) وسنن النسائي (35) والموطأ (36) وسنن الدارقطني (37) والمعجم الكبير للطبراني (38) وكنز العمّال (39).

                  وتذكر أيضاً بأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد جمع بين الصلاتين بعذر (40)، ونجد ابن عباس في الوقت الذي ينقل لنا كلا النوعين من الروايات ـ أي الجمع بعذر وبغير عذر ـ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يفهم من فعل الرسول جواز الجمع مطلقاً.

                  وأيّد هذا الفهم أبو هريرة أيضاً عندما سئل عن فعل ابن عباس وقوله.

                  ويضاف أنّ ابن عباس قد وبّخ الشخص الذي اعترض عليه حينما أخّر ابن عباس صلاة المغرب عن أول وقتها، وجمع بين الصلاتين في وقت لاحق من غير عذر، بقوله: «لا أُمّ لك، أتعلّمنا بالصلاة؟! كنا نجمع بين الصلاتين على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله))(41).

                  2 ـ ثمّ إنّ الروايات بالاطلاق كقول: «صلّى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)الظهر والعصر، والمغرب والعشاء جميعاً من غير خوف ولا سفر» (42).

                  وصلّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الظهر والعصر جميعاً بالمدينة في غير خوف ولا سفر ، قال أبو الزبير: سألت سعيداً ، لِمَ فعل ذلك؟ فقال: سألت ابن عباس كما سألتني، فقال: أراد أن لا يحرج أحد من أُمّته (43).

                  وفي غزوة تبوك جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء، قال: فقلت ما حمله على ذلك، قال: «أراد أن لا يحرج أُمّته» (44)، وجمع في غير مطر (45)، وصلّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً في غير خوف ولا سفر (46)، وصليت وراء رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثمانياً جميعاً، وسبعاً جميعاً (47)، وهذه الصراحة تنفي التخصيص بحالات العذر.

                  نعم، هناك رواية واحدة ينقلها الترمذي وهي ساقطة من حيث السند ، فعن أبي سلمة يحيى ابن خلف البصري، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن حنش، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: (من جمع بين الصلاتين من غير عذر فقد أتى باباً من أبواب الكبائر).

                  قال أبو عيسى وحنش: هذا هو «أبو علي الرحبيّ وهو: حسين ابن قيس وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعّفه أحمد وغيره» (48).

                  قال البخاري: أحاديثه منكرة ولا يكتب حديثه.

                  وقال العقيلي في حديثه: من جمع بين صلاتين ، فقد أتى باباً من الكبائر لا يتابع عليه، ولا يعرف إلاّ به، ولا أصل له ، وقد صحّ عن ابن عباس: أن النبي(صلى الله عليه وآله) جمع بين الظهر والعصر (49)، وعليه فإنّ الإطلاق في الروايات لا تخصّص له.

                  3 ـ وخلاصة المشكلة التي تورّط بها الفقهاء من المذاهب الإسلامية في مسألة الجمع بين الصلاتين، فأفتوا خلافاً لما تصرح به الروايات، يرجع إلى فهم الأوقات الشرعية للصلاة وتقسيمها بين المختص والمشترك، وطبيعة الالتزام بهذا التقسيم يستدعي تغير السؤال وصياغته بهذه الصورة:

                  هل يجوز الجمع بين الصلاتين في وقت أحدهما؟

                  وبناءً على ذلك ينبغي رفع الخلاف في المسألة بسبب كون الموضوع قد اختلف ، وذلك لأن مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) ترى بأنّ الوقت مشترك للصلاتين والاختصاص من حيث الفضيلة فقط، إذ لا وقت مختص بإحدى الصلاتين ، لأنّه يسع لكليهما ، إلاّ أن هذه قبل هذه (50).

                  وفقهاء المذاهب الأخرى يمنعون من الجمع بين الصلاتين في وقت أحدهما، إذ لكل واحدة من الصلاتين وقت غير وقت الأخرى لذا فالموضوع هنا مختلف (51).

                  إذ أصبح كل من الفريقين يحكم بخلاف الآخر في غير موضوع الآخر، والخلاف إنّما يصحّ مع اتّحاد الموضوع لا مع اختلافه.

                  تعليق


                  • الأمر السابع: حكم الجمع في الصلاة في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)

                    استدلّ الأصحاب في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) على جواز الجمع بين الصلاتين بعدد من الأخبار، ولمّا كانت هذه المسألة ذات علاقة بأحكام أوقات الصلاة، نرى من اللازم التعرض إليها قبل معرفة حكم الجمع بين الصلاتين .

                    قال تعالى: (إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) (52).

                    وقال: (أقم الصّلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً) (53).

                    واختلف المفسّرون في الدلوك، فقال قوم: دلوك الشمس زوالها، وهو قول ابن عباس، وابن عمر، وجابر، وأبي العالية، والحسن، والشعبي، وعطاء ومجاهد، وقتادة. والصلاة المأمور بها على هذا هي صلاة الظهر، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، وبهذا تكون الآية جامعة للصلوات الخمسة، فصلاتا دلوك الشمس الظهر والعصر، وصلاتا غسق الليل هما: المغرب والعشاء الآخرة، والمراد بقرآن الفجر: صلاة الفجر، فهذه خمس صلوات (54).

                    قال الطبرسي: إنّه يمكن الاستدلال بالآية على ذلك، بأن يقال: إنّ الله سبحانه جعل من دلوك الشمس، الذي هو الزوال الى غسق الليل وقتاً للصلوات الأربع، إلاّ أنّ الظهر والعصر اشتركا في الوقت من الزوال إلى الغروب، والمغرب والعشاء الآخرة اشتركا في الوقت من الغروب إلى الغسق، وأفرد صلاة الفجر بالذكر، في قوله: (وقرآن الفجر) ففي الآية بيان وجوب الصلوات الخمس، وبيان أوقاتها. ويؤيد ذلك ما رواه العياشي بالإسناد عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله (عليه السلام) في هذه الآية ، قال: إنّ الله افترض أربع صلوات، أوّل وقتها من زوال الشمس إلى انتصاف الليل، منها صلاتان أوّل وقتهما من عند زوال الشمس إلى غروبها، إلاّ أن هذه قبل هذه، ومنها صلاتان أوّل وقتهما من غروب الشمس إلى انتصاف الليل إلاّ أن هذه قبل هذه (55).

                    قال الشيخ الطوسي: إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الظهر، ويختص بها بمقدار ما يصلّي فيه أربع ركعات، ثم بعد ذلك مشترك بينه وبين العصر، إلى أن يصير ظلّ كل شيء مثله، فإذا صار كذلك خرج وقت الظهر وبقي وقت العصر، وأوّل وقت العصر إذا مضى من الزوال مقدار ما يصلّي الظهر أربع ركعات، وآخره إذا صار ظلّ كل شيء مثليه، وأوّل وقت المغرب إذا غابت الشمس، وآخره إذا غاب الشفق وهو الحمرة، وأوّل وقت العشاء الآخرة إذا غاب الشفق الذي هو الحمرة، وفي أصحابنا من قال: إذا غابت الشمس فقد دخل وقت الصلاتين ولا خلاف بين الفقهاء إنّ أوّل وقت العشاء الآخرة غيبوبة الشفق (56).

                    وقال في مسألة حكم الجمع: يجوز الجمع بين الصلاتين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء الآخرة في السفر والحضر عند المطر وغير المطر، والجمع بينهما في أوّل وقت الظهر، فإنْ جمع بينهما في وقت العصر كان جائزاً (57).

                    ومن الأخبار التي دلّت على جواز الجمع من غير علّة نذكر ما يلي:

                    عن عبد الله بن سنان عن الصادق(عليه السلام) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع بين الظهر والعصر بأذان وإقامتين، وجمع بين المغرب والعشاء في الحضر من غير علّة بأذان واحد وإقامتين (58).

                    وعن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلّى الظهر والعصر في مكان واحد من غير علّة ولا سبب، فقال له عمر ـ وكان أجرأ القوم عليه ـ : أحدث في الصلاة شيء؟! قال: لا، ولكن أردت أن أُوسّع على أُمّتي» (59).

                    وعن عبد الله بن عمر، أن النبي (صلى الله عليه وآله) صلّى بالمدينة مقيماً غير مسافر جميعاً وتماماً جمعاً (60).

                    الخلاصة :

                    وهكذا يتّضح أن مسألة أوقات الصلاة كانت موضع اتّفاق عند المذاهب الإسلامية عدى اختلاف يسير.

                    فالأوقات للصلوات الخمسة ثلاثة: الظهر والعصر يشتركان في وقت، وصلاتي المغرب والعشاء لهما وقت مشترك أيضاً، أما صلاة الصبح فلها وقت خاص، ولكل من الصلوات الأربع أوقات مختصة بها على التفصيل الذي ذكرناه.

                    وحكم الجمع بناءً على اشتراك الوقت، بين صلاتي الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فهو الجواز عند كل المذاهب، والاختلاف قد وقع في الأسباب حيث قيّدوه بالسفر مرّة، والحضور بعرفة مرّة أُخرى، أو المرض والعجز والطين والمطر مرّة ثالثة .

                    أمّا أتباع مذهب أهل البيت: فقد قالوا بجواز الجمع من غير عذر أو بعذر مخافة الحرج، استناداً للأخبار الصحيحة عندهم (61) والتي جاء مثلها في كتب الصحاح والمسانيد عند أهل السنّة أيضاً (62)، إلاّ أنهم أوّلوها فكان التأويل قاعدة للحكم لا إلى ما تستظهره رواياتهم بجواز الجمع مطلقاً.... والحمد لله ربّ العالمين.

                    ====

                    الهوامش ومصادر البحث:

                    1- الفقه على المذاهب الأربعة ومذهب أهل البيت (عليهم السلام) 1/ 180، كتاب الصلاة، باب مواقيت الصلاة المفروضة.
                    2- الفقه على المذاهب الأربعة: 1/182، كتاب الصلاة ، باب ما تعرف به أوقات الصلاة.
                    3- وسائل الشيعة: 3/116، كتاب الصلاة، باب أوقات الصلاة، ح 4795 ـ 1.
                    4- الإسراء: 78.
                    5- التفسير الكبير للإمام الفخر الرازي: 21/27، تفسير الآية 78 من سورة الإسراء.
                    6- تذكرة الفقهاء للعلاّمة الحلّي: 2/365، كتاب الصلاة، أوقات الصلاة، البحث السادس في الجمع.
                    7- الفقه على المذاهب الأربعة، للجزيري: 1/487، كتاب الصلاة، مباحث الجمع بين الصلاتين.
                    8- الفقه على المذاهب الأربعة: 1/487، كتاب الصلاة، مباحث الجمع بين الصلاتين.
                    9- الفتاوى لابن تيمية: 314.
                    10- صحيح مسلم: 2/151، كتاب الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر.
                    11- مسند ابن حنبل: 1/221، مسند عبد الله بن عباس، ح 1921.
                    12- صحيح مسلم: 2/152، كتاب الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر.
                    13- صحيح مسلم: 2/152، كتاب الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر، ومسند ابن حنبل: 1/251، مسند عبد الله بن عباس، ح 2269.
                    14- صحيح مسلم: 2/153، كتاب الصلاة، الجمع بين الصلاتين في الحضر.
                    15- صحيح مسلم: 2/151، كتاب الصلاة، الجمع بين الصلاتين في الحضر.
                    16- المصدر السابق: 2/152، كتاب الصلاة، الجمع بين الصلاتين في الحضر.
                    17- نفس المصدر السابق.
                    18- نفس المصدر السابق.
                    19- صحيح البخاري: 1/137، كتاب الصلاة، باب تأخير الظهر إلى العصر.
                    20- المصدر السابق: 1/140، كتاب الصلاة، باب وقت المغرب .
                    21- المصدر السابق: 1/141، كتاب الصلاة، باب ذكر العشاء والعتمة.
                    22- المعجم الكبير للطبراني : 10/218، ح 10525 .
                    23- كالإمامين مالك والشافعي وجماعة من أهل المدينة، إرشاد الساري : 2/222، كتاب مواقيت الصلاة، باب تأخير الصلاة، شرح الحديث 543.
                    24- صحيح مسلم بشرح النووي: 5/217، كتاب المسافر، باب جواز الجمع بين الصلاتين في السفر.
                    25- إرشاد الساري: 2/222، كتاب مواقيت الصلاة، باب تأخير الصلاة.
                    26- صحيح مسلم بشرح النووي: 5/218، كتاب الصلاة، باب جواز الجمع بين الصلاتين في السفر، شرح الحديث..
                    27- شرح الزرقاني لموطأ مالك: 1/263، باب الجمع بين الصلاتين.
                    28- ليالي بيشاور، للسيد محمد الشيرازي: 38.
                    29- مسائل فقهية لشرف الدين: 22، الجمع بين الصلاتين.
                    30- شرح صحيح مسلم للنووي: 5/218، كتاب صلاة المسافر، الجمع بين الصلاتين.
                    31- صحيح البخاري : 1/140، باب وقت المغرب.
                    32- صحيح مسلم بشرح النووي: 5/215، كتاب صلاة المسافر، الجمع بين الصلاتين في السفر.
                    33- سنن أبي داود: 2/6، كتاب الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين، ح 214.
                    34- سنن الترمذي: 1/355، أبواب الصلاة، باب 24، ما جاء في الجمع بين الصلاتين، ح 187.
                    35- سنن النسائي : 1/491، كتاب مواقيت الصلاة ، الجمع بين الصلاتين في الحضر، ح 1573.
                    36- الموطأ: 91 ، ح 332.
                    37- سنن الدارقطني : 1/395، باب صفة صلاة المسافر، ح 5.
                    38- المعجم الكبير للطبراني: 10 / 218، ح 10525.
                    39- كنز العمّال : 8/246، الباب الرابع في صلاة المسافر، ح 22764.
                    40- سنن الدارقطني : 1/389، باب الجمع بين الصلاتين في السفر، الأحاديث 1 و 2 و 3. وصحيح مسلم بشرح النووي: 5/218، كتاب صلاة المسافر، الجمع بين الصلاتين.
                    41- صحيح مسلم: 2/153، كتاب الصلاة، الجمع بين الصلاتين في السفر.
                    42- صحيح مسلم بشرح النووي: 5/215، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، الجمع بين الصلاتين في السفر.
                    43- صحيح مسلم بشرح النووي: 5/215، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، الجمع بين الصلاتين في السفر.
                    44- المصدر السابق.
                    45- سنن أبي داود : 2/6 كتاب الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين، ح 1214.
                    46- الموطأ : 91 / ح 332 .
                    47- سنن النسائي : 1/290.
                    48- سنن الترمذي: 1/356، أبواب الصلاة ، باب 24 ما جاء في الجمع بين الصلاتين ح 188.
                    49- المصدر السابق: على هامش الحديث 188.
                    50- وسائل الشيعة: 3/116، كتاب الصلاة ح 4795 ـ 1، والخلاف للشيخ الطوسي: 1/257.
                    51- الفقه على المذاهب الأربعة، كتاب الصلاة، مباحث الجمع بين الصلاتين.
                    52- النساء: 103.
                    53- الإسراء: 78.
                    54- مجمع البيان: 6/282، تفسير الآية 78 من سورة الإسراء.
                    55- مجمع البيان،، تفسير القرآن للطبرسي: 6/283 ، تفسير الآية 78 من سورة الإسراء.
                    56- الخلاف، للشيخ الطوسي: 1/257.
                    57- المبسوط، للشيخ الطوسي: 1/140، كتاب الصلاة ، في صلاة المسافر.
                    58- الوسائل: 3/160، كتاب الصلاة، 33 باب الجمع بين الصلاتين، ح 1.
                    59- الوسائل: 3/160، كتاب الصلاة، 33 باب الجمع بين الصلاتين، ح 2.
                    60- المصدر السابق: 3/162، كتاب الصلاة، باب 33 الجمع بين الصلاتين، ح 8 .
                    61- الوسائل : 3/160، كتاب الصلاة ، باب 33 ، الجمع بين الصلاتين ، ح1 و 2.
                    62- صحيح البخاري: 1/140، صحيح مسلم بشرح النووي: 5/215 ، سنن أبي داود: 2/6، سنن الترمذي: 1/355، سنن النسائي: 1/491، الموطأ : 91، سنن الدارقطني: 1/395 ، المعجم الكبير للطبراني: 10/218، كنز العمال: 8/246.

                    ونسألكم الدعاء...~

                    تعليق


                    • إعتراف معاوية ويزيد بغصب الخلافة من قبل أبو بكر وعمر !!

                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                      إعتراف معاوية ويزيد بغصب الخلافة من قبل أبو بكر وعمر !!
                      ورد هذا الأمر في ردّ معاوية لرسالة محمد بن أبي بكر؛ وردّ يزيد بن معاوية لرسالة ابن عمر. وسننقل لكم هاتين الرسالتين.
                      الرسالة الأولى:
                      (( من معاوية بن صخر إلى الزاري على أبيه محمّد بن أبي بكر.
                      سلام على أهل طاعة الله.
                      أما بعد:
                      فقد أتاني كتابك؛ تذكر فيه ما الله أهله في عظمته وقدرته وسلطانه؛ وما أصفى به رسول الله (ص)؛ مع كلام كثير ألّفته ووضعته لرأيك فيه تضعيف؛ ولأبيك فيه تعنيف.
                      ذكرك فيه فضل ابن أبي طالب؛ وقديم سوابقه وقرابته من رسول الله (ص)؛ ونصرته له ومواساته إياه في كلّ هول وخوف؛ فكان احتجاجك عليَّ وفخرك بفضل غيرك لا بفضلك؛ فأحمد رباً صرف هذا الفضل عنك وجعله لغيرك.
                      فقد كنّا وأبوك معنا في حياة نبينا نعرف حقّ ابن أبي طالب لازماً لنا؛ وفضله مبرزاً علينا؛ فلمّا اختار الله لنبيّه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ما عنده؛ وأتمّ له ما وعده؛ وأظهر دعوته؛ وأفلج حجّته؛ وقبضه الله إليه ـ صلوات الله عليه ـ ؛ كان أبوك وفاروقه أوّل من ابتزّه حقّه وخالفه على أمره؛ على ذلك اتفقا واتسقا.
                      ثمّ إنّهما دعواه إلى بيعتهما فأبطأ عنهما وتلكّأ عليهما؛ فهما به الهموم؛ وأرادا به العظيم؛ ثم إنّه بايعهما وسلم لهما؛ وأقاما لا يشركانه في أمرهما؛ ولا يطلعانه على سرّهما؛ حتى قبضهما الله؛ وانقضى أمرهما؛ ثمّ قام ثالثهما عثمان فهدى بهديهما وسار بسيرتهما؛ فعبته أنت وصاحبك حتى طمع فيه الأقاصي من أهل المعاصي؛ فطلبتما له الغوائل حتى بلغتما فيه مناكما.
                      فخذ حذرك يابن أبي بكر؛ فسترى وبال أمرك؛ وقس شبرك بفترك تقصر عن أن توازي أو تساوي من يزن الجبال حلمفهف؛ ولا تلين على قسر قناته؛ ولا يدرك ذو مدى أناته.
                      أبوك مهَّد له مهاده؛ وبنى ملكه وشاده؛ فإن يك ما نحن فيه صواباً فأبوك أوله. وإن يكن جوراً فأبوك استبدّ به ونحن شركاؤه؛ فبهديه أخذنا وبفعله اقتدينا؛ ولولا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب؛ ولسلّمنا إليه؛ ولكنا رأينا أباك فعل ذلك به من قبلنا؛ فاحتذينا مثاله؛ واقتدينا بفعاله؛ فعبْ أباك بما بدا لك أو دع؛ والسلام على من أناب ورجع من غوايته وتاب)). (مروج الذهب للمسعودي 3: 12، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3: 189، أنساب الأشراف: 396).
                      الرسالة الثانية:
                      وأما الرسالة التي ردَّ بها يزيد بن معاوية على ابن عمر؛ وهي على اختصارها ترمي نفس المرمى.
                      فقد أخرج البلاذري في تاريخه قال: ((لمّا قتل الحسين بن عليّ بن أبي طالب (ع)؛ كتب عبد الله بن عمر رسالة الى يزيد بن معاوية جاء فيها:
                      أمّا بعد؛ فقد عظمت الرزّية, وجلَّت المصيبة؛ في الإسلام حدث عظيم؛ ولا يوم كيوم قتل الحسين.
                      فكتب إليه يزيد:
                      أمّا بعد؛ يا أحمق؛ فإنّا جئنا إلى بيوت منجدة؛ وفرش ممهدة؛ ووسائد منضدة؛ فقاتلنا عنها. فإن يكن الحقّ لنا فعن حقّنا قاتلنا, وإن كان الحقّ لغيرنا فأبوك أوّل من سنَّ هذا؛ واستأثر بالحقّ عليه أهله)). (بحار الأنوار 45: 328 عن البلاذري).
                      ونسألكم الدعاء.

                      تعليق


                      • المجرمة عائشة بنت أبي بكر أول إرهابية في الإسلام !!

                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                        المجرمة عائشة بنت أبي بكر أول إرهابية في الإسلام !!
                        قال الله عز وجل: «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً» المائدة 32.
                        أولاً: أحاديث أهل البيت عليهم السلام في البراءة من صنمي قريش وإبنتيهما.
                        1. حديث صحيح رواه الكليني (قدس الله نفسه) بسنده عن سدير الصيرفي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: «إن الشيخين فارقا الدنيا ولم يتوبا ولم يتذكّرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين». (الكافي ج8 ، ص246).
                        2. كان أئمة أهل البيت (عليهم السلام) يلعنون أعداء الله في الصلوات وفي أدبار الصلوات كما كان يفعل الإمام الصادق عليه السلام، فقد أخرج الكليني عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا: «سمعنا أبا عبد الله عليه السلام وهو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء، أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية، وعائشة وحفصة وهند وأم الحكم أخت معاوية». (الكافي ج3 ص342).
                        3. كان طلحة والزبير وعائشة من كبار رموز أهل الخلاف، ومع ذلك حين جاء قوم منهم من أهل البصرة إلى الصادق (عليه السلام) وسألوه: «ما تقول في حرب علي وطلحة والزبير وعائشة؟ قال عليه السلام: ما تريدون بذلك؟ قالوا: نريد أن نعلم ذلك. قال عليه السلام: إذن تكفرون يا أهل البصرة! عائشة كبير جرمها! عظيم إثمها! ما أهرقت محجمة من دم إلا وإثم ذلك في عنقها وعنق صاحبيها! قالوا: إنك جئتنا بأمر عظيم لا نحتمله! قال عليه السلام: وما طويتُ عنكم أكثر! أما إنكم سترجعون إلى أصحابكم وتخبرونهم بما أخبرتكم فتكفرون أعظم من كفرهم»! (دلائل الإمامة للطبري ص261).
                        4. سُئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبي بكر وعمر فقال: «والله هما أول من ظلمنا حقنا وحملا الناس على رقابنا وجلسا مجلسا نحن أولى به منهما، فلا غفر الله لهما ذلك الذنب، كافران! ومن يتولهما كافر». قال راوي الخبر عبد الله بن كثير «وكان معنا في المجلس رجل من أهل خراسان (من المخالفين) يكنى بأبي عبد الله، فتغير لون الخراساني لمّا أن ذكرهما فقال له الصادق: لعلك ورعتَ عن بعض ما قلنا؟ قال: قد كان ذلك يا سيدي. قال: فهلّا كان هذا الورع ليلة نهر بلخ حيث أعطاك فلان بن فلان جاريته لتبيعها فلما عبرت النهر فجرت بها في أصل شجرة كذا وكذا! قال: قد كان ذلك، ولقد أتى على هذا الحديث أربعون سنة ولقد تبتُ إلى الله منه. قال: يتوب عليك إن شاء الله». (مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب ج3 ص370).
                        ثانياً: كم عدد قتلى المسلمين بسبب جرائم الإرهابية عائشة بنت أبي بكر لعنها الله في حرب الجمل من مصادر المخالفين.
                        1. إبن كثير - البداية والنهاية - ذكر أعيان من قتل يوم الجمل - الجزء: (10) - رقم الصفحة: ( 473 ).
                        - فصل في ذكر أعيان من قتل يوم الجمل من السادة النجباء من الصحابة وغيرهم من الفريقين ، رضي الله عنهم أجمعين ، وقد قدمنا أن عدة القتلى نحو من عشرة آلاف ، وأما الجرحى فلا يحصون كثرة.
                        2. إبن عبد ربه الأندلسي - العقد الفريد - الجزء: ( 4 ) - رقم الصفحة: ( 305 ).
                        - دخلت على عائشة بعد الجمل فقالت لها: يا أم المؤمنين ، ما تقولين في إمرأة قتلت إبناً لها صغيراً ؟ ، قالت : وجبت لها النار ، قالت : فما تقولين في إمرأة قتلت من أولادها الأكابر عشرين ألفاً في صعيد واحد ؟ ، قالت : خذوا بيد عدوة الله!!
                        3. الطبري - تاريخ الطبري - الجزء: ( 3 ) - رقم الصفحة: ( 543 ).
                        - كتب إلي السري: عن شعيب ، عن سيف ، عن محمد وطلحة قالا: كان قتلى الجمل حول الجمل عشرة الآف نصفهم من أصحاب علي ونصفهم من أصحاب عائشة ، من الأزد الفان ، ومن سائر اليمن خمسمائة ، ومن مضر الفان ، وخمسمائة من قيس ، وخمسمائة من تميم ، وألف من بني ضبة ، وخمسمائة من بكر بن وائل ، وقيل قتل من أهل البصرة في المعركة الأولى خمسة الآف ، وقتل من أهل البصرة في المعركة الثانية خمسة الآف فذلك عشرة الآف قتيل من أهل البصرة ، ومن أهل الكوفة خمسة الآف ، قالا : وقتل من بني عدي يومئذ سبعون شيخاً كلهم قد قرأ القرآن سوى الشباب ومن لم يقرإ القرآن ، وقالت عائشة ما زلت أرجو النصر حتى خفيت أصوات بني عدى.
                        4. سيف بن عمر الضبي - الفتنة ووقعة الجمل - رقم الصفحة: ( 179 ).
                        - كان قتلى الجمل حول الجمل عشرة الآف ، نصفهم من أصحاب علي ونصفهم من أصحاب عائشة ، من الأزد الفان ، ومن سائر اليمن خمسمائة ، ومن مضر الفان ، وخمسمائة من قيس ، وخمسمائة من تميم ، وألف من بني ضبة ، وخمسمائة من بكر بن وائل ، وقيل قتل من أهل البصرة في المعركة الأولى خمسة الآف ، وقتل من أهل البصرة في المعركة الثانية خمسة الآف فذلك عشرة الآف قتيل من أهل البصرة ، ومن أهل الكوفة خمسة الآف ، وقتل من بني عدي يومئذ سبعون شيخاً كلهم قد قرأ القرآن سوى الشباب ومن لم يقرأ القرآن ، وقالت عائشة: ما زلت أرجو النصر حتى خفيت أصوات بني عدي.
                        ولعن الله المجرمة الإرهابية عائشة بنت أبي بكر لعنهما الله؛ والتي ذبحت أكثر من 20 ألف مسلم في حرب الجمل بغضاً وحقداً للإمام علي عليه السلام؛ ولو كانت عائشة بنت أبي بكر تمتلك القنبلة النووية لضربت المسلمين بالقنبلة النووية في حرب الجمل؛ فهي أول إمرأة إرهابية في الإسلام؛ ولعن الله أحفادها النواصب أجمعين.
                        ونسألكم الدعاء.

                        تعليق


                        • كرامات ومعاجز أهل البيت عليهم السلام!

                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          اللهم صلِ على محمد و آل محمد وعجل فرجهم ياكريم
                          وأهلكـ أعدائهم من الأولين والآخرين إلى يوم الدين










                          لعـــن الله الشــــاك
                          اللهــم ثبتــنا علــى ولايــة أهـــل بيــت نبيــك واحشـــرنا في زمــرتهــم وتحــت لــوائهــم
                          اللهــم صلــِ وســلم علـــى محمـــد وآلـــه الطـــاهـــرين
                          وارحمنــــا بهــــم يا أرحــم الراحمـــين.


                          تعليق


                          • عائشة: أم المتسكعين.. أم المتسكعين.. أم المتسكعين

                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
                            عائشة: أم المتسكعين.. أم المتسكعين.. أم المتسكعين
                            (ساعة لربك وساعة لقلبك) ..كانت هذه إحدى الأفكار التي جاءتنا أيام ما يسمى بالقومية العربية في الخمسينات والستينات. وشاعت بشكل كبير في ما بيننا – طبعاً عندما كنا شباباً ومراهقين- لتدفعنا نحو إيقاع مزاوجة بين المتناقضين الرئيسيين: (الدين) و (الفساد)!
                            ولأننا كنا شباباً ومراهقين ولم تكن في ثقافتنا إلا جمال عبد الناصر وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وفريد الأطرش وإسماعيل ياسين وفاتن حمامة وسعاد حسني و ... سائر شلة الفساد التي جاءنا بها إعلام (القومية العربية) من مصر المحروسة؛ فإننا لم نكن نفتكر في هذه الفكرة (ساعة لربك وساعة لقلبك) ولم نعرضها على مبادئنا الدينية التي كانت غائبة أصلاً عن أذهاننا في تلك الفترة السوداء من تاريخ حياتنا.
                            طبعاً يرجع الفضل في صياغة هذه الفكرة إلى فقهاء القومية العربية أيضاً الذين لم يزاوجوا فقط بين (الدين) و(الفساد) بهذه الفكرة وإنما خرجوا علينا بمزاوجات أخرى كثيرة كانت من بينها المزاوجة الشهيرة بين (الدين) و (الشيوعية الاشتراكية)! كل هذا تنفيذاً وتلبية لتوجهات وميولات (الزعيم) و (الزعماء) .. أو بمعنى أصح (العميل) و(العملاء) !! المهم أن فكرة (ساعة لربك وساعة لقلبك) التي كانوا يقرؤونها (..ساعة لألبك) على اللهجة المصرية كانت تعطي للفرد منا الضوء الأخضر لأن يفسد ويفسق ويرتكب المحرمات في ساعات معينة يقتطعها من وقته على أن لا ينسى (ربه) في أوقات أخرى كأوقات الصلاة مثلاً ،فهذا في مقابل ذاك! وليس علينا أن نشعر بوخز الضمير عندما نقف بين يدي الله (جل جلاله) لأداء الصلاة مثلاً وقد كنا قبل قليل نشاهد وصلة راقصة لإحدى راقصات (القومية العربية) في تلك الفترة! فتلك كانت ساعة للقلب وهذه ساعة للرب .. و(إن الحسنات يذهبن السيئات) و (ماكو مشكلة يابه)! والحاصل أن القطاع الأغلب من شبابنا في تلك المرحلة آمن بهذه الفكرة واستساغها خاصة وقد كان يرى بعض رجال دين (الأزهر) آنئذ يشاركون بحماس في الحفلات الغنائية لـ (القومية العربية) بل وينطربون لصوت أم كلثوم ويصفون صوتها بـــ (الصوت الملائكي) ..و (يا حلاوة ..وعظمه على عظمه يا ست) !
                            من هناك .. من عاصمة القومية العربية .. من حيث ولد الزعيم الذي (سيرمي إسرائيل في البحر) .. وفي فترة التغييب والتخدير لعقولنا .. جاءتنا (ساعة لربك وساعة لقلبك) كقانون نافذ ، ولم نتفكر نحن الشباب –بسبب حالة التخدير- ولو لحظة أننا ما دخلنا بالقومية العربية ونحن مسلمون لا نعترف بالقوميات! وأننا كيف اعتبرنا عبد الناصر زعيماً ونحن شيعة ليس لنا زعيم غير أئمتنا ومراجعنا! وأننا كيف نقبل بفكرة (ساعة لربك وساعة .. لشيطانك) ونحن نعيش في بلاد الأئمة (عليهم السلام) الذين قالوا ما معناه: (لا تنال ولايتنا إلا بالورع )! وإننا كيف نقبل بفقهاء يحلقون لحاهم بالموسى ويصافحون النساء ويحللون الغناء ونحن أبناء عشائر عُرفت بالالتزام الديني وإتباع وصايا الأئمة والمحافظة على الغيرة والشرف! وبعد كل هذا ..(إش جابنا إحنا) العراقيين شيعة أهل البيت (عليهم السلام) الذين نهتف : (بس حيدر تحلاله الراية) و (يا علي أنت الولي وغيرك طلي) على من يقـــــــــول : (رضي الله عنهم وأرضاهم) و (المرسي أبو العباس) و (الله حي ...الله حي) ؟!!
                            المهم أن قانون (ساعة لربك أو ساعة لشيطانك) تفشى فينا كالوباء إلى أن أنقذنا الله تعالى منه ومن سائر قوانين (المد العربي القومي) و( حرية اشتراكية وحدة) واستطعنا بفضل علمائنا ومفكرينا أن ننتشل أنفسنا من هذه الغيبوبة وهذا الوهم وأن نعود إلى أصالتنا العقيدية وهويتنا المذهبية. ولكن الآن وبعد مرور كل تلك السنوات، ورغم سقوط كل الشعارات والقوانين والأفكار القومية السخيفة، بقت هذه الفكرة طاغية على شبابنا ، وإذا كنا وصلنا – شخصياً – إلى مرحلة الكهولة (مع أن ذلك لا يظهر في وجهي ولله الحمد بفعل الصبغ) فإن كثيرين غيرنا ما زالوا في مرحلة الشبـــــاب وما زالت الفكرة تدور في أذهانهم ويطبقونها في شؤون حياتهم ومعاملاتهم اليومية! فنجد الشاب يحضر صلاة الجماعة ساعة ، ويذهب في ساعة أخرى إلى مقاهي الإنترنت ليطالع المواقع الفاسدة أو يتعرف على الفتيات بالإيميل وما شابه دون إحساس بالذنب! (وبالمناسبة – وأرجو أن لا تفهموني خطأ – كان من حسنات نظام صدام حسين أننا كنا مرتاحين بحمد الله مما يسمى بمقاهي الإنترنت هذه ومن صحون الدش الفضائية ومن المخدرات ، وهذه الثلاثة انتشرت في بلادنا مع الأسف انتشار النار في الهشيم بعد الاحتلال– عفواً أقصد التحرير المبارك على أيدي القوات المظفرة من أشقائنا الأمريكيين والبريطانيين – حتى لا يزعل علينا الرفيق القائد علاوي) !!
                            في الحقيقة بدأت أفكر بالموضوع أكثر وأبحث في بعض المصادر التاريخية ، فوجدت أنني كنت متوهماً توهماً كبيراً في أن فكرة (توزيع الساعات بين الله والشيطان) هي من تأسيس المد القومي الناصري ، نعم لقد سمعنا عبارة (ساعة لربك وساعة لقلبك) في تلك الفترة لأول مرة ، ولكن هذا لا يعني أن مضمون هذه الفكرة لم يكن موجوداً سابقاً. وإذا تتبعنا مصادر التاريخ – وهذا ما وصلت إليه ولكن أرجو أيضاً أن لا يتم فهمي خطأ أو يزعل مني أحد – فسنجد أن أول من أسس هذه الفكرة كان عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة .. عفواً أقصد «السيدة الكريمة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق» !! (وطبعاً لا تصدقوا أن أحداً من أبناء السماوة يقولها من قلبه)!
                            وفي الواقع كانت عائشة « المصونة » – والتي أخبرونا في المدارس بأننا مأمورون بأخذ نصف ديننا منها – هي التي صنعت هذه الفكرة وجعلتها من خلال ممارساتها اليومية تنتشر بين المسلمين ، فلا باس عند عائشة من شيء من الترويح عن النفس حتى وإن تجاوز الخطوط الحمراء الشرعية ثم العودة إلى الدين والعبادة والتضرع لله تعالى! وهذا ما يفسر الأحاديث المتناقضة في سيرتها ، فأحياناً نجدها تبكي من خشية الله وتنادي بالمحافظة على سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر (وكانت هذه ساعة للرب) وأحياناً نجدها تنظم جلسات الطرب والأنس واللعب واللهو –البريء وغير البريء– بل وجلسات الليالي الحمراء شديد الخصوصية (وكانت هذه ساعة للقلب)!
                            أنا شخصياً لم تكن عندي مشكلة سابقاً في الاعتراف بأن عائشة تكون أمي!
                            ولكن عندما وجدت أن « ساعة قلبها » كانت من العيار الثقيل الذي لا يمكن لأي صاحب شرف وغيرة أن يتحمله فإنني رفضت أن تكون لي أماً لأنني بصراحة لا يشرفني أن تكون هذه أماً لي!
                            طبعاً سيخرج عليّ بعض الوهابيين الحنابلة الذين يقول الزمخشري في وصف الواحد منهم : « تيس لا يدري ولا يفهم» ليعرّفني ويفهّمني بأنه لا يمكن لي أن أرفض كونها أماً لي لأن الله تعالى يصف كل زوجات النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بأنهن أمهات للمؤمنين بقوله تعالى: « النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم » (الأحزاب:6) وسأجيب هذا « التيس» على حد تعبير الزمخشري –الذي هو من علمائهم – وليس تعبيري بأن زوجات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) الذين لم يرتكبن المحرمات ولم يحدثن ولم يبدّلن ولم يسئن إلى رسول الله هنّ أمهات المؤمنين وليس اللاتي فعلن ما فعلن! ووصف الله تبارك وتعالى في تلك الآية هو إطلاق لعموم الزوجات على الغالب وليس لعائشة وصديقتها الحميمة حفصة فإنه تعالى وصفهما بالكفر بقوله: {ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما لم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا الجنة مع الداخلين} (التحريم:10)
                            وبالنسبة لعائشة بالذات فقد وصفها رسول الله بأنها « رأس الكفر » وليس «الكفر» فقط! وهذا ما أورده إمام الوهابيين الحنابلة أحمد بن حمبل في مسنده حيث روى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) خرج من بيت عائشة فقال: « رأس الكفر من ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان» ! (مسند أحمد- الجزء 2 –الصفحة 23).
                            وبالنسبة لي شخصياً فإنه لو كانت أمي التي ولدتني بهذه الصفات التي سأنقلها من سيرة عائشة وبهذا لحجم الهائل من الانحلال الأخلاقي فإنني لن أتردد في البراءة منها ، ولولا أنه لا يجوز لي قتلها لكنت فعلت لأن الشرف عندنا نحن أبناء عشائر العرب أغلى من الروح والحياة!
                            وحتى لا يتهمني أحد بالكذب أو اختلاق الوقائع فإنني أنبّه سلفاً أن كل ما ســأذكـره في ما يتصل بالساعات «القلبية» لعائشة « المصونة المخدّرة المكنونة» هو من المصادر المعتبرة عند إخواننا العامة.
                            لقد استشهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وارتحل عن دار الدنيا وعمر عائشة على ما ينقل المؤرخون لم يتجاوز العشرين عاماً ، وكانت سوداء أدماء قبيحة المنظر فقد جاء: « قال عباد بن العوام: قلت لسهيل بن ذكوان : أرأيت عائشة؟
                            قال: نعم. قلت: صفها لي .قال: كانت أدماء.»(أنظر ميزان الاعتدال للذهبي –ج2- الصفحة 243 ،والكامل لعبد الله بن عدي –ج3 –الصفحة 446) ولكن المؤرخين ورجال السير لم يحتملوا هذا الوصف من ابن ذكوان فرموه بالكذب حتى تبقى الصورة الوهمية في عقولهم بأن عائشة شقراء بيضاء وملكة جمال!! حيث جاء : «قال غير عباد : كانت شقراء بيضاء . واتهمه –أي ابن ذكوان– بن معين بالكذب »! (ميزان الاعتدال –ج2– الصفحة 243).
                            وبسبب قبحها فإنها كانت تكره بشدة سائر أزواج النبي (صلى لله عليه وآله وسلم) سيّما مولاتنا خديجة (عليها السلام) وقصتها في الإساءة إليها بوقاحة أمام رسول الله وتوبيخه لها على إساءتها لها معروفة ولا حاجة لتكرارها.
                            وتعترف عائشة نفسها بأنها كانت تغار من سائر الزوجات لأنهن كن أجمل منها فحول ماريا (عليها السلام) قالت عائشة: «ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على ماريا وذلك أنها كانت جميلة » (طبقات ابن سعد –ج8 –ص 212) و(الإصابة – ترجمة ماريا وانساب الأشراف –ج1–ص 449).
                            وحول أسماء جاء عن ابن عباس: « تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسماء بنت النعمان وكانت أجمل أهل زمانها وأشبـّه فلما جعل رسول الله يتزوج الغرائب قالت عائشة : قد وضع يده في الغرائب ويوشكـّن أن يصرفـّن وجهه عنـّا وكان خطبها –أي أسماء– حين وفدت كندة عليه إلى أبيها ، فلما رآها نساء النبي حسدنها » (الطبقات لابن سعد –ج8 – ص145). وحول مليكة جاء: « تزوج النبي مليكة بنت كعب ، وكانت تذكر بجمال بارع ، فدخلت عليها عائشة فقالت لها: أما تستحين أن تنكحي قاتل أبيكِ ! فاستعاذت من رسول الله فطلقها» (الطبقات –ج8 –ص 184). وحول خديجة (عليها السلام) قالت: « ما غرت على امرأة لرســـــول الله كما غرت على خديجة ». (صحيح البخاري–ج 2 – 209).
                            ولأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان وسيما وكان جمال نوره الأخاذ يأسر القلب ويسحر الروح فقد كانت كثير من النساء يعرضن أنفسهن على رسول الله أملاً في الزواج منه، بل ويهبن أنفسهن له، وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يقبل بعضهن إشفاقاً عليهن ورحمة بهن خاصة من كانت منهن بلا معيل، وعن هؤلاء تقول عائشة: (كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله وأقول: وتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله عز وجل {ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت} قلت: والله! ما أرى ربك إلا يسارع لك في هواك}!! (صحيح مسلم - كتاب الرضاع - ص1065 وصحيح البخاري ج3 ص118). وهذا الحديث يكشف لنا مدى وقاحة عائشة بل وكفرها بالله جل وعلا حيث تتهم الله بأنه يسارع في هوى النبي وينزل الأحكام على حسب شهوات رسوله!! نعوذ بالله من هذا الكفر..
                            وكان ابن عباس قد وصف عائشة بقوله: «إنها لم تكن أحسن نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجهاً، ولا بأكرمهن حسباً». (الفتوح لابن أعثم ج2 ص337). وبسبب قبح ودمامة عائشة فإن أحداً لم يكترث بشأنها ولم يرغب أحد في الزواج بها، فدفع ذلك أباها إلى أن يعرضها على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مراراً وتكراراً حتى قبلها. وطبعاً لم تصدّق نفسها عندما أصبحت زوجة لرسول الله وأجمل خلق الله، فحاولت بشتى الوسائل والطرق أن تحتكر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لنفسها ولكنها اصطدمت بأن سيد المرسلين غير راغب فيها ولا يعطيها أكثر مما يعطي سائر نسائه بالحجم الطبيعي من الحنان والحب والرحمة، وأنه في أكثر أوقاته مشغول بأعباء الرسالة وحتى في الليالي فإنه (صلى الله عليه وآله وسلم) يناجي أخاه علياً (عليه السلام) أو يتعبّد لربّه سبحانه وتعالى ولم يكن يعرها أي اهتمام يذكر، فدبّ في قلبها الحسد لعلي وفاطمة (عليهما السلام) والحقد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومع هذا حاولت أن تعوّض إحساسها بالنقص الأنثوي بإشاعة الإشاعات في الناس عن افتتان رسول الله بها وبجمالها الساحر!! وهذا ما يفسّر تلك الأحاديث القذرة الكاذبة التي نشرتها بين الناس من أن رسول الله كان يباشرها وهي حائض ولعاً بها وأنه كان يصلي وهي أمامه بتلك الوضعية المشينة وأنه كان يضع رأسه على فخذها وأنه كان يمص لسانها و... غير ذلك من الأكاذيب وتفاصيل المعاشرة الزوجية التي يأبى أي صاحب غيرة وتأبى أية امرأة شريفة أن تذكرها عن زوجها - على فرض وقوعها فعلاً - أمام الناس وخاصة الرجال، ولكن عائشة لم تكن تستحي أن تذكرها أمام الأغراب والأجانب من الرجال والنساء على السواء حتى سطرتها الصحاح ودونتها الكتب وأصبحت عاراً علينا نحن المسلمين حيث قبلنا بهذه التشويهات لصورة نبينا الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق وأصبحنا بسببها مثار سخرية النصارى واليهود!! كل ذلك بفضل (الماجدة) عائشة بنت أبي بكر التي روّجت تلك الأحاديث والقصص الخرافية من أجل إشعار الناس بأن رسول الله كان يحبها وأنه كان عاشقاً لها ولا يستطيع فراقها حتى وهي نجسة غير طاهرة في حال الحيض!!
                            المهم أن رسول الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) استشهد كما أسلفنا وهي مازالت شابة، وهنا يأتي فصل {العيار الثقيل} من (ساعة القلب).. فماذا تفعل (أم المؤمنين) لإشباع رغباتها الدنيئة والحال أنها لا يجوز لها الزواج بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! إن عليها أن (تخترع) حلاً شرعياً ما من أجل تلك الساعات المخصصة لـ (القلب) فلم يكن الحل سوى إرسالها الرجال (البالغين) الذين ترغب بدخولهم عليها إلى أخواتها ليرضعوا من أثدائهن ولتصبح هي - أي عائشة - بمنطقها وفتواها هذه خالتهم فيجوز لهم أن يدخلوا عليها أمام المسلمين ويختلوا بها ساعات طويلة الله العالم ماذا كان يدور فيها!!
                            يقول التاريخ الذي سوّد وجوهنا (ولا عجب فإنها كانت سوداء أدماء وهذا من نسخ تلك) أن عائشة كانت تأمر أخواتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها وإن كان كبيراً! وكان من بين هؤلاء سالم بن عبد الله بن عمر، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، فقد أرضعتهما أخت عائشة أم كلثوم بأمرها حتى يدخلا عليها ويسمعا منها (الحديث) ولتعلمهما (الأحكام) طبعا ولا شيء آخر!! (أنظر الطبقات لابن سعد ج8 ص462 ترجمة أم كلثوم وشرح مسلم للنووي ج4 ص3).
                            وقبل أن نعرف ماهية (الحديث) وطبيعة (الأحكام) التي كانت (أم المؤمنين) تعلمها وتدرّسها لأولئك الرجال، ألفت نظر قارئنا العزيز إلى أن عليه أن لا يظلم عائشة وأخواتها في مسألة رضاع الكبير، صحيح أن هذا مما تأباه النفس الكريمة حيث لا يقبل أحد من الناس أن تكشف زوجته صدرها أمام رجل غريب من أجل إرضاعه، وصحيح أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حدّد لجواز الإرضاع أن يكون المرتضع طفلاً بقوله: (إنما الرضاعة من المجاعة) (صحيح مسلم ج4 ص170) أي أن الرضاعة التي تثبت بها الحرمة تكون للطفل الذي لا يسد جوعه إلا اللبن، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء وكان قبل الفطام) (سنن الترمذي ج5 ص96). وصحيح أيضاً أن سائر زوجات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - ما عدا حفصة طبعاً - أنكرن على عائشة هذه الفتوى (المحللة) وكانت من بينهن أم سلمة (رضوان الله عليها) التي أبت أن يدخل أحد عليهن بهذه العملية المخزية (أنظر صحيح مسلم باب رضاعة الكبير ج4 ص168 والطبقات ج8 ص270 وسنن النسائي ج2 ص84).
                            نعم كل هذا صحيح، ولكن نحن لا ندري فربما كان لدى عائشة وأخواتها وسيلة للإرضاع لا تستلزم كشف الصدر للرجل الغريب ولا مصه للثدي، رغم أنه لم يكن في تلك الفترة جهاز لشفط اللبن من المرأة، ولكن نحن لا ندري حيث لم نشاهد ولم نعاين، فلا تظلموا (أمنا) وأخواتها فلعل الأمر تم على نحو إعجازي وخرج اللبن من صدر المرأة إلى فم الرجل في الفضاء من دون أن يرى الرجل شيئا ولا يمص شيئا!! (طبعا إذا مشى الإنسان على رأسه ورأى برجليه فصدقوا أنه لم يحدث شيء من هذا!!)
                            المشكلة هي أن عائشة لا تنتهي عن شيء حتى إذا كان الناهي لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه، فقد روت عائشة وقالت: (دخل عليّ رسول الله وعندي رجل قاعد، فاشتدّ ذلك عليه ورأيت الغضب في وجهه، فقلت: يا رسول الله إنه أخي من الرضاعة. فقال: أنظرن إخوتكن من الرضاعة فإنما الرضاعة من المجاعة). (صحيح مسلم ج4 ص170). هنا قد لاحظت عائشة مدى غيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعدم سماحه بأن يبقى رجل غريب معها بدعوى أنه أخوها من الرضاعة حيث إنه لم تكن رضاعته بالشرائط الشرعية وإنما رضع وهو أكبر من (البغل) فعلاوة على أن هذه الرضاعة حرام شرعاً؛ كيف يصبح هذا (البغل) ابناً للمرأة؟! فمعنى هذا أننا يمكن لنا أن تأتي بشيخ قد جاوز الثمانين من العمر ليرضع من صدر امرأة لا تتجاوز العشرين فيصبح ابن الثمانين ابنا لبنت العشرين ويقول لها: (ماما.. ماما) وعاشت فتوى (ماما عائشة أم المؤمنين)!!
                            طبعا تعرّضت عائشة بسبب إباحتها رضاع الكبار وإدخالهم الرجال الأغراب الأجانب عليها واختلائها بهم إلى انتقادات كبيرة في ذلك الوقت، وخصوصاً من المرأة الشريفة العفيفة أم سلمة التي هي بحق أم المؤمنين الصالحين (رضوان الله تعالى عليها) والتي بيّنت عدم جواز هذه اللعبة ونهي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن هذا التعدي الخطير على الشرع الحنيف، فما كان من عائشة إلا أن توجد دليلاً مختلقاً آخر لهذه الفتوى - ذات المآرب الخاصة التي لا تخفى على أولي الألباب - وهو ادعاء أن جواز رضاعة الكبير قد نزل في القرآن الكريم (الأصلي) ثم اختفى بسبب (دجاجة) جاءت وأكلت تلك الآية تحت سرير عائشة!!
                            تقول عائشة: (لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشراً ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكله)!! (مسند أحمد ج6 ص269 وسنن ابن ماجه ج1 ص625).
                            ولأن إرضاع الكبار عشر رضعات متواليات صعب جداً كما أنه يؤخر (نشر الحرمة) بينهم وبينها ولا يتيح دخولهم عليها بسرعة، فقد أفتت عائشة في ما بعد بأن خمس رضعات بدلاً من عشر كافية ولا داعي لكل هذا العناء! وزعمت في ذلك أن الآية التي نزلت بعشر رضعات قد نسخت إلى خمس في ما بعد، ومع هذا فقد أكلتها الدجاجة!! تقول عائشة: (كان في ما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن. ثم نسخت بـ: خمس معلومات) (صحيح مسلم ج4 ص167).
                            وفي الواقع لا أدري أنا كيف استطاعت هذه (الدجاجة) أن تمحو من الوجود آيات رب العزة والجلالة؟! ولا أستطيع أن أكبت ضحكتي عندما أسمع من بعض الوهابيين الحنابلة اتهامنا نحن الشيعة بأننا نعتقد بتحريف القرآن ونقصه مع أننا لا نؤمن بعائشة ولا بسريرها ولا بدجاجتها ولا بقصتها الخرافية تلك وإنما هم الذين يؤمنون وفي ما ورد بصحاحهم مبتلون!! حقاً لقد بدأت أصدق قول الزمخشري في وصفهم المنقول أعلاه خاصة وأن لحاهم ليست ببعيدة في الشبه بلحى التيوس إلا أنها أعرض قليلاً!
                            ومرة أخرى وحتى لا نظلم (أم المؤمنين) فعلينا أن نطالع ونقلب صفحات التاريخ جيداً لنعرف طبيعة (المسائل والأحكام) التي كانت تعلمها عائشة لمن يدخل عليها من الرجال (الراضعين) فربما كانت تلك الخلوات والجلسات النهارية والليلية (بريئة) وهدفها هو تعليم المسلمين مسائل دينهم وإلقاء (الحديث الشريف) إليهم ليس إلا.
                            وفي ما بين يدينا نموذج لتلك (المسائل والأحكام والأحاديث) التي كانت تجري في تلك الجلسات، حيث ورد في الصحاح وكتب التاريخ: (عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: دخلت على عائشة أنا وأخوها من الرضاعة فسألها عن غسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الجنابة فدعت بإناء قدر الصاع فاغتسلت وبيننا وبينها ستر وأفرغت على رأسها ثلاثا)! (صحيح مسلم ج1 ص176 وسنن النسائي ج1 ص127 وسير أعلام النبلاء للذهبي ج2 ص244)
                            ما شاء الله تبارك الله.. انظروا أيها المؤمنون إلى أمكم كيف لا تكتفي بالتعليم النظري والشفهي وإنما تنتقل للتعليم العملي والتطبيقي والتصويري لمسألة هي من أكثر المسائل حساسية في حياة الإنسان وهي كيفية الاغتسال من (الجنابة)! طبعاً أنا عندما طالعت هذا الحديث استغربت جداً ودارت في ذهني تساؤلات كثيرة وخطيرة - وأعترف بأن بعضها ليست بريئة - ومنها: ألم يجد أبو سلمة وذلك الرجل (الراضعيْن) غير امرأة ليتعلّما منها كيفية الاغتسال بالنسبة للرجال؟! ألم يكن بمقدورهما توجيه هذا السؤال إلى الرجال ليتعلّموا؟!
                            وأساساً كيف لم يتعلّما حتى الآن كيفية الغسل وهما من (الصحابة الذين رضي الله عنهم وأرضاهم وكانوا علماء في الدين) وبعد كل هذه السنوات من جهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تعليمهم وتلقينهم أحكام الدين؟! ويا ترى ماذا كانا يفعلان طوال تلك السنوات قبل أن يسألا عائشة عن كيفية الغسل.. هل ما كانا يغتسلان ويظلان نجسيْن غير طاهريْن؟!
                            وصاحبتنا عائشة كيف قبلت أن يسألها (رجل) مثل هذا السؤال؟! ألم يكن بمقدورها توجيه صفعة لهما بالقول: (استحيا إنني امرأة واذهبا واسألا أمثالكما من الرجال)؟! وهل لم يكن أحد قادراً على الإجابة على مثل هذا السؤال سوى (الماجدة) عائشة؟! ثم لماذا لم تكتفِ عائشة ببيان طريقة الاغتسال شفهيا وإنما أخذت بـ (تمثيل) ذلك واقعياً؟! وإذا كان (الستر) حائلاً يحجب الرؤية فما الداعي للقيام بالاغتسال أصلا وهما لا ينظران إلى الكيفية؟! وإذا لم يكن حاجباً للرؤية فكيف قبلت عائشة بأن يرى الرجلان خيال جسدها وينظران إلى ما لا يجوز حتى لذوي المحارم على فرض أنهما أخ من الرضاعة وابن أخت من الرضاعة؟! ويا ترى لو كان هذا (التعليم التطبيقي) قد تم على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودخل الرسول على زوجته وهي واقفة تغتسل أمام رجليْن من الأغراب وبينهما ستر (يسيل اللعاب ويثير الشهوة) فماذا كان سيفعل في هذه المرأة الوقحة قليلة الأدب والحياء والعفة والدين؟!! وهل يقبل أحد منا أن تقوم زوجته بتعليم الاغتسال لرجل يكون واقفا أمام باب الحمام مثلا وإن كان لا ينظر وحتى لو كان ابن أختها من الرضاعة؟!! وأي فجور وعهر أكبر من هذا؟!!
                            ويبقى السؤال عن (الستر) الذي ضربته عائشة بينها وبين الرجليْن، حيث يجيب عليه النووي الذي شرح الحديث في صحيح مسلم فقال نقلا عن القاضي عياض: (ظاهر الحديث أنهما رأيا عملها في رأسها وأعالي جسدها مما يحل لذي المحرم النظر إليه من ذات المحرم وكان أحدهما أخاها من الرضاعة كما ذُكر قيل اسمه عبد الله بن يزيد وكان أبو سلمة بن أختها من الرضاعة أرضعته أم كلثوم بنت أبي بكر ولولا أنهما شاهدا ذلك ورأياه لم يكن لاستدعائها الماء وطهارتها بحضرتهما معنى إذ لو فعلت ذلك كله في ستر عنهما لكان عبثاً ورجع الحال إلى وصفها له وإنما فعلت الستر ليستر أسافل البدن وما لا يحل للمحرم نظره.. والله أعلم)! (شرح مسلم للنووي ج4 ص3).
                            فإذن هما (شاهدا ورأيا) على ذمة عياض والنووي، ولكنهما شاهدا أعالي البدن لا أسفله والمواضع الأكثر حساسية، لطيف جداً، ولكن حضرة القاضي عياض وجناب الشيخ النووي لم يبلغانا أي شرع لله يجيز هذا ولم ينقلا لنا كيف كانت (مشاعر) الرجلين في تلك (الخلوة التدريسية) وهما يريان امرأة (شابة) تغتسل ولم تستر سوى أسفل بدنها بستر لا يغني عن افتتان!! ومع هذا نقول ما قاله عياض والنووي.. (الله أعلم)!
                            ويقول السماوي - الذي هو أنا - إن (أم المؤمنين) ربما اعتبرت تلك الساعة من ساعات (القلب) التي يجوز فيها ما لا يجوز في غيرها، و(لا حرج في الدين) وما دام الغرض شريفاً وهو مجرد تعليم الأحكام الشرعية فلا موجب للإنكار على سيدتنا الماجدة فعلها هذا وإن لم يكن عندنا شاهد محايد ليؤكد لنا أن الأمور (لم تتجاوز هذا الحد) في تلك الساعة البريئة.. والله أعلم!!
                            ومع تقدم السن بعائشة بدأت الأمور تأخذ منحى تصاعدياً في تجاوز الخطوط الحمراء الشرعية، فلئن كانت في بادئ الأمر تحاول أن توجد غطاء شرعياً لما تفعله من اصطياد الرجال والشباب وإدخالهم عليها فإنها في أواخر الأمر بدأت تخرج عن طورها وتمارس (التسكع) العلني السافر! ولئن كانت في بادئ الأمر تجد من يهتم بالدخول عليها ولو (للبصبصة) فإنها مع تقدّم العمر بها ووصولها إلى مرحلة العجزة لم تعد تثير أدنى اهتمام، فاضطرت للجوء إلى وسيلة أخرى غاية في الدناءة وهي الاستعانة ببعض الجواري وتزيينهن ثم الطواف بهن في الأحياء والطرقات لاصطياد الشباب والإتيان بهم إلى حيث (يتلقّون الأحكام الشرعية الرصينة)!!
                            فقد روى أبو بكر بن أبي شيبة ما يلي: (أن عائشة شوّفت - أي زيّنت - جارية وطافت بها وقالت: لعلنا نصطاد بها شباب قريش)!! (راجع المصنف لابن أبي شيبة ج4 ص49).
                            حقا لقد أثبتت عائشة أنها (ماجدة) طبعاً على المعنى الذي نعرفه نحن العراقيين عن (الرفيقات الماجدات) اللاتي كن يحطن بالمهيب الركن القائد الضرورة وعلى رأسهن (أم المؤمنين أيضاً) ساجدة خير الله طلفاح!
                            فمن دون أي خجل ومن دون أي حياء امتهنت عائشة مهنة (التسكع) بالجواري حيث تأخذهن وتزيّنهن وتعمل لهم عمليات (المكياج) المناسبة من أجل إغراء الشباب في الطرقات وجذبهم إليها لأنها لم تعد (جذابة) كما كانت شابة رغم سوادها ودمامتها!! فهل عرفتم الآن لماذا تبرأت من (ماما عائشة)؟! لأنني بصراحة لست مستعداً لأن تكون أمي متسكعة ولا أتصور أن أي شخص يمكن أن يقبل أو يحترم أمه أو أخته أو زوجته إذا كانت هذه (القذارة) هي مهنتها؟! وأي صاحب غيرة يقبل بأن تكون إحدى محارمه تمارس مهنة (ق.....) علناً؟!!
                            كما قلت لكم سابقا فإن (ساعة القلب) الخاصة بعائشة لم تكن ساعة عادية وإنما كانت ساعة من العيار الثقيل، كالشواهد المذكورة أعلاه، ولكن أحيانا قد تخفف عائشة من العيار فتكتفي مثلاً ببعض جلسات الأنس والطرب لساعة القلب!
                            ومنذ عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت عائشة تستجلب الجواري والمغنيات إلى بيت الوحي ليغنين، وتتذكرون طبعا حديث (المزمارة) الذي رواه البخاري: (عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول الله وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند رسول الله! فأقبل عليه رسول الله وقال: دعهما)! (صحيح البخاري ج2 ص3).
                            ولا شك أن عائشة كذبت كعادتها في دعوى أن رسول الأخلاق (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل بمزمارة الشيطان وبهذا الغناء والطرب، فقد أرادت أن توهم الناس بأن أباها أبو بكر أتقى من الرسول الكريم! ولا يهمنا الآن الرد على هذه الفرية ولكن الشاهد هو في ولع عائشة بالطرب والغناء. ذلك الولع الذي دفعها بعد رحيل رسول الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم لأن تأتي برجل - وليس جارية هذه المرة - ليغني لها! وكان هذا المطرب من عبيد سعد بن أبي وقاص، ومن شدة تولعها وحبها لهذا المطرب خاصمت سعداً وحلفت أن لا تكلمه لأنه قام بضرب ذلك المغني لقضية ما! لقد كانت شديدة الحرص على أن لا يصيبه أي سوء فهو من القريبين إلى.. القلب في ساعة القلب!
                            روى ابن عبد البر: (كان في المدينة في الصدر الأول مغنٍّ يُقال له: (قند) وهو مولى سعد بن أبي وقاص، وكانت عائشة تستظرفه، فضربه سعد، فحلفت عائشة لا تكلمه حتى يرضى عنه قند! فدخل عليه سعد وهو وجع من ضربه، فاسترضاه فرضي عنه، وكلمته عائشة)! (العقد الفريد ج6 ص34).
                            وكانت عائشة تنظم جلسات الغناء حتى وهي بعيدة عن المدينة وذلك بالإيعاز إلى صاحبتها الحميمة حفصة بنت عمر بن الخطاب، حيث يذكر المؤخرون أنها كتبت رسالة إلى حفصة عندما نزل أمير المؤمنين (عليه السلام) منطقة ذي قار القريبة من الكوفة استعداداً لمحاربتها قالت فيها: (أما بعد فإني أخبرك أن عليا قد نزل ذاقار، وأقام به مرعوبا خائفا لما بلغه من عدّتنا وجماعتنا، فهو بمنزلة الأشفر إن تقدّم عُقِر وإن تأخر نُحر)! فدعت حفصة جواري لها يتغنّين ويضربن بالدفوف فأمرتهن أن يقلن في غنائهن (ما الخبر؟ ما الخبر؟ عليٌّ في السفر! كالفرس الأشفر! إن تقدّم عُقر! وإن تأخر نُحر)! وجعلت بنات الطلقاء يدخلن على حفصة ويجتمعن لسماع ذلك الغناء! (راجع شرح ابن أبي الحديد ج2 ص157).
                            فهكذا يتجلّى حقدها على أمير المؤمنين (عليه السلام) طبعاً في ساعة (حقد وغضب)!
                            والخلاصة أن (أم المتسكعين) التي كانت تطوف بالجواري لاصطياد شباب قريش، والتي كانت تنظم جلسات المجون والطرب، والتي كانت تدفع الرجال الأغراب للرضاع من صدور أخواتها ليدخلوا عليها وتعلمهم (الغسل من الجنابة) تطبيقياً وعملياً.. هذه المرأة كانت هي أصل تكوين فكرة (ساعة لربك وساعة لقلبك)، فمن لا يرى في كل هذه (المخازي) أي مشكلة فليظل فليعتبرها أماً له وليظل مفتخراً بأمومتها!
                            والخاتمة أنني أعتذر من جميع القراء الكرام إذا وردت في هذا الموضوع أي كلمات وعبارات تبعث على الغثيان ولكن مع الأسف هذا هو ما ورد في التاريخ وهذه هي الحقيقة، ونعتذر مجدداً من الذين يمكن أن تصيبهم صدمة من هذه الحقائق وندعوهم لأن يراجعوا التاريخ جيدا ليكتشفوا السبب في معاداتنا لهذه المرأة الساقطة وليعرفوا أن لنا كل الحق في موقفنا السلبي منها.
                            (المنبر - العدد 46 - شعبان 1425 هـ)
                            ونسألكم الدعاء.

                            تعليق


                            • عائشة: أم المتسكعين.. أم المتسكعين.. أم المتسكعين

                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
                              عائشة: أم المتسكعين.. أم المتسكعين.. أم المتسكعين
                              (ساعة لربك وساعة لقلبك) ..كانت هذه إحدى الأفكار التي جاءتنا أيام ما يسمى بالقومية العربية في الخمسينات والستينات. وشاعت بشكل كبير في ما بيننا – طبعاً عندما كنا شباباً ومراهقين- لتدفعنا نحو إيقاع مزاوجة بين المتناقضين الرئيسيين: (الدين) و (الفساد)!
                              ولأننا كنا شباباً ومراهقين ولم تكن في ثقافتنا إلا جمال عبد الناصر وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وفريد الأطرش وإسماعيل ياسين وفاتن حمامة وسعاد حسني و ... سائر شلة الفساد التي جاءنا بها إعلام (القومية العربية) من مصر المحروسة؛ فإننا لم نكن نفتكر في هذه الفكرة (ساعة لربك وساعة لقلبك) ولم نعرضها على مبادئنا الدينية التي كانت غائبة أصلاً عن أذهاننا في تلك الفترة السوداء من تاريخ حياتنا.
                              طبعاً يرجع الفضل في صياغة هذه الفكرة إلى فقهاء القومية العربية أيضاً الذين لم يزاوجوا فقط بين (الدين) و(الفساد) بهذه الفكرة وإنما خرجوا علينا بمزاوجات أخرى كثيرة كانت من بينها المزاوجة الشهيرة بين (الدين) و (الشيوعية الاشتراكية)! كل هذا تنفيذاً وتلبية لتوجهات وميولات (الزعيم) و (الزعماء) .. أو بمعنى أصح (العميل) و(العملاء) !! المهم أن فكرة (ساعة لربك وساعة لقلبك) التي كانوا يقرؤونها (..ساعة لألبك) على اللهجة المصرية كانت تعطي للفرد منا الضوء الأخضر لأن يفسد ويفسق ويرتكب المحرمات في ساعات معينة يقتطعها من وقته على أن لا ينسى (ربه) في أوقات أخرى كأوقات الصلاة مثلاً ،فهذا في مقابل ذاك! وليس علينا أن نشعر بوخز الضمير عندما نقف بين يدي الله (جل جلاله) لأداء الصلاة مثلاً وقد كنا قبل قليل نشاهد وصلة راقصة لإحدى راقصات (القومية العربية) في تلك الفترة! فتلك كانت ساعة للقلب وهذه ساعة للرب .. و(إن الحسنات يذهبن السيئات) و (ماكو مشكلة يابه)! والحاصل أن القطاع الأغلب من شبابنا في تلك المرحلة آمن بهذه الفكرة واستساغها خاصة وقد كان يرى بعض رجال دين (الأزهر) آنئذ يشاركون بحماس في الحفلات الغنائية لـ (القومية العربية) بل وينطربون لصوت أم كلثوم ويصفون صوتها بـــ (الصوت الملائكي) ..و (يا حلاوة ..وعظمه على عظمه يا ست) !
                              من هناك .. من عاصمة القومية العربية .. من حيث ولد الزعيم الذي (سيرمي إسرائيل في البحر) .. وفي فترة التغييب والتخدير لعقولنا .. جاءتنا (ساعة لربك وساعة لقلبك) كقانون نافذ ، ولم نتفكر نحن الشباب –بسبب حالة التخدير- ولو لحظة أننا ما دخلنا بالقومية العربية ونحن مسلمون لا نعترف بالقوميات! وأننا كيف اعتبرنا عبد الناصر زعيماً ونحن شيعة ليس لنا زعيم غير أئمتنا ومراجعنا! وأننا كيف نقبل بفكرة (ساعة لربك وساعة .. لشيطانك) ونحن نعيش في بلاد الأئمة (عليهم السلام) الذين قالوا ما معناه: (لا تنال ولايتنا إلا بالورع )! وإننا كيف نقبل بفقهاء يحلقون لحاهم بالموسى ويصافحون النساء ويحللون الغناء ونحن أبناء عشائر عُرفت بالالتزام الديني وإتباع وصايا الأئمة والمحافظة على الغيرة والشرف! وبعد كل هذا ..(إش جابنا إحنا) العراقيين شيعة أهل البيت (عليهم السلام) الذين نهتف : (بس حيدر تحلاله الراية) و (يا علي أنت الولي وغيرك طلي) على من يقـــــــــول : (رضي الله عنهم وأرضاهم) و (المرسي أبو العباس) و (الله حي ...الله حي) ؟!!
                              المهم أن قانون (ساعة لربك أو ساعة لشيطانك) تفشى فينا كالوباء إلى أن أنقذنا الله تعالى منه ومن سائر قوانين (المد العربي القومي) و( حرية اشتراكية وحدة) واستطعنا بفضل علمائنا ومفكرينا أن ننتشل أنفسنا من هذه الغيبوبة وهذا الوهم وأن نعود إلى أصالتنا العقيدية وهويتنا المذهبية. ولكن الآن وبعد مرور كل تلك السنوات، ورغم سقوط كل الشعارات والقوانين والأفكار القومية السخيفة، بقت هذه الفكرة طاغية على شبابنا ، وإذا كنا وصلنا – شخصياً – إلى مرحلة الكهولة (مع أن ذلك لا يظهر في وجهي ولله الحمد بفعل الصبغ) فإن كثيرين غيرنا ما زالوا في مرحلة الشبـــــاب وما زالت الفكرة تدور في أذهانهم ويطبقونها في شؤون حياتهم ومعاملاتهم اليومية! فنجد الشاب يحضر صلاة الجماعة ساعة ، ويذهب في ساعة أخرى إلى مقاهي الإنترنت ليطالع المواقع الفاسدة أو يتعرف على الفتيات بالإيميل وما شابه دون إحساس بالذنب! (وبالمناسبة – وأرجو أن لا تفهموني خطأ – كان من حسنات نظام صدام حسين أننا كنا مرتاحين بحمد الله مما يسمى بمقاهي الإنترنت هذه ومن صحون الدش الفضائية ومن المخدرات ، وهذه الثلاثة انتشرت في بلادنا مع الأسف انتشار النار في الهشيم بعد الاحتلال– عفواً أقصد التحرير المبارك على أيدي القوات المظفرة من أشقائنا الأمريكيين والبريطانيين – حتى لا يزعل علينا الرفيق القائد علاوي) !!
                              في الحقيقة بدأت أفكر بالموضوع أكثر وأبحث في بعض المصادر التاريخية ، فوجدت أنني كنت متوهماً توهماً كبيراً في أن فكرة (توزيع الساعات بين الله والشيطان) هي من تأسيس المد القومي الناصري ، نعم لقد سمعنا عبارة (ساعة لربك وساعة لقلبك) في تلك الفترة لأول مرة ، ولكن هذا لا يعني أن مضمون هذه الفكرة لم يكن موجوداً سابقاً. وإذا تتبعنا مصادر التاريخ – وهذا ما وصلت إليه ولكن أرجو أيضاً أن لا يتم فهمي خطأ أو يزعل مني أحد – فسنجد أن أول من أسس هذه الفكرة كان عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة .. عفواً أقصد «السيدة الكريمة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق» !! (وطبعاً لا تصدقوا أن أحداً من أبناء السماوة يقولها من قلبه)!
                              وفي الواقع كانت عائشة « المصونة » – والتي أخبرونا في المدارس بأننا مأمورون بأخذ نصف ديننا منها – هي التي صنعت هذه الفكرة وجعلتها من خلال ممارساتها اليومية تنتشر بين المسلمين ، فلا باس عند عائشة من شيء من الترويح عن النفس حتى وإن تجاوز الخطوط الحمراء الشرعية ثم العودة إلى الدين والعبادة والتضرع لله تعالى! وهذا ما يفسر الأحاديث المتناقضة في سيرتها ، فأحياناً نجدها تبكي من خشية الله وتنادي بالمحافظة على سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر (وكانت هذه ساعة للرب) وأحياناً نجدها تنظم جلسات الطرب والأنس واللعب واللهو –البريء وغير البريء– بل وجلسات الليالي الحمراء شديد الخصوصية (وكانت هذه ساعة للقلب)!
                              أنا شخصياً لم تكن عندي مشكلة سابقاً في الاعتراف بأن عائشة تكون أمي!
                              ولكن عندما وجدت أن « ساعة قلبها » كانت من العيار الثقيل الذي لا يمكن لأي صاحب شرف وغيرة أن يتحمله فإنني رفضت أن تكون لي أماً لأنني بصراحة لا يشرفني أن تكون هذه أماً لي!
                              طبعاً سيخرج عليّ بعض الوهابيين الحنابلة الذين يقول الزمخشري في وصف الواحد منهم : « تيس لا يدري ولا يفهم» ليعرّفني ويفهّمني بأنه لا يمكن لي أن أرفض كونها أماً لي لأن الله تعالى يصف كل زوجات النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بأنهن أمهات للمؤمنين بقوله تعالى: « النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم » (الأحزاب:6) وسأجيب هذا « التيس» على حد تعبير الزمخشري –الذي هو من علمائهم – وليس تعبيري بأن زوجات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) الذين لم يرتكبن المحرمات ولم يحدثن ولم يبدّلن ولم يسئن إلى رسول الله هنّ أمهات المؤمنين وليس اللاتي فعلن ما فعلن! ووصف الله تبارك وتعالى في تلك الآية هو إطلاق لعموم الزوجات على الغالب وليس لعائشة وصديقتها الحميمة حفصة فإنه تعالى وصفهما بالكفر بقوله: {ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما لم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا الجنة مع الداخلين} (التحريم:10)
                              وبالنسبة لعائشة بالذات فقد وصفها رسول الله بأنها « رأس الكفر » وليس «الكفر» فقط! وهذا ما أورده إمام الوهابيين الحنابلة أحمد بن حمبل في مسنده حيث روى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) خرج من بيت عائشة فقال: « رأس الكفر من ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان» ! (مسند أحمد- الجزء 2 –الصفحة 23).
                              وبالنسبة لي شخصياً فإنه لو كانت أمي التي ولدتني بهذه الصفات التي سأنقلها من سيرة عائشة وبهذا لحجم الهائل من الانحلال الأخلاقي فإنني لن أتردد في البراءة منها ، ولولا أنه لا يجوز لي قتلها لكنت فعلت لأن الشرف عندنا نحن أبناء عشائر العرب أغلى من الروح والحياة!
                              وحتى لا يتهمني أحد بالكذب أو اختلاق الوقائع فإنني أنبّه سلفاً أن كل ما ســأذكـره في ما يتصل بالساعات «القلبية» لعائشة « المصونة المخدّرة المكنونة» هو من المصادر المعتبرة عند إخواننا العامة.
                              لقد استشهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وارتحل عن دار الدنيا وعمر عائشة على ما ينقل المؤرخون لم يتجاوز العشرين عاماً ، وكانت سوداء أدماء قبيحة المنظر فقد جاء: « قال عباد بن العوام: قلت لسهيل بن ذكوان : أرأيت عائشة؟
                              قال: نعم. قلت: صفها لي .قال: كانت أدماء.»(أنظر ميزان الاعتدال للذهبي –ج2- الصفحة 243 ،والكامل لعبد الله بن عدي –ج3 –الصفحة 446) ولكن المؤرخين ورجال السير لم يحتملوا هذا الوصف من ابن ذكوان فرموه بالكذب حتى تبقى الصورة الوهمية في عقولهم بأن عائشة شقراء بيضاء وملكة جمال!! حيث جاء : «قال غير عباد : كانت شقراء بيضاء . واتهمه –أي ابن ذكوان– بن معين بالكذب »! (ميزان الاعتدال –ج2– الصفحة 243).
                              وبسبب قبحها فإنها كانت تكره بشدة سائر أزواج النبي (صلى لله عليه وآله وسلم) سيّما مولاتنا خديجة (عليها السلام) وقصتها في الإساءة إليها بوقاحة أمام رسول الله وتوبيخه لها على إساءتها لها معروفة ولا حاجة لتكرارها.
                              وتعترف عائشة نفسها بأنها كانت تغار من سائر الزوجات لأنهن كن أجمل منها فحول ماريا (عليها السلام) قالت عائشة: «ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على ماريا وذلك أنها كانت جميلة » (طبقات ابن سعد –ج8 –ص 212) و(الإصابة – ترجمة ماريا وانساب الأشراف –ج1–ص 449).
                              وحول أسماء جاء عن ابن عباس: « تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسماء بنت النعمان وكانت أجمل أهل زمانها وأشبـّه فلما جعل رسول الله يتزوج الغرائب قالت عائشة : قد وضع يده في الغرائب ويوشكـّن أن يصرفـّن وجهه عنـّا وكان خطبها –أي أسماء– حين وفدت كندة عليه إلى أبيها ، فلما رآها نساء النبي حسدنها » (الطبقات لابن سعد –ج8 – ص145). وحول مليكة جاء: « تزوج النبي مليكة بنت كعب ، وكانت تذكر بجمال بارع ، فدخلت عليها عائشة فقالت لها: أما تستحين أن تنكحي قاتل أبيكِ ! فاستعاذت من رسول الله فطلقها» (الطبقات –ج8 –ص 184). وحول خديجة (عليها السلام) قالت: « ما غرت على امرأة لرســـــول الله كما غرت على خديجة ». (صحيح البخاري–ج 2 – 209).
                              ولأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان وسيما وكان جمال نوره الأخاذ يأسر القلب ويسحر الروح فقد كانت كثير من النساء يعرضن أنفسهن على رسول الله أملاً في الزواج منه، بل ويهبن أنفسهن له، وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يقبل بعضهن إشفاقاً عليهن ورحمة بهن خاصة من كانت منهن بلا معيل، وعن هؤلاء تقول عائشة: (كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله وأقول: وتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله عز وجل {ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت} قلت: والله! ما أرى ربك إلا يسارع لك في هواك}!! (صحيح مسلم - كتاب الرضاع - ص1065 وصحيح البخاري ج3 ص118). وهذا الحديث يكشف لنا مدى وقاحة عائشة بل وكفرها بالله جل وعلا حيث تتهم الله بأنه يسارع في هوى النبي وينزل الأحكام على حسب شهوات رسوله!! نعوذ بالله من هذا الكفر..
                              وكان ابن عباس قد وصف عائشة بقوله: «إنها لم تكن أحسن نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجهاً، ولا بأكرمهن حسباً». (الفتوح لابن أعثم ج2 ص337). وبسبب قبح ودمامة عائشة فإن أحداً لم يكترث بشأنها ولم يرغب أحد في الزواج بها، فدفع ذلك أباها إلى أن يعرضها على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مراراً وتكراراً حتى قبلها. وطبعاً لم تصدّق نفسها عندما أصبحت زوجة لرسول الله وأجمل خلق الله، فحاولت بشتى الوسائل والطرق أن تحتكر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لنفسها ولكنها اصطدمت بأن سيد المرسلين غير راغب فيها ولا يعطيها أكثر مما يعطي سائر نسائه بالحجم الطبيعي من الحنان والحب والرحمة، وأنه في أكثر أوقاته مشغول بأعباء الرسالة وحتى في الليالي فإنه (صلى الله عليه وآله وسلم) يناجي أخاه علياً (عليه السلام) أو يتعبّد لربّه سبحانه وتعالى ولم يكن يعرها أي اهتمام يذكر، فدبّ في قلبها الحسد لعلي وفاطمة (عليهما السلام) والحقد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومع هذا حاولت أن تعوّض إحساسها بالنقص الأنثوي بإشاعة الإشاعات في الناس عن افتتان رسول الله بها وبجمالها الساحر!! وهذا ما يفسّر تلك الأحاديث القذرة الكاذبة التي نشرتها بين الناس من أن رسول الله كان يباشرها وهي حائض ولعاً بها وأنه كان يصلي وهي أمامه بتلك الوضعية المشينة وأنه كان يضع رأسه على فخذها وأنه كان يمص لسانها و... غير ذلك من الأكاذيب وتفاصيل المعاشرة الزوجية التي يأبى أي صاحب غيرة وتأبى أية امرأة شريفة أن تذكرها عن زوجها - على فرض وقوعها فعلاً - أمام الناس وخاصة الرجال، ولكن عائشة لم تكن تستحي أن تذكرها أمام الأغراب والأجانب من الرجال والنساء على السواء حتى سطرتها الصحاح ودونتها الكتب وأصبحت عاراً علينا نحن المسلمين حيث قبلنا بهذه التشويهات لصورة نبينا الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق وأصبحنا بسببها مثار سخرية النصارى واليهود!! كل ذلك بفضل (الماجدة) عائشة بنت أبي بكر التي روّجت تلك الأحاديث والقصص الخرافية من أجل إشعار الناس بأن رسول الله كان يحبها وأنه كان عاشقاً لها ولا يستطيع فراقها حتى وهي نجسة غير طاهرة في حال الحيض!!
                              المهم أن رسول الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) استشهد كما أسلفنا وهي مازالت شابة، وهنا يأتي فصل {العيار الثقيل} من (ساعة القلب).. فماذا تفعل (أم المؤمنين) لإشباع رغباتها الدنيئة والحال أنها لا يجوز لها الزواج بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! إن عليها أن (تخترع) حلاً شرعياً ما من أجل تلك الساعات المخصصة لـ (القلب) فلم يكن الحل سوى إرسالها الرجال (البالغين) الذين ترغب بدخولهم عليها إلى أخواتها ليرضعوا من أثدائهن ولتصبح هي - أي عائشة - بمنطقها وفتواها هذه خالتهم فيجوز لهم أن يدخلوا عليها أمام المسلمين ويختلوا بها ساعات طويلة الله العالم ماذا كان يدور فيها!!
                              يقول التاريخ الذي سوّد وجوهنا (ولا عجب فإنها كانت سوداء أدماء وهذا من نسخ تلك) أن عائشة كانت تأمر أخواتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها وإن كان كبيراً! وكان من بين هؤلاء سالم بن عبد الله بن عمر، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، فقد أرضعتهما أخت عائشة أم كلثوم بأمرها حتى يدخلا عليها ويسمعا منها (الحديث) ولتعلمهما (الأحكام) طبعا ولا شيء آخر!! (أنظر الطبقات لابن سعد ج8 ص462 ترجمة أم كلثوم وشرح مسلم للنووي ج4 ص3).
                              وقبل أن نعرف ماهية (الحديث) وطبيعة (الأحكام) التي كانت (أم المؤمنين) تعلمها وتدرّسها لأولئك الرجال، ألفت نظر قارئنا العزيز إلى أن عليه أن لا يظلم عائشة وأخواتها في مسألة رضاع الكبير، صحيح أن هذا مما تأباه النفس الكريمة حيث لا يقبل أحد من الناس أن تكشف زوجته صدرها أمام رجل غريب من أجل إرضاعه، وصحيح أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حدّد لجواز الإرضاع أن يكون المرتضع طفلاً بقوله: (إنما الرضاعة من المجاعة) (صحيح مسلم ج4 ص170) أي أن الرضاعة التي تثبت بها الحرمة تكون للطفل الذي لا يسد جوعه إلا اللبن، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء وكان قبل الفطام) (سنن الترمذي ج5 ص96). وصحيح أيضاً أن سائر زوجات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - ما عدا حفصة طبعاً - أنكرن على عائشة هذه الفتوى (المحللة) وكانت من بينهن أم سلمة (رضوان الله عليها) التي أبت أن يدخل أحد عليهن بهذه العملية المخزية (أنظر صحيح مسلم باب رضاعة الكبير ج4 ص168 والطبقات ج8 ص270 وسنن النسائي ج2 ص84).
                              نعم كل هذا صحيح، ولكن نحن لا ندري فربما كان لدى عائشة وأخواتها وسيلة للإرضاع لا تستلزم كشف الصدر للرجل الغريب ولا مصه للثدي، رغم أنه لم يكن في تلك الفترة جهاز لشفط اللبن من المرأة، ولكن نحن لا ندري حيث لم نشاهد ولم نعاين، فلا تظلموا (أمنا) وأخواتها فلعل الأمر تم على نحو إعجازي وخرج اللبن من صدر المرأة إلى فم الرجل في الفضاء من دون أن يرى الرجل شيئا ولا يمص شيئا!! (طبعا إذا مشى الإنسان على رأسه ورأى برجليه فصدقوا أنه لم يحدث شيء من هذا!!)
                              المشكلة هي أن عائشة لا تنتهي عن شيء حتى إذا كان الناهي لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه، فقد روت عائشة وقالت: (دخل عليّ رسول الله وعندي رجل قاعد، فاشتدّ ذلك عليه ورأيت الغضب في وجهه، فقلت: يا رسول الله إنه أخي من الرضاعة. فقال: أنظرن إخوتكن من الرضاعة فإنما الرضاعة من المجاعة). (صحيح مسلم ج4 ص170). هنا قد لاحظت عائشة مدى غيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعدم سماحه بأن يبقى رجل غريب معها بدعوى أنه أخوها من الرضاعة حيث إنه لم تكن رضاعته بالشرائط الشرعية وإنما رضع وهو أكبر من (البغل) فعلاوة على أن هذه الرضاعة حرام شرعاً؛ كيف يصبح هذا (البغل) ابناً للمرأة؟! فمعنى هذا أننا يمكن لنا أن تأتي بشيخ قد جاوز الثمانين من العمر ليرضع من صدر امرأة لا تتجاوز العشرين فيصبح ابن الثمانين ابنا لبنت العشرين ويقول لها: (ماما.. ماما) وعاشت فتوى (ماما عائشة أم المؤمنين)!!
                              طبعا تعرّضت عائشة بسبب إباحتها رضاع الكبار وإدخالهم الرجال الأغراب الأجانب عليها واختلائها بهم إلى انتقادات كبيرة في ذلك الوقت، وخصوصاً من المرأة الشريفة العفيفة أم سلمة التي هي بحق أم المؤمنين الصالحين (رضوان الله تعالى عليها) والتي بيّنت عدم جواز هذه اللعبة ونهي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن هذا التعدي الخطير على الشرع الحنيف، فما كان من عائشة إلا أن توجد دليلاً مختلقاً آخر لهذه الفتوى - ذات المآرب الخاصة التي لا تخفى على أولي الألباب - وهو ادعاء أن جواز رضاعة الكبير قد نزل في القرآن الكريم (الأصلي) ثم اختفى بسبب (دجاجة) جاءت وأكلت تلك الآية تحت سرير عائشة!!
                              تقول عائشة: (لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشراً ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكله)!! (مسند أحمد ج6 ص269 وسنن ابن ماجه ج1 ص625).
                              ولأن إرضاع الكبار عشر رضعات متواليات صعب جداً كما أنه يؤخر (نشر الحرمة) بينهم وبينها ولا يتيح دخولهم عليها بسرعة، فقد أفتت عائشة في ما بعد بأن خمس رضعات بدلاً من عشر كافية ولا داعي لكل هذا العناء! وزعمت في ذلك أن الآية التي نزلت بعشر رضعات قد نسخت إلى خمس في ما بعد، ومع هذا فقد أكلتها الدجاجة!! تقول عائشة: (كان في ما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن. ثم نسخت بـ: خمس معلومات) (صحيح مسلم ج4 ص167).
                              وفي الواقع لا أدري أنا كيف استطاعت هذه (الدجاجة) أن تمحو من الوجود آيات رب العزة والجلالة؟! ولا أستطيع أن أكبت ضحكتي عندما أسمع من بعض الوهابيين الحنابلة اتهامنا نحن الشيعة بأننا نعتقد بتحريف القرآن ونقصه مع أننا لا نؤمن بعائشة ولا بسريرها ولا بدجاجتها ولا بقصتها الخرافية تلك وإنما هم الذين يؤمنون وفي ما ورد بصحاحهم مبتلون!! حقاً لقد بدأت أصدق قول الزمخشري في وصفهم المنقول أعلاه خاصة وأن لحاهم ليست ببعيدة في الشبه بلحى التيوس إلا أنها أعرض قليلاً!
                              ومرة أخرى وحتى لا نظلم (أم المؤمنين) فعلينا أن نطالع ونقلب صفحات التاريخ جيداً لنعرف طبيعة (المسائل والأحكام) التي كانت تعلمها عائشة لمن يدخل عليها من الرجال (الراضعين) فربما كانت تلك الخلوات والجلسات النهارية والليلية (بريئة) وهدفها هو تعليم المسلمين مسائل دينهم وإلقاء (الحديث الشريف) إليهم ليس إلا.
                              وفي ما بين يدينا نموذج لتلك (المسائل والأحكام والأحاديث) التي كانت تجري في تلك الجلسات، حيث ورد في الصحاح وكتب التاريخ: (عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: دخلت على عائشة أنا وأخوها من الرضاعة فسألها عن غسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الجنابة فدعت بإناء قدر الصاع فاغتسلت وبيننا وبينها ستر وأفرغت على رأسها ثلاثا)! (صحيح مسلم ج1 ص176 وسنن النسائي ج1 ص127 وسير أعلام النبلاء للذهبي ج2 ص244)
                              ما شاء الله تبارك الله.. انظروا أيها المؤمنون إلى أمكم كيف لا تكتفي بالتعليم النظري والشفهي وإنما تنتقل للتعليم العملي والتطبيقي والتصويري لمسألة هي من أكثر المسائل حساسية في حياة الإنسان وهي كيفية الاغتسال من (الجنابة)! طبعاً أنا عندما طالعت هذا الحديث استغربت جداً ودارت في ذهني تساؤلات كثيرة وخطيرة - وأعترف بأن بعضها ليست بريئة - ومنها: ألم يجد أبو سلمة وذلك الرجل (الراضعيْن) غير امرأة ليتعلّما منها كيفية الاغتسال بالنسبة للرجال؟! ألم يكن بمقدورهما توجيه هذا السؤال إلى الرجال ليتعلّموا؟!
                              وأساساً كيف لم يتعلّما حتى الآن كيفية الغسل وهما من (الصحابة الذين رضي الله عنهم وأرضاهم وكانوا علماء في الدين) وبعد كل هذه السنوات من جهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تعليمهم وتلقينهم أحكام الدين؟! ويا ترى ماذا كانا يفعلان طوال تلك السنوات قبل أن يسألا عائشة عن كيفية الغسل.. هل ما كانا يغتسلان ويظلان نجسيْن غير طاهريْن؟!
                              وصاحبتنا عائشة كيف قبلت أن يسألها (رجل) مثل هذا السؤال؟! ألم يكن بمقدورها توجيه صفعة لهما بالقول: (استحيا إنني امرأة واذهبا واسألا أمثالكما من الرجال)؟! وهل لم يكن أحد قادراً على الإجابة على مثل هذا السؤال سوى (الماجدة) عائشة؟! ثم لماذا لم تكتفِ عائشة ببيان طريقة الاغتسال شفهيا وإنما أخذت بـ (تمثيل) ذلك واقعياً؟! وإذا كان (الستر) حائلاً يحجب الرؤية فما الداعي للقيام بالاغتسال أصلا وهما لا ينظران إلى الكيفية؟! وإذا لم يكن حاجباً للرؤية فكيف قبلت عائشة بأن يرى الرجلان خيال جسدها وينظران إلى ما لا يجوز حتى لذوي المحارم على فرض أنهما أخ من الرضاعة وابن أخت من الرضاعة؟! ويا ترى لو كان هذا (التعليم التطبيقي) قد تم على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودخل الرسول على زوجته وهي واقفة تغتسل أمام رجليْن من الأغراب وبينهما ستر (يسيل اللعاب ويثير الشهوة) فماذا كان سيفعل في هذه المرأة الوقحة قليلة الأدب والحياء والعفة والدين؟!! وهل يقبل أحد منا أن تقوم زوجته بتعليم الاغتسال لرجل يكون واقفا أمام باب الحمام مثلا وإن كان لا ينظر وحتى لو كان ابن أختها من الرضاعة؟!! وأي فجور وعهر أكبر من هذا؟!!
                              ويبقى السؤال عن (الستر) الذي ضربته عائشة بينها وبين الرجليْن، حيث يجيب عليه النووي الذي شرح الحديث في صحيح مسلم فقال نقلا عن القاضي عياض: (ظاهر الحديث أنهما رأيا عملها في رأسها وأعالي جسدها مما يحل لذي المحرم النظر إليه من ذات المحرم وكان أحدهما أخاها من الرضاعة كما ذُكر قيل اسمه عبد الله بن يزيد وكان أبو سلمة بن أختها من الرضاعة أرضعته أم كلثوم بنت أبي بكر ولولا أنهما شاهدا ذلك ورأياه لم يكن لاستدعائها الماء وطهارتها بحضرتهما معنى إذ لو فعلت ذلك كله في ستر عنهما لكان عبثاً ورجع الحال إلى وصفها له وإنما فعلت الستر ليستر أسافل البدن وما لا يحل للمحرم نظره.. والله أعلم)! (شرح مسلم للنووي ج4 ص3).
                              فإذن هما (شاهدا ورأيا) على ذمة عياض والنووي، ولكنهما شاهدا أعالي البدن لا أسفله والمواضع الأكثر حساسية، لطيف جداً، ولكن حضرة القاضي عياض وجناب الشيخ النووي لم يبلغانا أي شرع لله يجيز هذا ولم ينقلا لنا كيف كانت (مشاعر) الرجلين في تلك (الخلوة التدريسية) وهما يريان امرأة (شابة) تغتسل ولم تستر سوى أسفل بدنها بستر لا يغني عن افتتان!! ومع هذا نقول ما قاله عياض والنووي.. (الله أعلم)!
                              ويقول السماوي - الذي هو أنا - إن (أم المؤمنين) ربما اعتبرت تلك الساعة من ساعات (القلب) التي يجوز فيها ما لا يجوز في غيرها، و(لا حرج في الدين) وما دام الغرض شريفاً وهو مجرد تعليم الأحكام الشرعية فلا موجب للإنكار على سيدتنا الماجدة فعلها هذا وإن لم يكن عندنا شاهد محايد ليؤكد لنا أن الأمور (لم تتجاوز هذا الحد) في تلك الساعة البريئة.. والله أعلم!!
                              ومع تقدم السن بعائشة بدأت الأمور تأخذ منحى تصاعدياً في تجاوز الخطوط الحمراء الشرعية، فلئن كانت في بادئ الأمر تحاول أن توجد غطاء شرعياً لما تفعله من اصطياد الرجال والشباب وإدخالهم عليها فإنها في أواخر الأمر بدأت تخرج عن طورها وتمارس (التسكع) العلني السافر! ولئن كانت في بادئ الأمر تجد من يهتم بالدخول عليها ولو (للبصبصة) فإنها مع تقدّم العمر بها ووصولها إلى مرحلة العجزة لم تعد تثير أدنى اهتمام، فاضطرت للجوء إلى وسيلة أخرى غاية في الدناءة وهي الاستعانة ببعض الجواري وتزيينهن ثم الطواف بهن في الأحياء والطرقات لاصطياد الشباب والإتيان بهم إلى حيث (يتلقّون الأحكام الشرعية الرصينة)!!
                              فقد روى أبو بكر بن أبي شيبة ما يلي: (أن عائشة شوّفت - أي زيّنت - جارية وطافت بها وقالت: لعلنا نصطاد بها شباب قريش)!! (راجع المصنف لابن أبي شيبة ج4 ص49).
                              حقا لقد أثبتت عائشة أنها (ماجدة) طبعاً على المعنى الذي نعرفه نحن العراقيين عن (الرفيقات الماجدات) اللاتي كن يحطن بالمهيب الركن القائد الضرورة وعلى رأسهن (أم المؤمنين أيضاً) ساجدة خير الله طلفاح!
                              فمن دون أي خجل ومن دون أي حياء امتهنت عائشة مهنة (التسكع) بالجواري حيث تأخذهن وتزيّنهن وتعمل لهم عمليات (المكياج) المناسبة من أجل إغراء الشباب في الطرقات وجذبهم إليها لأنها لم تعد (جذابة) كما كانت شابة رغم سوادها ودمامتها!! فهل عرفتم الآن لماذا تبرأت من (ماما عائشة)؟! لأنني بصراحة لست مستعداً لأن تكون أمي متسكعة ولا أتصور أن أي شخص يمكن أن يقبل أو يحترم أمه أو أخته أو زوجته إذا كانت هذه (القذارة) هي مهنتها؟! وأي صاحب غيرة يقبل بأن تكون إحدى محارمه تمارس مهنة (ق.....) علناً؟!!
                              كما قلت لكم سابقا فإن (ساعة القلب) الخاصة بعائشة لم تكن ساعة عادية وإنما كانت ساعة من العيار الثقيل، كالشواهد المذكورة أعلاه، ولكن أحيانا قد تخفف عائشة من العيار فتكتفي مثلاً ببعض جلسات الأنس والطرب لساعة القلب!
                              ومنذ عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت عائشة تستجلب الجواري والمغنيات إلى بيت الوحي ليغنين، وتتذكرون طبعا حديث (المزمارة) الذي رواه البخاري: (عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول الله وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند رسول الله! فأقبل عليه رسول الله وقال: دعهما)! (صحيح البخاري ج2 ص3).
                              ولا شك أن عائشة كذبت كعادتها في دعوى أن رسول الأخلاق (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل بمزمارة الشيطان وبهذا الغناء والطرب، فقد أرادت أن توهم الناس بأن أباها أبو بكر أتقى من الرسول الكريم! ولا يهمنا الآن الرد على هذه الفرية ولكن الشاهد هو في ولع عائشة بالطرب والغناء. ذلك الولع الذي دفعها بعد رحيل رسول الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم لأن تأتي برجل - وليس جارية هذه المرة - ليغني لها! وكان هذا المطرب من عبيد سعد بن أبي وقاص، ومن شدة تولعها وحبها لهذا المطرب خاصمت سعداً وحلفت أن لا تكلمه لأنه قام بضرب ذلك المغني لقضية ما! لقد كانت شديدة الحرص على أن لا يصيبه أي سوء فهو من القريبين إلى.. القلب في ساعة القلب!
                              روى ابن عبد البر: (كان في المدينة في الصدر الأول مغنٍّ يُقال له: (قند) وهو مولى سعد بن أبي وقاص، وكانت عائشة تستظرفه، فضربه سعد، فحلفت عائشة لا تكلمه حتى يرضى عنه قند! فدخل عليه سعد وهو وجع من ضربه، فاسترضاه فرضي عنه، وكلمته عائشة)! (العقد الفريد ج6 ص34).
                              وكانت عائشة تنظم جلسات الغناء حتى وهي بعيدة عن المدينة وذلك بالإيعاز إلى صاحبتها الحميمة حفصة بنت عمر بن الخطاب، حيث يذكر المؤخرون أنها كتبت رسالة إلى حفصة عندما نزل أمير المؤمنين (عليه السلام) منطقة ذي قار القريبة من الكوفة استعداداً لمحاربتها قالت فيها: (أما بعد فإني أخبرك أن عليا قد نزل ذاقار، وأقام به مرعوبا خائفا لما بلغه من عدّتنا وجماعتنا، فهو بمنزلة الأشفر إن تقدّم عُقِر وإن تأخر نُحر)! فدعت حفصة جواري لها يتغنّين ويضربن بالدفوف فأمرتهن أن يقلن في غنائهن (ما الخبر؟ ما الخبر؟ عليٌّ في السفر! كالفرس الأشفر! إن تقدّم عُقر! وإن تأخر نُحر)! وجعلت بنات الطلقاء يدخلن على حفصة ويجتمعن لسماع ذلك الغناء! (راجع شرح ابن أبي الحديد ج2 ص157).
                              فهكذا يتجلّى حقدها على أمير المؤمنين (عليه السلام) طبعاً في ساعة (حقد وغضب)!
                              والخلاصة أن (أم المتسكعين) التي كانت تطوف بالجواري لاصطياد شباب قريش، والتي كانت تنظم جلسات المجون والطرب، والتي كانت تدفع الرجال الأغراب للرضاع من صدور أخواتها ليدخلوا عليها وتعلمهم (الغسل من الجنابة) تطبيقياً وعملياً.. هذه المرأة كانت هي أصل تكوين فكرة (ساعة لربك وساعة لقلبك)، فمن لا يرى في كل هذه (المخازي) أي مشكلة فليظل فليعتبرها أماً له وليظل مفتخراً بأمومتها!
                              والخاتمة أنني أعتذر من جميع القراء الكرام إذا وردت في هذا الموضوع أي كلمات وعبارات تبعث على الغثيان ولكن مع الأسف هذا هو ما ورد في التاريخ وهذه هي الحقيقة، ونعتذر مجدداً من الذين يمكن أن تصيبهم صدمة من هذه الحقائق وندعوهم لأن يراجعوا التاريخ جيدا ليكتشفوا السبب في معاداتنا لهذه المرأة الساقطة وليعرفوا أن لنا كل الحق في موقفنا السلبي منها.
                              (المنبر - العدد 46 - شعبان 1425 هـ)
                              ونسألكم الدعاء.

                              تعليق


                              • قال رسول الله (ص): إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غ

                                بسم الله الرحمن الرحيم
                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                                اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                                قال رسول الله (ص): إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق !
                                1. أحمد بن حنبل - فضائل الصحابة - فضائل الحسن والحسين (ع)
                                حدثنا : العباس بن إبراهيم ، نا : محمد بن إسماعيل الأحمسي ، نا : مفضل بن صالح ، عن أبي إسحاق ، عن حنش الكناني قال : سمعت أبا ذر يقول : وهو آخذ بباب الكعبة : من عرفني فأنا من قد عرفني ، ومن أنكرني فأنا : أبو ذر ، سمعت النبي (ص) : يقول : ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها هلك.
                                2. إبن حجر - المطالب العالية - كتاب المناقب - باب فضل أهل البيت (ع)
                                - حدثنا : عبد الله ، ثنا : عبد الكريم بن هلال ، أخبرني : أسلم المكي ، أخبرني : أبو الفضل ، أنه رأى أبا ذر قائماًً على الباب وهو ينادي : يا أيها الناس ، تعرفوني ؟ من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا جندب صاحب رسول الله (ص) ، وأنا : أبو ذر الغفاري ، سمعت رسول الله (ص) : يقول : إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، وإن مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة ، وأخرجه البزار من طريق الحسن.
                                3. مستدرك الحاكم - كتاب معرفة الصحابة (ر) - وعدني ربي في أهل بيتي أن لا يعذبهم - رقم الحديث : ( 4774 ).
                                - أخبرني : أحمد بن جعفر بن حمدان الزاهد ببغداد ، ثنا : العباس بن إبراهيم القراطيسي ، ثنا : محمد بن إسماعيل الأحمسي ، ثنا : مفضل بن صالح ، عن أبي إسحاق ، عن حنش الكناني قال : سمعت أبا ذر (ر) يقول وهو آخذ بباب الكعبة : من عرفني فأنا من عرفني ومن أنكرني فأنا : أبو ذر سمعت النبي (ص) : يقول : ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من قومه من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق.
                                والحمدلله على ولاية أهل البيت عليهم السلام.
                                ونسألكم الدعاء.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X