يا اخي لو قلنا العبد يحدث الفعل لكن الله يخلقه اليس هذا اصح عموما لا اختلف معك
مو ممكن تصوُّره اصلاً ولا معنى له
إما ان يكون الله خالقها او يكون العبد محدثها ، ولا تستحسن في هذه المسائل الطريق الوحيد لها اهل البيت عليهم السلام وهم اكدوا ان الله ليس خالقا لأفعال العباد -اللهم إلا خلق مجازي بمعنى العلم- واجمعت الامامية على هذا المذهب
لأن الانسان لا يملك القوة ولا القدرة الا بالله
العبد له من المشيئة والارادة ما تمكنه من احداث الحدث لكن هذه الارادة والمشيئة لا تحدث الا اذا شاءها وارادها الله ان تحدث وبهذا يكون الله يخلق الفعل فعلا
معنى كل شيء بمشيئة الله يعني ان الله يعطي الحياة و القدرة لنا في كل لحظة وليس بمعنى ان الله يُحدِث الفعل
منها قوله تعالى : (وَمَا تَشَـاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَـاءَ الله )(1) حيث قد أثبت (عزّ وجلّ) أ نّه لا مشيئة للعباد إلاّ بمشيئة الله تعالى ، ومدلول ذلك كما مضى في ضمن البحوث السابقة (2) أنّ مشيئة الله تعالى لم تتعلق بأفعال العباد وإنّما تتعلق بمبادئها كالحياة والقدرة وما شاكلهما، وبطبيعة الحال أنّ المشيئة للعبد إنّما تتصور في فرض وجود تلك المبادئ بمشيئة الله سبحانه ، وأمّا في فرض عدمها بعدم مشيئة الباري (عزّ وجلّ) فلا تتصور ، لأ نّها لا يمكن أن توجد بدون وجود ما تتفرّع عليه ، فالآية الكريمة تشير إلى هذا المعنى .
محاضرات في اُصول الفقه - الجزء الاول ص440
وبهذا يكون الله يخلق الفعل فعلا لكن بكيفية شاءها وارادها الانسان وبتقدير وقضاء من الله هذا التقدير يحدده الله من حيث الزمان والمكان والكيف والعلة والقوة .
تعليق