قصة رائئئئئئعة ولكن هل انتهت القصة عند هذا الحد ام هناك فصول اخرى؟
X
-
شكرا على المرور
_________________________________
الفصل الثامن والعشرون
أنزلتني صفاءعند باب البيت ، و انطلقت بسيارتها باتجاه بيت خطيبها و قد كانت معزومة على عشاءعندهم كما أخبرتني .. دخلت البيت تعتلي وجهي ابتسامة انتصار و فرح ، و كلي أمل بأنأرمي بنفسي سريعا في أحضان والدتي .. لأخبرها بأني قد تخلصت اليوم من عقبة مؤلمةكانت تقف أمام سعادتي مع عصام ..و لم أكن لأتجاوز هذه العقبة إلا لأني قد تمسكتبمبادئي ، و كلي إيمان و ثقة بأن الخير هو دوما أقوى وسيلة لمواجهة الشر .. و أن فيأعماق كل منا يقبع إنسان الخير.. لذا فإني في تعاملي مع الآخرين.. مهما كانوا سيئين .. أعمل جاهدة ، أما بابتسامة مني أو زيارة أو مصالحة .. على إيقاظ هذا السابت فيأعماقهم .. إلا أني فوجئت بوجوه من كانوا في الصالة !
الجميع كانت وجوههمبائسة.. شاحبة .. بنظرات باردة .. بل أنهم لم يردوا حتى السلام علي.. كما هوالمفروض !
"خير يا جماعة ! .. ما بكم !! و لكأن على روؤسكم الطير! ماذاحدث ! "
أطلت علي ّ خالتي من الصالة الأخرى و هي تحمل بين ذراعيها نور ، والتي كانت شبه نائمة ،، و يعتلي وجهها عرق بارد، تجمع ليسيل على جانبي خدها!
"لا أدري يا مرام .. نور محمومة جدا ! و لا تكاد تستيقظ من النوم !
إنها في حالة يرثى لها .. ! المسكنات و الضمادات لم تعطي أية نتيجة ! "
أسرعت أحمل نور من بين يدي خالتي ، و أضمها إلى صدري بقوة !
"نور،، نور ..حبيبتي .. صغيرتي .. جاوبيني ! "
تلمست جبينها لأتحسس درجةحرارتها ! و يا ألله .. فقد تراجعت يدي لا إراديا من شدة وهج حرارتها ..
"يا إلهي .. إنها محمومة ! لا بد من أخذها إلى الطوارئ فورا ! "
أسرعت أديررقم صفاء ، على أمل أنها لم تبتعد بعد كثيرا .. لتعود أدراجها و نأخذ معا نور إلىالمستشفى .. !
لكن يا للكارثة .. فقد نسيت تلفونها المحمول عندي .. مذ أنكنا في السيارة !
أدرت رقم أخي عادل .. لكن هو الآخر .. تلفونه كان مقفلا !
"يا إلهي .. ما العمل .. فزوج خالتي لا يزال في العمل ! ..
"عصام !! "
هكذا قفز اسمه فجأة إلى مخيلتي .. لينصب عليه الأمل في انقاذ نور المسكينة .. من الحمى الشديدة التي آلمت بها !
أدرت رقم عصام فورا دون أدني تردد .. ليجيئني صوته بعد دقيقة واحدة أو أقل ..
"هلا مرام "
"عصام أنقذنا .. يجب أن تأتي حالا.. و بسرعة .. نور ليست بخير .. ستموت! "
ثواني صمت مرتقبل أن ينطق متكاسلا .. و لابد أنه كان فيها يستوعب الأمر ..
"نعم عزيزتي .. و لكن .. "
قاطعته بشيء من العصبية ..
"عصاااااام !!! "
"حسنا .. حسنا عزيزتي .. هدئي من روعك !
دقائق قليلة و أنا عندكم !! "
مضى الوقت بطيئا و أنا أذرع الصالة جيئة و ذهابا .. بانتظار قدوم عصام .. أحمل بين ذراعي نور المحمومة .. و أتمتم تارة بآيات الشفاء .. و تارة أخرى أرقبعقارب الزمن .. و لكأن الوقت يداهمنا !
عشر دقائق كاملة كانت قد مرت.. قبلأن يرتفع أخيرا جرس الباب.. منبئا عن قدوم عصام ..
و لم يكن بالطبع هناك أيداع لأن يدخل عصام.. و نور حبيبتي بين الحياة و الموت .. !
لذا وافيته وبسرعة إلى داخل سيارته .. إلا أني و ما أن ركبت إلى جواره ، حتى بدأ أنفي يتحسسرائحة غريبة !!
و لكأنها رائحة .. رائحة دخان !! ﭽﮕـاير !
و ياإلهي ,, إنها تنبعث و بقوة من ثياب عصام !
"عصام .. هل كنت تدخن ! إنيأشتم رائحة ﭽﮕـاير ؟! "
"لا بالطبع عزيزتي ، لكني كنت في صحبة بعض المدخنيناليوم ! "
حدسي أخبرني بأن الموضوع أكبر من مجرد صحبة بعض المدخنين !
كما يقول لي عصام ، لذا عاجلته بسؤال آخر !
"و أشم رائحة ( معَسّل ) أيضا ً ! "
"حسنا.. لقد جلسنا في مقهى أبو محمد قليلا .. !
ما بكعزيزتي ؟ .. لكن لما هذه النبرة ! "
"يا لهوي !
فزوجي ممن يرتادونالمقاهي الشعبية .. و يصاحبون ثلة من المدخنين .. و يستمتعون بتدخين الشيشة .. !!! "
دارت بي الدنيا و أنا أدرك هذه الحقيقة المرة ,, فلكم كنت سابقا أسخطعلى هؤلاء الشباب .. مرتادي المقاهي .. و أعتبرهم شبابا فارغا !
بل أني كنتحتى أكره سماع كلمة ( الشيشة ) أو ( القهوى ) !
و ها هو زوجي اليوم ، وبأعصاب باردة .. يخبرني و ببساطة أنه منهم !
و أن هناك من تحتل قلبه غيري .. إلا و هي الشيشة اللعينة !!
"لكن هيّين يا عصامووو .. يا أنا .. يا هي !! "
بالطبع أقصد الشيشية بكلمة هي !
و شردت بنظراتي بعيدا عن عصام ..مركزة إياها على نور المسكينة و التي كانت بين ذراعي .. تلهث بشدة .. و قد أخذصدرها يعلو و يهبط.. بصورة ملفتة للنظر ..!!
"نور حبيبتي تماسكي .. دقائقو نصل المستشفى ! "
يا رب.. ارحمها و شافها .. و أبعد عن صغيرتي ، و حبيبةقلبي أي مكروه و سوء
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
الفصل التاسع و العشرون
فيالطوارئ ، كان لابد من ترقيد نور في المستشفى ,, و قد أوصلوا بجسدها الصغير ،العديد من الأسلاك و التي كانت تختص بقياس الضغط و النبض و غيرها !
فقد كانتحالتها و على ما يبدو سيئة جدا !
لذا لم أكن لأتمالك عبراتي .. و أنا أرىالصغيرة في تلك الحالة ما بين الحياة و الموت ..
"دعاؤكم لها أرجوك .. لاتنسوها من صالح دعائكم ! "
لم يكن من السهل على عصام أن يرى دموعي .. و هيتنهال بصدق على وجنتي .. لذا سرعان ما حاول التخفيف عني ..بل أنه تقدم ناحيتي ..
و حاول أن يمسح بأصابعه دمعي .. إلا أن رائحة الدخان المنبعثة منه و بقوة .. جعلتني أعبس ..بل و أشمئز منه ..لذا صرخت في وجهه قائلة ..
"أرجوك .. ابتعد عني .. رائحة الدخان تكاد تخنقني !! "
"عذرا.. أنا بالفعل آسف !! "
في هذه اللحظة .. أطلت علينا الممرضة المناوبة .. لتخبرنا بضرورة وجودأحدهم مع نور .. ليبيت معها في المستشفى الليلة .. !
طالعت عصام بطرفي .. قبل أن أجيب على الممرضة .
"سأبيت أنا معها الليلة !! "
ابتسمتالممرضة قبل أن تغادرنا .. إلى حيث أشغالها المتراكمة .. جاءني صوت عصام بعدهامعاتبا ..
"هكذا قررت المبيت هنا .. دون حتى أخذ إذن مني .. أو استشارتي !! "
"و حتى في مثل هذه الأمور تطلب مني أن أخذ رأيك !!!
هل هذا يعنيأن لك مثلا رأيا آخر ؟!! "
"لا.. و لكن !!! "
قاطعته قائلة ..
"ناولني هاتفك رجاءا .. لأتصل إلى خالتي و أخبرها بأمر نور ! "
"ما بك حادة المزاج اليوم عزيزتي ؟! "
"أنا؟!! أو تسألني يا صاحب المدخنين !! "
"هل كون أصحابي من المدخنين ، جرم أستحق عليه مثل هذه النبرة ؟! "
"نعم .. عندما تجلس معهم ، و تستأنس بصحبتهم .. و تستمتع برفقتهم .. وتتناوبون جميعا على تلك الشيشة ! "
لم يكن عند عصام بالطبع أي رد ليعقب بهعليّ .. لذا قال لي بعد ثوان من الصمت و الهدوء ..
"يبدو أنك مرهقة كثيرااليوم ! "
"لا لست مرهقة .. لا تغير الموضوع .. أما أنا .. و أما هي !! "
"من هي؟"
..تسائل مذهولا ببراءة .. و عيناه قد اتسعتا على الآخر ..
"الشيشة !! "
ارتفعت بعد لحظات ضحكة عصام ساخرة باردة ..
"لا تضحك .. الأمر جدي ..!! و إلا فلننفصل !! "
في هذه اللحظة .. مد عصام يده ليقبض على معصمي .. قائلا ..
"صيري عاقلة يا مرام .. لاتتفوهي بكلمة الانفصال مرة أخرى !! و إلا .. ! "
قاطعته متحدية ..
"و إلا ماذا؟؟!!! ماذا ستفعل يعني !! "
داهمتنا الممرضة على حين غرة .. و قد أطلت بوجهها علينا.. واضعة اصبعها على فمها قائلة ..
"اشششش ،،الهدوء رجاءا .. المرضى نائمون !! "
اعتذر عصام منها بلباقة ..و قد تنبهللتو أن جدالنا بالفعل كان مرتفعا و أننا لا نزال في المستشفى .. لا في البيت !
في حين أني حاولت تحرير معصمي من بين يده .. و التي كان يطبق عليها بقوة ..
"اترك يدي .. فانك تدميني !! "
أفلت عصام يدي .. و التي أصبحتحمراء من شدة الضغط عليها ! لذا سرعان ما بدأت أحاول تهميزها .. عل عروقي فيها تهدأ .. !
طالعني عصام مهددا .. قبل أن يقول ..
"هذا أبسط ما قد يصيبك .. إن تفوهت بكلمة الانفصال مرة أخرى ! "
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
الفصل الثلاثون
ودعني عصام بعدهابهدوء .. و ببرود أعصاب .. و انصرف إلى مشاغله .. في حين أني كنت في أعماقي أحترقكليا مما دار بيننا للتو من جدال !!
و لست أدرك في واقع الأمر لمَ تصرفت مععصام بمثل هذا التصرف.. ، و قد كان بامكاننا أن نحل الأمر وديا بينهم .. و أقنعهبوجهة نظري .. دون أن تعلو نبرة صوتي عليه هكذا .. و أمام الملأ .. !
إلاأني كنت قد صممت أني سأقاطع عصام نهائيا .. و أني سأبرهن له أني من حقي أن أطلبالانفصال متى ما شعرت أنه ليس جديرا بالارتباط بي !
ثم هل يظن هذا العصام .. أنه قد امتلكني نهائيا .. و أنه لا حق لي بالانفصال ! أو حتى بالتعبير عن رأييمتى ما أردت !
و لن أرجع إلى عصام .. إلا إذا فقط ترك الأخرى .. أي الشيشة !
لقد رفضت استقبال أي مكالمة من عنده .. و لم أرغب حتى في مقابلته!
فقطاعتكفت في حجرتي .. و زاملت البكاء ..!!
في هذه الفترة ، و بينما أنا عكيفةو وحدتي .. بين جدران غرفتي !
شعرت و للحظات بشعور وردي تسلل إلي ّ .. شعورحالم ناعس !
كنت أفتقد عصام و بشدة .. صورته كثيرا ما كانت تتجسم أمام عيني .. و ابتسامته تكاد لا تفارقني ..!
حتى صوته و هدوءه، و كذا حنانه .. كانأيضا يتجسم أمامي !!
شعرت بالفعل بحنين جارف إليه ، و تمنيت صادقة لو تعودالمياه إلى مجاريها .. !
لكم أتمنى لو يطل عصام علي الآن في هذه اللحظةبابتسامته الناعمة .. و أم يضمني إلى صدره.. و يغرقني في بحر حنانه .. !!
أحبه ..
هكذا اعترفت إلى نفسي أخيرا ..
بل و لا أقوى على الحياةدونه ..
إلا أني مجددا بدأت اكابر نفسي ..
لن أعود إليه .. حتى يقلع عنالشيشة .. و يعلم أني لست ملكا له .. أو لأي أحد!
و لكن... !!كلا بل قررتالتنازل عن بعض شروطي .. إلا و هي صحبة المدخنين ,, فليس جميع المدخنين سيئون !
فليعد .. فقد اشتقت إليه كثيرا .. مع أن زعلنا هذه المرة لا يزال عمره يوماواحدا فقط .. أربعة و عشرين ساعة !
ماذا لو اختارها هي .!!
ماذا لولم يرجع ؟!!
ماذا لو فقدت عصام إلى الأبد !!
و إذ بالدموع تنساب .. بعنف على وجنتي .. و أنا أستسلم إلى مثل هذه الخواطر المزعجة !!
ارتفع طرقعنيف على باب غرفتي .. منعني من مواصلة البكاء .. لذا كفكفت دمعي .. و أنا أسمحللطارق بالدخول ..كان محمد على الباب .. يلهث بشدة .. و بالكاد كان يتمالك أنفاسه !
استويت جالسة على سريري ، و بسرعة !! و قد ارعني منظر محمد المرعوب !
"ماذا هناك ؟!! انطق !! ماذا حدث !! "
"أمي تريدك تحت و بسرعة !! ثمة أمر ما ! .. إنها تبكي .!"
قفز قلبي بين ضلوعي .. و لكان حدسي فيأعماقي كان يهتف بحدوث أمر جم.. و أن خبرا سيئا في طريقه للوصول إلي ّ نزلت عتباتالدرج قفزا.. لأتجمد أمام هيكل والدتي المنهارة على طرف المقعد.. و كانت سماعةالهاتف لا تزال بين يديها!
و قد أغرورقت عيناها بالدموع.. !
ماأن رأتني أمي أمامها .. حتى وقفت و قد فتحت لي ذراعيها.. لتحتضنني .. و قد عاودتالبكاء ..
"ماما ؟!! .. ماذا هناك؟!!
لما تبكين ؟!! ماذا حدث ؟!! "
"عصام.. قد أ ُصيب في حادث سيارة أليم .. !
و هو في العناية المركزةالآن ! بين الحياة و الموت ! "
سحبت نفسي و بقوة من بين ذراعيها .. متراجعةخطوة واحدة إلى الخلف.. مركزة أنظاري على تعابير وجهها .. في أمل ضعيف أن يكون ماتفوهت به والدتي مجرد دعابة ..
أو أني في حلم مزعج .. أو بالأحرى كابوس مؤلم .. لكني و للأسف الشديد لم أقرأ على وجهها سوى سطور الألم العميق .. و لم أرى سوىالدموع و العبرات .. تغرق محياها .. !!
"لاااا.. مستحيل ..!! "
صرخت .. و قد وضعت يدي على فمي .. محاولة أن أكبت نفسي من الانفجار.. طالعتأمي .. في أمل بائس .. و تمالكت شيئا من القوة لأسألها ..
"و هل سيعيش ؟!! "
"حالته خطرة جدا .. و لكن فلنأمل .. و ندعو الله أن يسترد عصام قواه وعافيته !! "
عبارتها هذه هزتني كليا .. لذا لم أعد أذكر أي شيء .. و قددارت الدنيا أمامي .. و شعرت بأن كل شيء حولي قد صار حالكا أسود ..و فقدت بهذاانتمائي كليا إلى الحياة .. و قد رحت ضحية إغماء مؤقت !
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
|
استجابة 1
11 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة ibrahim aly awaly
يوم أمس, 09:48 PM
|
||
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
|
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة ibrahim aly awaly
يوم أمس, 07:23 AM
|
تعليق