إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الجامع المقنع في الرد على شبهات المخالفين و الوهابية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    يقول ابن عباس :
    إنّي لاماشي عمر في سكة من سكك المدينة ،يده في يدي .
    فقال : يابن عباس ، ما أظنّ صاحبك إلاّمظلوما ، فقلت في نفسي : واللهلا يسبقُني بها .
    فقلت : يا أمير المؤمنين ، فاردُدْ اليه ظلاّمتَه ،فانتزع يدَه من يدي ، ثم مرّ يهمهم ساعة ثم وقف ، فلحقته .
    فقال لي : يابن عباس ، ما أظنّ القوم منعهم من صاحبك إلاّ أنّهماستصغروه.
    فقلت في نفسي : هذه شرّ من الاولى ، فقلت : واللهما استصغرهاللهحينأمرَه أن يأخذ سورة برأة من أبي بكر(1)
    قال : فأعرض عني وأسرع ، فرجعت عنه(2)
    ____________
    (1)
    روى احمد بن حنبل في مسنده ج 1 ص 3 : عن أبي بكر انالنبي ـ صلّىاللهعليه وآله ـ بعثه ببرأة لاهل مكة ( لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة الا نفس مسلمة منكان بينه وبين رسولاللهمدة فأجله الى مدته واللهبريء من المشركين ورسوله ) .
    قال : فساربها ثلاثا ثم قال ـ صلّىاللهعليه وآله ـ : لعلي ـ عليه السلام ـ الحقه فرد عليِّ أبا بكر وبلغها أنت ، قال : ففعل قال : فلماقدم على النبي ـ صلّىاللهعليه وآله ـ أبو بكر بكىوقال : يا رسول اللّه حدث فيّ شيء .
    قال ـ صلّىاللهعليه وآله ـ : ما حدث فيك الاخير ولكن أُمرتُ ان لايبلّغه إلاّ أنا أو رجل مني .
    وللحديث مصادر كثيرة منها:
    صحيح الترمذي ج 5 ص 257 ح 3091 ، المستدرك للحاكم ج 2 ص 331 ،تفسير الطبري ج 10 ص 45 ، الدر المنثور للسيوطي ج 3 ص 209 وص 210 ، الكشاف للزمخشريج 2 ص 243 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 6 ص 45 ، فرائد السمطين ج 1 ص 61 ح 28 وص 328 ح 255 ، الغدير للاميني ج 3 ص 245 وج 6 ص 338.
    (2)
    السقيفة للجوهري ص 70، شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 45 ، كشف اليقين للحلي ص 461 ح 561، كشف الغمةج 2 ص 45 .

    تعليق


    • #47
      قال ابن عباس :
      دخلتُ على عُمَر في أوّل خلافته ، وقداُلقِيَ له صاعٌ من تمر على خصفة(2)، فدعاني إلى الاكل ، فأكلت تمرةواحدة ، وأقبل يأكل حتّى أتى عليه ، ثم شرب من جَرٍّ(3)كان عنده ،واستلقى على مِرْفقةٍ له ، وطفق يَحْمَدُالله، يكررذلك ، ثم قال : من أين جئت يا عبدالله؟ قلت : منالمسجد.
      قال : كيف خلّفت ابن عمك ؟ فظننته يعني عبداللهبن جعفر .
      قلت : خلّفتُه يلعبُمع أترابه .
      قال : لم أعنِ ذلك ، إنّما عنيتُ عظيمكم أهلالبيت .
      قلت : خلّفُته يمتح بالغرْب(4)علىنخيلات من فلان ، وهو يقرأ القرآن .
      قال : عبدَالله، عليك دماء البُدن إن كتمتنيها ؟ هل بقي في نفسه شيء منأمر الخلافة ؟ قلت : نعم .
      قال : أيزعم أنّ رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله وسلّمـ نص عليه ؟ قلت : نعم وأزيدك ، سألت أبي عَمّا يدّعيه ، فقال : صدَق .
      فقال عمر : لقد كان من رسولاللهـصلّىاللهعليه وآله ـ في أمره ذَرْوٌ(5)منقول لا يثبتُ حُجّةً ، ولا يقطع عذرا ، ولقد كان يربَع في أمره وقتا ما، ولقد أرادفي مرضه أن يصرّح باسمه(6)فمنعت من ذلك(7)إشفاقا وحيْطةعلى الاسلام ! لا ورّب هذه البنيّة لا تجتمع عليه قريش أبدا ؟ولو وليها لا نتقضتْ عليه العرب من أقطارها ، فعلم رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله ـأنّي علمت ما في نفسه ، فأمسك ، وأبىاللهإلا إمضاء ماحتم(8).
      ____________

      (1)
      هو : عبداللهبن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ،أبو العباس الهاشمي المكّي ابن عم رسولاللهصلّىاللهعليه وآله وسلّم ، أمه لبابة بنت الحارث أخت ميمونة زوجالنبي صلّىاللهعليه وآله وسلّم، وَولد قبل الهجرة فيالشعب بثلاث سنين ، هاجر الى المدينة المنورة مع أبويه عام الفتح ، وصحب رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله وسلّمـ ثلاثين شهراً ، وكان عمره حين وفاة النبي صلّىاللهعليه وآله وسلّم ، كما روى عنه الكثير من الصحابة والتابعين ، كان محبا لعليـ عليه السلام ـ وتلميذه ، وحاله في الاخلاص والموالات والنصرة لامير المؤمنين ـعليه السلام ـ والذب عنه والخصام في رضاه والموازرة من لا شبهة فيه ، وهو حبر هذهالامة وعالمها ، دعى له النبي ـ صلّىاللهعليه وآلهوسلّم ـ بالفقه والحكمة والتأويل ، وقال عنه معروف : كنت اذا رأيت عبداللهبن عباس قلت : أجمل الناس ، فاذا تحدث قلت أعلم الناس ،فاذا تكلم قلت : افصح الناس ، وقد استفاض في الاخبار من مجادلته مع عمر بن الخطاب ،ومعاوية وغيرهم في الخلافة ، وكف بصره في آخر عمره ، ومات بالطائف سنة ثمان او تسعوستين ، وقال في مرضه الذي توفي فيه : اللهم اني أحيا على ما حيي به علي بن أبيطالب ـ عليه السلام ـ وأموت على ما مات علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ ثم مات ،وصلى عليه محمد بن الحنفية .
      راجع ترجمته في : تنقيحالمقال للمامقاني ج 2 ص 191 ، سير أعلام النبلاء ج 3 ص 331 ، الطبقات لابن سعد ج 2ص 365 ، حلية الاولياء ج 1 ص 314 .
      (2)
      الخصفة : الجلة تعمل من الخوص للتمر .
      (3)
      الجر : آنية من خزف ، الواحدة جرة .
      (4)
      الغرب : الدلو .
      (5)
      ذرو : طرف .
      (6)
      اشارة الى قول النبي ـ صلّىاللهعليهوآله ـ : آتوني بدواة وكتف لاكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده .
      (7)
      اعتراف الخليفةعمر انما صد عن كتابة الكتاب حتى لا يجعل الامر لعلي ـ عليه السلام ـ .
      راجع : شرح نهج البلاغة ج 12 ص 78 ـ 79 . ومما يفيد ذكره هنابمناسبة منع عمر لكتابة الكتاب ما ذكره المرحوم الشهيد الصدر (قدس سره) يقولالدكتور التيجاني في كتابه ثم اهتديت ص 98 ـ 99 : وإني لا زلت أذكر إجابة السيدمحمد باقر الصدر ، عندما سألته : كيف فهم سيدنا عمر من بين الصحابة ما يريد الرسولـ صلىاللهعليه وآله وسلم ـ كتابته وهو استخلاف علي ـعليه السلام ـ على حد زعمكم ، فهذا ذكاء منه ؟! قال السيد الصدر : لم يكن عمر وحدهفهم مقصد الرسول ، ولكن أكثر الحاضرين فهموا ما فهمه عمر ، لانه سبق لرسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله ـ أنقال مثل هذا إذ قال لهم : إنيّ مخلّف فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ماإن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً ، وفي مرضه قال لهم : هلمّ أكتب لكم كتاباًلا تضلّوا بعده أبداً ، ففهم الحاضرون ومن بينهم عمر أن رسولاللهـ صلىاللهعليه وآله ـ يريدأن يؤكد ما ذكره في غدير خم كتابيّاً ، وهو التمسك بكتاباللهوعترته ، وسيد العترة هو علي ـ عليه السلام ـ ، فكأنه ـ صلىاللهعليه وآله ـ أراد أن يقول : عليكم بالقرآن وعلي ، وقدقال مثل ذلك في مناسبات أخرى كما ذكر المحدّثون .
      (8)
      شرح نهج البلاغة لابن أبيالحديد ج 12 ص 20 ـ 21، كشف اليقين في فضائل امير المؤمنين للحلي ص462 ح 562، كشفالغمة ج 2 ص 46 ، بحار الانوار ج 38 ص 156 .

      تعليق


      • #48
        ومن كلام دار بينهما ، قال له عثمان : إني أنشدك يا بن عباس الاسلام والرَّحم ، فقدواللهغلبت وابتليت بكم ، واللهلوددت أنّ هذا الامر كان صار إليكم دوني فحملتمُوه عنّي ، وكنت أحد أعوانكمعليه، إذاً واللهلوجدتموني لكم خيرا مما وجدتكم لي ،ولقد علمت أن الامر لكم ، ولكن قومكم دفعوكم عنه واختزلوه دونكم ، فواللهما أدري أدفعوه عنكم أم دفعوكم عنه ؟!
        قال ابن عباس : مهلاً يا أمير المؤمنين ، فإنّا ننشدكاللهوالاسلام والرحم ، مثل ما نشدتنا ، أن تطمِع فينا وفيكعدوا ، وتُشمت بنا وبك حسوداً ! إن أمرَك‌ إليك ما كان قولاً ، فإذا صار فعلاً فليسإليك ولا في يديك، وإنّا واللهلنخالفن إن خولفنا ،ولننازعنّ إن نوزعنا ، وما تمنّيك أن يكون الامر صار إلينا دونك‌ إلاّ أن‌ يقول‌قائل ‌منا ما يقوله ‌الناس ‌ويعيب ‌كما عابوا !
        فأما صرْفقومنا عنّا الامر فعن حسدٍ قد واللهعرفته ، وبغي قدواللهعلمته ، فاللهبينناوبين قومنا !
        وأما قولك : إنك لا تدري أدفعوه عنّا أمدفعونا عنه ؟ فلعمري إنّك لتعرف أنه لو صار إلينا هذا الامر ما زدنا به فضلاً إلىفضلنا ولا قدرا إلى قدرنا وإنّا لاهلُ الفضل وأهل القدر ، وما فضل فاضل إلا بفضلنا، ولا سبق سابق إلاّ بسبقنا ، ولولا هدينا ما اهتدى أحد ولا أبصروُا من عمى ، ولاقصدوا من جَوْر ... الخ(1) .
        ____________

        (1)
        شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج 9 ص 9 ، الموفقيات ص 606.

        تعليق


        • #49
          حضر عبداللهبن عبّاس مجلس معاوية بن أبي سفيان فأقبلعليه معاوية .
          فقال : يابن عبّاس إنّكم تريدون أن تُحرزواالامامة كما اختصصتم بالنبوَّة ، واللهلا يجتمعان أبدا، إنَّ حجَّتكم في الخلافة مشتبهةٌ على الناس ، إنَّكم تقولون : نحن أهل بيت النبيّـ صلّىاللهعليه وآله ـ فما بال خلافة النبوَّة فيغيرنا ؟
          وهذه شبهة لانّها تشبه الحقَّ وبها مسحة من العدل، وليس الامر كما تظنُّون ، إنَّ الخلافة تتقلب في أحياء قريش برضا العامّة ، وشورىالخاصّة ولسنا نجد الناس يقولون: ليت بني هاشم ولونا ، ولو ولونا كان خيرا لنا فيدنيانا وأخرانا ، ولو كنتم زهدتم فيها أمس كما تقولون ، ما قاتلتم عليها اليوم ،واللهلو ملكتموها يا بني هاشم لما كانت ريح عاد ولاصاعقة ثمود بأهلك للناس منكم .
          فقال ابن عبّاس ـ رحمهاللهـ : أمّا قولك يا معاوية: إنّا نحتجُّ بالنبوَّةفي استحقاق الخلافة ، فهو واللهكذلك ، فإن لم تُستحقَّالخلافة بالنبوَّة ، فبم تُستحقُّ ؟
          وأمّا قولك: إنَّالخلافة والنبوَّة لا يجتمعان لاحد ، فأين قولاللهعزَّ وجلَّ : ( أم يحسُدونَ النّاسَ على ما آتاهُمُاللهمن فَضلِه ، فقد آتينا آلَ ابراهيم الكِتَابَوالحِكْمَة وآتيناهُمْ مُلكا عظيما )(1) فالكتاب هو النبوَّة ،والحكمة هي السنّة ، والملك هو الخلافة ، فنحن آل إبراهيم ، والحكم بذلك جار فيناإلى يوم القيامة .
          وأمّا دعواك على حجّتنا أنّها مشتبهة ،فليس كذلك ، وحجّتنا أضوأ من الشمس وأنور من القمر ، كتاباللهمعنا ، وسنَّة نبيّه ـ صلّىاللهعليه وآله ـفينا ، وإنّك لتعلم ذلك ، ولكن ثنى عطفك وصعَّرك(2)قتلنا أخاك وجدَّكوخالك وعمَّك ، فلا تبك على أعظُم حائلة وأرواح في النار هالكة ، ولا تغضبوا لدماءأراقها الشرك ، وأحلّها الكفر ، ووضعها الدِّين .
          وأمّاترك تقديم النّاس لنا فيما خلا ، وعدولهم عن الاجماع علينا ، فما حُرموا منّا أعظمممّا حُرمنا منهم ، وكلُّ أمرٍ إذا حصل حاصله ثبت حقّه ، وزال باطله .
          وأمّا افتخارك بالملك الزائل ، الّذي توصّلت إليه بالمحال الباطل، فقد ملك فرعون من قبلك فأهلكهالله، وما تملكون يومايا بني أميَّة إلاّ ونملِكُ بعدكُم يومين ، ولا شهرا إلاّ شهرين ، ولا حولاً إلاّملكنا حولين .
          وأمّا قولك : إنّا لو ملكنا كان ملكناأهلَكَ للناس من ريح عاد وصاعقة ثمود ، فقولاللهيكذِّبك في ذلك قالاللهعزَّوجلّ : ( وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين )(3) فنحن أهلبيته الادنون ، وظاهر العذاب بتملّكك رقاب المسلمين ظاهر للعيان ، وسيكون من بعدكتملّك ولدك وولد أبيك أهلك للخلق من الرِّيح العقيم ، ثمَّ ينتقم اللّه بأوليائه ،وتكون العاقبة للمتّقين(4) .
          ____________
          (1)
          سورة النساء : الآية 54 .
          والجدير بالذكر أنهذه الآية الشريفة نزلت في أهل البيت ـ عليهم السلام ـ وأنهم هم المحسودون ، كماورد عن الامام الباقر ـ عليه السلام ـ في تفسير هذه الآية انه قال : نحن الناسالمحسودون والله .
          راجع : شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي ج 1 ص 183 ح 195 ـ 198 ، مناقب الامام علي بنأبي طالب ـ عليه السلام ـ لابن المغازلي الشافعي ص 267 ح 314 ، ينابيع المودةللقندوزي الحنفي ص 298 ، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص 152 ، نور الابصارللشبلنجي ص 102 ط السعيدية و ص 101 ط العثمانية ، اسعاف الراغبين للصبان الشافعيبهامش نور الابصار ص 108 ط السعيدية وص 100 ط العثمانية ، الغدير للاميني ج 3 ص 61 .
          (2)
          قال الجوهري : « يقال ثني فلان عَنّي عطفه ، اذا عرض عنك . وقال : صعّرخدَّه وصاعر : أي أماله من الكسر » . ومنه قوله تعالى : ( ثانيعِطْفهِ لِيُضلّ عن سبيلِاللهله في الدُّنيا خِزيٌونُذيقُه يَومَ القيامة عَذاَب الحَريق ) سورة الحج : الآية 9 ، صحاحالجوهري ج 4 / ص 1405 .
          (3)
          سورة الانبياء : الآية 107 .
          (4)
          أمالي الشيخالمفيد ص 15 ، بحار الانوار ج 44 ص 117 ح 11 .

          تعليق


          • #50
            سؤال\ حديث الثقلين الذي فيه ( القرآن وعترتي أهل بيتي ) يروج الآن المخالفين أنه لا يدل على وجوب الاقتداء بأهل البيت وأنه فقط بالقرآن وأن الواو لا تدل على العطف ؟؟ والأمر الآخر أن الأحاديث الصحيحة الموجودة في كتب السنة - الصحاح- لا يوجد سوى لفظ به أي القرآن وليس بهما أي أن الوارد ما إن تمسكتم به وليس ما أن تمسكتم بهما ، وهنا يدّعون أن به خاص فقط بالقرآن والواو ليست للعطف ؟ وثانيا لا يوجد في كتبهم المعتمدة حديث صحيح بلفظ بهما ؟؟ والادعاء الأخير عدم وجود هذا الحديث صحيحا ومتواترا وعلى شروطكم في كتب الشيعة ؟؟؟

            الجواب\ التشكيك في الحديث يعكس مدى تأثيره الواضح في كشف الحقيقة وإزالة الريب، ولما كان متنه على درجة عالية من الوضوح والصراحة لجئوا إلى التحايل والتضليل بالابتعاد عن الأساليب العلمية الرصينة إلى حيل تناسب الدعايات المغرضة والتضليل الإعلامي ولا تمت إلى الأمانة العلمية بصلة.

            ففي مسند أحمد، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله ص: ( إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء و الأرض أو ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض). انتهى

            وفيه عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ص: إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض). انتهى

            وفيه أيضا: حدثنا عبدالله: حدثني أبي ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا شريك عن الركين عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال: قال: ( إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله وأهل بيتيوإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض). انتهى

            وفي كتاب فضائل الصحابة للنسائي: عن زيد بن أرقم قال : لما رجع رسول الله ص عن حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ثم قال إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ثم أخذ بيدي علي فقال من كنت وليه فهذا وليه اللهم والي من والاه وعاد من عاداه. الحديث

            وفي المستدرك للحاكم النيسابوري عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله ص عن حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ثم قال إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ثم أخذ بيدي علي فقال من كنت وليه فهذا وليه اللهم والي من والاه وعاد من عاداه. الحديث ( قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله)انتهى

            وفيه: عن زيد بن أرقم: قال: نزل رسول الله ص بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام فكنس الناس ما تحت الشجرات ثم راح رسول الله ص عشية فصلى ثم قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول ثم قال: أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تظلوا إن اتبعتموهما وهما كتاب الله وعترتي أهل بيتي ثم قال أتعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات قالوا نعم فقال رسول الله ص من كنت مولاه فهذا علي مولاه ). انتهى (يقول الحاكم: صحيح على شرطهما)

            إذا الكلام كله في هذه الأحاديث وغيرها عن ثقلين اثنين !!!!!!!!!!!!!!!

            وأما كلمة به في بعض أخبار حديث الثقلين كما في سنن الدارمي عن جابر بن عبدالله قال: رأيت رسول الله ص في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول يا أيها الناس إني تركت فيكم من ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي.) انتهى ورواه الترمذي في سننه

            وأما ما في سنن الترمذي عن زيد بن أرقم أنه قال: قال رسول الله ص (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما) هذا حديث حسن غريب !!! . انتهى ، فالضمير في (به) يعود على كلمة ما أو من على اختلاف النسخ، والكلمة مفردة فعاد الضمير عليها مفردا ولكن الرواية لم تنته حتى فسر الرسول ص مراده وصرح بمقصوده من هذه الكلمة وأن التمسك لا يكون بطرف واحد وإنما يكون بطرفين لابد من الأخذ بهما معا وأي إخلال في ذلك – حت لو تمسك بأحدهما وترك الآخر – فسيؤدي إلى ضلال...

            فكلمة به لا تعود على القرآن الكريم لوحده كما زعم المبطلون، بل تعود على إلى الكتاب والعترة، لأنهما المراد ب (ما) أو (من)، لا سيما مع ملاحظة الألسن المتقدمة للخبر والصريحة في التثنية، فلا يبقى مجال لأدنى شك في المراد بالحديث ...

            وأما وجود أو عدم وجود كلمة (بهما) فلا يقدم ولا يؤخر بعد صراحة الروايات المتعددة ووضوحها في التثنية والتصريح بالمراد من الثقلين وأنه الكتاب والعترة . فلا حاجة للوقوف عند هذه المناقشة المتهاوية بعد ما تقدم !!!

            وأما دعوى عدم وجود حديث حديث الثقلين في كتب الشيعة فهي دعوى باطلة قطعا، والحديث مسلم عند الشيعة، ومروي بطرق صحيحة في كتب الشيعة، والأحاديث الدالة على إمامة أهل البيت ع وأنهم الحجة على الناس بعد رسول الله ص كثيرة جدا تفوق حد التواتر المعنوي، فلا يحتاجون إلى هذا الحديث بالخصوص إلا في مقام إلزام الغير به !!!!

            ثم دعوى عدم وجوده في كتب الشيعة لا يعفي العامة من الالتزام به بعد وجوده في كتبهم ووروده من طرقهم الصحيحة !!!

            تعليق


            • #51
              السؤال\ لقد ذكر لي أحدهم التالي: ثم إن كتبكم فيها ان عمر بن الخطاب قد لقب بالفاروق
              واليك النص من كتاب نهج البلاغة والذي لا يكاد بيت شيعي يخلو منه
              قال الإمام علي رضي الله عنه –ع- في مدح – اللعينين - أبي بكر وعمر- أخزاهما الله ولعنهما-
              ((
              وكان أفضلهم في الإسلام كما زعمت وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق والخليفة الفاروق ولعمري أن مكانهما في الإسلام لعظيم وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد رحمهما الله وجزاهما بأحسن ما عملاً ))
              شرح نهج البلاغة للميثم البحراني (( 1 / 31 )).
              يتضح من هذا أن عليا رضي الله عنه لقب أبا بكر بالخليفة الصديق ولقب عمر بالفاروق وأظهر في قوله بأفضليتهما وتضحياتهما للإسلام وشهد بقوله :
              ((
              ولعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم ))
              والذي يدل على مكانهما في الإسلام كما اعترف علي رضي الله عنه بنفسه كما دعا لهما بدعاء الرحمة وأبان عن ما في قلبه من الحب والشفقة عليهما) ؟ انتهى سؤال المخالف ؟؟

              الجواب\ وبالله المستعان:

              أولا \ هذه الفقرة غير موجودة في متن كتاب (نهج البلاغة) الذي جمعه الشريف الرضي رضي الله عنه، وإنما ذكرها بعض الشراح على أنها تتمة الرسالة التي بعثها الإمام علي ع إلى اللعين ابن اللعين والفاسق بن الفاسق معاوية بن حرب .!

              ثانيا\روى نصر بن مزاحم المنقري نص الرسالة في كتابه ( وقعة صفين) وفيها: (وذكرت أن الله اجتبى له من المسلمين أعوانا أيده الله بهم فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم فكان أفضلهم – زعمت- في الإسلام وأنصحهم لله ورسوله الخليفة وخليفة الخليفة .....)
              وعنه نقل ابن أبي الحديد في شرح النهج، وهي كما ترون خالية من كلمتي الصديق والفاروق !!!!

              ثالثا\في رواية البحار عن ابن ميثم اليحراني : (وذكرت أن الله اجتبى له من المسلمين أعوانا أيده الله بهم فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم فكان أفضلهم كما زعمت في الإسلام وأنصحهم لله ورسوله الخليفة الصديق وخليفة الخليفة الفاروق ولعمري ذكرت أمرا إن تم اعتزلك كله وإن نقص لم يلحقك ثلمه وما أنت والصديق؟ فالصديق من صدق بحقنا وأبطل باطل عدونا ، وما أنت والفاروق؟؟ فالفاروق من فرق بيننا وبين أعدائنا ....)

              وهي خالية عن الترحم لهما وكذلك رواية ابن حبان في (الثقات): (وأما ما ذكرت من ذكر الخلفاء ...) والبلاذري في أنساب الأشراف وفيها: ( وذكرت أن الله جل ثناؤه وتباركت أسماؤه اختار له من المؤمنين أعوانا أيده بهم فكانوا فكانوا في منازلهم عنده على قدم ( قدر خ ل ) فضائلهم في الإسلام، فكان أفضلهم خليفته وخليفة خليفته من بعده ....)

              ورواية البحار عن البحراني وإن اشتملت على الكلمتين (الصديق والفاروق) ولكن صاحب البحار يصرح بأن البحراني نقل الخطبة عن نصر بن مزاحم والحال أن رواية ابن مزاحم خالية منهما كما تقدم .!!!

              نعم، وردت الكلمتان في الخبر المروي في كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي، وفيها: ( ذكرت أن أفضل أصحابه خليفته الصديق وخليفة خليفته الفاروق ....) ولكن !!!؟؟؟

              ولكن لم تثبت وثاقة ابن أعثم هذا، فقد صرح العامة بضعفه، وأهمل الخاصة ذكره في كتب الرجال !!!

              قال المرحوم الشيخ عباس القمي رحمه الله في (الكنى والألقاب): ( ابن أعثم الكوفي أبو محمد أحمد بن أعثم الكوفي المؤرخ المتوفى 314هـ، عن معجم الأدباء لياقوت قال: انه كان شيعيا وهو عند أصحاب الحديث ضعيف، وله كتاب الفتوح معروف ذكر فيه إلى أيام الرشيد وله كتاب التأريخ إلى أيام المقتدر انتهى) . ومثلها عبارة الصفدي في الوافي بالوفيات .

              بل ليس الرجل شيعيا كما يقول ياقوت !!!!

              ويكفي دليلا على تسنن الرجل ما استفتح به كتابه (الفتوح) حيث قال ما نصه: ( الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد خاتم النبيين والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفى قام بالأمر بعده أبوبكر الصديق رضي الله عنه، وكان قد بويع له بالخلافة في اليوم الذي مات فيه النبي صلى الله عليه وسلم بسقيفة بني ساعده، ولذلك قصة عجيبة نذكرها بتمامها، ونذكر ما فتحه المسلمون في أيامه وأيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما من الفتوحات، وقتال أهل الردة ....)
              فهل يشك أحد بتسنن هذا الرجل بعد هذا البيان وصريح العبارة ؟؟؟؟؟

              ونقل الشهيد التستري في كتابه (إحقاق الحق) عن ابن أعثم الكوفي أنه قال: أنه قال في بعض مواضع كتابه: ( إنه ها هنا أخبارا وروايات صحيحة لم أذكرها لئلا يتخذها الشيعة حجة علينا)
              علما بأننا لم نعثر على هذه العبارة في النسخة التي وجدناها في كتاب الفتوح، فلعله نقلها من نسخة أخرى أو كتاب آخر لنفس المؤلف.

              وهذا يقرب أن الرجل إما دس العبارة في رسالة الإمام علي ع أو تساهل في نقلها عمن دسها تأييدا لمذهبه وتصديقا لمعتقده. لا سيما بملاحظة ما نقله المرحوم التستري وغيره عنه، وحتى لو كان نقله خاليا عن العيوب والتهمة فيكفي في إسقاط الرواية تصريحهم بضعفه وإهمال توثيق صاحب كتاب (مجالس المؤمنين) له، بل لم يترجم له في جميع مصادر الرجالية المعتمدة، فلا أقل اعتباره من المجاهيل وهذا كاف في اسقاط روايته.

              رابعا\ وأما كتاب (واقعة صفين) لنصر بن مزاحم الذي اعتمده ابن أبي الحديد وغيره وأخذوا الخبر عنه، فمنقول لنا عن عبدالوهاب الأنماطي، عن المبارك بن عبدالجبار الصيرفي، عن أحمد بن عبدالواحد بن محمد، عن محمد بن ثابت بن عبدالله الصيرفي، عن علي بن محمد بن عقبة الشيباني، عن سليمان بن الربيع بن هشام النهدي، عن نصر بن مزاحم التميمي عن عمر بن سعد الأسدي، عن الحارث بن حصيرة، عن عبدالرحمن بن عبيدة بن أبي الكنود، وكلهم مجاهيل لم تثبت وثاقة أي منهم !!!، عدا نصر بن مزاحم نفسه فقد صرح العامة بتضعيفه !!!، قال العقيلي في (الضعفاء): كان يذهب إلى التشيع وفي حديثه اضطراب وخطأ كثير ....................

              ووثقه الخاصة ولكن قالوا عنه كما في رجال النجاشي: ( نصر بن مزاحم المنقري العطار أبو المفضل، كوفي مستقيم الطريقة صالح الأمر غير أنه يروي عن الضعفاء ....)، فلا عجب أن يروي هكذا رواية – على فرض صدور الرواية عنه – وهو الذي يروي أن ابن الحنفية لما بارز عبيدالله بن عمر دعا علي ع ابنه ومشى إلى عبيد الله بنفسه، فقال له عبيدالله: ليس لي في مبارزتك حاجة، ورجع فقال محمد لأبيه: يا أبه أتبرز إلى هذا الفاسق اللئيم، والله لو أبوه يسألك المبارزة لرغبت بك عنه فقال: يا بني لا تقل لأبيه إلا خيرا يرحم الله أباه.

              ويروي في نزول قوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) في صهيب بن أسنان. مع أنه كان عبد سوء، وإنما نزلت الآية في أمير المؤمنين ع لما بات على فراش النبي صلى الله عليه وآله. على ما نقل الشيخ محمد تقي التستري في (قاموس الرجال). واختار هناك عدم كونه شيعيا اثناعشريا .

              خامسا\ قول الأمير ع في نفس الخطبة في رواية البحار و الفتوح: (وما أنت والصديق؟ فالصديق من صدق بحقنا وأبطل باطل عدونا ، وما أنت والفاروق؟؟ فالفاروق من فرق بيننا وبين أعدائنا ....) دال على بيان المعنى الحقيقي للصديق و الفاروق وفيها تعريض واضح يفهمه كل من له معرفة بلغة العرب واسلوب كلامهم، لاسيما وأنه عليه السلام قدم لهم هذه الفقرة (بزعمك) الصريحة في عدم قبول الإمام لتلك التسمية، والظاهرة في أن الإمام إنما يقتبسها من كلام معاوية ليبطلها ويرد عليها وليبين مصداق آخر مناسب لها وليس غرضه الإقرار بها أو الاخبار عنها

              سادسا\ في رواية نصر بن مزاحم المنقري وابن أبي الحديد وغيرهما أن أن الإمام قال في نفس رسالته: ( وذكرت حسدي الخلفاء وإبطائي عنهم وبغيي عليهم. فأما البغي فمعاذ الله أن يكون وأما الإبطاء عنهم والكراهة لأمرهم فلست أعتذر منه إلى الناس لأن الله جل ذكره لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله قالت قريش: منا أمير وقالت الأنصار منا أمير، فقالت قريش: منا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن أحق بذلك الأمر، فعرفت ذلك الأنصار فسلمت لهم الولاية والسلطان. فإذا استحقوها بمحمد صلى الله عليه وآله دون الأنصار فإن أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أحق بها منهم. وإلا فإن الأنصار أعظم العرب فيها نصيبا فلا أدري أصحابي سلموا من أن يكونوا حقي أخذوا أو الأنصار ظلموا. بل عرفت أن حقي هو المأخوذ وقد تركته لهم تجاوز الله عنهم. وأما ما ذكرت من أمر عثمان وقطيعتي رحمه وتأليبي عليه فإن عثمان عمل ما قد بلغك فصنع الناس عليه ما قد رأيت ...) وهي صريحة في مخالفته لهم واعتراضه لهم والكراهة لأمرهم !!!

              سابعا\ ويقول عليه السلام في آخر الرسالة: ( وأما ما ذكرت من أمر قتلة عثمان فإني نظرت في هذا الأمر وضربت أنفه و عينيه فلم أر دفعهم إليك و لا إلى غيرك. ولعمري لئن لم تنزع عن غيك وشقاقك لتعرفنهم عن قليل يطلبونك ولا يكلفونك أن تطلبهم في بر أ و لا بحر ولا جبل ولا سهل ....)
              وهو بذلك لم يقم الحد على قتلة عثمان بل يدافع عنهم ويمنع يد معاوية وغيره في أن تصل إليهم، ويصول بهم في حربه مع معاوية ويقدمهم بين يديه في جهاده في سبيل الله.

              ثامنا\ رفض أمير المؤمنين ع ورفضه البيعة وما تبعها أشهر من أن يستدل وهو كافي لاسقاط الرواية .

              تعليق


              • #52
                السؤال\ مظلومية الزهراء وقتلها بذلك الاسلوب الوحشي من قبل الملعون عمر, هل هناك مصدر من كتبهم يذكر هذا الامر ولو بصورة غير مباشرة؟؟؟
                الجواب\ ما رواه الشهرستاني عن إبراهيم بن سيّار المعتزلي النظّام أنه قال: "إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح: احرقوا دارها بمن فيها! وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين"! (الملل والنحل للشهرستاني ج1 ص57).
                وروى الخبر عن النظام أيضا الصفدي بهذا اللفظ: "إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن"! (الوافي بالوفيّات للصفدي ج6 ص17).
                ما رواه البلاذري عن سليمان التيمي وعن عبد الله بن عون – وكلاهما من الثقات عندهم – أنهما قالا: "إن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة فلم يبايع، فجاء عمر ومعه فتيلة! فتلقتّه فاطمة على الباب، فقالت فاطمة: يا بن الخطاب! أتُراك محرّقا عليَّ بابي؟ قال: نعم"! (أنساب الأشراف للبلاذري أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي ج1 ص586).
                ما رواه ابن عبد ربّه – الذي هو عندهم من الموثّقين والفضلاء – قال عن الذين تخلّفوا عن بيعة أبي بكر لعنه الله: "هم علي والعباس والزبير وسعد بن عبادة، فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة، حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة، وقال له: إن أبوا فقاتلهم! فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: يا بن الخطاب! أجئت لتحرّق دارنا؟! قال: نعم أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة"! (العقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي ج5 ص13).
                ما رواه بن قتيبة الدينوري – الصدوق عندهم كما وصفه ابن حجر – قال: "إن أبا بكر تفقد قوما تخلّفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجُنَّ أو لأحرّقنّها على من فيها! فقيل له: يا أبا حفص! إن فيها فاطمة! فقال: وإن! فخرجوا فبايعوا إلا عليا فإنه زعم أنه قال: حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن. فوقفت فاطمة رضي الله عنها على بابها، فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم! تركتم رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردّوا لنا حقا! فأتى عمر أبا بكر فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلّف عنك بالبيعة؟ فقال أبو بكر لقنفذ وهو مولى له: اذهب فادع لي عليا. قال: فذهب إلى علي فقال له: ما حاجتك؟ فقال: يدعوك خليفة رسول الله! فقال علي: لسريع ما كذبتم على رسول الله! فرجع فأبلغ الرسالة. قال: فبكى أبو بكر طويلا. فقال عمر الثانية: لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة. فقال أبو بكر لقنفذ: عد إليه فقل له: خليفة رسول الله يدعوك لتبايع! فجاءه قنفذ فأدّى ما أمر به، فرفع علي صوته فقال: سبحان الله! لقد ادّعى ما ليس له! فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة. فبكى أبو بكر طويلا، ثم قام عمر فمشى معه جماعة، حتى أتوا باب فاطمة، فدقّوا الباب، فلمّا سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبتِ يا رسول الله! ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة"! (الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص12).
                ما رواه الجويني بسنده عن ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه أخبر عما سيجري على ابنته الزهراء (صلوات الله عليها) فقال: "وإني لمّا رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي كأني بها وقد دخل الذلّ بيتها، وانتُهكت حرمتها، وغُصب حقها، ومُنعت إرثها، وكُسر جنبها، وأسقطت جنينها، وهي تنادي: يا محمداه! فلا تجاب! وتستغيث فلا تغاث! فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية". (فرائد السمطين للجويني الشافعي ج2 ص34).
                ما رواه السيوطي عن ندم أبي بكر (لعنه الله) على أمره بالهجوم على بيت الزهراء البتول (صلوات الله عليها) حيث قال: "وددت أني لم أكن أكشف بيت فاطمة وتركته وإن أُغلق على الحرب"! (مسند فاطمة للسيوطي ص34 وروى الخبر عن أبي بكر أيضا الطبراني في المعجم الكبير ج1 ص62 والطبري في تاريخه ج3 ص430 وابن عبد ربّه في العقد الفريد ج2 ص254 وغيرهم كثير).

                تعليق


                • #53
                  سؤال\ هل صحيح بأن البخاري طُرِدَ من بخارى لأنه اصدر فتوى بأن حليب البقر يشيع الحرمة, أي اذا شرب اثنان من حليب بقرة واحدة صاروا اخوان بالرضاعة!!!!؟؟؟؟, ما مدى صحة هذا الكلام؟؟, وهل من مصدر من كتبهم؟
                  الجواب\ نعم. إن هذه الفتوى المضحكة مشهورة عن البخاري لعنه الله، وقد طُرد بسببها فعلا من بخارا، وقد ذكر التفاصيل السرخسي الحنفي عند تعرّضه لمسألة الرضاع فقال: "ولو اُرضع الصبيان من بهيمة لم يكن ذلك رضاعاً، وكان بمنزلة طعام أكلاه من إناء واحد. ومحمد بن اسماعيل صاحب الأخبار رحمه الله يقول: تثبت به حرمة الرضاع! فإنه دخل بخارا في زمن الشيخ الامام أبي حفص (رحمه الله) وجعل يفتي، فقال له الشيخ رحمه الله: لا تفعل فلست هناك! فأبى أن يقبل نصحه، حتى استُفتي عن هذه المسألة: اذا أرضع صبيّان بلبن شاة.. فأفتى بثبوت الحرمة! فاجتمعوا وأخرجوه من بخارا بسبب هذه الفتوى"! (المبسوط للسرخسي الحنفي ج5 ص139 وج30 ص297).
                  والظاهر أن البخاري كان أول من ابتدع هذه الفتوى الغريبة، وقد كنت أتصوّر أنه الوحيد الشاذ فيها، لولا أن وقفت أخيرا على كتاب في فقه الحنابلة حققه المدعو حامد الفقي – مؤسس ما يسمى بجماعة أنصار السنة المحمدية في مصر – وقد جاء فيه: "واذا ارتضع طفلان من بهيمة لم ينشر الحرمة بلا نزاع، وإن ارتضع من رجل لم ينشر الحرمة أيضا على الصحيح من المذهب، وعليه الأصحاب وقطعوا به. وذكر الحلواني وابنه: بأنه ينشر"! (الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل لعلاء الدين بن الحسن المرداوي تحقيق حامد الفقي ج9 ص332).
                  فيظهر من ذلك أن هناك بعض علماء الحنابلة قد مضوا على فتوى البخاري وهم الحلواني وابنه. على أن من أعجب العجب أن يعدّ من يفتي بذلك فقيها وعالما جليلا! والعجب من القوم كيف بجّلوا البخاري مع ما ظهر لهم من سخافة عقله الذي قاده إلى فتوى من هذا النوع المثير للسخرية!

                  تعليق


                  • #54
                    سؤال\ ما سبب عدم ذكر إسم أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب الله؟ وهل كان هنالك أوصياء في زمن الرسل والانبياء عليهم السلام السابقين؟

                    الجواب\ على خلاف ما هو شائع فإنّا نميل إلى أن مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) مذكور بالاسم صراحة في القرآن الحكيم. وفي ذلك روايات عدّة غير أنّا نرى أكثرها جلاء وانطباقا على المراد الآية الكريمة: "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41).
                    وقد ورد في تفسيرها عن الصادق عن الباقر عن زين العابدين (عليهم الصلاة والسلام) أن عمر بن الخطاب (لعنة الله عليه) قال يوما لرسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): "إنك لا تزال تقول لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى.. فقد ذكر الله هارون في أم القرى ولم يذكر عليا!" فردّ عليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلا: "يا غليظ يا جاهل! أما سمعت الله يقول: هذا صراطُ عليٍّ مستقيم"؟! (مناقب ابن شهر آشوب ج2 ص302 وغيره).
                    كما قد ورد في سبب نزول الآية أصلا عن أبي جعفر الباقر (صلوات الله عليه) عن أبي برزة أنه قال: "بينما نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ قال وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل) إلى آخر الآية.
                    فقال رجل: أليس إنما يعني (الله فضّل هذا الصراط على ما سواه)؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: هذا جفاؤك يا فلان! أما قولك: فضّل الإسلام على ما سواه فكذلك. وأما قول الله: (هذا صراطي مستقيما) فإني قلت لربي مقبلا من غزوة تبوك الأولى: (اللهم إني جعلت عليا بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة له من بعدي، فصدّق كلامي وأنجز وعدي واذكر عليا كما ذكرت هارون، فإنك قد ذكرت اسمه في القرآن - فقرأ آية - فأنزل تصديق قولي: (هذا صراطُ عليٍّ مستقيم). وهو هذا جالس عندي، فاقبلوا نصيحته، واسمعوا قوله، فإنه من يسبّني يسبّه الله، ومن سبّ عليا فقد سبّني". (تفسير فرات الكوفي ص43).
                    وهاهنا على الأرجح أن يكون (الرجل والفلان) أبو بكر أو عمر لعنهما الله كما يتضح من كنى روايات المثالب.
                    كما قد ورد عن أبي حمزة الثمالي (رضوان الله عليه) عن أبي عبد الله الصادق (صلوات الله عليه)، قال أبو حمزة: "سألته عن قول الله عز وجل: (قال هذا صراط علي مستقيم). قال: هو والله علي عليه السلام، وهو والله الميزان والصراط المستقيم". (تفسير البرهان ج2 ص344).
                    ومن طريق المخالفين ورد ما يؤيد ذلك، إذ روى الحاكم عن سلام بن المستنير الجعفي: "دخلت على أبي جعفر - يعني الباقر عليه السلام - فقلت: جعلني الله فداك إني أكره أن أشقّ عليك فإن أذنت لي أسألك؟ فقال: سلني عما شئت. فقلت: أسألك عن القرآن؟ قال: نعم. قلت: قول الله تعالى في كتابه: (هذا صراط علي مستقيم)؟ قال: صراط علي بن أبي طالب. فقلت: صراط علي بن أبي طالب؟! فقال: صراط علي بن أبي طالب". أي أن الإمام يؤكد أنه صراط جده علي صلوات الله عليه. (راجع شواهد التنزيل للحاكم ج1 ص78).
                    إلا أن المخالفين يقرأون هذه الآية على المشهور بينهم قراءة خاطئة، أي هكذا: "هذا صراطٌ علَيَّ مستقيم"، بتنوين (صراط) وفتح اللام و مع أن سياق الآيات لا يشفع لهذه القراءة بل يشفع للقراءة المرويّة عن أهل البيت (صلوات الله عليهم)، ذلك لأن الآيات في مقام محاورة بين الله جل جلاله وبين إبليس (لعنه الله)، فيقول إبليس: "قال ربّ بما أغويتني لأزيّننَّ لهم في الأرض ولأُغويّنهم أجمعين. إلا عبادك منهم المخلَصين" فيردّ الله تعالى عليه بالقول: "قال هذا صراطُ علِيٍّ مستقيم. إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبّعك من الغاوين".
                    فالسياق يُظهر أنه سبحانه في مقام تبيان جهوية الاستقامة في قبال انحراف طريق إبليس، لا في مقام مآلية الاستقامة إليه سبحانه كما زعموا، وهذا واضح لكل من تذوّق لغة القرآن وإلا ما كان هناك تمييز في الآية السابقة والآية اللاحقة بين الفريقين (العباد المخلَصين) و(العباد الغاوين).
                    وعلى هذا فلا تنفع قراءتهم (علي) بفتح اللام، كما لا تنفع قراءتهم لها على أنها وصف للصراط - أي بالرفع كما قرأ بعضهم كقيس بن عباد وابن سيرين وقتادة - لأن السياق أيضا لا يسعف هذا التأويل، فليس المقام مقام بيان نعتية الصراط، لذا فإن الأصح هو القراءة المروية عن أهل البيت (صلوات الله عليهم) أي إضافة (علي) وكسر اللام والياء. ليكون المعنى أن صراط الإمام علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) هو صراط مستقيم ليس للشيطان على سالكيه سبيل في إغوائهم.
                    وقد رُويت هذه القراءة عن طريقهم أيضا، في ما حكاه محمد بن مؤمن الشيرازي في تفسيره عن شعبة عن قتادة عن الحسن البصري أنه كان يقرأ الحرف "هذا صراطُ علِيٍّ مستقيم". قال قتادة للحسن: ما معناه؟ فقال: هذا صراط علي بن أبي طالب. (عن تفسير محمد بن مؤمن الشيرازي - وهو من علمائهم - راجع مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج2 ص302 والطرائف لابن طاووس ج1 ص96).
                    ولا يخفى أن هذا الاستنتاج ليس معناه تحريف القرآن وإنما تحريف القراءة، وهم مختلفون في قراءاتهم حتى اليوم وليس اختلاف القراءات عندهم بممنوع بل هو عندهم مشروع، ونحن إنما نتمسك إن شاء الله تعالى بقراءة أئمتنا للكتاب العزيز، ولا نرى مشروعية - من حيث الأصل - لاختلاف القراءة إذ في اختلافها تحريف لمعنى الآيات الكريمة. وعلى ما تقدّم يتضح لك أن اسم (علي) صلوات الله عليه مذكور في القرآن صراحة وإنما قرأوه على نحو آخر خلافا على أئمة الوحي ولئلا يعرف المسلمون الحق، وأن الحق مع علي، لا مع غيره، وأن صراطه هو الصراط المستقيم، لا صراط غيره من أئمة الكفر والضلال.
                    وثمة روايات عديدة في أن اسم (علي) صلوات الله عليه مذكور في آيات عدّة، فراجع. لكن الأظهر عندي هو المثال الذي تقدّم.
                    وآية (هذا صراطُ علِيٍّ مستقيم) واضحة الدلالة على إمامته صلوات الله وسلامه عليه.

                    أما الإجابة على الشق الثاني من سؤالكم، فنقول: نعم. قد ورد عندنا معتبرا عن أئمتنا المعصومين (عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام) أن لكل نبي وصي، وأن لكل وصي وصي، سواء كان الموصي أو الموصى إليه نبيا أم لا، حسب التسلسل الزمني.
                    فوصي آدم كان شيث، ابنه، عليهما السلام.
                    ووصي نوح كان سام، ابنه، عليهما السلام.
                    ووصي سليمان كان آصف بن برخيا، عليهما السلام.
                    ووصي موسى كان يوشع بن نون، عليهما السلام.
                    ووصي عيسى كان شمعون الصفا، عليهما السلام.
                    ووصي محمد صلى الله عليه وآله، كان عليا عليه السلام.
                    وذلك أن الأرض لا تخلو من حجة لله يدعو الناس إلى سبيله ويعرّفهم دينه، ووجوب ذلك ثابت بالعقل.

                    تعليق


                    • #55
                      السؤال\ يثير النواصب لعنة الله عليهم دائماً هذا الأمر بالقول بعدم عصمة امير المؤمنين علي عليه السلام بالقول بأنه احرق من قال بألوهيته، ويقولون إن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى عن الإحراق بالنار وقال: لا يحرق بالنار إلا رب النار. كيف نستطيع الرد عليهم؟؟.

                      الجواب\ إن ما يثيرونه من أن مولانا الأمير (صلوات الله عليه) أحرق القائلين بألوهيته ما هو إلا كذبة من أكاذيب أسلافهم، أرادوا باختلاقها أمريْن: الأول؛ إيهام الأمة بأن التشيّع منشؤه المغالون الذين ألّهوا عليا (عليه السلام) فأحرقهم، ولذا ينبغي اليوم أن يُحرقوا!
                      الثاني؛ التغطية على الجريمة التي ارتكبها خليفتهم أبو بكر بن أبي قحافة وزبانيته – كخالد بن الوليد - من إحراقهم بعض الناس بالنار وهو ما يشكّل خرقا خطيرا للأحكام الشرعية. فقد رُوي أن أبا بكر أحرق الفجاءة السلمي بعدما قتله بدعوى أنه خدعه في أمر قتال المرتدين وطفق يغير على المسلمين الآمنين، فأمر به فأُلقي بالنار حتى هلك. وقد ندم أبو بكر (لعنه الله) على ذلك وهو على فراش الموت فقال: "وددت أني لم أحرق الفجاءة السلمي وأني كنت قتلته تسريحا أو خليته نجيحا"! (تاريخ الطبري ج4 ص52 ومصادر أخرى عديدة).
                      كما أن خالد بن الوليد (لعنه الله) أحرق جماعة من بني سليم بدعوى ارتدادهم، ولما اعترض عمر بن الخطاب (لعنه الله) على ذلك – بسبب عداوته الشخصية لخالد لا غيرة منه على دين الله – وطالب أبا بكر بمعاقبة خالد وعزله؛ رفض أبو بكر ووقف إلى جانب خالد قائلا: لا أشيح سيفا سلّه الله على الكفار"! (الرياض النضرة للطبري ج1 ص100 ومصادر أخرى عديدة).
                      بل بلغ من إجرام ابن الوليد (لعنه الله) أنه بعدما قتل مالك بن نويرة وزنا بامرأته في الليلة نفسها؛ احتزّ رأسه ووضعه أثفية للقدور – أي قواعد للقدور – ليضرم فيه النار ويطبخ عليه الأكل! (راجع تاريخ الطبري ج6 ص241).
                      هذا مع أنهم يروون عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: "لا يعذب بالنار إلا ربّها". (كتاب البخاري ج4 ص325).
                      وبهذا تعرف أنهم أرادوا إلصاق هذه التهمة بمولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ليرفعوا الحرج عن مولاهم أبي بكر ومولاهم خالد! إذ لا يمكنهم التماس عذر لهما مع وضوح أن الحرق بالنار مخالف للشريعة الإسلامية إلا بالقول أن عليا (عليه الصلاة والسلام) اجتهد في هذه وأخطأ أيضا! حاشاه..
                      ومما ينبئك عن محاولاتهم القذرة لتشويه صورة أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) أنهم نسبوا إليه أمره بإحراق ابن ملجم (لعنه الله) بعدما ضربه! فرووا أنه (عليه السلام) قال: "اقتلوه ثم احرقوه"! (سنن الدارقطني ج1 ص92) وأن الإمام الحسن (عليه الصلاة والسلام) نفّذ ذلك بالفعل!
                      هذا مع أن جميع المسلمين يعلمون علم اليقين مدى رحمة علي (عليه السلام) ورأفته، تلك الرحمة التي جعلته يوصي بقاتله إذ قال: "أطعموه واسقوه وأحسنوا أساره، فإن أصحُّ فأنا وليّ دمي، إن شئت عفوت، وإن شئت استنفذت، وإن هلكت فاقتلوه. يا بني عبد المطلب! لا ألفينّكم تخوضون دماء المسلمين خوضا! تقولون: قُتل أمير المؤمنين. ألا لا يقتلنَّ بي إلا قاتلي". يقول الراوي: "ثم نهى عن المُثلة" والإحراق من مصاديقها. (مناقب آل أبي طالب عليه السلام لابن شهراشوب ج3 ص95 عن محاسن الجوابات للدينوي).
                      فهذا حال أبي الحسن (صلوات الله عليه) فأين ما نسبوه إليه من أنه أمر بإحراق قاتله؟!
                      وينبغي أن تنتبه إلى أن ما ورد في بعض كتبنا من أنه (عليه الصلاة والسلام) أحرق أحدا أو أمر بإحراق أحد؛ إنما هو مردود لم يصح متنه ولا سنده، وهو معارَض بما ثبت وصحّ. وإنما كان علماؤنا المحدّثون (رضوان الله عليهم) يروون ويسجّلون في كتبهم كل ما عثروا عليه في التراث، دون الالتزام بصحّته، بل هم في كثير من الأحيان تراهم يوردون الرواية ويردّون عليها ويسقطونها، وإنما كان الإيراد من باب المعرفة العامة ليس إلا، ولتُتاح الفرصة في ما بعد للمجتهدين والمحقّقين لتمييز الصواب من الخطأ، والغث من السمين، فإنه لولا معرفة الخطأ ما عُرف الصواب، ولولا تبيّن الغثّ ما بان السمين.
                      وأزيدك؛ إنهم نسبوا زورا إلى نبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه أمر بحرق من كذب عليه! (راجع أضواء على السنة المحمدية لمحمود أبو رية ص65) وليس أدلّ من هذا دليلا على أنهم إنما أرادوا تصويب ما صنعه أبو بكر وخالد وأمثالهما، لأن الأنبياء (عليهم السلام) لا يأمرون بالمثلة أبدا، وليس ذلك من أخلاقهم، وإنما تلك أخلاق أهل الكفر والشرك والجاهلية، كأبي بكر وعمر وأضرابهما.

                      تعليق


                      • #56
                        تجد التكملة هنا !!!

                        http://www.d-sunnah.org/forum/showthread.php?t=5112

                        تعليق


                        • #57
                          السؤال\ هل المعصوم من اهل البيت (عليهم السلام) يعلم ان الاكل الذي يأ كله مسموم ام لايعلم؟

                          الجواب\

                          الجواب عن هذه الشبهة يتمّ بأحد وجهين :
                          الوجه الأول : أنّ الأئمة (عليهم السلام) أقدموا على القتل وشرب السم مع علم ويقين منهم على ذلك .
                          وأمّا أنّهم لا يعلمون بما يجري عليهم ، ولو علموا لم يقدموا لأنّه من الإلقاء في التهلكة فهو ينافي صريح الأخبار عنهم في هذا الشأن . فهذا الإمام الصادق (عليه السلام) يقول : " أيّ إمام لا يعلم ما يصيبه وإلى ما يصير ، فليس ذلك بحجّة الله على خلقه " .
                          وهذا الإمام الرضا (عليه السلام) كيف أجاب السائل الذي طرأت عليه الأوهام والشكوك في حادثة أمير المؤمنين (عليه السلام) حين قال له : إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قد عرف قاتله والليلة التي يقتل فيها ، والموضع الذي يقتل فيه ، وقوله لما سمع صياح الأوز في الدار : " صوائح تتبعها نوائح " .
                          وقول أمّ كلثوم : لو صليت الليلة داخل الدار وأمرت غيرك أن يصلي بالناس ؟ فأبى عليها، وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح ، وقد عرف (عليه السلام) أنّ ابن ملجم قاتله بالسيف ، كان هذا ممّا يجز تعرّ ضه ؟ فقال الإمام الرضا (عليه السلام) ذلك كان ولكنه خيّر تلك الليلة ، لتمضي مقادير الله عز وجل .
                          وهكذا كان الجواب منهم (عليهم السلام) عن شأن حادثة الإمام الحسين (عليه السلام) ـ الكافي : ( كتاب الحجة : باب أنّ الائمة يعلمون متى يموتون ) ـ ، وإلى كثير من أمثال هذه الأحاديث والأجوبة .
                          ولكن أجمعها لرفع هاتيك الشبهة وأصرحها في الغرض خبر ضريس الكناسي ، فإنّه قال: سمعت أبا جعفر يقول وعنده أناس من أصحابه : " عجبت من قوم يتولّونا ويجعلونا أئمة ويصفون أنّ طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم ، فينقصونا حقّنا ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتّسليم لأمرنا أترون أنّ الله تبارك وتعالى إفترض طاعة أوليائه على عباده، ثم يخفى عنهم أخبار السماوات والأرض ، ويقطع عنهم مواد العلم فيما يراد عليهم ممّا فيه قوام دينهم " .
                          فقال له حمران : جعلت فداك أرأيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب والحسن والحسين (عليهم السلام) وخروجهم وقيامهم بدين الله عز ذكره وما أصيبوا من قتل الطواغيت إياهم والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا ؟
                          فقال أبو جعفر (عليه السلام) : " يا حمران إنّ الله تبارك وتعالى قد كان قدّر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتمه على سبيل الإختيار ثم أجراه ، فبتقدّم علم إليهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قام علي والحسن والحسين ، وبعلم صمت من صمت منّا، ولو أنّهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من أمر الله عز وجل ، وإظهار الطواغيت عليهم ، سألوا الله عز وجل أن يدفع عنهم ذلك وألحّوا عليه في طلب إزالة ملك الطواغيت وذهاب ملكهم إذاً لأجابهم ودفع ذلك عنهم ، ثم كان إنقضاء مدة الطواغيت وذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم إنقطع فتبدد ، وما كان ذلك الذي أصابهم يا حمران لذنب إقترفوه ، ولا لعقوبة معصية خالفوا الله فيها ، ولكن لمنازل وكرامة من الله أراد أن يبلغوها ، فلا تذهبنّ بك المذاهب فيهم " ـ الكافي : (باب أنّ الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء ) ـ .
                          وبعد هذا البيان الجلي والحجة الناصعة تحصل القناعة لكل عارف بصير ، فالحاصل أنّ التسليم بما هو قضاء الله وقدره ليس من الإلقاء للنفس في التهلكة .
                          الوجه الثاني : أنّ الأئمة المعصومين كانوا مجبورين في حياتهم الشخصية وأمام الأحداث والظواهر على العمل بعلمهم العادي المتأتّي من العلل الطبيعية ، والأسباب المتداولة المتوفرة للجميع .
                          ويؤكّد على ذلك استسلام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمام إرادة الله تعالى جاء في التاريخ أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في المسجد فأخبروه بسوء حال إبنه إبراهيم ، فذهب (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى البيت وإحتضن إبنه ، فقال له وهو ينظر إليه : " أي إبراهيم العزيز ، إنني لا أستطيع فعل شيء لك ولا يمكن ردّ القضاء الإلهي ، إنّ عين أبيك دامعة وقلبه حزين عليك ، ولكنني لن أتفوّه بكلمة تجلب غضب الله تعالى ، فإن لم يكن وعداً صادقاً من الله تعالى للحقنا بك ولبكيت وحزنت أكثر من هذا لفراقك " ـ السيرة الحلبية : ج3 ، بحار الأنوار : ج33 / ص157 ـ .
                          وكان بإمكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن طريق الإعجاز والولاية تلك الولاية التي كانت للسيد المسيح (عليه السلام) في معجزاته في إحياء الموتى وإعادة صحّة وسلامة المرضى من أمراضهم الصعبة أن يعيد سلامة إبنه ، كان بإمكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ببركة الدعاء المستجاب الذي منحه الله تعالى أن يغير الحالة التي كانت لإبنه ، وكان بإمكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن طريق العلم الغيبي أن يقضي على عوامل المرض لكي لا يمرض إبنه ، ولكنه (صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يستخدم في هذا الأمر ولا في الأمور الأخرى هذه الاسباب المؤثرة ، ولم يخطُ خارج الأحداث الطبيعية والأسباب العادية ، لماذا ؟! لأنّ هذه الأسباب غير العادية أُعطيت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأهداف أخرى، وأنّه عليه أن يستخدمها فيما يخصّ بإثبات الولاية أو في المواقف التي يحتاج إليها فيها ، لا في المسائل الصغيرة والأعمال الشخصية العادية ، نعم إنّه يستطيع إستخدام هذه الأسباب عندما يقترن الأمر بإذن إلهي عندما يريد أن يثبت ويبرهن نبوّته وإرتباطه بمقام الربوبية مثلاً .
                          ألا ترى أنّ الشرطة مجهّزون بأسلحة كالمسدس والرشاش ، ولكن لا يحق لهم إستخدام هذه الأسلحة إلاّ في مواقف خاصة وعندما يسمح لهم بذلك وليس في الأمور الشخصية والأعمال العادية .
                          ومن أسباب عدم إستخدام هذه الامور رعاية الجوانب التربوية ، فإن حياة الزعيم القائد والإمام لو كانت بعيدة عن المصائب والمشاكل والبلايا والأمراض مثلاً لم يستطع أن يوصي الآخرين بالصبر والتحمل في المشاكل والمصائب أو يدعو الأمة للمقاومة وتحمّل الصعاب والصبر عليها ، إذ لاشك في أنّ صبر القائد والإمام في المصائب والمشاكل ومقاومته وإيثاره في ميادين الجهاد قدوة للآخرين ، لأنّ الشخص الذي لا يعرف الألم وعدم الراحة ولم يتلمس طوال حياته المصائب والمشاكل لا يمكنه أن يكون نموذجاً في الإخلاق وقدوة لحياة الإنسان . ولهذا ترى في التاريخ أن الشخصيات الإلهية كانت تسعى كالآخرين لحلّ مشاكلها ومواجهة مصائبها بالوسائل العادية .
                          ويؤكّد على ذلك ما نشاهده في أسلوب حياة المعصومين من أنّه لا يختلف كثيراً عن حياة الآخرين ، كانوا يمرضون مثلهم ويتوسلون لشفائهم بالأدوية التي كانت في زمنهم ، وفي الحياة الإجتماعية أو المعارك الجهادية يستخدمون نفس الوسائل التي يستخدمها الآخرون ، ويرسلون الأشخاص ليأتوهم بالتقارير عن المعارك ، فإنّ كل ذلك يدل على أنهم لم يكونوا ليستفيدون من الوسائل الإعجازية .
                          فصفوة البحث أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة يعلمون الغيب ولكن لا يستخدمون ذلك العلم إلاّ في المواقف الخاصة لا في حياتهم اليومية العادية .
                          فكانوا (عليهم السلام) يعلمون أن هذا الطعام الذي يأكلونه مسموم ولكنهم يسلّمون لأمر الله تعالى وقدره .

                          تعليق


                          • #58
                            السؤال \ مسألة أن الأئمة مضافاً إلى العلم الكسبي كان لديهم علم لدني وإلهامي من اختراعات الشيعة بعد زمان علي عليه السلام.

                            الجواب \

                            ان الكلام في علم الأئمة (عليهم السلام) هو فرع عن الكلام في علم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنا نقول: ان الإمامة هي خلافة النبوة والنبوة خلافة الله في أرضه. فإذا عرفنا ان الإمامة هي منزلة الإنبياء وارث الأوصياء - كما يقول الإمام الرضا عليه السلام - وآمنّا إنّ بها (زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين) وان الإمام الذي يجب أن يأتم به الناس وتجب عليهم طاعته هو الذي (يحلل حلال الله ويحرّم حرام الله ويقيم حدود الله ويذبّ عن دين الله ويدعو إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة) كما يجب أن يكون (المطهر من الذنوب والمبرأ من العيوب المخصوص بالعلم والموسوم بالحلم) وعلى هذا فيكون (واحد دهره لا يدانيه أحد, ولا يعادله عالم, ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير , مخصوص بالفضل كله من غير طلب ولا اكتساب, بل اختصاص من المفضّل الوهّاب) (وإذا اختاره الله عزّ وجلّ لاُمور عباده شرح صدره لذلك, وأودع قلبه ينابيع الحكمة وألهمه العلم إلهاماً فلم يعيَ بعده بجواب, ولا يحيد فيه عن الصواب, فهو معصوم مؤيد موفق مسدّد, قد أمن من الخطأ والزلل والعثار, يخصّه بذلك ليكون حجته على عباده وشاهده على خلقه, وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) (فهل يقدر الناس على مثل هذا فيختارونه أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدّمونه)
                            (( كل ما كان بين القوسين فهو كلام الإمام الرضا عليه السلام قاله عندما خاض الناس في أمر الإمام بمرو في الجامع يوم الجمعة وحكى له ذلك وقد أخرج الحديث بطوله ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي في كتاب الحجة في باب نادر في مقتل الإمام عليه السلام))
                            فإذا عرفنا معنى الإمامة ومقام الإمام حسب المنطوق المتقدم أمكننا أن نصحح كثيراً من المفاهيم الخاطئة التي يعيشها الناس في أذهانهم وخطأ تصوراتهم بالنسبة إلى علم الإمام فعلم الإمام يجب أن يكون بمستوى مقام الإمامة التي هو أهلٌُ لها. وهو كسائر بقية شرائطها من الأفضلية في شتى ميادين الكمال, وإلاّ فأيّ نقص وجد فيه يكون مفضولاً بالنسبة إلى غيره أو محتاجاً إلى سواه في تكميل نفسه, وهذا ينافي مقام الإمامة المبحوث عنها. والعلم بشتى فروعه وفنونه وسائر ما يتعلق به من شؤونه حتى العلم في الموضوعات الخارجية الجزئية الصِرفة فضلاً عن العلم في الموضوعات للأحكام الكلية أو العلم بالأحكام لأن جهل الإمام بها نقص في رتبته وحط في منزلته, فلا يجوز أن يسأل عن حكم لم يكن علمه لديه حاضراً وإلاّ لم يكن حجة الله على عباده, فهذا العلم هو الذي نبحث عنه.
                            أما البحث عن مصدره وكيفيّة توفره لديه فهو اما كسبي بحت بمعنى انه يكتسبه من غيره كسائر الناس فهذا منفي عنه لأنه لو كان كذلك لكان من الناس، أعلم منه فهو أولى منه بالإمامة إذا توفرت فيه بقية الشرائط الاُخرى، وأما الحضوري بحت بمعنى ان الأمور جميعها حاضرة ومنكشفة لديه لا تخفى عليه خافية على نحو علم الله تعالى فهذا لا نقول به ولا يدعيه أحد, إذن من أين جاء علمهم؟
                            والأجابة على هذا السؤال نقول: هو كسبيّ حضوريّ , يعني هو كسبيّ ولكن بتعليم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (علّمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألف باب من العلم يُفتح لي من كل باب ألف باب كل باب يفضي إلى ألف ألف عهد)، وهو حضوري بنفس الوقت ولكن لا على إطلاق معنى الحضوريّ كما بالنسبة إلى علم الباري جلّ وعلا, بل هو بالنسبة إلى الإمام (عليه السلام) كما هو بالنسبة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إنكشاف لا كشف, وإحضار لا حضور - ان صح التعبير - لذلك صار علم الأئمة كسبيا ً بتعليم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو بتعليم الباري جلّ وعلا له, وحضورياً بالنسبة إليهم, فهم على كمال من العلم الذي هو موهوبٌ منه تعالى ومستفاضٌ عليهم منه بفضله. فلا يتوهم متوهمٌ الغلو في ذلك.
                            فليس الأئمة مشاركين لله تعالى في علمه فإن علم الله تعالى عين ذاته, وعلمهم عرضيٌّ موهوب ومفاضٌ عليهم من لدن عليم حكيم. فلا مجال لتوهم اتحاد العِلمَين أو اشتراك العَلمَين, جلّ ربّنا وتعالى , وهم عبادٌُ مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.
                            وهنا نورد ما ينفع في المقام.
                            قال السعد التفتازاني - الأشعري - في شرح الحديث السادس والثلاثين من الأربعين النووية / 109 عند شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة). قال: ((والعلم نور في قلب المؤمن مقتبس من مصباح الكلمات المحمدية والأفعال والأحوال الأحمدية, يُهتدى به إلى الله وصفاته وأفعاله وأحكامه, فإن حصل بواسطة بشر فهو الكسبي, وإلاّ فهو العلم اللدني المنقسم إلى الوحي والإلهام والفراسة)) , ثم ذكر الوحي وأقسامه إلى أن قال: (( فالألهام لغة الإبلاغ وهو علم حقٍ يقذفه الله من الغيب في قلوب عباده (قل إنّ ربّي يقذف بالحق) والفراسة علم في كشف من الغيب بسبب تفرّس آثار الصور, والإلهام كشفها (اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله).
                            فالفرق بين الالهام والفراسة, أنها كشف الاُمور الغيبية بواسطة تفرس آثار الصور, والإلهام كشفها بلا واسطة. والفرق بين الإلهام والوحي انه تابع للوحي من غير عكس... ا هـ)) .
                            فبعد هذا البيان أيّ مانع عقلي أو شرعي من أن يكون علم الأئمة عليهم السلام من العلم اللدنيّ؟
                            ودمتم في رعاية الله

                            تعليق


                            • #59
                              السؤال \
                              س1:هل العلم بالمحدود محدود؟
                              س2:قال الله تعالى : (( انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم وكل شيء احصيناه في امام مبين )) وقال عز من قال : (( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين )) ، والسؤال هل الأئمة المعصومين عليهم السلام مطلعين على هذا الكتاب وهل علمهم به حضوري تفصيلي؟
                              س3:قال الله تعالى: (( ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب )) وقال: (( وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم )) وقال : (( ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون )) وغيرها من الآيات التي تشير إلى عدم اطلاع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع أن هناك روايات كثيرة تشير إلى وجودهم النوري السابق لوجود جميع الأنبياء والرسل فكيف نستطيع تفسير تلك الآيات مع الآيات التي تشير إلي شهادة النبي على الغير في يوم القيامة ومع الروايات التي تشير إلى وجودهم السابق؟



                              الجواب \
                              1ـ السؤال الاول: أن العلم بالمحدود( بما هو محدود) محدود, نعم العلم الكلي الذي من ضمنه العلم بالمحدود غير محدود, ولا ملازمة بين العلم بالمحدود وبين العالم بالمحدود, فلاحظ.
                              2ـ السؤال الثاني: أن العلماء قد أختلفوا في المراد من هذه الكتب كالكتاب المبين, وأم الكتاب واللوح المحفوظ وإمام مبين, ولذا أوكله بعضهم إلى العالمين به وهم أولى الذكر(عليهم السلام).
                              ومع ذلك فهناك روايات تدل أن الأئمة(عليهم السلام) يعلمون ما في الكتاب المبين.
                              ففي رواية رواها الصفار في البصائر عن أبي الحسن الأول(عليهم السلام) فيها وراثة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) للأنبياء, وأنه(صلى الله عليه وآله وسلم) أعلمهم, إلى أن يقول: وإن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله, مما كتبه الماضون جعله الله في أم الكتاب أن الله يقول: في كتابه (( ما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين )) ثم قال (( ثم أورثنا الكتاب الذي اصطفينا من عبادنا )), فنحن الذين أصطفانا الله فورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شيء( بصائر الدرجات: 68 ـ 135, الكافي ج1 : 226).
                              وفي رواية عن الإمام الصادق(ع) من كلام لأبيه الباقر(ع) عن هشام عن عبد الملك, قال: أن الله جل ذكره أنزل على نبيه(ص) كتاباً بين فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة في قوله (( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشر المسلمين )), وفي قوله (( وكل شيء أحصيناه في أمام مبين )),وفي قوله (( ما فرطنا في الكتاب من شيء )), وفي قوله (( ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )).. وأوحى الله تعالى إلى نبيه(ص) أن لا يبقي في غيبه وسره ومكنون علمه شيئاً, إلا يناجيه علياً, وأمره أن يؤلف القرآن من بعده ويتولى غسله وتكفينه وتحنيطه من دون قومه... الخ( نوادر المعجزات: 132).
                              وفي رواية عن الإمام الصادق(ع) أيضاً: أن الله تبارك وتعالى قال لموسى: (( وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة )) ولم يقل كل شيء موعظة, وقال لعيسى: (( وليبين لكم بعض الذي تختلفون فيه )) ولم يقل كل شيء, وقال لصاحبكم أمير المؤمنين(ع): (( قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب )) وقال الله عز وجل (( ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )), وعِلم هذا الكتاب عنده( الاحتجاج ج2: 133).
                              وفي رواية عن الصادق(ع) أيضاً وهو يخبر المفضل: بحقيقة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين(ع) يا مفضل, تعلم أنهم علموا ما خلق الله عز وجل وذرأه وبرأه, وإنهم كلمة التقوى وخزناء السموات والأرضين والجبال والرمال والبحار وعرفوا كم في السماء من نجم وملك وعلموا وزن الجبال وكيل ماء ما البحار وأنهارها وعيونها وما تسقط من ورقة إلا علموها (( ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )) وهو في علمهم وقد علموا ذلك… الخ( مدينة المعاجز 2: 130).
                              وغيرها تركناها روماً للأختصار.
                              ولكن هناك روايات أخر ظاهرها يقصر العلم بما في أم الكتاب بالله سبحانه وتعالى, فقد روى الصفار في البصائر عن الباقر(ع): أن لله علمين علم مبذول وعلم مكفوف, فأما المبذول, فإنه ليس من شيء يعلمه الملائكة والرسل إلا ونحن نعلمه وأما المكفوف, فهو الذي عنده في أم الكتاب إذا خرج نفذ, ( بصائر الدرجات: 129).
                              وأيضاً عنه(ع): أن لله علماً لا يعلمه غيره وعلماً قد أعلَمهُ ملائكته وانبياءه ورسله, فنحن نعلمه ثم أشار بيده إلى صدره,( بصائر الدرجات: 130)
                              وعن أبي عبد الله(ع)أن لله علمين علم تعلمه ملائكته ورسله وعلم لا يعلم غيره, فما كان مما يعلمه ملائكته ورسله, فنحن نعلمه, وما خرج من العلم الذي لا يعلم فإلينا يخرج). ( بصائر الدرجات: 132).
                              وعن الباقر(ع) في جوابه لحمران بن أعين وأما قوله عالم الغيب, فإن الله تبارك وتعالى عالم بما غاب عن خلقه, فما يقدر من شيء ويقضيه في علمه قبل أن يخلقه, وقبل أن يقضيه إلى الملائكة, فذلك يا حمران علم موقوف عنده إليه فيه المشية فيقضيه إذا أراد ويبدو له فيه فلا يمضيه فأما العلم الذي يقدره الله ويمضيه؛ فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله(ص) ثم إلينا). ( بصائر الدرجات: 133).
                              ولكن يمكن الجمع بين الطائفتين من الروايات: بأن الأئمة(ع) يعلمون ما نفذ وخرج وقضاه الله من العلم الذي في أم الكتاب, وهذا غير علمهم بما في لوح المحو والأثبات الذي فيه روايات اُخر, فراجع.
                              وأما سؤالك عن كيفية علمهم به وهل هو حضوري تفصيلي؛ فراجع صفحتنا على العنوان( الأسئلة العقائدية / علم المعصوم).
                              3ـ السؤال الثالث: في الجواب على هذا السؤال نذكر عدة نقاط:
                              1ـ هناك فرق بين علم الغيب وتعلم علم الغيب, فإن الرسول(ص) وكل الأنبياء لا يعلمون الغيب بالأستقلال ومن أنفسهم, وإنما هو: تعليم للغيب من قبل الله تعالى, وهذا هو فحوى عدة, آيات ذكرت أنت أحدها, راجع عل صفحتنا( الأسئلة العقائدية / علم المعصوم)… للتفصيل.
                              2ـ أن ظاهر لفظ الشهيد؛ يدل على أن الشهادة, لابد أن تكون من حضور ومعانية, حتى أنه قيد في الآيات بقوله من أنفسهم), مع أن الشهادة في يوم القيامة تكون شهادة على واقعيات الأعمال وحقائقها لا ظواهرها, أي حقيقة ما أنعقدت عليه القلوب, من إيمان أو كفر وهي أمور باطنية؛ فهي إذن ليس من نوع العلم والشهادة المعروفين عندنا, بل من العلم المخصوص بالله الموهوب لطائفة من عبادة المكرمين, وقد أثبتها الله في كتابه الكريم لهم, وجعلها من ضمن شهادات أخرى من آخر كالملائكة والجوارح والكتاب وغيرها يحتج بها الله على خلقه وتكون قاطعة للعذر والجدل, وكأنها يجمعها الحضور في النشأة الدنيوية والله العالم.( ملخص تفسيرالميزان للعلامة الطباطبائي).
                              3ـ عند البحث في روايات الشهادة في مروياتنا من أهل البيت(ع), يظهر أن في كل زمان وعلى كل قوم شاهد عليهم, وهو أمام ذلك الزمان والرسول( ص) يشهد على الأئمة والقرآن يؤيد ذلك (( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد… )) الآية, مع وجود إشارة في رواية أو أكثر على أن الرسول(ص) يشهد للأنبياء(ع) على أممهم بالتبليغ.
                              وبما تقدم يظهر أن الرسول(ص) لا يعلم الغيب من نفسه بالاستقلال إلا بتعليم الله إياه وما في الآيات القرآنية من الإشارة إلى أن بعض الأخبار هي من وحي الله تعالى وأن النبي(ص) كان لا يعرفها, كما في الآية الخاصة بمريم, فأن فيها تعريض بالكافرين, بأن هذه المعارف لا يعرفها الإنسان بالطرق العادية للطبيعة البشرية, وإنما هي أخبار من قدرة عليا, فأن الوجود البشري للنبي(ص) لم يكن يعاصر وأخبار القرآن والروايات بشهادته(ص) على غيره لا يصلح لجعله معارضاً, لما ذكرنا من أن الشاهدة تكون للحاضركما قال عيسى(ص): (( وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتـني كنت أنت الرقيب عليهم.. )) ولما قلنا من أنه تعليم بالغيب من ذي علم, والله له أن يحجب بعض علمه عن الرسول(ص) كما في مورد المنافقين الذين لا يعرفهم الرسول(ص) فتأمل, والله أعلم.

                              تعليق


                              • #60
                                السؤال\ نحن نعلم بأن ّ النبي (ص) لا ينطق عن الهوى أن هو ألا وحي يوحى ...يعني النبي الكريم (ص) يتلقّى الأمر الالهي من الله عن طريق الوحي .. لكن الائمّة عليهم السلام ...
                                كيف يتلقّون الأمر الالهي؟؟؟؟
                                وعن طريق من ؟؟؟؟
                                كما في كيفية تلقي الامام المهدي(عج) امر الظهور


                                الجواب\
                                ينبغي الملاحظة ان لكلمة ((الوحي)) استعمالات متعددة ومختلفة يجمعها المعنى اللغوي الكلي وهو الإعلام بخفاء , وهذا المعنى الجامع موجود في بعضها حقيقة, وفي البعض الآخر مجازاً وادعاءً, كما لو كان الموحى إليه جماداً أو حيواناً لا يعقل, وهذا يمكن استفادته من التدبر في الموارد القرآنية التي ورد فيها استعمال هذه اللفظة كقوله تعالى (( وأوحى في كل سماء أمرها)) (فصلت/12), فالمراد أنه سبحانه أودع في كل سماء السنن والنظم الكونية, وقدّر لها دوامها, والمناسبة بهذا التعبير هنا انه بعد أن كان ايجاد السنن والنظم في بواطن السموات ومكامنها على وجه لا يقف عليه إلا المتدبر في عالم الخلقة, أشبه الإلقاء والإعلام بخفاء بنحو لا يقف عليه إلاّ الملقى إليه, وهو الوحي, كان ذلك كافياً في استعارة لفظ ((الوحي)) إلى مثل هذا التقدير والتكوين للسنن. وايضاً يأتي لفظ ((الوحي)) في مورد الإدراك بالغريزة كقوله تعالى (( وأوحى ربُّك الى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ً)) (النحل/68) فما يقوم به النحل من اتخاذ البيوت بهذه الاشكال الهندسية المتقنة والعجيبة الصنع إنما هو نتاج غزيرة إلهية مودعة في مكامن خلقته وصميم وجوده, وحيث إن هذا الايداع للغرائز في مكامن الخلقة أشبه بالالقاء الخفي, وتلقي النحل له بلا شعور وإدراك أطلق عليه سبحانه الوحي.
                                وايضاً يأتي الوحي بمعنى الالهام والالقاء في القلب كقوله تعالى (( وأوحينا إلى أمَّ موسى أن أرضعيه ))(القصص/7), وحيث إن تفهيم أمِّ موسى مصير ولدها كان بإلهام وإعلام خفي, عبر عنه بالوحي, ومثله قوله تعالى: (( وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي.. ))(المائدة/111), وقوله تعالى (( إذ يوحي ربُّك الى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا..)) (الأنفال /12).
                                وأيضاً يأتي الوحي بمعنى الاشارة كما في قوله تعالى: (( فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبـّحوا بكرة وعشياً ))(مريم /11), والمعنى أشار اليهم من دون أن يتكلم, فأشبه فعله إلقاء الكلام بخفاء, لكون الاشارة أمراً مبهماً.
                                وأيضاً يأتي الوحي ويراد به الالقاءات الشيطانية, كما في قوله تعالى (( وان الشياطين ليوحون الى أوليائهم ليجادلوكم )) . وقوله تعالى : (( وكذلك جعلت لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غروراً )) (الأنعام /112), وأيضاً يأتي الوحي فيراد به كلام الله تعالى المنزل على نبي من أنبيائه كما في قوله تعالى: (( كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم )) (الشورى /2), وقد غلب استعمال الوحي في المعنى الأخير, فكلما أطلق الوحي وجرد عن القرينة كان يراد منه ما يلقى الى الانبياء من قبل الله تعالى.. لذا وجبت الملاحظة بأنَّ أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لا يتلّقون وحيّاً إلهياً بالمعنى الأخير, فقد انقطع الوحي بهذا المعنى وتبليغ الرسالات بعد رحيل النبي الاعظم(صلى الله عليه وآله), وإنما هي علوم اختصوا بتلقيها لما يدخل في مهمة إمامتهم وقيادتهم للأمة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وتسمى وحياً لما سبق بأن الالهام والالقاء في القلب يسمى وحياً, وقد وردت جملة من الروايات التي تبين لنا كيفية تلقي الإمام (عليه السلام) لهذه العلوم.
                                روى الصفار في ((بصائر الدرجات)) ص336 عن الحرث بن المغيرة النضري قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك الذي يُسأل عنه الإمام وليس عنده فيه شيء من أين يعلمه قال ينكت في القلب نكتاً أو ينقر في الإذن نقراً)).
                                وعن عيسى بن حمزة الثقفي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام أنا نسألك أحياناً فتسرع في الجواب وأحياناً تطرق ثم تجيبنا قال: ((إنه نعم ينقر وينكت في اذاننا وقلوبنا فإذا نكت أو نقر نطقنا واذا أمسك عنا أمسكنا)).
                                وعن الحرث بن المغيرة النضري قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) ما علم عالمكم جملة يقذف في قلبه وينكت في اذنه قال فقال: ((وحي كوحي أم موسى)) .
                                وعن محمد بن الفضيل قال قلت لأبي الحسن (عليه السلام) روينا عن أبي عبد الله أنه قال: ((إن علمنا غابر ومزبور ونكت في القلب ونقر في الاسماع قال فأما الغابر فما تقدم من علمنا وأما المزبور فما يأتينا, وأما النكت في القلوب فالهام وأما النقر في الاسماع فإنه من الملك)), وروى زرارة مثل ذلك عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال قلت كيف يعلم أنه كان من الملك ولا يخاف أن يكون من الشيطان إذا كان لا يرى الشخص قال ((إنه يلقى عليه السكينة فيعلم أنه من الملك ولو كان من الشيطان لاعتراه فزع وإن كان الشيطان يا زرارة لا يتعرض لصاحب هذا الأمر)) (انتهى) .
                                وقد جاء في بحار الأنوار (ج 52/ص283) عن غيبة الشيخ الطوسي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام ) أنه قال : (( أما تقرأ كتاب الله ((فإذا نقر في الناقور )) إن منا إماما ً مستترا ً فإذا أراد الله إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر فقام بأمر الله )) (انتهى ) .

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X