المشاركة الأصلية بواسطة سيدونس
المستشار القانوني أجاد بشجاعه وذكر الحقائق التي لاتعجب أصحاب الهوى والتي تستميتون بطمسها ولست أعلم منه في هذا المجال ، أنت لم تفهم كيفية المطالبة فهي طالبت بها في الحالتين لتلزمه ولم تكن فدك فقط الحق الوحيد لها بل لها حقوق أخرى وقد إحتجت عليه بكتاب الله عندما أنكر توريث الأنبياء ووافقها أمير المؤمنين عليه السلام
شرح الحديث الشريف- رياض الصالحين- الدرس (013-101): باب الاستقامة (قل: آمنت بالله ثم استقم, من مواقف أبي بكر الصديق) .لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
السيدة فاطمة بنت رسول الله، والعباس عم رسول الله، ذهبا إليه يسألانه حقهما في قطعة أرضٍ صغيرة, كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أصابها في بعض الفيء، وكان عليه الصلاة والسلام, يعطي السيدة فاطمة وبعض أهله جزءًا من نتاجها، ثم يقسِّم الباقي بين فقراء أصحابه، والآن بعد وفاته عليه السلام, ذهبت فاطمة رضي الله عنها إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم, تسأله هذه القطعة من الأرض، باعتبارها ميراث أبيها عليه الصلاة والسلام، في حياته كان يعطيها جزءًا من نتاجها هي, وعمه العباس.
قال أبو بكرٍ لها: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة، وإني والله لا أدع أمراً رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه إلا صنعته، فإني أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ -يخاطب ابنة رسول الله, هكذا سمعت.
إن أبا بكر رضي الله عنه, يعلم أن أولى الناس الرعاية في الحق, هي بنت رسول الله، ويعلم كم كان النبي عليه الصلاة والسلام يحبها، ويؤثرها، ويعلم مدى حاجتها, وزوجها, وأولادها, إلى هذه القطعة من الأرض، لكن أبا بكر يؤثر أن يركب صعب المركب عن أن يقول لابنة رسول الله: لا، ومع هذا فقد قال لها: لا، إنه حينما آمن بالنبي، وبدينه، وشرعته، صارت هذه الشرعة قانوناً، وإيمانه بالشرعة لا ينفصل عن إيمانه بالله ورسوله، ولقد قال النبي: ((نحن معاشر الأنبياء لا نورث...))
إذاً: قد صار هذا حكماً من أحكام الشريعة التي يؤمن بها، ألا لا يورث نبي, وهكذا وجد سيدنا أبا بكر نفسه بين ولائين، ولاؤه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أحب الناس إليه وهي ابنته، وولاؤه للقانون والشرع الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام-.
لكن خاف سيدنا الصديق, أن يدخل على قلب السيدة فاطمة شكٌ, في أن النبي عليه الصلاة والسلام, لم يقل هذا الكلام، -ماذا فعل؟- أرسل إلى عمر، وإلى طلحة، وإلى الزبير، وإلى سعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف, وسألهم أمامها: ناشدتكم بالذي تقوم السماء والأرض بأمره, ألم تعلموا أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة؟ فقالوا: نعم، -أي أنه أكد لها أن هذا الكلام متواتر، لم أسمعه أنا وحدي، بل هؤلاء جميعاً سمعوه، وهذا شرع ولا ينبغي أن نخالف الشرع.
عندئذٍ أدلت السيدة فاطمة رضي الله عنها بحجةٍ جديدة- قالت: إنك تعلم أن الرسول قد وهبها لي في حياته، فهي إذاً: بحق الهبة لا بحق الإرث، -هذه ليست إرثًا، ولكنها هبة- فقال أبو بكر: أجل أعلم، ولكني رأيته يقسمها بين الفقراء, والمساكين, وابن السبيل, بعد أن يعطيكم منها ما يكفيكم، قالت فاطمة: دعها تكن في أيدينا, ونجري فيها على ما كانت تجري عليه، وهي في يد رسول الله, قال أبو بكر: لست أرى ذلك، فأنا ولي المؤمنين من بعد رسولهم، وأنا أحق بذلك منكم، أضعها في الموضع, الذي كان النبي يضعها فيه, ثم رفض هذا الطلب رفضاً كلي اهـ
اترك تعليق: