جاء في كتاب تفسير القرآن في ظلان القرآن لسيد قطب ج4 أنقل منه موضع الشاهد :
ثم يعقب عليه بقوله: ولم أكن بدعائك رب شقيا معترفا بأن الله قد عوده أن يستجيب إليه إذا دعاه، فلم يشق مع دعائه لربه، وهو في فتوته وقوته. فما أحوجه الآن في هرمه وكبرته أن يستجيب الله له ويتم نعمته عليه.
فإذا صور حاله، وقدم رجاءه، ذكر ما يخشاه، وعرض ما يطلبه، إنه يخشى من بعده، يخشاهم ألا يقوموا على تراثه بما يرضاه، وتراثه هو دعوته التي يقوم عليها - وهو أحد أنبياء بني إسرائيل البارزين - وأهله الذين يرعاهم، ومنهم مريم التي كان قيما عليها وهي تخدم المحراب الذي يتولاه - وماله الذي يحسن تدبيره وإنفاقه في وجهه، وهو يخشى الموالي من ورائه على هذا التراث كله، ويخشى ألا يسيروا فيه سيرته، قيل لأنه يعهدهم غير صالحين للقيام على ذلك التراث.
وكانت امرأتي عاقرا .. لم تعقب فلم يكن له من ذريته من يملك تربيته وإعداده لوراثته وخلافته.
ذلك ما يخشاه. فأما ما يطلبه فهو الولي الصالح، الذي يحسن الوراثة، ويحسن القيام على تراثه وتراث النبوة من آبائه وأجداده: فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب . اهـ
http://library.islamweb.net/newlibra...=210&startno=1
تعليق