بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السؤال : ماهي الآيه المحكمه في ولاية علي رضي الله عنه ياشيعه الصلاه والزكاه والحج لها آيات محكمات فأين الآيه المحكمه في ولايته وأين التصريح بإسم علي بن ابي طالب لقد ورد في القرآن آيات فيها إسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن أين إسم علي بن ابي طالب ؟!
الإجابه : الرد يكون بالتدريج
1- لنأخذ الصلاه قلتم أن لها آية محكمه في القرآن الكريم وهي آية ( وأقيموا الصلاة ) والعلامه ابن عثيمين قال أن هذه الآيه من المتشابهات التي يشتبه معناها ويخفى على أكثر الناس معرفتها ولايعرفها إلا الراسخون في العلم فيرجع الى السنه وهي مجمله ليس فيها أي تفصيل يرجع الى السنه لتفصلها لأن إقامة الصلاة غير معلومه والمعلوم من هذه الآيه فقط وجوب إقامتها :
قال العلامه ابن عثيمين : " قسم الله تبارك وتعالى القرآن الكريم إلى قسمين : محكم ومتشابه ، والمراد بالمحكم هنا الواضح البين الذي لا يخفى على أحدٍ معناه مثل السماء والأرض والنجوم والجبال والشجر والدواب وما أشبهها ، هذا محكم ؛ لأنه لا اشتباه في معناه، وأما المتشابهات فهي الآيات التي يشتبه معناها ويخفى على أكثر الناس ولا يعرفها إلا الراسخون في العلم ، مثل بعض الآيات المجملة التي ليس فيها تفصيل ، فتفصلها السنة مثل قوله تعالى (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) فإن إقامة الصلاة غير معلومة ، والمعلوم من هذه الآية وجوب إقامة الصلاة فقط ، لكن كيف الإقامة ، هذا يعرف من دليل آخر ، والحكمة من أن القرآن نزل على هذين الوجهين الابتلاء والامتحان ؛ لأن من في قلبه زيغ يتبع المتشابه ، فيبقى في حيرةٍ من أمره ، وأما الراسخون في العلم فإنهم يؤمنون به كله ، متشابهه ومحكمه ، ويعلمون أنه من عند الله وأنه لا تناقض فيه . ومن أمثلة المتشابه : قول الله تبارك وتعالى (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ) مع قوله ( يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً ) فيأتي الإنسان ويقول : هذا متناقض كيف يقولون (وَاللَّهِ رَبِّنَا مَاكُنَّا مُشْرِكِينَ) ثم يقال عنهم إنهم (لا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً) فيضرب الآيات بعضها ببعض ؛ ليوقع الناس في حيرة ، لكنّ الراسخين في العلم يقولون : كله من عند الله ولا تناقض في كلام الله ، ويقولون : إن يوم القيامة يومٌ مقداره خمسون ألف سنة ، فتتغير الأحوال وتتبدل ، فتُنزّل هذه على حال وهذه على حال " (1)
فلابد من الرجوع الى السنه حتى في الصلاه التي قلتم يامن تحاورونا في المنتديات أن لها آيه محكمه في وجوبها وعدها العلامه ابن عثيمين من الآيات المجمله التي تدخل في المتشابه الذي يخفى حاله لإشتباه معناه وعدم وضوح بيانه ويرجع فيه الى السنه لبيانه وتفصيله ، ونقول لصاحب الشبهه أين ورد إسم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قبل هجرته الى المدينه في القرآن في آيه محكمه وماذا ستقول لمن طلبها منك في ذلك الوقت هل ستبرر له كفره بالنبوه !؟
2- المحكم لديكم يصير من المتشابه والعكس بسبب الأحاديث ، نأخذ كمثال آية يوم يكشف عن ساق هي آيه متشابهه ولم يضف الله عزوجل الساق اليه لمن يحتج بالإضافه ، ولو كانت محكمه لما تنازع الصحابه في فهمها فنجد أن ابن عباس لم يقم بتأويل الآيه بإثبات الساق لله تعالى
- عن ابن عباس أنه سئل عن قوله تبارك وتعالى: {يوم يكشف عن ساق} قال: إذا خفى عليكم شيء من القرآن فابتغوه من الشعر، فإنه ديوان العرب. أما سمعتم قول الشاعر. أصبر عقاق إنه شر باق ** قد سن قومك ضرب الأعناق ** وقامت الحرب بنا على ساق. قال ابن عباس: هذا يوم كرب وشدة.
الراوي : عكرمة مولى ابن عباس | المحدث : البيهقي | المصدر : الأسماء والصفات
الصفحة أو الرقم: 2/80 | خلاصة حكم المحدث : [له متابعة]
- عن ابنِ عباسٍ رضِيَ اللهُ عنهما في قولِه تعالَى يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ساقُ الشِّدةِ.
الراوي : - | المحدث : ابن عثيمين | المصدر : شرح مسلم لابن عثيمين
الصفحة أو الرقم: 1/404 | خلاصة حكم المحدث : مشهور
لكن ورد في الصحيح أن الله تعالى يكشف عن ساقه وهي علامه يعرف بها فلايستطيع المتكبر السجود ويكون ظهره كأسنمة البقر فبسبب هذا الحديث جعلتم المتشابه من المحكم رغم إعتراف العلامه ابن باز بأن الحرب يقال لها كشفت عن ساق إذا استشرت وهو معروف لغويا قاله أئمة اللغه لكن بسبب الحديث صار المتشابه من المحكم :
وهذه الفتوى :
طالب يسأل ويقول: ما هو الحق في تفسير قوله تعالى: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ[1].
الرسول صلى الله عليه وسلم فسرها بأن المراد يوم يجيء الرب يوم القيامة ويكشف لعباده المؤمنين عن ساقه، وهي العلامة التي بينه وبينهم سبحانه وتعالى، فإذا كشف عن ساقه عرفوه وتبعوه، وإن كانت الحرب يقال لها كشفت عن ساق إذا استشرت، وهذا معروف لغويا، قاله أئمة اللغة. ولكن في الآية الكريمة يجب أن يفسر بما جاء في الحديث الشريف وهو كشف الرب عن ساقه سبحانه وتعالى.
وهذه من الصفات التي تليق بالله لا يشابهه فيها أحد جل وعلا، وهكذا سائر الصفات كالوجه واليدين والقدم والعين وغير ذلك من الصفات الثابتة بالنصوص (2)
3- عندما نأتي لآية الولايه وهي في قوله تعالى : (إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) – المائدة
نجد أنها حصرت الولايه في الله ورسوله ومن يتصدق في حالة الركوع لوجوب ولايتهم ، فمن حكمة الله أن حددهم لنا للأهميه التي تعني وجوب الإيمان بذلك وعدم الصد عنه ونرجع الى السنه للتفصيل كما نرجع لتفصيل الصلاه كما قال العلامه ابن عثيمين ويمكن تحديد هوية الولي المتصرف في الأمور لكونه من أولياء الله من هذا الحديث فمن عادى لله وليآ فقد آذنه بالحرب :
- إنَّ اللهَ قال : من عادَى لي وليًّافقد آذنتُه بالحربِ ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه ، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه ، فإذا أحببتُه : كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به ، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به ، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها ، ورِجلَه الَّتي يمشي بها ، وإن سألني لأُعطينَّه ، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه ، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَه
الراوي : أبو هريرة | المحدث :البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6502 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
ويمكن معرفة أولياء الله بعده وهم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين حربهم حرب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أهل بيته :
- أنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُم ، و سِلْمٌ لِمَنْ سالَمْتُمْ
الراوي : زيد بن أرقم | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 1462 | خلاصة حكم المحدث : حسن
فهم أولياء الله الذين يتولون أمره ويقيمون دينه وسيمر عليك في ذلك كلام العلامه ابن عثيمين
سيقول القائل : سلمنا أن الولي في آية الولاية هو علي بن ابي طالب للولي عدة معاني الصديق والناصر والمحب والقائم بالأمر وهذا يجعل الآيه لايفهم منها مرادكم ! نقول : حصر الولايه بإنمالاتدل إلا على القائم بالأمر والمتصرف فيه لأن المؤمنين أولياء بعضهم بعضآ والإمام هو الناصر في حياة رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم والمحب والصاحب هذا معلوم عند كل الصحابه فكيف يتنازعون في هذا ويتنافسون عليه ولايقرون به بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم به ويلزم تنبيههم بهذا الحصر !! لو كان المقصود المحبه لصرح القرآن بمحبكم أو ناصركم لماذا ذكر وليكم
بل المراد يتضح لنا في أن الولي هو المتولي من الفعل تولى ، يقال تولى الأمر اذا قام به ، فهوعليه السلام ولي أمر الرعية وكذلك من بعده من الأئمه عليهم السلام لأنهم لايفارقون كتاب الله
# جوله لمعرفة معنى الولي :
قال المباركفوري عن هذا الحديث :
- بعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم جيشًا واستعمل عليهم عليَّ بنَ أبي طالبٍ فمضى في السَّرِيَّةِ فأصاب جاريةً فأنكروا عليه وتعاقد أربعةٌ من أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقالوا إذا لَقِينا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أَخْبَرْناه بما صنع عليٌّ وكان المسلمون إذا رجعوا من السفرِ بدءوا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رِحالِهِم فلما قَدِمَتِ السَّرِيَّةُ سلموا على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقام أحدُ الأربعةِ فقال يا رسولَ اللهِ ألم تَرَ إلى عليِّ بنِ أبي طالبٍ صنع كذا وكذا فأعرض عنه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ثم قام الثاني فقال مِثْلَ مَقالتِهِ فأعرض عنه ثم قام إليه الثالثُ فقال مِثْلَ مَقالتِهِ فأعرض عنه ثم قام الرابعُ فقال مِثْلَ ما قالوا فأقبل إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم والغضبُ يُعْرَفُ في وجهِهِ فقال ما تُرِيدون من عليٍّ ما تُرِيدون من عليٍّ ما تُرِيدون من عليٍّ إن عليًّا مِنِّي وأنا منه وهو وليُّ كلِّ مؤمنٍ من بعدي
الراوي : عمران بن الحصين المحدث : الترمذي
المصدر : سنن الترمذي الصفحة أو الرقم: 3712 خلاصة حكم المحدث : حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان
وَقَدْ اِسْتَدَلَّ بِهِ الشِّيعَةُ عَلَى أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ خَلِيفَةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ فَصْلٍ ، وَاسْتِدْلَالُهُمْ بِهِ عَنْ هَذَا بَاطِلٌ فَإِنَّ مَدَارَهُ عَنْ صِحَّةِ زِيَادَةِ لَفْظِ بَعْدِي وَكَوْنُهَا صَحِيحَةً مَحْفُوظَةً قَابِلَةً لِلِاحْتِجَاجِ وَالْأَمْرُ لَيْسَ كَذَلِكَ .. (3)
أقول يهمنا إعترافه أن قوله صلى الله عليه وآله وسلم ولي كل مؤمن من بعدي تعني أنه عليه السلام خليفته من غير فصل
لكن كلمة بعدي لامفر من صحتها وورودها :
- بعثَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جيشًا واستعملَ عليْهم عليَّ بنَ أبي طالبٍ فمضى في السَّريَّةِ فأصابَ جاريةً فأنْكروا عليْهِ وتعاقدَ أربعةٌ من أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالوا إذا لقينا رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أخبرناهُ بما صنعَ عليٌّ وَكانَ المسلمونَ إذا رجعوا منَ السَّفرِ بدءوا برسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فسلَّموا عليْهِ ثمَّ انصرفوا إلى رحالِهم فلمَّا قدمتِ السَّريَّةُ سلَّموا على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقامَ أحدُ الأربعةِ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ ألم ترَ إلى عليِّ بنِ أبي طالبٍ صنعَ كذا وَكذا. فأعرضَ عنْهُ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثمَّ قامَ الثَّاني فقالَ مثلَ مقالتِهِ فأعرضَ عنْهُ ثمَّ قامَ إليْهِ الثَّالثُ فقالَ مثلَ مقالتِهِ فأعرضَ عنْهُ ثمَّ قامَ الرَّابعُ فقالَ مثلَ ما قالوا فأقبلَ إليْهِ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والغضبُ يعرفُ في وجْهِهِ فقالَ: ما تريدونَ من عليٍّ ما تريدونَ من عليٍّ ما تريدونَ من عليٍّ إنَّ عليًّا منِّي وأنا منْهُ وَهوَ وليُّ كلِّ مؤمنٍ بعدي
الراوي : عمران بن الحصين المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 3712 خلاصة حكم المحدث : صحيح
- عليٌّ مِنِّي وأنَا منه، وهو وليُّ كلِّ مؤمنٍ مِن بعدي
الراوي : عمران بن الحصين المحدث : الألباني
المصدر : تخريج كتاب السنة الصفحة أو الرقم: 1187 خلاصة حكم المحدث :إسناده صحيح
فبهذا يتضح لنا بلاريب أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد أفصح عن ولايته كما أفصح عن الصلاه والزكاه والصوم والحج
كما قال الحسن المثنى بن الحسن : أما والله أن لو يعني بذلك الإمرة والسلطان لأفصح لهم بذلك كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت ولقال لهم : "أيها الناس هذا وليكم من بعدي (4)
وأنقل هذا التوثيق :

يتبع .........................
اللهم صل على محمد وآل محمد
السؤال : ماهي الآيه المحكمه في ولاية علي رضي الله عنه ياشيعه الصلاه والزكاه والحج لها آيات محكمات فأين الآيه المحكمه في ولايته وأين التصريح بإسم علي بن ابي طالب لقد ورد في القرآن آيات فيها إسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن أين إسم علي بن ابي طالب ؟!
الإجابه : الرد يكون بالتدريج
1- لنأخذ الصلاه قلتم أن لها آية محكمه في القرآن الكريم وهي آية ( وأقيموا الصلاة ) والعلامه ابن عثيمين قال أن هذه الآيه من المتشابهات التي يشتبه معناها ويخفى على أكثر الناس معرفتها ولايعرفها إلا الراسخون في العلم فيرجع الى السنه وهي مجمله ليس فيها أي تفصيل يرجع الى السنه لتفصلها لأن إقامة الصلاة غير معلومه والمعلوم من هذه الآيه فقط وجوب إقامتها :
قال العلامه ابن عثيمين : " قسم الله تبارك وتعالى القرآن الكريم إلى قسمين : محكم ومتشابه ، والمراد بالمحكم هنا الواضح البين الذي لا يخفى على أحدٍ معناه مثل السماء والأرض والنجوم والجبال والشجر والدواب وما أشبهها ، هذا محكم ؛ لأنه لا اشتباه في معناه، وأما المتشابهات فهي الآيات التي يشتبه معناها ويخفى على أكثر الناس ولا يعرفها إلا الراسخون في العلم ، مثل بعض الآيات المجملة التي ليس فيها تفصيل ، فتفصلها السنة مثل قوله تعالى (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) فإن إقامة الصلاة غير معلومة ، والمعلوم من هذه الآية وجوب إقامة الصلاة فقط ، لكن كيف الإقامة ، هذا يعرف من دليل آخر ، والحكمة من أن القرآن نزل على هذين الوجهين الابتلاء والامتحان ؛ لأن من في قلبه زيغ يتبع المتشابه ، فيبقى في حيرةٍ من أمره ، وأما الراسخون في العلم فإنهم يؤمنون به كله ، متشابهه ومحكمه ، ويعلمون أنه من عند الله وأنه لا تناقض فيه . ومن أمثلة المتشابه : قول الله تبارك وتعالى (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ) مع قوله ( يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً ) فيأتي الإنسان ويقول : هذا متناقض كيف يقولون (وَاللَّهِ رَبِّنَا مَاكُنَّا مُشْرِكِينَ) ثم يقال عنهم إنهم (لا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً) فيضرب الآيات بعضها ببعض ؛ ليوقع الناس في حيرة ، لكنّ الراسخين في العلم يقولون : كله من عند الله ولا تناقض في كلام الله ، ويقولون : إن يوم القيامة يومٌ مقداره خمسون ألف سنة ، فتتغير الأحوال وتتبدل ، فتُنزّل هذه على حال وهذه على حال " (1)
فلابد من الرجوع الى السنه حتى في الصلاه التي قلتم يامن تحاورونا في المنتديات أن لها آيه محكمه في وجوبها وعدها العلامه ابن عثيمين من الآيات المجمله التي تدخل في المتشابه الذي يخفى حاله لإشتباه معناه وعدم وضوح بيانه ويرجع فيه الى السنه لبيانه وتفصيله ، ونقول لصاحب الشبهه أين ورد إسم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قبل هجرته الى المدينه في القرآن في آيه محكمه وماذا ستقول لمن طلبها منك في ذلك الوقت هل ستبرر له كفره بالنبوه !؟
2- المحكم لديكم يصير من المتشابه والعكس بسبب الأحاديث ، نأخذ كمثال آية يوم يكشف عن ساق هي آيه متشابهه ولم يضف الله عزوجل الساق اليه لمن يحتج بالإضافه ، ولو كانت محكمه لما تنازع الصحابه في فهمها فنجد أن ابن عباس لم يقم بتأويل الآيه بإثبات الساق لله تعالى
- عن ابن عباس أنه سئل عن قوله تبارك وتعالى: {يوم يكشف عن ساق} قال: إذا خفى عليكم شيء من القرآن فابتغوه من الشعر، فإنه ديوان العرب. أما سمعتم قول الشاعر. أصبر عقاق إنه شر باق ** قد سن قومك ضرب الأعناق ** وقامت الحرب بنا على ساق. قال ابن عباس: هذا يوم كرب وشدة.
الراوي : عكرمة مولى ابن عباس | المحدث : البيهقي | المصدر : الأسماء والصفات
الصفحة أو الرقم: 2/80 | خلاصة حكم المحدث : [له متابعة]
- عن ابنِ عباسٍ رضِيَ اللهُ عنهما في قولِه تعالَى يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ساقُ الشِّدةِ.
الراوي : - | المحدث : ابن عثيمين | المصدر : شرح مسلم لابن عثيمين
الصفحة أو الرقم: 1/404 | خلاصة حكم المحدث : مشهور
لكن ورد في الصحيح أن الله تعالى يكشف عن ساقه وهي علامه يعرف بها فلايستطيع المتكبر السجود ويكون ظهره كأسنمة البقر فبسبب هذا الحديث جعلتم المتشابه من المحكم رغم إعتراف العلامه ابن باز بأن الحرب يقال لها كشفت عن ساق إذا استشرت وهو معروف لغويا قاله أئمة اللغه لكن بسبب الحديث صار المتشابه من المحكم :
وهذه الفتوى :
طالب يسأل ويقول: ما هو الحق في تفسير قوله تعالى: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ[1].
الرسول صلى الله عليه وسلم فسرها بأن المراد يوم يجيء الرب يوم القيامة ويكشف لعباده المؤمنين عن ساقه، وهي العلامة التي بينه وبينهم سبحانه وتعالى، فإذا كشف عن ساقه عرفوه وتبعوه، وإن كانت الحرب يقال لها كشفت عن ساق إذا استشرت، وهذا معروف لغويا، قاله أئمة اللغة. ولكن في الآية الكريمة يجب أن يفسر بما جاء في الحديث الشريف وهو كشف الرب عن ساقه سبحانه وتعالى.
وهذه من الصفات التي تليق بالله لا يشابهه فيها أحد جل وعلا، وهكذا سائر الصفات كالوجه واليدين والقدم والعين وغير ذلك من الصفات الثابتة بالنصوص (2)
3- عندما نأتي لآية الولايه وهي في قوله تعالى : (إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) – المائدة
نجد أنها حصرت الولايه في الله ورسوله ومن يتصدق في حالة الركوع لوجوب ولايتهم ، فمن حكمة الله أن حددهم لنا للأهميه التي تعني وجوب الإيمان بذلك وعدم الصد عنه ونرجع الى السنه للتفصيل كما نرجع لتفصيل الصلاه كما قال العلامه ابن عثيمين ويمكن تحديد هوية الولي المتصرف في الأمور لكونه من أولياء الله من هذا الحديث فمن عادى لله وليآ فقد آذنه بالحرب :
- إنَّ اللهَ قال : من عادَى لي وليًّافقد آذنتُه بالحربِ ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه ، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه ، فإذا أحببتُه : كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به ، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به ، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها ، ورِجلَه الَّتي يمشي بها ، وإن سألني لأُعطينَّه ، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه ، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَه
الراوي : أبو هريرة | المحدث :البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6502 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
ويمكن معرفة أولياء الله بعده وهم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين حربهم حرب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أهل بيته :
- أنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُم ، و سِلْمٌ لِمَنْ سالَمْتُمْ
الراوي : زيد بن أرقم | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 1462 | خلاصة حكم المحدث : حسن
فهم أولياء الله الذين يتولون أمره ويقيمون دينه وسيمر عليك في ذلك كلام العلامه ابن عثيمين
سيقول القائل : سلمنا أن الولي في آية الولاية هو علي بن ابي طالب للولي عدة معاني الصديق والناصر والمحب والقائم بالأمر وهذا يجعل الآيه لايفهم منها مرادكم ! نقول : حصر الولايه بإنمالاتدل إلا على القائم بالأمر والمتصرف فيه لأن المؤمنين أولياء بعضهم بعضآ والإمام هو الناصر في حياة رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم والمحب والصاحب هذا معلوم عند كل الصحابه فكيف يتنازعون في هذا ويتنافسون عليه ولايقرون به بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم به ويلزم تنبيههم بهذا الحصر !! لو كان المقصود المحبه لصرح القرآن بمحبكم أو ناصركم لماذا ذكر وليكم
بل المراد يتضح لنا في أن الولي هو المتولي من الفعل تولى ، يقال تولى الأمر اذا قام به ، فهوعليه السلام ولي أمر الرعية وكذلك من بعده من الأئمه عليهم السلام لأنهم لايفارقون كتاب الله
# جوله لمعرفة معنى الولي :
قال المباركفوري عن هذا الحديث :
- بعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم جيشًا واستعمل عليهم عليَّ بنَ أبي طالبٍ فمضى في السَّرِيَّةِ فأصاب جاريةً فأنكروا عليه وتعاقد أربعةٌ من أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقالوا إذا لَقِينا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أَخْبَرْناه بما صنع عليٌّ وكان المسلمون إذا رجعوا من السفرِ بدءوا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رِحالِهِم فلما قَدِمَتِ السَّرِيَّةُ سلموا على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقام أحدُ الأربعةِ فقال يا رسولَ اللهِ ألم تَرَ إلى عليِّ بنِ أبي طالبٍ صنع كذا وكذا فأعرض عنه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ثم قام الثاني فقال مِثْلَ مَقالتِهِ فأعرض عنه ثم قام إليه الثالثُ فقال مِثْلَ مَقالتِهِ فأعرض عنه ثم قام الرابعُ فقال مِثْلَ ما قالوا فأقبل إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم والغضبُ يُعْرَفُ في وجهِهِ فقال ما تُرِيدون من عليٍّ ما تُرِيدون من عليٍّ ما تُرِيدون من عليٍّ إن عليًّا مِنِّي وأنا منه وهو وليُّ كلِّ مؤمنٍ من بعدي
الراوي : عمران بن الحصين المحدث : الترمذي
المصدر : سنن الترمذي الصفحة أو الرقم: 3712 خلاصة حكم المحدث : حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان
وَقَدْ اِسْتَدَلَّ بِهِ الشِّيعَةُ عَلَى أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ خَلِيفَةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ فَصْلٍ ، وَاسْتِدْلَالُهُمْ بِهِ عَنْ هَذَا بَاطِلٌ فَإِنَّ مَدَارَهُ عَنْ صِحَّةِ زِيَادَةِ لَفْظِ بَعْدِي وَكَوْنُهَا صَحِيحَةً مَحْفُوظَةً قَابِلَةً لِلِاحْتِجَاجِ وَالْأَمْرُ لَيْسَ كَذَلِكَ .. (3)
أقول يهمنا إعترافه أن قوله صلى الله عليه وآله وسلم ولي كل مؤمن من بعدي تعني أنه عليه السلام خليفته من غير فصل
لكن كلمة بعدي لامفر من صحتها وورودها :
- بعثَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جيشًا واستعملَ عليْهم عليَّ بنَ أبي طالبٍ فمضى في السَّريَّةِ فأصابَ جاريةً فأنْكروا عليْهِ وتعاقدَ أربعةٌ من أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالوا إذا لقينا رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أخبرناهُ بما صنعَ عليٌّ وَكانَ المسلمونَ إذا رجعوا منَ السَّفرِ بدءوا برسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فسلَّموا عليْهِ ثمَّ انصرفوا إلى رحالِهم فلمَّا قدمتِ السَّريَّةُ سلَّموا على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقامَ أحدُ الأربعةِ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ ألم ترَ إلى عليِّ بنِ أبي طالبٍ صنعَ كذا وَكذا. فأعرضَ عنْهُ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثمَّ قامَ الثَّاني فقالَ مثلَ مقالتِهِ فأعرضَ عنْهُ ثمَّ قامَ إليْهِ الثَّالثُ فقالَ مثلَ مقالتِهِ فأعرضَ عنْهُ ثمَّ قامَ الرَّابعُ فقالَ مثلَ ما قالوا فأقبلَ إليْهِ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والغضبُ يعرفُ في وجْهِهِ فقالَ: ما تريدونَ من عليٍّ ما تريدونَ من عليٍّ ما تريدونَ من عليٍّ إنَّ عليًّا منِّي وأنا منْهُ وَهوَ وليُّ كلِّ مؤمنٍ بعدي
الراوي : عمران بن الحصين المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 3712 خلاصة حكم المحدث : صحيح
- عليٌّ مِنِّي وأنَا منه، وهو وليُّ كلِّ مؤمنٍ مِن بعدي
الراوي : عمران بن الحصين المحدث : الألباني
المصدر : تخريج كتاب السنة الصفحة أو الرقم: 1187 خلاصة حكم المحدث :إسناده صحيح
فبهذا يتضح لنا بلاريب أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد أفصح عن ولايته كما أفصح عن الصلاه والزكاه والصوم والحج
كما قال الحسن المثنى بن الحسن : أما والله أن لو يعني بذلك الإمرة والسلطان لأفصح لهم بذلك كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت ولقال لهم : "أيها الناس هذا وليكم من بعدي (4)
وأنقل هذا التوثيق :

يتبع .........................
تعليق