مشكورة اختي ننظر
X
-
سوووووووووووووووووووووووووووري عمري
بس كان عندي امتحانات واليوم عطلة بس ماكملنا اندعولي
وتفضلوا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
الفصل الخامس والعشرين
مر الأسبوع بسرعة ..في خضم المشاوير الكثيرة التي كان يتحتم علي القيام بها .. لم أكن لأشعر بالوقت ..
و أحمد ربي كثيرا أنه قد أنعم علي بابنة خالة رائعة .. وقفت معي .. و إلى جانبي .. في أصعب لحظات عمري .. إلى أن حان موعد الحفلة المرتقبة أخيرا..
بعد أسبوع كامل من المعاناة .. ذكرتني مشاعري فيه بمشاعري أيام المقابلة .. حين التقيت بعصام لأول مرة .. و قد اعتلاني لحظتها مزيج من الخوف .. و القلق و الانبهار .. و بالطبع شيء من السعادة ..
في يوم المقابلة قبل شهرين تقريبا.. كنت لا أستطيع حتى رفع نظري إليه .. و كنت كلما سألني سؤالا .. أطرقت رأسي .. أبحث له عن إجابة قصيرة .. لا تكلفني الكثير من الجهد..
و حينما جاء دوري في الأسئلة .. بحثت له عن أسئلة عويصة .. تكلفه الكثير من الجهد للإجابة عليها..
فأنا كنت فقط أريده أن يتحدث و يتحدث .. لأرقب طريقته في الحديث.. أسلوبه في الطرح و النقاش .. تسلسل أفكاره ..
فهذا هو ما كان بالفعل يهمني في زوج المستقبل ..
و الحمد لله.. فقد ارتحت إليه كثيرا .. ليجيء بعد تلك المقابلة .. دور السهر و التفكير ..
إذ لم أكن أريد أن أتسرع في الارتباط بعصام .. خوفا من أن أندم فيما بعد ..
و كنت أعتبر قرار موافقتي بالارتباط به .. قرارا مصيريا .. أو فلنقل .. مسألة حياة أو موت ..
ما أسرع ما تتجدد الحوادث .. فها أنا في ذات الارتباك .. و ذات المشاعر..
حاولت إقناع عصام بإقامة بروفة للحفلة.. و لكنه تعذر قائلا ..
" بأنه لا داعي لمثل هذه البروفات .. فهي مجرد حفلة.. و ليس فيلم أو مسرحية ! و لا داعي لتهويل الأمور ! "
و لم يكن ليعلم أن حلم أي فتاة .. أن تكون حفلتها رائعتها .. تظل محور حديث الناس لبرهة من الزمن ..
و أخيرا.. حانت اللحظة المرتقبة ..
فها أنا ذا ..عروس بكامل زينتها و أناقتها .. و ثوبها البنفسجي الفاتح.. المزدان بالتطريز و الشك !
أدخل قاعة الحفلة .. يدي تتأبط ساعده .. بنشوة و فرح و سعادة لا نظير لهم .. أمشي معه جنبا إلى جنب .. و خطوة خطوة ..
" أي اشوه خطيبي صار يفهم أخيرا .. و يحليله خطوة خطوة ! "
في حين أن جميع الأنظار كانت قد تركزت علينا.. رقاب الجميع بلا استثناء مشرأبة ناحيتنا ..
كذلك كانت هناك بعض الإضاءات الملونة و المتتابعة و التي كانت لزوم التصوير .. قد تركزت علينا أيضا ..
إحداهن.. أطلقت عصفورين للحب صغيرين أمامنا .. ليحلقا قبل دخولنا مباشرة ..
و قد ارتفعت أنغام موسيقى شاعرية رائعة .. تسبق زفتنا .. قد اختارتها لي صفاء بعناية ..
و في الواقع لأول مرة أشعر أن ذوق صفاء رفيعا.. بل رائعا !
و سرعان ما ارتفع صوت الملاية و هي تدندن
الله يا زين اللي احضرت غطت على كل الحضور..
هلت علينا وأقبلت وماعقب هذا النور نور..
علمنا قول وش فيها زود ..ياناس ماهي من الوجود..
شبها يالله باختصار..ورده ولا كل الورود
..معذوره لو اتكبرت مغروره يابخت الغرور..
كل ما كان في الحفلة رائعا .. بل لكم هو شعور رائع بأن تشعر بأنك ملك الحفلة بلا أي منازع .. و أن هذه الحفلة الضخمة .. و أن حضور هؤلاء المعازيم .. ما هو إلا على شرفك ..
كادت بالفعل أن تكون حفلة أسطورية .. و لم يعكر صفوها أي شيء .. سوى و كما عادة الرجال..
أن عصام لم يحسن إلباسي العقد .. أو بالأحرى ( التركية ) !!
" آآآي .. أذوني .. أذوني يا عصام !! "
" قلت إليك يا عصام خلينا انسوي بروفة .. بس انت اللي ما طعتني !"
و تداركت سلمى الموقف .. و قد هبت لنجدتي .. و إنقاذ أذني من أصابع عصام..
"أووه .. لا بأس لا بأس .. لا داعي لأن تنحرج خطيبي العزيز ..
فهذا ما يحدث لجميع الرجال .. يعجزون عن إدخال تركية في أذن امرأة ! "
ثم جاء الموقف الآخر .. و هو قطع الكيك.. و قد كان يتحتم على عصام إطعامي قطعة من الكيك ..
فما كان منه إلا أن قطع قطعة ضخمة جدا .. يريد مني تناولها .. كلها مرة واحدة !!
" هيي عصام .. أصغر .. ! و إلا ناوي علي أغص و أموت في ليلة خطوبتي"
قطعها عصام إلى النصف.. و لكنها كانت لا تزال كبيرة .. !
فعاود قطعها .. إلى أن أصبح من الممكن تناولها ..
و مع ذلك .. كادت أن تكون الحفلة رائعة .. كنت أعيش فيها أحلى لحظات عمري .. سعادة خيالية .. بل حلم وردي رائع ..
إلا أن وصل إلى سمعي .. صوت إحداهن و هي تصرخ مولولة !! و بأعلى صوتها !! و قد لبست السواد و نشرت شعرها .. و عصبت جبينها !! ثم أخذت تولول صارخة باكية !
وقفت ببطء و أنا أرقب تلك المرأة السوداء .. و التي لم تكن بالطبع سوى ابنة العمة المحترمة !
ثم شرعت في البكاء .. و أنا أهذي ..على المسرح.. و قد أثارت حركتها تلك مشاعري .. و سخطي ..
"ماذا تفعل هذه هنا ..؟!!
ماذا تريد مني ؟!!
لما تصر على تعكير صفو حياتي .. و أحلى أيام عمري .. ! "
احتواني عصام بين ذراعيه .. و قد ضمني بقوة إلى صدره .. يهون الأمر علي ..
و قد وقف جميع من كان في الصالة .. يرقب تصرفات تلك المجنونة و التي كانت لا تزال تصرخ و بشدة .. !!
و الحمد لله أن تلك الكارثة انتهت سريعا .. و قد أخرجت أمي بمساعدة بعض النساء تلك المعتوهة إلى خارج القاعة ..ليستلمها مسئولي الأمن.. و يطردوها نهائيا من النادي .. !!
" يا ألله .. لكم أنا أشفق عليها .. مع أني لا أنكر أني أبغضها .. و أكرهها لما فعلته بي كثيرا ..!!
لكنها تثير شفقتي .. فمسكينة هي.. كانت ضحية لأم مستبدة ..! "
ما أعادني إلى الواقع.. إلا أصابع عصام .. و التي كانت في تلك اللحظة تمر على وجنتي ببطيء شديد..
تمسح عنهما الدموع !!
أووه.. يا خسارة المكياج!! راح تعب الكوافيرة و اتشوه منظري !!
" أوه عصام .. مو قدام الناس.. أستحي أني ! "
قلتها له.. و أنا أنتبه للتو أني كنت بين ذراعيه .. طيلة تلك المدة المنصرمة !!
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
الفصل السادس و العشرون
استيقظت مرهقة تعبة بصداععنيف .. في ظهر اليوم التالي، و قد كان صخب الحفلة وصداها لا يزال يثمل رأسي ،بلكنت لا أزال أشعر بصوت ( الملايّـة ) و كذا الطبول و الدفوف .. و لكأنها لا تزالتعزف و تغني ..
" لكل شيء ثمن في هذه الدنيا .. حتى الفرحة لا تأتي بسهولة ! "
هاتفتني سلمى في العصر، مباركة ً مهنئةً .. و لتخبرني بأنها و جميع أفرادعائلتها فرحون جدا لانضمامي إليهم، كما أنها تعتذر عما بدر من ابنة عمتها البارحة .. ثم أنها أخبرتني كيف أن ابنة عمتها بعد أن طـُردت من الصالة .. هامت على وجههافي الشوارع ..إلى أن أ ُصيبت بانهيار عصبي .. لينقلها فاعل خير إلى المستشفى .. وها هي الآن ترقد في الجناح النفسي !
" يا إلهي !! صحيح أني لا أنكر أني كنتساخطة أشد السخط على ابنة العمة .. إلا أني أبداً لم أكن لأتمنى لها يوما هذهالنهاية المؤلمة .. ! "
في اللحظة التي أقفلت فيها الخط مع سلمى .. كان جرسالباب ينبئني بقدوم صفاء و عائلة خالتي.. ريما و نور كانت أيضا هنا..هل تذكرون نور؟!!
نعم هذه هي .. حبيبة قلبي المفضلة .. أسرعت أختطفها من بين ذراعيوالدتها ، و أنهال عليها لثما و تقبيلا .. لكن ساءني عدم تفاعلها معي.. فهل بتغريبة عنها .. لانشغالي بعض الشيء بعيدا عنها في الفترة الأخيرة !
لكنخالتي أخبرتني حالا أن نور تعاني من الحمى .. و أنها مريضة !
" عسى المرضفيني و لا فيش يا أحلى نور ! "
لكم يؤلمنيمنظر الأطفال المرضى .. أشعربنياط قلبي تتقطع .. و أنا أرى نور بين ذراعي خالتي .. تأبى أن تتحرك .. و قد اختفتالضحكة البريئة من على وجهها .. سحبت صفاء بعد قليل إلى حيث يمكنني محادثتها بعيداعن الضوضاء التي أثارتها ريما المشاغبة .. و التي كانت تصرخ و هي تطالب محمد بإحدىالألعاب الموجودة في غرفته .. أخبرت صفاء كيف أن ابنة عمة عصام قد أ ُصيبت بانهيارعصبي حاد .. و أنها ترقد حاليا في المستشفى النفسي !
" تستاهل ! "
" لا يا صفاء .. أرجوك لا تقولي هكذا .. إنها كانت ضحية لأم مستبدة.. تستحق الشفقة لا اللوم أو العتاب ! "
" أنت دوما هكذا ..طيبة القلب ..! هاألن تخبريني أنك ستزورينها في المستشفى أيضا .. لفتح صفحة جديدة ؟! "
" ولكأنك تقرأين أفكاري يا صفاء .. كيف عرفتي بهذا ؟! "
أطرقت صفاء رأسها .. وقد مطت شفتاها .. و وضعت يدها على وجهها قائلة..
" لأنك هكذا تفكرين دوما ! و ستصحبيني معك بالطبع .. أليس كذلك ؟! "
" طبعا ! "
قلتها و أناشبه واثقة بأن صفاء سيذعن لطلبي بالتأكيد .. و أننا سنكون بعد نصف ساعة على الأكثرفي المستشفى .. نزور ابنة العمة المعتوهة ! عذرا أقصد المريضة نفسيا !
" ولما لا تذهبين مع عصام ؟! "
" عصام لن يأتي اليوم .. فهو معزوم في بيتصديقه.. ثم أنه لن يرضى.. فهو لا يرغب أن يحدث أي احتكاك بيني و بين عمته أو ابنتها ! خوفا من حدوث المزيد من المشاكل ! "
" إذن ستعصين أمر زوجك أيتها العاقلة؟! "
" إنها مهمة انسانية يا صفاء.. ثم أن عصام لن يدري بالأمر ! "
" أها .. أنا سأخبره إذن يا صاحبة الإنسانية ! "
" لا لن تفعلي.. فأنت تعلمين جيدا أنك لا تستطيعي عمل ذلك لي .. لأني ابنة خالتك المقربة .. و التيتحبينها كثيرا كثيرا ! "
" حقا أيتها الماكرة ! هذه أنت دوما تستغلين حبيلك ! حسنا.. سأذهب معك و أمري إلى الله .. و لنرى إلى أين سنصل معك يا صاحبةالإنسانية ! "
أسرعت إليها أضمها و بقوة إلى صدري قائلة لها بشيء من الخبث والدلال ..
" الله يخليج إلي يا أحلى بت خالة في الدنيا كلها.. و لا يحرمنيمنج ! "
بعدها بقليل .. كنا في المستشفى .. نذرع دهاليزه المتعرجة .. إلىأن وقفنا أمام الغرفة المفترض أنها ستكون فيها ..وقفت على باب غرفتها لثوان معدودة .. مترددة في الدخول .. أحمل في يدي باقة ورد بيضاء مفعمة بالأمل و السلام .. اشتريتها لها للتو .. و كلي أمل بتماثلها للشفاء .. و تقبلها وجودي .. لكي نفتح معاصفحة جديدة ..
" هل يا تراها ستتقبل وجودي؟!
هل رؤيتها لي ستساهم فيالتخفيف من حالتها النفسية ؟! أم أنها ستزيدها سوءا؟! "
و لم يطل تردديكثيرا .. فقد أسرعت صفاء بطرق الباب و دفعي إلى الداخل أمامها ! لتنتشلني من حالةالتردد انتشالا !
الغرفة كانت باردة.. استقبلني أثيرٌ بارد لفح وجهي..سرعانما وطأت قدمي أرضية الغرفة !
الجدران كذلك كانت بيضاء ملساء.. مما زادشعوري بالبرد.. أجلت ناظري في الغرفة ليستقر أخيرا على من كانت شبه نائمة على سريربفراش أخضر يتوسط الغرفة .. بدت شاحبة جدا .. و قد نشرت شعرها الفاحم ، ليسترسل علىكتفيها .. في حين أن نظرات عينيها بدت جامدة .. خالية من وميض الحياة !
ارتعدت ابنة العمة حال ما رأتني .. لتنتصب جالسة على السرير.. مسندة رأسهاعلى الجدار .. و قد تكومت على نفسها بأن ضمت رجليها إلى صدرها!
تقدمت شاردةمن نظراتها المتفرسة لأضع باقة الورد على طاولة صغيرة كانت هناك.. ثم اتجهت ناحيتها .. أريد تحيتها ، أو ربما مصافحتها .. أو حتى الحديث معها..في حين أن صفاء كانت لاتزال واقفة ترقب المشهد من بعد و أكاد أجزم أنها في أعماقها كانت ترميني بالجنون .. فما من أمريء عاقل .. يذهب برجليه إلى عدوه.. و الذي يحمل له في أعماقه الحقد والكراهية !
" كيف حالك عزيزتي ؟! "
هكذا بادرتها بالسؤال.. راغبةفي تمزيق الصمت المسيطر على الغرفة ، آملة أن يبعث صوتي شيئا من الدفء و الحياة علىالموقف !
لكنها لم تجبني.. فقط تكومت على نفسها أكثر و أكثر .. و تراجعتزحفا باتجاه الجدار .. و قد زادت من حدة نظراتها المتركزة علي .. و التي جعلتنيبأني أمام أسد.. يتحين الفرصة المناسبة للانقضاض علي !
" جئت مسالمة صدقيني .. فقط لكي أتمنى لك الشفاء العاجل .. و آمل أن نفتح صفحة جديدة.. نكون فيها بمثالالصديقتين ! "
و لكن ما من مجيب أيضا .. فقد بدت أنها قد فقدت قدرتها كلياعلى الكلام أيضا .. في هذه اللحظة بالذات .. و قبل أن أسهب أكثر في التودد إليها .. ارتفع من الخلف صوتا مرعبا مزمجرا..أدرت رأسي باتجاه الصوت .. و أنا في أعماقيأتمتم ..
" لا.. !! ليس باستطاعتي مواجهة الوحوش يا رب ! "
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
الفصل السابع و العشرون
" هييي.. أنت يا خاطفة الرجال ! .. ماذا تفعلين هنا لابنتي ! "
أو لا يكفيك أنك باختطافك عصام منها .. قددمرتيها!! "
" أنا التي دمرتها أم أنت ! "
هكذا وددت لو أصرخ فيوجهها .. إلا أني لم أكن بالطبع لأمتلك الجرأة و خصوصا أن صوتها المرعب .. و صراخهاالمزمجر .. كانا قد أرعباني كثيرا .. لدرجة أني فقط تمنيت لو تنشق الأرض و تبتلعني !
و عندما يعجز اللسان على الرد على أمثالها .. فإن الدموع بلا شك أقوى منأي كلمات.. لتعبر عما في داخلي من خوف، من سخط ، و من ارتباك !
صفاء كانتقد اقتربت مني لتقف إلى جانبي.. مساندة إياي في موقف حرب كهذا ..مع أني لم أكنلأعرف حتى كيف أحارب .. أو أني خططت مسبقا للدخول في العراك معها ! فقد جئت مسالمة .. أحسب ببراءة أنهما سيرحبون بي و بقدومي.. بل و ربما ظننت أنهما ستهرعان إلىمعانقتي لنفتح صفحة جديدة !
لكن ما يحدث الآن هو على النقيض تماما .. فهاهي العمة منتصبة .. و قد أطلقت العنان للسانها لينهال عليّ بالشتائم المتواصلة !
و ها هي الابنة .. لا تكاد تتحرك في شبه غيبوبة.. من شدة الانهيار النفسيالتي كانت و بلا أي شك تعاني منه.. يكفي أنها تملك أما كهذه !
نقلت بصرياتجاه الابنة المسكينة .. لأتأكد من شبه غيبوبتها .. و قد عزمت أن ألقي عليها نظرةالوداع .. قبل أن أحمل نفسي و صفاء خارجا .. و كلي أسف عليها تلك المسكينة .. واحتقار إلى الأم المستبدة .. و شخصيتها المسيطرة !
ثم أني أدرت ظهري.. واتجهت ناحية الباب.. ساحبة معي صفاء.. فلا بقاء لنا هنا .. في مكان تـُراق فيهكرامتنا.. ! و أنا لا أريد أن أنزل من نفسي فأرد على أمثالها و أعطيهم و لو شيئا منقيمة تـُذكر !
إلا أني و قبل أن أخطو خطوة واحدة إلى الخارج.. ضغطت صفاءعلى أصابع يدي بقوة .. و لكأنها تريد مني البقاء قليلا !
أدرت رأسي مرةأخرى إلى داخل الغرفة .. لألمح ابنة العمة و هي تتمالك نفسها لتنهض من على السريرببطء شديد ..
ثم لتتجه كما الأشباح إلى حيث كانت أمها لا تزال ترغي و تزبدبسيل شتائمها المتواصل ..
ثم و في لحظة خاطفة .. رفعت الابنة يدها عاليا.. لتستقر و بقوة غير متوقعة على خد الأم .. و التي وقفت مذهولة لبرهة من الزمن .. غيرمصدقة !
رفعت الأم يدها ببطء شديد.. و هي تتلمس أثر الصفعة على وجنتيها والتي احمرت احمرارا شديدا .. ملفتا للنظر .. و مثيرا للأسى ..
" أو تصفعيني؟! .. تصفعين أمك !! "
رفعت الابنة كلتا يدها مرة أخرى .. لتدفع بهما جسدالأم.. باتجاه الباب .. و هي تصرخ فيها ..
" برررررررررررره !!!!! "
" و تطرديني أيضا ؟! "
كانت الابنة و حتى هذه اللحظة تبدو كماالأشباح.. أو الموتى .. أو ربما (الربوتات) الآلية ..
إلا أني قد بدأت بعدهاألمح على وجهها شيئا من نبض الحياة .. قد عاد إليها على حين غرة !
لميطل الموقف كثيرا.. حتى بدأت الابنة بالبكاء و العويل .. و من خلف عبراتها.. خرجصوتها مرتجفا .. و هو يخاطب الأم المتجبرة ..
" لست أريدك في حياتي .. اخرجي أرجوك ..كنت و لا تزالين أم مسيطرة مستبدة .. منعتني من حريتي و أبسط حقوقيمنذ صغري..تحكمتي فيّ .. و سيطرتي حتى على مشاعري.. فعلقتيني وهماً بعصام .. وأخذتي تمنيني أنه سيكون لي و بلا شك !!
دعيني و لو لمرة أعبر عن مشاعري و سخطيو غضبي .. دعيني أعيش حياتي كما أريدها أنا .. لا كما تريدينها أنت ..دعي عصام وعروسه يعيشان حياتهما .. بل و لتدعي أن يبارك لهما الرب في حياتهما .. و يغلفعليهما بالمحبة و السعادة الأبدية .. اخرجي أرجوك .. برررررررررررررره ! "
لم يكن أمام الأم بالطبع سوى الانسحاب من الموقف .. لتلملم شيئا من كرامتهاو التي أهانتها ابنتها الوحيدة أمامنا..و مع أني بالطبع لا أؤيد موقف الابنةبالتهجم على أمها .. و لكني ألمس لها كل العذر فيما فعلته ..فلتعبر هذه المسكينةعما يدور في خلدها .. و لتطن لها رغباتها و مشاعرها الخاصة بها .. بعيدا كل البعدعن سيطرة والدتها و جبروتها .. اتجهت ابنة العمة اتجاهي .. ثم و من دون سابق إنذارفتحت لي ذراعيها لتحتضنني قائلة ..
" اعتني بعصام جيدا .. فأنا لا أرغب إلابالسعادة له .. "
لم أعرف بماذا أرد عليها .. و ردة فعلها قد أربكتني ..إلاأني همست لها قائلة و أنا أغالب دموعي ..
" لا تخافي .. عصام في عيوني .. ولكن أنت اعتني في نفسك جيدا .. فأنا أنتظرك لتصبحي صديقتي .. "
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
|
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة ibrahim aly awaly
يوم أمس, 09:48 PM
|
||
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
|
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة ibrahim aly awaly
يوم أمس, 07:23 AM
|
تعليق