إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بالاسانيد والروايات المتواتره لعن الله من تخلف عن جيش اسامة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    [quote=رحيق مختوم]
    فنقول هذا الاستثناء بعد التخلف، هذا وانت تثبت انهما تخلفا، وغيرهما تخلّف أيضا، والمتخلف عن أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ملعون، وإن كثر العدد.
    كيف يكون هذا الإستثناء بعد التخلف، كيف يستثني النبي من تخلف وعصاه بأن يستخلفه للصلاة ؟؟؟
    حتى وإن تخلف ابا بكر للاستثناء، فالاستثناء كان لصلاة، لا غير، والحكم باق في عنقه وعنق الباقين من عسكر اسامة
    أي حكم هذا باق في عنقه بعد أن استثناه النبي صلى الله عليه وسلم !!!!
    ستقول أنه تخلّف لأنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم!! فمن جعله خليفة؟!! رسول الله وما ينطق عن الهوى
    لم يقل أحد هذا، بل قلنا أنه تخلف بأمر النبي
    صلى الله عليه وسلم
    وهل استثناء لصلاة أهم من استثناء لخلافة؟!!

    هو إستثناه
    صلى الله عليه وسلم للصلاة لأنه كان يريده هو الخليفة بعده والله أعلم.
    وإن كان يريد استثنائه لما جعله في جيش أسامة باديء الأمر؟!!

    لأن النبي
    صلى الله عليه وسلم جهز جيش أسامة قبل مرضه، فلما
    مرض
    صلى الله عليه وسلم إستثناه
    وبجميع الاحوال لقد تخلف الاثنان عن جيش اسامة. ومن تخلّف عن جيش أسامة ملعون لأنه خالف أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم.
    سبق أن قلنا لكم أعطونا دليل صريح صحيح أنهما تخلفا عمدا، وأما لعن النبي صلى الله عليه وسلم من تخلف عن جيش أسامة فهذا لم يثبت أبدا، بل هناك من يقول ليس لهذه الرواية أصل حتى في كتب الشيعة.
    التعديل الأخير تم بواسطة نبيل الجزائري; الساعة 11-05-2015, 02:20 PM.

    تعليق


    • #62
      نبيل الجزائري
      طلبت منا ادلة فجئناك بها......
      فلم ترد على أي منها.


      المشاركة الأصلية بواسطة المعتمد في التاريخ
      درس في التاريخ
      الإسلام دين هداية والنبي صلى الله عليه واله وسلم في حجة الوداع ألغى عادات الثأر والأنتقام هذه ووضعها تحت قدميه. فكيف يرسل ولدا لينتقم قاتلي أبيه وهل أرسله لقد رجل واحد أم أرسله ليقاتل جيشا هناك......
      معركة مؤتة
      أسباب معركة مؤتة هي قتل شرحبيل بن عمرو الغسّاني والي قيصر على البلقاء الحارث بن عمير الأزدي رسول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلى والي بصري فقطعوا رأسه.
      فأرسل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم جيشا ليقاتلهم وكان ذلك في سنة 8 هجرة .....
      كان عدد الجيش ثلاثة الاف مقاتل في مقابل جيش قيصر 200000.
      استمرت المعركة 6 أيام وفي اليوم السابع انسحبوا إنسحابا تكيتكيا (يا سلام)
      فاستشهد زيد بن حارثة ثم جعفر الطيار ثم عبد الله بن رواحه.
      فزعموا ان المسلمون في مؤتة بعد أستشهاد عبد الله بن رواحة اجتمعوا على "(((تكليف سيف الله المسلول خالد بن الوليد بحمل الرّاية، فحملها ليفتح الله على يديه النّصر المبين.)))"
      فإنهزم خالد بالمسلمين وعاد إلى المدينة فتلقتهم جموع المسلمين قائلين أنتم الفرار
      فزعموا أن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال بما معناه "بل هم الكرّار، بل هم الكرّار"
      وتعليقنا على هكذا احاديث هو التالي:
      1- المسلمون في معركة مؤتة التي استمرت 6 أيام بلياليها قتل منهم 13 شخصا بحسب الروايات يعني لم يقتل منهم حتى 1%
      2- قالوا ان خالد استخدم تكتيكات عسكريه ابهرت جيوش قيصر فخافوا. ولهذا فر خالد من المعركة بالجيش
      3- كيف فتح الله على يدي خالد بن الوليد وقد إنهزم بالجيش.؟؟؟ وكيف يكون نصرا مبينا وقد سماه المسلمون بالمدينة بالفرار...
      4- لماذا لم يرسل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم خالد بن الوليد على رأس الجيش الذي أرسله إلى معركة مؤته زمن وفاته؟؟؟؟.
      أليس يزعمون ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال بل هم الكرار؟؟؟؟
      5- لماذا لم يرسل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رجلا غير أسامة بن زيد ليثأر فهناك جعفر الطيار وعبد الله بن رواحة. بل هناك خالد إبن الوليد الذي قاد الجيش عند الفرار. فلماذا لم يعينه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليقاتل خصوصا مع تكتيكاته العسكرية التي وضعها له.
      6- لو كانت المسألة مسالة ثأر لوجب الثأر لقتل رسول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ولكن القوم حيث لم يعجبهم تنصيب غلام عليهم اخترعوا وطعنوا في رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث زعموا ان السبب في تعيين أسامة هو ليثأر لمقتل أبيه....
      سبحان الله يرسل جيشا عرمرما ويتسبب في مقتل المسلمين بسبب رجل هو في الأصل ذاهب إلى القتال لينتصر أو ليستشهد؟؟؟
      وهل في هذا سابقة عند المسلمين؟؟؟؟؟؟
      لا أعتقد......
      7- الوقت بين معركة مؤتة سنة 8 هجرية ووقت وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم 10 هجرية لا يوحي بأن المسألة مسألة ثأر بتاتا...
      الأشهر الهجرية مرتبة كما يلي:
      1- محرم.
      2- صفر.
      3- ربيع الأول.
      4- ربيع الثاني.
      5- جمادي الأول.
      6- جمادي الثاني.
      7- رجب.
      8- شعبان.
      9- رمضان.
      01- شوال.
      11- ذو القعدة.
      21- ذو الحجة. والله أعلم.
      حجة الوداع: 9 ذي الحجة سنة 10 هجرية كان النبي صلى الله عليه واله وسلم في عرفه.
      سرية أسامة بن زيد جهزت ل 3 ليال بقين من صفر
      وفاته صلى الله عليه واله وسلم في 12 ربيع الأول سنة 11 هجرية.
      يعني 3 ليال من صفر و12 يوم من ربيع الأول يساوي 15 يوم
      يعني رسول الله صلى الله عليه واله وسلم جهز حملة أو سرية أسامة بن زيد 15 يوما قبيل وفاته لغزو الروم.
      متى بدأ مرض رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
      يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر بدئ برسول الله «صلى الله عليه وآله» وجعه، فَحُمَّ وصُدِعَ. فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده.
      وخرج صلى الله عليه واله وسلم إلى الجرف عاصب الرأس يوم السبت 10 صفر سنة 11 هجرية يحث المسلمين للخروج إلى القتال بعدما طعنوا في أسامة بن زيد وتركوا حملة أسامة ورجعوا إلى المدينة.
      فتكون رزية يوم الخميس في 8 صفر
      فهذه اجوبة أسئلتك.
      أما خروج النبي صلى الله عليه واله وسلم للصلاة عندما وجد في نفسه خفة فيجب أن يحقق فيه.
      فنحن نعلم أن النبي صلى الله عليه واله وسلم قد لُد يوم الأحد...
      يعني قبل هذا اليوم كان صلى الله عليه واله وسلم قادرا على الحركة والمشي. لأنه في يوم السبت ذهب إلى الجرف كما ذكرت المصادر وخطب بالمسلمين وحثهم على الذهاب إلى القتال والغزو......
      الذي يجد في نفسه خفه لا يخرج تخطا رجلاه الأرض يتكئ على رجلين ليلغي إمامة أبي بكر ويصلي مكانه..........
      أما القول بأن العرب كانت لا تقبل بالموالي.....
      فلعمري لقد طعنوا قبلها في أبيه فقام لهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قبل سنتين. فعلام يكرروا نفس الفعله.......
      ما اتيت به حضرة جنابك هو تبرير لأفعال عمر.....
      فأنت لا تستطيع أن تبرر وجود أبي بكر وعمر في المدينة المنورة وأسباب تركهم حملة أسامة بن زيد........
      ولهذا قلنا لك انه بعد البحث والتنقيب وجدت أن سبب كتابة الكتاب هو احساسه صلى الله عليه واله وسلم بغدرهم.
      فلما احس عيسى منهم الغدر قال من أنصاري إلى الله............؟
      ولعمري إن الذي طعن في أسامه ما أراه إلا إبن الخطاب.....
      لأن هذا الرجل كان لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالمرصاد يتصد وتحدى ويقف في وجهه..........
      ومن العجيب أن يتقدم عمر بشكوى الجيش من تأمير أسامة
      ومن العجيب أن يمنع عمر بن الخطاب الناس من تقديم كتاب لن تضل الأمة الإسلامية بعده أبدا........
      أتعرف لماذا
      لأن الرجل لم يؤمن يوما في حياته بأن محمدا صلى الله عليه واله وسلم رسول من رب العالمين......................

      تعليق


      • #63
        التكفيري نبيل الجزائري
        كيف لماذا يستثني النبي صلى الله عليه واله وسلم أبا بكر للصلاة؟؟؟
        تقول لأنه كان مريضا...
        أقول
        كان بإمكان أي شخص أن يصلي بالمسلمين في ذلك الوقت.
        فبناءا على مبانيكم تجوز إمامة الفاسق..
        وهناك احاديث عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تقول بأن قال مروا من يصلي بالناس.....
        يعني بإمكان أي شخص أن يصلي.
        ونحن في مجال إثباتنا ما حديث عند مرض النبي صلى الله عليه واله وسلم قلنا أن النبي صلى الله عليه واله وسلم خرج يوم السبت إلى الجرف عاصبا رأسه....
        وقد مات صلى الله عليه واله وسلم يوم الأثنين صباحا.
        يعني أبو بكر لو كان له صلاة فصلاها إماما يوم الأحد.
        نحن نعلم يقينا أن النبي صلى الله عليه واله وسلم عندما سمع أبا بكر يصلي بالمسلمين (يوم الأحد بنظرنا) خرج يتكئ على رجلين تخطا رجلاه الأرض وأم المسلمين ملغيا بذلك إمامة إبي بكر للصلاة..........
        ولا تقل لي أنه وجد في نفسه خفه
        لأن الذي يجد في نفسه خفة لا يجر جرا إلى الصلاة........
        يعني الثابت عندنا أن أبا بكر لم يصلي إماما بالمسلمين ولو لمرة واحده.......
        أما قولك بأنه إستثناه
        فيلزم منه وجود حديث
        فهات جئنا بالحديث..........

        تعليق


        • #64
          المشاركة الأصلية بواسطة المعتمد في التاريخ
          نبيل الجزائري
          طلبت منا ادلة فجئناك بها......
          فلم ترد على أي منها.
          الإسلام دين هداية والنبي صلى الله عليه واله وسلم في حجة الوداع ألغى عادات الثأر والأنتقام هذه ووضعها تحت قدميه. فكيف يرسل ولدا لينتقم قاتلي أبيه وهل أرسله لقد رجل واحد أم أرسله ليقاتل جيشا هناك......
          لو كانت المسألة مسالة ثأر لوجب الثأر لقتل رسول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ولكن القوم حيث لم يعجبهم تنصيب غلام عليهم اخترعوا وطعنوا في رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث زعموا ان السبب في تعيين أسامة هو ليثأر لمقتل أبيه....
          سبحان الله يرسل جيشا عرمرما ويتسبب في مقتل المسلمين بسبب رجل هو في الأصل ذاهب إلى القتال لينتصر أو ليستشهد؟؟؟

          لماذا تستنكر مسألة الثأر وأنتم ترفعون شعار يا لثارات الحسين، رغم أن قتلة الحسين
          عليهم لعنة الله قد قتلوا فممن تثأرون ؟؟؟
          وروى المجلسي في بحار الأنوار 351/45 قال:
          وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال : لا تسبوا المختار فإنه قتل قتلتنا وطلب ثأرنا وزوج أراملنا وقسم فينا المال على العسرة.
          وربما يكون ثأر أسامة لأبيه أحد الأسباب لهذه السرية وأما السبب الرئيسي والله أعلم
          لأجل تأديب القبائل وأهل القرى في تلك المنطقة الذين شاركوا في غزوة مؤتة ضد المسلمين.
          التكفيري نبيل الجزائري
          لماذا تتهمني بالتكفير هل تعرفني كفرت أحدا، لقد بهتني. روى الكليني في الكافي 358/2 قال : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن عامر، عن أبان، عن رجل لا نعلمه إلا يحيى الأزرق قال: قال لي أبو الحسن (صلوات الله عليه): من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه، ومن ذكره من خلفه بما هو فيه مما لا يعرفه الناس اغتابه ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته.
          وفي بحار الأنوار ج77 ص91 قال :
          يا أبا ذر سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه من معاصي الله ، وحرمة ما له كحرمة دمه ، قلت : يا رسول الله وما الغيبة؟ قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قلت يا رسول الله فان كان فيه ذاك الذي يذكر به؟ قال : اعلم أنك إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته وإذا ذكرة بما ليس فيه فقد بهته.
          فبناءا على مبانيكم تجوز إمامة الفاسق..
          هذا باطل، إيتني بحديث صحيح يقول تجوز إمامة الفاسق، وأما حديث صلوا خلف كل بر وفاجر مكذوب لا أساس له من الصحة.
          وهناك احاديث عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تقول بأن قال مروا من يصلي بالناس.....
          يعني بإمكان أي شخص أن يصلي.
          لماذا لم تكمل الحديث، الحديث هكذا في سنن أبي داود وغيره : حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد ابن إسحاق، حدثني الزهري، حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه عن عبد الله بن زمعة، قال: لما استعز برسول الله-صلى الله عليه وسلم- عملى وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال إلى الصلاة، فقال: مروا من يصلي للناس، فخرج عبد الله بن زمعة، فإذا عمر في الناس، وكان أبو بكر غائبا، فقلت: يا عمر، قم فصل بالناس، فتقدم فكبر، فلما سمع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-صوته -قال وكان عمر رجلا مجهرا- قال: "فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون" فبعث إلى أبي بكر فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة، فصلى بالناس.

          وهذا الحديث لا يصح جاء مخالفا للأحاديث الصحيحة التي تقول
          مروا أبا بكر يصلي بالناس. وقال شعيب الأرنؤوط في تحقيق هذا الحديث : ضعيف. محمد بن إسحاق -وهو ابن يسار المطلبي مولاهم- وإن جاء تصريحه بالتحديث هنا لا يعتد بهذا التصريح، وذلك أنه رواه عن عبد الله بن محمد النفيلي ابن أبي شعيب الحراني عند الطبراني في "الكبير" 13/ (446)، وأحمد بن عبد الرحمن بن زيد الحراني عند الطبراني في "الأوسط" (1065) فلم يذكر تصريح ابن إسحاق بالتحديث ورواه كذلك سليمان بن عمر بن خالد الرقي عند ابن أبي عاصم في "السنة" (1161) عن محمد بن سلمة، ولم يذكر فيه تصريح ابن إسحاق بالتحديث.
          ويؤيد عدم سماع ابن إسحاق لهذا الخبر: أن إبراهيم بن سعد قد رواه عند أحمد في "مسنده" (18906)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق " 30/ 262، فقال فيه: عن ابن إسحاق، قال: وقال ابن شهاب الزهري ... وقد قال الإمام أحمد: ان ابن إسحاق يدلس، إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماع قال: حدثني، إذا لم يكن قال: قال. قلنا: وهذا ما فعله ابن إسحاق في إسناد أحمد.
          وكذلك هو في "سيرة ابن هشام" 4/ 303 كما رواه إبراهيم بن سعد على السواء. ورواه أيضا عبد الأعلي بن عبد الأعلى عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"1/ 243، وزياد بن عبد الله البكائي عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4253) كلاهما عن ابن إسحاق. ولم يذكرا فيه تصريح ابن إسحاق بالتحديث.
          وما جاء من تصريحه عند الحاكم 3/ 640 - 641 من طريق أحمد بن عبد الجبار العطاردي، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، فوهم كذلك؛ لأن الطحاوي قد رواه (4254) من طريق أحمد بن عبد الجبار أيضا عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق.
          فزاد راويا بين ابن إسحاق والزهري هو يعقوب بن عتبة بن المغيرة. وأحمد بن عبد الجبار فيه ضعف.
          فحصل بذلك أن ما جاء عند المصنف هنا، وما جاء في رواية محمد بن يحيى الذهلي عن عبد الله بن محمد النفيلي عند الضياء المقدسي في "المختارة" 9/ (314) وما جاء في يونس بن بكير عند الحاكم من تصريح ابن إسحاق بالتحديث وهم بلا ريب، والله أعلم.
          وله طرق أخرى عن الزهرى كلها ضعاف لا يصح منها شيء كما بيناه في "مسند أحمد" (18906). ومنها الطريق الآتي بعده.
          وأخرجه عبد الرزاق (9754) عن معمر، قال الزهري: قال النبي-صلى الله عليه وسلم-، وهذا هو الصحيح عن الزهري أنه من بلاغاته، وبلاغات الزهري لا شيء، وهو في "مسند أحمد" عن عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري بلاغا كذلك ضمن حديث عائشة (24061).
          ويخالفه ما جاء في صحيح مسلم (418) أن النبي-صلى الله عليه وسلم-أرسل إلى أبي بكر أن يصلي بالناس، فأتاه الرسول، فقال: إن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يأمرك أن تصلي بالناس، فقال أبو بكر- وكان رجلا رقيقا-: يا عمر، صل بالناس. فقال عمر: أنت أحق بذلك. فصلى بهم أبو بكر.
          وقد روى صلاة أبي بكر بالناس: العباس وابن عباس وأبو موسى الأشعري، وعائشة كما سلف بيانه في "مسند أحمد" (18906). وليس في شيء منها أن عمر صلى، ثم أعاد بهم أبو بكر تلك الصلاة كما في هذه الرواية.

          أما قولك بأنه إستثناه
          فيلزم منه وجود حديث
          فهات جئنا بالحديث..........
          ليس بالضرورة وجود حديث يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم استثنى أبا بكر من جيش أسامة، فتأميره صلى الله عليه وسلم للصلاة بالمسلمين دليل على أنه إستثناه.
          بل أنتم المطالبون بالدليل على أنه وعمر تخلفا عمدا ويستحقان اللعن، فأما تخلفهما عمدا
          فإلى الآن لم تأتوا بدليل، وأما حديث اللعن فهناك من يقول أنه لا أصل له حتى في كتب الشيعة.

          تعليق


          • #65
            لم تجاوب على شيئ مهم.......

            ألست من جماعة أو مع داعش أو النصرة أو الإخون أو السلفية أو ما شابه ؟؟؟؟؟؟ظ
            إذا كنت فأنت تكفيري
            وإذا لم تكن فأنت كاذب

            سألتني أن اثبت أن النبي صلى الله عليه واله وسلم جهز حملة أسامة بن زيد قبل 15 يوما فجئتك به.
            قبل 3 أيام بقين من صفر أم النبي صلى الله عليه واله وسلم بتجهيز الجيش
            وفي اليوم التالي مرض النبي صلى الله عليه واله وسلم
            فهل أبقى أبا بكر في المدينة؟؟؟؟
            الجواب لا
            لأنه حتى يوم السبت 8 ربيع الأول كان النبي صلى الله عليه واله وسلم في الجرف مريضا عاصب الراٍس يحث المسلمين على الخروج......
            أين كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يوم السبت يا نبيل
            كان في الجرف
            يعني حتى يوم السبت النبي صلى الله عليه واله وسلم مع مرضه إلا أنه كان يستطيع أن يذهب إلى الجرف على عبد أميال من المدينة ليحثهم على الخروج للقتال
            يوم الإثنين توفي رسول الله صلى الله عليه وا له وسلم
            بقي عندك يوم واحد فقط وهو يوم الإثنين الذي تذكر فيه الأحاديث أن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال مروا من يصلي بالناس.....
            يعني الذي يفهم هو اطلبوا من اي شخص ان يصلي.....
            انت قلت أكمل الحديث.....
            ثم عندما تقتبس أقوال وأبحاث الناس أذكر منقول أو اذكر مقتبس لا تنسب أفعال وتعب الناس وجهدهم لنفسك...
            2 صرحوا ان إبن اسحاق قال حدثنا...........
            المهم ماذا كان يفعل عمر بن الخطاب بالمدينة بحسب أحاديثك.........
            أليس المفروض أن يكون في حملة أسامة بن زيد
            ثم يأبى الله ذلك والمسلمون هو في حق عمر بن الخطاب وهذا القول يعني أن عمر لا يستحقها لا زمن موت النبي صلى الله عليه واله وسلم ولا بعده.....

            كما قلنا المفروض أن يكون ابا بكر وعمر في حملة أسامة بن زيد.......

            أما احاديث صلاة إمامة الفاسق فتجدها في هذه الفتوى
            لسؤال
            تعقيبا على ردكم على السؤال 1667 ، فما مدى صحة الحديث الشريف (صلوا خلف كل برٍ وفاجر)؟. جزاكم الله خيراً.
            الإجابــة
            الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فالحديث ضعيف رواه الدراقطني بلفظ "الصلاة واجب خلف كل بر وفاجر" ، ورواه أحمد وأبو داود بلفظ: "والصلاة واجبة خلف كل مسلم برا كان أم فاجراً" وهو ضعيف أيضا. والحديثان وردا من طرق كلها واهية كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله، قال العقيلي: ليس في هذا المتن إسناد يثبت. وقال صاحب سبل السلام: وهي أحاديث دالة على صحة الصلاة خلف كل بر وفاجر إلا أنها كلها ضعيفة، وقد عارضها حديث: (لا يؤمَّـنَّكم ذو جرأة في دينه) ذكر صاحب كتاب عون المعبود أن إسناده ضعيف ونحوه وهي ضعيفة أيضا، قالوا فلما ضعفت الأحاديث من الجانبين رجعنا إلى الأصل وهو أن من صحت صلاته صحت إمامته وأيد ذلك فعل الصحابة. فقد أخرج البخاري في التاريخ عن عبد الكريم قال: أدركت عشرة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يصلون خلف أئمة الجور. وعلى كل فالأولى عدم الصلاة خلف من ظاهره الفسق: لأن من العلماء من أبطل الصلاة خلفه، وهو قول معتبر قال به جمع كثير. والعلم عند الله تعالى.

            تعليق


            • #66
              شعار يا لثارات الحسين سلام الله عليه
              هو الثورة ضد الظلم إينما كان.
              وشعارنا هو هيهات منا الذلة....

              تعليق


              • #67
                قلنا ونعيد:
                ما بالك تقرن ابا بكر مع عمر؟!! قلنا هل ما يبرر تخلف ابو بكر يبرره لعمر؟!!


                صاحب المشاركة الأصلية: نبيل الجزائري
                كيف يكون هذا الإستثناء بعد التخلف، كيف يستثني النبي من تخلف وعصاه بأن يستخلفه للصلاة ؟؟؟

                الكلام في عمر، وانت بترت الكلام وهو هكذا:
                (طبعا ستأتي وتقول لي أن استثناء عمر لأن ابا بكر استثناه، فنقول هذا الاستثناء بعد التخلف، هذا وانت تثبت انهما تخلفا، وغيرهما تخلّف أيضا، والمتخلف عن أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ملعون، وإن كثر العدد).
                وعلى أي حال اعتراضك حجة عليك لا لك، فكيف يصلي بالناس من تخلّف عن جيش أسامة؟ ستقول أنه صلى الله عليه وآله استثناه! نقول التخلّف ثابت لأنهم من ضمن الجيش وتخلّفا، والاستثناء لا دليل عليه.

                أي حكم هذا باق في عنقه بعد أن استثناه النبي صلى الله عليه وسلم !!!!

                استثناه لصلاة لا غيرها، فالحكم باق في عنقه.
                ثم هل يحق لأبي بكر وعمر التخلف عن الجيش حتى لو يرد اللعن بحق المتخلف؟ فكيف يخالفا أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بإنفاذ جيش أسامة وماذا تنفع الرخصة من أسامة فهل يحق لأسامة أن يخالف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بإرجاع من أمره رسول الله بالالتحاق بجيش أسامة؟!.
                لم يقل أحد هذا، بل قلنا أنه تخلف بأمر النبي صلى الله عليه وسلم

                جوابك ناقص، كلامي هو كالتالي:
                (
                ستقول أنه تخلّف لأنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم!! فمن جعله خليفة؟!! رسول الله وما ينطق عن الهوى هل يعقل أن يترك الأمّة دون خليفة وينتدب الصحابة وكبارهم ويرسلهم في جيش اسامة ويترك الامة بلا راعي وبلا ولي وبلا خليفة؟!!)
                فهل يعقل هذا الفعل من نبي لا ينطق علن الهوى؟!!
                والغريب انك تقول:

                هو إستثناه صلى الله عليه وسلم للصلاة لأنه كان يريده هو الخليفة بعده والله أعلم.

                فأنت تستدل على الاستثناء أنه أراد الخلافة!! فلماذا لم ينصبه خليفة للناس بدلا من أن يجعله إماما لصلاة؟ هل إمامة الصلاة أعظم من خلافة النبي؟!!
                ومن ثم لا تنس كلامك:

                من أين علمتم أن سبب بعث النبي لجيش أسامة لأجل إبقاء علي دون منازع له للخلافة ؟؟؟
                ثم هذا تناقض في مذهبكم أنتم تقولون أن الصحابة كلهم بايعوه في غدير خم،
                فلا معنى لإبعادهم عن علي، هذا كلام ظني ليس مبني على أي أساس.

                يقول السيد محسن الأمين العاملي رحمه الله في كتاب (في رحاب اهل البيت عليهم السلام) ج1 ص289:
                قصة جيش اسامة و بدء المرض برسول ‏الله(ص)
                قال ابن اسحق: ثم قفل رسول الله (ص) (يعني من حجة الوداع) فاقام بالمدينة بقية ذي الحجة والمحرم وصفرا وضرب على الناس بعثا الى الشام وامر عليهم اسامة بن زيد ابن حارثة مولاه«اه».

                وقال ابن سعد في الطبقات امر النبي (ص) يوم الاثنين الناس بالتهيؤ لغزو الروم فلما كان يوم الاربعاء بدي‏ء به المرض فلما اصبح يوم الخميس عقد لاسامة لواء بيده فخرج وعسكر بالجرف فلم يبق احد من وجوه المهاجرين الاولين والانصار الا انتدب في تلك الغزوة فيهم ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وابو عبيدة بن الجراح و سعد بن ابي وقاص وسعيد بن زيد وغيرهم (الى ان قال) وثقل رسول الله (ص) فجعل يقول انفذوا بعث اسامة.
                وروى ابن هشام في سيرته ان رسول الله (ص) استبطأ الناس في بعث اسامة وهو في وجعه فخرج عاصبا رأسه حتى جلس على المنبر وقال انفذوا بعث اسامة ثم نزل انكمش الناس في جهازهم وقال ابن سعد في روايته فخرج عاصبا رأسه فقال ايها الناس انفذوا بعث اسامة ثلاث مرات.

                تأكيد الوصاية بالثقلين
                وروى ابن سعد بسنده عن ابي سعيد الخدري عن النبي (ص) انه قال: اني اوشك ان‏ ادعى فاجيب واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي اهل بيتي وان اللطيف الخبير اخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

                وقال المفيد في ارشاده:
                ثم كان مما اكد النبي (ص) لعلي من الفضل وتخصصه منه بجليل رتبته ما تلا حجة الوداع من الامور المتجددة لرسول الله (ص) والاحداث التي اتفقت بقضاء الله وقدره وذلك انه تحقق من دنو اجله ما كان قدم الذكر به لامته فجعل يقوم مقاما بعد مقام في المسلمين يحذرهم الفتنة بعده والخلاف عليه ويؤكد وصاتهم بالتمسك بسنته والاجتماع عليها والوفاق ويحثهم على الاقتداء بعترته والطاعة لهم والنصرة والحراسة والاعتصام بهم في الدين ويزجرهم عن الاختلاف والارتداد و كان فيما ذكره من ذلك ما جاءت به الرواية على اتفاق واجتماع من قوله يا ايها الناس اني فرطكم وانتم واردون علي الحوض الا واني سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما فان اللطيف الخبير نبأني انهما لن يفترقا حتى يلقياني وسالت ربي ذلك فاعطانيه الا واني قد تركتهما فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولا تسبقوهم فتفرقوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فانهم اعلم منكم ايها الناس لا ألفينكم بعدي ترجعون كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فتلقوني في كتيبة كمجر السيل الجرار الا وان علي بن ابى طالب اخي ووصيي يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، وكان يقوم مجلسا بعد مجلس بمثل هذا الكلام ونحوه«اه».

                سر الاهتمام بتنفيذ جيش اسامة
                قال المفيد:
                ثم انه عقد لأسامة بن زيد بن حارثة الامرة وامره وندبه ان يخرج بجمهور الامة الى حيث اصيب ابوه من بلاد الروم واجتمع رأيه على اخراج جماعة من مقدمي المهاجرين والانصار في معسكره حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته من يخلف في الرياسة ويطمع في التقدم على الناس بالامارة ويستتب الامر لمن استخلفه من بعده ولا ينازعه في حقه منازع فعقد له الامرة و جد في اخراجهم وامر اسامة بالبروز عن المدينة بعسكره الى الجرف وحث الناس على الخروج اليه والمسير معه وحذرهم من التلوم والابطاء فبينا هو في ذلك اذ عرضت له الشكاة التي توفي فيها«اه».

                واذا انعمنا النظر في مجاري هذه الحوادث وتأملناها بانصاف مجرد عن شوائب العقائد امكننا ان نقول:
                ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع ما تحققه من دنو اجله واومأ اليه بما اعلنه للملأ في خطبته التي خطبها في حجة الوداع بقوله فاني لا ادري لعلي لا القاكم بعد عامي هذا وقوله في بعض خطبه قد حان مني خفوق من بين اظهركم وتأكيده الوصاية بالثقلين وقوله قد كان جبرئيل يعرض علي القرآن في كل سنة مرة وقد عرضه علي العام مرتين ولا اراه الا لحضور اجلي، واعتكافه في ذلك العام عشرين يوما وقد وكان يعتكف عشرة ايام كما رواه ابن سعد في الطبقات وغير ذلك من التصريح والتلويح بانه عالم بدنو اجله ومع عروض المرض له واشتداده عليه وهو مع ذلك كله يجتهد في تجهيز جيش اسامة ويحث عليه ويكرر الحث مرارا انفذوا بعث اسامة ويخرج مرة بعد مرة وهو مريض عاصب رأسه ويخطبهم ويقول انفذوا بعث اسامة يكررها كل مرة ثلاث مرات وقد عقد لاسامة لواءه بعد عروض المرض له فقد عرفت عن ابن سعد انه بدى‏ء المرض يوم الاربعاء وعقد لأسامة يوم الخميس ولا يبقى احد من وجوه المهاجرين والانصار الا وينتدب للخروج تحت امرة اسامة وهو غلام ولا يشغله ما هو فيه من شدة المرض وتحقق دنو الاجل عن الاشتداد في تجهيز جيش اسامة وقد كان مقتضى ظاهر الحال وسداد الراي ان لا يبعث جيشا فيه اكابر الصحابة وجمهور المسلمين في مثل تلك الحال التي يتخوف على نفسه فيها الموت لان تدارك ما يخاف وقوعه عند وفاته واحكام امر الخلافة في حياته اهم من تسيير جيش لغزو الروم بل لا يجوز في مثل تلك الحال ارسال الجيوش من المدينة ويلزم تعزيز القوة فيها استعدادا لما يخاف طرؤه من الفتن بوفاته التي اشار اليها بقوله اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، لا سيما انه قد بلغه ارتداد جماعة من العرب في عدة اماكن و ادعاء بعضهم النبوة لما بلغهم مرضه كما نص عليه الطبري في تاريخه مع تأييده بالوحي وامتيازه عن سائر الخلق بجودة الرأي.

                وعدم تمام ما حث عليه من تجهيز جيش اسامة وبقاء اسامة معسكرا بالجرف الى ما بعد وفاته كل ذلك يدلنا على ان تجهيز هذا الجيش لم يكن من الامور العادية يقصد به الغزو والفتح بل قصد به ما اشار اليه المفيد في كلامه السابق وانه كان لامر اهم مما يتراءى خوف وقوعه بل لو قطعنا النظر عن ذلك كله لوجدنا ان ظاهر الامر يقتضي ان يشتغل في مثل تلك الحال بنفسه وبما عراه من المرض الشديد لا بتسيير الجيوش لغزو ليس فيه ما يقتضي الفور والعجلة مثل مهاجمة عدو او طرو حادث لا يحسن التأخر عنه.

                ويدلنا على ذلك ايضا اخباره عن فتن تقع بعده وتهويله في ذلك، روى ابن سعد في ‏الطبقات بسنده عن ابي مويهبة مولى رسول الله ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال من جوف الليل اني قد امرت ان استغفر لأهل البقيع فانطلق معي فخرجت معه حتى جاء البقيع فاستغفر لاهله طويلا ثم قال ليهنئكم ما اصبحتم فيه مما اصبح الناس فيه اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع بعضها بعضا يتبع آخرها اولها الآخرة شر من الاولى.
                وروى الطبري في تاريخه بسنده عن ابي مويهبة مولى رسول الله«ص» قال بعثني رسول الله«ص» من جوف الليل فقال لي يا ابا مويهبة اني قد امرت ان استغفر لأهل البقيع فانطلق معي فانطلقت معه فلما وقف بين اظهرهم قال السلام عليكم اهل المقابر ليهن لكم ما اصبحتم فيه مما اصبح الناس فيه اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها اولها الآخرة شر من الاولى (الحديث) فما هي هذه الفتن يا ترى التي هول بها وعظم امرها ووصفها بانها كقطع الليل المظلم وانها متتابعة بلا انقطاع لا تنتقل الى خير بل الى ما هو شر من الاول وكيف تجتمع هذه الرواية مع ما يروونه عنه: خبر القرون قرني ثم الذي يليه.
                وقال المفيد:
                لما احس بالمرض اخذ بيد علي واتبعه جماعة وتوجه الى البقيع فقال اني قد امرت بالاستغفار لأهل البقيع فانطلقوا معه حتى وقف بين اظهرهم و قال السلام عليكم أهل القبور ليهنئكم ما اصبحتم فيه مما اصبح فيه الناس اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع اولها آخرها ثم استغفر لأهل البقيع طويلا و اقبل على علي فقال له ان جبرئيل كان يعرض علي القرآن في كل سنة مرة وقد عرضه علي العام مرتين ولا اراه الا لحضور اجلي، ثم عاد الى منزله فمكث ثلاثة ايام موعوكا ثم خرج الى المسجد معصوب الرأس معتمدا على أمير المؤمنين بيده اليمنى وعلى الفضل بن العباس باليد الاخرى حتى صعد المنبر فخطب ثم نزل فصلى بالناس صلاة خفيفة ثم دخل بيته وكان اذ ذاك بيت ام سلمة«اه» (وفي رواية الحاكم والطبري انه كان بيت ميمونة).
                انتهى كلام السيد الامين ره.

                ولنا أن نتساءل:
                اولا ـ
                لماذا تسند قيادة اعظم جيش اسلامي يومئذ، في ذلك الظرف الدقيق الذي وصفناه، في مرض النبي، إلى شاب يافع لم يتجاوز العشرين من سنيه على جميع التقادير، وهو لم يجرب الحروب بعد وبالاصح لم تسند إليه قيادة من هذا النوع ولا من نوع آخر. والجيش معبأ لجهاد اقوى اعداء الاسلام في ذلك الموقع البعيد عن العاصمة الاسلامية.
                ثانيا ـ
                أن يؤمر هذا الفتى، مع ذلك، على شيوخ المسلمين الذين فيهم قادة الحروب ورؤساء القبائل واصحاب النبي الذين يرون لانفسهم مقاما اسمى ومنزلة رفيعة. ويرشحون انفسهم لمنصب هو أعظم كثيرا من منصب قائدهم الصغير هذا.
                ثالثا ـ
                ان يتباطأ المسلمون عن الالتحاق بهذا البعث بالرغم على اصرار النبي وتشديده النكير على المتخلفين ولعنه اياهم.
                ويكفي ان نعرف
                ان البعث وقع قبيل شكاته أو في أولها وقد استدامت علته اربعة عشر يوما (على اوسط التقادير). وفي كل هذه المدة الطويلة يثاقل القوم عن الخروج. وقد عسكر قائدهم الفتى بالجرف، وهو يبعد عن المدينة بفرسخ واحد (بعد ان عقد النبي له الراية بيده الشريفة) ينتظر جيشه المتمرد ان يجتمع إليه، فتخلق الاشاعات عن حال النبي فيرجع اسامة إلى المدينة برايته فيركزها على باب النبي، ولكن الرسول في كل مرة يأمره بالعودة ويحث القوم على الالتحاق به. ولكنه في اليوم الاخير يرجع مرتين في المرة الاولى يأمره النبي بالسير قائلا: (اغد على بركة الله تعالى) فيودعه ويخرج، وفي المرة الثانية يرجع ومعه عمر وأبو عبيدة فيجد النبي يجود بنفسه، ثم يلتحق بالرفيق الاعلى.
                فماذا دهى المسلمين حتى خالفوا الصريح من أمر النبي هذه المدة الطويلة من غير حياء منه ولا خجل ولا خوف من الله ورسوله وتوطنوا على غضبه ولعنهم جهارا، أتراهم استضعفوا النبي وهو مريض شاك فتمردوا عليه، أم ماذا؟

                رابعا ـ
                ان ينكر هؤلاء المسلمون على نبيهم تأميره لهذا الفتى، ثم لا يرتدعون بعد ان نهاهم عن ذلك. وليس لهم على كل حال حق هذا الانكار إذا كانوا حقا قد تغذوا بتعاليم الاسلام وعرفوا ان النبي لا ينطق عن الهوى وما كان لهم الخيرة.
                خامسا ـ
                ان النبي قد علم بقرب أجله ويعلم ان الفتن قد أقبلت كقطع الليل المظلم، فكيف يبعد جيشه وقوته عن العاصمة ومركز الدعوة، بل كيف يخلي المدينة من شيوخ المهاجرين والانصار وزعمائهم واهل الحل والعقد منهم.
                فلابد أن يكون كل ذلك لامر ما عظيم، اكثر من هذه الظواهر التي يتصورها الناس.
                فهل نجد حلا لهذه المشاكل تطمئن إليه النفس الحرة، بعد عرفاننا للنبي وعظمته وانه لا يفعل ولا يقول إلا عن وحي وسر إلهي.

                والحق أننا نستدل من فعل النبي صلى الله عليه وآله:

                أولا ـ
                أن يهيئ المسلمين لقبول «قاعدة الكفاية» في ولاية امورهم، من ناحية عملية، فليست الشهرة ولا تقدم العمر هما الاساس لاستحقاق الامارة والولاية، فإذا قال عن اسامة مؤكدا جدارته بالقسم ولام التأكيد: وايم الله ان كان لخليقا للامارة ـ يعني زيدا ـ وان ابنه لخليق للامارة.
                وإذا علمنا ان علي بن ابي طالب هو المهيأ لولاية امور المسلمين بعد النبي ـ على فرض انه لم يكن هو المنصوص عليه، أفلا يثبت لنا ان قضية اسامة كانت لقبول الناس امارة علي على صغر سنه يومئذ بالقياس إلى وجوه المسلمين وكان إذ ذاك لا يتجاوز الثلاثين؟

                ثانيا ـ
                اراد (ص) ان يبعد عن المدينة ساعة وفاته من يطمع في الخلافة خشية ان يزيحوها عن صاحبها الذي نصبه لها في الخلافة. وقد ثبت عنه انه كان يتوجس خيفة على اهل بيته ولا سيما على علي، فوصفهم بأنهم المظلومون من بعده. ولذا نراه ادخل في هذا الجيش كل شخصية معروفة تتطاول إلى الرئاسة، ولم يدخل فيه عليا ولا احدا ممن يميل إليه الذين كانوا له بعد ذلك شيعة ووافقوه على ترك البيعة لابي بكر، فلم يذكر واحد منهم في البعث، وهم ليسوا اولئك النكرات الذين لا يذكرون.
                وهذا ما يفسر تباطؤ القوم عن البعث وعرقلتهم له بخلق الاشاعات في المعسكر عن وفاة الرسول
                ، مع اصراره«ص» ذلك الاصرار العظيم. ولم يمكنهم ان يصرحوا بما في نفوسهم، فاعتذروا بصغر قائدهم، وفي هذا كل معنى التهجين لرأي النبي وعصيان أمره الصريح.
                ثالثا ـ ان يقلل من نزوع المتوثبين للخلافة، ليقيم الحجة لهم وللناس بأن من يكون مأمورا طائعا لشاب يافع ولا يصلح لإمارة غزوة مؤقتة كيف يصلح لذلك الامر العظيم وهو ولاية امور جميع المسلمين العامة، وهي في مقام النبوة وصاحبها اولى بالمؤمنين من انفسهم.

                والامام علي (عليه السلام) يوضح ان سبب الاخراج هو اخراج المناوئين والمعارضين له (عليه السلام) وابقاء الموالين والمتابعين
                .
                ففي الخصال الشيخ الصدوق ص 371، عن أميرالمؤمنين عليه السلام:

                وأما الثانية يا أخا اليهود، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني في حياته على جميع أمته وأخذ على جميع من حضره منهم البيعة والسمع والطاعة لامري، وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب ذلك، فكنت المؤدي إليهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله أمره إذا حضرته والأمير على من حضرني منهم إذا فارقته، لا تختلج في نفسي منازعة أحد من الخلق لي في شئ من الامر في حياة النبي صلى الله عليه وآله ولا بعد وفاته، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بتوجيه الجيش الذي وجهه مع أسامة بن زيد عند الذي أحدث الله به من المرض الذي توفاه فيه، فلم يدع النبي أحدا من أفناء العرب ولا من الأوس والخزرج وغيرهم من سائر الناس ممن يخاف على نقضه ومنازعته ولا أحدا ممن يراني بعين البغضاء ممن قد وترته بقتل أبيه أو أخيه أو حميمه إلا وجهه في ذلك الجيش، ولا من المهاجرين والأنصار والمسلمين وغيرهم والمؤلفة قلوبهم والمنافقين، لتصفو قلوب من يبقى معي بحضرته، ولئلا يقول قائل شيئا مما أكرهه، ولا يدفعني دافع من الولاية والقيام بأمر رعيته من بعده، ثم كان آخر ما تكلم به في شئ من أمر أمته أن يمضي جيش أسامة ولا يتخلف عنه أحد ممن أنهض معه، وتقدم في ذلك أشد التقدم وأوعز فيه أبلغ الإيعاز وأكد فيه أكثر التأكيد فلم أشعر بعد أن قبض النبي صلى الله عليه وآله إلا برجال من بعث أسامة بن زيد وأهل عسكره قد تركوا مراكزهم، وأخلوا مواضعهم، وخالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وآله فيما أنهضهم له وأمرهم به وتقدم إليهم من ملازمة أميرهم والسير معه تحت لوائه حتى ينفذ لوجهه الذي أنفذه إليه، فخلفوا أميرهم مقيما في عسكره، وأقبلوا يتبادرون على الخيل ركضا إلى حل عقدة عقدها الله عزوجل لي ولرسوله صلى الله عليه وآله في أعناقهم فحلوها، وعهد عاهدوا الله ورسوله فنكثوه، وعقدوا لأنفسهم عقدا ضجت به أصواتهم واختصت به آراؤهم من غير مناظرة لاحد منا بني عبد المطلب أو مشاركة في رأي أو استقالة لما في أعناقهم من بيعتي، فعلوا ذلك وأنا برسول الله صلى الله عليه وآله مشغول وبتجهيزه عن سائر الأشياء مصدود فإنه كان أهمها وأحق ما بدئ به منها، فكان هذا يا أخا اليهود أقرح ما ورد على قلبي مع الذي أنا فيه من عظيم الرزية، وفاجع المصيبة، وفقد من لا خلف منه إلا الله تبارك وتعالى، فصبرت عليها إذا أتت بعد أختها على تقاربها وسرعة اتصالها، ثم التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين.

                سبق أن قلنا لكم أعطونا دليل صريح صحيح أنهما تخلفا عمدا، وأما لعن النبي صلى الله عليه وسلم من تخلف عن جيش أسامة فهذا لم يثبت أبدا، بل هناك من يقول ليس لهذه الرواية أصل حتى في كتب الشيعة.
                كما نحن سبق وأن بينا الدلائل ونقضنا مناقشات الآخر، وقد قلنا:
                إن طاعة الرسول(ص) واجبة، وعليه فالتخلف عن جيش أسامة تخلف عن طاعة رسول الله(ص)، والتخلف عن طاعة رسول الله(ص) يوجب أذى رسول الله(ص)، وأذية رسول الله(ص) توجب اللعنة بنصّ القرآن الكريم: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مهينا)(الاحزاب: 57)، ومن المجمع والمسلّم عليه بين كل المسلمين هو أن أبا بكر وعمر تخلّفا عن جيش أسامة...
                أمّا عن ثبوته لدينا:
                حديث اللعن عمن تخلف عن جيش أسامة ثابت عندنا في مصادر
                الإمامية، نذكر لك بعض المصادر الشيعية التي ذكرت الامر بانفاذ الجيش ولعن المتخلف عنه:
                1- في دعائم الاسلام للقاضي النعمان 1/42
                قال: وكان آخر ما أوصى به صلى الله عليه وعلى آله أنه قال: نفذوا جيش أسامة، لعن الله من تخلف عنه، وأسامة يومئذ قد برز، فقعدا عنه فيمن قعد.
                2- وفي كتاب التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة لأبي الفتح الكراجكي ص 89 قال: وهم الذين قال لهم عند وفاته: "جهزوا جيش أسامة"، ولعن من تخلف عنه، فلم يفعلوا.
                3- في الصراط المستقيم علي بن يونس العاملي النباطي البياضي ج 2 ص 296 ومنها: أنه تخلف عن جيش أسامة مع تكرير النبي الأمر بتجهيزه، ولعنه المتخلف عنه.
                4- في كتاب وصول الأخيار إلى أصول الأخبار والد البهائي العاملي ص 68 فمنهم المتخلفان عن جيش أسامة اجماعا والنبي صلى الله عليه وآله يقول: جهزوا جيش أسامة، لعن الله من تخلف عن جيش أسامة.
                5- وفي الرواشح السماوية المحقق الداماد ص 214 والخلاف الثاني أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "جهّزوا جيش أُسامة، لعن الله من تخلّف عنها".
                6- وفي كتاب الأربعين محمد طاهر القمي الشيرازي ص 127 ومما يدل أيضا على بطلان ما زعموا، أنه صلوات الله عليه وآله ولى أسامة على الثلاثة في مرضه الذي قضى نحبه، وأمرهم بالخروج معه، ولعن من تخلف عن جيش أسامة، وترك عليا عليه السلام عنده في المدينة، وليس هذا الا ليتم له أمر الخلافة، كما لا يخفى على أهل الحدس والفراسة.
                7- وفي بحار الأنوار العلامة المجلسي ج 30 ص 427 : (التخلف عن جيش أسامة. قال أصحابنا رضوان الله عليهم: كان أبو بكر وعمر وعثمان من جيش أسامة، وقد كرر رسول الله صلى الله عليه وآله - لما اشتد مرضه - الامر بتجهيز جيش أسامة ولعن المتخلف عنه، فتأخروا عنه واشتغلوا بعقد البيعة في سقيفة بني ساعدة، وخالفوا أمره، وشملهم اللعن، وظهر أنهم لا يصلحون للخلافة).

                وقال السيد ابن طاووس رحمه الله في الطرائف ص 449:
                تخلف عمر عن جيش اسامة
                ومن طرائف ما رأيت من شهادة علماء الاربعة المذاهب عمر أنهم ذكروا ان نبيهم جعله قبل وفاته من جملة جيش أسامة بن زيد، وأمره بالخروج معه في ذلك الجيش وشهدوا أنه خالف نبيهم وعاد عن صحبة أسامة ولم يمتثل أمر نبيهم.
                ومما وقفت عليه في ذلك ما ذكره أبو هاشم شيخ المعتزلة في كتابه الذي سماه بالجامع الصغير قال: فان قيل: أيجوز أن يخالف النبي " ص " فيما يامر به في حال الحياة ؟
                قيل له: أما ما كان من ذلك من طريق الوحي فليس يجوز مخالفته على وجه من الوجوه، وأما ما كان من ذلك على طريق الراي فسبيله سبيل الائمة في أنه لا يجوز أن يخالف في ذلك في حال حياته ، فاما بعد وفاته فقد يجوز ان يخالف فيه ويدلك
                على ذلك أنه قد أمر أسامة بن زيد أن يخرج باصحابه في الوجه الذى بعثه فيه فاقام أسامة عليه وقال: لم أكن لاسال عنك الركب، ثم ان أبا بكر استرجع عمر وقد كان في أصحابه ، ولو كان ذلك لوحى لم يكن لاسامة أن يقيم ويقول لم أكن لاسال عنك الركب ولا كان لابي بكر استرجاع عمر.

                (قال عبد المحمود) مؤلف هذا الكتاب: يا عجبا من هؤلاء القوم تارة يقولون ان نبيهم ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى، وتارة يقولون انه يقول ويامر تارة بوحي وتارة بغير وحي، ثم وكيف يجوز ان يكون تدبير الجيوش بغير الوحي وهو يشتمل على سفك الدماء وتملك الانفس والاموال وغير ذلك من الاحوال؟
                ثم وان كان فعل اسامة حجة على جواز مخالفة نبيهم فقد حكى في كلامه ان ذلك القول من اسامة كان في حياة نبيهم، فانه قال: لم أكن لاسال عنك الركب فعلى قول ابي هاشم وأتباعه يجوز لهم مخالفة نبيهم في حياته وبعد وفاته، فإذا صح لهم ذلك فقد عزلوا نبيهم عن نبوته وذهب حكم الاسلام بجملته، وأين أمتثال هؤلاء لما تضمنه كتابهم من الاوامر المطلقة كقوله " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول " وقوله " واتبعوه " وقوله " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ".
                فكيف استجاز أبو هاشم وأتباعه ان يتركوا هذه الاوامر وامثالها ؟ ويجعلوا فعل اسامة وأبي بكر وعمر حجة على جواز مخالفة نبيهم، وهلا قالوا ما جازت لهم مخالفة نبيهم في حياته ولا بعد وفاته فيما أمرهم به كما يقتضي حق النبوة وأدب العارفين لحرمة الرسل، فلو كان ملكا من الملوك أو رجلا محترما عند أصحابه ما استحسن أحد منهم ان كانوا من أهل الوفاء ان ينقضوا وصيته بتلك السرعة ويفسدوا اصلاح الامة ويهدموا ما بناه لهم من تدبيره، بل كان يجب ان يقتدوا بمشورته ويتبركوا بشريعة نبوته ويغتنموا ذلك الراي الذى يذكرون انه صدر عن أعظم النبي المؤيد بالالطاف والوحي والاتصال بالعناية الالهية والاطلاع على الاسرار الربانية والمصالح الدينية والدنيوية.
                التعديل الأخير تم بواسطة رحيق مختوم; الساعة 11-05-2015, 11:04 PM.

                تعليق


                • #68
                  رواية لعن من تخلّف:
                  2 ـ أما الكلمة المتعلقة فيمن تخلّف عن جيش أسامة، التي أرسلها الشهرستاني إرسال المسلمات، فقد جاءت في حديث مسند، أخرجه أبو بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب السقيفة، أنقله لك بعين لفظه، قال:
                  حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح، عن أحمد بن سيار، عن سعيد بن كثير الانصاري، عن رجاله، عن عبداللّه بن عبدالرحمن: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم، في مرض موته أمّر أُسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه جلّة المهاجرين والأنصار، منهم: أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة بن الجراح وعبدالرحمن بن عوف، وطلحة، والزبير، وأمره أن يغير على مؤتة حيث قتل أبوه زيد، وأن يغزو وادي فلسطين، فتثاقل أُسامة وتثاقل الجيش بتثاقله، وجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في مرضه يثقل ويخف ويؤكد القول في تنفيذ ذلك البعث، حتى قال له أُسامة: بأبي أنت وأُمي، أتأذن لي أن أمكث أياماً حتى يشفيك اللّه تعالى؟ فقال: أخرج وسر على بركة اللّه، فقال: يا رسول اللّه، إن أنا خرجت وأنت على هذه الحال، خرجت وفي قلبي قرحة، فقال: سر على النصر والعافية، فقال: يا رسول اللّه إني أكره أن أسائل عنك الركبان، فقال: أنفذ لما أمرتك به، ثم اغمي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم، وقام اسامة فتجهز للخروج، فلما أفاق رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم، سأل عن أُسامة والبعث فأخبر أنهم يتجهزون، فجعل يقول: أنفذوا بعث أُسامة لعن اللّه من تخلّف عنه، وكرّر ذلك، فخرج أُسامة واللواء على رأسه والصحابة بين يديه، حتى إذا كان بالجرف، نزل ومعه: أبو بكر، وعمر، وأكثر المهاجرين، ومن الأنصار: أسيد بن خضير، وبشير بن سعد، وغيرهم من الوجوه، فجاء رسول أُم أيمن يقول له: أُدخل، فإن رسول اللّه يموت، فقام من فوره، فدخل المدينة واللواء معه، فجاء به حتى ركزه بباب رسول اللّه، ورسول اللّه قد مات في تلك الساعة، انتهى بعين لفظه.
                  وقد نقله جماعة من المؤرخين، منهم العلاّمة المعتزلي في آخر ص 20 والتي بعدها من المجلد الثاني من شرح نهج البلاغة.

                  فقيل:
                  أظهرت المراجعة 89 ابتهاج الشيخ البشري بأباطيل الموسوي التي لا شبهة ولا ريب في صحتها ووضوحها ودلالاتها، حتى أنها لم تبق عذراً للمخالفين.
                  يا سبحان اللّه! ألهذا الحدّ يمسخ الموسوي شخصية مناظره العلمية ويلغي عقله حتى يجعله يرى في كلامه عكس ما نرى مستسلماً كلّ الاستسلام لما يلقي.
                  ثم تمضي المراجعة 89 لتطلب على لسان الشيخ البشري المزيد من هذه الأباطيل والمزيد من الطعن في أصحاب النبي صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم.
                  وفي المراجعة 90 يضيف الموسوي فرية جديدة إلى افتراءاته السابقة على أهل الجنة بشهادة النبي صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم، فيسوق لنا قصة سرية أُسامة بن زيد بن حارثة رضي اللّه عنه، وهي آخر سرية بعثها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لقتال الروم وكانت قبل وفاته بأيام. ثم يقوم الموسوي بنسج ما تمليه عليه عقيدته الضالة من أكاذيب وتأويلات فاسدة ليّاً بلسانه وطعناً في الدين. فمن خلال هذه القصة ادّعى الموسوي بالآتي:
                  أولاً: أن أبا بكر رضي اللّه عنه كان مجنداً في جيش أسامة، وادّعى إجماع أهل السير والأخبار على ذلك. وجوابه من وجوه:
                  1 ـ دعوى الإجماع باطلة، فإن المحققين من المحدثين طعنوا في هذه الرواية، لأنها من رواية الواقدي بأسانيده في المغازي وهو متروك عند المحدّثين، ومن رواه من أصحاب السير نقله عن الواقدي دون تحقيق، فكيف يتم الإجماع على خبر مطعون بسنده عند أهل الحديث.
                  2 ـ أن هذا الخبر الذي زعم الموسوي الإجماع عليه، ينقضه إجماع المحدثين وأصحاب السير والمغازي على أن النبي استخلف أبا بكر يصلّي بالمسلمين مدّة مرضه ولم يستخلف غيره على هذا، ولم يقدّم للصلاة بالمسلمين إلاّ أبا بكر بالنقل المتواتر. فكيف يعقل أن يجنّده النبي صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم في جيش أُسامة وقد استخلفه للصّلاة بالمسلمين.
                  3 ـ إنه لو فرض أن أبا بكر قد انتدب للخروج بجيش أُسامة، لأن تعبئة الجيش كانت قبل مرض النبي صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم بيوم واحد، فإن النبي استثناه في اليوم الثاني عندما مرض حيث أمره أن يصلّي بالناس.
                  ثانياً: ادّعى الموسوي أن الصحابة تثاقلوا عن الخروج ـ ويقصد بذلك كبارهم أبو بكر وعمر ـ ثم علّل هذا التثاقل والتخلّف عن الخروج في جيش أُسامة بالخوف على ضياع الخلافة من أيديهم حينما قال ـ قاتله اللّه ـ: (وقد تعلم، أنهم إنما تثاقلوا عن السير أوّلاً، وتخلّفوا عن الجيش أخيراً، ليحكّموا قواعد سياستهم، ويقيموا عمدها، ترجيحاً منهم لذلك على التعبد بالنص، حيث رأوه أولى بالمحافظة، فإنها تنصرف عنهم لا محالة إذا انصرفوا إلى الغزوة قبل وفاته صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم) وجوابه:
                  1 ـ فلم يتثاقل أحد من الصحابة عن الخروج كما زعم الموسوي، لأن التثاقل إنما يعني التباطؤ بالخروج كراهية له واستثقالاً مع محاولة التخلص منه بأيّ وسيلة. وهذا شأن المنافقين لا المؤمنين، والصحابة مبّرأون من ذلك، لا سيما رؤوسهم وشيوخهم بنصوص الكتاب والسنة التي لا ينصاع إليها الرافضة، فيرمون الصحابة بالنفاق والكفر، عليهم لعنة اللّه.
                  2 ـ كيف يصح عقلاً أن يتهم أبو بكر بالتثاقل وعدم الخروج مع أنه ليس مطالباً بذلك، لما تواتر من استخلاف النبي له ليصلّي بالناس مدّة مرضه.
                  3 ـ أن الذى حدث منهم، كان مجرّد تأخير للخروج أملاه عليهم مرضه عليه الصّلاة والسلام، فهل يسمى هذا لغة وشرعاً وعقلاً تثاقلاً؟ لا يقول هذا أحد عنده مسحة أو شيء من العلم، ولكن الرافضة قوم بهت لا عقل لهم، ولا علم عندهم.
                  ثم إن التأخير هذا جاء اجتهاداً من أمير الجيش نفسه، لا ممن هم تحت لوائه من الصحابة، فلو قدر أنه أخطأ في اجتهاده هذا فهو مأجور عليه، ولو صح أن يلام على اجتهاده هذا للامه عليه الرسول صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم، ولكن الروايات تبين إقرار الرسول له على اجتهاده.
                  فقد اتفق الرواة على أن أُسامة تجهز للغزو وخرج في ثقله إلى الجرف وأقام بها أياماً لشكوى رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم، فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم أُسامة فقال: اغد على بركة اللّه والنصر والعافية ثم أغر حيث أمرتك أن تغير، قال أُسامة: يا رسول اللّه قد أصبحت ضعيفاً، وأرجو أن يكون اللّه قد عافاك، فأذن لي فأمكث حتى يشفيك اللّه، فإني إن خرجت وأنت على هذه الحالة، خرجت وفي نفسي منك قرحة، وأكره أن أسأل عنك الناس، فسكت عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم، وتوفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم بعد ذلك بأيام. المنهاج 3 : 122.
                  ومن هذا يتبين لنا: أن ما كان منهم من تأخر لا يصح أن يسمى تثاقلاً، كما سمّاه الموسوي، وإنما هو تأخر مشروع بإقرار النبي صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم.
                  ولو قدّر بعد هذا كلّه أن يلاموا على التأخر، فينبغي أن يوجه اللّوم لأسامة بن زيد لا لغيره، لأنه هو أمير الجيش، فبتأخره تأخر الجيش، ولو أسرع بالخروج لخرجوا معه، فانتفى بذلك مدّعى الرافضة ـ والموسوي بالذات، بأن أبا بكر وعمر كانا وراء تأخير الجيش، لا سيما أنها دعوى لم تثبت في كافّة الروايات الصحيحة، بل إن جميعها متفقة على أن التأخير كان اجتهاداً من أُسامة، كما أوضحنا ذلك.
                  4 ـ أمّا ما أورده الموسوي من أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لعن من تخلّف عن جيش أُسامة، فهو حديث لا أصل له في كتب السنّة، حتى الحلبي والدحلاني في سيرتيهما قالا لم يرد فيه حديث أصلاً.
                  أما سند هذا الحديث كما نقله الموسوي فهو ضعيف، لجهالة رجال سعيد بن كثير الأنصاري، بالإضافة إلى أن سعيد الأنصاري له أحاديث مناكير، كما بيّن ذلك الذهبي في ميزانه.
                  ثم إنه لم يحدث أن تخلّف أحد من جند أُسامة عن الخروج معه يوم أن خرج بعد وفاة النبي صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم واستخلاف أبي بكر بعده.
                  أما أبو بكر فلا يعدّ متخلّفاً لأنه لم يكن معبأ في جيش أُسامة أصلاً كما سبق بيانه، أما تخلّف عمر، فإن أبا بكر يوم أن أنفذ بعث أُسامة كما أمر النبي صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم، طلب من أُسامة أن يأذن لعمر بالإقامة معه في المدينة، لأنه ذو رأي ناصح للإسلام، فأذن أسامة لعمر رضي اللّه عنه، فلا يعدّ بعد هذا متخلّفاً.
                  4 ـ أما قوله: إنما تثاقلوا وتخلفوا طلباً وخوفاً من فوات الخلافة، فهو محض كذب وافتراء لوجوه عدة:
                  منها: أنه رجم بالغيب لأنه حكم على النوايا، ومحلّها القلوب ولا تدرك إلاّ بالإفصاح عنها، فكيف أدرك الموسوي تلك النوايا، ولم يفصح أحد من الصحابة عنها ـ لا من يتهمهم ولا من يعتقد عصمتهم ـ ولو كانت تلك النوايا موجودة لكان علي رضي اللّه عنه والعترة الطاهرة أقدر على كشفها من الموسوي، لأنهم عايشوا تلك اللحظات وشاهدوها، ولما لم تنقل لنا الكتب المعتبرة شيئاً من ذلك عن هؤلاء، دلّ هذا على كذب الموسوي.
                  ثالثاً: أمّا الطعن في تأمير أسامة بن زيد، فقد حاول الموسوي أن ينسبه إلى الشيخين أبي بكر وعمر رضي اللّه عنهما زوراً وبهتاناً، والتحقيق أن الطعن في إمارة أسامة وقع من فئة فيهم عياش بن أبي ربيعة المخزومي، فردّ عليه عمر بن الخطاب في حينها، ثم أخبر النبي صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم بما كان من عيّاش، فقام رسول اللّه خطيباً يرد على طعنهم مؤيداً بذلك موقف عمر من عياش. فتح الباري 8 : 152.
                  رابعاً: لقد جزم الموسوي بأن النبي صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم ما عبأهم في الجيش ولا حثّ على الإسراع بالخروج كما زعم، إلاّ لتخلو منهم المدينة، فيصفو الأمر فيها من بعده لعلي بن أبي طالب. وهو في هذا قد أعظم الفرية على اللّه سبحانه وتعالى وعلى رسوله صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم وعلى المؤمنين، قاتله اللّه.
                  ومقولته هذه واضحة البطلان لكلّ مسلم عاقل، وإنها من الكذب بمكان لا تحتاج معه إلى رد.
                  1 ـ ويكفي في الجواب عليها أن نقول: كيف عرف الموسوي هذا القصد وتلك الغاية، والنبي صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم لم يصرّح بها؟! كيف علمها الموسوي، وجهلها علي رضي اللّه عنه؟!
                  2 ـ ويكفي أن نطالب الرافضة بدليل على هذه الدعوى من آية أو حديث أو قول لأحد من الصحابة في كتاب معتبر عند أهل العلم.
                  3 ـ إن مثل هذا القول طعن بأخلاق النبي صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم، واتّهام له بالخداع والمكر بأصحابه، والجبن والضعف في بيان الحق، واللّجوء إلى أساليب يربأ عنها كلّ مؤمن بله الرسول صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم.
                  4 ـ إن هذا الزعم يتعارض مع ما تواتر من إبقاء النبي صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم لأبي بكر في المدينة ليصلّي بالناس، الأمر الذي يتعارض مع ما يسعى إليه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم من الخلاص منهم وإخراجهم من المدينة ـ كما زعم الموسوي ـ.
                  خامساً: أما قوله: وإنما أمّر عليهم أسامة وهو ابن سبع عشر سنة ليّاً لأعنة بعضهم، وردّاً لجماح أهل الجماح منهم... الخ.
                  فمن هؤلاء البعض الذين أراد الرسول صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم أن يلوي أعنتهم ويكبح جماحهم؟! إن المعنيين بذلك في نظر الموسوي وبالدرجة الأولى هما أبو بكر وعمر، فجوابه ما مضى في الشبهة التي قبلها، لأنها تهمة لا تقلّ ولا تختلف عن سابقتها.


                  أقول:
                  عمدة البحث هنا قضيّة كون أبي بكر في جيش أسامة...(1).

                  ولقد جعلوا صلاة أبي بكر في مكان النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في مرضه أحسن دليل لهم على إمامة أبي بكر وخلافته بعد رسول اللّه، إلاّ أنهم يصطدمون بخبر كونه في جيش أُسامة مع تأكيد النبي على خروج الجيش ولعنه من تخلَّف عنه... فإن صدّقوا بهذا الخبر خسروا أحسن الأدلّة على إمامة أبي بكر، ولذا لم يجد ابن تيمية وأتباعه مناصاً من تكذيب الخبر... قال ابن تيمية:
                  «إنّ هذا من الكذب المتفق على أنه كذبٌ عند كلّ من يعرف السيرة، ولم ينقل أحدٌ من أهل العلم أنّ النبيّ أرسل أبا بكر أو عثمان في جيش أسامة، وإنما روي ذلك في عمر، وكيف يرسل أبا بكر في جيش أسامة وقد استخلفه يصلّي بالمسلمين مدّة مرضه؟»(2).
                  وكرّر التكذيب غير مرّة مدّعياً الإجماع!! قال: «فأمّا تأمير أسامة عليه فمن الكذب المتفق على كذبه»(3) وقال: «هذا إنّما يكذبه ويفتريه من هو من أجهل الناس بأحوال الرسول والصحابة وأعظم الناس تعمّداً للكذب، وإلاّ فالرسول طول مرضه يأمر أبا بكر أن يصلي بالناس»(4) قال: «إنّ هذا كذب بإجماع علماء النقل، فلم يكن في جيش أسامة لا أبو بكر ولا عثمان وإنما قد قيل إنه كان فيه عمر، وقد تواتر عن النبي أنه استخلف أبا بكر على الصلاة حتى مات... فكيف يكون مع هذا قد أمره أن يخرج في جيش أسامة؟»(5) قال: «وأما قوله: إنه أمّر أسامة رضي اللّه عنه على الجيش الذين فيهم أبو بكر وعمر، فمن الكذب الذي يعرفه من له أدنى معرفة بالحديث، فإنّ أبا بكر لم يكن في ذلك الجيش، بل كان النبي يستخلفه في الصلاة»(6).

                  أقول:
                  فهنا مطلبان:
                  الأوّل: هل كان أبو بكر في جيش أسامة أم لا؟
                  إن الذين نصّوا على وجود أبي بكر في جيش أسامة، من أعلام القوم كثيرون جدّاً، نذكر منهم:
                  1 ـ محمّد بن عمر الواقدي.
                  2 ـ أحمد بن يحيى البلاذري.
                  3 ـ محمّد بن سعد، صاحب الطبقات الكبرى.
                  4 ـ ابن إسحاق صاحب السيرة.
                  5 ـ ابن عساكر الدمشقي.
                  6 ـ أبو الفرج ابن الجوزي.
                  7 ـ علاء الدين مغلطاي
                  8 ـ قطب الدين الحلبي
                  9 ـ ابن الأثير صاحب الكامل في التاريخ
                  10 ـ ابن حجر العسقلاني
                  11 ـ محمّد بن يوسف الصالحي صاحب سبل الهدى والرشاد
                  12 ـ ابن الأثير صاحب أُسد الغابة
                  13 ـ الحلبي صاحب السيرة
                  14 ـ زيني دحلان
                  وهذه عبارة الحافظ ابن حجر في كتاب فتح الباري ـ الذي طالما استند إليه المفتري ـ:
                  «كان تجهيز أُسامة يوم السبت، قبل موت النبي صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم بيومين... فبدأ برسول اللّه وجعه في اليوم الثالث، فعقد لأُسامة لواءً بيده، فأخذه أسامة فدفعه إلى بريدة وعسكر بالجرف، وكان ممّن انتدب مع أسامة كبار المهاجرين والأنصار منهم: أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وسعد وسعيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم. فتكلّم في ذلك قوم... ثم اشتد برسول اللّه وجعه فقال: أنفذوا جيش أسامة.
                  وقد روي ذلك عن الواقدي وابن سعد وابن إسحاق وابن الجوزي وابن عساكر»(7).
                  وقال الصالحي الدمشقي: «تنبيهان. الأوّل: ذكر محمّد بن عمر وابن سعد أنّ أبا بكر كان ممّن أمَره رسول اللّه بالخروج مع أسامة إلى اُبنى، وجرى عليه في المورد، وجَزمَ به في العيون والإشارة والفتح في مناقب زيد بن حارثة.
                  وأنكر ذلك الحافظ أبو العبّاس بن تيميّة فقال في كتابه الذي ردّ فيه على ابن المطّهر الرافضي: لم ينقل أحد من أهل العلم أن النبي أرسل أبا بكر وعثمان في جيش اسامة، فقد استخلفه يصلّي بالمسلمين مدّة مرضه إلى أن مات، وكيف يتصوّر أن يأمره بالخروج في الغزاة وهو يأمره بالصلاة بالناس. وبسط الكلام على ذلك.
                  فقلت: وفيما ذكره نظر من وجهين، أوّلهما قوله: لم ينقل أحد من أهل العلم... فقد ذكره محمّد بن عمر وابن سعد، وهما من أئمّة المغازي. ثانيهما قوله: كيف يرسل أبا بكر في جيش اسامة؟ ليس بلازم، فإنّ إرادة النبي بعث جيش أسامة كان قبل ابتداء مرض رسول اللّه، فلما اشتدّ به المرض استثنى أبا بكر وأمره بالصّلاة بالناس. وقال ابن سعد: حدثنا عبدالوهاب بن عطاء العجلي قال: حدثنا المعمري عن نافع عن ابن عمر: إن رسول اللّه بعث سرية فيها أبو بكر وعمر، واستعمل عليهم أسامة بن زيد، وكان الناس طعنوا فيه أي في صغره، فبلغ ذلك رسول اللّه... فذكر الحديث»(8).
                  أقول: فظهر سقوط كلام ابن تيمية. أمّا أنّ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم استثنى أبا بكر، فهذا موضوع المطلب:
                  الثاني: هل إن رسول اللّه أمر أبا بكر بالصّلاة؟
                  لقد حققنا هذا الموضوع في رسالة منفردة منتشرة(9)، وثبت أنّ صلاة أبي بكر في مرض النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لم تكن بأمر منه، فمن شاء التفصيل فليرجع إليها... وقد ذكرنا هناك في بعض الوجوه: كيف يتصوّر أن يأمره بالصلاة في مكانه وقد أمره بالخروج في الغزاة مع أُسامة؟

                  أقول:
                  فقد ظهر الحق في عمدة البحث في هذا المقام....
                  ولا شك في أنّ القوم قد تثاقلوا ولم يخرجوا، فكانوا قد عصوا أمر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم المكرّر والمؤكّد بإنفاذ هذا الجيش... وأمّا أنه قال: لعن اللّه من تخلّف عن جيش أُسامة، فقد روي هذا مسنداً في كتاب السقيفة للجوهري، وأرسله الشهرستاني صاحب الملل والنحل إرسال المسلّم، وأُذعن به وبتثاقل القوم الآمدي وصاحب كتاب شرح المواقف، فقد جاء فيه ما نصّه:
                  «تذييل للكتاب، في ذكر الفرق التي أشار إليها الرسول صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم بقوله: ستفترق أُمّتي ثلاثاً وسبعين فرقةً كلّها في النار إلاّ واحدة وهي ما أنا عليه وأصحابي، وكان ذلك من معجزاته حيث وقع ما أخبر به.
                  قال الآمدي: كان المسلمون عند وفاة النبي عليه السلام على عقيدة واحدة وطريقة واحدة ـ إلاّ من كان يبطن النفاق ويظهر الوفاق ـ ثم نشأ الخلاف فيما بينهم أوّلاً في امور اجتهادية لا توجب إيماناً ولا كفراً، وكان غرضهم منها إقامة مراسم الدين وإدامة مناهج الشرع القويم، وذلك:
                  كاختلافهم عند قول النبي في مرض موته: ايتوني بقرطاس أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعدي، حتى قال عمر: إن النبي قد غيّبه(10) الوجع حسبنا كتاب اللّه، وكثر اللغط في ذلك حتى قال النبي: قوموا عنّي لا ينبغي عندي التنازع.
                  وكاختلافهم بعد ذلك في التخلّف عن جيش اسامة، فقال قوم بوجوب الإتباع، لقوله عليه السلام: جهّزوا جيش اسامة لعن اللّه من تخلَّف عنه، وقال قوم: بالتخلّف انتظاراً لما يكون من رسول اللّه في مرضه.
                  وكاختلافهم بعد ذلك في موته، حتى قال عمر: من قال إن محمداً قد مات علوته بسيفي، وانّما رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم....
                  وكاختلافهم بعد ذلك في موضع دفنه.
                  وكاختلافهم في الإمامة وثبوت الإرث عن النبي كما مرّ...»(11).


                  (1) وللتفصيل في القضيّة يرجع إلى كتابنا (شرح منهاج الكرامة في معرفة الإمامة) (اضغط هنا ج1 ج2 ج3 الاجزاءPdf).
                  (2) منهاج السنة 5 : 486.
                  (3) المصدر 5 : 491.
                  (4) المصدر 6 : 320.
                  (5) المصدر 8 : 292.
                  (6) المصدر 4 : 276.
                  (7) فتح الباري بشرح البخاري 8 : 124 باب بعث أسامة بن زيد.
                  (8) سبل الهدى والرشاد 6 : 250 ـ 251.
                  (9) انظر كتاب: الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في كتب السنّة (اضغط هنا / اضغطPdf).
                  (10) كذا.
                  (11) شرح المواقف 8 : 376.


                  تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (4) تأليف: (السيد علي الحسيني الميلاني)

                  تعليق


                  • #69
                    الوفاة وملابساتها
                    هناك أمران أساسيان في تناولنا لوفاة النبي صلى الله عليه وآله والأجواء التي أحاطت بهذا النبأ التاريخي العظيم.
                    الأول: - إن محمدا صلى الله عليه وآله الذات، البشري، الذي يأكل الطعام ويمشي في الأسواق.. (شئ).
                    الثاني: - إن محمدا صلى الله عليه وآله بما هو همزة الوصل بين السماء والأرض وبما هو الرسول المرسل.. (شئ آخر).
                    والنبي صلى الله عليه وآله كذات، كبشر. ترك أثرا بالغا في نفوس الكثير من الناس.
                    إثر موت قريب بشري. وهؤلاء هم الذين ارتبطوا بشخصية الرسول صلى الله عليه وآله كبطل، وكعبقري. فتشكل وجدانهم على غرار هذا الاعجاب بالرسول صلى الله عليه وآله وعليه، فإنهم لا يرون الأهمية الجوهرية التي كانت تميز شخصية الرسول صلى الله عليه وآله وكان صلى الله عليه وآله هو لها وليست هي له. لذلك تراهم، سرعان ما فكروا في مستقبل حياتهم وطرق التكيف مع الأوضاع الجديدة. حيث غاب الرسول صلى الله عليه وآله وبالتالي غاب معه الوحي.
                    وفي نفس الأثناء، كانت هناك فئة تؤمن بمحمد صلى الله عليه وآله النبي، بما هو رسول الوحي. وبما هو الرسالة. فهل ذهاب محمد صلى الله عليه وآله الذات، يعني بالضرورة ذهاب الرسالة؟ فهؤلاء هم الذين والوا عليا (ع) امتداد طبيعي في شخصية الإمام (ع) بما هو الشخص المرشح لمواصلة المسيرة بحكم ما يملكه من مؤهلات الإمامة، وما أورثه إياه الرسول صلى الله عليه وآله من علم ضروري للقيام بهذه المهمة الرسالية. وقد رد الله سبحانه في القرآن عن أولئك الذين يحيدون، عن أوامر الرسالة، فور اعتقادهم، بوفاة النبي صلى الله عليه وآله فقال: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل. أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا). وقد حدث ذلك في معركة (أحد) حيث فر جميع الصحابة باستثناء علي (ع) وأفراد معدودين. ووضع الفارون سيوفهم في الأغماد لما سمعوا إن محمدا صلى الله عليه وآله قد مات. حتى نزل عليهم التوبيخ الإلهي.
                    هذان التصوران كانا سائدين في زمن الرسول صلى الله عليه وآله وبعده. وقد تجلت صورتهما لما رفع عمر بن الخطاب سيفه، يهدد من قال بموت رسول الله صلى الله عليه وآله.
                    ورأى أنه حي، وسوف (يرجع) كما رجع موسى (ع) وأعتقد به الكثير منهم.
                    وذلك دليل على أن هذا التصور موجود عند البعض، حتى ورد من قال: إن محمدا قد مات.
                    هذان التصوران هما أساس الاختلاف في زمن الوفاة، ووقائعها كالتالي: بعد قدومه إلى المدينة بأيام قلائل. جهز الرسول صلى الله عليه وآله جيشا لفتح تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، على حد تعبير ابن الأثير. وعقد في ذلك لأسامة بن زيد على هذا الجيش الذي اجتمع فيه المهاجرون والأنصار. وكان فيهم أبو بكر وعمر.. كما ذكر اليعقوبي. وكان قد ابتدأ الرسول صلى الله عليه وآله المرض في أواخر صفر (30) وكان أسامة يوم اشتكى الرسول صلى الله عليه وآله مرضه (بالجرف) فتأخر، مما أغضب الرسول صلى الله عليه وآله وجعله يحث على المسيرة. (31) لقد توفي الرسول صلى الله عليه وآله يوم الاثنين (12 من ربيع الأول، (32) ودفن من الغد نصف النهار، (33) وذكر اليعقوبي (إن وفاته صلى الله عليه وآله كان طالع سنتها الجدي ثماني عشر درجة) (34).
                    وفي أثناء مرضه واحتضاره صلى الله عليه وآله كما بعد وفاته، جرت أحداث خلفت وراءها محنا سياسية واجتماعية رهيبة. ولكي نفهم مشكلة الخلافة وملابساتها، لا بد من استحضار هذه المشاهد. واستنطاق الفواصل الحساسة فيها، من أجل الخروج بمخطط فكري وسياسي، يمكننا فهم الحالة الإسلامية بعد الرسول (ص).
                    لقد ابتدأ على الرسول صلى الله عليه وآله المرض، وهو قد جهز جيش أسامة بن زيد، وكان من المنطقي - حسب النظرة التي نحملها نحن الآن عن الصحابة الكبار وميزاتهم كأبي بكر وعمر وعثمان. أن يعقد الرسول صلى الله عليه وآله لأحد كبار الصحابة.
                    لكنه عقد لأسامة، وهو يومها فتى صغيرا. وكثر الطعن في ذلك، وتكلم بعض الصحابة في إمارة أسامة، وقالوا كلاما يمجه منطق الصحبة والإيمان.
                    ذكر ابن سعد في الطبقات، إن سرية أسامة بن زيد بن حارثة إلى أهل (ابني) وهي أرض السرات ناحية البلقاء. وقال (فلما كان يوم الأربعاء بدء برسول الله صلى الله عليه وآله المرض، فحم وصدع فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده ثم قال: اغز بسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله فخرج وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار انتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وغيرهم، فتكلم قوم وقالوا يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله غضبا شديدا فخرج وقد عصب على رأسه عصابة فصعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال (أما بعد، أيها الناس، فما مقالة بلغني عن بعضكم في إمارة أسامة. ولئن طعنتم في إمارة أسامة لقد طعنتم في أمارة أبيه من قبله وأيم الله إنه كان للإمارة خليق وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة ثم نزل فدخل بيته وذلك يوم السبت لعشرة خلون من ربيع الأول. وثقل رسول الله صلى الله عليه وآله فجعل يقول انفذوا بعث أسامة.
                    وفي الملل والنحل (جهزوا جيش أسامة، لعن الله من تخلف عنه) (35). وعلى الرغم من أن الرسول صلى الله عليه وآله حرص على تجهيز الجيش. وتبين من خلال إصراره صلى الله عليه وآله على بعثه. فإن الصحابة لم يطيعوا ورجعوا بعد أن وصلوا إلى الجرف. وهناك لفتة يجب الوقوف على أطلالها. نحن في البداية نختار لأنفسنا منهجا برهانيا علميا. لنجعله برهانا غير مباشر. سنفترض أن الخلافة لعلي (ع) ونحلل على أساس هذا الغرض. فإذا أوقفنا تناقض أوقفنا (الدور) وكان افتراضنا خاطئ. واختيارنا لهذا البرهان لا يعني إنه لا برهان له بطرق أخرى.
                    دائما لأن هذا النمط من الاستدلال هو أقرب إلى الوجدان، وأكثر انسجاما مع العقل العلمي.
                    لقد سبق أن قلنا إن وجود الخلاف بعد الرسول صلى الله عليه وآله حول (الخلافة) يقتضي أن يكون أحد الفريقين على خطأ. أو بتعبير أدق، أن يكون أحد الفريقين (مدعيا) حقا ليس له أو أن الفريق الآخر (مغتصبا) لحق ليس له أيضا.
                    لنفترض طبقا - لأسلوبنا البرهاني المتقدم، إن الإمامة ثبتت وإن المسألة محض اغتصاب (36) وعلى هذا الأساس ننطلق.
                    الأجواء التي أحاطت بالصحابة والمسلمين عند وفاة الرسول صلى الله عليه وآله كانت تتخللها بعض نقاط الاستفهام. تشكل لغزا فيما لو ربطناها بما جرى بعد ذلك من أحداث.
                    فالرسول صلى الله عليه وآله قد علم منذ حجة الوداع - أنه سيستقبل الآخرة. وهو يعلم بذلك كما تثبت الروايات الصحيحة. فكيف يجهز جيش أسامة، وبتلك الطريقة التي استنكرها عليه بعض الصحابة. في الوقت الذي احتفظ فيه بالإمام علي (ع) وهو رمز الجيش الإسلامي. إن للتاريخ ثغرات يمكن أن تتسلل منها الفضائح وتنكشف!.
                    لقد علم عمر بن الخطاب أن الرسول صلى الله عليه وآله سيموت لا محالة (37) وبأنه كان مصرا على الحضور بعيد وفاته، ليعرف كيف وإلى أين ستؤول الأوضاع. إنه سمع من الرسول صلى الله عليه وآله في حجة الوداع. وبغدير خم إن ولي المسلمين هو (علي بن أبي طالب) وكان قد تقدم إليه بالتهنئة قائلا (بخ بخ لك يا أمير المؤمنين) ولكنه أصر أن لا تؤول إليه. وأن ذلك رهين بحضوره المستمر. ولهذا أبى أن يجهز جيش أسامة، إن تردد عمر بن الخطاب، وتقنعه بالروح. وكان لإمارة الرسول صلى الله عليه وآله وعقده لأسامة درس للصحابة، كي يعلموا أن الإمارة بالنص لا بالرأي. وبأن تشددهم برأيهم لم يقنع الرسول صلى الله عليه وآله بتغيير وجهة نظره. وفي ذلك ردع لكل من يتطلع لخلافة رسول الله صلى الله عليه وآله وإحباط معنوي كي لا تطمع نفوس بها. ولذلك حرصت هذه النفوس على الحفاظ على معنوياتها وأفشلت مسيرة جيش أسامة وتقولت فيه.
                    وهنالك رأي كسير، يحتاج إلى جواب يجبره. هو أن بعض (مبررة) الخيانات التاريخية، رأوا في ذلك دليلا على تعلق عمر ابن الخطاب وأبي بكر، بالنبي صلى الله عليه وآله وأنهما فضلا البقاء إلى جوار الرسول صلى الله عليه وآله وعلى مقربة منه ليطمئنوا عليه.
                    وكسر هذا التبرير، يمكن جبره: بثلاث مسائل:
                    أولا: لقد سبق أن ذكرنا الطريقتين اللتين كان يتعامل بهما الصحابة مع الرسول صلى الله عليه وآله ولعل هؤلاء من الصنف الأول، الذين اهتموا بشخص الرسول صلى الله عليه وآله ولم يهتموا برسالته. ولولا ذلك لكان عليهم الاستجابة لداعي الجهاد. خصوصا وأن الرسول صلى الله عليه وآله لعن من تخلف عن جيش أسامة. ثم إن هؤلاء كانوا قد طعنوا ابتداء في إمارة أسامة وليس حبا في الرسول صلى الله عليه وآله.
                    ثانيا: إن عمر بن الخطاب رفض تجهيز جيش أسامة على وجه الاطلاق وإنه رفض أن يكون أسامة على رأس الجيش. ليس ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وآله بل حتى بعده. وقد ذكر ابن جرير الطبري في تاريخه (38)، أن عمر بن الخطاب طلب من أبي بكر عزل أسامة ابن زيد في خلافته، فوثب بلحية عمر قائلا: (ثكلتك أمك وعدمتك يا بن الخطاب، استعمله رسول الله صلى الله عليه وآله وتأمرني أن أنزعه).
                    فعمر بن الخطاب، كان له موقف ثابت من إمارة أسامة وبقي ثابتا على هذا ؟ الموقف حتى بعد الرسول صلى الله عليه وآله.
                    ثالثا: إن تعامل الرجلين مع الرسول صلى الله عليه وآله في مرضه، لا يدل على تعلقهما ؟ الشديد به. بل الواضح إنهما كانا مصدر إزعاج له في مرضه، ونهى الرسول صلى الله عليه وآله عمر أكثر من مرة. ففي تخلفه وتقوله في جيش أسامة، خرج الرسول صلى الله عليه وآله معصب الرأس غاضبا (لعن الله من تخلف عن جيش أسامة).
                    ثم إن أبا بكر لم يكن حاضرا عند وفاة الرسول صلى الله عليه وآله ذكر ابن الأثير في تاريخه (ولما توفي صلى الله عليه وآله كان أبو بكر بمنزله بالسنح) (39).
                    أما عمر بن الخطاب، فقد وقف موقفا قمعيا، إذ حال بين الرسول صلى الله عليه وآله في مرضه والكتابة. وهي أكبر لغز في تاريخ الإسلام، ما تزال (المبررة) تغض الطرف عنه، ولا تمعن فيه النظر. وهو ما سمي (برزية يوم الخميس) حيث أخرج مسلم في كتابه الوصية من الصحيح قال: عن سعيد بن جبير من طريق آخر عن ابن عباس، قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم جعل تسيل دموعه حتى رؤيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إئتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة، أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، فقالوا: إن رسول الله يهجر) (40).
                    وأخرجه الطبراني في الأوسط بهذا اللفظ لما مرض النبي صلى الله عليه وآله وقال: إئتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا. فقال النسوة من وراء الستر: ألا تسمعون ما يقول رسول الله صلى الله عليه وآله قال، قال عمر: فقلت إنكن صويحبات يوسف (41) إذا مرض رسول الله عصرتن أعينكن، وإذا صح ركبتن عنقه! قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (دعوهن فإنهن خير منكم) (42).
                    و(يهجر) هذه التي استخدمها عمر، ليست أدبا يليق بمقام النبوة وعمر يعلم أن من راحة النبي صلى الله عليه وآله أن يقدم له ما يطلب. ولم يؤذن لعمر بن الخطاب أن يفتي في حضرة الرسول صلى الله عليه وآله وبأنه (حسابنا كتاب الله) والأحاديث تؤكد بأن الرسول صلى الله عليه وآله غضب لذلك غضبا شديدا وهو ما يفيد قولنا، بأن حضور عمر بن الخطاب، كان له هدف مرسوم وغاية محددة. ولو كان أطاع النبي صلى الله عليه وآله في السير مع جيش أسامة لكان خيرا له، وأقرب للتقوى كما يجب أن يتحلى بها صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وحماة العقيدة وأفضل له من قذف الرسول صلى الله عليه وآله بالهجران (43).
                    أولا: - لأنه تخلف عن جيش أسامة ولم يجب أمر الرسول.
                    وثانيا: - لأن الرسول صلى الله عليه وآله لما رآه حاضرا طلب فورا. الدوات والقرطاس، لأنه يعلم أن وجود عمر في المقام يهدف كسب الخلافة لصالح مخططه. والدليل على ذلك، أنه هو نفسه الذي عارض طلب الرسول صلى الله عليه وآله بحجة أن الرسول صلى الله عليه وآله يهجر. بمعنى يهذي. أي أن النبي صلى الله عليه وآله فقد صلاحية النبوة في تلك اللحظة، وهو لا يزال بين أظهرهم. وأعطى منذ ذلك الوقت، عمر بن الخطاب نفسه، صلاحية الاجتهاد والتقدير!.
                    وعمر هذا كان يدرك ماذا يمكن أن يكتب الرسول صلى الله عليه وآله في ذلك القرطاس، ولم يكن ابن عباس ولا الآخرين يجهلون حقيقة الموقف لما قال:
                    الرزية كل الرزية لما حيل بين الرسول والكتابة. فهي رزية، لأن دليلها تجلى في أحداث السقيفة وما بعدها. ويورد ابن أبي الحديد في شرح النهج عن ابن عباس قال: خرجت مع عمر إلى الشام في إحدى خرجاته. فانفرد يوما يسير على بعيره فقال لي: يا ابن عباس. أشكو إليك ابن عمك - أي الإمام علي (ع) سألته أن يخرج معي فلم يفعل ولا أزال أراه واجدا، فما تظن موجدته؟ قلت: يا أمير المؤمنين إنك لتعلم، قال: أظنه لا يزال كئيبا لفوت الخلافة. قلت: هو ذلك، إنه يزعم أن رسول الله أراد الأمر له. قال: يا ابن عباس وأراد رسول الله الأمر فكان ماذا إذا لم يرد الله تعالى ذلك. إن رسول الله أراد أمرا وأراد الله غيره فنفذ أمر الله ولم ينفذ مراد رسول الله أو كلما أراد رسول الله كان أراده الله) وهذه الكلمة التي أقل (قسوة) من (يهجر) تدل على مدى معرفة عمر بن الخطاب بمجريات الأمور، ومدركا لكل الأبعاد. وأبى إلا أن يوقف الرسول صلى الله عليه وآله وعنده حده. ويقوم بقمع آل البيت حتى لا يحضروا له الدواة.
                    إن الحؤول دون (نص) جديد في تأكيد المسألة، هو ما دفع عمر بن الخطاب لمنع الإتيان بالدواة والقلم. ولقد ألف عمر ابن الخطاب مخالفة الرسول صلى الله عليه وآله في حياته وخلف له متاعب كثيرة، كتلك التي في صلح الحديبية، وكرفضه إمارة أسامة. ولقد مات الرسول صلى الله عليه وآله غاضبا وهو يعلم أن القوم حريصون على (إمارة) المسلمين، وعلم بكل ما سيقع. فكان همه، أن يسر إلى علي (ع) بما ينبغي أن يقوم به في الأحوال التي سيواجهها في المستقبل. وبقي معه، حتى فاضت روحه الطاهرة وهو يتوسد صدر الإمام علي (ع) (44).
                    وما أن فاضت روحه الطاهرة. حتى تفرقت الصفوف من حول الرسول صلى الله عليه وآله ولم يبق حوله إلا علي (ع) وآل بيته.
                    لم يرو التاريخ عن أن عمر بن الخطاب. هذا الذي أبى السير مع أسامة، حبا وتعلقا بالرسول صلى الله عليه وآله لم يرو عنه إنه اهتم بجنازة الرسول صلى الله عليه وآله وكل ما في الأمر أنه بدأ يقول كلاما غريبا عن منطق العقل، لا سند له من الكتاب، مفاده إن الرسول صلى الله عليه وآله لم يمت!.
                    وبقي الرسول صلى الله عليه وآله جثة هامدة بين يدي آل البيت، يغسلونه، في الوقت الذي راح الآخرون يتطاحنون على حق محسوم بالنص واستغلالا للظرف. وركوبا لفرصة (غياب) الإمام علي (ع) وآل البيت.
                    وإنني ما زلت إلى اليوم أتسأل - لا عن زهد عمر وأبي بكر وغيرهم في جنازة الرسول صلى الله عليه وآله بسبب التسابق إلى السقيفة - بل أتسأل عن أولئك الذين لا يزالون يبررون التاريخ المفضوح، كيف لا يفهمون (اللعبة) التاريخية. وحال دونهم والحقيقة، أنهم أعيد تركيبهم تاريخيا، ليصبحوا أكثر أهمية من الرسول صلى الله عليه وآله والأمة. ذكر ابن سعد في الطبقات، إنه غسل الرسول صلى الله عليه وآله علي ابن أبي طالب، والفضل ابن العباس، وأسامة ابن زيد.
                    وفي رواية ابن الأثير في التاريخ الكامل (ولما توفي صلى الله عليه وآله كان أبو بكر بمنزله بالسنخ، وعمر حاضر، فلما توفي قام عمر فقال: إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله توفي وإنه والله ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى ابن عمران، والله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وآله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أنه مات. وأقبل أبو بكر وعمر يكلم الناس. إلى أن قال) فأقبل أبو بكر على الناس، فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا عمر.
                    الحديث) وهذا الحديث وثيقة قابلة للنقد، والسؤال الذي يجب توجيهه لهذه الوثيقة: لماذا وبأي دليل، يكون الرسول صلى الله عليه وآله ليس ميتا في ذهن عمر؟ وما هو الانسجام في قياس النبي صلى الله عليه وآله بموسى ابن عمران (ع). إذ أن الثاني ذهب بروحه وجسده. بينما الرسول صلى الله عليه وآله بقيت جثته هامدة أمامهم!؟.
                    ثم كيف تتحول وجهة النظر هذه إلى قمع وإرهاب واتهام بالنفاق وتهديد بالقتل الذي حرمه الله إلا بالحق؟.
                    ولماذا نجد عمر الذي فقد وعيه وبدأ يقول الغرائب. ولم يستطع أحد الاقتراب منه، كيف يهدأ ويسلس ويحضر له الضمير والعقل لما جاء أبو بكر وقال ما قال؟!. هذا لغز تاريخي يجب إخضاعه للحفر المنهجي، وإزالة الملابسات التبريرية عنه، لإظهار وجه الحقيقة من خلاله، فلا عمر بن الخطاب كان يجهل (وفاة) الرسول صلى الله عليه وآله كيف ذلك وهو من أتهمه (بالهجران) واعترف بأنه افتقد الوعي، وحسابنا كتاب الله! ولم يكن عمر يجهل الآية التي تلاها عليه أبو بكر:
                    (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل. أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم. فلقد كان يعرفها وهو الذي سمع الرسول صلى الله عليه وآله ينعى نفسه إليهم.
                    وإنما أمر آخر كان يشغل بال عمر. هو أن يصرف الناس عن التفكير فيما بعد (الوفاة). حتى يربح الوقت لكي يأتي أبو بكر، وتتم العملية. وما أن جاء أبو بكر حتى سمعوا بأمر الأنصار واجتماعهم في السقيفة، فالتحقوا بهم مسرعين، وانتهى محمد صلى الله عليه وآله ولم يبقى إلا أمر السقيفة. حيث يدخلها عمر بن الخطاب بكل قوة وتحضير من دون أن تتخلله رقة، من أثر وفاة الرسول صلى الله عليه وآله.
                    دخل عمر السقيفة ليطرح رأيه، ويلغي رأي الجميع. متذرعا بأن أبا بكر هو الوحيد الذي يصلح للأمة. وكأن محمد صلى الله عليه وآله لم يتمكن خلال هذه السنين الطوال. أن يصنع من هذ أصلح للأمة، سوى أبي بكر. وبدأ أبو بكر مضطربا، يريد الخلافة ولا يريدها!.
                    وكان عمر بن الخطاب، يتشدد في تشجيع أبي بكر. لقد تركوا الرسول صلى الله عليه وآله طريح فراشه. وانشغلوا بأمر الخلافة...




                    (30) - التاريخ الكامل لابن الأثير (ص 317 المجلد الثاني).
                    (31) لنا مع أسامة وجيشه جولة خاصة!.
                    (32 - 33) - ابن الأثير: (323) وحسب التقويم الإسلامي الشيعي، إن الرسول صلى الله عليه وآله توفي في 28 من صفر.
                    (34) - اليعقوبي - التاريخ - (ج 3 ص 113).
                    (35) - المقدمة الرابعة (من الملل والنحل) الشهرستاني (36) - اقترحت هذه الطريقة من البرهان -؟؟ وإلا فلو افترضت (الادعاء) فليس بيني وبين النتيجة السلبية سوى نص أو نصين صريحين ينهيان المسألة من الأساس.
                    (37) الروايات السنية تثبت أن عمر وغيره من الصحابة بكوا في حجة الوداع وعيانهم بقرب وفاته!.
                    (38) - وكذلك الدحلاني في السيرة والحلبي وغيرهما.
                    (39) - التاريخ الكامل لابن الأثير (ج 2 ص 323).
                    (40) - ذكره أحمد بهذا اللفظ ومسلم في صحيحه: (ص 75 ج 3) دار المعرفة بيروت.
                    (41) - ترى من هن صويحبات يوسف. هل هي (زليخة) التي عشقت فتى غير زوجها وراودته عن نفسه. أم زائراتها اللائي قطعن أيديهن وسلمن (لزليخة) في رغبتها في (يوسف) أهكذا (عمر) شبه نساء النبي صلى الله عليه وآله فهل سلمان رشدي أتى بجديد؟.
                    (42) - لا أريد الإطالة في عرض الحديث وأسانيده وطرقه المختلفة التي اكتضت بها كتب الصحاح الستة وتواريخهم ومن بين أولئك البخاري في صحيحه في باب مرض الرسول وفي كتاب العلم. كما أخرجه مسلم في باب الوصية، وأحمد والطبراني في الأوسط وكنز العمال الجزء الثالث، ومن المؤرخين ذكره الطبري في التاريخ، وسعد في الطبقات بسنده عن سعيد بن جبير عن بن عباس - وذكر البخاري في باب جواز. الوفد من كتاب الجهاد والسيرة من صحيحه: حدثنا بن عينية عن سلمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال يوم الخميس وما يوم الخميس إلى أن قال) فقالوا: هجر رسول الله.
                    قال صلى الله عليه وآله: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه. وأوصى عند موته بثلاث: اخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم قال ونسيت الثالثة.
                    قلت: وليس هذه (نسيت الثالثة) سوى الرديف الطبيعي ل‍ (كذا وكذا) التي سبق أن رأيناها عند الطبري في بحث حديث (الدار) وكأن المؤرخين والمحدثين فطروا على نسيان (الرزايا) التي تعتبر بؤرة لفهم ما حصل ولماذا! وحديث (الدواة) أشهر من نار على علم لدى كل المحدثين وهو بحق، أعظم رزية على حد قول بن عباس.
                    (43) - (الهجر) في اللغة، هو القوم السئ وفي لسان العرب لابن منظور، الهجر برفع الهاء - القبيح من الكلام. والهجر أيضا بمعنى الهذيان. والهجر، بالضم الاسم من الاهجاء وهو الافحاش. وكذلك إذا كثر الكلام فيما لا ينبغي. وهجر في مرضه، بمعنى هذى. وكان هذا ما أراده عمر بن الخطاب من كلمته مما زاد الرسول صلى الله عليه وآله ألما ووجعا.. وأمرنا لله!.
                    (44) من المفارقات العجيبة التي تروى لدى العامة، أن الرسول صلى الله عليه وآله مات مستندا إلى عائشة. وهذا تلفيق تاريخي. اصطنعوه. فالظاهر من التاريخ إن الذي اهتم بمرضه ودفنه. هو الإمام علي (ع) وأورد بن سعد في الطبقات أكثر من رواية تقول بأنه توفي في حجر علي بن أبي طالب.
                    وروى الحاكم في المستدرك عن أحمد بن حنبل بسنده عن أم سلمة قالت: والذي أحلف به إن كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وآله إلى أن قالت: فأكب عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل يساره ويناجيه، ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وآله من يومه ذلك فكان علي أقرب الناس عهدا به. وذكر من ذلك بن سعد، وكذلك صاحب الكنز أنه قيل لابن عباس: أرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله توفي ورأسه في حجر أحد؟ قال: نعم توفي وإنه لمستند إلى صدر علي، فقيل له: إن عروة يحدث عن عائشة أنها قالت:
                    توفي بين سحري ونحري، فأنكر بن عباس ذلك، قائلا للسائل: أتعقل؟ والله لتوفي رسول الله صلى الله عليه وآله وإنه لمستند إلى صدر علي وهو الذي غسله.. وذكر ذلك الحاكم في مستدركه وعلق على سنده قائلا: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه (أي البخاري ومسلم)، وصححه الذهبي.

                    من كتاب لقد شيعني الحسين (عليه السلام) الإنتقال الصعب في المذهب والمعتقد تأليف
                    الكاتب والصحافي إدريس الحسيني
                    كتاب جدير بالقراءة تجده كاملا في المرفقات
                    وبصورة Pdf هنا
                    الملفات المرفقة

                    تعليق


                    • #70
                      المشاركة الأصلية بواسطة رحيق مختوم
                      رواية لعن من تخلّف:

                      احسنتم اخي رحيق والاخ الفاضل مراة التواريخ
                      أقول:

                      عمدة البحث هنا قضيّة كون أبي بكر في جيش أسامة...(1).
                      ولقد جعلوا صلاة أبي بكر في مكان النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في مرضه أحسن دليل لهم على إمامة أبي بكر وخلافته بعد رسول اللّه، إلاّ أنهم يصطدمون بخبر كونه في جيش أُسامة مع تأكيد النبي على خروج الجيش ولعنه من تخلَّف عنه... فإن صدّقوا بهذا الخبر خسروا أحسن الأدلّة على إمامة أبي بكر، ولذا لم يجد ابن تيمية وأتباعه مناصاً من تكذيب الخبر... قال ابن تيمية:
                      «إنّ هذا من الكذب المتفق على أنه كذبٌ عند كلّ من يعرف السيرة، ولم ينقل أحدٌ من أهل العلم أنّ النبيّ أرسل أبا بكر أو عثمان في جيش أسامة، وإنما روي ذلك في عمر، وكيف يرسل أبا بكر في جيش أسامة وقد استخلفه يصلّي بالمسلمين مدّة مرضه؟»(2).
                      وكرّر التكذيب غير مرّة مدّعياً الإجماع!! قال: «فأمّا تأمير أسامة عليه فمن الكذب المتفق على كذبه»(3) وقال: «هذا إنّما يكذبه ويفتريه من هو من أجهل الناس بأحوال الرسول والصحابة وأعظم الناس تعمّداً للكذب، وإلاّ فالرسول طول مرضه يأمر أبا بكر أن يصلي بالناس»(4) قال: «إنّ هذا كذب بإجماع علماء النقل، فلم يكن في جيش أسامة لا أبو بكر ولا عثمان وإنما قد قيل إنه كان فيه عمر، وقد تواتر عن النبي أنه استخلف أبا بكر على الصلاة حتى مات...على الصميم وربي عاشت ايدك اخ رحيق مختوم



                      ولما ولما ولما بعثت عائشه لابيها ان يترك الجيش ويقدم المدينه سرا تخلف ومعه عمر وابو عبيده ابن الجراح وفي الصباح وقف ابي بكر موقف رسول الله وهو يكذب يكذب يكذب ويفتري على رسول الله فقال ان رسول الله قد امرني امرني امرني فقال له من في المسجد الم تكن في جيش اسامه؟؟؟؟
                      فبعثوا بلال الى دار رسول الله وطرق الباب طرق شديد فأفاق الرسول الاكرم من شدة الطرق فخرج ابن عباس يفتح له الباب فقال ماورائك يابلال قال ان ابا بكر وقف موقف رسول الله زاعم ان النبي من امره بذلك فقال ابن عباس هذا هو والله الشر العظيم الذي طرق مدينتنا البارحه بماحدثنا به رسول الله فخرج معصوب الرأس يتهادى متكأ على علي وابن عباس حتى وصل المسجد فوجد ابي بكر واقفا فجذبه من قفاه ونحاه عن المحراب وهو غاضب بابي هو وامي

                      تعليق


                      • #71
                        [quote=المعتمد في التاريخ]
                        2 صرحوا ان إبن اسحاق قال حدثنا...........
                        المهم ماذا كان يفعل عمر بن الخطاب بالمدينة بحسب أحاديثك.........
                        أليس المفروض أن يكون في حملة أسامة بن زيد
                        ثم يأبى الله ذلك والمسلمون هو في حق عمر بن الخطاب وهذا القول يعني أن عمر لا يستحقها لا زمن موت النبي صلى الله عليه واله وسلم ولا بعده.....
                        قلنا أن هذا الحديث ضعيف، ابن إسحاق وإن قال حدثنا فقد ضعف يحيى بن معين حديثه عن الزهري، وجاء في طرق أخرى أنه لم يصرح بسماعه من الزهري.
                        وأيد ذلك فعل الصحابة. فقد أخرج البخاري في التاريخ عن عبد الكريم قال: أدركت عشرة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يصلون خلف أئمة الجور. وعلى كل فالأولى عدم الصلاة خلف من ظاهره الفسق: لأن من العلماء من أبطل الصلاة خلفه، وهو قول معتبر قال به جمع كثير. والعلم عند الله تعالى
                        هذه الرواية باطلة، عبد الكريم البكاء هذا مجهول.

                        تعليق


                        • #72
                          الإحكام شرح أصول الأحكام لابن قاسم قال :

                          وعن مكحول عن أبي هريرة مرفوعًا "الصلاة واجبة عليكم خلف كل مسلم برًا كان أو فاجرًا" رواه أبو داود وغيره. وعن عبد الكريم البكاء قال: أدركت عشرة من أصحاب رسول الله – - صلى الله عليه وسلم - كلهم يصلون خلف أئمة الجور. رواه البخاري في تأريخه.
                          وإن كان عبد الكريم لا يحتج بروايته فقد ثبت إجماع أهل العصر الأول من بقية الصحابة ومن معهم من التابعين إجماعًا فعليًا. ولا يبعد أن يكون قوليًا على الصلاة خلف الجائرين.
                          فثبت عن ابن عمر وأبي سعيد وغيرهما أنهم صلوا خلف المختار. والحجاج، ومروان وغيرهم، وأجمعوا هم وتابعوهم عليه لأن أئمة تلك الأعصار في كل بلد: هم الأمراء وحالهم لا
                          تخفى. قال النووي وغيره هو مذهب جمهور أهل العلم.

                          تعليق


                          • #73
                            [quote=رحيق مختوم]
                            وعلى أي حال اعتراضك حجة عليك لا لك، فكيف يصلي بالناس من تخلّف عن جيش أسامة؟ ستقول أنه صلى الله عليه وآله استثناه! نقول التخلّف ثابت لأنهم من ضمن الجيش وتخلّفا، والاستثناء لا دليل عليه.
                            الأخ رحيق مختوم، أنا طلبت منكم دليل واحد فقط يثبت أنهما تخلّفا عمدا، يعني رواية صحيحة تقول أن أبو بكر وعمر
                            تخلّفا عمدا، لا أريد كلام علماء أريد رواية وأنتم لم تأتوا برواية، يعني أن ليس لديكم دليل صريح صحيح يثبت أنهما تخلّفا عمدا، فلماذا تريدون إلزامنا أنهما تخلفا عمدا بدون دليل !!!
                            رابعا ـ ان ينكر هؤلاء المسلمون على نبيهم تأميره لهذا الفتى، ثم لا يرتدعون بعد ان نهاهم عن ذلك. وليس لهم على كل حال حق هذا الانكار إذا كانوا حقا قد تغذوا بتعاليم الاسلام وعرفوا ان النبي لا ينطق عن الهوى وما كان لهم الخيرة.

                            لم ينكر على النبي صلى الله عليه وسلم تأميره لأسامة إلا أهل النفاق، وإلا الصحابة الذين أثنى الله عز وجل عليهم في القرآن مستحيل أن ينكروا عليه.

                            والامام علي (عليه السلام) يوضح ان سبب الاخراج هو اخراج المناوئين والمعارضين له (عليه السلام) وابقاء الموالين والمتابعين.
                            ففي الخصال الشيخ الصدوق ص 371، عن أميرالمؤمنين عليه السلام:

                            وأما الثانية يا أخا اليهود، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني في حياته على جميع أمته وأخذ على جميع من حضره منهم البيعة والسمع والطاعة لامري، وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب ذلك، فكنت المؤدي إليهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله أمره إذا حضرته والأمير على من حضرني منهم إذا فارقته، لا تختلج في نفسي منازعة أحد من الخلق لي في شئ من الامر في حياة النبي صلى الله عليه وآله ولا بعد وفاته، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بتوجيه الجيش الذي وجهه مع أسامة بن زيد عند الذي أحدث الله به من المرض الذي توفاه فيه، فلم يدع النبي أحدا من أفناء العرب ولا من الأوس والخزرج وغيرهم من سائر الناس ممن يخاف على نقضه ومنازعته ولا أحدا ممن يراني بعين البغضاء ممن قد وترته بقتل أبيه أو أخيه أو حميمه إلا وجهه في ذلك الجيش، ولا من المهاجرين والأنصار والمسلمين وغيرهم والمؤلفة قلوبهم والمنافقين، لتصفو قلوب من يبقى معي بحضرته، ولئلا يقول قائل شيئا مما أكرهه، ولا يدفعني دافع من الولاية والقيام بأمر رعيته من بعده، ثم كان آخر ما تكلم به في شئ من أمر أمته أن يمضي جيش أسامة ولا يتخلف عنه أحد ممن أنهض معه، وتقدم في ذلك أشد التقدم وأوعز فيه أبلغ الإيعاز وأكد فيه أكثر التأكيد فلم أشعر بعد أن قبض النبي صلى الله عليه وآله إلا برجال من بعث أسامة بن زيد وأهل عسكره قد تركوا مراكزهم، وأخلوا مواضعهم، وخالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وآله فيما أنهضهم له وأمرهم به وتقدم إليهم من ملازمة أميرهم والسير معه تحت لوائه حتى ينفذ لوجهه الذي أنفذه إليه، فخلفوا أميرهم مقيما في عسكره، وأقبلوا يتبادرون على الخيل ركضا إلى حل عقدة عقدها الله عزوجل لي ولرسوله صلى الله عليه وآله في أعناقهم فحلوها، وعهد عاهدوا الله ورسوله فنكثوه، وعقدوا لأنفسهم عقدا ضجت به أصواتهم واختصت به آراؤهم من غير مناظرة لاحد منا بني عبد المطلب أو مشاركة في رأي أو استقالة لما في أعناقهم من بيعتي، فعلوا ذلك وأنا برسول الله صلى الله عليه وآله مشغول وبتجهيزه عن سائر الأشياء مصدود فإنه كان أهمها وأحق ما بدئ به منها، فكان هذا يا أخا اليهود أقرح ما ورد على قلبي مع الذي أنا فيه من عظيم الرزية، وفاجع المصيبة، وفقد من لا خلف منه إلا الله تبارك وتعالى، فصبرت عليها إذا أتت بعد أختها على تقاربها وسرعة اتصالها، ثم التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين.
                            هذه الرواية حتى عندكم لا تصح في سندها أحمد بن الحسين بن سعيد، في معجم رجال الحديث للخوئي 101/2 قال : 521-أحمد بن الحسين بن سعيد: قال النجاشي: " أحمد بن الحسين بن سعيد بن حماد بن سعيد بن مهران مولى علي بن الحسين عليه السلام، أبو جعفر الأهوازي، الملقب دندان. روى عن جميع شيوخ أبيه، إلا حماد بن عيسى، فيما زعم أصحابنا القميون، وضعفوه، وقالوا: هو غال، وحديثه يعرف وينكر.
                            وحكى النجاشي في ترجمة محمد بن أحمد بن يحيى تضعيفه، عن محمد بن الحسن بن الوليد، حيث استثنى من روايات محمد بن أحمد بن يحيى ما يرويه، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، وقال: " وتبعه على ذلك أبو جعفر ابن بابويه (الصدوق)، وأبو العباس بن نوح ". وذكر الشيخ في ترجمة محمد بن أحمد بن يحيى (623): " ان أبا جعفر ابن بابويه استثنى من روايات محمد بن أحمد بن يحيى ما يرويه عن جماعة ذكرهم، ومنهم أحمد بن الحسين بن سعيد ". وعده الشيخ في رجاله في من لم يرو عنهم عليهم السلام، وقال (54 - 55): " أحمد بن الحسين بن سعيد، وأحمد بن بشير البرقي، روى عنهما، محمد بن أحمد ابن يحيى، وهما ضعيفان، ذكر ذلك ابن بابويه ". وقال أخرى (87): " أحمد بن الحسين بن سعيد، روى عن جميع شيوخ أبيه، إلا حماد بن عيسى، يرمى بالغلو
                            وقال ابن الغضائري: " يكنى أبا جعفر، روى عن أكثر رجال أبيه، وقالوا عن سائرهم، إلا حماد بن عيسى، وقال القميون: كان غاليا، وحديثه - فيما رأيته - سالم، والله أعلم، وهو الملقب دندان ". أقول: الظاهر أن يحكم بضعف الرجل لما تقدم، وكلام ابن الغضائري على فرض ثبوته لا يدل إلا على سلامة حديثه من الغلو دون توثيقه، ولعله لذلك ذكره العلامة في القسم الثاني (8). ثم إنا قد ذكرنا في ترجمة أحمد بن بشير: أن الظاهر وقوع التقديم والتأخير في عبارة الرجال، فراجع. وطريق الشيخ إلى كتابه الاحتجاج ضعيف، بأحمد بن محمد بن يحيى، وإلى كتابيه الأنبياء، والمثالب، صحيح، وقد اغفله الأردبيلي في جامعه.
                            ومن المجمع والمسلّم عليه بين كل المسلمين هو أن أبا بكر وعمر تخلّفا عن جيش أسامة...

                            هذه دعوى باطلة، بل هناك من المسلمين من يقول أن أبا بكر لم يكن في جيش أسامة أصلا، ويقول ابن أبي الحديد
                            في شرح نهج البلاغة 183/17 : فإن الأمر عندي في هذا الموضع مشتبه والتواريخ مختلفة في هذه القضية فمنهم من يقول إن أبا بكر كان في جملة الجيش ومنهم من يقول إنه لم يكن.
                            أمّا عن ثبوته لدينا:
                            حديث اللعن عمن تخلف عن جيش أسامة ثابت عندنا في مصادر
                            الإمامية، نذكر لك بعض المصادر الشيعية التي ذكرت الامر بانفاذ الجيش ولعن المتخلف عنه:
                            1- في دعائم الاسلام للقاضي النعمان 1/42
                            قال: وكان آخر ما أوصى به صلى الله عليه وعلى آله أنه قال: نفذوا جيش أسامة، لعن الله من تخلف عنه، وأسامة يومئذ قد برز، فقعدا عنه فيمن قعد.
                            2- وفي كتاب التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة لأبي الفتح الكراجكي ص 89 قال: وهم الذين قال لهم عند وفاته: "جهزوا جيش أسامة"، ولعن من تخلف عنه، فلم يفعلوا.
                            3- في الصراط المستقيم علي بن يونس العاملي النباطي البياضي ج 2 ص 296 ومنها: أنه تخلف عن جيش أسامة مع تكرير النبي الأمر بتجهيزه، ولعنه المتخلف عنه.
                            4- في كتاب وصول الأخيار إلى أصول الأخبار والد البهائي العاملي ص 68 فمنهم المتخلفان عن جيش أسامة اجماعا والنبي صلى الله عليه وآله يقول: جهزوا جيش أسامة، لعن الله من تخلف عن جيش أسامة.
                            5- وفي الرواشح السماوية المحقق الداماد ص 214 والخلاف الثاني أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "جهّزوا جيش أُسامة، لعن الله من تخلّف عنها".
                            6- وفي كتاب الأربعين محمد طاهر القمي الشيرازي ص 127 ومما يدل أيضا على بطلان ما زعموا، أنه صلوات الله عليه وآله ولى أسامة على الثلاثة في مرضه الذي قضى نحبه، وأمرهم بالخروج معه، ولعن من تخلف عن جيش أسامة، وترك عليا عليه السلام عنده في المدينة، وليس هذا الا ليتم له أمر الخلافة، كما لا يخفى على أهل الحدس والفراسة.
                            7- وفي بحار الأنوار العلامة المجلسي ج 30 ص 427 : (التخلف عن جيش أسامة. قال أصحابنا رضوان الله عليهم: كان أبو بكر وعمر وعثمان من جيش أسامة، وقد كرر رسول الله صلى الله عليه وآله - لما اشتد مرضه - الامر بتجهيز جيش أسامة ولعن المتخلف عنه، فتأخروا عنه واشتغلوا بعقد البيعة في سقيفة بني ساعدة، وخالفوا أمره، وشملهم اللعن، وظهر أنهم لا يصلحون للخلافة).

                            هذا كلام علماء، إيتنا برواية صحيحة السند عندكم تقول أن النبي لعن من تخلف عن جيش أسامة.

                            تعليق

                            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                            حفظ-تلقائي
                            x

                            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                            صورة التسجيل تحديث الصورة

                            اقرأ في منتديات يا حسين

                            تقليص

                            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                            أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                            ردود 2
                            12 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                            بواسطة ibrahim aly awaly
                             
                            يعمل...
                            X