أهلا بك عاشقة نينوى وشكرا على المشاركة
X
-
خصال شيعتنا
تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) 308 ح 152:
قال رجل لامرأته: اذهبي إلى فاطمة (عليها السّلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسليها عني أنا من شيعتكم أو لست من شيعتكم؟ فسألتها فقالت ما قال لها زوجها. فقالت فاطمة (عليها السّلام):
قولي له: إن كنت تعمل بما أمرناك، وتنتهي عمّا زجرناكم عنه، فأنت من شيعتنا وإلاّ فلا، فرجعت فأخبرته.
فقال: يا ويلي ومن ينفك من الذنوب والخطايا، فأنا إذاً خالد في النّار، فإن من ليس من شيعتهم، فهو خالد في النّار.
فرجعت المرأة فقالت لفاطمة (عليها السّلام): ما قال لها زوجها، فقالت فاطمة (عليها السّلام): قولي له: ليس هكذا فإن شيعتنا من خيار أهل الجنّة، وكل محبينا وموالي أوليائنا ومعادي أعدائنا والمسلم بقلبه ولسانه لنا، ليسوا من شيعتنا إذا خالفوا أوامرنا ونواهينا في سائر الموبقات وهم مع ذلك في الجنّة، ولكن بعد ما يطهرون من ذنوبهم بالبلايا والرزايا أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدها أو في الطبق الأعلى من جهنم بعذابها إلى أن نستنقذهم – بحبنا – منها وننقلهم إلى حضرتنا.
الإخلاص في العبادة
عدة الداعي 218 ب 4:
عن سيدة النساء صلوات الله عليها قالت:
من أصعد إلى الله خالص عبادته، أهبط الله عزّ وجل إليه أفضل مصلحته.
إجعله في سبيل الله
بحار الأنوار 43/20 عن أمالي الصدوق: الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، عن جعفر بن محمد العلوي، عن محمد بن علي بن خلف، عن حسن بن صالح، عن أبي معشر، عن محمد بن قيس قال:
كان النبيّ (صلى الله عليه وآله) إذا قدم من سفر بدأ بفاطمة (عليها السّلام)، فدخل عليها فأطال عندها المكث، فخرج مرّة في سفر، فصنعت فاطمة (عليها السّلام) مسكتين من ورق وقلادة وقرطين وستراً لباب البيت لقدوم أبيها وزوجها (عليهما السّلام). فلمّا قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخل عليها، فوقف أصحابه على الباب ﻻ يدرون يقفون أو ينصرفون، لطول مكثه عندها، فخرج عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد عرف الغضب في وجهه حتّى جلس عند المنبر، فظنّت فاطمة (عليها السّلام) أنّه إنّما فعل ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما رأى من المسكتين والقلادة والقرطين والستر، فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها، ونزعت الستر، فبعثت به إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقالت للرسول: قل له:
تقرأ عليك ابنتك السلام وتقول: اجعل هذا في سبيل الله.
فلمّا أتاه قال (صلى الله عليه وآله): فعلت، فداها أبوها – ثلاث مرّات – ليست الدنيا من محمّد ولا من آل محمد، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة، ما سقى فيها كافراً شربة ماء، ثمّ قام فدخل عليها.
.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
إكرام السائل
بحار الأنوار 43/19 عن بعض كتب المناقب معنعناً... عن ابن عبّاس، قال:
خرج أعرابي من بني سليم... واقبل يزدلف نحو النبي (صلى الله عليه وآله) – إلى أن قال – فقال (صلى الله عليه وآله): من يزوّد الأعرابي، وأضمن له على الله عزّ وجل زاد التقوى؟ قال: فوثب إليه سلمان الفارسي فقال: فداك أبي وأُمّي ومازاد التقوى؟ قال: يا سلمان، إذا كان آخر يوم من الدنيا، لقّنك الله عزّ وجل قول: شهادة أن ﻻ إله إلاّ الله، وأنّ محمداً رسول الله، فإن أنت قلتها لقيتني ولقيتك، وإن أنت لم تقلها، لم تلقني ولم ألقك أبداً. قال: فمضى سلمان حتّى طاف تسعة أبيات من بيوت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلم يجد عندهنّ شيئاً، فلمّا أن ولّى راجعاً، نظر إلى حجرة فاطمة (عليها السّلام). فقال: إن يكن خير فمن منزل فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله)، فقرع الباب، فأجابته من وراء الباب:
من بالباب؟ فقال لها: أنا سلمان الفارسي، فقالت له: يا سلمان! وما تشاء؟ فشرح قصّة الإعرابي... قالت له: يا سلمان! والّذي بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) بالحقّ نبيّاً إنّ لنا ثلاثاً ما طعمنا، وإنّ الحسن والحسين قد اضطربا عليّ من شدّة الجوع، ثمّ رقدا كأنّهما فرخان منتوفان،
ولكن ﻻ أردّ الخير [إذا نزل الخير ببابي] يا سلمان، خذ درعي هذا، ثمّ امض به إلى شمعون اليهودي، وقل له: تقول فاطمة بنت محمد: أقرضني عليه صاعاً من تمر وصاعاً من شعير أردّه عليك إن شاء الله تعالى.
قال: فأخذ سلمان الدرع، ثمّ أتى به إلى شمعون اليهودي،
قال: فأخذ شمعون الدرع، ثمّ جعل يقلّبه في كفّه وعيناه تذرفان بالدموع وهو يقول:
يا سلمان! هذا هو الزهد في الدنيا، هذا الّذي أخبرنا به موسى بن عمران في التوراة، أنا أشهد أن ﻻ إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، فأسلم وحسن إسلامه.
ثمّ دفع إلى سلمان صاعاً من تمر، وصاعاً من شعير، فأتى به سلمان إلى فاطمة (عليها السّلام)، فطحنته بيدها، واختبزته خبزاً، ثمّ أتت به إلى سلمان، فقالت له: خذه وامض به إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله).
قال: فقال لها سلمان: يا فاطمة، خذي منه قرصاً تعلّلين به الحسن والحسين.
فقالت: يا سلمان، هذا شيء أمضيناه لله عزّ وجل، لسنا نأخذ منه شيئاً.
قال: فأخذه سلمان، فأتى به النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فلمّا نظر النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى سلمان، قال له: يا سلمان، من أين لك هذا؟! قال: من منزل بنتك فاطمة.
- قال: وكان النبيّ (صلى الله عليه وآله) لم يطعم طعاماً منذ ثلاث.
قال: فوثب النبيّ (صلى الله عليه وآله) حتّى ورد إلى حجرة فاطمة، فقرع الباب، وكان إذا قرع النبيّ (صلى الله عليه وآله) الباب ﻻ يفتح له الباب إلاّ فاطمة.
فلمّا فتحت له الباب، نظر النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى صفار وجهها وتغيّر حدقتيها.
فقال لها: يا بنيّة، ما الّذي أراه من صفار وجهك، وتغيّر حدقتيك؟
فقالت: يا أبة، إنّ لنا ثلاثاً ما طعمنا طعاماً،
وإنّ الحسن والحسين قد اضطربا عليّ من شدّة الجوع، ثمّ رقدا كأنّهما فرخان منتوفان. قال: فأنبههما النبيّ (صلى الله عليه وآله) فأخذ واحداً على فخذه الأيمن، والآخر على فخذه الأيسر، وأجلس فاطمة (صلى الله عليه وآله) بين يديه واعتنقها النبيّ (صلى الله عليه وآله)، ودخل عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، فاعتنق النبيّ (صلى الله عليه وآله) من ورائه، ثمّ رفع النبيّ (صلى الله عليه وآله) طرفه نحو السماء، فقال: إلهي وسيّدي ومولاي، هؤلاء أهل بيتي، اللّهمّ أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً!
قال: ثمّ وثبت فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) حتّى دخلت إلى مخدع لها، فصفّت قدميها، فصلّت ركعتين ثمّ رفعت باطن كفّيها إلى السماء وقالت:
إلهي وسيّدي، هذا محمد نبيك، وهذا عليّ ابن عمّ نبيّك، وهذان الحسن والحسين سبطا نبيّك، إلهي أنزل علينا مائدة [من السماء] كما أنزلتها على بني إسرائيل، أكلوا منها وكفروا بها، اللهمّ أنزلها علينا فإنّا بها مؤمنون.
قال ابن عبّاس: - والله – ما استتمّت الدعوة، فإذا هي بصحفة من ورائها يفور قتارها، وإذا قتارها أزكى من المسك الأذفر، فاحتضنتها.
ثمّ أتت بها إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وعليّ والحسن والحسين، فلمّا أن نظر إليها عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) قال لها: يا فاطمة، من أين لك هذا؟ ولم يكن أجد عندك شيئاً!
فقال له النبيّ (صلى الله عليه وآله): كل يا أبا الحسن، ولا تسأل، الحمد لله الّذي لم يمتني حتّى رزقني ولداً، مثلها مثل مريم بنت عمران (كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) قال: فأكل النبيّ (صلى الله عليه وآله) وعليّ والحسن والحسين، (عليهم السلام) وخرج النبي (صلى الله عليه وآله)، الحديث.
إكرام الضيف
عوالم سيدة النساء 1/210: أبو الفتوح الرازي في (تفسيره): عن سليق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود قال:
قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة لصلاة العشاء، فقام رجل من بين الصفّ فقال: يا معشر المهاجرين والأنصار! أنا رجل غريب، فقير وأسألكم في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأطعموني فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):... من الّذي يكفي مؤونة هذا الرجل فيبوّءه الله في الفردوس الأعلى؟ فقام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وأخذ بيد السائل وأتى به إلى حجرة فاطمة (عليها السّلام)، فقال: يا بنت رسول الله! انظري في أمر هذا الضيف. فقالت فاطمة (عليها السّلام):
يابن العمّ! لم يكن في البيت إلاّ قليل من البر، صنعت منه طعاماً والأطفال محتاجون إليه، وأنت صائم، والطعام قليل ﻻ يغني غير واحد.
فقال: أحضريه، فذهبت وأتت بالطعام ووضعته، فنظر إليه أمير المؤمنين (عليه السّلام) فرآه قليلاً، فقال في نفسه ﻻ ينبغي أن آكل من هذا الطعام فإن أكلته ﻻ يكفي الضيف،
فمدّ يده إلى السراج يريد أن يصلحه فأطفأه.
وقال لسيّدة النساء (عليها السّلام): تعلّلي في إيقاده، حتّى يحسن الضيف أكله ثمّ آتيني به.
وكان أمير المؤمنين (عليه السّلام) يحرّك فكّه المبارك يرى الضيف أنّه يأكل، ولا يأكل، إلى أن فرغ الضيف من أكله وشبع، فأتت خير النساء (عليها السّلام) بالسراج ووضعته فكان الطعام بحاله،
فقال أمير المؤمنين (عليها السّلام) لضيفه: أكلت الطعام؟
فقال: يا أبا الحسن! أكلت الطعام وشبعت ولكنّ الله تعالى بارك فيه.
ثمّ أكل من الطعام أمير المؤمنين (عليه السّلام)، وسيّدة النساء، والحسنان (عليهما السلام)، وأعطوا منه جيرانهم، وذلك ممّا بارك الله تعالى فيه.
فلمّا أصبح أمير المؤمنين (عليه السّلام) أتى إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال (صلى الله عليه وآله):
يا عليّ! كيف كنت مع الضيف؟ فقال: بحمد الله يا رسول الله! بخير.
فقال: إن الله تعالى تعجب مما (إي: أعجب ورضي بما) فعلت البارحة من إطفاء السراج، والإمتناع من الأكل للضيف، فقال: من أخبرك بهذا؟
فقال: جبرئيل، وأتى بهذه الآية في شأنك: (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ).
.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
هذا هو الإيثار
تفسير الفرات: عبيد بن كثير – معنعناً – عن أبي سعيد الخدري قال:
أصبح عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) ذات يوم فقال: يا فاطمة! هل عندك شيء تغذّينيه؟ قالت:
ﻻ، والّذي أكرم أبي بالنبوّة، وأكرمك بالوصيّة، ما أصبح الغداة عندي شيء، وما كان شيء أطعمناه مذ يومين، إلاّ شيء كنت أُؤثرك به على نفسي، وعلى ابنيّ هذين الحسن والحسين (عليهما السلام).
فقال عليّ (عليه السّلام): يا فاطمة! ألا كنت أعلمتني، فأبغيكم شيئاً؟
فقالت: يا أبا الحسن! إنّي لأستحي من إلهي أن أُكلّف نفسك مالا تقدر عليه...
لو دعوت أبي؟
الخرائج والجرائح 108 ح 179:
إنّ عليّاً (عليه السّلام) قال: دخلت السوق فابتعت لحماً بدرهم، وذرّة بدرهم، فأتيت بهما فاطمة (عليها السّلام) حتّى إذا فرغت من الخبز والطبخ، قالت: لو أتيت أبي فدعوته. فخرجت وهو مضطجع يقول: أعوذ بالله من الجوع ضجيعاً.
فقلت: يا رسول الله! عندنا طعام. فاتّكأ عليّ، ومضينا نحو فاطمة (عليها السّلام).
فلمّا دخلنا قال: هلمّي طعامك يا فاطمة!
فقدّمت إليه البرمة والقرص، فغطّى القرص وقال: اللّهمّ بارك لنا في طعامنا.
ثمّ قال: اغرفي لعائشة فغرفت، ثمّ قال: اغرفي لأُمّ سلمة.
فما زالت تغرف حتّى وجّهت إلى النساء التسع، بقرصة قرصة ومرق.
ثمّ قال: اغفرفي لأبيك وبعلك. ثمّ قال: اغرفي واهدي لجيرانك ففعلت.
وبقي عندهم ما يأكلون أيّاماً.
الدال على الخير
بحار الأنوار 43/56 ح 50 عن بشارة المصطفى: بالإسناد إلى أبي عليّ الحسن بن محمد الطوسي، عن محمد بن الحسين المعروف بابن الصقّال، عن محمد بن معقل العدلي، عن محمد بن أبي الصهبان، عن ابن فضّال، عن حمزة بن حمران؛ عن الصادق، عن أبيه (عليهما السلام)،
عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: صلّى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاة العصر فلمّا انفتل جلس في قبلته والنّاس حوله، فبيناهم كذلك إذ أقبل إليه شيخ من مهاجرة العرب، عليه سمل قد تهلّل وأخلق، وهو ﻻ يكاد يتمالك كبراً وضعفاً، فأقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يستحثّه الخبر، فقال الشيخ: يا نبيّ الله! أنا جائع الكبد فأطعمني، وعاري الجسد فاكسني، وفقير فارشني. فقال (صلى الله عليه وآله): ما أجد لك شيئاً، ولكنّ الدالّ على الخير كفاعله. انطلق إلى منزل من يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، يؤثر الله على نفسه، انطلق إلى حجرة فاطمة، وكان بيتها ملاصق بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الّذي ينفرد به لنفسه من أزواجه. وقال: يا بلال، قم فقف به على منزل فاطمة. فانطلق الأعرابي مع بلال، فلمّا وقف على باب فاطمة (عليها السّلام) نادى بأعلى صوته: السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة، ومختلف الملائكة، ومهبط جبرئيل الروح الأمين بالتنزيل، من عند ربّ العالمين. فقالت فاطمة:
وعليك السلام، فمن أنت يا هذا؟!
قال: شيخ من العرب، أقبلت على أبيك سيّد البشر مهاجراً من شقّة، وأنا يا بنت محمد عاري الجسد، جائع الكبد، فواسيني يرحمك الله.
وكان لفاطمة وعليّ في تلك الحال ورسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاثاً، ما طعموا فيها طعاماً، وقد علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك من شأنهما.
فعمدت فاطمة إلى جلد كبش مدبوغ بالقرظ كان ينام عليه الحسن والحسين.
فقالت: خذ هذا أيّها الطارق، فعسى الله أن يرتاح لك ما هو خير منه.
قال الأعرابي: يا بنت محمد! شكوت إليك الجوع فناولتني جلد كبش؟! ما أنا صانع به مع ما أجد من السغب.
قال: فعمدت – لمّا سمعت هذا من قوله – إلى عقد كان في عنقها، أهدته لها فاطمة بنت عمّها حمزة بن عبد المطّلب، فقطعته من عنقها ونبذته إلى الأعرابي.
فقالت: خذه، وبعه فعسى الله أن يعوّضك به، ما هو خير منه.
فأخذ الأعرابي العقد وانطلق إلى مسجد رسول ال،له والنبيّ (صلى الله عليه وآله) جالس في أصحابه.
فقال: يا رسول الله، أعطتني فاطمة بنت محمد هذا العقد، وقالت: بعه فعسى الله أنّ يصنع لك. قال: فبكى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وقال:
وكيف ﻻ يصنع الله لك وقد أعطتكه فاطمة بنت محمد، سيّدة بنات آدم؟.
فقام عمّار بن ياسر رحمة الله عليه، فقال: يا رسول الله، أتأذن لي بشراء هذا العقد؟
قال: اشتره يا عمّار، فلو اشترك فيه الثقلان، ما عذّبهم الله بالنّار.
فقال عمّار: بكم العقد يا أعرابيّ؟ قال: بشبعة من الخبز واللحم، وبردة يمانيّة أستر بها عورتي وأُصلّي فيها لربّي، ودينار يبلغني إلى أهلي.
وكان عمّار قد باع سهمه، الّذي نفله رسول الله (صلى الله عليه وآله) من خيبر ولم يبق منه شيئاً فقال:
لك عشرون ديناراً، ومائتا درهم هجريّة، وبردة يمانيّة، وراحلتي تبلغك أهلك، وشبعك من خبز البرّ واللحم.
فقال الأعرابي: ما أسخاك بالمال أيّها الرجل، وانطلق به عمّار فوفّاه ماضمن له.
وعاد الأعرابي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أشبعت واكتسيت؟
قال الأعرابي: نعم، واستغنيت بأبي أنت وامّي. قال: فاجز فاطمة بصنيعها.
فقال الأعرابي: اللهمّ إنّك إله ما استحدثناك، ولا إله لنا نعبده سواك، وأنت رازقنا على كلّ الجهات، اللهمّ أعط فاطمة مالا عين رأت ولا أُذن سمعت.
فأمّن النبيّ (صلى الله عليه وآله) على دعائه، وأقبل على أصحابه فقال:
إنّ الله قد أعطى فاطمة في الدنيا ذلك: أنا أبوها وما أحد من العالمين مثلي، وعليّ بعلها ولولا عليّ ما كان لفاطمة كفؤ أبداً، وأعطاها الحسن والحسين، وما للعالمين مثلهما سيّدا شباب أسباط الأنبياء، وسيّدا شباب أهل الجنّة.
وكان بإزائه مقداد وعمّار وسلمان، فقال: وأزيدكم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: أتاني الروح – يعني جبرئيل (عليه السّلام) – وقال:
إنّها إذا هي قبضت ودفنت يسألها الملكان في قبرها: من ربّك؟ فتقول: الله ربّي، فيقولان: من نبيّك؟ فتقول: أبي، فيقولان: فمن وليّك؟ فتقول: هذا القائم على شفير قبري عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام).
ألا وأزيدكم من فضلها: إنّ الله قد وكلّ بها رعيلاً من الملائكة، يحفظونها من بين يديها ومن خلفها، وعن يمينها، وعن شمالها.
وهم معها في حياتها، وعند قبرها، يكثرون الصلاة عليها، وعلى أبيها وبعلها وبنيها.
فمن زارني بعد وفاتي، فكأنّما زارني في حياتي.
ومن زار فاطمة، فكأنّما زارني.
ومن زار عليّ بن أبي طالب، فكأنّما زار فاطمة.
ومن زار الحسن والحسين، فكأنّما زار عليّاً.
ومن زار ذرّيتهما، فكأنّما زارهما.
فعمد عمّار إلى العقد، فطيّبه بالمسك، ولفّه في بردة يمانيّة، وكان له عبد اسمه: (سهم) ابتاعه من ذلك السهم الّذي أصابه بخيبر، فدفع العقد إلى المملوك، وقال له: خذ هذا العقد فادفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنت له.
فأخذ المملوك العقد فأتى به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخبره بقول عمار (ره).
فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): انطلق إلى فاطمة فادفع إليها العقد، وأنت لها.
فجاء المملوك بالعقد، وأخبرها بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأخذت فاطمة (عليها السّلام) العقد وأعتقت المملوك، فضحك الغلام، فقالت: ما يضحكك يا غلام؟ فقال: أضحكني عظم بركة هذا العقد: أشبع جائعاً، وكسى عرياناً، وأغنى فقيراً، وأعتق عبداً، ورجع إلى ربّه.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
ويؤثرون على أنفسهم
بحار الأنوار 41/44 عن أمالي الصدوق: الهمداني، عن عمر بن سهل بن إسماعيل الدينوري، عن زيد بن إسماعيل الصائغ، عن معاوية بن هشام، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن خالد بن ربعي، قال:
إنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) دخل مكّة في بعض حوائجه، فوجد إعرابيّاً متعلّقاً بأستار الكعبة – إلى أن قال – فقال: يا فاطمة! عندك شيء يأكله الأعرابي؟ قالت: اللهمّ ﻻ، قال: فتلبّس أمير المؤمنين (عليه السّلام) وخرج وقال: أدعوا إليّ أبا عبد الله، سلمان الفارسي. قال: فدخل إليه سلمان الفارسي، فقال: يا أبا عبد الله! أعرض الحديقة الّتي غرسها رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي على التجّار، قال: فدخل سلمان إلى السوق وعرض الحديقة فباعها بإثني عشر ألف درهم، وأحضر المال وأحضر الأعرابي، فأعطاه أربعة آلاف درهم وأربعين درهماً نفقة، ووقع الخبر إلى سؤّال المدينة، فاجتمعوا، ومضى رجل من الأنصار إلى فاطمة (عليها السّلام)، فأخبرها بذلك فقالت:
آجرك الله في ممشاك. فجلس عليّ (عليه السّلام) والدراهم مصبوبة بين يديه، حتّى اجتمع إليه أصحابه، فقبض قبضة قبضة وجعل يعطي رجلاً رجلاً، حتّى لم يبق معه درهم واحد.
فلمّا أتى المنزل قالت له فاطمة (عليها السّلام): يابن عمّ! بعت الحائط الّذي غرسه لك والدي؟ قال: نعم بخير منه عاجلاً وآجلاً، قالت: فأين الثمن؟
قال: دفعته إلى أعين استحييت أن أذلّها بذلّ المسألة، قبل أن تسألني.
قالت فاطمة (عليها السّلام): أنا جائعة وإبناي جائعان، ولا أشك إلا وأنك مثلنا في الجوع لم يكن لنا منه درهم، وأخذت بطرف ثوب علي (وهنا ليس من باب إظهار الشكوى والكراهية، بل من باب إظهار إيثاره وإيثارها (عليهما السّلام) وزهدهما في الحياة حتى يكون درساً لمحبيهم وشيعتهم) فقال علي (عليه السّلام): يا فاطمة! خليني. فقالت: ﻻ - والله - أو يحكم بيني وبينك أبي. فهبط جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمدّ السلام يقرئك السلام ويقول: أقرئ علياً مني السلام، وقل لفاطمة: ليس لك أن تضربي على يديه، ولا تلزمي بثوبه.
فلمّا أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) منزل عليّ، وجد فاطمة ملازمة لعليّ (عليه السّلام)، فقال لها:
يا بنيّة! مالك ملازمة لعليّ؟ قالت: يا أبة! باع الحائط الّذي غرسته له، بإثني عشر ألف درهم، ولم يحبس لنا منه درهماً نشتري به طعاماً.
فقال: يا بنيّة! إنّ جبرئيل يقرئني من ربّي السلام ويقول: أقرئ عليّاً من ربّه السلام، وأمرني أن أقول لك: ليس لك أن تضربي على يديه، ولا تلزمي بثوبه.
قالت فاطمة: فإنّي أستغفر الله، ولا أعود أبداً.
قالت فاطمة (عليها السّلام): فخرج أبي في ناحية وزوجي عليّ في ناحية، فما لبث أن أتى أبي ومعه سبعة دراهم سود هجريّة، فقال: يا فاطمة أين ابن عمّي؟ فقلت له: خرج.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هاك هذه الدراهم، فإذا جاء ابن عمّي فقولي له: يبتاع لكم بها طعاماً. فما لبثت إلاّ يسيراً حتّى جاء عليّ (عليه السّلام) فقال: رجع ابن عمّي؟ فإنّي أجد رائحة طيّبة.
قالت: نعم، وقد دفع إليّ شيئاً، تبتاع به لنا طعاماً.
قال عليّ (عليه السّلام): هاتيه، فدفعت إليه سبعة دراهم سود هجريّة، فقال: بسم الله والحمد لله كثيراً طيّباً، وهذا من رزق الله عزّ وجل، ياحسن! قم معي،
فأتيا السوق، فإذا هما برجل واقف وهو يقول: من يقرض المليّ الوفي؟
قال: يا بنيّ! نعطيه؟ قال: إي – والله – يا أبة. فأعطاه عليّ (عليه السّلام) الدراهم.
فقال الحسن: يا أبتاه، أعطيته الدراهم كلّها؟
قال: نعم يا بنيّ! إنّ الّذي يعطي القليل، قادر على أن يعطي الكثير.
قال: فمضى على باب رجل يستقرض منه شيئاً، فلقيه أعرابي ومعه ناقة،
فقال: يا عليّ! اشتر منّي هذه الناقة.
قال: ليس معي ثمنها، قال: فإنّي أُنظرك به إلى القبض قال: بكم يا أعرابي؟
قال: بمائة درهم، قال عليّ (عليه السّلام): خذها يا حسن، فأخذها فمضى عليّ (عليه السّلام)، فلقيه أعرابي آخر، المثال واحد، والثياب مختلفة، فقال: يا عليّ، تبيع الناقة؟
قال عليّ (عليه السّلام): وما تصنع بها؟ قال: أغزو عليها أوّل غزوة يغزوها ابن عمّك.
قال: إن قبلتها، فهي لك بلا ثمن، قال: معي ثمنها وبالثمن أشتريها، فبكم اشتريتها؟
قال: بمائة درهم، قال الأعرابي: فلك سبعون ومائة درهم، قال عليّ [للحسن]:
خذ السبعين والمائة وسلّم الناقة، المائة للأعرابي، الّذي باعنا الناقة، والسبعين لنا، نبتاع، بها شيئاً، فأخذ الحسن (عليه السّلام) الدراهم وسلّم الناقة.
قال عليّ (عليه السّلام): فمضيت أطلب الأعرابي، الّذي ابتعت منه الناقة لأُعطي ثمنها، فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالساً في مكان لم أره فيه قبل ذلك، ولا بعده على قارعة الطريق.
فلمّا نظر النبيّ (صلى الله عليه وآله) إليّ تبسّم ضاحكاً، حتّى بدت نواجذه.
قال عليّ (عليه السّلام): أضحك الله سنّك وبشّرك بيومك.
فقال: يا أبا الحسن، إنّك تطلب الأعرابي الّذي باعك الناقة لتوفّيه الثمن؟
فقلت: إي – والله – فداك أبي وأُمّي.
فقال: يا أبا الحسن! الّذي باعك الناقة جبرئيل، والّذي اشتراها منك ميكائيل، والناقة من نوق الجنّة، والدراهم من عند ربّ العالمين عزّ وجل، فانفقها في خير ولا تخف إقتاراً.
مساعدة المساكين
كشف الغمّة 1/328: عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال:
شكت فاطمة (عليها السّلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليّاً، فقالت: يا رسول الله، ما يدع شيئاً من رزقه إلاّ وزعه بين المساكين، فقال لها: يا فاطمة! أتسخطيني في أخي وابن عمّي؟! إنّ سخطه سخطي، وإنّ سخطي لسخط الله، فقالت: أعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله.
ما أحسن هذا؟
عوالم سيدة النساء 2/1107 عن كشف الغمة، عن أسماء بنت عميس:
إنّ فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالت لأسماء:
إنّي قد استقبحت ما يصنع بالنساء، أنّه يطرح على المرأة الثوب فيصفها لمن رأى.
فقالت أسماء: يا بنت رسول الله، أنا أُريك شيئاً رأيته بأرض الحبشة.
قال: فدعت بجريدة رطبة، فحنيتها، ثمّ طرحت عليها ثوباً.
فقالت فاطمة (عليها السّلام): ما أحسن هذا وما أجمله، ﻻ تعرف به المرأة من الرجل.
ولكلام بنت خديجة الكبرى بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
إني أكره ذلك
مصباح الأنوار ص 258: عن زيد بن علي:
إنّ فاطمة (عليها السّلام) قالت لأسماء بنت عميس:
يا أُمّ، إنّي أرى النساء على جنائزهنّ إذا حملن عليها تشفّ اكفانهنّ، وإنّي أكره ذلك. فذكرت لها أسماء بنت عميس النعش.
فقالت: اصنعيه على جنازتي، ففعلت ذلك.
ويطعمون الطعام
تفسير كنز الدقائق 11/116 عن مناقب ابن شهر آشوب: وروى عن الأصبغ بن نباتة وغيرهم عن الباقر (عليه السّلام)،
واللفظ في قوله تعالى: (هَلْ أَتى عَلَى الإِنْسانِ...)مرض الحسن والحسين (عليهما السلام) فعادهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) في جمع أصحابه فقال: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذراً عافاهما الله، فقال (عليه السّلام): أصوم ثلاثة أيّام، وكذلك فاطمة (عليها السّلام) والحسن والحسين (عليهما السلام) وجاريتهم فضّة، فبرئا، فأصبحوا صياماً وليس عندهم طعام، فانطلق علي (عليه السّلام) إلى يهودي... يستقرضه وكان يعالج الصوف، فأعطاه جزة من صوف وثلاثة أصوع من شعير وقال: تغزلها ابنة محمد (صلى الله عليه وآله) فجاء بذلك، فغزلت ثلث الصوف، ثمّ طحنت صاعاً من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلمّا جلسوا خمستهم فأوّل لقمة كسرها علي (عليه السّلام) إذا مسكين بالباب يقول: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، أنا مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني ممّا تأكلون، أطعمكم الله من موائد الجنّة، فوضع اللقمة من يده وقال:
[poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فاطم ذات المجد واليقين***يا بنت خير النّاس أجمعين
أما ترين البائس المسكين***قد قام بالباب له حنين
يشكو إلينا جائعاً حزين***كلّ امرئ بكسبه رهين[/poem]
فقالت فاطمة (عليها السّلام):
[poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أمرك سمع يابن عم وطاعة***مابي من لؤم ولا وضاعة
أطعمه ولا أُبالي الساعة***أرجو إذا أشبعت ذا مجاعة
أن ألحق الأخيار والجماعة***وأسكن الخلد ولي شفاعة[/poem]
ودفعت ماكان على الخوان إليه، وباتوا جياعاً، وأصبحوا صياماً، ولم يذوقوا إلاّ الماء القراح.
فلمّا أصبحوا غزلت الثاني، وطحنت صاعاً من الشعير، وعجنته وخبزته خمسة أقراص، فلمّا جلسوا خمستهم وكسر عليّ (عليه السّلام) لقمة، إذا يتيم على الباب يقول: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، أنا يتيم من يتامى المسلمين، أطعموني ممّا تأكلون، أطعمكم الله من موائد الجنّة؟ فوضع اللقمة من يده وقال:
[poem font="Simplified Arabic,5,crimson,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فاطم بنت السيد الكريم***بنت نبيّ ليس بالذميم
قد جاءنا الله بذي اليتيم***من يرحم اليوم فهو رحيم
موعده في جنّة النعيم***حرّمها الله على اللئيم[/poem]
فقالت فاطمة (عليها السّلام):
[poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إنّي أُعطيه ولا أُبالي***وأُوثر الله على عيالي
أمسوا جياعاً وهمُ أشبالي[/poem]
ثمّ رفعت ما كان على الخوان إليه، وباتوا جياعاً ﻻ يذوقون إلاّ الماء القراح، فلمّا أصبحوا غزلت الباقي، وطحنت الصاع الباقي، وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلمّا جلسوا خمستهم فأوّل لقمة كسرها عليّ (عليه السّلام) إذا أسير من أُسراء المشركين على الباب يقول:
السلام عليكم يا أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله)، تأسروننا وتشدّوننا ولا تطعموننا، فوضع علي (عليه السّلام) اللقمة من يده وقال:
[poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فاطم يا بنت النبيّ أحمد***بنت نبي سيد مسدّد
هذا أسير للنبيّ المهتدي***مكبّل في غلّه مقيّد
يشكو إلينا الجوع قد تقدّد***من يطعم اليوم يجده في غد
عند العلي الواحد الممجّد[/poem]
فقالت فاطمة (عليها السّلام):
[poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لم يبق مما كان غير صاع***قد مجلت كفّي مع الذراع
وما على رأسي من قناع***إلاّ عباءاً نسجت بصاع
إيناي والله من الجياع***يارب لاتتركهما ضياع
أبوهما للخير ذو اصطناع***عبل الذراعين شديد الباع[/poem]
وأعطته ما كان على الخوان، وباتوا جياعاً وأصبحوا مفطرين، وليس عندهم شيء، فرآهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) جياعاً فنزل جبرئيل (عليه السّلام) ومعه صفحة من الذهب مرصعة بالدر والياقوت مملوءة من الثريد، وعراقاً تفوح منه رائحة المسك والكافور، فجلسوا وأكلوا حتّى شبعوا، ولم ينقص منها نعمة واحدة... ونزل (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) وكانت الصدقة في ليلة خمس وعشرين من ذي الحجّة، ونزلت (هل أتى) في اليوم الخامس والعشرين منه.
مؤازرة المظلوم
عوالم سيّدة النساء 2/878 عن روضة الواعظين:
إنّه لما رمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالسلام جاءت ابنته (عليها السّلام)، فأماطت عنه بيدها، ثمّ جاءت إلى أبي طالب، فقالت:
ياعمّ، ما حسب أبي فيكم؟
فقال: يا بنيّة، أبوك فينا السيّد المطاع العزيز الكريم، فما شأنك؟
فأخبرته بصنيع القوم. ففعل ما فعل بالسادات من قريش.
ثمّ جاء إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وقال: هل رضيت يابن أخ؟
ثمّ أتى فاطمة (عليها السّلام)، فقال: يا بنيّة هذا حسَبُ أبيك فينا.
فاطمة (عليها السّلام) تنتصر لعلي (عليه السّلام)
أعيان الشيعة 1/310:
خرجت (فاطمة) (عليها السّلام) مع أبيها وبعلها يوم فتح مكّة، وضربت للنبيّ (صلى الله عليه وآله) قبّة بأعلى الوادي، وجلس فيها يغتسل وفاطمة تستره وذهب عليّ إلى بيت أُخته (أُمّ هاني) حين بلغه أنّها آوت أُناساً من بني مخزوم – أقرباء زوجها – فلم تعرفه أُمّ هاني لأنّه [كان] مقنّعاً بالحديد، وقالت له: يا عبد الله، أنا أُمّ هاني ابنة عمّ رسول الله، وأُخت عليّ بن أبي طالب انصرف عن داري، فقال: أخرجوا من آويتم. فقالت: - والله – ﻻ شكونّك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنزع المغفر؛ فعرفته وقالت: فديتك، حلفت ﻻ شكونّك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقال: اذهبي، فبرّي قسمك، فجاءت، فأخبرته، فقال: آجرت من أجرت. فقالت فاطمة (عليها السّلام) – منتصرة لبعلها -
إنّما جئت يا أُمّ هاني، تشكين عليّاً، في أنّه أخاف أعداء الله وأعداء رسوله
ولكلام من رضاها رضا الله وغضبها غضب الله بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
السلام على الزهراء
مناقب ابن شهر آشوب 3/365:
يزيد بن عبد الملك، عن أبيه، عن جدّه قال: دخلت على فاطمة (عليها السّلام) فبدأتني بالسلام ثمّ قالت:
ما غدا بك؟
قلت: طلب البركة.
قالت: أخبرني أبي وهوذا: من سلّم عليه أو عليّ ثلاثة أيّام، أوجب الله له الجنّة.
قلت لها: في حياته وحياتك؟
قالت: نعم وبعد موتنا.
الشعائر الحسينيّة
بحار الأنوار 44/292 – 293، ح 37:
روي أنّه لمّا أخبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) إبنته فاطمة بقتل ولدها الحسين وما يجري عليه من المحن، بكت فاطمة بكاءًا شديداً وقالت:
يا أبة متى يكون ذلك؟
قال: في زمان خال منّي ومنك ومن عليّ.
فاشتدّ بكاؤها وقالت: يا أبة فمن يبكي عليه؟ ومن يلتزم بإقامة العزاء له؟
فقال النبيّ: يا فاطمة إنّ نساء أُمّتي، يبكون على نساء أهل بيتي، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، ويجدّدون العزاء جيلاً بعد جيل، في كلّ سنة فإذا كان يوم القيامة، تشفعين أنت للنساء، وأنا أشفع للرجال، وكلّ من بكى منهم على مصاب الحسين، أخذنا بيده وأدخلناه الجنّة.
يا فاطمة! كلّ عين باكية يوم القيامة، إلاّ عين بكت على مصاب الحسين (عليه السّلام) فإنّها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنّة.
المتهاون بالصلاة
فلاح السائل 22 الفصل 1: روي بحذف الإسناد عن سيدة النساء فاطمة، ابنة سيد الأنبياء، صلوات الله عليها، وعلى أبيها وعلى بعلها، وعلى أبنائها الأوصياء أنها سألت أباها محمداً (صلى الله عليه وآله) فقالت:
يا أبتاه ما لمن تهاون بصلاته من الرجال والنساء؟
قال: يا فاطمة من تهاون بصلاته من الرجال والنساء، ابتلاه الله بخمس عشرة خصلة: ست منها في دار الدنيا، وثلاث عند موته، وثلاث في قبره، وثلاث في القيامة إذا خرج من قبره.
فأما اللواتي تصيبه في دار الدنيا: فالأولى يرفع الله البركة من عمره، ويرفع الله البركة من رزقه، ويمحو الله عزّ وجل سيماء الصالحين من وجهه، وكل عمل يعمله ﻻ يؤجر عليه، ولا يرتفع دعاؤه إلى السماء، والسادسة ليس له حظ في دعاء الصالحين.
وأما اللواتي تصيبه عند موته فأولاهنّ أنه يموت ذليلاً، والثانية يموت جائعاً، والثالثة يموت عطشاناً، فلو سقي من أنهار الدنيا، لم يرو عطشه.
وأما اللواتي تصيبه في قبره، فأولاهنّ يوكل الله به ملكاً يزعجه في قبره، والثانية يضيق عليه قبره، والثالثة تكون الظلمة في قبره.
وأما اللواتي تصيبه يوم القيامة إذا خرج من قبره: فأولاهنّ أن يوكل الله به ملكاً، يسحبه على وجهه والخلائق ينظرون اليه، والثانية يحاسب حساباً شديداً، والثالثة ﻻ ينظر الله اليه، ولا يزكيه وله عذاب أليم.
عند غروب الجمعة
معاني الأخبار 399 – 400 ودلائل الإمامة 5: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، عن عبد الرحمان بن محمد بن حماد، عن يحيى بن حكيم، عن أبي قتيبة، عن الأصبغ بن زيد، عن سعيد بن رافع، عن زيد بن علي (عليه السّلام) عن آبائه (عليهما السلام):
عن فاطمة بنت النبي صلوات الله عليها قالت:
سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: إن في الجمعة لساعة ﻻ يراقبها [يوافقها خ ل] رجل مسلم يسأل الله عزّ وجل فيها خيراً، إلاّ أعطاه إيّاه.
قالت: فقلت: يا رسول الله: أي ساعة هي؟
قال (صلى الله عليه وآله): إذا تدلّى نصف عين الشمس للغروب.
قال: وكانت فاطمة (عليها السّلام) تقول لغلامها: اصعد على الظراب، فإذا رأيت نصف عين الشمس قد تدلّى للغروب، فأعلمني حتّى أدعو.
مستلزمات الصوم
دعائم الإسلام 1/268: عن الصادق (عليه السّلام)، عن آبائه عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنها قالت:
ما يصنع الصائم بصيامه، إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه؟
ولكلام سيدة نساء العالمين يقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
تعقيبات صلاة العصر
فلاح السائل 202 – 206: من دعاء كانت الزهراء فاطمة، سيدة النساء( صلوات الله عليها) تدعو به عقيب العصر في جملة دعواتها:
سبحان من يعلم جوارح القلوب، سبحان من يحصي عدد الذنوب، سبحان من ﻻ يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، والحمد لله الذي لم يجعلني كافراً لأنعمه ولا جاحداً لفضله فالخير منه، وهو أهله والحمد لله على حجته البالغة، على جميع من خلق، ممن أطاعه وممن عصاه، فإن رحم فمنٌ منّه، وإن عاقب فبما قدّمت أيديهم، وما الله بظلام للعبيد، والحمد لله العلي المكان، الرفيع البنيان، الشديد الأركان، العزيز السلطان، العظيم الشأن، الواضح البرهان، الرحيم الرحمان المنعم المنّان، الحمد لله الذي احتجب عن كل مخلوق يراه بحقيقة الربوبية، وقدرة الوحدانية، فلم تدركه الأبصار، ولم تحط به الأخبار، ولم يقسه مقدار، ولم يتوهّمه اعتبار، لأنه الملك الجبّار.
اللّهم قد ترى مكاني، وتسمع كلامي، وتطّلع على أمري، وتعلم ما في نفسي، وليس يخفى عليك شيء من أمري، وقد سعيت إليك في طلبتي، وطلبت إليك في حاجتي، وتضرّعت إليك في مسألتي، وسألتك لفقر وحاجة، وذلّة وضيقة، وبؤس ومسكنة، وأنت الرب الجواد بالمغفرة، تجد من تعذّب غيري، ولا أجد من يغفر لي غيرك، وأنت غنيّ عن عذابي، وأنا فقير إلى رحمتك، فأسألك بفقري إليك، وغناك عنّي، وبقدرتك عليّ، وقلة امتناعي منك، أن تجعل دعائى هذا دعاءً وافق منك إجابة، ومجلسي هذا مجلساً، وافق منك رحمةً، وطلبتي هذه طلبة، وافقت نجاحاً، وما خفت عسرته من الأمور فيسّره، وما خفت عجزه من الأشياء، فوسّعه، ومن أرادني بسوءٍ من الخلائق كلهم، فاغلبه، آمين يا أرحم الراحمين.
وهوّن عليّ ما خشيت شدّته، واكشف عنّي ما خشيت كربته، ويسّرلي ما خشيت عسرته، آمين يا رب العالمين.
اللّهم انزع العجب والرياء والكبر والبغي والحسد والضعف والشك والوهن والضرّ والأسقام والخذلان والمكر والخديعة والبلية والفساد، من سمعي وبصري وجميع جوارحي، وخذ بناصيتي إلى ما تحب وترضى، يا أرحم الراحمين.
اللّهم صلّ على محمد وآل محمد، واغفر ذنبي، واستر عورتي وآمن روعتي، واجبر مصيبتي واغن فقري، ويسّر حاجتي، وأقلني عثرتي، واجمع شملي، واكفني ما أهمّني، وما غاب عنّي، وما حضرني وما أتخوّفه منك، يا أرحم الراحمين.
اللّهم فوّضت أمري إليك، والجأت ظهري إليك، واسلمت نفسي إليك بما جنيت عليها، فرقاً منك وخوفاً وطمعاً، وأنت الكريم الذي ﻻ يقطع الرجاء، ولا يخيب الدعاء، فأسألك بحق إبراهيم خليلك، وموسى كليمك وعيسى روحك، ومحمد (صلى الله عليه وآله) صفيّك ونبيّك، ألاّ تصرف وجهك الكريم عنّي، حتى تقبل توبتي، وتغفر لي خطيئتي، يا أرحم الراحمين، ويا أحكم الحاكمين.
اللّهم اجعل ثأري على من ظلمني، وانصرني على من عاداني، اللّهم ﻻ تجعل مصيبتي في ديني، ولا تجعل الدنيا أكبر همّي، ولا مبلغ علمي، اللّهم اصلح لي ديني، الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي اليها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خيرٍ، واجعل الموت راحةً لي من كل شرٍ.
اللّهم إنّك عفو تحب العفو فاعف عنّي، اللّهم احيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفّني إذا كانت الوفاة خيراً لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، والعدل في الغضب والرضا، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً ﻻ يبيد، وقرّة عين ﻻ تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك لذة النظر إلى وجهك.
اللّهم إني استهديك لإرشاد أمري، وأعوذ بك من شرّ نفسي، اللّهم عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي إنه ﻻ يغفر الذنوب إلاّ أنت. اللّهم إني أسألك تعجيل عافيتك، وصبراً على بليتك، وخروجاً من الدنيا إلى رحمتك.
اللّهم إني اشهدك واشهد ملائكتك، وحملة عرشك، وأُشهد من في السماوات ومن في الأرض، أنك أنت الله، ﻻ إله إلاّ أنت، وحدك ﻻ شريك لك، وأنّ محمداً عبدك ورسولك (صلى الله عليه وآله) وأسألك بأن لك الحمد ﻻ إله إلاّ أنت بديع السماوات والأرض، يا كائن قبل أن يكون شيء، والمكوّن لكل شيء، والكائن بعد ما ﻻ يكون شيء.
اللّهم إلى رحمتك رفعت بصري، وإلى جودك بسطت كفّي، فلا تحرمني وأنا أسألك، ولا تعذّبني وأنا استغفرك، اللّهم فاغفر لي فإنّك بي عالم، ولا تعذّبني فإنّك عليّ قادر، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللّهم ذا الرحمة الواسعة، والصلاة النافعة الرافعة الزاكية، صلّ على اكرم خلقك عليك، وأحبّهم إليك، وأوجههم لديك، محمد عبدك ورسولك، المخصوص بفضائل الوسائل، أشرف وأكمل وأرفع وأعظم وأكرم ما صليت، على مبلّغٍ عنك ومؤتمنٍ على وحيك، اللّهم كما سددت به العمى، وفتحت به الهدى، فاجعل مناهج سبله لنا سنناً، وحجج برهانه لنا سبباً، نأتم به إلى القدوم عليك.
اللّهم لك الحمد، ملء السماوات السبع، وملء طباقهنّ، وملء الأرضين السبع، وملء ما بينهما، وملء عرش ربّنا الكريم، وميزان ربّنا الغفّار، ومداد كلمات ربّنا القهّار، وملء الجنّة وملء النّار، وعدد الماء والثرى، وعدد ما يُرى وما ﻻ يرى.
اللّهم واجعل صلواتك وبركاتك، ومنّك ومغفرتك، ورحمتك ورضوانك، وفضلك وسلامتك، وذكرك ونورك، وشرفك ونعمتك وخيرتك، على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت وترحّمت على إبراهيم، إنّك حميد مجيد، اللّهم اعط محمداً الوسيلة العظمى، وكريم جزائك في العقبى، حتى تشرّفه يوم القيامة، يا إله الهدى.
اللّهم صلّ على محمدٍ وعلى آل محمد، وعلى جميع ملائكتك وأنبيائك ورسلك، سلام على جبرئيل وميكائيل واسرافيل، وحملة العرش، وملائكتك المقرّبين، والكرام الكاتبين والكروبين، وسلام على ملائكتك أجمعين، وسلام على أبينا آدم، وعلى أمّنا حواء، وسلام على النبيّين أجمعين، والصديقين، وعلى الشهداء والصالحين، وسلام على المرسلين أجمعين، والحمد لله ربّ العالمين، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم، وحسبي الله ونعم الوكيل، وصلّى الله على محمد وآله وسلّم كثيراً.
ولعبادات سيدة النساء بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
عقيب صلاة المغرب
فلاح السائل 238 – 241: ومن تعقيب فريضة المغرب، ما روي عن مولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السّلام) كانت تدعو به في جملة دعواتها:
الحمد لله، الذي ﻻ يبلغ مدحته القائلون، والحمد لله، الذي ﻻ يحصي نعماءه العادّون، والحمد لله الذي ﻻ يؤدي حقّه المجتهدون، ولا إله إلاّ الله الأول والآخر، ولا إله إلاّ الله الظاهر والباطن، ولا إله إلاّ الله المحيي المميت، والله أكبر ذو الطول، والله أكبر ذو البقاء الدائم، والحمد لله الذي ﻻ يدرك العالمون علمه، ولا يستخف الجاهلون حلمه، ولا يبلغ المادحون مدحته، ولا يصف الواصفون صفته، ولا يحسن الخلق نعمته.
والحمد لله ذي الملك والملكوت، والعظمة والجبروت، والعزّ والكبرياء، والبهاء والجلال، والمهابة والجمال، والعزّة والقدرة، والحول والقوة، والمنّة والغلبة، والفضل والطول، والعدل والحق، والخلق والعلاء، والرفعة والمجد، والفضيلة والحكمة، والغناء والسعة، والبسط والقبض، والحلم والعلم، والحجة البالغة، والنعمة السابغة، والثناء الحسن الجميل، والآلاء الكريمة، ملك الدنيا والآخرة والجنّة والنّار، وما فيهنّ تبارك وتعالى.
الحمد لله، الذي علم أسرار الغيوب، واطّلع على ما تجنّ القلوب، فليس عنه مذهب ولا مهرب، والحمد لله المتكبّر في سلطانه، العزيز في مكانه، المتجبّر في ملكه، القويّ في بطشه، الرفيع فوق عرشه، المطّلع على خلقه، والبالغ لما أراد من علمه، الحمد لله الذي بكلماته، قامت السماوات الشداد، وثبتت الأرضون المهاد، وانتصبت الجبال الرواسي الأوتاد، وجرت الرياح اللواقح، وسار في جوّ السماء السحاب، ووقفت على حدودها البحار، ووجلت القلوب من مخافته، وانقمعت الأرباب لربوبيّته، تباركت يا محصي قطر المطر، وورق الشجر، ومحيي أجساد الموتى للحشر.
سبحانك يا ذا الجلال والإكرام، ما فعلت بالغريب الفقير، إذا أتاك مستجيراً مستغيثاً، ما فعلت بمن أناخ بفنائك، وتعرّض لرضاك، وغدا إليك، فجثا بين يديك يشكو إليك ما لا يخفى عليك، فلا يكوننّ يا ربّ حظّي من دعائي الحرمان، ولا نصيبي مما أرجو منك الخذلان، يا من لم يزل، ولا يزول كما لم يزل قائماً على كل نفسٍ بما كسبت، يا من جعل أيام الدنيا تزول، وشهورها تحول، وسنيّها تدور، وأنت الدائم، ﻻ تبليك الأزمان، ولا تغيّرك الدهور، يا من كل يوم عنده جديد، وكل رزقٍ عنده عتيد، للضعيف والقوي والشديد، قسمت الأرزاق بين الخلائق، فسوّيت بين الذرة والعصفور.
اللّهم إذا ضاق المقام بالنّاس، فنعوذ بك من ضيق المقام، اللّهم إذا طال يوم القيامة على المجرمين، فقصّر طول ذلك اليوم علينا، كما بين الصلاة إلى الصلاة، اللّهم إذا ادنيت الشمس من الجماجم، فكان بينها وبين الجماجم مقدار ميل، وزيد في حرّها، حرّ عشر سنين، فإنّا نسألك أن تظلّنا بالغمام، وتنصب لنا المنابر والكراسي نجلس عليها، والنّاس ينطقون في المقام، آمين رب العالمين.
أسألك اللّهم بحق هذه المحامد إلاّ غفرت لي، وتجاوزت عنّي، وألبستني العافية، في بدني، ورزقتني السلامة في ديني، فإني أسألك وأنا واثق بإجابتك إيّاي في مسألتي، وأدعوك وأنا عالم باستماعك دعوتي، فاستمع دعائي، ولا تقطع رجائي، ولا تردّ ثنائي ولا تخيّب دعائي، أنا محتاج إلى رضوانك، وفقير إلى غفرانك، أسألك ولا آيس من رحمتك، وأدعوك وأنا غير محترزٍ من سخطك، يا رب فاستجب لي، وامنن عليّ بعفوك، توفّني مسلماً وألحقني بالصالحين، ربّ ﻻ تمنعني فضلك يا منّان، ولا تكلني إلى نفسي مخذولاً يا حنّان.
ربّ ارحم عند فراق الأحبة صرعتي، وعند سكون القبر وحدتي، وفي مفازة القيامة غربتي، وبين يديك موقوفاً للحساب فاقتي، ربّ استجير بك من النّار فأجرني، ربّ أعوذ بك من النّار فأعذني، ربّ أفزع إليك من النّار فأبعدني، ربّ استرحمك مكروباً فارحمني، ربّ استغفرك لما جهلت فاغفر لي، ربّ قد أبرزني الدعاء للحاجة إليك، فلا تؤيسني، يا كريم ذا الآلاء والإحسان والتجاوز.
يا سيدي يا برّ يا رحيم، استجب بين المتضرعين إليك دعوتي، وارحم من المنتحبين بالعويل عبرتي، واجعل في لقائك يوم الخروج من الدنيا راحتي، واستر بين الأموات يا عظيم الرجاء عورتي، واعطف عليّ عند التحول وحيداً إلى حفرتي، إنّك أملي وموضع طلبتي، والعارف بما أريد في توجيه مسألتي، فاقض يا قاضي الحاجات حاجتي فإليك المشتكى وأنت المستعان والمرتجى، أفرّ إليك هارباً من الذنوب، فاقبلني، وألتجئ من عدلك إلى مغفرتك، فادركني، وألتاذ بعفوك من بطشك فامنعني، واستروح رحمتك من عقابك، فنجّني، وأطلب القربة منك بالإسلام فقرّبني، ومن الفزع الأكبر فآمنّي، وفي ظل عرشك فظللني، وكفلين من رحمتك فهب لي، ومن الدنيا سالماً فنجني، ومن الظلمات إلى النّّور فأخرجني، ويوم القيامة فبيض وجهي، وحساباً يسيراً فحاسبني، وبسرائري فلا تفضحني، وعلى بلائك فصبّرني، وكما صرفت عن يوسف السوء والفحشاء، فاصرفه عنّي، وما ﻻ طاقة لي به، فلا تحملني، وإلى دار السلام فاهدني، وبالقرآن فانفعني، وبالقول الثابت فثبّتني، ومن الشيطان الرجيم فاحفظني، وبحولك وقوّتك وجبروتك فاعصمني، وبحلمك وعلمك وسعة رحمتك من جهنم فنجّني، وجنّتك الفردوس فاسكنّي، والنظر إلى وجهك فارزقني، وبنبيّك محمدٍ (صلى الله عليه وآله) فألحقني ومن الشياطين وأوليائهم ومن شرّ كل ذي شرٍ فاكفني.
اللهّم وأعدائي ومن كادني بسوء، إن أتوا برّاً فجبّن شجيعهم، فضّ جمعهم، كلّل سلاحهم، عرقب دوابّهم، سلّط عليهم العواصف والقواصف أبداً، حتى تصليهم النّار، أنزلهم من صياصيهم، وأمكنّا من نواصيهم، آمين ربّ العالمين.
اللّهم صلّ على محمد وآل محمد، صلاةً يشهد الأولون مع الأبرار، وسيد المرسلين، وخاتم النبيّين، وقائد الخير، ومفتاح الرحمة.
اللّهم ربّ البيت الحرام، والشهر الحرام، وربّ المشعر الحرام، وربّ الركن والمقام، وربّ الحلّ والحرام، أبلغ روح محمد منّا التحية والسلام، سلام عليك يا رسول الله، سلام عليك يا أمين الله، سلام عليك يا محمد بن عبد الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فهو كما وصفته بالمؤمنين رؤوف رحيم، اللّهم اعطه أفضل ما سألك، وأفضل ما سئلت له، وأفضل ما أنت مسؤول له، إلى يوم القيامة، آمين يا ربّ العالمين.
ولتعقيبات زوجة المرتضى بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
بعد صلاة العشاء
سبحان من تواضع كل شيء لعظمته، سبحان من ذلّ كل شيء لعزته، سبحان من خضع كل شيءٍ لأمره وملكه، سبحان من انقادت له الأمور بأزمتها، الحمد لله الذي ﻻ ينسى من ذكره، الحمد لله الذي ﻻ يخيب من دعاه، الحمد لله الذي من توّكل عليه كفاه، الحمد لله سامك السماء، وساطح الأرض، وحاصر البحار، وناضد الجبال، وبارئ الحيوان، وخالق الشجر، وفاتح ينابيع الأرض، ومدّبر الأمور ومسيّر السحاب، ومجري الريح والماء والنّار، من أغوار الأرض، متصادعات في الهواء، ومُهبط الحرّ والبرد، الذي بنعمته تتم الصالحات، وبشكره تستوجب الزيادات وبأمره قامت السماوات، وبعزّته استقرّت الراسيات وسبّحت الوحوش في الفلوات والطير في الوكنات.
الحمد لله رفيع الدرجات، منزل الآيات، واسع البركات، ساتر العورات، قابل الحسنات، مقيل العثرات، منفّس الكربات، منزل البركات، مجيب الدعوات، محيي الأموات، إله من في الأرض والسموات، الحمد لله على كل حمد، وذكر وشكر وصبر، وصلاة وزكاة وقيام وعبادة، وسعادة وبركة وزيادة، ورحمة ونعمة وكرامة وفريضة، وسرّاء وضرّاء وشدّة ورخاء، ومصيبة وبلاء وعسر ويسر، وغناء وفقر، وعلى كل حال، وفي كل أوان وزمان، وكل مثوى ومنقلب ومقام.
اللّهم إني عائذ بك فأعذني، ومستجير بك فأجرني، ومستعين بك فأعنّي، ومستغيث بك فأغثني وداعيك فأجبني، ومستغفرك فاغفر لي، ومستنصرك فانصرني، ومستهديك فاهدني، ومستكفيك فاكفني، وملتج إليك فآوني، ومتمسك بحبلك فاعصمني، ومتوكل عليك فاكفني، واجعلني في عياذك وجوارك، وحرزك وكنفك وحياطتك وحراستك وكلاءتك، وحرمك وأمنك، وتحت ظلّك، وتحت جناحك، واجعل عليّ جنّةً واقيةً منك، واجعل حفظك وحياطتك وحراستك، وكلاءتك من ورائي وأمامي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي ومن تحتي وحواليّ، حتى ﻻ يصل أحد من المخلوقين إلى مكروهي وأذاي، بحق ﻻ إله إلاّ أنت، المنّان بديع السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام.
اللّهم اكفني حسد الحاسدين، وبغي الباغين، وكيد الكائدين، ومكر الماكرين، وحيلة المحتالين، وغيلة المغتالين، وغيبة المغتابين، وظلم الظالمين، وجور الجائرين، واعتداء المعتدين، وسخط المسخطين، وتشَّحب المتشَّحبين، وصولة الصائلين، واقتسار المقتسرين، وغشم الغاشمين، وخبط الخابطين، وسعاية الساعين، ونمامة النمّامين، وسحر السّحرة، والمردة والشياطين، وجور السلاطين، ومكروه العالمين.
اللّهم إني أسألك باسمك المخزون، الطيب الطاهر، الذي قامت به السماوات والأرض، وأشرقت له الظلم، وسبّحت له الملائكة، ووجلت منه القلوب، وخضعت له الرقاب، وأحييت به الموتى، أن تغفر لي كل ذنبٍ أذنبته، في ظلم الليل وضوء النهار، عمداً أو خطأً سرّاً أو علانيةً، وأن تهب لي يقيناً، وهدياً ونوراً، وعلماً وفهماً، حتى أُقيم كتابك، وأُحل حلالك، وأُحرم حرامك، وأؤدي فرائضك، وأُقيم سنة نبيّك محمد (صلى الله عليه وآله).
اللّهم ألحقني بصالح من مضى، واجعلني من صالح من بقى، واختم لي عملي بأحسنة، إنك غفور رحيم.
اللّهم إذا فنى عمري، وتصرّمت أيام حياتي، وكان لابد لي من لقائك، فأسألك يا لطيف أن توجب لي من الجنّة منزلاً، يغبطني به الأولون والآخرون، اللّهم اقبل مدحتي والتهافي، وارحم ضراعتي وهتافي وإقراري على نفسي واعترافي، فقد أسمعتك صوتي في الداعين، وخشوعي في الضارعين، ومدحتي في القائلين، وتسبيحي في المادحين، وأنت مجيب المضطرين، ومغيث المستغيثين، وغياث الملهوفين، وحرز الهاربين، وصريخ المؤمنين، ومقيل المذنبين، وصلّى الله على البشير النذير، والسراج المنير، وعلى جميع الملائكة والنبيين.
اللّهم داحي المدحوّات، وبارئ المسموكات، وجبّال القلوب على فطرتها، شقيّها وسعيدها، اجعل شرائف صلواتك، ونوامي بركاتك، وكرائم تحياتك، على محمد عبدك ورسولك، وأمينك على وحيك، القائم بحجتك، والذابّ عن حرمك، والصادع بأمرك، والمشيد لآياتك، والموفي لنّذرك، اللّهم فاعطه بكل فضيلة من فضائله، منقبةً من مناقبه، وحالٍ من أحواله، ومنزلة من منازله، رأيت محمداً لك فيها ناصراً، وعلى مكروه بلائك صابراً، ولمن عاداك معادياً، ولمن والاك موالياً، وعن ما كرهت نائياً، وإلى ما أحببت داعياً، فضائل من جزائك وخصائص من عطائك وحبائك تسني بها أمره، وتعلي بها درجته، مع القوّام بقسطك، والذَّابين عن حرمك، حتى ﻻ يبقى سناء ولا بهاء، ولا رحمة ولا كرامة، إلاّ خصصت محمداً بذلك، وآتيته منك الذرى، وبلَّغته المقامات العلى، آمين ربّ العالمين.
اللّهم إني أستودعك ديني ونفسي وجميع نعمتك عليّ، فاجعلني في كنفك، وحفظك وعزّك ومنعك، عزّ جارك، وجلّ ثناؤك، وتقدّست أسماؤك، ولا إله غيرك، حسبي أنت في السرّاء والضرّاء، والشّدة والرخاء ونعم الوكيل، (رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، (رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً * إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً)، (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ).
(رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) (وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الأَبْرارِ (193) رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ)، (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ)، (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا) برحمتك (عَذابَ النَّارِ) وصلّى الله على سيدنا محمدٍ النبيّ وآله الطاهرين، وسلم تسليماً.
ولعبادات أم أبيها روحي فداها بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
ما قبل النوم
خلاصة الأذكار 75: عن الزهراء (صلوات الله عليها) قالت:
دخل عليّ رسول الله، وقد افترشت فراشي للنوم، فقال: يا فاطمة، ﻻ تنامي إلاّ وقد عملت أربعة:
ختمت القرآن، وجعلت الأنبياء شفعاءك، وأرضيت المؤمنين عن نفسك، وحججت واعتمرت، قال هذا، وأخذ في الصلاة، فصبرت حتّى أتّم صلاته.
قلت: يا رسول الله، أمرت بأربعة ﻻ أقدر عليها في هذا الحال.
فتبسّم (صلى الله عليه وآله) وقال: إذا قرأت (قل هو الله أحد) ثلاث مرّات، فكأنّك ختمت القرآن.
وإذا صلّيت عليّ وعلى الأنبياء قبلي، كنّا شفعاءك يوم القيامة.
وإذا استغفرت للمؤمنين رضوا كلّهم عنك، وإذا قلت:
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر، فقد حججت واعتمرت.
إذا جاء وقت الصلاة
كشف الغمّة 1/500:
قالت فاطمة (عليها السّلام) لأسماء بنت عميس حين توضّأت وضوءها للصلاة:
هاتي طيبي الّذي أتطيّب به، وهاتي ثيابي الّتي أُصلّي فيها.
فتوضّأت ثمّ وضعت رأسها، فقالت لها: اجلسي عند رأسي فإذا جاء وقت الصلاة فأقيميني، فإن قمت وإلاّ فأرسلي إلى عليّ (عليه السّلام).
فلمّا جاء وقت الصلاة قالت: الصلاة يا بنت رسول الله، فإذا هي قد قبضت.
صلاة ليلة الأربعاء
بحار الأنوار 90/304: روي عن مولاتنا فاطمة (عليها السّلام)، قالت:
علّمني رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاة ليلة الأربعاء، فقال: من صلّى ستّ ركعات يقرأ في كلّ ركعة الحمد و (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ – إلى قوله – بغير حساب).
فإذا فرغ من صلاته قال: (جزى الله محمداً ما هو أهله)آل عمران: 26 – 27.
غفر الله له كلّ ذنب إلى سبعين سنة، وأعطاه من الثواب مالا يحصى.
ولكلام أم المهدي (عج) روحي فداها بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
من صالح المرأة
مناقب ابن شهر آشوب 3/341:
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) لفاطمة (عليها السّلام): أي شيء خير للمرأة؟ قالت:
أن ﻻ ترى رجلاً ولا يراها رجل، فضمّها إليه وقال: ذريّة بعضها من بعض.
فاطمة (عليها السّلام) أسوة
نوادر الراوندي 13-14: بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه (عليهم السلام)، قال:
قال عليّ (عليه السّلام) استأذن أعمى على فاطمة (عليها السّلام) فحجبته، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لم حجبته وهو ﻻ يراك؟ فقالت (عليها السّلام):
إن لم يكن يراني فأنا أراه، وهو يشمّ الريح.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أشهد أنّك بضعة منّي.
من قربات المرأة
بحار الأنوار 43/92 عن نوادر الراوندي: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليها السّلام) قال:
سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصحابه عن المرأة ماهي؟ قالوا: عورة. قال: فمتى تكون أدنى من ربّها؟ فلم يدروا، فلما سمعت فاطمة (عليها السّلام) ذلك قالت:
أدنى ما تكون من ربّها، أن تلزم قعر بيتها.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن فاطمة بضعة منّي.
البِشر مع النّاس
تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) 354 ح 243: قالت فاطمة (عليها السّلام):
البِشر في وجه المؤمن، يوجب لصاحبه الجنّة، والبِشر في وجه المعاند المعادي يقي صاحبه عذاب النّار.
هبة لي ولإبنيّ
أعلام الورى ص 100: قال أبان: وحدّثني زرارة، قال: قال الباقر (عليه السّلام):
لمّا فرغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) من خيبر عقد لواءً، ثمّ قال: من يقوم فيأخذه بحقّه؟ - وهو يريد أن يبعث به إلى حوائط فدك – فقام الزبير إليه، فقال: أنا، فقال له: أمط عنه، ثمّ قام سعد، فقال: أمط عنه. ثمّ قال: يا عليّ، قم إلىّ فخذه، فأخذه فبعث به إلى فدك، فصالحهم على أن يحقن دماءهم، فكانت حوائط فدك، لرسول الله (صلى الله عليه وآله) خاصّاً خالصاً. فنزل جبرئيل، فقال: إنّ الله عزّ وجل يأمرك أن تؤتي ذوي القربي حقّه. فقال: يا جبرئيل، ومن قراباتي، وما حقّها؟ قال: فاطمة (عليها السلام) فاعطها حوائط فدك، وما لله ولرسوله فيها؛ فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة (عليها السّلام)، وكتب لها كتاباً، جاءت به بعد موت أبيها إلى أبي بكر، وقالت:
هذا كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي ولإبنيّ.
إنّ هذا لفاطمة (عليها السّلام)
المناقب لابن شهر آشوب 1/123:
نزل النبيّ (صلى الله عليه وآله) على فدك يحاربهم... ثمّ فتحوا الباب وخرجوا إلى رسول الله وأسلم من أسلم منهم، فأقرّهم في بيوتهم، وأخذ منهم أخماسهم، فنزل: (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) قال: وما هو؟ قال: أعط فاطمة فدكاً، وهي من ميراثها من أُمّها خديجة، ومن أُختها هند بنت أبي هالة، فحمل إليها النبيّ (صلى الله عليه وآله) ما أخذ منه، وأخبرها بالآية، فقالت:
لست أحدث فيها حدثاً وأنت حيّ، أنت أولى بي من نفسي، ومالي لك.
فقال: أكره أن يجعلوها عليك سبة فيمنعوك إيّاها من بعدي.
فقالت: أنفذ فيها أمرك، فجمع النّاس إلى منزلها، وأخبرهم أنّ هذا المال لفاطمة ففرّقه فيهم، وكان كلّ سنة كذلك ويأخذ منه قوتها، فلمّا دنت وفاته دفعه إليه
ولكلام البتول ابنة الطاهرة بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
لنا الخمس والفيء وفدك
عوالم سيّدة النساء 2/633 عن بحار الأنوار قال:
وروى العلاّمة في (كشكوله) المنسوب إليه: عن المفضّل بن عمر، قال: قال مولاي جعفر الصادق (عليه السّلام): لمّا ولّي أبو بكر بن أبي قحافة، قال له عمر: إنّ النّاس عبيد هذه الدنيا ﻻ يريدون غيرها، فامنع عن عليّ (عليه السّلام) وأهل بيته؛ الخمس والفيء وفدكاً، فإنّ شيعته إذا علموا ذلك تركوا عليّاً وأقبلوا إليك رغبة في الدنيا، وإثاراً ومحاماةً عليها، ففعل أبو بكر ذلك، وصرف عنهم جميع ذلك؛ فلمّا قام أبو بكر بن أبي قحافة نادى مناديه: من كان له عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) دين أو عدة فليأتني حتّى أقضيه، وأنجز لجابر بن عبد الله، ولجرير بن عبد الله البجلي؛ قال عليّ لفاطمة (عليها السّلام): صيري إلى أبي بكر وذكّريه فدكاً؛ فصارت فاطمة (عليها السّلام) إليه وذكرت له فدكاً مع الخمس والفيء؛ فقال: هاتي بيّنة يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)؛ فقالت:
أمّا فدك، فإنّ الله عزّ وجل أنزل على نبيّه قرآناً، يأمر فيه بأن يؤتيني وولدي حقّي، قال الله تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ)، فكنت أنا وولدي، أقرب الخلائق إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنحلني وولدي فدكاً.
فلمّا تلى عليه جبرائيل (عليه السّلام) (وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ)قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما حقّ المسكين وابن السّبيل؟ فأنزل الله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ).
فقسّم الخمس على خمسة أقسام، فقال: (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَللهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِياءِ)، فما لله فهو لرسوله، وما لرسول الله فهو لذي القربى، ونحن ذو القربى، قال الله تعالى: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).
فنظر أبو بكر بن أبي قحافة إلى عمر بن الخطّاب وقال: ما تقول؟
فقال عمر: ومن اليتامى والمساكين وأبناء السّبيل؟
فقالت فاطمة: اليتامى الّذين يأتمّون بالله وبرسوله وبذي القربى، والمساكين الّذين أسكنوا معهم في الدنيا والآخرة، وابن السبيل الّذي يسلك مسلكهم.
قال عمر: إذاً الخمس والفيء كلّه لكم ولمواليكم وأشياعكم.
فقالت فاطمة (عليها السّلام): أمّا فدك فأوجبها الله لي ولولدي، دون موالينا وشيعتنا.
وأمّا الخمس، فقسّمه الله لنا ولموالينا وأشياعنا، كما يقرأ في كتاب الله.
قال عمر: فما لساير المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان؟
قالت فاطمة (عليها السّلام): إن كانوا موالينا ومن أشياعنا فلهم الصدقات، الّتي قسّمها الله وأوجبها في كتابه، فقال عزّ وجل: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ) إلى آخر القصّة.
قال عمر: فدك لك خاصّه، والفيء لكم ولأولياءكم، ما أحسب أصحاب محمّد (صلى الله عليه وآله) يرضون بهذا، قالت فاطمة (عليها السّلام): فإنّ الله عزّ وجل رضي بذلك ورسوله رضي، وبه قسّم على الموالات والمتابعة، ﻻ على المعاداة والمخالفة.
ومن عادانا فقد عادى الله، ومن خالفنا فقد خالف الله، ومن خالف الله، فقد استوجب من الله العذاب الأليم والعقاب الشديد، في الدّنيا والآخرة.
فقال عمر: هاتي بيّنة يا بنت محمد (صلى الله عليه وآله)، على ما تدّعين.
فقالت فاطمة (عليها السّلام): قد صدّقتم جابر بن عبد الله، وجرير بن عبد الله، ولم تسألوهما البيّنة، وبيّنتي في كتاب الله. فقال عمر: إنّ جابراً وجريراً ذاكرا أمراً هيّناً،
وأنت تدّعين أمراً عظيماً، يقع به الردّة من المهاجرين والأنصار.
فقالت (عليها السّلام): إنّ المهاجرين برسول الله وأهل بيت رسول الله، هاجروا إلى دينه، والأنصار بالإيمان بالله وبرسوله، وبذي القربى أحسنوا، فلا هجرة إلاّ إلينا، ولا نصرة إلاّ لنا، ولا اتّباع بإحسان إلاّ بنا، ومن ارتدّ عنّا فإلى الجاهليّة.
فقال لها عمر: دعينا من أباطيلك، وأحضرينا من يشهد لك بما تقولين.
فبعثت إلى عليّ، والحسن والحسين (عليهما السلام) وأُمّ أيمن وأسماء بنت عميس، وكانت تحت أبي بكر بن أبي قحافة، فأقبلوا إلى أبي بكر وشهدوا لها بجميع ما قالت وادّعته.
فقال: أمّا عليّ فزوجها، وأمّا الحسن والحسين ابناها، وأمّا أُمّ أيمن فمولاتها.
وأمّا أسماء بنت عميس، فقد كانت تحت جعفر بن أبي طالب، فهي تشهد لبني هاشم وقد كانت تخدم فاطمة، وكلّ هؤلاء يجرّون إلى أنفسهم.
فقال عليّ (عليه السّلام): أمّا فاطمة، فبضعة من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومن آذاها فقد آذى رسول الله، ومن كذّبها فقد كذّب رسول الله، وأمّا الحسن والحسين فابنا رسول الله وسيّدا شباب أهل الجنّة، ومن كذّبهما فقد كذّب رسول الله، إذ كان أهل الجنّة صادقين، وأمّا أنا فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت منّي وأنا منك، وأنت أخي في الدنيا والآخرة، والرادّ عليك هو الرادّ عليّ، من أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني.
وأمّا أُمّ أيمن فقد شهد لها رسول الله بالجنّة، ودعا لأسماء بنت عميس وذرّيتها.
فقال عمر: أنتم كما وصفتم به أنفسكم، ولكن شهادة الجار إلى نفسه لا تقبل.
فقال عليّ (عليه السّلام): إذا كنّا نحن كما تعرفون ولا تنكرون، وشهادتنا لأنفسنا ﻻ تقبل، وشهادة رسول الله ﻻ تقبل، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، إذا ادّعينا لأنفسنا تسألنا البيّنة.
فما من معين يعين، وقد وثبتم على سلطان الله، وسلطان رسوله، فأخرجتموه من بيته إلى بيت غيره، من غير بيّنة ولا حجّة (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).
ثمّ قال لفاطمة: انصرفي حتّى يحكم الله بيننا، وهو خير الحاكمين.
قال المفضّل: قال مولاي جعفر (عليه السّلام): كلّ ظلامة حدثت في الإسلام أو تحدث، وكلّ دم مسفوك حرام، ومنكر مشهور، وأمر غير محمود، فوزره في أعناقهما، وأعناق من شايعهما أو تابعهما، ورضي بولايتهما إلى يوم القيامة.
ولكلام كوثر العالمين بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمدالتعديل الأخير تم بواسطة عمار ابو الحسين; الساعة 04-07-2005, 03:19 AM.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
سند صحيح على مباني الشيعة بتصحيح المحقق الماحوزي رسول الله ص يشرح عن الإمام الحسين ع
بواسطة وهج الإيمان
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 16-05-2025, 03:07 AM
|
ردود 0
23 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة وهج الإيمان
16-05-2025, 03:07 AM
|
||
بسند صحيح على مباني الشيعة بتصحيح المحقق الماحوزي رسول الله ص يشرح عن الإمام الحسين ع
بواسطة وهج الإيمان
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 16-05-2025, 03:04 AM
|
ردود 0
13 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة وهج الإيمان
16-05-2025, 03:04 AM
|
تعليق