إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الجامع المقنع في الرد على شبهات المخالفين و الوهابية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجامع المقنع في الرد على شبهات المخالفين و الوهابية


    بسم الله الرحمن الرحيم

    أخواني الزملاء وبالأخص الشيعة

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ... وبعد

    لقد قمت بفتح هذه الصفحة في اطار رغبتنا في أن نسهل على المخالفين عملية البحث وكثرة الدخول على المواضيع وتأتي هذه الصفحة

    بعد أن خصصنا صفحة سابقة لفضائح مستر صحابي
    وصفحة أخرى للصحابة المتفق عليهم
    وصفحة أخرى للحوار والحق

    وهنا نجمع الردود القيمة التي ترد على طرح المخالفين وشبهاتهم بشكل علمي وتوضيح الرأي والرد الشيعي الحق فيها
    وهذه الصفحة التي بعنوان

    الجامع المقنع في الرد على شبهات المخالفين و الوهابية

    لذا أتمنى من أخوتي الشيعة المساهمة بفعالية في هذه الصفحة
    وذلك بالتالي

    طرح شبهة المخالفين ( بلون معين )

    الرد عليها (بلون آخر )
    لامانع أن يكون هناك أكثر من رد على الشبهة الواحدة

    هذه الصفحة ملخصة لأجوبة كل المسائل الخلافية وبشكل علمي

    ملاحظة\ هذه الصفحة ليست للحوار والمناظرات لذا من لديه شبهة إضافية من المخالفين أو رد أن يخصص لذلك صفحته الخاصة فهذه الصفحة فقط للردود


    والله الهادي

    أخوكم

    ALI-NO-ONE

  • #2
    آية الغار


    آية الغار
    عن الشيخ المفيد أبي عبداللهمحمد بن محمد النعمان ـرضىاللهعنه ـ قال : رأيت في المنام سنة من السنينكأني قد اجتزت في بعض الطرق فرأيت حلقة دائرة فيها أناس كثيرة ، فقلت : ما هذا؟
    فقالوا : هذه حلقة فيها رجل يعظ.
    قلت : ومن هو ؟
    قالوا : عمر بن الخطاب ،ففرقت الناس ودخلت الحلقة فإذا أنا برجل يتكلم على الناس بشيء لم أحصله فقطعت عليهالكلام. وقلت : أيها الشيخ أخبرني ما وجه الدلالة على فضل صاحبك أبي بكر عتيق بنابي قحافة من قولاللهتعالى : (ثاني اثنيـن إذ همـا فى الغار ) (2).
    فقال : وجه الدلالة على فضل أبي بكر في هذه الاية على ستة مواضع :
    الاول : أناللهتعالى ذكر النبي ـصلّىاللهعليه وآله ـ وذكر أبابكر وجعله ثانيه ، فقال : (ثاني اثنين اذ هما في الغار ).
    والثاني : وصفهما بالاجتماع في مكان واحد لتأليفه بينهما فقال : (اذ هما في الغار ).
    والثالث : أنه اضافه إليه بذكر الصحبة فجمع بينهما بما تقتضي الرتبة فقال : (اذ يقول لصاحبه ).
    والرابع : أنهأخبر عن شفقة النبي ـ صلّىاللهعليه وآله ـ ورفقه بهلموضعه عنده فقال : (لا تحزن ).
    والخامس : أخبر أناللهمعهما على حدسواء ، ناصراً لهما ودافعاً عنهما فقال : (اناللهمعنا).
    والسادس : أنهأخبر عن نزول السكينة على أبي بكر لان رسولاللهـ صلىاللهعليه وآله ـ لم تفارقه سكينته قط ، قال : (فأنزلاللهسكينته عليه ) (3).
    فهذه ستة مواضع تدل على فضل أبي بكر منآية الغار ، حيث لا يمكنك ولا غيرك الطعن فيها.
    فقلت له : خبرتك بكلامك في الاحتجاج لصاحبك عنه وإني بعوناللهسأجعل ما أتيت به كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف.
    اماقولك : إناللهتعالى ذكر النبي ـ صلّىاللهعليه وآله ـ وجعل ابا بكر معه ثانيه ، فهو إخبار عنالعدد ، ولعمري لقد كانا اثنين ، فما في ذلك من الفضل ؟! فنحن نعلم ضرورة أن مؤمناومؤمنا ، أو مؤمنا وكافراً ، اثنان فما أرى لك في ذلك العد طائلاً تعتمده.
    وأما قولك : إنه وصفهما بالاجتماع في المكان ، فإنه كالاول لانالمكان يجمع الكافر والمؤمن كما يجمع العدد المؤمنين والكفار ، وأيضاً : فإن مسجدالنبي ـ صلّىاللهعليه وآله وسلّم ـ أشرف من الغار ،وقد جمع المؤمنين والمنافقين والكفار ، وفي ذلك يقولاللهعز وجل : ( فما للذين كفروا قبلكمهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين) (4) ، وأيضا : فإن سفينة نوحـ عليه السلام ـ قد جمعت النبي ، والشيطان ، والبهيمة ، والكلب ، والمكان لا يدلعلى ما أوجبت من الفضيلة ، فبطل فضلان.
    وأما قولك : إنهأضافه إليه بذكر الصحبة ، فإنه أضعف من الفضلين الاولين لان اسم الصحبة تجمع المؤمنوالكافر ، والدليل على ذلك قوله تعالى : (قال له صاحبه وهويحاوره اكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً ) (5) وأيضا : فإن اسم الصحبة يطلق على العاقل والبهيمة ، والدليل على ذلك من كلام العربالذي نزل بلسانهم ، فقالاللهعـز وجـل : (ومـا أرسلنـا مـن رسـول إلا بلسان قومه) (6) أنهقد سموا الحمار صاحبا فقال الشاعر(7) :
    إن الحمار مع الحمير مطية
    *
    فإذا خلوت به فبئس الصاحب

    وأيضا : قد سمّوا الجماد مع الحي صاحبا ، فقالوا ذلك في السيفوقالوا شعرا :
    زرت هنداً وكان غير اختيان
    *
    ‌ومعي صاحب كتوم اللسان(8)

    يعني : السيف ، فإذاكان اسم الصحبة يقع بين المؤمن والكافر ، وبين العاقل والبهيمة ، وبين الحيوانوالجماد ، فأي حجة لصاحبك فيه ؟!
    وأما قولك : إنه قال : ( لا تحزن) فإنه وبال عليه ومنقصة له ، ودليل على خطئهلان قوله : (لا تحزن ) ، نهي وصورة النهي قول القائل : لا تفعل فلا يخلو أن يكون الحزن قد وقع من أبي بكر طاعة أو معصية ، فإن كان طاعةفالنبي ـ صلّىاللهعليه وآله ـ لا ينهى عن الطاعات بليأمر بها ويدعو إليها ، وإن كانت معصية فقد نهاه النبي عنها ، وقد شهدت الايةبعصيانه بدليل أنه نهاه.
    واما قولك : إنه قال : ( اناللهمعنا ) فإن النبي ـ صلّىاللهعليه وآله ـ قد أخبر أناللهمعه ، وعبر عن نفسه بلفظ الجمع ، كقوله تعالى : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (9) وقدقيل أيضا إن أبا بكر ، قال : يا رسولاللهحزني على عليبن أبي طالب ـ عليه السلام ـ ما كان منه ، فقال له النبي ـ صلّىاللهعليه وآله ـ : ( لا تحزن فإناللهمعنا ) أي معي ومع أخي علي بن أبي طالب ـ عليهالسلام.
    وأما قولك : إن السكينة نزلت على أبي بكر ، فإنهترك للظاهر ، لان الذي نزلت عليه السكينة هو الذي أيّدهاللهبالجنود ، وكذا يشهد ظاهر القرآن في قوله : (فأنزلاللهسكينته عليه وأيده بجنود لمتروها) (10). فإن كان أبو بكر هو صاحب السكينة فهو صاحب الجنود، وفي هذا اخراج للنبي ـ صلىاللهعليه وآله ـ منالنبوة على أن هذا الموضع لو كتمته عن صاحبك كان خيراً ، لاناللهتعالى انزل السكينة على النبي في موضعين كان معه قوممؤمنون فشركهم فيها ، فقال في أحد الموضعين :
    (
    فأنزلاللهسكينته على رسوله وعلىالمؤمنين وألزمهم كلمة التقوى) (11) وقال في الموضع الاخر : (ثم أنزلاللهسكينته على رسولهوعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها ) (12) ولما كان في هذاالموضع خصه وحده بالسكينة ، فقال : ( فانزلاللهسكينته عليه ) فلو كان معه مؤمن لشركه معه فيالسكينة كما شرك من ذكرنا قبل هذا من المؤمنين ، فدل إخراجه من السكينة على خروجهمن الايمان ، فلم يحر جوابا وتفرق الناس واستيقظت من نومي(13).
    ____________
    (1) هو : محمد بن محمد بن النعمان، البغدادي ، يعرف بابن المعلم ، من اعاظم علماء الاماميّة وأكبر شخصية شيعية ظهرتفي القرن الرابع ، انتهت اليه رئاسة متكلمي الشيعة في عصره ، كان كثير التقشفوالتخشّع والاكباب على العلم ، وكان فقيها متقدما فيه ، حَسن الخاطر دقيق الفطنة ،حاضر الجواب ، ونعم ما قاله فيه الخطيب البغدادي : إنه لو أراد ان يبرهن للخصم أنالاسطوانة من ذهب وهي من خشب لاستطاع ، وله قريب من مائتي مصنف ، ولد سنة 338 هـوتوفي سنة 413 هـ‍‍ وكان يوم وفاته يوما لم ير اعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليهوكثرة البكاء من المخالف والموافق وقيل شيعه ثمانون الفاً من الناس وصلّى عليهالشريف المرتضى ، ودفن بجوار الامامين « الكاظم والجواد ـ عليهما السلام ـ » وحكيانه وجد مكتوبا على قبره بخط القائم ـ عليه السلام ـ :
    لا صوت الناعي بفقدك انــه
    *
    ‌يوم على آل الرسول عظيــم
    ان كنت غيبت في جدث الثرى
    *
    ‌فالعدل والتوحيد فيـك مقيــم
    والقائم المهدي يفـرح كلمــا
    *
    تليت عليك من الدروس علـوم

    تجد ترجمته في : اوائل المقالات في المذاهب والمختارات للشيخالمفيد المقدمة ص16 ، سير أعلام النبلاء ج17 ص344 رقم : 213. تاريخ بغداد ج3 ص231 ،الذريعة ج2 ص209 ، ميزان الاعتدال ج4 ص30 ، لسان الميزان ج5 ص 368 ، رجال النجاشيص283 ، الفهرست للشيخ الطوسي ص157.
    (2)
    سورة التوبة : الاية 40.
    (3)
    سورةالتوبة : الاية 27.
    (4)
    سورة المعارج : الاية 37.
    (5)
    سورة الكهف : الاية 35.
    (6)
    سورة ابراهيم : الاية 4.
    (7)
    هو اميه : بن أبي الصلت ، راجع : كنزالفوائد ج2 ص50.
    (8)
    قد ورد في كنز الفوائد ج2 ص50 للكراجكي هكذا :
    زرت هنداً وذاك بعد اجتناب
    *
    ‌ومعي صاحب كتوم اللســان

    (9) سورة الحجر : الاية 9.
    (10) سورة التوبة : الاية 41.
    (11) سورة الفتح : الاية 26.
    (12) سورة التوبة : الاية 27.
    (13) الاحتجاج ج2 ص499 ـ 501 ، كنز الفوائد للكراجي ج2 ص48 ، بحار الانوار ج21 ص327 ح1 ، والكشكول للبحراني ج2 ص5
    .

    تعليق


    • #3
      لماذا سكت الإمام علي ع عن حقه

      سكوت الإمام علي ع

      سأل سائل فقال : إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله عندكم قد نص على أمير المؤمنين سلام الله عليه ، واستخلفه على أمته ، فلم قعد عن حق له ، وقد عول النبي صلى الله عليه وآله عليه فيه ؟ . فان قلتم : فعل ذلك باختياره . نسبتموه إلى التضييع لامر الله وأمر رسوله . وإن قلتم : فعل ذلك مضطرا . نسبتموه إلى الجبن والضعف ، وقد علم الناس منه خلاف ذلك ، لانه صاحب المواقف المشهورة ، والفروسية المذكورة . وبعد ذلك ، فلم أخذ عطاياهم ، ونكح سبيهم ، وصلى خلفهم ، وحكم في مجالسهم ؟ ! وكل ذلك يدل على فساد ما ذهبهتبم إليه في النص
      الجواب : قيل له : اما أخذه العطايا ، إنما أخذ بعض حقه . واما الصلاة خلفهم ، فهو الامام ، من تقدم بين يديه فصلاته فاسدة ، على أن كلا مؤد فريضة . وأما نكاحه من سبيهم ، ففيه جوابان :
      أحدهما : على طريق الممانعة .
      والآخر : على طرية المتابعة .
      فاما الذي على طريق الممانعة ، فان الشيعة تروي أن الحنفية ( هي خوا بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنفية بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل . أم محمد المعروف ب‍ " محمد بن الحنفية) "
      تزوجها من خالها القاسم بن مسلم الحنفي ، واستدلوا على ذلك ، بأن عمر ابن الخطاب لما رد من كان أبو بكر سباه ، لم يرد الحنفية ، ولو كانت من السبي لردها
      وأما الذي على طريق المتابعة : فهو انا إذا سلمنا لكم أنه نكح من سبيهم ، لم يكن لكم فيه ما أردتم ، لان الذين سباهم أبو بكر كانوا قادحين في نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومن قدح في نبوته كفر ، ونكاحهم حلال لكل أحد ، ولو سباهم يزيد .
      وإنما كان يسوغ لكم ما ذكرتموه لو كان الذي سباهم قادحين في إمامته ، فنكح أمير المؤمنين سلام الله عليه من سبيهم ، لكن الامر خلاف ذلك . وأما حكمه ( 2 ) في مجالسهم ، فانه لو قدر الا يدعهم يحكمون حكما واحدا لفعل ، إذ الحكم له وإليه دونهم
      ****
      المقصود بطريق الممانعة والمتابعة\
      طريق الممانعة : أي يدفع دعوى السائل أن الامام عليه السلام نكح السبي على أساس ملك اليمين ، بل يمكن دعوى انه عليه السلام نكح السبي على أساس عقد الزواج . فلا طريق للساك إلى إثبات دعواه تلك !
      طريق المتابعة : أي مع الموافقة على فرض السائل أنه عليه السلام نكح السبي على أساس ملك اليمين ، والاجابة عن ذلك

      تعليق


      • #4
        لماذا سكت الإمام علي ع عن حقه 2

        سكوت الإمام علي ع 2

        وسأل آخر \ أخبرونا عن أسلافكم في النص على أمير المؤمنين عليه السلام أكثير أم قليل ؟ فإن قلتم : قليل ، قيل لكم : فلا تنكرون أن يتواطؤوا على الكذب لان إفتعال الكذب يجوز على القليل . وإن قلتم كثير ، قيل لكم : فما بال أمير المؤمنين سلام الله عليه لم يقاتل بهم أعداءه ، لاسيما وأنتم تدعون أنه لو أصاب أعوانا لقاتل !
        الجواب وبالله الثقة :
        أسلافنا - بحمد الله - في النص كثير لا يجوز عليهم إفتعال الكذب ، لكن ليس كل من يصلح لنقل الخبر يصلح للجهاد ، لانه قد يصلح لنقل الخبر الشيخ الكبير ، الثقة ، الامين ، ولا يصلح ذلك لضرب السيف .
        وأيضا فليست الحروب الدينية موقوفة على كثرة الرجال ، وإنما هي موقوفة على المصلحة ، ألا ترى أن رسول الله صلى الله عليه واله جاهد وهو في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ( 1 ) ، وقعد عن الجهاد يوم الحديبية وهو في ثلاثة ألاف وستمائة رجل - أقل أو أكثر- . فعلمت أن الحروب الدينية الشرعية موقوفة على المصلحة لاعلى العدد .
        قال السائل : فأرنا وجه المصلحة في قعوده عن أخذ حقه لنعلم بذلك صحة ما ذكرتموه ؟
        قيل له : أول ما في هذا أنه لا يلزمنا ما ذكرت ، لانه الامام المعصوم من الخطا والزلل ، لا اعتراض عليه في قعود وقيامه ، بل يعلم - في الجملة - أن قعوده لمصلحة في الدين والدنيا ثم تبين بعد ذلك بعض وجوه المصلحة ، فيكون بعض ذلك أنه علم أن في المخالفين من يرجع عن الباطل إلى الحق بعد مدة ويستبصر ، فكان ترك قتله مصلحة .
        ومنه أنه علم أن في ظهورهم مؤمنين لا يجوز قتلهم واجتياحهم ، فكان ترك قتلهم مصلحة . ومنه شفقة منه على شيعته وولده أن يصطلموا فينقطع نظام الامامة . و هذا كلام معروف يعرفه أهل العدل والمتكلمون ، وهو من أصول الدين ،
        ألا ترى أنا إذا سئلنا عن تغريق قوم نوح عليه السلام وهلاك قوم صالح لاجل ناقته ، وبقاء قاتل الحسين عليه السلام ، والحسين عند الله أعظم من ناقة صالح ، لم يكن الجواب إلا ما ذكرناه من المصلحة ، وما علمه الله من بقاء من بقاه . فلم يأت بشئ لذلك
        فان قيل : لو كان النص عليه صحيحا على ما ادعيتوه : وجب ان يحتج به وينكر على من يدفعه عن ذلك بيده ولسانه ولما جاز منه ان يصلي معهم ولا أن ينكح سبيهم ولا ان يأخذ من فيئهم ولا أن يجاهد معهم . وفي فعله عليه السلام ذلك كله دليل على بطلان ما تدعونه
        قيل له : الذى منع أمير المؤمنين عليه السلام من الاحتجاج بالنص عليه ما ظهر له بالامارات اللائحة من اقدام القوم على الامر واطراح العهد فيه وعزمهم على الاستبداد به مع البدار منهم إليه والانتهاز له وأيسه ذلك عن الانتفاع
        بالحجة ، وربما ادى ذلك الى دعواههم النسخ لوقوع النص عليه فتكون البلية بذلك اعظم ، وان ينكروا وقوع النص جملة ويكذبوه فى دعواه فيكون البلاء به أشد .
        واما ترك النكير عليهم باليد فهو انه لم يجد ناصرا ولا معينا على ذلك ، ولو تولاه بنفسه وحامته لربما ادى ذلك الى قتله أو قتل اهله واحبته فلاجل ذلك عدل عن النكير .
        وقد بين ذلك عليه السلام فى قوله : ( اما والله لو وجدت اعوانا لقاتلتهم ) وقوله ايضا بعد بيعة الناس له حين توجه الى البصرة : ( اما والله لولا حضور الناصر ولزوم الحجة وما أخذ الله على اوليائه الا يقروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لالفيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس اولها ولالفيتم دنياكم عندي اهون من عفطة غنز ) .
        فبين عليه السلام انه انما قاتل من قاتل لوجود النصار وعدل عن قتال من عدل عن قتالهم لعدمهم . وايضا فلو قاتلهم لربما ادى ذلك الى بوار الاسلام والى ارتداد الناس إذ كثر وقد ذكر ذلك في قوله : ( اما والله لولا قرب عهد الناس بالكفر لجاهدتهم ) .
        فاما الانكار باللسان فقد انكر عليه السلام في مقام بعد مقام ، ألا ترى إلى قوله عليه السلام : ( لم ازل مظلوما منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ، ) ،
        وقوله : ( اللهم إني استعديك على قريش فانهم منعوني حقى وغصبوني ارثى ) ،
        وفي رواية اخرى : ( اللهم انى استعديك على قريش فانهم ظلموني في ) الحجر والمدر . . . ) ،
        قوله في خطبته المعروفة : ( اما والله لقد تقمصها ابن ابى قحافة وانه ليعلم ان محلى منها محل القطب من الرحى ينحدر عنى السيل ولا يرقى الى الطير . . . ) إلى آخر الخطبة ، صريح بالانكار والتظلم من الحق .
        فاما ما ذكره السائل من صلاته معهم فانه عليه السلام انما كان يصلى معهم لاعلى طريق الاقتداء بهم بل كان يصلى لنفسه وانما كان يركع بركوع ويكبر بتكبيرهم ، وليس ذلك بديل الاقتداء عند احد من الفقهاء .
        فاما الجهاد معهم فانه لم ير واحد انه عليه السلام جاهد معهم ولا سار تحت لوائهم ، واكثر ماروى في ذلك دفاعه عن حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وعن نفسه ، وذلك واجب عليه وعلى كل احد أن يدفع عن نفسه وعن أهله وإن لم يكن هناك
        احد يقتدى به . فاما أخذه من فيئهم فان ماكان يأخذ بعض حقه ، ولمن له حق ، له أن يتوصل إلى اخذه بجميع انواع التوصل ولم يكن يأخذ من اموالهم هم .
        وأما نكاحه لسبيهم فقد اختلف في ذلك - فمنهم من قال : ان النبي عليه السلام وهب له الحنفية وانما استحل فرجها بقوله عليه السلام . وقيل ايضا : إنها أسلمت وتزوجها امير المؤمين عليه السلام . وقيل ايضا : إنه اشتراها فاعتقادهم تزوجها .
        وكل ذلك ممكن جائز ، على أن عندنا يجوز وطء سبي اهل الضلال إذا كان المسبي مستحقا لذلك - ، وهذا يسقط اصل السؤال .
        فان قيل : لو كان عليه السلام منصوصا عليه لما جاز منه الدخول في الشورى ، ولا الرضا بذلك ، لان ذلك خطأ على مذهبكم؟
        قيل له : انما دخل عليه السلام في الشورى لامور :
        منها انه دخلها ليتمكن من ايراد النص عليه والاحتجاج بفضائله وسوابقه ، وما يدل على انه احق بالامر وأولى ، وقد علمنا انه لو لم يدخلها لم يجز منه أن يبتدئ بالاحتجاج ، وليس هناك مقام احتجاج وبحث فجعل عليه السلام الدخول فيها ذريعة الى
        التنبيه على الحق بحسب الامكان ، على ما وردت به الرواية ، فانها وردت بأنه عليه السلام عدد في ذلك اليوم جميع فضائله ومناقبه أو اكثرها .

        ومنها ان السبب في دخوله عليه السلام كان للتقية والاستصلاح لانه عليه السلام لما دعى الدخول في الشورى اشفق من ان يمتنع فينسب منه الامتناع الى المظاهرة والمكاشفة ، والى أن تأخره عن الدخول انما كان لا عتقاده انه صاحب الامر دون من ضم إليه فحمله على الدخول ما حمله في الابتداء على اظهار الرضا والتسليم .

        فان قيل : لو كان عليه السلام منصوصا عليه السلام زائدا على ما تدعون لوجب أن يكون من دفعه عن مقامه مرتدا كافرا ، وفى ذلك ، اكفار الامة باجمعها ، وذلك خروج عن الاسلام :

        قيل له : الذى نقوله في ذلك : إن الناس لم يكونوا بأسرهم دافعين للنص وعاملين بخلافه مع علمهم الضرورى به ، وانما بادر قوم من الانصار - لما قبض الرسول عليه السلام - إلى طلب الامامة واختلفت كلمة رؤسائهم واتصلت حالهم بجماعة من
        المهاجرين فقصدوا السقيفة عاملين على ازالة الامر من مستحقه والاستبداد به ، وكان الداعى لهم إلى ذلك والحامل لهم عليه رغبتهم في عاجل الرياسة والتمكن من الحل والعقد ، وانضاف إلى هذا الداعي ما كان في نفس جماعة منهم من الحسد
        لامير المؤمنين عليه السلام والعداوة له لقتل من قتل من أقاربهم ولتقدمه واختصاصه بالفضائل الباهرة والمناقب الظاهرة التي لم يخل من اختص ببعفها من حسد وغبطة وقصد بعداوة وآنسهم بتمام ما حاولوه بعض الانس بتشاغل بنى هاشم وعكوفهم على تجهيز النبي عليه السلام فحضروا السقيفة ونازعوا في الامر وقووا على الامر وجرى ما هو مذكور فلما رأى الناس فعلهم - وهم وجوه الصحابة ومن يحسن الظن بمثله وتدخل الشبهة بفعله - توهم اكثرهم انهم لم يتلبسوا بالامر ولا اقدموا فيه على ما أقدموا عليه الالعذر يسوغ لهم ويجوزه ، فدخلت عليه الشبهة واستحكمت في نفوسهم ، ولم يمعنوا
        النظر في حلها فمالوا ميلهم وسلموا لهم ، وبقي العارفون بالحق والثابتون عليه غير متمكنين من اظهار ما في نفوسهم فتكلم بعضهم ووقع منهم من النزاع ما قد اتت به الرواية ، ثم عاد عند الضرورة إلى الكف والامساك واظهار التسليم مع إبطان
        الاعتقاد للحق ولم يكن في وسع هؤلاء الانقل ما علموه وسمعوه من النص إلى اخلافهم ومن يأمنونه على نفوسهم فنقلوه وتواتروا الخبربه عنهم .

        على ان الله تعالى قد اخبر عن امة موسى عليه السلام أنها قد ارتدت بعد مفارقة موسى اياها الى ميقات ربه وعبدوا العجل واتبعوا السامري وهم قد شاهدوا المعجزات مثل فلق البحر وقلب العصا حية واليد البيضاء وغير ذلك من المعجزات ، وفارقهم موسى اياما معلومة ، والنبى عليه السلام خرج من الدنيا بالموت فإذا كان كل ذلك جايزا عليهم فعلى امتنا اجوز وأجوز .

        على ان الله تعالى قد حكى في هذه الامة واخبر انها ترتد ، قال الله تعالى : " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم " .

        وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لو ان احدهم دخل جحر ضب لدخلتموه ! قالوا : فاليهود والنصارى يا رسول الله ؟ قال : فمن اذن ؟ ! ) .

        وقال عليه السلام : ( - ستفترق امتي ثلاثة وسبعين فرقة ، واحدة منها ناجية وثنتات وسبعون في النار ) . وهذا كله يدل على جواز الخطأ عليهم بل على وقوعه فأين التعجب من ذلك ؟ .

        فان قيل : كيف يكون منهم ما ذكرتموه من الضلال وقد اخبر الله تعالى انه رضى عنهم ، وأعد لهم جنات في قوله : " السابقون الاولون من المهاجرين والانصار ، والذين اتبعوهم باحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجرى تحتها الانهار "
        وقال : " لقد رضى الله عن المؤمنين اديبا يعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم " وذلك مانع من وقوع الضلال الموجب لدخول النار .

        قيل له : اما قوله : " والسابقون الاولون . . . ) فانما ذكر فيها الاولون منهم ، ومن ذكرناه ممن دفع النص لم يكن من السابقين الاولين لانهم امير المؤمنين عليه السلام وجعفر بن ابي طالب وحمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة وخباب بن الارث ، وغيرهم ممن دفع النص كان اسلامه متأخرا عن اسلام هؤلاء .

        على ان من ذكروه لو ثبت له السبق فانما يثبت له السبق إلى الاسلام في الظاهر والباطن لا يعلمه الا الله ، وليس كل من اظهر السبق إلى الاسلام كان سبقه على وجه يستحق به الثواب ، والله تعالى انما عنى من يكون سبقه مرضيا على الظاهر والباطن ، فمن أين لهم ان من ذكروه كان سبقه على وجه يستحق به الثواب .
        على انهم لو كانوا هم المعنيين بالآية لم يمنع ذلك من وقوع الخطأ منهم ولا واجب لهم العصمة لان الرضى المذكور في الاية وما اعد الله من النعيم انما يكون مشروطا بالاقامة على ذلك والموافاة به ، وذلك يجرى مجرى قوله " وعد الله المؤمنين
        والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الانهار " ولا احد يقول ان ذلك يوجب لهم العصة ولا يؤمن وقوع الخطأ منهم بل ذلك مشروط بما ذكرناه وكذلك حكم الآية .
        وايضا فانه لا يجوز ان يكون هذا الوعد غير مشروط وان يكون على الاطلاق الا لمن علم عصمته ولايجوز عليه شئ من الخطأ ، لانه لو عنى من يجوز عليه الخطأ بالاطلاق ، على كل وجه كان ذلك اغراء له بالقبيح ذلك فاسد بالاجماع ، وليس احد يدعى للمذكورين العصمة فبطل ، ان يكونوا معنيين بالآية على الاطلاق .
        واما قوله تعالى : ( لقد رضى الله عن المؤمنين . . . ) فالظاهر يدل على تعليق الرضى بالمؤمنين ، والمؤمن هو المستحق للثواب وألا يكون مستحقا لشئ من العقاب فمن اين لهم ان القوم بهذه الصفة ؟ فان دون ذلك خرط القتاد .
        على انه تعالى قد بين ان المعنى بالآية من كان باطنه مثل ظاهره بقوله : " فعلم مافى قلوبهم فانزل السكينة عليهم . . . " ثم قال : " وأثابهم فتحا قريبا " . فبين ان الذى انزل السكينة على هو الذى يكون الفتح على يديه ، ولا خلاف ان اول حرب
        كانت بعد بيعة الرضوان خيبر ، وكان الفتح فيها على يدى امير المؤمنين عليه السلام بعد انهزام من انهزم من القوم فيجب ان يكون هو المعني بالآية .
        على ان ما قدمناه في الآية الاولى من انها ينبغى ان تكون مشروطة وان لا تكون مطلقة ، يمكن اعتماده هاهنا ، وكذلك ما قلناه من ان الآية لو كانت مطلقة كان ذلك اغراء بالقبيح موجود في هذه الآية .
        ثم يقال لهم : قد رأينا من جملة السابقين ومن جملة المبايعين تحت الشجرة من وقع منهم الخطأ ، الا ترى أن طلحة والزبير كانا من جملة السابقين ومن جملة المبايعين تحت الشجرة وقد نكثا بيعة امير المؤمنين عليه السلام وقاتلاه وسفكا دماء شيعته ،
        وتغلبا على اموال المسلمين ، وكذلك فعلت عائشة ، وهذا سعد بن ابى وقاص من جملة السابقين والمبايعين تحت الشجرة وقد تأخر عن بيعة امير المؤمنين عليه السلام ، وكذلك محمد بن مسلمة ، وما كان ايضا من سعد بن عبادة وطلبة الامر خطأ ، بلا خلاف
        ************************************************** *
        وأضيف أنه لا يجب على الإمام علي ع الدعوة إلى نفسه بعد أن دعا الرسول محمد -صلى الله عليه وآله- الناس إلى مبايعته ع ، وإلا لجاز لنبي الله آدم أن يدعوا ابليس إلى السجود له بعد أن دعاه الله جل جلاله إلى السجود إلى آدم عليه السلام !!!

        تعليق


        • #5
          لا احب ان اقاطعك ولكن اظن انه فكره رائعه ارجو الاهتمام به والتثبيت
          بارك الله فيك و تحياتي لك

          تعليق


          • #6
            كلمة الله في المشاركة الثانية سقطت نتيجة خلل في الارسال

            تعليق


            • #7
              مواقع مفيدة

              نرجو زيارة هذين الموقعين للفائدة

              http://www.alqatrah.org/ejabat-index.htm

              http://www.aqaed.com/ejabe/

              تعليق


              • #8
                آية التطهير 1

                كيف نثبت عصمة ائمة أهل البيت (عليهم السلام) من خلال آية التطهير مع العلم أنها نزلت بأصحاب الكساء الخمسة ولم تشمل باقي الأئمة (عليهم السلام) ؟
                أولاً: يمكن بيان قاعدة اصولية يذكرها علماء الأصول في كتبهم وهي: ان المورد لا يخصص الوارد, أو أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب, بمعنى أن المورد الذي تنزل فيه آية ما فيها أحكام معينة لا يمنعها ـ أي المورد ـ عن العموم أو الشمول لما يمكن أن يدخل تحت عنوانها العام وان لم يكن حاضراً ساعة نزول النص, وإلا لاقتصرت الاحكام الشرعية الواردة في الشريعة على خصوص المخاطبين لها وهذا مما لا يمكن المصير إليه.
                ثانيا: نقول: ان عنوان (أهل البيت) شامل حسب ادلة خارجية متظافرة لباقي الائمة الاثني عشر الوارد عددهم في الحديث المشهور عن النبي (ص): (لا يزال هذا الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم أثنا عشر خليفة كلهم من قريش) (صحيح مسلم 6/4).
                ومن تلك الأحاديث, حديث الثقلين المتواتر المشهور, حيث نجد أن النبي (ص) يذكر بشكل واضح ان التلازم بين القرآن والعترة (أهل البيت) متواصل الى يوم القيامة, الامر الذي يعني وجود أئمة غير الخمسة أصحاب الكساء هم من أهل البيت, وداخلون في عنوان أهل البيت المشار إليه في آية التطهير, فقد قال النبي (ص) في حديث الثقلين (إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر, كتاب الله وعترتي, فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) (مستدرك الصحيحين 3/109), وايضا قال النبي (ص): (من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي, ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال علياً من بعدي, وليوال وليه, وليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي, خلقوا من طينتي, رزقوا فهمي وعلمي, فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي, القاطعين فيهم صلتي, لا أنالهم الله شفاعتي), (كنز العمال 6/155)... وأيضاً ورد عن النبي (ص) انه قال: (في كل خلف من أمتي عدول من اهل بيتي, ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين, وانتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين, الا وان ائمتكم وفدكم الى الله, فانظروا من تفدون) (ذخائرالعقبى ص27).
                ثالثا: على أنا لا نحتاج في تشخيص بقية المعصومين إلى أكثر من معصوم واحد يكون لنا المرجع في تعيين غيره, لان عصمته تعين تنزهه عن المناحي العاطفية, أو الخطأ في التطبيق كما هو واضح, ويكفينا من آية التطهير اثبات عصمة الخمسة الذين ضمّهم كساء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالفعل, وهم بدورهم يعينون لنا المعصومين من بعضهم, وهذا ما حدث بالفعل فقد جاءت مئات النصوص عن المعصومين بعضهم عن بعض في تعيين الإمام السابق للإمام اللاحق من بعده, فهنالك احاديث نبوية ذكرها علماء العامة في كتبهم كينابيع المودة, وتذكرة الخواص بالاضافة الى المجاميع الحديثيه عند الشيعة الاماميه التي ذكرت هذا الأمر بكل وضوح, وعلى سبيل المثال يمكن مراجعة كتاب (الإرشاد) للشيخ المفيد و(أعلام الورى) للطبرسي لتطلع على جملة من هذه الأحاديث.

                تعليق


                • #9
                  آية التطهير 2

                  السؤال\ جاء في كتاب الكافي المجلد الاول صفحه 287 باب (ما نص الله عز وجل ورسوله على الأئمة عليهم السلام واحدا فواحد) الحديث رقم واحد (صحيح الاسناد):
                  عن علي بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن أبي بصير: قال، إن الامام الصادق (ع) (بعدما نَقَلَ حديث الثقلين عن الرسول الاكرم (ص) قال: فلو سكت رسول الله (ص) فلم يبيّن من اهل بيته لادعاها آل فلان وآل فلان ولكن الله عزوجل أنزله في كتابه تصديقاً لنبيه (ص) (( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا )) فان علي والحسن والحسين وفاطمة (ع) فأدخلهم رسول الله (ص) تحت الكساء في بيت ام سلمة ثم قال: اللهم إن لكل نبي أهلاً وثقلاً وهؤلاء أهل بيتي وثقلي، فقالت: أم سلمة ألست من اهلك? فقال: إنك الى خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي.
                  1- ماذا يقصد الامام الصادق (ع) بقوله: (لكن الله عزوجل أنزله في كتابه تصديقاً لنبيّه)?
                  هل يقصد بأنَّ النبي (ص) دعا الله عزوجل بأن يذهب عن أهل البيت الرجس، ثم انزل الله عزوجل هذه الآية تأييداً لرسوله (ص) أم نزلت الآية أولاً ثم دعا الرسول هذا الدّعاء?
                  2- ما هو معنى كلام الرسول (ص) الى ام سلمة: (انت الى خير) أو (على خير)?
                  لأن هذا الحديث يوجد في سنن الترمذي وباقي كتب السنة ولكن لم توجد فيه عبارة: (ولكن هؤلاء أهلي وثقلي)? بل جاء فيه فقط: (
                  أنت على مكانك وأنت على خير). وانا لم افهم معنى هذه العبارة هل تكون المعنى:
                  يا أم سلمة انني من أهل البيت ولا حاجة بمجيئك تحت الكساء (كما ورد في بعض كتب السنة) ولا تحتاجي أن أدعو لكي? أو تكون المعنى:
                  انتي لا تكوني من أهل البيت بل انكي على المنهج الصحيح والى خير. (كما ورد هذا المعنى في كتب الشيعة وبعض السنة).
                  وإنّ حديث الكساء مع روايته بالفاظ اُخرى مثل: (انت من أزواج النبي ولكن هؤلاء أهل بيتي) أو قول أم سلمة: (وا... ما انعم رسول الله) أو عبارة:
                  (فجذبه رسول الله (ص) من يدي وقال انك على خير) أو عبارة: (فَوددتُ أنه قال نَعَم، فكان احبّ اليّ ممّا تطلع عليه الشمس واغرب) ومثل هذه العبارات، لا تمتلك السند الصحيح عند أهل السنة ولا تُعتَبَر عندهم وليست من الاحاديث التي يمكن الاستدلال بها عليهم.
                  3- إن المفسرين من أهل السنة، لا ينكرون حديث الكساء بل يقولون بأن هذا الحديث لا يحصر أهل البيت في (علي وفاطمة والحسن والحسين). مثلاً: طاهر ابن عاشور (وهو من العلماء السنة الذين عُرفوا بعدم التعصب، حتى انه حلّل زواج المتعة طبق الفقه الشيعي وطبقاً للآية من سورة النساء) يقول في كتابه التفسيري: التحرير والتنويل، في تفسير الآية: (وقد تلفق الشيعة حديث الكساء، فغصبوا وصف أهل البيت وقصروه على فاطمة وزوجها وابنيهما عليهم الرضوان، وزعموا أنّ ازواج النبي (ص) لسن من أهل البيت وهذه مصادمة للقرأن بجعل هذه الآية حشوا بين ما خوطب به أزواج النبي وليس في لفظ حديث الكساء ما يقتضي قصر هذا الوصف (يعني كلمة أهل البيت) على أهل الكساء اذ ليس في قوله هؤلاء أهل بيتي صيغة القصر هو كقوله تعالى (إن هؤلاء ضيفي) ليس معناه ليس لي ضيفاً غيرهم، وهو يقتضي أن تكون هذه الآية مبتورة عما قبلها وما بعدها. ويظهر ان هذا التوهم من زمن عصر التابعين وأن منشأ قرائة هذه الآية على الألسن دون اتصال بينها وبين ما قبلها وما بعدها. ويدل لذلك ما رواه المفسرين عن عكرمة أنه قال: من شاء بأهلية أنها نزلت في ازواج النبي (ص) وأنه قال أيضاً: ليس بالذي تذهبون اليه إنما هو نساء النبي (ص) وانه كان يصرخ بذلك في السوق. وحديث عمر بن أبي سلمة (الذي رواه الترمذي) صريح في أن الآية نزلت قبل أن يدعو النبي الدعوة لأهل الكساء وانها نزلت في بيت أم سلمة. وأما ما وقع من قول عمر بن أبي سلمة أن أم سلمة قالت: وأنا معهم يا رسول الله?... فقال: أنت على مكانك وأنت على خير. فقد وهم فيه الشيعة فظنوا أنه منعها من أن تكون من أهل بيته، وهذه جهالة لأن النبي (ص) انما أراد ما سألته من الحاصل لأن الآية نزلت فيها وفي ضرائرها فليست هي بحاجة الى الحاقها بهم، فالدعاء لها بأن يذهب الله عنها الرجس ويطهرها دعاء بتحصيل أم حصل وهو مناف بآداب الدعاء كما حررّه شهاب الدين القرافي في الفرق بين الدعاء المأذون فيه والدعاء الممنوع منه، فكان جواب النبي (ص) تعليما لها. وقد وقع في بعض الروايات أنه قال لاُم سلمة: إنك من ازواج النبي. وهذا اوضح في المراد بقوله انك على خير ولا استجاب الله دعاءه كان النبي (ص) يطلق أهل البيت على فاطمة وعلي وابنيهما، فقد روى الترمذي عن أنس بن مالك أن رسول الله (ص) كان يمر بباب فاطمة ستة اشهر اذا خرج الى صلاة الفجر يقول: (الصلاة يا أهل البيت) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا.
                  (قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
                  من أين نستطيع أن نعرف (على اساس مصادر اهل السنة) بأن أهل البيت (ع) منحصرين في خمسة اصحاب الكساء?
                  4- بالنسبة الى تفسير عكرمة للآية على إن الآية نزلت في نساء النبي:
                  نحن نردّ عليه بأنه كذّاب وانه من الخوارج، اما علينا أن نعرف بأن عكرمة لم يخص نساء النبي بكونهم اهل البيت فقط بل يقول بأن الآية نزلت في نساء النبي ويقول بدخول علي وعائلته تحت عنوان أهل البيت بدليل حديث الكساء وهذا لا ينافي كون الآية نازلة في نساء النبي (ص) ومن جهة اخرى: ان عكرمة نقل احاديث كثيرة في فضائل أهل البيت (ع) (وانا شاهدت الكثيرة منها في كتب السنة) ومن جهة اُخرى إنهُ كانَ من الافراد الموثقين عند الامام الباقر (ع) (كما ورد هذا الامر في كتاب التفسير والمفسرون لآية ا.... معرفت) حيث يقول:
                  ويبدو من روايات اصحابنا الامامية كونه (يعني عكرمةء من المنقطعين الى ابواب آل البيت العصمة، وفقا لتعاليم تلقاها من مولاه ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ فقد روى محمد بن يعقوب الكليني باسناده الى ابي بصير، قال: كنا عند الامام أبي جعفر الباقر (ع) وعنده حمران، اذ دخل عليه مولى له، فقال: جعلت فداك، هذا عكرمة في الموت، وكان يرى راي الخوارج، وكان منقطعاً الى أبي جعفر (ع). فقال لنا أبوجعفر: انظروني حتى ارجع اليكم، فقلنا: نعم فما لبث ان رجع، فقال: اما انّي لو ادركت عكرمة، قبل أن تقع النفس موقعها لعلمته كلمات ينتفع بها، ولكنّي ادركته وقد وقعت النفس موقعها: قلت: جعلت فداك، وماذا الكلام? قال: هو ـ والله ـ ما انتم عليه، فلقّنوا موتاكم عند الموت شهادة ان لا اله الا الله والاقرار بالولاية.
                  في هذه الرواية مواضع للنظر والامعان: اولا دخول مولى أبي جعفر بذلك الخبر المفاجئ، منقطعاً الى أبي جعفر، يؤيّد كون الرجل من خاصة اصحابه، ولم يكن يدخل على غيره، دخوله على الامام (ع).
                  واما قوله: وكان يرى رأي الخوارج، فهو من كلام الراوي، حدسا بشأنه، حسبما املت عليه الحكايات الشائعة عنه... الى آخر كلامه الذي يدافع فيه عن عكرمة بشدة ويأتي ايضاً بكلمات العلامة الشوشتري حول الدفاع عن عكرمة والشوشتري هو الذي كان يخالف المجلسي حول عكرمة.
                  اذا كان عكرمة ممتاز بهذا الشخصية وهذه المنزلة عند الأئمة، فلا نستطيع أن نصفه بالكذاب ونسمّيه بالخارجي بل علينا أن نقبله بعنوان راوي، قال بنزول الآية في نساء النبي (ص) وروى عن ابن عباس ما يؤيّد رأيه.
                  وقول عكرمة بكونه حاضر للمباهلة مع مَن لا يعتقد بنزول الآية في نساء النبي (ص)، موجود في كتب أهل السنة باسناد صحيح
                  الجواب\ السؤال الاول: بمراجعة الرواية من اولها والتنبه الى أسلوب الاستدلال الذي جرى عليه الامام (عليه السلام) يتوضح لديك أن المراد من قوله (تصديقاً لنبيه) أي تأييداً وموافقةً لنبيه, كما لو قلت أن القرآن والسنة يصدق احدهما الآخر اي يوافقه ويعاضده ويؤيده.
                  وأن ابيتَ الا التمسك بظاهر العبارة فأن التصديق قد جاء بعد حديث الثقلين والصحيح ان حديث الثقلين صدر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مواضع عديدة تصل الى الثمانية او العشرة.
                  فيكون المعنى: أنه بعد أن صرح رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحديث الثقلين وان الثقل الاصغر هم اهل البيت (عليهم السلام) بعد أن سئُل عنهما بـ (وما الثقلان يا رسول الله). ومن الطبيعي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيشير الى أشخاصهم, جاءت آية التطهير تصديقاً له في تعين اهل البيت (عليهم السلام) وتشخيصهم حتى لا يدعي مدعٍ ان المحابات (اعوذ بالله) من الرسول (صلى الله عليه وآله) قد تدخلت في التشخيص وانما الامر من الله عز وجل.
                  نعم توجد هناك رواية رواها الحاكم في المستدرك وحكم بصحتها, فيها أن الدعاء كان قبل نزول الآية, فعن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب قال: لما نظر رسول الله الى الرحمة هابطة قال: أدعوا لي ادعوا لي, فقالت صفية: من يارسول الله؟ فقال: أهل بيتي علياً وفاطمة والحسن والحسين, فجيء بهم, فالقى عليهم النبي كساءه ثم رفع يديه ثم قال: اللهم هؤلاء آلي فصل على محمد وآل محمد, وانزل الله عز وجل
                  (( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ))
                  (المستدرك 3: 147)
                  ورواية اخرى عن ام سلمة رواها ابن كثير في تفسيره عن الاعمش عن حكيم وفي اخرها: فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط.. (تفسير ابن كثير 3 :490).


                  السؤال الثاني:
                  أن بعض علماء أهل السنة احتمل لجملة (أنت على خير) معنيين.
                  الاول: ان معناه أنت لست من اهل بيتي بل من ازواجي وأن مآلك الى خير وحسن العاقبة.
                  الثاني: ان معناه أنت لست بحاجة للدخول تحت الكساء لانك من اهل بيتي فازواجي من اهل بيتي.
                  والسبب في ايرادهم المعنى الثاني هو أنهم بعد أن قرروا في آية التطهير انها نازلة في نساء النبي (صلى الله عليه وآله) مستدلين بالسياق وجدوا أن التزامهم هذا يعارض بوضوح مفاد حديث الكساء الذي شخص فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله)اهل البيت (عليهم السلام) وطبق آية التطهير على مصداقها الخارجي فآضطروا حفاظاً على عقيدتهم من حمل بعض جمل الحديث على التأويل البعيد وغير المتعارف حلاً منهم للتعارض الظاهر والذي يودي بعقيدتهم بعد أن كان سند الحديث صحيحاً لا يمكن رده, ولم يجدوا جملة تحتمل التأويل ولو البعيد غير المألوف سوى (أنت على خير) فحملّوها المعنى الثاني الذي عرفت.
                  فكان فعلهم هذا ليس تمسكاً بما هو ظاهر الحديث بمفرده بل تمسكاً بالتأويل الذي لجأوا اليه بعد جمعه مع المعنى الذي ارادوه من الآية, فانهم بعد أن التزموا بأن اهل البيت في آية التطهير في نساء النبي واخذوه كأصل موضوعي لا يقبل التبديل اضطروا لحمل كل نص آخر يخالفه ظاهراً على المعنى المعني ولو بالتأويل, فلاحظ.
                  والا فان ظاهر الحديث بآنفراده ودون النظر الى الآية, (أي حتى لو فرضنا عدم وجود آية في المقام) هو حصر معنى أهل البيت (عليهم السلام) على مصداق هؤلاء الخمسة اصحاب الكساء وهو ظاهر من القرآئن الحالية واللفظية في قول وفعل النبي (صلى الله عليه وآله) في هذا الحديث.
                  وظاهر جملة (أنت على خير) هو ما ذكرناه من المعنى الذي يتمسك به الشيعة وهو المستعمل في لغة العرب لاخراج من يراد أخراجه ولم يعهد منهم أن يستخدموا هذه الصيغة بمعنى دخول المخاطب بها في من خصّوه وميزوه بالقيود والخصائص المذكورة في الكلام فان, ظاهرها النفي بتقدير (لا) قبلها واذا اراد العربي ان يعطي مفاد الايجاب يجب أن يأتي بصيغة اخرى تفيده بان يقول مثلاً (وانت كذلك), فلم يعهد من العرب بأنهم أذا عزلوا او خصوا جماعة من ضمن آخرين موجودين في نفس المكان بصفة او اضافة معينة كوصفهم بالاضياف او الشجعان مثلاً ثم اعترض شخص حاضر فأجيب (بأنت على خير) او (انت مكانك) أنه سيشمله هذا الوصف او الاضافة بل بالعكس فانه تأكيد بالخروج فوق ما لو لم يُقَلْ له مثل ذلك.
                  ولاحظ أنت اذا دخلت الى مطعم وكان فيه اشخاص من ضمنهم بعض اصدقائك الحميمين فناديت صحاب المطعم وقلت له هؤلاء أضيافي بعد أن اجلست اصدقاءك على طاولة خاصة وعزلتهم عن بقية الناس, فهل يفهم صاحب المطعم أن البعض الآخر يجوز أن يقدم لهم الطعام على حسابك بكونهم اضيافك؟ ولو جاء شخص من الحاضرين واراد الجلوس على نفس الطاولة وانت قلت له (انت على خير) او (انت مكانك) ولم تسمح له بالجلوس على الطاولة بمحضر صاحب المطعم, فهل يجوز لصاحب المطعم أن يجعله من اضيافك أو انك لا تعذره وتعاتبه وكل الناس الحاضرين؟ ولا حجة له بالقول بانه أوّل معنى (على خير) أنك تعده من اضيافه الاساسيين الاصليين بعد أن سبق كلامك القرائن الحالية بعزل اصدقائك على طاولة خاصه, فلاحظ.
                  والذي يقطع الشك في هذا الحديث الآحاديث الأخرى الكثيرة التي توضح هذه الجملة بما لا لبس فيها والتي ذكرت أنت جملة منها, وبعض هذه الاحاديث صحيحة على موازين اهل السنة كما في مسند احمد عن شهر بن حوشب عن ام سلمة الذي في اخره (فرفعت الكساء لادخل معهم فجذبه من يدي وقال أنك على خير) ورواه ايضاً ابو يعلى في مسنده 6: 248 والطبري في تفسيره 22: 6, ثم أين انت من القاعدة التي تقول أن الاحاديث يقوي بعضها البعض.
                  ونحن هنا نريد أن ننبه على شيء وهو ان الحكم بصحة طريق معين لا يعني أن رجال هذا الطريق لم يتكلم فيهم احد بمغمز والا فلا يسلم رجل من رجال أهل السنة فأنه لا بد أن تجد أن هناك احداً من اصحاب الجرح والتعديل طعن في هذا الرجل او ذاك وهكذا كل رواتهم وانما الحكم عليه يكون من مجموع اقوال اصحاب الجرح والتعديل, فلاحظ فأن كثيراً من المشاغبين المجادلين المتشدقين تراهم من اجل تضعيف رجل في طريق الحديث ينقلون طعنه من احد اصحاب الجرح والتعديل ويغمضون اعينهم عن مجمل ما ورد فيه محاولين ايهام مجادليهم وتراهم في مكان آخر يأتون بالمدح لنفس الرجل من رجالي آخر!!
                  والآن نعود لنفس الموضوع: وهو أنا فوق ماذكرنا من ظاهر الحديث, نجد أن تكرار الفعل من رسول الله (صلى الله عليه وآله) الظاهر من متن الروايات يقطع كل شك في الاختصاص, بل تكرار قراءة النبي(صلى الله عليه وآله) للآية عند المرور على بيت فاطمة يرسخ هذا الاختصاص في اذهان المسلمين.
                  بل روى مسلم عن عائشة أن رسول الله قرأ بعد أن أدخلهم تحت الكساء
                  (( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا )) وقراءة الآية على من تحت الكساء وفيها أدات الحصر (انما) بحضور عائشة وغيرها قاطع للتوهم والمناقشة في الاختصاص. فلاحظ.

                  السؤال الثالث:
                  قبل الاجابة على ما ذكره (طاهر بن عاشور) نود الاشارة الى أن اتفاق بعضهم مع الشيعة في بعض الاحكام الفرعية لا يخرجه عن التعصب, فهذا ابن تيمية يتفق مع الشيعة في ان الطلاق بالثلاث يعتبر طلقة واحدة فهل يمكن أن يقال عنه انه غير متعصب مع ما مشهور عنه من نصبه لاهل البيت (عليهم السلام).
                  وبعد ذلك نقول:
                  أ ـ ما ذنب الشيعة اذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي قصر وحصر معنى أهل البيت في الخمسة اصحاب الكساء حتى يقول (طاهر بن عاشور) عنهم أنهم غضبوا هذا الوصف وقصروه على فاطمة وزوجها وابنيها عليهم السلام.
                  ب ـ قد ذكرنا في جواب السؤال السابق أن منشأ قولهم يرجع بالحقيقة الى اعتبارهم ان الآية نزلت في نساء النبي كأصل موضوعي لا يناقش (استناداً الى السياق المدعى, وهذا واضح من كلام (طاهر بن عاشور) من قوله (وهذه مصادمة للقرآن بجعل هذه الآية حشواً بين ما خوطب به أزواج النبي) وعلى هذا الاصل المفترض بنوا كل كلامهم,
                  ولكن سنبين أن ما دعوه وما أستدلوا به لم يكن الا دعوى من دون دليل:
                  فان ما سماه حشواً يدل على عدم معرفته بأساليب البلاغة لدى العرب, يقول الشيخ السبحاني: لا غرو في أن يكون الصدر والذيل راجعين الى موضوع وما ورد في الاثناء راجعاً الى غيره فان ذلك من فنون البلاغة وأساليبها, نرى نظيره في الذكر الحكيم وكلام البلغاء وعليه ديدن العرب في محاوراتهم فربما يرد في موضوع قبل أن يفرغ من الموضوع الذي يبحث عنه ثم يرجع اليه وثانياً يقول الطبرسي: من عادة الفصحاء في كلامهم أنهم يذهبون من خطاب الى غيره ويعودون اليه والقرآن من ذلك مملوء وكذلك كلام العرب واشعارهم (مجمع البيان 4: 357).
                  قال الشيخ محمد عبده: أن من عادة القرآن أن ينتقل بالانسان من شأن الى شأن ثم يعود الى مباحث المقصد الواحد المرة بعد المرة (تفسير المنار 2: 451) .
                  روي عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام): أن الآية من القرآن يكون أولها في شيء وآخرها في شيء (الكاشف 6: 217) ثم اورد الشيخ السبحاني مثالاً لذلك من القرآن , قوله تعالى (انه من كيد كن ان كيدكن عظيم, يوسف اعرض عن هذا واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين) فنرى ايراد قوله تعالى (يوسف اعرض عن هذا) قبل أن يفرغ من الكلام معها ثم يرجع الى الموضوع الاول ( مفاهيم القرآن 10: 165) فظهر ما في قوله حشواً من حشوٍ وتجرٍ على القرآن وعدم فهم!!
                  ثم ان الروايات عن ام سلمة وعائشة وغيرهن تنص على أن آية التطهير نزلت وحدها ولم ترد ولا رواية واحدة على أنها نزلت مع آيات النساء فاي معنى بعد ذلك للا ستدلال بالسياق وانما وضعت (بينها) بأمر النبي (صلى الله عليه وآله) او في مرحلة تأليف القرآن, ولهذا نظير في القرآن فآية الا كمال نزلت في نهاية البعثة يوم غدير خم مع أنها الآن في سورة المائدة جزءاً من آية تبين احكام اللحوم.
                  ثم أن وقوعها بين آيات النساء فيها عبرة لهن بأن ينظرن ويحاولن أن يتبعن اهل هذا البيت (عليهم السلام) النبوي المعصومين عن الذنب.
                  ح ـ لقد بينا في جواب السؤال الثاني دلالة الحديث بما فيه من القرآئن الحالية واللفظية على القصر فلا نعيد وأوضحنا بالمثال الذي ذكرناه بما يدل على عكس مراده باستشهاده بالآية (ان هؤلاء ضيفي), فان في هذه الآية ايضاً تخصيص وقصر على أن هؤلاء ضيوفي من بين كل الموجودين في المكان ولا أحد غيرهم منكم من اضيافي, وذلك ان أسم الاشارة (هؤلاء) يعرف ويخص ويحصر في المكان والزمان الخاصين الصادر فيهما.
                  فقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) (ان هؤلاء اهل بيتي) يعني ان هؤلاء في هذا الوقت هم أهل بيتي دونكم أنتم الحاضرون, وكان من الحاضرين زوجات النبي (صلى الله عليه وآله) وعليه, لا يصح الاتيان بأداة الاشارة وتعينهم بها أذا كان احد غيرهم من الموجودين من اهل بيته, اذ لا تصدق الاشارة حين ذاك, وكذا في الآية (ان هؤلاء ضيفي) فمن المعلوم أن الملائكة كانوا في ذلك الوقت والمكان هم أضياف نبي الله لوط (عليه السلام) دون اهل المدينة كلهم ولا يعني أنه نفى ان يكون له اضياف في الزمان اللاحق, ولذا نحن لا نحصر اهل البيت(عليهم السلام) بالخمسة اهل الكساء بل نعمها الى الائمة الاثني عشر(عليهم السلام) في الزمان اللاحق, ومن هذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرأ الآية ويخص بها علياً وفاطمة (عليهما السلام), والحسن والحسين بعد لم يولدا. فراجع
                  ولكن مع ذلك كرر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزاد في التكرر بالاشارة اليهم وتعريفهم باهل البيت (عليهم السلام) دفعاً لمثل هذا التوهم المذكور.
                  د ـ وان تعجب فعجب من نسبة التوهم الى التابعين في حصر هذه الآية بالخمسة اصحاب الكساء مع أنهم اقرب للنص وقد سموا تابعين لانهم تبعوا الصحابة, ولا يحتمل الوهم على شخص واحد جاء بعدهم بمئات السنين, فهو يعترف بان هذا القول كان في عصر التابعين المطمأن بل الا كيد انهم اخذوه من الصحابة, ومع ذلك ينسبهم للوهم دونه مع أنه بعيد عن النص والصحابة عدة قرون, فيا لله والهوى, بل نحن نقول أن هذا القول كان معروفاً عند الصحابة ايضاً, ولذا لا توجد ولا رواية واحدة عنهم بل عن نساء النبي(صلى الله عليه وآله) نفسهن فيها أن الآية خاصة بنساء النبي(صلى الله عليه وآله) او هن الخمسة اصحاب الكساء, ولم يخصها بنساء النبي حتى في عصر التابعين الاعكرمة, وفي نفس روايته ما يتضح أن رأي الناس مطبق على انها نزلت في الخمسة حين يقول (ليس بالذين تذهبون اليه وانما هو نساء.........) فلاحظ وتأمل وتعجب.
                  وقد عرفت من الروايات وخاصة روايات ام سلمة (رض) ان الآية نزلت وحدها ولذا فلا عجب بل, الصحيح الطبيعي من المسلمين في ذلك الوقت ان يقرؤوها وحدها.
                  وـ وقد عرفت أيضاً أن هناك روايات عديدة تصرح بان دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) كان قبل نزول الآية, وطريق الجمع ربما يتوضح من تكرار فعل النبي (صلى الله عليه وآله) كما يظهر من الروايات المختلفة, فراجع وقد ظهر لي من قوله (وانها نزلت في بيت ام سلمة) انه يريد الاستدلال بمكان النزول ويجعله سبب النزول في نساء النبي (صلى الله عليه وآله) وهذا من عجيب الاستدلال فمكان النزول غير سبب النزول!!
                  ط ـ ولقد عرفت ايضاً مما مضى جوابنا على ما يدعونه من معنى (انت على مكانك وانت على خير) فلا نعيد, وانما نعجب من بهتانه وتناقضه, فانه يستدل على ما يريد من كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) (انت على مكانك وانت على خير) بأن الآية نازلة في نساء النبي(صلى الله عليه وآله) مع أن نفس الرواية التي يريد شرحها تنص على أنها نزلت وحدها وان رسول الله (صلى الله عليه وآله) طبقها في اهل البيت (عليهم السلام).
                  ومع أن أكثر اصحابه الذين يدخلون النساء في ضمن اهل البيت يستدلون لدخولهن بالسياق لا بالنزول ويقولون أن النساء دخلن بالسياق والخمسة اصحاب الكساء دخلوا بفعل النبي (صلى الله عليه وآله) أي بالحقيقة بالنزول, وذلك رداً منهم لافتراء عكرمة أنها نزلت في نساء النبي (صلى الله عليه وآله) خاصة.
                  فهل رأيت تناقضاً أكثر من هذا, فلا نعلم انه مع راي عكرمة او مع راي أكثر اهل السنة!!
                  ثم لو كانت الآية نازلة فيها وفي ضراتها كما يقول فما معنى قول ام سلمه: (وانا يارسول الله) فهل كانت ام سلمه لا تعرف انها نزلت فيها وفي ضراتها, ثم علم عكرمة او طاهر بن عاشورا بذلك!!
                  ي ـ ان الروايات الواردة في حديث الكساء على ثلاثة اصناف:
                  أ ـ ما فيها أن الدعاء كان قبل النزول
                  ب ـ مافيها أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قرأ الآية فقط على من في الكساء واضاف في بعضها (أن هؤلاء أهل بيتي)
                  ج ـ ما فيها أنه (صلى الله عليه وآله) دعا لهم بعد نزول الآية وبعد أن جمعهم تحت الكساء.
                  فلو سلمنا بما قال فهو يصدق على الصنف الثالث فقط, هذا اولاً
                  ثم أن ما ذكره لو صح يتم فقط في عدم الدعاء لها بما هو حاصل, ولكن ما الداعي لاخراجها من التخصيص في اهل بيت في المقام, فالمفروض على مبنى كلامة أن يقول لها أنت من اهل البيت وقد تحقق لك ما اطلبه في الدعاء منه الآية لا ان يخرجها من أهل البيت أصلاً. وبعبارة اخرى نحن نستدل في تخصيص اهل البيت في حديث الكساء بعده أمور: منها فعل النبي (صلى الله علية وآله) تلفظه بأداة الاشارة (هؤلاء) ودعائه لهم, فكلامه على تسليمه يرد في الدعاء وما الباقي فعلى حالة.
                  وبعبارة اوضح: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لو كان يريد من فعله فقط الدعاء لأصحاب الكساء فما الداعي لفعل وقول ما فعله وقاله, وكان يكفي أن يرفع يده ويطلب من الله أدخالهم في الآية مع العلم أن ام سلمة لم تسأله الدعاء بل سألته الدخول معهم, فلاحظ. هذا ثانياً
                  وثالثاً:
                  أ ـ أن كلامه لا يتم الا أذا ادعى بان لفظة (اهل البيت) في الآية لا تشمل أصحاب الكساء وانما تشمل النساء فقط, وهذا لا يتم لغة وضمير التذكير في عليكم يدحضه وعليه فاذا دخل اصحاب الكساء في الآية بشمول لفظة أهل البيت لهم يكون دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) لهم أيضاً تحصيل حاصل, واذا قال عناداً واصرّ على أن أهل البيت في الآية لا تشمل الذرية يكون قد خالف الجمهور من علماء اهل السنة.
                  واذا قال ان الضمير في (عليكم) يعود للنبي (صلى الله عليه وآله) فقط فيصبح الاشكال أشكالين: الأول فما معنى أذهاب الرجس عنه في الآية أذ من المعلوم أن الرجس منفي عنه (صلى الله عليه وآله) من السابق الا أن ينفي ذلك وهو من الشناعة بمكان, والثاني: يكون بحقه أيضاً من تحصيل الحاصل لأنه كان داخل تحت الكساء ايضاً وهو من اهل البيت قطعاً.
                  ب ـ في الحقيقة أن أشكالهم في الاساس هو أن الارادة في الآية تشريعية اذ لو كانت تكوينية فما معنى دعاء النبي اذ هو تحصيل حاصل وهذا يرد بوجوه:.
                  1ـ حتى لو كانت الأرادة تشريعية فانه سيكون ايضاً من تحصيل الحاصل أذ معناه يا الهي ادعوك أن تشرع عليهم التطهير كما شرعته عليهم واي معنى لهذا.
                  2ـ قد يكون الدعاء لأدامة الشيء الحاصل ولا مانع منه فمع أن رسول الله مهتدي وهو الذي يهدي للحق يقرأ في صلاته كل يوم خمس مرات (اهدنا الصراط المستقيم).
                  3ـ وحصول الشيء عند شخص لا يعني انه سوف يستغني عن الله ببقائه ودوامه
                  4ـ ان المقامات السامية ليست كلها بدرجة واحدة وانما هي في تكامل مستمر عندهم.
                  ط ـ قد بينا ما في تكرار النبي (صلى الله عليه وآله) من دلالة على الاختصاص, ولكن العجب من هذا المدعي يقول: (ولما استجاب الله دعاءه كان النبي(صلى الله عليه وآله) يطلق اهل البيت على فاطمة وعلى وابينهما؟ فيتهم النبي(صلى الله عليه وآله) بنوع من المحاباة اذ يكرر ويزيد في لتكرار على من أصبحوا أهل البيت بدعائه ويترك الاشارة الى من أشار اليهم الله جل جلاله بأهل البيت ولو لمرة واحدة وهن النساء, ويا لله ولجرأتهم على رسول الله(صلى الله عليه وآله).
                  افلا كان لمدعٍ مغرض أن يقول لرسول الله (صلى الله عليه وآله) مالك تخص هؤلاء الذين طلبت أنت من الله أن يدخلوا في اهل البيت وتترك من فرض الله كونهم من اهل البيت, بالله أيصح هذا الفعل عن رسول الله(صلى الله عليه وآله), الا يكون فعله فيه نوع من الميل عن مراد الله (اعوذ بالله) على الاقل بتركه الاصل واصراره على التبع, ولماذا لا ننزه رسول الله(صلى الله عليه وآله) عن هذا ونقول كما هو واضح وعرفه الجميع أنه كان يبين بفعله المكرر هذا مقاصد القرآن وانه لا يفعل شيء الا وهو مطابق للقرآن ومن وحي الله تعالى.
                  اعوذ بالله كيف يقلبون الحق باطلاً والباطل حقاً


                  السؤال الرابع:
                  1ـ لقد أجمع كل من نقل قول عكرمة على أنه كان يدعي اختصاها بنساء النبي(صلى الله عليه وآله) فلا مجال لما ذكرت فان في متن بعض الروايات قوله (أنها نزلت في نساء النبي(صلى الله عليه وآله) خاصة), ثم انه قد نقل عنه عدة روايات احدها قوله: (ليس بالذي تذهبون اليه انما هو لنساء النبي(صلى الله عليه وآله) يقصد به قول الله تعالى (انما يريد الله....الآية) فهذا منه تفسير للآية لا ذكر شأن النزول, ومن المعلوم أن الآية لو كانت دلالتها مختصة بالنساء لا ستقر التعارض بينها وبين حديث الكساء, نعم لو كن مورد النزول فقط كما يدعي في روايات اخر لأمكن احتمال عدم التعارض ولكنه لا يتم ايضاً لما عرفنا من فعل النبي(صلى الله عليه وآله) من التخصيص والحصر أضافة لوجود روايات كثيرة تنص على أن مورد النزول هم الخمسة اصحاب الكساء.
                  2ـ لا يمكن المدح فضلاً عن توثيق عكرمة بمثل هذه الروايات بعد أن نص رجاليينا على تضعيفه فعن الكشي بعد أن نقل هذه الرواية قال: (فلم يدركه ابو جعفر (عليه السلام) ولم ينفعه) وهذا هو الفهم الصحيح للرواية, وقال في حقه العلامة في الخلاصة (ليس على طريقنا ولا من اصحابنا), وكونه لا يعتقد بالمذهب الحق واضح لا يحتاج الى روايات بل هو مثل الشمس في رابعة النهار خصوصاً بعد ان نص رجاليو السنة على انه كان على راي الخوارج وانه كان يكذب على ابن عباس.
                  اما ما فهمته انت وغيرك من الرواية من انه كان مورداً لتوجه الامام الباقر(عليه السلام) لان الامام (عليه السلام) اراد الحضور عند احتضاره فهذا غير صحيح بعد ان نعرف من سيرة أئمتنا (عليهم السلام) كلهم معاودة ومواصلة مخالفيهم في المرض وحالة الموت او الضيق والشده وهذا مشهور عنهم بل حتى غير المسلمين وزيارة الامام الرضا(عليه السلام) للنصراني المحتضر معروفة فان من مقام ائمتنا (عليهم السلام) ايصال الهداية والرحمة والرأفة الى كل الناس من دون فرق ولا يتأخرون عند أي بارقة واحتمال لنفع أي أنسان حتى ولو كان مثل عكرمة, فتأمل
                  أما أستفادة الشيخ معرفة من دخول مولى الامام (عليه السلام) واخباره باحتضار عكرمة على كونه ذا منزلة لدى الامام(عليه السلام) فعجيب, بعد ان نعرف ان عكرمة كان مولى لابن عباس أي محسوب على بني هاشم, ولم يكن شخصاً مجهولاً نكرة حتى ننفي وجود علاقات اجتماعية وتزاور وتراحم بينهم مع ما كان للامام(عليه السلام) من منزلة ومكانة في المدينة, ومن يمعن النظر في الواقع الاجتماعي لائمة اهل البيت (عليهم السلام) في ذلك الوقت يجد بوضوح أنهم لم يقطعوا صلاتهم حتى بألد أعدائهم المستحلين لقتلهم بل قتلتهم أنفسهم وما لجوء مروان بن الحكم الى الامام زين العابدين(عليه السلام) بخافيه على احد ولا الاجتماعات والتزاور الذي كان يحصل بين الباقر والصادق (عليهم السلام) والأمويين والعباسيين بقليلة.
                  واما ما علق عليه من جملة (وكان منقطعاً الى ابي جعفر (عليه السلام)) بكونه من خاصة اصحاب الامام (عليه السلام) ولم يكن يدخل على غيره دخوله على الامام عليه السلام, فقد توضح بعض سببه مما ذكرنا من أنه كان يحسب على بني هاشم ومع ذلك فان أنقطاعه الى أبن عباس كان أوضح ومع ذلك لم يمنعه من الكذب عليه وانتحال راي الخوارج.
                  ثم أن الامام الباقر(عليه السلام), سخت له فرصة في اواخر الدولة الاموية لنشر علم اهل البيت(عليهم السلام) علانية فكثر اصحابه وتلامذته والآخذون عنه حتى من المخالفين والامثلة كثيرة على ذلك فلا عجب من أن يأخذ عكرمة العلم من الأمام (عليه السلام) فقد كان (ع) في ذلك الوقت مدرسة لكل المسلمين ولا يغلق بابه على أحد خاصة من كان له معه علاقات اسرية.
                  ولكن العجب من الشيخ معرفة ان يرد القول (بأنه كان يرى راي الخوارج) على انه من كلام الراوي حدساً بشأنه ....الخ, ولا يرد القول (بأنه كان منقطعاً الى ابي جعفر(عليه السلام)) مع أنه من قول نفس الراوي!! فلاحظ
                  وعلى كل حال فان للشيخ معرفة رأيه الخاص ولا يلزم به غيره خاص بعد أن نص اصحاب الرجال على تركه وتضعيفه.
                  واخيراً حتى لو سلمنا وقبلنا بعكرمة كراوي له درجة من المقبولية لا يمكن أن نقبل روايته الخاصة بآية التطهير بعد معارضة الروايات الكثيرة عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) لها فان راي عكرمة المنقول عنه ليس له وزن امام قول رسول الله(صلى الله عليه وآله).

                  تعليق


                  • #10
                    الرد على إشكالات عثمان الخسيس وغيره على آية التطهير

                    السؤال\ بطلان استدلال الشيعة بحديث الكساء على إمامة علي وعصمة آل البيت:
                    ومن الأدلة التي يستدلون بها على الإمامة: آية التطهير، وآية التطهير هي قوله تبارك وتعالى: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ))[الأحزاب:33] يقولون: إن أهل البيت هم: علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، بدلالة حديث الكساء.
                    حديث الكساء ترويه أم المؤمنين عائشة التي يزعمون أنها تبغض آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا الحديث يخرجه الإمام مسلم الذي يزعمون أنه يكتم أحاديث في فضائل آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
                    عائشة تروي: (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاءه علي فأدخله في عباءته –أي: في كسائه- ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاءه الحسن فأدخله، ثم جاء الحسين فأدخله، ثم جللهم-أي: غطاهم-صلوات الله وسلامه عليه بالكساء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) فقالوا: هذا الحديث يفسر الآية وهي قول الله تعالى: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ))[الأحزاب:33] .
                    ثم الاستدلال الآخر وهو: أن إذهاب الرجس والتطهير، أي: العصمة، فيكونون بذلك معصومين، ويكون علي رضي الله عنه معصوماً، وكذا الحسن والحسين وفاطمة رضي الله عنهم أجمعين، فإذا كان الأمر كذلك فهم إذاً أولى بالإمامة من غيرهم، ثم أخرجوا فاطمة رضي الله عنها وقالوا: إن الإمامة في علي والحسن والحسين، ثم في أولاد الحسين كما هو معلوم عند الكثيرين.
                    هذه الآية هل هي فعلاً في علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم أو في غيرهم؟
                    كما قلنا في قول الله تبارك وتعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ))[المائدة:55] ثم اقرءوا ما قبل هذه الآية، تدبروا القرآن، فنحن لا نريد أكثر من ذلك، أفليس الله تبارك وتعالى يقول: (( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ))[محمد:24]؟ ويقول: (( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ))[النساء:82]؟ إن هذا الخطاب من الله جل وعلا ليس متوجهاً فقط ء ?لى أناس معنيين هم الذين يحق لهم أن يتدبروا القرآن، بل إن الله تعالى يطلب من جميع المسلمين -بل ومن غير المسلمين- أن يتدبروا القرآن، ويتعرفوا على الله جل وعلا من خلال هذا القرآن، فإنهم إذا قرءوا القرآن وتدبروه وعرفوه حق المعرفة وعرفوا قدره ومكانته لن يجدوا بداً من الانصياع إليه واتباعه والإقرار بكماله وحسن رصه، وغير ذلك من الأمور.
                    كذلك الأمر هنا، نحن لا نريد منكم أكثر من أن تتدبروا القرآن -أنا أعنيكم يا عوام الشيعة- دعوا علماءكم جانباً، ارجعوا إلى كتاب ربكم جل وعلا واقرءوه، وافتحوا هذا القرآن الكريم، على سورة الأحزاب، فعندما نفتح الآن على سورة الأحزاب في الجزء الثاني والعشرين سنجد أن الله تبارك وتعالى يقول: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أ! َعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً * يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً * وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً * يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِي بُيُ1 ?تِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً ))[الأحزاب:28-34] نجد أن كل الآيات متناسقة، آيات في نساء النبي صلى الله عليه وسلم، يقول الله: ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ)).. ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ)).. ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّج! ْنَ)) ثم قال: (( وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ ))[الأحزاب:33-34] فنجد الآيات في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكيف لأحد أن يدعي بعد ذلك أن هذه الآية، بل هذا المقطع من الآية؛ لأن قوله تعالى: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ))[الأحزاب:33] ليست آية إنما هي جزء من آية: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)) تلكم الآية، فكيف تقبلون في كلام ال1 ?ه جل وعلا أن يكون الخطاب لنساء النبي صلى اللهعليه وسلم: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ))[الأحزاب:28] ثم يقول: (( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ))[الأحزاب:30] .. (( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْب! َيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ))[الأحزاب:32-33] يا علي.. يا فاطمة .. يا حسين، ثم يعود مرة ثانية: (( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ ))[الأحزاب:34] ما الذي أدخل علياً والحسن الحسين وفاطمة في خطاب موجه لنساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ما مناسبة هذه الفقرة بين هذه الآيات؟ لا توجد مناسبة؛ ماذا علينا أن نفعل؟ هل نطعن في كلام الله أو نطعن في الذين فهموا هذا الفهم وادعوا دعوى غير صحيحة؛ لأن قوله تعالى: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ))[الأحزاب:33]؟ نقول: هذه دعوى باطلة، ف! هذه في نساء النبي صلى الله عليه وسلم؛ لذلك كان مجاهد رحمه الله تعالى -مجاهد بن جبر- يقول: [[هي في نساء النبي صلى الله عليه وسلم ومن شاء باهلته]]. أي: في هذه الآية.


                    * من هم آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
                    القصد هذه الآية هي في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وحديث الكساء لعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، وبهذا نجمع بين الأمرين، أن علياً وفاطمة، والحسن والحسين من آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدليل حديث الكساء، وأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم والدليل: الآيات المذكورة سابقاً، وغيرهم يدخل أيضاً في آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كالفضل بن العباس، والمطلب بن ربيعة بن الحارث بن عم النبي صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لأنه لما منعهما من الزكاة أن يكونا عاملين عليها وقال: (إنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد) ! ويدخل كذلك في آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آل جعفر وآل عقيل وآل العباس بحديث زيد بن أرقم رضي الله عنه وأرضاه، فقصر هذه الآية على علي والحسن والحسين وفاطمة لا يستقيم معه نص الآية؛ ولذلك نقول: إن هذا القول مردود.


                    *حل إشكال ورد شبهة:
                    هنا إشكال وهو: إذا كان الأمر كذلك وهي في نساء النبي صلى الله عليه وسلم فما مفهوم: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ ))[الأحزاب:33] ولم يقل: عنكن؟ وهذا هو الذي يدندنون عليه، لماذا قال: عنكم، ولم يقل: عنكن؟ وهذه قد ذكر أهل العلم لها معانٍ كثيرة منها:
                    أولاً: -وهو أصح هذه الأقوال-: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم داخل معهن، وذلك أن الخطاب كان للنساء، ثم لما تكلم على البيت دخل سيد البيت وهو محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا دخل صلوات الله وسلامه عليه مع النساء في الخطاب فطبيعي جداً أن تلغى نون النسوة وتأتي بدلها ميم الجمع: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ))[الأحزاب:33] أي: يا نساء النبي صلى الله عليه وسلم ومعكن سيدكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
                    وتصح أيضاً لما قال الله تبارك وتعالى لما قال عن امرأة إبراهيم: (( رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ))[هود:73] وهي امرأة إبراهيم، لم جاء بميم الجمع هنا: (عليكم) ولم يقل: (عليكن)، ولا (عليكِ) أيضاً، وإنما (عليكم)؟ يريد أهل البيت، يريد مراعاة اللفظ، واللفظ (أهل).
                    وعلى كل حال إن نون النسوة هنا لم يؤت بها؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل معهن.


                    *عدم دلالة آية التطهير على عصمة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم:
                    كذلك بالنسبة للتطهير: الله سبحانه يريد أن يذهب الرجس، ويريد أن يطهر سبحانه وتعالى، فهل هم مطهرون خلقة أو يريد الله الآن أن يطهرهم؟ القوم يدعون أنهم مطهرون خلقة، أي: خلقوا مطهرون، فإذا كانوا خلقوا مطهرين فما معنى قوله وتعالى: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ ))[الأحزاب:33] بعد أوامر ونواهٍ قال: يريد أن يذهب عنكم الرجس أي: طهركم وأذهب عنكم الرجس، إذاً: ما معنى حديث الكساء، وهو: (أن النبي صلى الله عليه وسلم جللهم بالكساء ثم قال: اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) لماذا يدعو وبماذا؟ يدعو بإذهاب الرجس الذي هو أصلاً ذاهب عنه! م؛ لأنهم مطهرون خلقة؟! فكيف النبي صلى الله عليه وآله وسلم يطلب من الله أن يذهب عنهم الرجس؟ تحصيل حاصل لا ينبغي أن يكون من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
                    إذاً: هذه الآية لا تدل على العصمة، كيف تدل على العصمة وعلي رضي الله عنه يقول: [[وإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ، ولا آمن من أن يقع مني ذلك]] يقول ذلك في الكافي الجزء الثامن صفحة: (293)، ويقول للحسن ابنه: [[ ثم أشفقت أن يلتبس عليك ما اختلف الناس فيه من أهوائهم وآرائهم مثل الذي التبس عليهم ]] وهذا في نهج البلاغة صفحة: (576)، وقال له أيضاً: [[ فاعلم أنك إنما تخبط خبط العشواء وتتورط الظناء ]] وهذا في نهج البلاغة صفحة: (577)، وقال له كذلك: [[ فإن أشكل عليك من ذلك-يعني: أمر-فاحمله على جهالتك به، فإنك أول ما خلقت جاهلاً ثم علمت، وما أكثر ما تجهل من الأمر، ويتحير فيه رأيك، و! يضل فيه بصرك ]] وهذا في نهج البلاغة صفحة: (578).
                    وهذا من يسمونه بالشهيد الثاني: زين الدين بن علي العاملي، يقول: [[ فإن كثيراً منهم ما كانوا يعتقدون بعصمتهم لخفائها عليهم، بل كانوا يعتقدون أنهم علماء أبرار ]]. وهذا في حقائق الإيمان صفحة: (151).


                    *معنى الرجس:
                    يقول الله تعالى: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ ))[الأحزاب:33] ما هو الرجس؟ الرجس: قال أهل اللغة: هو القذر.. الذنب .. الإثم .. الفسق .. الشك ..الشرك .. الشيطان، كل هذا يدخل في مسمى الرجس.
                    وردت كلمة الرجس في القرآن في مواضع عدة، فقد وردت في قول الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ))[المائدة:90] وقال تعالى: (( كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ))[الأنعام:125] وقال سبحانه وتعالى: (( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ))[الأنعء ?م:145]، وكذلك يقول سبحانه وتعالى على الكفار من اليهود: (( قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنتَظِرِينَ ))[الأعراف:71] ويقول تعالى: (( سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ ))[التوبة:95] وجاءت آيات أخرى تبين معنى الرجس، وهو: الإثم.. الذنب.. القذر.. الشك.. الشيطان.. الشرك، وما شابهها من ! المعاني؛ ولذلك جاء عن جعفر الصادق رضي الله عنه ورحمه أنه قال: [[ (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ ))[الأحزاب:33] قال: هو الشك ]] وقال الباقر: [[ الرجس: هو الشك، والله


                    الجواب \ 1- هذه الشبهات المطروحة ليست جديدة وقد تقولها عثمان الخميس في كتاب (حقبة من التاريخ) منذ سنين ونحن نجيب عليها بالإضافة لما اجيب عنها سابقاً ما ذنب الشيعة والأحاديث الصحيحة صريحة في هذا المعنى المتنازع عليه بأن أهل البيت(ع) هم علي وفاطمة والحسن والحسين بالإضافة إلى سيد البيت النبي المصطفى(ص) فهذه رواية عائشة في مسلم التي حكت فعل النبي(ص) بأصحاب الكساء ثم تلاوته لآية التطهير من سورة الأحزاب، تعاضدها النصوص الصحيحة التي رواها أئمة السنن والآثار حين نقلوا قول النبي(ص) وبطرق مختلفة: ((اللهمّ هؤلاء أهل بيتي))، حين جللهم بالكساء وحين قرأ آية التطهير عليهم خاصة.. وهذا اللفظ منه(ص) يفيد الحصر وتعيين المذكورين فقط بأنهم أهل البيت دون غيرهم، وقد نصَّ العلماء بأن تعريف الجزأين يفيد الحصر (انظر الاتقان في علوم
                    القرآن للسيوطي: 583).
                    وقد صرّح جمع من علماء أهل السنة بهذا المعنى أيضاً أي بأنّ المراد بأهل البيت هم أصحاب الكساء دون غيرهم، وفي هذا يقول الحاكم النيسابوري في كتابه ((المستدرك على الصحيحين))، بعد أن ذكر جملة من الأخبار والروايات الصحيحة الصريحة في أن أهل البيت هم خصوص أصحاب الكساء فقط وأنهم أيضاً المرادون بمصطلح (آل محمد) دون غيرهم، قال بعد إيرادة لحديث كيفية الصلاة على أهل البيت: ((وإنما خرجته ليعلم المستفيد أن أهل البيت والآل جميعاً هم)) (المستدرك على الصحيحين 3: 160).
                    وفي هذا المعنى أيضاً يقول الآلوسي صاحب التفسير: ((وأخبار إدخاله (ص) عليّاً وفاطمة وابنيهما أرضي الله تعالى عنهم، تحت الكساء، وقوله عليه الصلاة والسلام: ((اللهمَّ هؤلاء أهل بيتي)) ودعائه لهم، وعدم إدخال أمُّ سلمة أكثر من أن تحصى، وهي مخصصه لعموم أهل البيت بأي معنى كان البيت، فالمراد بهم من شملهم الكساء ولا يدخل فيهم أزواجه(ص)))، (انتهى). (تفسير روح المعاني للآلوسي ج12 ص18).
                    وأما الاحتجاج بوحدة السياق، وأنّ هذه الآية الكريمة وردت ضمن آيات جاءت تتحدث عن نساء النبي(ص)، فيكون المراد بانهن المقصودات بهذه الآية الكريمة بالاضافة إلى النبي(ص) لمحل التذكير في الضمائر الذي يستفاد منه الشمول للذكر والأنثى، فنقول:
                    إنَّ من الضروري للاستدلال بوحدة السياق لهذه الآيات، بل وللاستدلال بها في كل آيات القرآن الكريم اثبات نزول الآيات المستدل بها دفعة واحدة، وفي مناسبة واحدة، ليكون بعضها قرينة على البعض الآخر، وأما احتمال تعدد الكلام في مناسبات مختلفة، فهو ينسف الاستدلال بوحدة السياق، ولا يمكن اثبات المدّعى في هذا المقام وفي كل مقام .. ومن المعلوم أن ترتيب الآيات القرآنية في المصحف الشريف لم يكن بحسب التسلسل الزمني لنزولها، فرب آية مدنية وضعت بين آيات مكية وبالعكس .. وهذا الأمر يمكن ملاحظته بأدنى مراجعة لأسباب نزول الآيات التي ذكرها العلماء في الكتب الخاصة بهذا الشأن.
                    وفي مقامنا: من العسير جداً اثبات نزول آية التطهير (وهي الآية 33 من سورة الأحزاب) مع الآيات الواردة في نساء النبي (ص)، بل هناك من الادلة ما يشير إلى نزول آية التطهير قبل آيات نساء النبي (ص): قال السيوطي في (الدر المنثور) (5: 199): أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال لما دخل علي رضي الله عنه بفاطمة رضي الله عنها جاء النبي(ص) إلى بابها يقول: ((السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته الصلاة رحمكم الله،
                    (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ))
                    (الأحزاب:33), أنا حرب لما حاربتم، وسلم لما سالمتم)).
                    فإذا علمنا أن زواج فاطمة من علي(عليهما السلام) كان بعد رجوع النبي (ص) من غزوة بدر في السنة الثانية للهجرة، ـ كما يروي ذلك أبو الفرج الأصفهاني في ((مقاتل الطالبيين))، ص30 ـ، أو على رأس أثنين وعشرين شهراً من الهجرة ـ بحسب رواية الطبري في تاريخه 2: 117 ـ وعلمنا أيضاً أن نزول الآيات المرتبطة بنساء النبي(ص) كان بعد زواج رسول الله (ص) بمجموعة منهن ـ بل ذهب بعض المفسرين إلى كونهن تسعة عند نزول هذه الآيات (الدر المنثوره: 199) ـ ولم يختلّف أحد في وجود (حفصة) آنذاك، وأنّها من جملة النساء اللآتي خيّرهنَّ رسول الله (ص) بين الدنيا والآخرة .. وقد صرّح الطبري وغيره أن زواج النبي(ص) من حفصة كان في السنة الثالثة من الهجرة قبل الخروج إلى أحد ، أي أن التأريخ متأخر عن زواج فاطمة بما يقارب السنة الواحدة أو يزيد عليها.. يتبين لنا من ملاحظة هذين الأمرين أي من تاريخ زواج علي من فاطمة وتاريخ زواج النبي(ص) من حفصة، أنه لا يمكن المصير أو القول بأن آية التطهير قد نزلت دفعت واحدة مع آيات نساء النبي(ص) .. وهذا الأشكال الوارد على وحدة السياق لهذه الآية مع تلك الآيات إن ثبت على نحو الجزم فهو مانع من الاستدلال به في المقام وان لم يثبت على نحو الجزم فلا اقل من كونه احتمالاً مانعاً من تمامية الاستدلال بوحدة السياق في المقام.
                    وأيضاً يوجد هناك أمران آخران يمنعان من الاستدلال بوحدة السياق لهذه الآيات الكريمات
                    الأول:وهو عدم وحدة الخطاب بينها، أي بين آيات النساء وآية التطهير، فالملاحظ أن المولى سبحانه أرجع الإرادة في آيات النساء إليهن لا إليه ـ عز وجل ـ ، إذ قال تعالى:
                    (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ... وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ... مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ )) (الأحزاب:28-29-30) وبينما في آية التطهير كان الخطاب يحكي عن تعلّق الإرادة الإلهية ذاتها بالتطهير وإذهاب الرجس عن أهل البيت(ع) فقد قال تعالى: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ))
                    (الأحزاب:33), والثاني:أن آيات النساء وردت في سياق الزجر والتحذير، بينما آية التطهير ـ بالاتفاق ـ قد وردت في سياق المدح والتفضيل.. وشتان بين السياقين إذا اعتبرنا إن المخاطب في كلا الموردين واحد وليس متعدداً.
                    وبشكل عام لكي يتم الاحتجاج بوحدة السياق بين آيات ما في القرآن الكريم فهذا الأمر يحتاج إلى شيئين: الأول: الوحدة في النزول، الثاني: الوحدة في الخطاب.. وهما مفقودان في المقام.
                    وأما دعوى أن مجاهد بن جبر كان يقول: هي في نساء النبي(ص) ومن شاء باهلته.. فالصحيح أن هذا الرأي هو لعكرمه مولى ابن عباس كان يجاهر به وينادي به في الأسواق، وهو ـ أي عكرمه ـ معروف بانحرافه عن أمير المؤمنين(ع) وأهل بيته لأنه كان يرى راي الخوارج والنصب ظاهر من كلماته وألفاظه في هذه المسألة، وإلا أي شيء يستدعي أجراء المباهلة لغرض بيان تفسير آية من آيات القرآن انها نزلت في فلان دون فلان سوى النصب والعداء الذي كانت تجاهر به الخوارج تجاه أمير المؤمنين(ع) خاصةًً وأهل البيت عامةً وبالذات رأي نجدة الحروري ـ والذي كان عكرمة يرى رأيه ـ الذي يعد أشد الآراء بغضاً لعلي بن أبي طالب(ع) بالإضافة إلى تكفير جميع المسلمين من غير الخوارج، وقد اشتهر عن عكرمة أيضاً كذبه ووضعه للحديث لذا وصفه يحيى بن سعيد الأنصاري بأنّه كذاب (انظر ترجمة عكرمة في ميزان الأعتدال للذهبي والمعارف لابن قتيبة)، فمن المعيب بل من الأجحاف الركون إلى هذا الرأي الصادر عن هذا الكذاب الناصبي وترك تلك النصوص الصريحة المستفيضة الصادرة عن النبي(ص) في تفسير آية التطهير بالخمسة أصحاب الكساء دون غيرهم مع أن في قوله –أي عكرمة- دلالة على أن كافة المسلمين كانوا على خلاف في ذلك ولذلك كان يقول: ليس ما تذهبون إليه.. ثم يطلب المباهلة..
                    ودعوى عود ضمير الجمع ((عنكم.. يطهركم)) إلى ما يشمل الذكور ـ النبي(ص) ـ بالإضافة للزوجات وانه جاء على لسان الخطاب مع زوجة إبراهيم (عليه السلام) في قوله تعالى: ((أتعجبين من أمر الله، رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت)) (هود 73).
                    نقول: أن استفهام الملائكة من تعجب سارة (زوجة إبراهيم(ع)) إنما كان لقرابتها منه(ع) ولاصطفائها، وهذا المعنى يتطابق مع الواقع الخارجي لسارة ـ لكونها ابنة عم إبراهيم(ع) ـ وأيضاً مع المدلول اللغوي لكلمة (أهل بيت الرجل) التي نصَّ اللغويون على أن المراد منها أخصّ الناس به ـ أي بالرجل الذي نسبوا على أنهم من أهل بيته ـ، ولا شك أن الارتباط مع الرجل بوشيجة النسب أخص منه في وشيجة السبب ـ كالزواج وغيره ـ، وعلى هذا يكون الخطاب في الآية 73 من سورة هود شاهد على أن المراد بأهل البيت في آية التطهير (33 من سورة الأحزاب) هم المرتبطون بالنبي(ص) من حيث النسب لا من حيث السبب كما هو الشأن في سارة زوجة إبراهيم(ع) المرتبطة بإبراهيم(ع) من حيث النسب والسبب معاً لا بالسبب وحده.
                    ولو سلم شمول آية التطهير لزوجات النبي(ص) بالاستناد إلى عموم اللفظ، نقول: قد خصص هذا العموم بالأحاديث الصحيحة المتضافرة من السنّة الشريفة بأنّ المراد بـ (أهل البيت) في الآية الكريمة هم الخمسة أصحاب الكساء دون غيرهم.. فلا يتم مطلوب المناهض لهذا الرأي على أية حال.
                    وأيضاً الاستدلال بأنّ أهل البيت يشمل آل جعفر وآل عقيل وآل العباس – كما رواه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم – فهذا لا يعدو أن يكون رأياً لزيد رآه لا يقوى على مناهضة الأحاديث الصحيحة الصريحة الواردة عن النبي (ص) التي فسرت أهل البيت بالخمسة أصحاب الكساء دون غيرهم.
                    وهذا الرأي لزيد يمكن الاستدلال به على نفي المراد بأهل البيت نساؤه (ص) فإنّ لزيد بن أرقم في هذه المسألة روايتان، في واحدة منها ينفي أن يكون المراد بأهل بيته (ص) نسائه، وفي الثانية يثبت فيها أنّ أهل بيته هم من حرم الصدقة بعده بالاضافة إلى اثباته بأنّ نسائه من أهل بيته، وقد يبدو التعارض والتناقض بين الروايتين ، ومن هنا قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: ((وأمّا قوله في الرواية الأخرى: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة. قال: وفي الرواية الأخرى: فقلنا مَن أهل بيته نساؤه؟ قال: لا. فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض، والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال: نساؤه لسن من أهل بيته، فتتأول الرواية الأولى أنهنّ من أهل بيته الذين يساكنون ويعولهم... ولايدخلن فيمن حرم الصدقة)) [صحيح مسلم بشرح النووي 15: 180]، فالملاحظ من هذا الشرح أن الرواية المعروفة والمشهورة عن زيد أن نسائه لسن من أهل بيته, ولكن لورودها في صحيح مسلم على خلاف المعروف والمشهور – كما أشار النووي في شرحه – احتاجت إلى التأويل.
                    وقد فصل زيد بين أهل البيت بمعنيين: بين من يسكن معه في بيت واحد ويعولهم, وبين من حرم الصدقة بعده, فالمراد بأهل البيت في الحديث – الذي يرويه زيد – هم مَن حرم الصدقة بعده، وهو المعنى الذي أراد بيانه ونصّ عليه شارح مسلم النووي.. ومن المعلوم أن نسائه (ص) لا تحرم عليهن الصدقة بالإجماع، فإذن هنَّ لسن المرادات من مفهوم ((اهل البيت)) الوارد في حديث الثـقلين وكذلك في آية التطهير، بل في كل الأحاديث الواردة في هذا الشأن...
                    ـ وأما القول بأن قوله تعالى
                    (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً))
                    (الأحزاب: من الآية33), بعد أوامر ونواه فهذا الأمر قد تبين حاله من الاجوبة السابقة بان آية التطهير لم يكن نزولها مع آيات النساء والمشتملة على تلك الأوامر والنواهي ، وهو الأمر الذي اعتبرناه مؤشراً واضحاً على اختلاف السياقين وان سياق (آية التطهير) هو سياق المدح والثناء وهو الذي فهمه كل العلماء والمحدّثين فأوردوا الأحاديث التي وردت فيها هذه الآية بحق أهل البيت(ع) في باب مناقبهم وفضائلهم .. فتدبر.
                    وكذلك الأتيان بلفظة ((يريد)) في الآية لا تدل على وقوع المراد في المستقبل فقط، إذ يمكن أن يؤتى بصيغة الأستقبال ويراد بها الماضي والحال كما في قوله تعالى
                    (( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ))(المائدة:91), مع ان الشيطان قد أوقع العداوة في الماضي بسبب الخمر فلا تدل الآية على ارادة الوقوع في المستقبل فقط مع أن اللفظ جاء بصيغة الاستقبال.. وأيضاً قوله تعالى: (( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ))
                    (النساء:28), فالارادة فيه للحال لا للاستقبال مع أن الصيغة صيغة استقبال.. وهكذا غيرها من الموارد المذكورة في القرآن الكريم. فراجع ثمة.
                    وكذلك كونه (صلى الله عليه واله) دعا لهم بإذهاب الرجس والتطهير ـ كما في بعض نصوص هذه الروايات ـ لايدل على ان الرجس كان ثابتاً عندهم والنبي(ص) يطلب إذهابه، بل نقول ان لسانه(ص) هنا يجري مجرى قول القائل:
                    أذهب الله عنكم كل مرض.. مع أنه لم يكن حاصلاً له أي مرض.
                    وما نقل عن الشهيد الثاني في كتابه ((حقائق الإيمان)) بخفاء معنى العصمة عن كثير من أصحاب الأئمة (ع) ليس دليلاً على عدم الدليل، فقد يخفى فهم الدليل على بعض ويدركه البعض الآخر وإلا لما دعا المولى سبحانه إلى التدبر والتفكر في آيات الله وسؤال أهل الذكر ووصف قوماً بالراسخين في العلم دون غيرهم!.
                    ـ وأما قولهم: إن عليّاً (ع) نفى عن نفسه العصمة كما هو الوارد في (نهج البلاغة) أنه قال: (وإني لست في نفسي بفوق أن اخطئ ، ولا آمن من أن يقع مني ذلك...).
                    نقول :هذا النص الوارد عن أمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة فيه استثناء يدل على العصمة ولكن غالب المستشهدين به يقتطعونه لغرض التلبيس على العوام، فقد قال عليه السلام) بالنص ـ كما في النسخة المحققة والتي علّق عليها الشيخ محمد عبده المصري ـ :
                    ((فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ، ولا آمن ذلك من فعلى إلا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني))(2: 201) .
                    قال الشيخ محمد عبده في تعليقته: يقول: لا آمن من الخطأ في أفعالي، إلا إذا كان يسر الله لنفسي فعلاً هو أشد ملكاً مني، فقد كفاني الله ذلك الفعل فأكون على أمن من الخطأ فيه. (انتهى).
                    نقول: فهل كفى الله عز وجل أمير المؤمنين(ع) من نفسه ما هو أملك به منه، ويسّر له فعلاً هو أشد ملكاً منه ينتصر به على نفسه ويأمن الخطأ في فعله كما هو مراد الاستثناء في كلامه (ع) الذي يغض عنه الطرف المغرضون عمداً وتعمية ؟!
                    وفي الجواب نقول فليرجع هؤلاء إلى (نهج البلاغة) نفسه الذي استشهدوا بهذه العبارة منه وليستمعوا إلى أقوال أمير المؤمنين (ع) في هذا الجانب وليلاحظوا العبارات التي يعبّر بها (ع) عن نفسه بما يفيد نفس معنى العصمة الذي يقول به الإمامية له(ع).
                    قال(ع): (واني لعلى بيّنةٍ من ربي، ومنهاج من نبّي، وإني لعلى الطريق الواضح ألقطه لقطاً) (1:189).
                    ويقول (ع): في كلام له وقد جمع الناس وحضّهم على الجهاد فسكتوا ملياً: (..لقد حملتكم على الطريق الواضح التي لا يهلك عليها إلا هالك، من استقام فإلى الجنة، ومن زلَّ فإلى النار)(1: 233).
                    ويقول(ع): في كلام له لبعض أصحابه: (فإن ترتفع عنا وعنهم محن البلوى، أحملهم من الحق على محضّه): (2: 64).
                    ويقول(ع): (ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمد(ص) إنّي لم أردّ على الله ولا على رسوله ساعة قط) (2: 171).
                    ويقول (ع): في خطبته المسماة بـ (القاصعة) التي ذكر فيها قربه من النبي(ص) وملازمته إياه منذ الصغر: (وكان ـ أي النبي(ص)) يمضغ الشئ ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول ، ولا خطلة في فعل) (2: 157).
                    ويقول (ع): في كلام له ينبه فيه على فضيلته لقبول قوله وأمره ونهيه: (فو الذّي لا إله إلا هو إني لعلى جادة الحق وإنهم لعلى مزلة الباطل) (2: 172).
                    ويقول(ع): في حق أهل بيت النبي(ص): (انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم، واتّبعوا أثرهم، فلن يخرجوكم من هدى، ولا يعيدوكم في ردى، فإن لبدوا فالبدوا، وإن نهضوا فانهضوا، لا تسبقوهم فتضلّوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا) (1: 189)..
                    وهكذا نجد غير هذه الكلمات والنصوص الصادرة عن أمير المؤمنين(ع) في (نهج البلاغة) وهي تدل بشكل واضح على عصمته وعصمة أهل بيته الكرام (عليهم السلام)..
                    وأيضاً نقول عن الشبهة الأخرى بأنه تحمل أقواله(ع) في وصيته لابن الحسن(ع) على اللسان المعروف في الخطاب: (إياك أعني واسمعي يا جارة) , وقد ورد هذا الخطاب من الله لنبيّه (ص) في موارد كثيرة في القرآن مع الجزم بعصمة النبي(ص) وعدم تصور اشتماله بالمضمون المخاطب به كمثل قوله تعالى:
                    (( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ )) (الزمر:65), فإننا نجزم بأنَّ النبي(ص) لا يشرك ولا يمكن أن نتصور منه الشرك وإلا لما جعل نبيا وقد سبق من الله سبحانه أن عهد النبوة أو الإمامة لا يناله ظالم كما في قوله تعالى: (( لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )) (البقرة:124), والشرك يعد ظلماً عظيماً لقوله تعالى: (( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ))
                    (لقمان:13) , فإن كان الأمر كذلك فلا يمكن أن تصل النوبة إلى تقليد عهد النبوة أو الإمامة لرجل سبق في علم الله انه سيكون من الظالمين، وإنما الخطاب المتصور في الآية 65 من سورة الزمر إنما هو لمغيرة وليس له (ص) وقد ورد على الطريقة المعروفة التي اشرنا اليها في الخطاب ، وكذلك يفهم كلام أمير المؤمنين(ع) مع ابنه الحسن(ع) بل هكذا ينبغي أن تفهم كلماتهم وادعيتهم(ع) التي يوجد فيها الطلب بالمغفرة للذنوب وما أشبه ذلك، وذلك بعد ثبوت الأدلة على عصمتهم كآية التطهير وحديث الثقلين وحديث السفينة وأحاديث أخرى صحيحة.
                    ـ وأما ما جاء في بيان كلمة (الرجس) والمراد منها فإننا لم نفهم محل التعليق عليه فإنهم قد ذكروا معاني متعددة للرجس بحسب ما جاء في اللغة فيكون الحال ـ بهذا اللحاظ ـ أنّه سبحانه قد أذهب كل هذه الأمور التي يشتمل عليها معنى الرجس عن أهل البيت(ع)، فما ذكروه هو عليهم لا لهم.
                    فإنَّ لفظ (الرجس) ـ الذي هو متعلق التطهير ـ قد ورد في الآية مطلقاً محلى بألف ولام الجنس ، فالآية الشريفة إذن هي تعلن نفي ماهية الرجس بنحو العام الاستيعابي لكل ما هو داخل تحت هذا الأسم عن أهل البيت المذكورين في الآية.. وأوضح منه في افادة العموم، قوله عز وجل
                    (( ويطهركم تطهيراً ))، وهذا لا يحصل برفع بعض الأقذار دون بعض، وإنما يتحقق ـ أي التطهير ـ برفع جميع الاقذار ودفعه عن المحل.. فالآية تدل على نفي عموم الخبائث والنقائص والقبائح عن أهل البيت ظاهراً وباطناً وبجميع المراتب.. وهذا المعنى أيضاً يمكن استفادته بملاحظة آيات اخرى وردت في القرآن الكريم، فإننا عندما نلاحظ قوله تعالى: (( وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ ))(التوبة:125), يتبين لنا أنَّ للرجس مراتب وأنّه من الأمور المتفاوته أي بمعنى أنه ليس بمرتبة واحدة وإلا لا تصح الزيادة في الآية الكريمة آنفاً (وزادتهم)، وكذلك نستفيد أن للرجس ظاهر وباطن، إذ بحسب تفسير الرجس بالأثم نستفيد دلالة ذلك كما في قوله تعالى: (( وَذَرُوا ظَاهِرَ الْأِثْمِ وَبَاطِنَهُ ))
                    (الأنعام:120), وهذا كله قد أذهبه الله عز وجل ـ بدلالة آية التطهيرـ عن أهل البيت(ع).
                    وما ذكروه عن تفسير الإمام الباقر(ع) للرجس بالشرك فإننا نفهم هذا التفسير بعد ملاحظة شمول معنى الرجس للذنوب والمعاصي والشكوك وهو بحسب ما جاء في كلمات أهل اللغة من باب تفسير اللفظ بأبرز مصاديقه لا أنه يحصر مفهوم الرجس بهذا المصداق كيف والقرآن الكريم يعطي هذا المفهوم تلك المصاديق الكثيرة كما هو واضح من الآيات الكريمة التي أوردوا هم بعضها.
                    ولمزيد الأطلاع على ردود اخرى حول الشبهات الواردة راجع كتاب (رد اباطيل عثمان الخميس) على آية التطهير وحديث الكساء لكاتبه حسن بن عبد الله بن علي

                    تعليق


                    • #11
                      آية التطهير 4

                      السؤال\ في أحد المنتديات عندي مناظرة مع أحد الوهابية السلف لعنة الله عليهم .. في آية (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم .... )) وكل ما أتيت له بآيات من القرآن الكريم أو تفسير الآيات من المفسرين من السنة والشيعة لا يقبل..
                      وآخر شيء أتا لي بآية (( وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ )) مستشهدا أن زوجة نبي الله إبراهيم عليه وآله السلام من أهل البيت .. وأيضا أتى بآية (( قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس .... )) أيضا مستشهدا على أن زوجة نبي الله موسى عليه السلام من أهل بقرينة (( قال لأهله )) ..
                      فماذا أجيبه ؟
                      الجواب\ ان معنى البيت المذكور بالآية هو أما مأوى الرجل ومسكنة ومنزله وداره او مركز الشرف ومجمع السيادة والعز وما اشبه ذلك هذا ما يقوله اهل اللغة.
                      فان كان المراد من البيت المعنى الاول: فسيكون الكلام عن بيت مخصوص من البيوت وهو بيت سارة في الآية القرآنية بقرينه توجه الخطاب اليها أما آية التطهير التي تذكر اهل بيت النبي محمد (صلى الله عليه وآله) فلا يمكن ان يكون المراد بها بيت ازواجه لانه لم يكن لأزواجه بيت واحد معهود بل كان لكل منهن بيت خاص كما انه لا سبيل الى القول بان المراد بيت واحد من بيوتهن اذ لا قرينه على ذلك فتعين ان يكون بيت خاص مغاير لتلك البيوت وهو ليس الا بيت فاطمة عليها السلام اذ لم يكن في جانب بيوت ازواج النبي بيت سوى بيتها عليها السلام ويؤيده نزول الآية في بيت فاطمة سلام الله عليها وجمع النبي اياها وزوجها وابنيها تحت الكساء.
                      وان كان المراد من البيت المعنى الثاني وهو مركز الشرف ومجمع السيادة والعز وما يناسب ذلك اللفظ: فالمراد يكون هو بيت النبوة وبيت الوحي ومركز انوارهما فلا يراد منه الا المنتمون الى النبوة والوحي بوشائج معنوية خاصة على وجه يصح مع ملاحظتها عدهم اهلاً لذلك البيت وتلك الوشائج عبارة عن النزاهه في الروح والفكر فلا يشمل كل من يرتبط ببيت النبوة عن طريق السبب او النسب وفي الوقت نفسه يفتقد الاواصر المعنوية الخاصة.
                      ولو فرض ان سارة متحقق عندها تلك الوشائج التي تجعلها مشمولة بالخطاب فهو لا يعني ان تلك الوشائج متحققة عند نساء كل نبي حتى تشمل نساء النبي محمد صلى الله عليه وآله وعلى ذلك لا يصح تفسير الآية بكل المنتمين عن طريق الاواصر الجسمانية الى بيت خاص الا ان تكون هناك الوشائج المشار اليها, وهذا المعنى هو الاقرب لان آية التطهير تدل في آخرها على تلك الوشائج المتمثلة بعصمة اولئك الاشخاص فقال تعالى
                      (( ويطهركم تطهيرا )) فلا تكون الآية شامله لنساء النبي ولا اعمامه ولا أي مصداق آخر غير العترة خاصة لان جميع المسلمين تتفقون على عدم عصمة اولئك, فالوقائع التاريخية تشير الى صدور الاخطاء والاشتباهات والمعاصي والانحرافات من اولئك وهذا ما يخالف العصمة التي من المفروض ان الآية نصت عليها بهم.
                      والروايات التي وصلت من الفريقين تحدد المراد من اهل البيت بالخمسه اصحاب الكساء فلا يبقى معنى لدخول غيرهم في آية التطهير حتى لو كان اصطلاح اهل البيت عاماً يشمل غيرهم في غير آية التطهير.
                      فاذا رجعنا الى صحيح مسلم والترمذي والنسائي والى مسند احمد والبزار والى المستدرك وتفسير الطبري وابن كثير والدر المنثور نجد انهم يروون عن ابن عباس وعن ابي سعيد وعن جابر بن عبد الله الانصاري وعن سعد بن ابي وقاص وعن زيد بن ارقم وعن ام سلمه وعن عائشة انه لما نزلت آية التطهير جمع اهله أي علي وفاطمة والحسن والحسين والقى عليهم كساءاً وقال (هؤلاء اهل بيتي).
                      وقد أشتمل لفظ الحديث في اكثر طرقه على ان ام سلمه ارادت الدخول معهم تحت الكساء فلم يأذن لها بالدخول وقال لها (وانك على خير) أو (الى خير) وبالاضانه الى ذلك كله فان النبي (صلى الله عليه وآله) حدد المراد من البيت بشكل عملي! فكان يمر ببيت فاطمة عدة شهور كلما خرج الى الصلاة فيقول الصلاة اهل البيت
                      (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا )).
                      واما الروايات التي تقول ان الآية نزلت في حق نساء النبي وازواجه فانها تصل الى عكرمه الخارجي الحروري وعروة بن الزبير المعروف بالانحراف عن علي عليه السلام ومقاتل بن سليمان الذي يعد من اركان المشبهة وان قراءة بسيطة في ترجمة هؤلاء يعرف قيمة رواياتهم وانها لا تقف في قبال تلك الروايات الصحيحة والكثيرة التي تحدد اهل البيت بالخمسة اصحاب النساء.
                      واما بخصوص سارة فانها كانت ابنة عم نبي الله ابراهيم (عليه السلام) قدخلت في اهل بيته من هذا الوجة.
                      وأما آية نبي الله موسى (عليه السلام) ففيها مصطلح آخر متفق عليه وهو (أهل الرجل) وهو يختلف عن مصطلح أهل بيت الرجل فنرجو من اخواننا عدم الخلط والمغالطة والتدليس عند الاستدلال فقد قال الله تعالى
                      (( إذ قال لأهله أمكثوا )) وهذا المصطلح لغوي معروف مشهور مستعمل بكثرة وليس هو مصطلح خاص وهو يختلف عن مصطلح أهل بيت الرجل وبالتالي أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله).

                      تعليق


                      • #12
                        التسمية بالخلفاء 1

                        السؤال\ هل ان الامام (ع) سمّى اولاده باسماء الخلفاء ؟
                        الجواب\ فإن التسمية بمجردها لا توجد فيها أيّ دلالة على حقانية أبي بكر وعمر وعثمان بالخلافة ، ولا يمكن أن تقف قبال الأدلة العلمية من قبيل حديث الغدير وحديث المنزلة وحديث (وهو ولي كل مؤمن من بعدي) والذي أنكره ابن تيمية بشدة لعلمه بمدلوله وصححه الألباني بسهولة ومرونة .
                        وفي الواقع لو رجعنا إلى العرف الاجتماعي والإنساني لرأينا أن العداوات والمشاكل بين الأفراد لا تمنع من أن يسمي الإنسان أحد أولاده باسم عدوه ونده مادام هذا الاسم من الأسماء ليس حكرا لأحد في المجتمع ، وكمثال على ذلك لو عاداني شخص في وقتنا المعاصر وكان اسمه محمّد أو أحمد الخ فإن هذا لا يمنع أن اسمي أحد أولادي بهذا الاسم بعد أن فرضنا إنه منتشر .
                        وهنا هل كانت هذه الأسماء (أبو بكر وعمر وعثمان) منتشرة أم إنها كانت نادرة ؟
                        فلنراجع كتب التاريخ ومعاجم الصحابة وتراجمهم ولنرى هل كانت هذه الأسماء حكرا على الخلفاء أم إنها مشهورة معروفة ولنذكر أسماء الصحابة ونغض النظر عن أسماء الكفار والمشركين وغيرهم .
                        كنية أبي بكر :
                        1 ـ أبو بكر بن شعوب الليثي واسمه شداد
                        2 ـ أبو بكر (عبد الله بن الزبير)
                        الصحابة الذين كان اسمهم عمر
                        1 ـ عمر اليماني
                        2 ـ عمر بن الحكم السلمي
                        3 ـ عمر بن سراقة (ممن شهد بدراً)
                        4 ـ عمر بن سعد (أبو كبشة الانماري)
                        5 ـ عمر بن سفيان بن عبد الأسد (ممن هاجر إلى الحبشة)
                        6 ـ عمر بن عمير بن عدي الأنصاري
                        7 ـ عمر بن عوف النخعي
                        8 ـ عمر بن يزيد الكعبي
                        9 ـ عمر بن عمرو الليثي
                        10 ـ عمر بن منسوب
                        11 ـ عمر بن لاحق
                        12 ـ عمر بن مالك
                        13 ـ عمر بن مالك القرشي الزهري (ابن عم والد سعد بن أبي الوقاص)
                        14 ـ عمر بن معاوية الغاضري
                        15 ـ عمر الأسلمي
                        16 ـ عمر بن أبي سلمة (ربيب النبي «صلى الله عليه وآله وسلّم» أمه أم سلمة)
                        17 ـ عمر الخثعمي
                        أسماء الصحابة ممن كان اسمهم عثمان
                        1 ـ عثمان بن أبي الجهم الأسلمي
                        2 ـ عثمان بن حكيم
                        3 ـ عثمان بن حميد
                        4 ـ عثمان بن حنيف
                        5 ـ عثمان بن ربيعة بن اهبان (هاجر إلى الحبشة)
                        6 ـ عثمان بن ربيعة الثقفي
                        7 ـ عثمان بن سعيد بن أحمر الأنصاري
                        8 ـ عثمان بن شماس المخزومي
                        9 ـ عثمان بن طلحة بن أبي طلحة
                        10 ـ عثمان بن أبي العاص
                        11 ـ عثمان بن عمار (والد أبي بكر)
                        12 ـ عثمان بن عبد غنم الفهري (هاجر إلى الحبشة)
                        13 ـ عثمان بن عبيد الله التميمي
                        14 ـ عثمان بن عثمان الثقفي
                        15 ـ عثمان بن عمرو (شهد بدرا)
                        16 ـ عثمان بن مظعون (الصحابي الجليل الذي قبّله النبي «صلى الله عليه وآله وسلّم» وهو ميت)
                        إذن نرى أن هذه الأسماء منتشرة ومشهورة وليست موقوفة على بعض الناس وليست ملكاً لبعض الأفراد ، ومجرد تسمية الإمام «عليه السلام» لبعض أولاده بهذه الأسماء بعد أن ثبت انتشارها لا يدل على المحبة المدعاة والمودة المزعومة ، وحتى لو شككنا إنها يمكن أن تدل على المحبة بين الإمام «عليه السلام» وبين الخلفاء ، فاعتقد أن القوم لا يشكون بالعداوة والبغضاء القائمة بين الإمام السجاد «عليه السلام» وبين عبيد الله بين زياد قاتل الإمام الحسين «عليه السلام» وهذه العداوة لم تمنع من أن يسمي الإمام السجاد «عليه السلام» أحد أولاده باسم (عبيد الله) ، وكذلك لا يشكون في العداوة والبغضاء بين الإمام الكاظم «عليه السلام» وبين هارون الرشيد وهذه العداوة لم تمنع من أن يسمي الإمام «عليه السلام» أحد أولاده باسم هارون .
                        فهذه الأسماء ليست ملكاً لأحد ولا حكرا على شخص ، وإطلالة بسيطة على أسماء أصحاب الأئمة «عليهم السلام» لوجدنا هناك الكثير الكثير من أصحاب الأئمة «عليهم السلام» ممن كان اسمهم معاوية ويزيد ومروان ... مع شدة وعظمة العداوة بين أصحاب هذه الأسماء وبين آل محمّد «صلى الله عليه وآله وسلّم» .
                        ويلفت انتباهنا هنا أن الأئمة «عليهم السلام» لم يطلبوا من أصحابهم تغيير هذه الأسماء باعتبار أن بعض مبغضي آل محمّد «صلى الله عليه وآله وسلّم» قد تسمى بهذه الأسماء ، علماً أن الروايات التي وردت عن أهل البيت «عليهم السلام» طلبت من شيعتهم أن لا يسموا أولادهم كاسم (ملك أو حكم) وذلك لمبغوضيتها لملاكات وأسباب لا تتعلق بأفراد قد تسموا بها من قبل .

                        تعليق


                        • #13
                          التسمية بالخلفاء 2

                          السؤال\ مسألة تسمية علي بن أبي طالب أولاده بأسماء الخلفاء لم أستطع هضمها , ولم لم يسمي الشيعة أولادهم بهذه الاسماء مع ان امامهم سمى أولاده بها , وذلك تسميه باسماء الخلفا ء ؟؟؟
                          الجواب\ قد ذكرنا في الاجابات السابقه التفصيل حول هذه المساله , ونذكرها مره اخرى بصياغه جديده ومطالب اخرى , وذلك لاهميه الموضوع , فنقول :
                          تسمية أي إنسان ولده باسم ما يكون لأحد أمرين :
                          الأول : حبه لشخص معين , فيحب أن يبقي ذكره بتسمية ابنه به ، كما في تسمية الإنسان ابنه باسم أبيه أو أي عزيز آخر عليه , ومن هذا القبيل تسمية كثير من الشيعة أولادهم باسم محمدوعلي و مرتضى وحسن وحسين حسين .
                          الثاني: علاقته بذلك الإسم , مع غض النظر عمن تسمى به ,ولو كان عدواً ، فمثلا يسمي ابنه بأنور, لا حباً في انورالسادات , ويسمي ابنته جيهان ,لا حباً في زوجة السادات , بل لميله إلى هذا الإسم .
                          ومن هذا القبيل تسمية كثير من الشيعة أولادهم باسم خالد أو سعد, مع أن موقفهم من خالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص معروف .
                          وبالتالي فلا يعني التسمية باسم معين حب ذلك الشخص بالضرورة , لأن الأمر دائر بين احتمالين ، وهما :
                          أن تكون التسميه من أجل حب الشخص المتسمى به .
                          أو ان تكون لحب الإسم .
                          ولايوجد دليل على أي من الأمرين حتى نلتزم بالقول أن التسمية كانت للحب ، والترجيح بلا مرجح قبيح كما يقولون في علم الكلام .
                          فمن أين للمدعي أن يثبت أن أمير المؤمنين (ع) سمى ولده أبا بكر حباً لأبي بكر، وسمى ابنه عمر حباً لعمر، وسمى ابنه عثمان حباً لعثمان ؟
                          هذا ولم يثبت أن تسمية امير المومنين أولاده كانت بترتيب الخلفاء ، فالمعروف أن عثمان بن علي الشهيد بكربلاء هو من ولد فاطمة بنت حزام الكلابية المعروفة بأم البنين ، وهو أخ قمر بني هاشم أبي الفضل العباس عليه السلام ، وأبو بكر الشهيد بكربلاء هو من ولد ليلى بنت مسعود الدارمية ، وقد أكد الشيخ المفيد في الإرشاد أن أبا بكر هي كنيته لا اسمه ، أما اسمه فهو محمد الأصغر , وأما عمر بن علي فأمه أم حبيبة بنت ربيعة . ( الإرشاد ص186 ).
                          فلايوجد أي دليل على أن التسمية كانت بالترتيب ليوافق ترتيب الخلفاء ، لو قبلنا أن اسم محمد الأصغر بن أمير المؤمنين (ع) هو أبو بكر ، لا أن هذا كنيته .
                          ثم أن أبا الفرج الإصفهاني نقل في مقاتل الطالبيين ص55 : أن أمير المؤمنين (ع) قال في ابنه عثمان : " إنما سميته باسم أخي عثمان بن مظعون ". فهنا تصريح أن التسمية لم تكن لأجل عثمان بن عفان .
                          فهل يوجد دليل على أن تسمية أمير المؤمنين (ع) أبناءه باسم أبي بكر وعمر كان لتعظيم شأن أبي بكر وعمر ، مع أن التاريخ ينقل وجود أفراد كانوا بنفس أسمائهما:
                          فقد نقل ابن الأثير في أسد الغابة أن هناك ثلاثة وعشرين صحابياً باسم عمر سوى عمر بن الخطاب ، ومنهم عمر بن أبي سلمة القرشي , وقد ذكر ابن الأثير في ترجمته : ربيب رسول الله لأن أمه أم سلمة زوج النبي .. وشهد مع علي (ع) الجمل ، واستعمله على البحرين ، وعلى فارس .
                          فلماذا لايكون هو المقصود مثلاً إذا كنتم مصرين على ضرورة الأخذ بالأمر الأول في التسمية ( أي ضرورة وجود علاقة ومحبة لصاحب الإسم ) ؟
                          هل هناك دليل على أن عمر بن الخطاب ، هو المقصود ؟؟
                          أما التسمية بأبي بكر فأولاً : لم يعلم أن أبا بكر هو اسمه ، قال ابن الأثير بعد أن عنونه باسم عبدالله بن عثمان أبوبكر الصديق : وقد اختلف في اسمه ، فقيل: كان عبد الكعبة ، فسماه رسول الله (ص) عبد الله . وقيل : إن أهله سموه عبد الله . ويقال له عتيق أيضاً .
                          كما أن ابن الأثير نقل في باب الكنى عن الحافظ أبي مسعود أن هناك صحابياً آخر اسمه أبو بكر .
                          وذكر الشيخ المفيد في الإرشاد ص194 : أن أحد أولاد الإمام الحسن عليه السلام كان اسمه عمرو ، فهل سماه تيمناً باسم عمرو بن ود ، أم عمرو بن هشام أبي جهل لعنهما الله ؟
                          وأما : لماذا لا تسمي الشيعة بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان ؟
                          فالجواب هو : أن كثيراً من الشيعة سموا بهذه الأسماء اقتداء بأمير المؤمنين ، لا بعمر بن الخطاب وأبي بكر وعثمان بن عفان . ومن جملة أصحاب الأئمة الثقات :
                          أبو بكر الحضرمي .
                          وعمر بن أذينة .
                          وعمر بن أبي شعبة الحلبي .
                          وعمر بن أبي زياد .
                          وعمر بن أبان الكلبي .
                          وعمر بن يزيد بياع السابري .
                          وعثمان بن سعيد العمري .
                          بل إن في الثقات من أصحاب الأئمة من كان اسمه معاوية ويزيد مثل : معاوية بن عمار ، ومعاوية بن وهب ، ويزيد بن سليط .
                          ولم نسمع أن الأئمة نهوا عن التسمية بتلك الأسماء .
                          نعم ورد النهي على نحو الكراهة التسمية بخالد وحارث ومالك وحكيم والحكم وضريس وحرب وظالم وضرار ومرة ، واستحباب التسمية بما فيه عبودية الله مثل : عبد الله وعبد الرحمن ، والتسمية بأسماء الأنبياء وبالخصوص اسم نبينا محمد (ص) وأسماء الأئمة ، وخصوصاً اسم علي (ع) ، والتسمية باسم أحمد وطالب وحمزة وفاطمة .
                          وقد يقال : إذن لماذا لا تسمون الآن أبناءكم باسم أبي بكر وعمر ؟
                          فالجواب هو : أن النص الوارد هو استحباب التسمية باسم النبي والأئمة والأنبياء ، والاسم الذي فيه العبودية لله ، وهذا ما نراه بوضوح في أسماء أغلب الشيعة اليوم .
                          ومن لايسمي بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان فهو بالخيار ، وقد يتعمد في عدم الذكر , لأن حقائق الأمور في أزمنة الأئمة الأوائل كأمير المؤمنين (ع) والسبطين (ع) كانت أكثر وضوحاً ، فمن السهولة أن يعرف الإنسان موقفهما من الشيخين وعثمان ، وبالتالي يعرف أن وجه التسمية لا تعود إلى حبهم للشيخين وعثمان ، بل لأنهم كانوا يحبون هذه الأسماء أو يحبون بعض الصالحين المنطبقة عليهم من غير الخلفاء الثلاثة كعثمان بن مظعون .
                          أما في هذا الزمان , فقد يختلط الأمر على البعض كما اختلط مثلاً على البعض هناالذين يظنون أن اسم أبي بكر يراد منه أبو بكر فقط ، وكذلك البقية! ولهذا السبب لا تسمي أكثر الشيعة أولادهم بأسماء الخلفاء الثلاثة ,حتى لا يحصل توهم في هذا الأمر ، وخصوصاً أن القضية ليست محصورة .. فإما أن تختار أسماء هؤلاء وإلا فأنت لست من أتباع أهل البيت عليهم السلام !!
                          إن التسمية بمجردها لا توجد فيها أيّ دلالة على حقانية أبي بكر وعمر وعثمان بالخلافة ، ولا يمكن أن تقف قبال الأدلة العلمية من قبيل حديث الغدير وحديث المنزلة وحديث (وهو ولي كل مؤمن من بعدي) والذي أنكره ابن تيمية بشدة لعلمه بمدلوله وصححه الألباني بسهولة ومرونة .
                          وفي الواقع لو رجعنا إلى العرف الاجتماعي والإنساني لرأينا أن العداوات والمشاكل بين الأفراد لا تمنع من أن يسمي الإنسان أحد أولاده باسم عدوه ونده مادام هذا الاسم من الأسماء ليس حكرا لأحد في المجتمع ، وكمثال على ذلك لو عاداني شخص في وقتنا المعاصر وكان اسمه محمّد أو أحمد الخ فإن هذا لا يمنع أن اسمي أحد أولادي بهذا الاسم بعد أن فرضنا إنه منتشر .
                          وهنا هل كانت هذه الأسماء (أبو بكر وعمر وعثمان) منتشرة أم إنها كانت نادرة ؟
                          فلنراجع كتب التاريخ ومعاجم الصحابة وتراجمهم ولنرى هل كانت هذه الأسماء حكرا على الخلفاء أم إنها مشهورة معروفة , ولنذكر أسماء الصحابة ونغض النظر عن أسماء الكفار والمشركين وغيرهم .
                          كنية أبي بكر :
                          1 ـ أبو بكر بن شعوب الليثي واسمه شداد
                          2 ـ أبو بكر (عبد الله بن الزبير)
                          الصحابة الذين كان اسمهم عمر :
                          1 ـ عمر اليماني
                          2 ـ عمر بن الحكم السلمي
                          3 ـ عمر بن سراقة (ممن شهد بدراً)
                          4 ـ عمر بن سعد (أبو كبشة الانماري)
                          5 ـ عمر بن سفيان بن عبد الأسد (ممن هاجر إلى الحبشة)
                          6 ـ عمر بن عمير بن عدي الأنصاري
                          7 ـ عمر بن عوف النخعي
                          8 ـ عمر بن يزيد الكعبي
                          9 ـ عمر بن عمرو الليثي
                          10 ـ عمر بن منسوب
                          11 ـ عمر بن لاحق
                          12 ـ عمر بن مالك
                          13 ـ عمر بن مالك القرشي الزهري (ابن عم والد سعد بن أبي الوقاص)
                          14 ـ عمر بن معاوية الغاضري
                          15 ـ عمر الأسلمي
                          16 ـ عمر بن أبي سلمة (ربيب النبي «صلى الله عليه وآله وسلّم» أمه أم سلمة)
                          17 ـ عمر الخثعمي
                          أسماء الصحابة ممن كان اسمهم عثمان :
                          1 ـ عثمان بن أبي الجهم الأسلمي
                          2 ـ عثمان بن حكيم
                          3 ـ عثمان بن حميد
                          4 ـ عثمان بن حنيف
                          5 ـ عثمان بن ربيعة بن اهبان (هاجر إلى الحبشة)
                          6 ـ عثمان بن ربيعة الثقفي
                          7 ـ عثمان بن سعيد بن أحمر الأنصاري
                          8 ـ عثمان بن شماس المخزومي
                          9 ـ عثمان بن طلحة بن أبي طلحة
                          10 ـ عثمان بن أبي العاص
                          11 ـ عثمان بن عمار (والد أبي بكر)
                          12 ـ عثمان بن عبد غنم الفهري (هاجر إلى الحبشة)
                          13 ـ عثمان بن عبيد الله التميمي
                          14 ـ عثمان بن عثمان الثقفي
                          15 ـ عثمان بن عمرو (شهد بدرا)
                          16 ـ عثمان بن مظعون (الصحابي الجليل الذي قبّله النبي «صلى الله عليه وآله وسلّم» وهو ميت)
                          إذن نرى أن هذه الأسماء منتشرة ومشهورة وليست موقوفة على بعض الناس وليست ملكاً لبعض الأفراد ، ومجرد تسمية الإمام «عليه السلام» لبعض أولاده بهذه الأسماء بعد أن ثبت انتشارها لا يدل على المحبة المدعاة والمودة المزعومة .
                          هذا وحتى لو شك القوم في إنها يمكن أن تدل على المحبة بين الإمام «عليه السلام» وبين الخلفاء ، فاعتقد أنهم لا يشكون بالعداوة والبغضاء القائمة بين الإمام السجاد «عليه السلام» وبين عبيد الله بين زياد قاتل الإمام الحسين «عليه السلام» وهذه العداوة لم تمنع من أن يسمي الإمام السجاد «عليه السلام» أحد أولاده باسم (عبيد الله) .
                          وكذلك لا يشك القوم في العداوة والبغضاء بين الإمام الكاظم «عليه السلام» وبين هارون الرشيد , وهذه العداوة لم تمنع من أن يسمي الإمام «عليه السلام» أحد أولاده باسم هارون .
                          فهذه الأسماء ليست ملكاً لأحد ولا حكرا على شخص ، وإطلالة بسيطة على أسماء أصحاب الأئمة «عليهم السلام» توحي لنا بان هناك الكثير الكثير من أصحاب الأئمة «عليهم السلام» ممن كان اسمهم معاوية ويزيد ومروان ... مع شدة وعظمة العداوة بين أصحاب هذه الأسماء وبين آل محمّد «صلى الله عليه وآله وسلّم» .
                          ويلفت انتباهنا هنا أن الأئمة «عليهم السلام» لم يطلبوا من أصحابهم تغيير هذه الأسماء باعتبار أن بعض مبغضي آل محمّد «صلى الله عليه وآله وسلّم» قد تسمى بهذه الأسماء ، علماً أن الروايات التي وردت عن أهل البيت «عليهم السلام» طلبت من شيعتهم أن لا يسموا أولادهم باسم (ملك أو حكم) وذلك لمبغوضيتها , وذلك لملاكات وأسباب لا تتعلق بأفراد قد تسموا بها من قبل

                          تعليق


                          • #14
                            التسمية بالخلفاء 3

                            السؤال\ ردك غير منطقي.
                            على فرض أن كلامك صحيح، خلاص ضاقت الدنيا بالإمام فسمى أولاده بمن اغتصبوا منه الخلافة.
                            أنا لو ابراهيم اغتصب حقي قطعا لن اسمي ابني ابراهيم، الا اذا كان هذا الولد ولد بعد اغتصاب حقي فهذا شيء آخر.
                            الجواب\ انك تريدي ان تقول ان الامام علي عليه السلام مثل باقي الناس اذا أُغتصب حقهم فانهم سوف يحملون من الحقد ما لا يستطيعون بعدها من التعامل مع الخصم الا بالكراهية والضغينة والتنفر من كل ما يتعلق بالخصم حتى الاسم.
                            ولكن هذا غير صحيح في حق الامام عليه السلام..
                            فانت مثلا قد لا تطيق النظر في وجه خصمك ..لكن الامام عليه السلام قد تعامل مع اشد اعدائه بمنتهى اللين والمجادلة بالتي هي احسن.
                            قال رسول الله (( مروتنا اهل البيت العفو عمن ظلمنا واعطاء من حرمنا)) بحار الانوارج 74 ص141.
                            فنحن يجب ان لا تقارن تصرفاتنا مع تصرفاتهم.. فهم اعلى مقاماً وارفع شأناً..
                            وهدفهم الاول والخير الهداية .. فهم الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا

                            تعليق


                            • #15
                              مناظرة

                              قال البرَاء بن عازب من حديث له في أمر الخلافة :
                              فانطلق أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح ، حتى دخلوا على العباسبن عبد المطلب في الليلة الثانية من وفاة رسولاللهصلّىاللهعليه وآله .
                              قال : فتكلم أبو بكر فحمداللهجل وعز وأثنى عليه ثم قال : إناللهبعث لكم محمداً نبياً ، وللمؤمنين ولياً ، فمنّاللهعليهم بكونه بين ظهرانيهم ، حتى اختار له ما عنده، وترك للناس أمرهم ليختاروا لانفسهم مصلحتهم متفقين لا مختلفين ، فاختاروني عليهمواليا ، ولامورهم راعيا ، فتوليت ذلك وما أخاف بعوناللهوهناً ولا حيرة ولا جبنا ، وما توفيقي إلا بالله، غير أني لا أنفك من طاعن يبلغني فيقول بخلاف قولالعامة ، فيتخذكم لجأً فتكونوا حصنه المنيع ، وخطبه البديع ، فإمّا دخلتم مع فيمااجتمعوا عليه ، أو صرفتموهم عمَّا مالوا إليه ، فقد جئناك ونحن نريد أن نجعل لك فيهذا الامر نصيبا يكون لك ولعقبك من بعدك ، إذ كنت عم رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله وسلّمـ وإن كان الناس أيضا قد رأوا مكانك ومكان صاحبك فعدلوا بهذا الامر عنكما .
                              فقال عمر(2) : إي والله،واُخرى ، يا بني هاشم على رسلكم فإن رسولاللهمناومنكم ، ولم نأتكم لحاجة منا إليكم ولكن كرهنا أن يكون الطعنُ فيما اجتمع عليهالمسلمون، فيتفاقم الخطب بكم فانظروا لانفسكم وللعامة .
                              فتكلم العباس فقال : إناللهابتعث محمدا ـ صلّى عليهوآله وسلّم‌ ـ‍ كما وصفت نبيا وللمؤمنين وليا ، فإن كنت برسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله وسلّمـ طلبت هذا الامر فحقنا أخذت ، وإن كنت بالمؤمنين طلبت فنحن منهم ، ما تُقدّمنا فيأمرك ولا تشاورنا ولا تؤامرنا ، ولا نحب لك ذلك إذ كنا من المؤمنين وكنا لك منالكارهين !!
                              وأما قولك أن تجعل لي في هذا الامر نصيبا،فإن كان هذا الامر لك خاصة ، فأمسك عليك فلسنا محتاجين إليك ، وإن كان حق المؤمنينفليس لك أن تحكم في حقهم ، وإن كان حقنا فإنا لا نرضى منك ببعضه دون بعض ، وأماقولك يا عمر إن رسولاللهمنا ومنكم ، فإن رسولاللهشجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها فنحن أولى به منكم؟!
                              وأما قولك إنا نخاف تفاقم الخطب بكم بهذا الّذيفعلتموه أوائل ذلك واللهالمستعان(3)فخرجوا من عنده وأنشأ العباس يقول(4) :
                              ما كنت‌ أحسب هذا الامر منحرفا
                              *
                              عن هاشم ثم منهم عن أبي حسـن
                              أليـس أول مــن صلّى لقبلتكم
                              *
                              وأعلم الناس بالاثـار والســنـن
                              وأقرب الناس عـهدا بالنبي ومن
                              *
                              ‌جبريل عون له بالغسل والكـفـن
                              من فيه ما في جميـع الناس كلهم
                              *
                              ‌وليس في الناس ما فيه من الحـسن
                              مـن ذا الذي ردكم عـنه فنعرفه‌
                              *
                              ها أن بيعتكم من أول الفـتـن(5)

                              ____________
                              (1) هو: العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، عم رسولاللهصلّى اللّه عليه وآله وسلّم، يكنى أبا الفضل ، كانشريفاً مهيباً عاقلاً جميلاً ، صبيحاً حلو الشمائل ، وله عدة احاديث يرويها عن رسولاللهصلّىاللهعليه وآلهوسلّم ، ووردت في حقه روايات تتضمن اصرار النبي ـ صلّىاللهعليه وآله وسلّم ـ على اكرامه وعدم هضمه، أسلم قبلالهجرة ، وخرج يوم بدر مع المشركين مكرهاً واستأسر للمسلمين ثم فدى نفسه، كانتولادته قبل النبي صلّىاللهعليه وآله وسلّم بثلاث سنين، وتوفي سنة اثنين وثلاثين وهو ابن ثمان وثمانين سنة .
                              راجع ترجمته في: سير أعلام النبلاء ج 2 ص 78 ، تاريخ البخاري ج 7 ص 2، تهذيب الكمالج 14 ص 225 ، تنقيح المقال للمامقاني ج 2 ص 126 .
                              (2)
                              فاعترض كلامه عمر وخرج الىمذهبه فى الخشونة والوعيد ، وإتيان الامر من أصعب جهاته . فقال : أي والله، واخرى لم نأتكم حاجة اليكم ولكن كرهنا... (الخ) . هكذافي شرح النهج ج 1 ص 220 .
                              (3)
                              الى هنا تجد هذه المناظرة في شرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 220 .
                              (4)
                              ذكر هذه الابيات الجويني في فرائد السمطين ج 2 ص 82 ونسبها الىالعباس بن عبد المطلب (رض).
                              وذكرها ايضا اليعقوبي فيتاريخه ج 2 ص 126 ط دار صادر بيروت ، وج 2 ص 103 ط‍ الغري النجف ، ونسبها الى عتبةابن أبي لهب ، ولم يذكر البيت الخامس .
                              وذكرها الشيخالمفيد (ره) في كتابه الجمل ص 58 ونسبها الى عبداللهبنأبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب .
                              وذكرها ايضا ابن أبيالحديد في شرح النهج ج 13 ص 232 ، ونسبها الى أبي سفيان بن حرب بن أمية .
                              (5)
                              كتاب سليم بن قيس ص 76 منشورات دار الكتاب الاسلامية وط آخرى ص 27 بتحقيق السيدعلاء الدين الموسوي .
                              كتاب سليم بن قيس كتابٌ مشهور معتمدعليه عند المحدثين والمؤرخين ، قال عنه ابن النديم في الفهرس ص 307 : أول كتاب ظهرللشعية كتاب سليم ، وذكر ذلك أيضاً في محاسن الرسائل في معرفة الاوائل ، وروى عنسليم غير واحد من أعلام العامة منهم : الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ، والجوينيفي فرائد السمطين ، والقندوزي الحنفي في ينابيع المودة ، والسيد أبو شهاب الهمدانيفي مودة القربى وغيرهم.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
                              ردود 119
                              18,092 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                              استجابة 1
                              100 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                              استجابة 1
                              71 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                              ردود 2
                              154 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 09-01-2023, 12:42 AM
                              استجابة 1
                              160 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X