رد على شبهة الشرك في زيارة القبور بسم الله الرحمن الرحيم
رد على شبهة الشرك في زيارة القبور
الشبهة الاولى وهي زيارة و تقبيل قبور الأئمة (عليهم السلام)
يقولون
إنَّ التقبيل للقبور والسجود لها, ما هو إلاّ شرك لأنه سجود لغير الله تعالى؟؟!
الجواب على هذه الشبهة:
أولا: إن إثارة هذه الشبهات ما هو إلاّ دليل على شيء من إثنين:
إمّا جهل مُدقع بالدّين والقرآن والسنّة, أو ما هو إلا محاولة لتمزيق الدين ودعوة للتمرّد على العقل والشريعة.
ثانياً: تقول كتب الزيارة: قبّل العتبة (تأوباً واحتراماً)... بالله عليكم بأي دليل تفسّرون التقبيل بالسجود؟؟!
وبأي دليل ورد نهيٌ عن تقبيل قبور الأنبياء وأوصيائهم وغيرهم من أولياء الله تعالى وتقبيل العتبات المقدسة؟؟ هل ورد بالقرآن؟؟ هل ورد بالحديث؟؟ بأي دليل تعدّون هذا العمل شرك؟؟
والمفارقة العجيبة بأن كل المسلمين السنة يصنعون أكثر من التقبيل والسجود بقبر أبي حنيفة النعمان في بغداد (في محلة الأعظمية) والشيخ عبدالقادر الجيلاني ما لا يصنعه الموالون بقبور أئمتهم (عليهم السلام).
ولكن لا أحد من الشيعة الإمامية يعيبهم على ذلك ولا يشهّر بهم لأننا نعلم بأنهم ما وقعوا على الأرض بنيّة السجود لصاحب القبر, وإنما صدر ذلك منهم لمحبّتهم لصاحب ذلك القبر وهذا أمر بديهي. ولا يوجد عالم موالي لأهل البيت (عليهم السلام) ولا جاهل يسجد لغير الله تعالى وان كلامكم بأن الشيعة يسجدون لأئمتهم كذب وافتراء ومحض علينا! وعلى فرض أن الزائر يجعل جبهته على الأرض أمام القبر, فانه لا يقصد من ذلك سوى إظهار الحب والاحترام لصاحب ذلك القبر ليس إلاّ.
وإنما الأعمال بالنيات, ولو كفر الآخرون كل الساجدين أمام قبر أو إنسان فانهم سيصلون لمأزق كبير لا يستطيعون الخلاص منه.
فأين يذهبون من القران الذي ذكر آيات متعددة حول السجود أمام بشر أو غيره؟؟؟
وإليكم أمثلة:
قال تعالى في (سورة البقرة آية 34) (فسَجدوا إلاّ إبلِيس) ويقصد بهم الملائكة, فعلى رأي الجانب الآخر تكون الملائكة على ظلال وشرك – والعياذ بالله, ويكون إبليس هو المؤمن من بينهم, فما هو جوابهم؟
قال آخر: في (سورة يوسف آية 100) قال تعالى (ورفع أبويه على العرش وخرّوا له سجّداً وقال يا أبَتِ هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقّا) ويقصد بهم إخوة يوسف حينما سجدوا له, ولم يمنعهم يوسف ولا أبوهم يعقوب من ذلك, والله تعالى يخبر بعملهم ويحكيه ولا يقبحه.
وكم من موضوع من القرآن الكريم يخبر الله نبيه عن سجود الملائكة لأدم بأمر منه سبحانه.
الشبهة الثانية وهي: طلب الحوائج من الأموات؟!!
إن أفضل ما يرد على هذه الشبهة عبارة (شر البليّةِ ما يُضحك). وأجيب على هذه الشبهة الباطلة بالآتي:
هذا الكلام لا يجب أن يصدر من المسلمين لماذا؟ لأن هذه الشبهة وهذا الكلام بالضبط ما يدعيه الماديون والطبيعيون لأنهم لا يعتقدون بالحياة الأخرى ولا يعتقدون بالحياة بعد الموت والله تعالى يحكي قولهم في القران الكريم: (إن هي إلاّ حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين) (سورة المؤمنون آية 37).
أما الاعتقاد بالحياة بعد الموت فهو من المسلَّمات والبديهيات في الدين الإسلامي وأن الجسد يبلى ولكن الروح باقية وخاصة حياة الشهداء وهذا ما يصرح به القران (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله). (سورة آل عمران آية 169 و170)
فكما أنهم يفرحون ويُرزقون من الله تعالى فهم يسمعون الكلام ويجيبون, ولكن حجاب المادة على مسامعنا مانع من إحساسنا بكلامهم واستمع جوابهم, وهذا صريح الآية ولايمكن أن ينكر هذا المعنى بأي حال في الأحوال. وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارة جده الحسين (عليه السلام) قوله: (يا أبا عبدالله أشهد انك تشهد مقامي وتسمع كلامي وإنك حي عند ربك تُرزق, فسأل ربك وربي في قضاء حوائجي).
وجاء في الخطبة 86 نهج البلاغة عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) إذ يعرّف فيها أهل البيت (عليهم السلام) ويصفهم ويقول: أيها الناس! خذوها من خاتم النبيين أنه يموت من مات منّا ولي بميت, ويبلى من بلى منّا وليس ببالٍ).
قال ابن الحديد والميثمي والشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية في شرح هذه الكلمات: (إن أهل بيت النبي (صل الله عليه و[آله] سلم) لم يكونوا في الحقيقة أمواتاً كسائر الناس). (نهج البلاغة لإبن الحديد, ج6 ص373 (ط) دار إحياء التراث الإسلامي – بيروت).
ونحن نتكلم معهم كما نتكلم مع من حولنا من الأحياء, فنحن لا نعبد الأموات بل نعبد الله عز وجل الذي يحفظ أجساد الصالحين من البلى ويبقى أرواحهم بعد ارتحالهم من الدنيا.
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واصحابه الطيبين
بسم الله الرحمن الرحيم
رد على شبهة الشرك في زيارة القبور
الشبهة الاولى وهي زيارة و تقبيل قبور الأئمة (عليهم السلام)
يقولون
إنَّ التقبيل للقبور والسجود لها, ما هو إلاّ شرك لأنه سجود لغير الله تعالى؟؟!
الجواب على هذه الشبهة:
أولا: إن إثارة هذه الشبهات ما هو إلاّ دليل على شيء من إثنين:
إمّا جهل مُدقع بالدّين والقرآن والسنّة, أو ما هو إلا محاولة لتمزيق الدين ودعوة للتمرّد على العقل والشريعة.
ثانياً: تقول كتب الزيارة: قبّل العتبة (تأوباً واحتراماً)... بالله عليكم بأي دليل تفسّرون التقبيل بالسجود؟؟!
وبأي دليل ورد نهيٌ عن تقبيل قبور الأنبياء وأوصيائهم وغيرهم من أولياء الله تعالى وتقبيل العتبات المقدسة؟؟ هل ورد بالقرآن؟؟ هل ورد بالحديث؟؟ بأي دليل تعدّون هذا العمل شرك؟؟
والمفارقة العجيبة بأن كل المسلمين السنة يصنعون أكثر من التقبيل والسجود بقبر أبي حنيفة النعمان في بغداد (في محلة الأعظمية) والشيخ عبدالقادر الجيلاني ما لا يصنعه الموالون بقبور أئمتهم (عليهم السلام).
ولكن لا أحد من الشيعة الإمامية يعيبهم على ذلك ولا يشهّر بهم لأننا نعلم بأنهم ما وقعوا على الأرض بنيّة السجود لصاحب القبر, وإنما صدر ذلك منهم لمحبّتهم لصاحب ذلك القبر وهذا أمر بديهي. ولا يوجد عالم موالي لأهل البيت (عليهم السلام) ولا جاهل يسجد لغير الله تعالى وان كلامكم بأن الشيعة يسجدون لأئمتهم كذب وافتراء ومحض علينا! وعلى فرض أن الزائر يجعل جبهته على الأرض أمام القبر, فانه لا يقصد من ذلك سوى إظهار الحب والاحترام لصاحب ذلك القبر ليس إلاّ.
وإنما الأعمال بالنيات, ولو كفر الآخرون كل الساجدين أمام قبر أو إنسان فانهم سيصلون لمأزق كبير لا يستطيعون الخلاص منه.
فأين يذهبون من القران الذي ذكر آيات متعددة حول السجود أمام بشر أو غيره؟؟؟
وإليكم أمثلة:
قال تعالى في (سورة البقرة آية 34) (فسَجدوا إلاّ إبلِيس) ويقصد بهم الملائكة, فعلى رأي الجانب الآخر تكون الملائكة على ظلال وشرك – والعياذ بالله, ويكون إبليس هو المؤمن من بينهم, فما هو جوابهم؟
قال آخر: في (سورة يوسف آية 100) قال تعالى (ورفع أبويه على العرش وخرّوا له سجّداً وقال يا أبَتِ هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقّا) ويقصد بهم إخوة يوسف حينما سجدوا له, ولم يمنعهم يوسف ولا أبوهم يعقوب من ذلك, والله تعالى يخبر بعملهم ويحكيه ولا يقبحه.
وكم من موضوع من القرآن الكريم يخبر الله نبيه عن سجود الملائكة لأدم بأمر منه سبحانه.
الشبهة الثانية وهي: طلب الحوائج من الأموات؟!!
إن أفضل ما يرد على هذه الشبهة عبارة (شر البليّةِ ما يُضحك). وأجيب على هذه الشبهة الباطلة بالآتي:
هذا الكلام لا يجب أن يصدر من المسلمين لماذا؟ لأن هذه الشبهة وهذا الكلام بالضبط ما يدعيه الماديون والطبيعيون لأنهم لا يعتقدون بالحياة الأخرى ولا يعتقدون بالحياة بعد الموت والله تعالى يحكي قولهم في القران الكريم: (إن هي إلاّ حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين) (سورة المؤمنون آية 37).
أما الاعتقاد بالحياة بعد الموت فهو من المسلَّمات والبديهيات في الدين الإسلامي وأن الجسد يبلى ولكن الروح باقية وخاصة حياة الشهداء وهذا ما يصرح به القران (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله). (سورة آل عمران آية 169 و170)
فكما أنهم يفرحون ويُرزقون من الله تعالى فهم يسمعون الكلام ويجيبون, ولكن حجاب المادة على مسامعنا مانع من إحساسنا بكلامهم واستمع جوابهم, وهذا صريح الآية ولايمكن أن ينكر هذا المعنى بأي حال في الأحوال. وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارة جده الحسين (عليه السلام) قوله: (يا أبا عبدالله أشهد انك تشهد مقامي وتسمع كلامي وإنك حي عند ربك تُرزق, فسأل ربك وربي في قضاء حوائجي).
وجاء في الخطبة 86 نهج البلاغة عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) إذ يعرّف فيها أهل البيت (عليهم السلام) ويصفهم ويقول: أيها الناس! خذوها من خاتم النبيين أنه يموت من مات منّا ولي بميت, ويبلى من بلى منّا وليس ببالٍ).
قال ابن الحديد والميثمي والشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية في شرح هذه الكلمات: (إن أهل بيت النبي (صل الله عليه و[آله] سلم) لم يكونوا في الحقيقة أمواتاً كسائر الناس). (نهج البلاغة لإبن الحديد, ج6 ص373 (ط) دار إحياء التراث الإسلامي – بيروت).
ونحن نتكلم معهم كما نتكلم مع من حولنا من الأحياء, فنحن لا نعبد الأموات بل نعبد الله عز وجل الذي يحفظ أجساد الصالحين من البلى ويبقى أرواحهم بعد ارتحالهم من الدنيا.
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واصحابه الطيبين
رد على شبهة الشرك في زيارة القبور
الشبهة الاولى وهي زيارة و تقبيل قبور الأئمة (عليهم السلام)
يقولون
إنَّ التقبيل للقبور والسجود لها, ما هو إلاّ شرك لأنه سجود لغير الله تعالى؟؟!
الجواب على هذه الشبهة:
أولا: إن إثارة هذه الشبهات ما هو إلاّ دليل على شيء من إثنين:
إمّا جهل مُدقع بالدّين والقرآن والسنّة, أو ما هو إلا محاولة لتمزيق الدين ودعوة للتمرّد على العقل والشريعة.
ثانياً: تقول كتب الزيارة: قبّل العتبة (تأوباً واحتراماً)... بالله عليكم بأي دليل تفسّرون التقبيل بالسجود؟؟!
وبأي دليل ورد نهيٌ عن تقبيل قبور الأنبياء وأوصيائهم وغيرهم من أولياء الله تعالى وتقبيل العتبات المقدسة؟؟ هل ورد بالقرآن؟؟ هل ورد بالحديث؟؟ بأي دليل تعدّون هذا العمل شرك؟؟
والمفارقة العجيبة بأن كل المسلمين السنة يصنعون أكثر من التقبيل والسجود بقبر أبي حنيفة النعمان في بغداد (في محلة الأعظمية) والشيخ عبدالقادر الجيلاني ما لا يصنعه الموالون بقبور أئمتهم (عليهم السلام).
ولكن لا أحد من الشيعة الإمامية يعيبهم على ذلك ولا يشهّر بهم لأننا نعلم بأنهم ما وقعوا على الأرض بنيّة السجود لصاحب القبر, وإنما صدر ذلك منهم لمحبّتهم لصاحب ذلك القبر وهذا أمر بديهي. ولا يوجد عالم موالي لأهل البيت (عليهم السلام) ولا جاهل يسجد لغير الله تعالى وان كلامكم بأن الشيعة يسجدون لأئمتهم كذب وافتراء ومحض علينا! وعلى فرض أن الزائر يجعل جبهته على الأرض أمام القبر, فانه لا يقصد من ذلك سوى إظهار الحب والاحترام لصاحب ذلك القبر ليس إلاّ.
وإنما الأعمال بالنيات, ولو كفر الآخرون كل الساجدين أمام قبر أو إنسان فانهم سيصلون لمأزق كبير لا يستطيعون الخلاص منه.
فأين يذهبون من القران الذي ذكر آيات متعددة حول السجود أمام بشر أو غيره؟؟؟
وإليكم أمثلة:
قال تعالى في (سورة البقرة آية 34) (فسَجدوا إلاّ إبلِيس) ويقصد بهم الملائكة, فعلى رأي الجانب الآخر تكون الملائكة على ظلال وشرك – والعياذ بالله, ويكون إبليس هو المؤمن من بينهم, فما هو جوابهم؟
قال آخر: في (سورة يوسف آية 100) قال تعالى (ورفع أبويه على العرش وخرّوا له سجّداً وقال يا أبَتِ هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقّا) ويقصد بهم إخوة يوسف حينما سجدوا له, ولم يمنعهم يوسف ولا أبوهم يعقوب من ذلك, والله تعالى يخبر بعملهم ويحكيه ولا يقبحه.
وكم من موضوع من القرآن الكريم يخبر الله نبيه عن سجود الملائكة لأدم بأمر منه سبحانه.
الشبهة الثانية وهي: طلب الحوائج من الأموات؟!!
إن أفضل ما يرد على هذه الشبهة عبارة (شر البليّةِ ما يُضحك). وأجيب على هذه الشبهة الباطلة بالآتي:
هذا الكلام لا يجب أن يصدر من المسلمين لماذا؟ لأن هذه الشبهة وهذا الكلام بالضبط ما يدعيه الماديون والطبيعيون لأنهم لا يعتقدون بالحياة الأخرى ولا يعتقدون بالحياة بعد الموت والله تعالى يحكي قولهم في القران الكريم: (إن هي إلاّ حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين) (سورة المؤمنون آية 37).
أما الاعتقاد بالحياة بعد الموت فهو من المسلَّمات والبديهيات في الدين الإسلامي وأن الجسد يبلى ولكن الروح باقية وخاصة حياة الشهداء وهذا ما يصرح به القران (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله). (سورة آل عمران آية 169 و170)
فكما أنهم يفرحون ويُرزقون من الله تعالى فهم يسمعون الكلام ويجيبون, ولكن حجاب المادة على مسامعنا مانع من إحساسنا بكلامهم واستمع جوابهم, وهذا صريح الآية ولايمكن أن ينكر هذا المعنى بأي حال في الأحوال. وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارة جده الحسين (عليه السلام) قوله: (يا أبا عبدالله أشهد انك تشهد مقامي وتسمع كلامي وإنك حي عند ربك تُرزق, فسأل ربك وربي في قضاء حوائجي).
وجاء في الخطبة 86 نهج البلاغة عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) إذ يعرّف فيها أهل البيت (عليهم السلام) ويصفهم ويقول: أيها الناس! خذوها من خاتم النبيين أنه يموت من مات منّا ولي بميت, ويبلى من بلى منّا وليس ببالٍ).
قال ابن الحديد والميثمي والشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية في شرح هذه الكلمات: (إن أهل بيت النبي (صل الله عليه و[آله] سلم) لم يكونوا في الحقيقة أمواتاً كسائر الناس). (نهج البلاغة لإبن الحديد, ج6 ص373 (ط) دار إحياء التراث الإسلامي – بيروت).
ونحن نتكلم معهم كما نتكلم مع من حولنا من الأحياء, فنحن لا نعبد الأموات بل نعبد الله عز وجل الذي يحفظ أجساد الصالحين من البلى ويبقى أرواحهم بعد ارتحالهم من الدنيا.
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واصحابه الطيبين
بسم الله الرحمن الرحيم
رد على شبهة الشرك في زيارة القبور
الشبهة الاولى وهي زيارة و تقبيل قبور الأئمة (عليهم السلام)
يقولون
إنَّ التقبيل للقبور والسجود لها, ما هو إلاّ شرك لأنه سجود لغير الله تعالى؟؟!
الجواب على هذه الشبهة:
أولا: إن إثارة هذه الشبهات ما هو إلاّ دليل على شيء من إثنين:
إمّا جهل مُدقع بالدّين والقرآن والسنّة, أو ما هو إلا محاولة لتمزيق الدين ودعوة للتمرّد على العقل والشريعة.
ثانياً: تقول كتب الزيارة: قبّل العتبة (تأوباً واحتراماً)... بالله عليكم بأي دليل تفسّرون التقبيل بالسجود؟؟!
وبأي دليل ورد نهيٌ عن تقبيل قبور الأنبياء وأوصيائهم وغيرهم من أولياء الله تعالى وتقبيل العتبات المقدسة؟؟ هل ورد بالقرآن؟؟ هل ورد بالحديث؟؟ بأي دليل تعدّون هذا العمل شرك؟؟
والمفارقة العجيبة بأن كل المسلمين السنة يصنعون أكثر من التقبيل والسجود بقبر أبي حنيفة النعمان في بغداد (في محلة الأعظمية) والشيخ عبدالقادر الجيلاني ما لا يصنعه الموالون بقبور أئمتهم (عليهم السلام).
ولكن لا أحد من الشيعة الإمامية يعيبهم على ذلك ولا يشهّر بهم لأننا نعلم بأنهم ما وقعوا على الأرض بنيّة السجود لصاحب القبر, وإنما صدر ذلك منهم لمحبّتهم لصاحب ذلك القبر وهذا أمر بديهي. ولا يوجد عالم موالي لأهل البيت (عليهم السلام) ولا جاهل يسجد لغير الله تعالى وان كلامكم بأن الشيعة يسجدون لأئمتهم كذب وافتراء ومحض علينا! وعلى فرض أن الزائر يجعل جبهته على الأرض أمام القبر, فانه لا يقصد من ذلك سوى إظهار الحب والاحترام لصاحب ذلك القبر ليس إلاّ.
وإنما الأعمال بالنيات, ولو كفر الآخرون كل الساجدين أمام قبر أو إنسان فانهم سيصلون لمأزق كبير لا يستطيعون الخلاص منه.
فأين يذهبون من القران الذي ذكر آيات متعددة حول السجود أمام بشر أو غيره؟؟؟
وإليكم أمثلة:
قال تعالى في (سورة البقرة آية 34) (فسَجدوا إلاّ إبلِيس) ويقصد بهم الملائكة, فعلى رأي الجانب الآخر تكون الملائكة على ظلال وشرك – والعياذ بالله, ويكون إبليس هو المؤمن من بينهم, فما هو جوابهم؟
قال آخر: في (سورة يوسف آية 100) قال تعالى (ورفع أبويه على العرش وخرّوا له سجّداً وقال يا أبَتِ هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقّا) ويقصد بهم إخوة يوسف حينما سجدوا له, ولم يمنعهم يوسف ولا أبوهم يعقوب من ذلك, والله تعالى يخبر بعملهم ويحكيه ولا يقبحه.
وكم من موضوع من القرآن الكريم يخبر الله نبيه عن سجود الملائكة لأدم بأمر منه سبحانه.
الشبهة الثانية وهي: طلب الحوائج من الأموات؟!!
إن أفضل ما يرد على هذه الشبهة عبارة (شر البليّةِ ما يُضحك). وأجيب على هذه الشبهة الباطلة بالآتي:
هذا الكلام لا يجب أن يصدر من المسلمين لماذا؟ لأن هذه الشبهة وهذا الكلام بالضبط ما يدعيه الماديون والطبيعيون لأنهم لا يعتقدون بالحياة الأخرى ولا يعتقدون بالحياة بعد الموت والله تعالى يحكي قولهم في القران الكريم: (إن هي إلاّ حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين) (سورة المؤمنون آية 37).
أما الاعتقاد بالحياة بعد الموت فهو من المسلَّمات والبديهيات في الدين الإسلامي وأن الجسد يبلى ولكن الروح باقية وخاصة حياة الشهداء وهذا ما يصرح به القران (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله). (سورة آل عمران آية 169 و170)
فكما أنهم يفرحون ويُرزقون من الله تعالى فهم يسمعون الكلام ويجيبون, ولكن حجاب المادة على مسامعنا مانع من إحساسنا بكلامهم واستمع جوابهم, وهذا صريح الآية ولايمكن أن ينكر هذا المعنى بأي حال في الأحوال. وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارة جده الحسين (عليه السلام) قوله: (يا أبا عبدالله أشهد انك تشهد مقامي وتسمع كلامي وإنك حي عند ربك تُرزق, فسأل ربك وربي في قضاء حوائجي).
وجاء في الخطبة 86 نهج البلاغة عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) إذ يعرّف فيها أهل البيت (عليهم السلام) ويصفهم ويقول: أيها الناس! خذوها من خاتم النبيين أنه يموت من مات منّا ولي بميت, ويبلى من بلى منّا وليس ببالٍ).
قال ابن الحديد والميثمي والشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية في شرح هذه الكلمات: (إن أهل بيت النبي (صل الله عليه و[آله] سلم) لم يكونوا في الحقيقة أمواتاً كسائر الناس). (نهج البلاغة لإبن الحديد, ج6 ص373 (ط) دار إحياء التراث الإسلامي – بيروت).
ونحن نتكلم معهم كما نتكلم مع من حولنا من الأحياء, فنحن لا نعبد الأموات بل نعبد الله عز وجل الذي يحفظ أجساد الصالحين من البلى ويبقى أرواحهم بعد ارتحالهم من الدنيا.
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واصحابه الطيبين
تعليق