بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً
، وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى
كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ

تعريف الضمير في اللغة العربية
قال محمد بن صالح العثيمين
( الضمير لغة : من الضمور وهو الهزال لقلة حروفه أو من الإضمار وهو
الإخفاء لكثرة استتاره
وفي الاصطلاح : ما كني به عن الظاهر اختصاراً وقيل: ما دل على
حضور، أو غيبة لا من مادتهما
فالدال على الحضور نوعان :
أحدهما : ما وضع للمتكلم مثل: (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّه) (غافر: الآية44)
الثاني : ما وضع للمخاطب مثل: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) (الفاتحة:
الآية7)
وهذان لا يحتاجان إلى مرجع اكتفاء بدلالة الحضور عنه .
والدال على الغائب ، ما وضع للغائب . ولابد له من مرجع يعود عليه .
والأصل في المرجع أن يكون سابقاً على الضمير لفظاً ورتبةً مطابقاً له لفظاً
ومعنى مثل : (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ )(هود: الآية 45) . )
ـ تفسير العثيمين ج 1 ـ
قال السيوطي
( مَرْجِعُ الضَّمِيرِ :
لَا بُدَّ لَهُ مِنْ مَرْجِعٍ يَعُودُ إِلَيْهِ وَيَكُونُ مَلْفُوظًا بِهِ سَابِقًا مُطَابِقًا بِهِ نحو: {
وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ} {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ} {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ} {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} .)
ـ الإتقان في علوم القرآن ج 2 ـ
قال مساعد بن سليمان الطيار
( مرجع الضمير قال لَا بُدَّ لَهُ مِنْ مَرْجِعٍ يَعُودُ إِلَيْهِ وَيَكُونُ مَلْفُوظًا بِهِ سَابِقًا
مُطَابِقًا . )
ـ شرح كتاب الاتقان في علوم القرآن درس صوتي ـ
قال محمد سعيد رسلان
( وأما الضمير الذي يدل على الغائب الذي وضع للغائب لا بد له من مرجع
يعود عليه هذا المرجع الأصل فيه أن يكون سابقاً على الضمير في اللفظ
وفي الرتبة وأن يكون مطابقاً له في اللفظ وفي المعنى )
ـ شرح أصول التفسير للعثيمين درس صوتي ـ
قال مشعل الحداري
( والدال على الغائب : ما وضع للغائب .لا بدله من مرجع يعود عليه .
حالات مرجع الضمير:
1-الأصل في المرجع أن يكون سابقاً على الضمير لفظاً ورتبة مطابقاً لفظاً
ومعنى .)
ـ الوجيز في علوم الكتاب العزيز ـ
قال عبد الحميد بوترعة
( والأصل في المرجع أو المحال إليه أن يكون سابقاً على الضمير لفظاً
ورتبةً مطابقاً له لفظاً ومعنى كما في قوله تعالى:
] و نَادَى نُوحٌ رَبَّهُ ((14) فالضمير الهاء إحالة قبلية إلى سابق و هو نوح
المُحال إليه )
ـ الإحالة النصيّة و أثرها في تحقيق تماسك النص القرآني ـ

بعد بيان القاعدة اللغوية عن الضمير نأتي إلى التطبيق العملي على الحديث
النبوي السابق ذكره أعلاه وهو قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
للناس في غدير خم ( أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ؟ » قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
قَالَ : « مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا مَوْلَاهُ )

قوله ( مَوْلَاهُ ) الضمير هنا هو الهاء وحكمه
1 ـ لابد له من مرجع يعود عليه
2 ـ هذا المرجع يكون سابقاً على الضمير لفظاً ورتبةً مطابقاً له لفظاً ومعنى

والسؤال في موضوعنا هذا عن ذلك المرجع الذي يكون

1 ـ سابقاً على الضمير لفظاً ورتبةً
2 ـ مطابقاً للضمير لفظاً ومعنى

وقد أجاب الأخ / المهتدي بالله / بقوله
( يرجع الضمير على المسلمين )

وبالرجوع إلى النصوص وجدنا اللفظ الوارد في الحديث هو النداء بـ ( يَا
أَيُّهَا النَّاسُ ) وقد ورد في مسند أحمد بن حنبل وفي مشكل الآثار للطحاوي .

وعلى قول الأخ / المهتدي بالله / سيكون النداء بـ ( يا أيها المسلمون ) .
ولهذا سنطبق القاعدة اللغوية على كلا اللفظين

أولاً : المرجع يأتي سابقاً على الضمير لفظاً ورتبةً

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ؟ )
مرجع الضمير هنا تبعاً لقول الأخ / المهتدي بالله / هو لفظ ( الناس ) وقد
جاء سابقاً على الضمير لفظاً ورتبة ولكن الكلام الذي بعد لفظ ( الناس )
وهو قوله ( أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) قد سبق أيضاً
الضمير لفظاً ورتبة وفي هذه الحالة القاعدة اللغوية تقول ( والأصل عود
الضمير على أقرب مذكور ) ـ تفسير العثيمين ـ
( قَاعِدَةٌ : الْأَصْلُ عَوْدُهُ عَلَى أَقْرَبِ مَذْكُورٍ ) ـ الإتقان للسيوطي ـ
وهنا لفظ ( الناس ) ليس أقرب مذكور بل بعيد عن الضمير
( يا أيها المسلمون أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ؟)
ومرجع الضمير هنا تبعاً لقول الأخ / المهتدي بالله هو لفظ ( المسلمون )
وقد جاء سابقاً على الضمير لفظاً ورتبة ولكن الكلام الذي بعد لفظ (
المسلمون ) وهو قوله ( أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) قد
سبق أيضاً الضمير لفظاً ورتبة وفي هذه الحالة القاعدة اللغوية تقول (
والأصل عود الضمير على أقرب مذكور ) ـ تفسير العثيمين ـ
( قَاعِدَةٌ : الْأَصْلُ عَوْدُهُ عَلَى أَقْرَبِ مَذْكُورٍ ) ـ الإتقان للسيوطي ـ
وهنا أيضاً لفظ ( المسلمون ) ليس أقرب مذكور بل بعيد عن الضمير

ثانياً : المرجع يكون مطابقاً للضمير لفظاً ومعنى

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ؟ )
والمرجع هنا طبقاً لقول الأخ / المهتدي بالله / هو لفظ ( الناس ) والضمير
قد ذكر في لفظ ( مَوْلَاهُ )
وكما هو واضح فهذا المرجع ليس مطابقاً للضمير لا لفظاً ولا معنى
فلفظ ( الناس ) أصلها : الأناس؛ وحذفت الهمزة منها تخفيفاً وأصل الفعل (
أنس ) وفي المعجم الوسيط ( (أنس) بِهِ وَإِلَيْهِ أنسا سكن إِلَيْهِ وَذَهَبت بِهِ
وحشته يُقَال لي بفلان أنس وأنسة وَفَرح )
أما لفظ ( مولاه ) فأصله ( ولي ) وفي معجم اللغة العربية ( ولَى يلِي، لِ/
لِهْ، وَلْيًا، فهو والٍولِيَ/ ولِيَ على يَلِي، لِ/ لِهْ، وِلايةً ووَلايةً، فهو والٍ،
والمفعول مَوْليّ )
( يا أيها المسلمون أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ؟)
والمرجع هنا طبقاً لقول الأخ / المهتدي بالله / هو لفظ ( المسلمون )
والضمير قد ذكر في لفظ ( مَوْلَاهُ )
وكما هو واضح أيضاً فهذا المرجع ليس مطابقاً للضمير لا لفظاً ولا معنى
فلفظ ( المسلمون ) أصل فعله كما في المعجم الوسيط (أسلم) انْقَادَ وأخلص
الدّين لله وَدخل فِي دين الْإِسْلَام ...
(الْمُسلم) من صدق برسالة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأظْهر الخضوع وَالْقَبُول لَهَا
أما لفظ ( مولاه ) فكما قلنا أصله ( ولي ) وفي معجم اللغة العربية ( ولَى
يلِي، لِ/ لِهْ، وَلْيًا، فهو والٍولِيَ/ ولِيَ على يَلِي، لِ/ لِهْ، وِلايةً ووَلايةً، فهو
والٍ، والمفعول مَوْليّ )

النتيجة
بعد تطبيق القاعدة على مرجع الضمير عند الأخ / المهتدي بالله /
سواء ( يا أيها الناس ) أو ( يا أيها المسلمون )
هذا المرجع ليس الأقرب للضمير لفظاً وكذلك مختلف مع الضمير لفظاً ومعنى
ويترتب على ذلك الحكم بعدم رجوع الضمير على أي منهما لأن القاعدة
اللغوية لا تنطبق علي أي منهما

وبهذا نرجع إلى السؤال مرة أخرى

ما هو مرجع الضمير في لفظ ( مَوْلَاهُ ) الذي تنطبق عليه القاعدة اللغوية ؟؟؟

والحمد لله رب العالمين

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً
، وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى
كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ

الحديث عن آية التطهير ليس هنا مكانه فلكل مقام مقال ولك أن تفتح حوار
عنها في موضوع منفصل وسترى الإجابة عليه بإذن الله تعالى

نرجع للحوار الأصلي وأراك تقول فيه

وقد بينتُ أن لفظ ( المسلمين ) مخالف للقاعدة اللغوية بسببين وهما
1 ـ ليس أقرب مذكور للضمير العائد عليه
2 ـ مختلف مع الضمير لفظاً ومعنى

قال ابن عثيمين وغيره
( والأصل في المرجع أن يكون سابقاً على الضمير لفظاً ورتبةً مطابقاً له
لفظاً ومعنى مثل : (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ )(هود: الآية 45) . )

سؤال لك ولغيرك

هل المرجع عندك مطابق للضمير لفظاً و معنى أم مختلف معه لفظاً ومعنى ؟؟؟

ننتظر إجابتك على هذا السؤال فقط

ونكرر القاعدة حتى يحفظها والأهم أن يفهمها كل قاريء للحوار

( والدال على الغائب ، ما وضع للغائب . ولابد له من مرجع يعود عليه .
والأصل في المرجع أن يكون سابقاً على الضمير لفظاً ورتبةً مطابقاً له لفظاً
ومعنى مثل : (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ )(هود: الآية 45) . )

(( مطابقاً له لفظاً ومعنى ))
(( مطابقاً له لفظاً ومعنى ))
(( مطابقاً له لفظاً ومعنى ))

والحمد لله رب العالمين

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً
، وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى
كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ

الأخ / جاسم أبو علي 1
الأخ / المهتدي بالله
أعتذر عن خطأ وقعت فيه فيما يتعلق بالقاعدة اللغوية للضمير فقد أخطأت
في التفريق بين القاعدة العامة للضمير والتي ذكرتها من قبل وبين القاعدة
اللغوية الخاصة بالضمير في ( جملة الموصول ) وأشكر الأخ / جاسم /
على المشاركة الأخيرة التي بينت لي موضع الخطأ في الحوار وسأحاول
تصحيح هذا الخطأ وذكر القاعدة اللغوية الصحيحة في ذلك

( الاسم الموصول
اسم وضع لمعين بوساطة جملة تتصل به تسمى صلة الموصول، وتكون
هذه الجملة خبرية معهودة لدى المخاطب مثل: جاءَ الذي أكرمك مع ابنتيْه
اللتين أَرضعتهما جارتُك.
فجملة "أَكرمك" هي التي حددت المراد بـ "الذي" وسميت صلةً للموصول
لأَنهما يدلان على شيءٍ واحد فكأَنك قلت: جاءَ مكرمُك، ولابدَّ في هذه
الجملة من أَن تحتوي على ضمير يعود على اسم الموصول ويطابقه تذكيراً
وتأْنيثاً وإفراداً وتثنية وجمعاً، وهو هنا مستتر جوازاً تقديره "هو" يعود
على "الذي" وفي جملة "أَرضعتهما" عائد الصلة الضمير "هما" العائد على "
اللتيْن". وقد تقع صلة الموصول ظرفاً أَو جاراً ومجروراً مثل: أَحضر الكتاب
الذي عندك، هذا الذي في الدار.
ـ الموجز في قواعد اللغة العربية ل سعيد الأفغاني ـ
( اسم الموصول
لفظ يدل على معين بواسطة جملة تذكر بعده تسمى صلة الموصول ،
مشتملة على ضميره .
204 ـ نحو قوله تعالى : { الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب } 1 .
205 ـ وقوله تعالى : { الذين هم على صلاتهم دائمون } 2 .)
___________

( يحتاج الاسم الموصول إلى صلة بعده توضح معناه وتزيل إبهامه - كما
تقدم - وهذه الصلة ثلاثة أنواع:
1- الوصف: وهذا خاص بـ (ال) الموصولة. وقد مضى الكلام عليه.
2- الجملة اسمية أو فعلية. وشرطها أمران :
الأول: أن تكون خبرية. ليكون مضمونها معلوماً عند المخاطب قبل الكلام
نحو: جاء الذي زارنا بالأمس. فإن كانت إنشائية لم يصح وقوعها صلة
نحو: جاء الذي أكرمْهُ. لأن الإنشائية لا يقع مضمونها إلا بعد ذكرها، فلا
تكون معروفة عند المخاطب. فيفوت الإيضاح المقصود من الصلة.
الشرط الثاني: أن تشتمل الجملة على ضمير يرجع إلى الاسم الموصول.
وهو المسمى بـ (العائد) .
ـ تعجيل الندى بشرح قطر الندى ل عبد الله الفوزان ـ

وباقي القاعدة مذكورة في مشاركة الأخ / جاسم /

مما سبق يتبين أن الضمير في كلمة ( مَوْلَاهُ ) يرجع على اسم الموصول
وهو هنا ( مَنْ )
وهو ما سيكون الحوار عنه بإذن الله تعالى في المشاركة القادمة

والحمد لله رب العالمين