بالنسبة للطائرة الإيرانية كوثر

هذه طائرة مقاتلة تدريبية، وطالما تدريبية يبقى يجب أن تكون خفيفة الوزن لسهولة السيطرة عليها من قِبَل الطيارين المستجدين

البعض رأى أن هذه الخفة دليل ضعف، ليس هكذا تُقاس الأمور، فقوة الطائرات من سرعتها ومداها وقدرتها على المناورة والتخفي وحمل السلاح، كذلك هي ليست أول طائرة محلية إيرانية هناك طائرة (الصاعقة) المعروفة محليا ب (آذرخش) المطورة من f5 الأمريكية

البعض يرى كوثر أيضا تطوير لطائرة f5 الأمريكية القديمة ، الشكل واحد، لكن طائرة كوثر تملك نظام avionics المعروف بأنه أحدث ما توصل له طيران الجيل الرابع، علاوة على نظام hud الخاص بالطيار ومعناه شاشة عرض علوية لرأس الطيار واختصارها إنجليزيا Head-up display وهذه الإمكانيات هي الفيصل تقريبا في تحديد الأجيال وقوة الطائرات الحديثة..

علاوة على تحديثات أخرى تخص نظام المناورة والطيران الليلي والتحكم في السلاح وتوجيهه .

يعني ممكن الطائرة f5 فعلا هذا مرجح، لكن التطوير الجديد يجعلها بمصاف f15 و f16 و f18 من الجيل الرابع، هذا لو صدقت الدعاية الإيرانية بامتلاك كوثر هذه الأنظمة، وأما فكرة تطوير الطيران المستورد وتحويله لصناعة محلية فالصين وتركيا سبقوا إيران في ذلك..والحجة توفير المال من جهة ومقاومة حظر السلاح وابتزاز الغرب من جهة أخرى..

باختصار: كوثر هي رسالة ضد أمريكا مفادها (عقوباتكم لا معنى لها ولن تثنينا عن موقفنا) والملاحظ أن الإعلام الأمريكي فهم الرسالة ولم يعلق أو يشكك أو يسخر من الطائرة -cnn نموذج -..فقط الإعلام العربي المتخلف أمعن في السخرية ولم يدرك أن قدرة تطوير السلاح هي نفسها القدرة على صناعته.

لقطة العام

عاصفة مكة تزيح الكسوة عن أحجار الكعبة فينكشف المستور

الكعبة مجرد حجر ياسادة، والكسوة ما هي إلا غطاء يُخفي حقيقة أقدس حجر عند المسلمين.

الستارة السوداء المصنوعة من الحرير والذهب هي مجرد (تشويش ذهني) وترويج لصورة بناء أسود مطرز بالمعادن النفيسة لكرامته ، بينما آيات القرآن المكتوبة على الستارة تضفي نوع من القداسة ، وكلما كان الخط جميلا مُذهّبا كلما اعتقدت بقداسة البناء أكثر..

حقيقة يغفل عنها المسلمون

الكعبة هي مجرد بناء حجري وضع قديما كعلامة لتجمع الحجاج، وتم بنائها وفق معتقدات وثقافة العرب التي لم تعرف سوى هذا التصميم المعماري، أي لو كانت الكعبة في مصر لكانت (هَرَما) أو (معبدا كبيرا) على غرار معابد الأقصر، وبدلا من عبادة آمون سيعبدون الله...شئ بسيط يزيل اللبس المصنوع من أثر الجهل وتزييف الحقائق..

أصبح موسم الحج للأسف هو الاجتماع السنوي الذي يُمارَس فيه أبشع الذنوب والكبائر، بدءا من الشعائر الوثنية كرجم إبليس وتقبيل الحجر الأسود وتقبيل الكعبة والتمسح بها..مرورا باستغلاله من قِبَل الحكام للتأثير على مشاعر الجماهير، فتراهم يرسلون عبيدهم وحاشيتهم لخطاب الناس من المسجد الحرام ، ونهاية باستغلاله كأسوأ مكان وزمان يتم فيه التحريض على قتل وكراهية المسلمين لبعضهم، واستحلال دماء ورقاب بني البشر باسم الجهاد..

الحج شرعه الله لوحدة الناس وإشاعة السلام، وفي أقدس الشهور أمنا وهم الأشهر الحُرُم، كي يكف العرب والناس عن قتل أنفسهم طوال العام، لكن بتدخل الكهنوت والسلطان تم اختصاره من 4 أشهر إلى 10 أيام وربما 4 أو يوم واحد على عرفات حسب الظروف..!!

وكذبوا يوم أن زعموا برجوع الحجيج كيوم ولدتهم أمهم مغفورين الذنوب..ملائكة تمشي على الأرض، ولو كان هذا حالهم ما ابتلاهم الله بالفقر والجوع والمرض والجهل والقهر وتسلط الحكام.

أعلم أن هذا الكلام صادم للبعض، لكن اعلم أن كل وراء حرف مكتوب دراسة علمية صاغت هذا الكلام بحثيا وتاريخيا نشرت من قبل، فقبل أن ترد بفوقية اعلم حجمك من المعارف محدود، واطلاعك بسيط، ويوما ما ستؤمن أن مجتمعات المسلمين في الحج لا تمارس فريضة إسلامية لخدمة الدين والحق والعدل..بل فريضة كهنوتية لخدمة السلطان..

حمل جميع كتب المستشار "محمد سعيد العشماوي"

كل الكتب بصيغة pdf سهلة القراءة والتصفح جمعتها لكم في ملف واحد بصيغة rar ورفعتها على موقعي في الفور شير بحجم 33 ميجا..

الكتب هي

الخلافة الإسلامية
الإسلام السياسي
أصول الشريعة
جوهر الإسلام
حقيقة الحجاب وحجية الحديث
الشريعة الإسلامية
حصاد العقل
الربا والفائدة في الإسلام
تاريخ الوجودية في الفكر البشري
مصر والحملة الفرنسية

المستشار العشماوي هو من أبرز المفكرين التنويريين الذين كافحوا الجهاديين والإسلام السياسي طوال الفترة من السبعينات إلى التسعينات، وتعرض للاضطهاد أكثر من مرة حكاها في مقدمة كتابه الخلافة الإسلامية بعد مصادرة الأزهر جميع كتبه من معرض الكتاب.

ويعد المستشار من مؤسسي جيل التنوير الحالي من الشباب ومرشد أفكارهم بالتوازي مع شروحات فرج فودة ونصر أبو زيد وخليل عبدالكريم في تحليل عقلية الإسلاميين..

حمل الملف من على هذا الرابط..https://bit.ly/2nSjQQ3

وللمساعدة في التحميل يرجى التسجيل في الموقع، وهو متاح مجانا ويستغرق عدة ثواني

معلومة

كتاب فضائح الباطنية للشيخ الغزالي اسمه

"فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية"

والباطنية هم الفاطميين الذين هددوا خلافة "المستظهر بالله" العباسي في بغداد، أي أن الكتاب (سياسي) يذم خلفاء الفاطميين ويمدح الخليفة المستظهر وكلا العملين – المدح والذم – حدثا بشكل ديني..والغريب أن الغزالي اعترف في مقدمة كتابه بذلك قال:

" أما بعد فَإِنِّي لم أزل مُدَّة الْمقَام بِمَدِينَة السَّلَام متشوفا إِلَى أَن أخدم المواقف المقدسة النَّبَوِيَّة الإمامية المستظهرية ضاعف الله جلالها.......... حَتَّى خرجت الأوامر الشَّرِيفَة المقدسة النَّبَوِيَّة المستظهرية بِالْإِشَارَةِ إِلَى الْخَادِم فِي تصنيف كتاب فِي الرَّد على الباطنية"...(فضائح الباطنية صـ 2)

معلومة تانية: انتبه الفاطميين لخطورة كتاب الغزالي فدعو أحد علمائهم وهو "علي بن الوليد" لتأليف كتاب (دامغ الباطل وحتف المناضل) للرد على فضائح الباطنية، وبالفعل قام بن الوليد بتأليف الكتاب في مجلدين وبطريقة علمية فند كلام الغزالي ونسف معظمه تقريبا.

مجتمعات السنة تتداول كتاب الغزالي ولا تعرف حرف واحد عن كتاب ابن الوليد، مما ساهم في تجهيل مجتمعهم وعدم معرفة شئ عن الطائفة الإسماعيلية التي يبلغ عددها 12 مليون تقريبا موزعين في جميع أنحاء العالم.

معلومة تالتة: الإمام الشهرستاني أحد أشهر أئمة السنة في موضوع الفرق والملل وذمهم وتكفيرهم، له كتاب بعنوان "مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار" فسّر فيه القرآن بطريقة (باطنية) زي الإسماعيليين بالضبط ، وهذا دفع السلفيين ومتعصبي الأشعرية بالهجوم عليه أو التشكيك في نسب الكتاب لخطورة محتواه على عقائدهم..

سبب هجوم السلفيين والأشاعرة على كتاب الشهرستاني إن الكتاب ناقش آيات القرآن في باب مخصوص اسمه (الأسرار) وهذه طريقة لا تعجبهم في التفسير، بيسموها "تأويل مذموم" عن طريق تفسير القرآن (بالرأي) وهو طريق المعتزلة والأحناف زمان، بينما تفسيرهم المعتمد يكون (بالرواية) لحاكمية نصوص الحديث لديهم (كوحي منزل)

توجد علاقة بين الذكاء والتسامح

وبين الغباء والكراهية

أكثر الناس ذكاءً هم أكثرهم تقبلا للآخر وتسامحا مع الناس، والعكس صحيح

السر في امتلاك القدرة المعرفية على السؤال مفادها " أن تسأل يعني أن تفكر، والفكر نوع من الذكاء" بينما فقدان القدرة المعرفية يعني توقف التفكير وعُطل في مستقبلات المعلومة، لذلك عدت علوم النفس المقلدين بأكثر الناس غباءً.

فالمقلد لا يعرف ليس لأنه لا يعرف، ولكن لأنه غير جاهز لتقبل المعلومة، وضعيته النفسية والعقلية تجعله كاره متمرد على أي معلومة جديدة، وبالتالي هو يفضل الاستكانة والقعود والتسليم بما هو حاصل على أن يحاول تغيير شئ.

في المنطق يوجد ما يسمى "القابل والفاعل" الفاعل معروف هو أنت عندما تضرب اثنين مثلا ضربة واحدة بيدك، و بنفس القوة والسرعة، القابل هما المضروبين سيشعروا بضربتك لهم حسب وضعيتهم الخاصة، لكن ولأن أحدهم ضعيف والآخر قوي لن يتألموا ولن يشعروا بتأثير واحد لضربتك رغم أنك سددتها لهم بقوة واحدة.

مصدر المعلومات دائما واحد، لكن الناس أصبحوا جهلة وعلماء لأنهم اختلفوا في قابليتهم لتلك المعلومات

المطلوب أن تُحسّن من وضعيتك كمتلقي وقابل للمعلومات، وهذا يكون بالتسامح والرقي الإنساني لئلا ترفض معلومة جاءت من طرف مكروه، وقتها لن تتعلم، بينما مصادر المعلومات لا يشترط فيها الأخلاق ، المصدر مصدر يتصرف حسب وضعيته كفاعل، وأنت مستقبِل تتصرف حسب وضعيتك كقابل.

كواحد مثلا يكره الملحدين بجنون، هذا سيرفض أي معلومة من ملحد حتى لو كانت صحيحة، ولو قدر أن يكون هذا الملحد صاحب كاريزما وحضور سيرتفع معدل الكراهية له ولكل منتجاته، وهذا سر من أسرار حدوث الفتن الطائفية، مجموعات تكره شخص بعينه وفور نشاط هذا الشخص يصدر من المجموعات ردود أفعال عنيفة لمقاومة ما توهموه أنه خطر من فرط نفوذ وقوة وهيمنة هذا الفرد عليهم.

أما لو كان متسامح فلن يرفض أي حديث أو معلومة من أي مصدر حتى لو كان الشيطان نفسه، سيتقبلها بارتياح ويعتمدها في منظومته العقلية، هذا يرفع تلقائيا معدل الذكاء لديه..ويصبح أكثر رغبة في توضيح موقفه أنه متسامح ويفهم مخالفيه..لكن الآخرون لا يفهموه أو بعضهم يتعمد ألا يفهم

أبو هريرة كان يحب يفتي في الطب

روى عن النبي أنه قال (لا عدوى) يعني مفيش مرض ينتقل من كائن لآخر.. وانتشر هذا الكلام بسرعة البرق حتى وصلت روايته كبار الصحابة اللي صدقوه زي عبدالله بن عمر وأنس بن مالك...

لكن وفي أحد المرات نقل البخاري اعتراض أحد الصحابة بقوله يارسول الله.. "البعير عندي بيكون سليم وصحته زي البومب.. لكن ما ان يدخل عليهم جملا أجرب فيجربهم"...ومعنى كلام الصحابي يعني فيه عدوى

فكان رد النبي: ومن الذي عدى الجمل الأول!!!

رد ساحق ماحق... أعجز الرجل وخلاه يصدق

سيبك من كل هذا الهري المفتكس.. لا الرسول قال ذلك ولا أبو هريرة يعرف في الطب.. لكنها فرصة لغير المسلمين يقطعوا في الإسلام لتقديس كتب الصحاح..

والأغرب أن المحدثين نقلوا عن أبي هريرة قوله ( لا تدخلن مريضا على مصح) و (فروا من الجذام كما تفرون من الأسد).. يعني اعتراف بوجود العدوى.. فعلي ماذا كلامه الأول؟

هنا أبو هريرة يرطن بالحبشية..كأن الراوي بيوصل رسالة إن الرجل بيتهرب من كلامه..

والسؤال الحاسم هنا: لزومها إيه القصة دي أساسا؟..تذكروها ليه وما وجه النفع الذي عادت به على الإسلام؟!

لفهم الديمقراطية الغربية فهي ليست حديثة

هذه قديمة أسسها الفيلسوف والقاضي اليوناني "سولون" Solon في القرن 6 ق. م بكتابة أول دستور بشري في التاريخ ينظم المجتمع على أساس الدولة والوطن لا الأرض والدين.

البشر قبل سولون فهموا الوطن بالدين، كل متدين على دين آمون أو زيوس فهو مصري أو يوناني، كل من يعيش على أرض مصر واليونان حصل على الية المعنوية.

سولون لم يلغ ذلك ، لكن أضاف له مفهوم جديد اعتبره الأصل في تحديد معنى الوطن، وهو (الالتزام بالقانون والدستور) ولأن القانون يخرج من هيئة عليا وبقرار حكومي فلابد من اختيار هذه الهيئة وتلك الحكومة بدقة كي يصبح هذا القانون جيد وصالح..من هنا كانت الديمقراطية ومبدأ الانتخاب.

لكن ما فعله هذا الرجل ظل معضلة تاريخية، وهي (من أين اكتسب الإنسان أخلاق الجماعة والدولة ؟) فمعروف أن الدين نظم أخلاق الفرد لكن لم يناقش أخلاق الجماعة إلا مع ظهور الدين اليهودي، وهنا كان التضارب بين مفهوم الجماعة ومفهوم الفرد في الفلسفة الدينية...مبحث كبير شغل المفكرين والفلاسفة من كل الأديان.

أما في الإسلام ولسيطرة الشيوخ وضياع تراث المعتزلة والفلاسفة ضاعت الفكرة الأساسية اللي ناقشت دور الجماعة والدولة في الدين، ولأن الشيوخ هم أساسا رجال بلاط حصروا هذا الدين بالسلطة..وهنا كان منشأ خلط الدين بالدولة في تراث المسلمين اللي على أساسه أصبح كل متدين مسلم هو يخلط دينه بالدولة ضرورة وليس اختيار..

مفكرين العرب والمسلمين الآن مطالبين بفهم أبعاد ما كتبه سولون ، صحيح الغرب تخطى سولون بأجيال وطوّر من أفكاره، لكن على الأقل محتاجين نبدأ من الجذر

قاعدة العين بالعين والسن بالسن يفهمها الناس خطأ

هذه القاعدة لتشريع القصاص من نفس العمل ولكن كعقاب أدب وليس انتقام مدمر

يعني إيه؟

يعني مطلوب تكون أمين مع غير الأمناء، وكريم مع البخلاء، وطبيعي مع غير الأسوياء، وخلوق مع الشتامين ، وهادئ مع المتعصبين، وصادق مع الكذابين ، هنا مفيش العين بالعين لأن السلوك لم يعد عقاب بل (انتقام)

والعقاب شرط توفره المُكنة – أي التمكين – والأدب – أي الأخلاق، والعدل بتقدير العقاب حسب ورتبة العمل (وهو المقصود بقاعدة العين والسن)، كلها شروط عقلية تستوجب القضاء بما لا يخل بحقوق الناس في الدفاع عن أنفسهم..

بينما الانتقام لا يتطلب ذلك لأنه عقاب بلا محاكمة، وسلوك بلا أخلاق ونَظَر في تداعياته، فضلا أنه يدمر البشر من الداخل بإشعال كل غرائز العدوان والكراهية ،وهذه الآفة تنشط جدا في مجتمعات الجهل التي قدمت (القبيلة والدين) على العقل والأخلاق.

كل مجتمع تشيع فيه حوادث الانتقام والثأر الهمجي معتقدة أن ذلك عقابا بالعين هي مجتمعات فوضوية مُدمّرة ، سلطة العقلاء فيها ضعيفة ومحصورة فقط في وقف تضخم الشرور وإقناع الأشرار بالتنازل

أكتر كلمة في الأخبار المزيفة (وقال خبراء)

وهو لا خبير ولا حاجة..دا واد صايع مأجرينه يقول كلمتين، أو شخصية وهمية لزوم الطباعة والنشر..

الخبير الحقيقي هو الشخص الموضوعي العالم بالشئ، منصف في الطرح ودقيق في التحليل، يسهل عليه الجمع والتركيب والتفكيك ببراعة، ولا يترك شئ علمي يخص موضوع الخبرة إلا وطرحه بمهارة

هذه الصفات لن تجدها في خبرائنا..لأنهم ببساطة..عيال صيّع .

على إذاعة القرآن الكريم اليوم

المذيع: ومعنا الآن فضيلة الشيخ فلان الفلاني الأستاذ بجامعة الأزهر

ما رد فضيلة الشيخ على المهرطقين والزنادقة الذي يزعمون أن "تقبيل الحجر الأسود" بدعة جاهلية وليس من ثوابت وأركان الحج..؟

فضيلة الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك نصيرا
أما بعد
فقد روى عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه أنه قال على الحجر الأسود: "أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك.."

الصراحة..الشيخ دا أفحمني..!!

بما إننا داخلين علي عيد الأضحى

حقائق مؤكدة

أولا : ذبح الأضاحي فقط للحجاج مش للعامة

ثانيا: التبرع بقيمة الأضحية الآن أفضل للناس والمجتمع من الذبح

ثالثا: الأضحية مش لازم خروف أو بقر وجاموس.. هذا أي حيوان أو طائر يؤكل لحمه رضيت بوهبه لله بإطعام المساكين.. حسب مقدرتك..

رابعا ودا الأهم: الحج الآن يجب مقاطعته لفساد القائمين علي البيت الحرام وقتلهم أطفال اليمن بأموال الحجاج

تبرعوا بأموال الحج والأضاحي لصالح فقراء يموتون من الجوع والقهر.. أو اخلقوا لهم وظائف تقيهم شر الحاجة.. ولمن لا يعلم.. هذه ثوابها أعظم من 100 حج دفعة واحدة..

بغض النظر عن خلافي مع سياسات تركيا

ولكن فرضها رسوم 100% على صادرات امريكا لها ومقاطعة منتجات أخرى قرار جرئ جدا

عدد الشعب التركي 90مليون يضاف إليهم 40 مليون سائح ومغترب يعني امريكا فقدت تقريبا سوق فيه 130 مليون مواطن من اهم أسواق الاستهلاك الأوروبية..

أسوأ شئ في السياسة أن توصل خصمك لنقطة أكون او لا أكون.. وقتها معدل التحدي اكبر وبالتالي تزيد نسب التضحية..

ترامب يعتقد ان سلاحه الأكبر هو الاقتصاد..بينما ممكن ان يتحول هذا السلاح في لحظة ما لنقطة ضعف..

في علم النفس يوجد مرض يسمى "وهم الاضطهاد" Persecutory delusion

ويعني اعتقاد فرد ما بحدوث ضرر يصيبه بشكل مباشر، أو تربص شخص ما به ليضره..بينما في الواقع هذا غير موجود..

وهم الاضطهاد هذا أكثر ما يصيب السلفيين والمتعصبين من كل الأديان والطوائف، فكلما حدثته بمعلومات جديدة (توهم) أنك تريد فرضها عليه وبالتالي يعنفك أو يؤذيك كسلوك دفاعي يحمي به نفسه، رغم أنك في الحقيقة لم تعرض سوى رأيك..

مجرد ما يسمع منك كلمة مخالفة لعقيدته (يتوهم) أنك تتربص به وتريد إذلاله واستعباده..

هذا لو استمر معه فترة طويلة يخلق لديه "عقدة اضطهاد" يُشكك فيها ويُخوّن نوايا الآخرين، فكل فعل أو إشارة صغيرة من الآخر تحمل معنى هجومي ضده، وهذا تفسير نظرية المؤامرة التي يعاني منها أصحاب هذا المرض.

مع الوقت وبعد أن يتعايش أحدهم مع "عقدة الاضطهاد" هذه تتطور معه المشكلة لبارانويا Paranoia أو جنون العَظَمة، فهو وحده القادر على كسر المؤامرات، وهو الناجح الذي تآمر ضده الفاشلين، وهو الطيب الذي يعاديه الأشرار...لذلك تم تصنيف الدكتاتوريات بمعاناتها من هذا المرض، أي دكتاتور عمليا هو مريض بالبارانويا التي تطورت لديه من وهم اضطهاد سابق..

في كتاب تاريخ الإسلام للذهبي

فصل بعنوان "الانتقام من النصارى" يحكي انتقام قطز وبيبرس من المسيحيين بعد معركة "عين جالوت"

تابع

"وجاء الخبر بالنصر، فطار الناس فرحا، وثار بعضهم بالفخر الكنجي فقتلوه بالجامع، لكونه خالط الشمس القمي، ودخل معه في أخذ أموال الجفال، وقتل الشمس ابن الماكسيني ، وابن البغيل ، وغيرهم من الأعوان .
وكان الثكل على النصارى لعنهم الله من أول أمس، لرفعهم الصليب وغير ذلك، فأسرعوا إلى دورهم ينهبونها ويخربونها، وأخربوا في كنيسة اليعاقبة، وأحرقوا كنيستهم الكبرى، كنيسة مريم، حتى بقيت كوما، وبقيت النار تعمل في أخشابها أياما. وقتل منهم جماعة، واختفى سائرهم.
ونهب قليل من اليهود، ثم كفوا عنهم لأنهم لم يصدر منهم ما صدر من النصارى. وعيد المسلمون على خير عظيم والحمد لله" انتهى..(تاريخ الإسلام للذهبي 48/ 62)

لاحظ جرائم قطز وبيبرس

قتل المسيحيين..نهب وتخريب ديارهم..حرق الكنائس

سيقول قائل: ولكن هذا لسبب سياسي لما صدر من النصارى بحق جيش المسلمين، قلت: فما ذنب ديارهم يخربوها وكنائسهم يحرقوها ؟

الشيوخ عندما يقرأوا هذه النصوص يأخذوا منها المعنى وهو (الانتقام والكراهية) ثم يعمموه لبخس حقوق الأقليات بحجة أن السلف فعل ذلك..ويمكن عبارة (الحمد لله) للذهبي التي ختم بها تلك الجرائم تشرح كل شئ..

بالنسبة لانخفاض الليرة التركية

لي رؤية ليست كاملة عن المشهد، ولن أتسرع في توصيف ما يحدث بشكل قطعي وكلي مثلما تسرع الآخرون، فالوضع التركي مجهول كليا بالنسبة للعرب، وأكثر التحليلات التي تخرج عن الوضع التركي مضللة..

إنما سأكتفي بمشاهد رئيسية

أولا: تباطؤ الاقتصاد التركي وانخفاض عملته بدأ منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011 وتورط تركيا فيها بعد زيارة سعود الفيصل المشئومة، أردوجان كان محايد في الأزمة قبل زيارة الفيصل له، بعد الأزمة تحوّل لدعم الإرهاب..وهذه إشارة إلى أن الرجل ضعيف وسهل التأثير عليه.

ثانيا: روسيا تسير بخطوات منتظمة لتحقيق مصالحة سورية مصرية مع تركيا، هذه لو حدثت ستنقذ الاقتصاد التركي بفتح أسواق بديلة للمنتج التركي خارج الاتحاد الأوروبي..اللي انخفض فيه الطلب على السلع التركية نتيجة لتراجع الاستثمار المباشر من 20 مليار إلى 10 مليار لانخفاض معدل الأمان بعد الحرب والانقلاب العسكري الفاشل، كذلك وتراجع السياحة ل 25 مليون سائح بدلا من 45 مليون قبل الأزمة..هذا كله كان مقدمات لتراجع الليرة..يعني مش مجرد قرار من ترامب انخفضت عملة تركيا..توجد أسباب أخرى مباشرة..

ثالثا: من مصلحة أردوجان قبول المصالحة مع مصر وسوريا خشية حدوث أزمة اقتصادية كبرى في ولايته الرئاسية الذي يهدف فيها لترسيخ النظام الإسلامي اللي أشار لأحد جوانبه أمس برفضه للفائدة البنكية واعتبارها أداة تسلط إمبريالية لصالح الأغنياء..لكن قبول الرجل للمصالحة من عدمه مرتبط بموقفه من المعارضة المسلحة في إدلب..وهل هيوافق على طلب بوتين بعدم التدخل فيها أم لا..

رابعا: رفع أسعار الفائدة حل مؤقت لحماية العملة من الانهيار، بينما أردوجان يرفض بحجة مخالفة ذلك لتعاليم الإسلام..صحيح الرفع ممكن يعمل ركود لكنه يقلل الطلب على الدولار فيقوم يرفع عملته من جديد، أو على الأقل يحافظ عليها عند مستوى ثابت يحقق بيه الأمان وبعدين ينزل الفايدة تاني بعد استقرار السوق.

خامسا: الاقتصاد التركي قوي جدا ومعدل الإنتاج فيه عالي، وكل مشكلته الآن في ارتفاع أسعار النفط وفقدان أسواق مصر وسوريا والعراق، يعني مشكلة مزمنة، لكن لو لم يحلها أردوجان بسرعة سيحدث تضخم ثم ركود اقتصادي واستفحال ديون لتركيز الدولة على السياسة وإهمال جوانب أخرى كالثقافة والابتكار لشيوع خطاب ديني متشدد يفسّر كل شئ مادي بطريقة دينية..وهي نفس الطريقة اللي جعلت أفغانستان تتخلف.

سادسا: اقتصاد تركيا مشهور على إنه من الاقتصاديات الناشئة زي المكسيك، وهذا النوع دائما يجد تشجيع عالمي وشعبي ونسبة ثقة عالية، ولولا مخاطر الأمن والسياسة والصحافة بعد الحرب وطموح أردوجان لظل النمو الاقتصادي يتطور حتى تصبح تركيا من أفضل 10 اقتصاديات في العالم.

سابعا: ليس كل انخفاض للعملة يعني انهيار اقتصادي، عندنا في مصر اقتصادنا مأزوم لأن مفيش إنتاج في ظل انخفاض العملة، بينما في تركيا العملة انخفضت مع إنتاج قوي..هذا لو نجح الأتراك في إيجاد أسواق لمنتجاتهم يعني أصبحوا زي الصين واليابان..اللي تعمدوا خفض قيمة اليوان والين لتوفير أسواق بيع لمنتجاتهم برخص التراب، وهذا لو حدث سيقفز الاقتصاد التركي قفزة مهولة في ظل انخفاض العملة..تخيل قيمة صادرات تركيا الآن 140 مليار دولار..تخيل لو انخفضت العملة مع وجود زبائن وأسواق ماذا سيحدث لهذا الرقم؟...أقل شئ سيرتفع إلى 200 أو 300 أو ربما يقفز لتريليون دولار كما يحدث في ألمانيا..

ثامنا: يوجد بُعد سياسي آخر لأزمة العملة التركية وهو تشكيل تحالف ثلاثي بين (روسيا وإيران وتركيا) تشاركهم قطر والصين ودول البريكس من بعيد..هذا تحالف يمكنه أن يقود العالم في حال تخطت إيران أزمة العقوبات وتركيا أزمة الليرة، ولو في ظني أن التعاون التجاري بين الدول الثلاث ربما يأخذ شكل آخر غير متوقع وغير معلوم..لكن تأثيره هيكون أكبر على أوضاع الشرق الأوسط..

أخيرا: قلت منذ سنوات أن فضيلة أردوجان الكبرى التي جعلته ينهض باقتصاد تركيا منذ عام 2001 أنه كان علماني مستقل ويدير الدولة بطريقة علمانية معتدلة، الآن هو إخواني متشدد، بينما يمارس العلمانية بطريقة شكلية وليست جوهرية، وهذا يعني إنه سيكتسب كل صفات الإخوان من الشعور بالدونية إلى هوس المؤامرة والولع بالحروب والزعامات..

يكفي المؤامرة لوحدها، كل مشكلة لن يكون الخطأ فيه ولا في طريقة إدارته، بل دائما مسئول عنها الغير والشيطان، وهذا يعني أن الخطأ يستفحل دون رصد أو حتى إمكانية مقاومته..