فقط و بعد إذن صاحب الموضوع أخي و أستاذي مالك حفظه الله تعالى , أحببت أن أوضح نقطة معينة , و هي , أني و خلال زيارتي للقم المقدسة سألت آية الله العظمى السيدمحمد صادق الروحاني , حول هذا الحديث ( إنا معاشر الانبياء لا نورث , ما تركناه صدقة ) قلت له هذا حديث ينقله أبابكر عن النبي صلى الله عليه و آله , و قد وردت هنالك روايات عن طريق الشيعة تقول قولا مشابه لهذا إذ تقول ( إنا معاشر الأنبياء لانورث درهما و لا دينارا ) ملاحظة إني نقلت الحديث الى سماحته بالمضمون و ليس بالنص , اليس هذا مدعاة للقول بأن ابوبكر قال ما سمعه عن النبي صلى الله عليه و آله , و لكن لا يصح هذا أيضا إذ أن فاطمة الزهرآء سلام الله عليها ,إحتجت على أبوبكر و كذبته و هي معصومة طاهرة مطهرة سلام الله عليها , فما وجه الصحيح لفهم هذا الامر ,
فأجاب سماحته إن الحديث المروي عن طريق الشيعة بالمضمون الذي تفضلت به صحيح , و لكن المشكلة في حديث ابوبكر ليست صدر الحديث بل ذيله , لأن صدر الحديث هو أيضا روي عن طريق الشيعة , و لكن أبوبكر كذب و أتى ببدعة حين ذيل ( ما تركناه صدقة ) لصدر الحديث ( إنا معاشر الانبياء لا نورث درهما ولا دينارا ) فقال أبوبكر كذبا و بهتانا ( إنا معاشر الانبياء لا نورث درهما ولا دينارا ما تركناه صدقة ) و قد أضاف في الحديث ما ليس فيه . إنتهى ما أردنا نقله لكم ما سمعناه سماعا حين سألنا هذا السؤال من سماحته . و كلام سيد الامام الخميني قدس سره ناظر الى هذا المعنى , و الله اعلم .
الأخ لواء الحسين
شكرا لنقلك الكريم
هذا النقل الذي نقلته يوحي بما لا يقبل نقاشا ان تصرف الصديق في فدك تصرف سليم و السيدة فاطمة هي المخطئة حتى لو قبلنا افتراؤكم عليه بالزيادة في الحديث فلا يعني الا ان الأنبياء لا يورثون
الظاهر يا أستاذ دليل الأول
أن جنابك يفهم الحديث على هواه , إذ أن زيادةما تركناه صدقة , تؤدي الى القول أن فدك من أموال المسلمين عامة فبتالي يجب أن يضم إليها , و بالنسبة الى وراثة الانبياء فقد أتت آيات عديدة من القرآن الكريم قائلة بوقوعها و جوازها ,مثل( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ) ( يَرِثُنِي وَيَرِثُمِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ), و في حال أن الحديث الوارد دونزيادة (ما تركناه صدقة) , هو حسب القواعد الحديثية , حديث صحيح , ففي هذه الحالة يجب أن يفهم ا لحديث على ما لا يخالف ظاهر القرآن و العكس غير صحيح , و هذا متفق عليه عند جميع العلمآء , إذ ورد عنا حديث فاعرضوه على القران فما وافقه فهو منا , و ما خالفه فاضربوا به عرض الجدار , و هذا الحديث دون زيادة (ما تركناه صدقة) حديث صحيح كما قلنا حسب القواعد الحديثية , فيجب فهم معناه على ضوء القرآن الكريم , و على ضوءه يستحصل لنا ما معناه , أن الأنبياء معرضون عن درهم و دينار الدنيا , و هذا لا يعني إنهم لا يستطيعون أن يورثوا درهما و لا دينارا , إذ كما اشرنا إن في القرآن الكريم آيات عديدة توضح أن بعض الأنياء ورث من بعض مما يؤدي الى القول بأن وراثة الأنبيآء لا محذور فيه . و إن تفسيرك باطل و متسرع , و لا يستند على مشروعية العقلية و النقلية , و فاطمة الزهرآء أجل و أعظم من أن تخطئ , هل تخطئ سيدة نساء العالمين و تكذبها لتنتصر لكذبة و إفترآء سيدك و ظلمه لها , حقا لا أعرف أي كلمة هي أليق بك و أنت تفعل و تقول و تعتقد مثل هذا ,و تنتهج مثل هذا النهج , إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ .
تعليق