إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الجامع المقنع في الرد على شبهات المخالفين و الوهابية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    عن يونس بن يعقوب قال : كنت عند أبي عبداللهـ عليه السلام ـ‍ فورد عليه رجل من أهل الشام فقال : إنيرجل صاحب كلام وفقه وفرائض ، وقد جئت لمناظرة أصحابك .
    فقال له أبو عبداللهـ عليه السلام ـ : كلامك هذا منكلام رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله ـ أو من عندك ؟
    فقال : من كلام رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله ـبعضه ، ومن عندي بعضه .
    فقال أبو عبدالله : فأنت إذاً شريك رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله ـ ؟
    قال : لا .
    قال : فسمعت الوحي مناللهتعالى ؟
    قال : لا .
    قال : فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسولالله؟
    قال : لا .
    قال : فالتفت إليّ أبو عبداللهـعليه السلام ـ فقال : يا يونس هذا خصم نفسه قبل أن يتكلم .
    ( الى أن قال يونس ) : وكنّا في خيمة لابي عبداللهـ عليه السلام ـ في طرف جبل في طريق الحرم ، وذلك قبلالحج بأيام ، فأخرج أبو عبداللهـ عليه السلام ـ رأسهمن الخيمة فإذا هو ببعير يخب ، قال : هشام ورب الكعبة .
    قال : وكان شديد المحبة لابي عبدالله، فإذا هشام بنالحكم ، وهو أول ما اختطت لحيته ، وليس فينا إلاّ من هو أكبر منه سناً ، فوسّع لهأبو عبداللهوقال : ناصرنا بقلّبه ولسانه ويده .
    ثم قال للشامي : كلّم هذا الغلام ! يعني : هشام بنالحكم .
    فقال : نعم ، ثم قال الشامي لهشام : يا غلام سلنيفي إمامة هذا يعني : أبا عبداللهـ عليه السلام ـ؟
    فغضب هشام حتى ارتعد ، ثم قال له : أخبرني يا هذا أربكأنظر لخلقه ، أم خلقه لانفسهم ؟
    فقال الشامي : بل ربيأنظر لخلقه !
    قال : ففعل بنظره لهم في دينهم ماذا ؟
    قال : كلفهم ، وأقام لهم حجة ودليلاً على ما كلفهم به ،وأزاح في ذلك عللهم .
    فقال له هشام : فما هذا الدليل الذينصّبه لهم ؟
    قال الشامي : هو رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله ـ .
    قال هشام : فبعد رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله ـ من ؟
    قال : الكتاب والسنة .
    فقال هشام : فهلنفعنا اليوم الكتاب والسنة فيما اختلفنا فيه ، حتى رفع عنا الاختلاف ، ومكننا منالاتفاق ؟
    فقال الشامي : نعم
    قال هشام : فلم اختلفنا نحن وأنت ، جئتنا من الشام تخالفنا ، وتزعم أن الرأي طريقالدين ، وأنت مُقرّ بأن الرأي لا يجمع على القول الواحد المختلفين ؟
    فسكت الشامي كالمفكر .
    فقال أبو عبداللهـ عليه السلام ـ : مالك لا تتكلم ؟
    قال : إن قلت : إنّا ما اختلفنا كابرت .
    وإن قلت : إن الكتاب والسنة يرفعان عنّا الاختلاف ، أبطلت(1) ، لانهما يحتملان الوجوه (2) ، ولكن لي عليه مثل ذلك .
    فقال له أبو عبدالله : سله تجده مليّاً !
    فقال الشامي لهشام : من أنظر للخلق ربهم أم أنفسهم ؟
    فقال : بل ربهم أنظر لهم .
    فقال الشامي : فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم ، ويرفع اختلافهم ، ويبيّن لهم حقهم من باطلهم؟
    فقال هشام : نعم .
    فقالالشامي : من هو ؟
    قال هشام : أما في ابتداء الشريعة ،فرسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله ـ‍ وأما بعد النبي فعترته .
    قال الشامي : من هوعترة النّبي القائم مقامه في حجته ؟
    قال هشام : في وقتناهذا أم قبله ؟
    قال الشامي : بل في وقتنا هذا .
    قالهشام : هذا الجّالس يعني : أبا عبداللهـ عليه السلامـ ، الّذي تُشَد اليه الرّحال ويخبرنا بأخبار السماء وراثة عن جده .
    قال الشامي : وكيف لي بعلم ذلك ؟
    فقالهشام : سله عما بدا لك .
    قال الشامي : قطعت عذري ، فعليّالسؤال .
    فقال أبو عبداللهـعليه السلام ـ : أنا أكفيك المسألة يا شامي أخبرك عن مسيرك وسفرك ، خرجت يوم كذا ،وكان طريقك كذا ، ومررت على كذا ، ومر بك كذا ، فأقبل الشامي كلّما وصف شيئاً منأمره يقول : « صدقت والله » .
    فقال الشامي : أسلمت لله الساعة !
    فقال له أبو عبداللهـ عليه السلام ـ : بل آمنت باللهالساعة ، إن الاسلام قبل الايمان وعليه يتوارثون ،ويتناكحون ، والايمان عليه يثُابون .
    قال : صدقت ، فأناالساعة أشهد أن لا إله إلاّاللهوأن محمداً رسولاللهوأنك وصيُّ الانبياء(3) .
    ____________
    (1) ولذلك من الوظائف المعتبرة فيالامام بعد النبي ـ صلّىاللهعليه وآله ـ أن يُبيّنللامة ما أُرسل به النبي ـ صلّىاللهعليه وآله ـ ومااختلفوا فيه ، لكي يرتفع عنهم الخلاف
    .
    وهذان المعنيان قدنص عليهما النبي ـ صلّىاللهعليه وآله ـ في علي بن ابيطالب ـ عليه السلام ـ ومن تلك النصوص الصريحة التي لا تقبل الشك :
    (
    أ) ما روي عن ابي ذر عن النبي ـ صلّىاللهعليه وآله ـ قال : « علي باب علمي ، ومبيّن من بعديلامتي ما أرسلت به ، حبه ايمان ، وبغضه نفاق ... الحديـث » .
    راجـع : كنز العمال ج11 ص614 ح32981 ، فتح الملك العلي بصحة حديثباب مدينة العلم علي ص18 ، ط الازهر ، وص47 ط الحيدرية ، الغدير للاميني ج3 ص96 .
    (
    ب) ما روي عن أنس ، قال : قال ـ صلّىاللهعليه وآله ـ « يا أنس أول من يدخل عليك من هذا البابأمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين » .
    قال أنس : قلت اللهم اجعله رجلاً من الانصار وكتمته .
    اذ جاء علي فقال : « من هذا يا أنس ؟ » فقلت : علي ، فقام اليهمستبشراً فاعتنقه ، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه . قال علي : يا رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله ـ لقدرأيتك صنعت شيئاً ما صنعت بي من قبل ؟ قال : « وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهمصوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي » ؟
    راجع : حليةالاولياء ج1 ص63 ، المناقب للخوارزمي الحنفي ص85 ح75 ، ترجمة امير المؤمنين منتاريخ دمشق ج2 ص487 ح1005 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج9 ص169 ، كفايةالطالب للكنجي الشافعي ص212 ، ميزان الاعتدال للذهبي ج1 ص64 .
    (
    ت) ما روي عن انس ايضاً أن النبي ـ صلّىاللهعليه وآله ـ قال لعلي : « أنت تبيّن لامتي ما اختلفوافيه من بعدي » .
    راجع : الحاكم في المستدرك ج3 ص122 ،كنزالعمال ج11 ص615 ح32983 ، المناقب للخوارزمي ص329 ح346 ، كنوز الحقائق للمناويص203 ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص182 ، ترجمة امير المؤمنين من تاريخ ابنعساكر ج2 ص488 ح1017 و1018 .
    يقول السيد شرف الدين فيكتابه المراجعات ص172 معلقاً على هذا الحديث : ان من تدبر هذا الحديث وأمثاله علمأن علياً من رسولاللهبمنزلة الرسول مناللهتعالى ، فاناللهسبحانهيقول لنبيه : (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذياختلفوا فيه وهدىً ورحمة لقوم يؤمنون ) سورة النحل الاية 64 ، ورسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله ـيقول لعلي : « أنت تبيّن لامتي ما اختلفوا فيه من بعدي » .
    (2)
    ومما لا يخفى أنالقرآن الكريم فيه من المجمل والمفصل ، والمحكم والمتشابه ، والظاهر والمؤول ،والعام والخاص ، والناسخ والمنسوخ ، ما لا يمكن معرفته إلا بالرجوع إلى أولي الامر، قالاللهتعالى : (ولو ردُّوهإلى الرسول وإلى أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) سورة النساء : الاية 83 . وكذلك السنة أيضاً بالاضافة إلى وجود الدسّ ـ كما صرّحت بذلك الرواياتـ والكذب والافتراء على رسولاللهـ صلىاللهعليه وآله وسلم ـ حتى أنه قام فيهم خطيباً ـ كما يروى ـوقال : ألا كثرت عليَّ الكذَّابة فمن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ،فلهذا كله وجب الرجوع إلى أولي الامر وهم أهل البيت ـ عليهم أفضل الصلاة والسلام ـلمعرفة الوجه الصحيح من غيره والحق من الباطل .
    (3)
    الاحتجاج للطبرسي ج2 ص364 ،ابن شهر آشوب في المناقب ج4 ص243 ، ارشاد المفيد ص278 ، اصول الكافي ج1 ص172 ، بحارالانوار ج48 ص203 ح7.

    تعليق


    • #17
      قال أبوحنيفة لمؤمن الطّاق يوما من الايام :
      لِمَ لَمْيطالب عليّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ بحقه بعد وفاة رسولاللهـ صلّى الله عليه وآله ـ إن كان له حقُّ ؟
      فأجابه مؤمن الطاق فقال : خاف أن تقتله الجن كما قتلوا سعد بنعبادة(2)بسهم المغيرة بن شعبة ، وفي رواية بسهم خالد بن الوليد(3).
      ____________
      (1) هو : النعمانبن ثابت بن زوطي بن ماه ، مولى تيماللهبن ثعلبةالكوفي ، ويقال إنه من أبناء الفرس ، أحد الائمة الاربعة السنية صاحب الرأي والقياسوالفتاوى المعروفة في الفقه ، ولد بالكوفة سنة 80 ، عاصر بعض معمري الصحابة ، أخذعن التابعين والامام جعفر الصادق ـ عليه السلام ـ ، تاجر وتولّى التدريس والفتيا فيالكوفة ، استدعاه المنصور لتولي القضاء في بغداد فرفض فأمر به الى السجن فكان يساطكل يوم حتى توفي في السجن سنة 150 هـ ، وقبره ببغداد في مقبرة خيزران ، له الفقهالاكبر ، ومسند أبي حنيفة
      .
      تجد ترجمته في : الجرحوالتعديل ج8 ص449 رقم : 2062 ، سير أعلام النبلاء ج6 ص390 رقم : 163 ، تهذيب الكمالج29 ص417 رقم : 6439 ، المنجد ( الاعلام ).
      (2)
      سعد بن عبادة : رئيس الخزرج ،وكان صاحب راية الانصار يوم بدر ، وأمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ صاحب لواء رسولاللهـ صلّى الله عليه وآله ـ أجتمعت الانصار إليه وكانمريضا فجاءوا به إلى سقيفة بني ساعدة وأرادوا تأميره ، ولما تم الامر لابي بكرامتنع عن مبايعته ، فأرسل إليه أبوبكر ليبايع فقال : لا واللهحتى أرميكم بما في كنانتي ، وأخضِّب سنان رمحي ، وأضرببسيفي ما أطاعني ، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن تبعني ، ولو اجتمع معكم الجن والانس مابايعتكم حتى أعرض على ربي فقال عمر : لا تدعه حتى يبايع ، فقال بشير بن سعد : إنهقد لجَّ وليس بمبايع لكم حتى يقتل ، وليس بمقتول حتى يُقتل معه أهله وطائفة منعشيرته ولا يضركم تركه ، إنما هو رجل واحد فتركوه ، وقبلوا مشورة بشير بن سعد ،واستنصحوه لما بدالهم منه ، فكان سعد لا يصلّي بصلاتهم ، ولا يجمع معهم ، ويحج ولايفيض معهم بافاضتهم ، فلم يزل كذلك حتى هلك أبوبكر ، وقال ابن أبي الحديد في شرحالنهج :
      وخرج إلى حوران فمات بها ، قيل قتله الجن لانهبال قائما في الصحرأ ليلاً ، ورووا بيتين من شعر قيل : إنهما سُمعا ليلة قتله ولميُرَ قائلهما :
      نحن قتلنـا سيد الخز
      *
      رج سعد بن عباده
      ورمينـاه بسهميـن
      *
      فلم نخطـئ فؤاده

      ويقول قوم : إنَّ أمير الشام يومئذ كَمّن له من رماه ليلاً ، وهو خارج إلى الصحرأبسهمين فقتله لخروجه عن طاعة الامام وقد قال بعض المتأخرين في ذلك :
      يقولون : سعد شَكّتْ الجنُ قلبـَه‌
      *
      ألا ربّما صححت دينك بالغــدر
      وما ذنب سعد أنه بال قائمــا
      *
      ولكنَّ سعـدا لم يبايـع أبابــكر
      صبرت من لــذة ‌العيش‌ أنفس‌ٌ
      *
      وما صبرت عن لذة النهي والامر

      راجع : تاريخ الطبري ج3 ص210 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديدج10 ص111 ، تنقيح المقال للمامقاني ج2 ص16 رقم : 6499 ، سفينة البحار للقمي ج1ص620.
      (3)
      الاحتجاج للطبرسي ج2 ص381 ، المناقب لابن شهر اشوب ج1 ص270 ، شرح نهجالبلاغة لابن أبي الحديد ج17 ص223 بتفاوت.

      تعليق


      • #18
        مرّ الفضّال بن الحسن بن فضّال الكوفي بأبي حنيفة ، وهو في جمع كثير يُملي عليهم شيئا من فقهه وحديثه.
        فقال لصاحب كان معه : واللهلا أبرح أو أُخجل أبا حنيفة.
        فقال صاحبه الذي كان معه : إنّ أبا حنيفة ممن قد علت حالته وظهرت حجّته.
        قال : مه هل رأيت حجّة ضالّ علت على حجّة مؤمن ! ثمّ دنا منه فسلّم عليه فردّها ، وردّ القوم السلام بأجمعهم.
        فقال : يا أبا حنيفة ، إنّ أخا لي يقول : إنّ خير الناس بعد رسول اللهـ صلّى الله عليه وآله ـ عليّ (1) بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ وأنا أقول : أبوبكر خير الناس وبعده عمر فما تقول أنت رحمك الله؟ فأطرق مليّا ثمّ رفع رأسه.
        فقال : كفى بمكانهما من رسول اللهـ صلّى الله عليه وآله ـ كرما وفخرا أما علمت أنّهما ضجيعاه في قبره ، فأيُّ حجّة تريد أوضح من هذا !.
        فقال له فضّال : إني قد قلت ذلك لاخي ، فقال : واللهلئن كان الموضع لرسول الله ـ صلّى اللهعليه وآله ـ دونهما فقد ظلما بدفنهما في موضع ليس لهما فيه حقُّ ، وإن كان الموضع لهما فوهباه لرسول اللهـ صلّى الله عليه وآله ـ لقد . اوما أحسنا إذ رجعا في هبتهما ونسيا عهدهما.
        فأطرق أبو حنيفة ساعة ، ثمّ قال له : لم يكن له ولا لهما خاصّة ، ولكنهما نظرا في حقِّ عائشة وحفصة فاستحقّا الدفن في ذلك الموضع بحقوق ابنتيهما.
        فقال له فضّال : قد قلت له ذلك ، فقال : أنت تعلم أنّ النبي ـ صلّى اللهعليه وآله ـ مات عن تسع نساء ونظرنا فإذا لكلِّ واحدة منهنَّ تسع الثمن ، ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هو شبر في شبر ، فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك ؟ وبعد ذلك فما بال عائشة وحفصة ترثان رسول اللهـ صلى الله عليه وآله ـ وفاطمة ابنته تمنع الميراث ؟
        فقال أبو حنيفة : يا قوم نحوه عني فإنه رافضي خبيث (2).
        ____________
        (1) النصوصالنبوية الشريفة الدالة على أفضلية أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ بعد النبي ـ صلىاللهعليه وآله ـ على سائر الناس بلا استثناء مستفيضةجداً ولا تقبل الشك ومنها : قوله ـ صلّىاللهعليه وآلهـ : « إن وصيي ، وموضع سري ، خير من أترك بعدي ، ينجز عدتي ، ويقضي ديني علي ابنأبي طالب ». راجع : مجمع الزوائد ج9 ص113 ، كنز العمال ج6 ص610 ح32952 ط1 ، منتخبكنز العمال بهامش مسند أحمد ج5 ص32 ، وإحقاق الحق ج4 ، ص75 ، وقد تقدمت تخريجاتأمثال هذا الحديث
        .
        (2)
        الفصول المختارة ج1 ص47 ، كنز الفوائد للكراجكي ج1 ص294 ،الاحتجاج ج2 ص382 ، بحار الانوار ج10 ص231 ح2 وج47 ص400 ح2.

        تعليق


        • #19
          كلمة الله في بعض المشاركات - المناظرات - تحذف نتيجة خلل ما في الارسال

          لذا نعتذر عن هذا الخلل

          والله الموفق

          تعليق


          • #20
            عن الاعمش قال : اجتمعت الشيعة والمحكّمة(2)عند أبي نعيم النخعيبالكوفة ، وأبو جعفر محمّد بن النعمان مؤمن الطاق حاضر.
            فقال ابن أبي خدرة : أنا أقرّر معكم ـ أيّتها الشيعة ـ أنّ أبابكر أفضل من عليّوجميع أصحاب النبي ـ صلّىاللهعليه وآله ـ بأربع خصاللا يقدر على دفعها أحد من الناس ، هو ثانٍ مع رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله ـ في بيته مدفون ، وهو ثانياثنين معه في الغار ، وهو ثاني اثنين صلّى بالنّاس آخر صلاة قبض بعدها رسولاللهـ ، صلّىاللهعليه وآله ـ ،وهو ثاني اثنين الصّديق من الامّة.
            قال أبو جعفر مؤمنالطاق « رحمةاللهعليه » : يابن أبي خدرة ، وأنا أقررمعك أنّ عليّاً ـ عليه السلام ـ أفضل من أبي بكر وجميع أصحاب النبي ـ صلّىاللهعليه وآله ـ بهذه الخصال التي وصفتها ، وأنّها مثلبةلصاحبك وأُلزمك طاعة علي ـ عليه السلام ـ من ثلاث جهات ، من القرآن وصفاً ، ومن خبررسولاللهـ صلّىاللهعليهوآله ـ نصّاً ، ومن حجة العقل اعتباراً ، ووقع الاتفاق على ابراهيم النخعي ، وعلىأبي اسحاق السبيعي ، وعلى سليمان بن مهران الاعمش.
            فقالأبو جعفر مؤمن الطاق : أخبرني يابن أبي خدرة ، عن النبي ـ صّلىاللهعليه وآله ـ أترك بيوته التي أضافهااللهاليه ، ونهى الناس عن دخولها إلاّ بإذنه(3)ميراثاً لاهله وولده ؟ أو تركها صدقة على جميع المسلمين ؟ قل ماشئت ؟ فانقطع أبنأبي خدرة لمّا أورد عليه ذلك ، وعرف خطأ ما فيه.
            فقال أبوجعفر مؤمن الطاق : إن تركها ميراثاً لولده وأزواجه فإنّه قبض عن تسع نسوة ، وإنّمالعائشة بنت أبي بكر تسع ثمن هذا البيت الذي دفن فيه صاحبك ، ولم يصبها من البيتذراع في ذراع ، وإن كان صدقة فالبليّة أطم وأعظم فإنّه لم يصب له من البيت إلاّ مالادنى رجل من المسلمين ، فدخول بيت النبي ـ صلّىاللهعليه وآله ـ بغير إذنه في حياته وبعد وفاته معصية إلاّ لعلي بن أبي طالب ـ عليهالسلام ـ وولده ، فإنّاللهأحلّ لهم ما أحلّ للنبي ـصلّىاللهعليه وآله ـ.
            ثمقال : إنكم تعلمون أنّ النبي ‌ـ صلّىاللهعليه وآله ـأمر بسدّ أبواب جميع الناس التي كانت مشرعة إلى المسجد ما خلا باب عليّ(4)ـ عليه السلام ـ فسأله أبوبكر أن يترك له كوّة لينظر منها إلى رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآلهـ فأبى عليه ، وغضب عمه العبّاس من ذلك(5)فخطب النبيُّ ـ صلّىاللهعليه وآله ـ خطبة ، وقال : إنّاللهتبارك وتعالى أمر لموسى وهارون أن تبوّا لقومكما بمصربيوتاً وأمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب ولا يقرب فيه النساء إلاّ موسى وهارونوذرّيتهما ، وإنّ عليّاً منّي هو بمنزلة هارون من موسى(6)، وذرّيتهكذريّة هارون ، ولا يحلُّ لاحدٍ أن يقرب النساء في مسجد رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله ـ ولايبيت فيه جنباً إلاّ عليُّ وذريّته ـ عليهم السلام ـ ، فقالوا بأجمعهم : كذلك كان(7).
            قال أبو جعفر : ذهب ربع دينك يابن أبيخدرة وهذه منقبة لصاحبي ليس لاحد مثلها ومثلبة لصاحبك ، وأمّا قولك: (ثاني اثنين إذ هما في الغار ) (8) أخبرني هل أنزلاللهسكينته على رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله ـ وعلى المؤمنين في غير الغار؟
            قال : ابن أبي خدرة : نعم.
            قال أبو جعفر : فقد خرج صاحبك في الغار من السكينة وخصّه بالحزن ومكان عليّ ـ عليهالسلام ـ في هذه اللّيلة(9)على فراش النبيّ ـ صلّىاللهعليه وآله ـ وبذل مهجته دونه أفضل من مكان صاحبك فيالغار.
            فقال الناس : صدقت.
            فقالأبو جعفر : يابن أبي خدرة ، ذهب نصف دينك ، وأما قولك ثاني اثنين الصدّيق من الامّةأوجباللهعلى صاحبك الاستغفار لعليّ بن أبي طالب ـعليه السلام ـ في قوله عزّ وجلّ : ( والذين جاؤوا من بعدهميقولون ربّنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ) (10) إلى آخر الاية ، والذي ادّعيت إنّما هو شيء سمّاه الناس ، وقد قال عليّ ـ عليهالسلام ـ على منبرالبصرة : أنا الصّديق الاكبر(11)آمنت قبل أن يؤمنأبوبكر وصدّقت قبله. قال الناس : صدقت.
            قال أبو جعفر مؤمنالطاق : يا بن أبي خدرة ، ذهب ثلاثة أرباع دينك ، وأمّا قولك في الصّلاة بالناس ،كنت ادّعيت لصاحبك فضيلة لم تقم له ، وإنّها إلى التهمة أقرب منها إلى الفضيلة ،فلو كان ذلك بأمر رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله ـ لما عزله عن تلك الصلاة بعينها ، أما علمتأنّه لما تقدّم أبوبكر ليصلّي بالّناس خرج رسولاللهـصلّىاللهعليه وآله ـ فتقدّم وصلّى بالنّاس وعزله عنها، ولا تخلو هذه الصّلاة من أحد وجهين ، إمّا أن تكون حيلة وقعت منه فلمّا أحس النبيـ صلّىاللهعليه وآله ـ بذلك خرج مبادراً مع علّتهفنحّاه عنها لكي لا يحتجّ بعده على أمّته فيكونوا في ذلك معذورين ، وإمّا أن يكونهو الذي أمره بذلك وكان ذلك مفوَّضا إليه كما في قصّة تبليغ براءة(12)فنزل جبرائيل ـ عليه السلام ـ وقال : لا يؤدّيها إلاّ أنت أو رجل منك ، فبعث عليّاـ عليه السلام ـ في طلبه وأخذها منه وعزله عنها وعن تبليغها ، فكذلك كانت قصّةالصّلاة ، وفي الحالتين هو مذموم لانّه كشف عنه ما كان مستورا عليه ، وذلك دليلواضح لانّه لا يصلح للاستخلاف بعده ، ولا هو مأمون على شيء من أمر الدّين.
            فقال الناس : صدقت.
            قال أبو جعفر مؤمنالطاق : يابن أبي خدرة ذهب دينك كلّه وفُضحت حيث مدحت.
            فقال النّاس لابي جعفر : هات حجّتك فيما ادّعيت من طاعة عليّ ـ عليه السلامـ.
            فقال أبو جعفر مؤمن الطاق : أمّا من القرآن وصفا فقولهعزّ وجلّ : ( يا أيّها الّذين آمنوا اتقوااللهوكونوا مع الصادقين) (13) فوجدناعليّا ـ عليه السلام ـ بهذه الصفة في القرآن في قوله عزّ وجلّ : ( والصابرين في البأساء والضرّاء وحين البأس) ـ يعني في الحربوالتعب ـ ( أولئك الّذين صدقوا وأولئك هم المتّقون) (14) فوقع الاجماع من الامّة بأنّ عليّا ـ عليه السلام ـ أولى بهذاالامر من غيره لانه لم يفرّ عن زحف قط كما فرّ غيره في غير موضع.
            فقال النّاس : صدقت.
            وأمّا الخبر عنرسولاللهـ صلّىاللهعليهوآله ـ نصّا فقال : إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي كتاباللهوعترتي أهل بيتي فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّالحوض(15)وقوله ـ صلّىاللهعليه وآله ـمَثَلُ أهل بيتي فيكم كَمَثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، ومنتقدّمها مرق ، ومن لزمها لحق(16)فالمتمسك بأهل بيت رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله ـهادٍ مهتدٍ بشهادة من الرّسول ـ صلّىاللهعليه وآله ـ، والمتمسّك بغيرهم ضالّ مضلّ.
            قال الناس : صدقت يا أباجعفر.
            وأمّا من حجة العقل : فإنّ الناس كلّهم يستعبدونبطاعة العالم ووجدنا الاجماع قد وقع على عليّ ـ عليه السلام ـ أنّه كان أعلم أصحابرسولاللهـ صلّىاللهعليهوآله ـ وكان جميع الناس يسألونه ويحتاجون إليه ، وكان عليُّ ـ عليه السلام ـمستغنيا عنهم(17)هذا من الشاهد والدّليل عليه من القرآن قوله عزّ وجلّ (أفمن يهدي الى الحقِّ أحقُّ أن يُتّبع أمّن لا يهدِّى إلاّأن يُهدى فما لكم كيف تحكمون ) (18) فما اتّفق يومٌ أحسن منهودخل في هذا الامر عالَمٌ كثير(19).
            ____________
            (1) مؤمن الطاق : هو محمد بن علي بن النعمان بن ابي طريفةالبجلي ، مولى الاحول ، ابو جعفر ، كوفي ، صيرفي ، يلقّب مؤمن الطاق ، وصاحب الطاق، وكان كثير العلم حسن الخاطر ، سمي بالطاق لانه كان دكانه في طاق المحامل بالكوفة، وله حكايات كثيرة مع ابي حنيفة ، عدّ من اصحاب الصادق والكاظم ـ عليهما السلام ـ، توفي في رجب سنة 374
            .
            راجع : رجال النجاشي ص325 ، رقم : 886 ، رجال الطوسي ص302 رقم : 355 وص359 رقم : 18 ، سير أعلام النبلاء ج10 ، ص553رقم : 187 ، الكنى والالقاب ج2 ص428.
            (2)
            المحكّمة الاولى او المحكميّة : اولفرقة من الخوارج انحازوا إلى حروراء بعد رجوع علي ـ عليه السلام ـ من صفين إلىالكوفة ، وهم يومئذٍ اثنا عشر ألفاً ، وزعيمهم عبداللهبن الكوّاء وشبث بن ربعي ، كان دينهم تكفير علي وعثمان وأصحاب الجمل وأصحابهوالحكمين ، ثم إنّهم جوّزوا ان تكون الامامة في غير قريش. معجم الفرق الاسلاميةص214 ، الملل والنحل للشهرستاني ج1 ص106.
            (3)
            اشارة الى قوله تعالى : (يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا ان يؤذن لكم). سورة الاحزاب : الاية 53.
            (4)
            قال زيد بن أرقم : كان لنفر من اصحابرسولاللهابواب شارعة في المسجد فقال رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله ـ : سدوا هذه الابواب الا باب علي ، فتكلم الناس في ذلك ، فقام رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله ـفحمداللهوأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فاني أمرت بسدهذه الابواب إلا باب علي ، فقال فيه قائلكم ، واني واللهما سددت شيئاً ولا فتحته ، ولكني اُمرت بشيءفاتبعته.
            راجع : المستدرك للحاكم ج3 ص125 ، وصححه ، خصائصأميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ للنسائي الشافعي ص55 ح37 ، كفاية الطالب للكنجيالشافعي ص203 ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص87 ، ترجمة الامام علي بن ابي طالبـ عليهما السلام ـ من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج1 ص278 ح324 و325 ، تذكرةالخواص للسبط ابن الجوزي الحنفي ص41 ، مجمع الزوائد ج9 ص114 ، احقاق الحق ج5 ص546 ،الغدير للاميني ج3 ص202.
            (5)
            وروي انه اخرج رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله ـ ـعمه العباس وغيره من المسجد ، فقال له العباس : تخرجنا وتسكن علياً ؟ فقال : ما أناأخرجتكم وأسكنته ، ولكناللهأخرجكم واسكنه. راجع : المستدرك للحاكم ج3 ص117 ، الغدير للاميني ج3 ص206.
            (6)
            تقدمت تخريجاته.
            (7)
            جاء في ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص88 ب17 هذا الحديث باختلاف يسير وهو : أنالنبي ـ صلّىاللهعليه وآله ـ قام خطيبا فقال : انرجالاً يجدون في انفسهم شيئاً ان اسكنت عليا في المسجد واخرجتهم واللهما اخرجتهم ، واسكنته بلاللهاخرجهم واسكنه.
            اناللهعز وجل اوحى الى موسى واخيه ان تبؤا لقومكما بمصر بيوتاًواجعلوا بيوتكم قبلة ، واقيموا الصلاة ثم امر موسى ان لا يسكن مسجده ولا ينكح فيهولا يدخله جنب الا هارون وذريته ، وان عليا مني بمنزلة هارون من موسى وهو اخي ولايحل لاحد ان ينكح فيه النساء الا علي وذريته فمن سأه فهاهنا واشار بيده نحوالشام.
            (8)
            سورة التوبة : الاية 40.
            (9)
            وذلك أن رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله ـ لماأراد الهجرة خلّف علي بن ابي طالب ـ عليه السلام ـ بمكة لقضاء ديونه ورد الودائعالتي كانت عنده ، وأمره ليلة خرج الى الغار أن ينام على فراشه ، وقال له : اتشحببردي الحضرمي الاخضر ، فإنّه لا يخلص اليك منهم مكروه إن شاءاللهتعالى ففعل ذلك فأوحىاللهالى جبرئيل وميكائيل ـ عليهما السلام ـ إني آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول منعمر الاخر ، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة ؟ فاختارا كلاهما الحياة ، فأوحىاللهعز وجل اليهما : أفلا كنتما مثل عليّ بن ابي طالب ، آخيتبينه وبين نبييّ محمدـ صلّىاللهعليه وآله ـ فبات علىفراشه ، يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ، اهبطا إلى الارض فاحفظاه من عدوه ، فنزلافكان جبرئيل عند رأس علي وميكائيل عند رجليه ، وجبرئيل ينادي : بخ بخ من مثلك يابنأبي طالب يباهياللهعز وجل به الملائكة ؟ ! فأنزلاللهعز وجل إلى رسوله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاتالله ) سورة البقرة : الاية 207 ، أسد الغابة ج4ص95.
            (10)
            سورة الحشر : الاية 10.
            (11)
            فرائد السمطين ج1 ص248 ح192 ، ترجمةامير المؤمنين من تاريخ ابن عساكر ج1 ص61 ، انساب الاشراف ج2 ص146 ح146.
            (12)
            تقدمت تخريجاته .
            (13)
            سورة التوبة : الاية 120.
            (14)
            سورة البقرة : الاية 177.
            (15)
            حديث الثقلين هو اشهر من أن يذكر وقد بلغ حد التواتر ، وقد اخرجهأكابر علماء السنة في كتبهم من الصحاح والسنن وممن رواه :
            صحيح الترمذي ج5 ص622 ح3788 دارالفكر وج2 ص308 ، أسد الغابة في معرفة الصحابة ج2ص12 ، الدر المنثور للسيوطي ج6 ص7 وص306 ، ذخائر العقبى ص16 ، الصواعق المحرقة ص147وص226 ، ط المحمديه وص89 ، ط الميمنية بمصر.
            فرائدالسمطين ج2 ص142 ح436 ـ 441 ، مسند احمد بن حنبل ج3 ص14 وص17 وج5 ص182 ، صحيح مسلمج4 ، ص1874 ح37 ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص30 وص36 وص191 وص296 ، تفسير ابنكثير ج4 ، ص123 ، جامع الاصول لابن الاثير ج1 ، ص187 ، كنز العمال ج1 ص185 ح942 ـ 945 ، عبقات الانوار ج1 ، ص4.
            (16)
            قول النبيّ ـ صلّىاللهعليه وآله ـ : ( ألا ان مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ) هو من الاحاديث المتواترة المشهورة.
            راجع : المستدرك ج3 ص150 ، نضم درر السمطين للترمذي الحنفي ص235 ،ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص27 وص308 ط اسلامبول ، إسعاف الراغبين للصبّانالشافعي ص109 ط السعيدية وص102 ط العثمانية ، فرائد المسطين ج2 ص246 ح519.
            وجاء بلفظ آخر أيضاً ، يقول ـ صلّىاللهعليه وآله ـ : ( مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنهاغرق ) تجده في : حلية الاولياء ج4 ص306 ، المناقب لابن المغازلي الشافعي ص132 ح173ـ 176 ، ذخائر العقبى للطبري الشافعي ص20 ، مجمع الزوائد ج9 ص168 ، الجامع الصغيرللسيوطي ج2 ص533 ح8162 ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص193 ، مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي الحنفي ج1 ص104. وقد ورد حديث السفينة ايضاً بالفاظ أخرى ، راجع :
            المعجم الصغير للطبراني ج1 ص139 ، المستدرك للحاكم ج2ص343 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص218.
            وقالالشافعي في هذا المعنى :
            ولما رأيت الناس قد ذهبـت بهــم
            *
            ‌مذاهبهم في أبحر الغي والجهـــل
            ركبت على أسماللهفي سفـن النجا
            *
            وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل
            وامسكت حبـلاللهوهو ولاؤهـم
            *
            ‌كما قد أمرنـا بالتمسـك بالحبــل

            انظر : رشفة الصادي لابي بكر بن شهاب الدين الشافعي ص15.
            (17)
            قيل ـ للخليل بن احمد ـ ما الدليل على انّ عليّا ـ عليه السلام ـ امام الكل في الكل؟
            قال : احتياج الكل اليه واستغناؤه عن الكل.
            وقيل له : ما تقول في علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ ؟
            فقال : ما أقول في حق امرئٍ كتمت مناقبه اولياؤه خوفا واعداؤهحسدا ثم ظهر من بين الكتمانين ما ملأ الخافقين. ( سفينة البحار ج1 ، ص426 )
            (18)
            سورة يونس : الاية 35.
            (19)
            الاحتجاج للطبرسي ج2 ص378 ، بحار الانوار ج47 ص396ح1 ، ضحى الاسلام لاحمد امين ج3 ص270 ، الامام الصادق والمذاهب الاربعة ج2 ص71.

            تعليق


            • #21
              يقال : إنّ الشاه خدابنده غضب يوماً على امرأته فقال لها : أنت طالق ثلاثاً ، ثمّندم وجمع العلماء.
              فقالوا : لابدّ من المحلّل.
              فقال : عندكم في كلِّ مسألة أقاويل مختلفة أو ليس لكم هنا اختلاف؟
              فقالوا : لا.
              فقال أحد وزرائه : إنّ عالماً بالحلّة وهو يقول ببطلان هذا الطلاق.
              فبعثكتابه إلى العلاّمة ، وأحضره ، فلمّا بعث إليه.
              قال علماءالعامّة : إنّ له مذهباً باطلاً ، ولا عقل للروافض(3)، ولا يليقبالملك أن يبعث إلى طلب رجل خفيف العقل.
              قال الملك : حتّىيحضر.
              فلمّا حضر العلاّمة بعث الملك إلى جميع علماءالمذاهب الاربعة ، وجمعهم.
              فلمّا دخل العلاّمة أخذ نعليهبيده ، ودخل المجلس ، وقال : السلام عليكم ، وجلس عند الملك.
              فقالوا للملك : ألم نقل لك إنّهم ضعفاء العقول.
              قال الملك : اسألوا عنه في كلِّ ما فعل.
              فقالوا له : لم ما سجدت للملك وتركت الاداب ؟
              فقال : إنَّرسولاللهـ صلّىاللهعليهوآله وسلّم ـ كان ملكاً وكان يسلم عليه ، وقالاللهتعالى : ( فإذا دخلتم بيوتاً فسلّموا على أنفُسِكم تحيّةً منعنِداللهمباركةً) (4) ، ولا خلافبيننا وبينكم أنّه لا يجوز السجود لغيرالله.
              ثمّ قال له : لم جلست عند الملك ؟
              قال : لم يكن مكان غيره ، وكلّما يقوله العلاّمة بالعربي كان المترجم يترجمللملك.
              قالوا له : لايّ شيء أخذت نعلك معك ، وهذا ممّا لايليق بعاقل بل إنسان ؟
              قال : خفت أن يسرقه الحنفيّة كماسرق أبو حنيفة نعل رسولالله !!
              فصاحت الحنفيّة : حاشا وكلاّ ، متى كان أبو حنيفة في زمان رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآلهـ بل كان تولّده بعد المأة من وفاته ـ صلّىاللهعليهوآله وسلم ـ.
              فقال : فنسيت فلعلّه كان السارق الشافعي !!
              فصاحت الشافعيّة كذلك ، وقالوا : كان تولّد الشافعي فييوم وفاة أبي حنيفة ، وكانت نشوءه في المأتين من وفاة رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله وسلمـ.
              وقال : لعلّه كان مالك !!
              فصاحت المالكية كالاوّلين.
              فقال : لعلّه كان أحمد ففعلتالحنبليّة كذلك.
              فأقبل العلاّمة إلى الملك ، وقال : أيّهاالملك علمت أنّ رؤساء المذاهب الاربعة لم يكن أحدهم في زمن رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله وسلّمـ ولا الصحابة ، فهذا أحد بدعهم أنّهم اختاروا من مجتهديهم هذه الاربعة ، ولو كانفيهم من كان أفضل منهم بمراتب لا يجوّزون أن يجتهد بخلاف ما أفتى واحدمنهم.
              فقال الملك : ما كان واحد منهم في زمان رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله وسلّمـ والصحابة ؟!
              فقال الجميع : لا.
              فقال العلاّمة : ونحن معاشر الشيعة تابعون لامير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ نفس رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله وسلّم ـ وأخيه وابن عمّه ووصيّه ، وعلى أيّحال فالطلاق الذي أوقعه الملك باطل لأنّة لم يتحقّق شروطه ، ومنها العدلان فهل قالالملك بمحضرهما ؟
              قال : لا.
              ثمّشرع في البحث مع العلمأ حتّى ألزمهم جميعاً ، فتشيّع الملك ، وبعث إلى البلادوالاقاليم حتّى يخطبوا بالائمّة الاثني عشر ـ عليهم السلام ـ ، ويضربوا السكك علىأسمائهم وينقشوها على أطراف المساجد والمشاهد منهم(5).
              ومن لطائفه أنّه بعد إتمام المناظرة وبيان احقيّة مذهب الاماميّةالاثنى عشريّة ، خطب الشيخ ـ قدساللهلطيفه ـ خطبةبليغة مشتملة على حمداللهوالصلاة على رسوله ـ صلىاللهعليه وآله وسلّم ـ والائمة ـ عليهم السلام ـ فلمّااستمع ذلك السيّد الموصلي الذي هو من جملة المسكوتين بالمناظرة.
              قال : مالدليل على جواز توجيه الصلاة على غير الانبياء ـ عليهمالسلام ـ ؟
              فقرأ الشيخ في جوابه ـ بلا انقطاع الكلام ـ : ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون ،أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمةٌ وأولئك هم المهتدون ) (6).
              فقال الموصلي على طريق المكابرة : ماالمصيبة الّتي أصاب آله حتّى أنّهم يستوجبون لها الصلاة ؟
              فقال الشيخ ـ رحمهاللهـ : من أشنعالمصائب وأشدّها أن حصل من ذراريهم مثلك الّذي يرجّح المنافقين الجهال المستوجبيناللعنة والنكال على آل رسول الملك المتعال.
              فاستضحكالحاضرون ، وتعجّبوا من بداهة جواب آيةاللهفيالعالمين ، وقد انشد بعض الشعرأ :
              إذا العلوي تابع ناصبيّــاً
              *
              بمذهبه فما هـو من أبيــه
              وكان الكلب خيراً منه حقّاً
              *
              لانّ الكلب طبع أبيه فيـه(7)

              ____________
              (1) هو : أبو منصور الحسن بن الشيخ الفقيه النبيه سديد الدين يوسف بن عليبن المطهر الحلي المشهور بالعلامة ، له أكثر من تسعين كتاباً في مختلف العلومالاسلامية ، من أشهرها : مختلف الشيعة ، المنتهى ، نهج الحق وكشف الصدق ، منهاجالكرامة ، الالفين ، وهو ابن أخت المحقق الحلي حيث اهتم بتربيته وتدريسه ، بالاضافةإلى ذلك فقد تتلمذ العلاّمة على أيدي أساطين العلمأ منهم : والده ، والسيدين جمالالدين أحمد ، ورضي الدين علي ابني طاووس ، والشيخ ميثم بن علي البحراني وغيرهمالكثير ، توفي ليلة السبت الحادي والعشرين من شهر محرم الحرام سنة ست وعشرينوسبعمائة ، حيث قد ولد لاحدى عشرة ليلة خلون أو بقين من شهر رمضان المبارك عامثمانية وأربعين وستمائة في مدينة الحلة في العراق ، ونقل نعشه الشريف إلى جوار أميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ ودفن هناك. راجع : روضات الجنات ج2 ص269 رقم : 198.
              (2)
              محمد بن أرغون بن أبغا بن هلاكو بن تولى بن جنكزخان المغولي ، السلطانغياث الدين المعروف بخدابند ومعناه بالعربية عبدالله،ملك العراق وخراسان وآذربيجان ، ولد سنة نيف وسبعين وستمائة ، كان على مذهب العامةفتشيع وكان يحب العمارة أنشأ مدينة جديد بأذربيجان سماها السلطانية توفي سنة 716. راجع : الدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني ج3 ص378 ترجمة رقم : 1003.
              (3)
              الرافضة : اسم أطلقه خصوم ومبغضوا الشيعة عليهم وذلك للاستهانة بهم وتحقيرهم وسبب ذلك كلههو أنهم والوا علياً وأهل بيته واعتقدوا بإمامتهم ـ عليهم السلام ـ لما ثبت عندهمبالادلة القطعية الصارمة من خلافتهم وإمامتهم ووجوب التمسك بهم ـ عليهم السلام ـ ،وهل من يوالي علياً وأهل بيته ويتمسك بهم يعتبر رافضياً ؟ إذا كان كذلك فهذا نعمالاسم فنحن رفضنا غير أولياءاللهوغير خلفائه ، وأخذنابأقوالهم وتركنا أقوال غيرهم واتبعناهم ولم نتبع غيرهم.
              فهذا كل ما في المسألة فالذي يتبعهم ويروي أخبارهم ويذكر مناقبهم وفضائلهم يعتبررافضياً ، يقول الربيع بن سلمان : قلت للشافعي : إن ههنا قوماً لا يصبرون على سماعفضيلة لاهل البيت فإذا أراد أحد أن يذكرها يقولون : هذا رافضي !! قال : فأنشأالشافعي يقول :
              إذا في مجلس ذكروا عليــاً
              *
              وسبطيـه وفاطمة الزكيّــة
              فأجرى بعضهم ذكرى سواهم
              *
              ‌فأيقـن أنــه سلقلقـيّــه
              إذا ذكـروا عليـاً أو بنيــه
              *
              ‌تشاغل بالروايـات العليــة
              وقال : تجاوزوا يا قوم هـذا
              *
              فهذا من حديث الرافضيــة
              برأت إلى المهيمن من أنـاس‌
              *
              ‌يرون الرفض حب الفاطمية
              على آل الرسول صلاة ربـي
              *
              ‌ولعنتــه لتلك الجاهليــة

              فرائد السمطين ج1 ص135 ح98.
              وقال ايضاً :
              قالوا ترفضت ؟ قلت : كلا
              *
              ما الرفض ديني ولا اعتقادي
              لكن تولَّيـت غيـر شــك
              *
              ‌خير إمام وخيــر هــادي
              إن كان حب الولـي رفضاً
              *
              فإننــي أرفض العـبــاد

              فرائد السمطين ج1 ص423.
              وقال أيضاً :
              يا راكباً قف ‌بالمحصّب من‌ منى
              *
              ‌واهتف بقاعد خيفها والناهـض
              سحراً إذا فاض‌ الحجيج إلى ‌منى
              *
              ‌فيضاً كملتطم الفرات الفائـض
              إني أحب بني النبي المصطـفى‌
              *
              وأعده من واجبـات فرائضـي
              لو كان رفضاً حب آل محمـدٍ
              *
              فليشهد الثقلان إنـي رافضـي

              فرائد السمطين ج1 ص423 ـ 424.
              وبعد هذاكله تعرف أن السبب في التسمية يكمن في اتباع الشيعة لاهل البيت ـ عليهم السلام ـالذين قال النبي ـ صلىاللهعليه وآله وسلم ـ عنهم : « أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى » وقال أيضاً : « أوصيكمبالثقلين كتاباللهوعترتي أهل بيتي لن تضلوا ما إنتمسكتم بهما » ولهذه الادلة وغيرها تمسكنا بهم واتبعناهم فأطلقوا علينا هذاالاسم.
              وقد جاء في المحاسن عن أبي بصير قال : قلت لابيجعفر ـ عليه السلام ـ جعلت فداك اسم سمينا به استحلت به الولاة دماءنا وأموالناوعذابنا ، قال : وما هو ؟ قلت : الرافضة ، فقال أبو جعفر ـ عليه السلام ـ : إنسبعين رجلاً من عسكر فرعون رفضوا فرعون فأتوا موسى ـ عليه السلام ـ فلم يكن في قومموسى أحدٌ أشد اجتهاداً وأشد حباً لهارون منهم فسمَّاهم قوم موسى الرافضة فأوحىاللهتعالى إلى موسى ـ عليه السلام ـ أن أثبت لهم هذاالاسم في التواراة فإني نحلتهم وذلك اسم قد نحلكموهالله. سفينة البحار ج3 ص384.
              ولكنيأبىاللهعز وجل إلا أن يجعل علياً ـ عليه السلام ـشبيهاً لهارون حتى في شيعته ومحبيه ألم يقل سيد البشر ـ صلّىاللهعليه وآله وسلّم ـ : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاأنه لا نبي بعدي » ؟ فكل خصال هارون ـ عليه السلام ـ ثابتة لعلي ـ عليه السلام ـإلا النبوة.
              (4)
              سورة النور : الاية 61.
              (5)
              روضات الجنات للخونساري : ج2ص279.
              (6)
              سورة البقرة : الاية 156 و157.
              (7)
              روضات الجنات : ج2 ص284.

              تعليق


              • #22
                أتمنى من أخواني الشيعة المشاركة الفاعلة في هذه الصفحة

                تعليق


                • #23
                  نعتذر عن هذا الخطأ في الارسال

                  وهذه الوصلة لمن يرغب

                  http://www.alseraj.net/25/?يا+++برق+...عتزلي+++)

                  تعليق


                  • #24
                    قال السنّي للشيعي : أنتم معشر الشيعة روافض ، والروافض في الدنيا يشملهم العار ،وفي الاخرة مقرهم النار وبئس القرار.
                    أجاب الشيعي بكلهدوء وسكون : عافاكاللهيا أخي أليس من العدل والانصافأن لا يحكم العاقل على غيره بدون دليل ولا برهان ، فما دليلك على أننا روافض ؟ وعلىتقدير صحة ما تقول ، ما هو برهانك على أن علينا في الدنيا العار ، ومصيرنا فيالاخرة إلى النار وبئس القرار ؟
                    قال السني : أما كونكممعشرَ الشيعة روافض لانكم ترفضون خلافة خلفاء رسولاللهالراشدين ، وهذا أمر لا يمكن لكل شيعي إنكاره ، وهذا من أكبر العار عليكم.
                    وأما كونكم مقركم النار وبئس القرار ، لانه قد قام الاجماع على أنكلّ من امتنع عن الاقرار بخلفاء رسولاللهالراشدين ،فهو بمثابة الخروج من الدين ، وهذا أيضا لا يتمكن كل شيعي من إنكاره.
                    فقال الشيعي : عافاكاللهيا أخي ، هاأنا شيعي وأنا أتبرؤ من كلّ من رفض خلفاء رسولاللهـصلّىاللهعليه وآله وسلّم ـ ، وأنا أشهد على كل شيعيقد فهم حقيقة التشيع أنه أيضا يتبرء مثلي من كل من رفض خلفاء رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله وسلّمـ ، فدعواك هذه على الشيعة ظلم وافتراء ، وعار على أمثالك من أهل العلم والفضل أنيتصفوا بهذه الصفات الذميمة التي قد يتحاشاها أبسط الجهال والعوام ، وحينئذ لا يبقىلحكمك يا أخي على الشيعة بالنار وبئس القرار أدنى قيمة أو اعتبار.
                    فأين دليلك وبرهانك اللّذان قد اعتمدت عليهما في حكمك هذا الجائرالباطل ، وأرجو المسامحة فأنت أحوجتني لهذا المقال ؟!
                    قالالسني ـ وقد استشاط غضبا وغيظا ـ : ألستم معشر الشيعة ترفضون خلافة أبي بكر وعمروعثمان أصحاب رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله وسلّم ـ وخلفائه الراشدين ، وكيف يمكنك أويمكن لكل شيعي أن ينكر هذا الامر الذي هو أشهر من نور الشمس عند كل من عرف الشيعةحتى من غير المسلمين ، فما جوابك إن كنت من المنصفين ؟
                    فقال الشيعي : عافاكاللهيا أخي ما ذكرت غير الذي بهحكمت ، وبين الموضوعين بون بعيد وفارق عظيم قد كان حكمك السابق مستندا إلى أنالشيعة ترفض خلفاء رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله وسلّم ـ ، والان تثبت لهم رفضهم لخلافة أبيبكر وعمر وعثمان ، وهذا موضع آخر غير ما ذكرته سابقا.
                    لاننفس هؤلاء الخلفاء الثلاثة وجميع أتباعهم وأشياعهم يستنكرون على كل من يقول : إنرسولاللهـ صلّىاللهعليهوآله وسلّم ـ ، قد استخلف وعيّن له خليفة من بعده أو نصّ عليه وأخذ له على الناسالخلافة والولاية ، وكلّهم يشهدون ويجزمون على أن رسولاللهقد مات ولم يعين له خليفة ، وهذا شيء كاد أن يكون منخصائص أبي بكر وعمر وعثمان وأشباههم في ذلك العصر ، والباقي أتباعٌ لهم وعنهم قدأخذوا بهذا القول والدعوة التي يدّعونها حتى عصرنا الحاضر.
                    فقولك : إن الشيعة ترفض أو رفضت خلفاء رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله وسلّمـ ، هذا قد تسالم جميع السنّة على إنكاره ورفضه ، فمتى صار أبو بكر وعمر وعثمانخلفاء لرسولاللهوهم أشد المنكرين على الشيعة الذينيدّعون أن رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله وسلّم ـ ، قد أوصى في حياته ونصّ على خليفتهوعيّنه بشخصه وذاته وأخذ له من جميع المسلمين على مشهد مائة ألف أو يزيدون يوم غديرخمّ بعد رجوعه من حجة الوداع.
                    ولو نظرت يا أخي بعينالانصاف لكان عنوان الرافضة يصدق على جماعة السنّة بالخصوص دون سواهم ، لانهم همرفضوا وصيّة رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله وسلّم ـ وخالفوه مخالفة صريحة ، وهذه كتبهموصحاحهم تشهد بذلك بأوضح ما يكون ، وإذا أردت فهم ذلك جليّا فعليك بكتاب الغديرللشيخ النجفي حتى تعرف الحقيقة إذا كنت تجهلها ، وأبو بكر وعمر هما أوّل من بايعخليفة رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله وسلّم ـ في غدير خمّ وعمر هو الذي أعلنها صرخةمدوّية في ذلك المكان وهو يقول : بخ بخ لك يابن أبي طالب لقد أصبحت مولاي ومولى كلمؤمن ومؤمنة(1)، حتى قام حسان بن ثابت وأنشد في ذلك الموقف أبياتهالتي قَلّ أن يخلو منها كتاب مؤرخ من محدثيهم وصحاحهم وإليك بها :
                    يُناديهمُ يـوم الغديـــر نبيُّهــم
                    *
                    بِخُمٍّ وأسمع بالرســول مناديـــا
                    يقولُ فمـن مولاكُــمُ ووليّكــم
                    *
                    فقالوا ولم يُبدوا هنـاك التعاميـــا
                    إلهك مولانــا وأنــت وليُّنــا
                    *
                    ولم تر منّا في الولايـة عاصيـــا
                    فقال له : قـم يـا عليّ فإننــي‌
                    *
                    رضيتك من بعدي إماما وهاديـــا
                    فمن كنت مـولاه فهـذا وليّــه
                    *
                    ‌فكونوا له أنصار صدق مواليـــا
                    هناك دعـا : الّلهـم والِ وليّــه
                    *
                    ‌وكن للذي عادى عليّاً معاديـا(2)

                    وقد أخرج الطبريمحمد بن جرير فى كتاب الولاية عن زيد بن أرقم أن رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله وسلّمـ جعل يقول في ذلك الموقف الرهيب ويخاطب الجموع الغفيرة المتراصة حوله :
                    معاشر الناس قولوا أعطيناك على ذلك عهدا عن أنفسنا وميثاقابألسنتنا وصفقة بأيدينا نؤديه إلى أولادنا وأهالينا ، لا نبغي بذلك بدلاً وأنت شهيدعلينا وكفى باللهشهيدا ، قال زيد بن أرقم : فعند ذلكبادر الناس يقولون : نعم نعم سمعنا وأطعنا ، وكان أبو بكر وعمر أوّل من صافقوتداكوا على رسولاللهـ صلّىاللهعليه وآله وسلّم ـ وعلى عليّ ـ عليه السلام ـ.
                    وخصوص حديث تهنئة الشيخين رواه من أئمة الحديث والتفسير ما يزيدعلى ستين محدثا وراويا ومؤرخا وكاتبا راجع الغدير الجزء الاول ص272 ترى العجبالعجيب.
                    وأما قولك الاخير إن الشيعة ترفض خلافة أبي بكروعمر وعثمان فهذا شيء صحيح لا ينكره ولا واحد من الشيعة وقوام الشيعة على هذاالانكار والاستنكار ، وهذا فخر وشرف للشيعة لان الذي دعاها لانكار ذلك هو نفسإطاعتها وإذعانها لامر نبيها محمد ـ صلّىاللهعليهوآله وسلّم ـ ، والثبات على عهده الذي أعطوه إيّاه في غدير خمّ بأمر مناللهتعالى حينما أنزل على نبيّه ـ صلّىاللهعليه وآله وسلّم ـ في ذلك الموضع وألزمه بالتبليغ وهددهإذا هو لم يبادر ويعلن خلافة عليّ ـ عليه السلام ـ من بعده قبل أن تتفرق الجموعالهائلة وتذهب جهوده أدراج الرياح ، فأنزل عليه قوله عزوجل : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالتهواللهيعصمك من الناس ) (3) ، فلميكتف بالتهديد حتى أخبره أنك إن لم تفعل فجميع جهادك وجهودك يذهب هباءً منثورا ،ولا يترتب عليه أدنى أثر أو نفع ، ولذا تراه بعد قيامه بواجب التبليغ والاعلان نزلقوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتيورضيت لكم الاسلام ديناً ) (4) فجعل النبي ـ صلّىاللهعليه وآله وسلّم ـ يقول : الحمد للّه على إكمال الدينوإتمام النعمة مناللهبولاية أخي وابن عمي وخليفتي منبعدي عليّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ(5).
                    وإذا الشيعة رفضت كلّ من خالفاللهورسوله لا خصوص أبيبكر وعمر وعثمان ، وتمسكتْ بأمراللهورسوله تكونمذمومة ومستحقة لعذاب النار كيف يكون ذلك(6)؟!
                    ____________
                    (1) راجع : ترجمة امير المؤمنين ـعليه السلام ـ من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج2 ص75 ح575و 577 ، المناقبللخوارزمي الحنفي ص94 ، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي ج1 ص158 ح213 ، مناقبعلي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص18 ح 24 ، فرائد السمطين ج1 ص77 ح44 ،ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص30 و31 و 249 ط 1 اسلامبول وص33 و 34 و 297 طالحيدرية ، تفسير الفخر الرازي الشافعي ج3 ص63 ط الدار العامرة بمصر وج12 ص50 ط مصر 1375 هـ ، احقاق الحق ج6 ص256 ، الغدير للاميني ج1 ص276 ، بتفاوت.
                    (2)
                    مناقبالخوارزمي ص135 ح152 ، فرائد السمطين الجويني ج1 ص73 ح39 وص74 ح40 ، تذكرة الخواصلابن الجوزي ص80 ، بحار الانوار ج37 ص150 ، سفينة البحار ج2 ص306 ، وقد روي هذاالشعر في مصادر كثيرة جدا راجع : الغدير للاميني ج2 ص34 ـ 39.
                    (3)
                    سورة المائدة : الاية 67.
                    (4)
                    سورة المائدة : الاية 3.
                    (5)
                    شواهد التنزيل للحسكاني ج1 ص200ح 210 وما بعده ، مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان الكوفي ج1 ص118 ح66 وص137ح76.
                    (6)
                    ماذا في التاريخ للقبيسي ج12 ص61.

                    تعليق


                    • #25
                      السؤال\ قد اشتبه على أحد الإخوان جملة (( و إياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم ..)) في الزيارة الجامعة ..
                      و لأننا عوامّ نسأل الله أن يفيدنا بكم ... فكيف أردأ الشبهة في هذا المقطع من الزيارة ... إذا أمكن الاستدلال لدرأ الشبهة

                      الجواب\لا إشكال في المقطع ولا في مضمونه، فإن من الواضح أن الله تبارك وتعالى لا يباشر أفعالا من هذا النوع بنفسه وذاته المقدسة، كونه أكبر من أن يحويه جسم أو مكان أو زمان، ولا يمكن للبشر الإحاطة به فيروْنه أو يتكلمون معه، ومن يكون هكذا كيف يُعقل أن يباشر فعلا من هذا النوع - أي محاسبة الخلق - بنفسه؟ إن ذلك لمُحال عقلا تماما كمحالية رؤيته تبارك وتعالى يوم القيامة، أو القول بأنه يضع قدمه في جهنم حتى تمتلئ كما يزعم المخالفون.
                      لذا وجب عقلا أن يوكل سبحانه غيره لهذه الوظيفة، كما أوكل لملائكته وظائف شتى. وحيث أنه قد ثبت أنه لم يخلق خلقا أعظم قدرا ومنزلة من محمد وآل محمد صلوات الله عليهم؛ وبشفاعة الروايات، فإنه يثبت أن هذه الوظيفة موكلة إليهم عليهم السلام، وهذا هو معنى قوله عليه السلام: ”وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم“.
                      ولا يعارض ذلك قوله سبحانه في محكم كتابه: ”إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ“. (الغاشية: 26 - 27) لأن قيامهم (عليهم السلام) بفعل المحاسبة إنما يكون بإذنه وفي طول إرادته (جل وعلا) لا في عرضها، تماما كما يقوم الملائكة (عليهم السلام) بأفعالهم بإذنه وفي طول إرادته. وكما يصحّ نسبة الفعل إليه (تبارك وتعالى) فإنه يصح نسبته أيضا إليهم عليهم السلام، ومثاله قوله سبحانه: ”اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا“ (الزمر: 43) بينما هو يقول في موضع آخر: ”قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ“ (السجدة: 12)، فنسب فعل قبض الأرواح تارة لنفسه، ونسبه تارة أخرى لملك الموت عليه السلام، فلا منافاة أيضا من نسبة فعل محاسبة الخلق تارة له سبحانه، وتارة أخرى للمعصومين صلوات الله عليهم أجمعين.
                      وقد أكدت الروايات على حقيقة أنهم (عليهم السلام) يتولّون أمر محاسبة الخلق، ومنها ما رواه الكليني عن جابر عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: ”يا جابر.. إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل الأولين والآخرين لفصل الخطاب؛ دُعي رسول الله صلى الله عليه وآله ودُعي أمير المؤمنين عليه السلام، فيُكسا رسول الله صلى الله عليه وآله حلّة خضراء تضيء ما بين المشرق والمغرب، ويُكسا علي عليه السلام مثلها، ويُكسا رسول الله صلى الله عليه وآله حلّة وردية يضيء لها ما بين المشرق والمغرب، ويُكسا علي عليه السلام مثلها، ثم يصعدان عندها ثم يُدعى بنا فيُدفع إلينا حساب الناس، فنحن والله نُدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ثم يُدعى بالنبيين عليهم السلام فيُامون صفّين عند عرش الله عز وجل حتى نفرغ من حساب الناس، فإذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، بعث ربّ العزة عليا عليه السلام فأنزلهم منازلهم من الجنة وزوّجهم، فعليّ والله الذي يزوّج أهل الجنة في الجنة، وما ذاك إلى أحد غيره، كرامة من الله عزّ ذكره، وفضلا فضّله الله به ومنَّ به عليه، وهو والله يُدخل أهل النار النار، وهو الذي يغلق على أهل الجنة إذا دخلوا فيها أبوابها، لأن أبواب الجنة إليه، وأبواب النار إليه“. (الكافي ج8 ص159).
                      ومنها ما رواه الكليني أيضا عن سماعة أنه كان قاعدا مع أبي الحسن الكاظم (عليه السلام) والناس في الطواف في جوف الليل، فقال الإمام صلوات الله عليه: ”يا سماعة.. إلينا إياب هذا الخلق وعلينا حسابهم، فما كان لهم من ذنب بينهم وبين الله عز وجل حتّمنا على الله في تركه لنا فأجابنا إلى ذلك، وما كان بينهم وبين الناس استوهبناه منهم وأجابوا إلى ذلك وعوّضهم الله عز وجل“. (الكافي ج8 ص162).
                      وعليه فلا إشكال ولا شبهة إطلاقا في هذا المقطع من الزيارة الجامعة الشريفة، بل إنه من مقتضيات تنزيه الذات الإلهية عن النقص.

                      تعليق


                      • #26
                        إذا لدى أحد الزملاء ملاحظات على هذه الصفحة أو شبهات يتمنون مني وضع أجوبتها هنا نرجو ارسالها في رسالة خاصة

                        وأتمنى من المشرفين التثبيت حتى يستفيد الآخرين من هذه الصفحة دائما

                        هذه الصفحة معنية بالرد على الشبهات و روايات الاحتجاج

                        والله الهادي

                        تعليق


                        • #27
                          سؤال\ هل جميع الخطب والكلمات الموجودة في نهج البلاغة صحيحة و معتبرة وهل صحيح نسبتها للإمام علي ع و ليست من تأليف الشريف الرضي رضوان الله عليه ؟

                          الجواب\
                          رد1\ قد ثبت وتحقق في كتاب (مصادر نهج البلاغة ) وجود الخطب والكلمات في كتب السابقين من العلماء والمتقدمين على الشريف الرضي
                          رد2\ هناك كتب أخرى اهتمت بذلك مثل \ مسند نهج البلاغة و كتاب مستدرك نهج البلاغة وقد خصص أيضا العلامة الأميني في موسوعته فصلا خاصا بذلك فيمكن الرجوع إليها للتأكد
                          رد3\ أولا الكثير من نصوص نهج البلاغة مروية مسندة في كتب أخرى سابقة على زمان الشريف الرضي كالكافي وكتب الصدوق والمفيد وغيرها والشريف الرضي جمع نهج البلاغة من تلك الكتب بحذف الاسناد ، ثانيا بلاغة الخطب إجمالا وعلو مضمونها شاهد على صحة نسبتها إلى الإمام علي ع ، ثالثا لو سلمنا عدم وجود أسانيد لبعض الخطب أو الحكم والكلمات القصار، فغاية الأمر عدم صحة الاستدلال بها في المباحث الفقهية والعقائدية ، على أساس أن موازين تلك الأبحاث تعمل العمل بها والاستناد إليها ، ولكن هذا لا يسقط قيمتها العلمية والأخلاقية العظيمة ، فإن ارسال الرواية لا يعني اهمال وعدم جواز الاستفادة منها إذا كانت تنسجم مع الأدلة العقلية أو النقلية الأخرى ، وهذا معلوم عند الجميع ولا نعلم أحدا من الفريقين يخالف فيه .

                          تعليق


                          • #28
                            عن طارق بن شهاب قال : لما قدم عمر الشام لقيَه أساقفتها ورؤساؤها وقد تقدمه العباس بن عبد المطلب على فرس ، وكان العباس جميلاً بهيا فجعلوا يقولون: هذا أمير المؤمنين ، ويقولون له : السلام عليك يا أمير المؤمنين فيقول : لست بأمير المؤمنين وأمير المؤمنين ورائي وأنا والله أولى بالامر منه ، فسمعه عمر فقال : ما هذا يا أبا الفضل؟ قال : هو الّذي سمعت .
                            فقال: لكن أنا وإياك قد خلّفنا بالمدينة من هو أولى بها مني ومنك.
                            قال العباس : ومن هو ؟ فقال : عليّ بن أبي طالب .
                            قال : فما الذي منعك وصاحبك أن تقدّماه ؟ فقال : خشية أن يتوارثها عقبكم إلى يوم القيامة ، وكرهنا أن تجتمع لكم النبوة والخلافة .
                            قال له العباس : من حسدنا فإنما يحسد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ (1).
                            ____________
                            (1) المسترشد فيإمامة علي بن أبي طالب لمحمد بن جرير الطبري ص 168 ، بحار الأنوار ج 8 ص 209 ط حجر، وفي هامش الإيضاح لابن شاذان ص 91.

                            تعليق


                            • #29
                              لماذا المشاركة ضعيفة في هذه الصفحة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                              تعليق


                              • #30
                                بالنسبة لكتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة وصحة نسبه له :
                                1- «الزركلي» في «الاعلام» قد عدّ هذا الكتاب من آثار ابن قتيبة ثم أضاف: أنّ لبعض العلماء نظراً في نسبة هذا الكتاب، - أي أنّهم نسبوا الشك والتريد إلى الآخرين لا إلى أنفسهم - الاعلام، ج 4، ص 137
                                2- وكذلك اعتبر اليان سركيس هذا الكتاب من آثار ابن قتيبة.. معجم المطبوعات العربية، ج1، ص212.
                                3- لقد أجاب على هذا السؤال العلامة السيد علي الميلاني \
                                كتاب الإمامة والسياسة من الكتب التاريخية التي تذكر بعض ما فعله الغاصبين للخلافة بأهل البيت عليهم السلام . وعند الاستشهاد ببعض ما جاء في هذا الكتاب أثناء الحوارات التي تدور مع بعض الأخوة من السنة ينكرون نسبة هذا الكتاب إلى ابن قتيبة الدينوري ، والسؤال هو : كيف نثبت لهؤلاء أن كاتب هذا الكتاب هو نفسه الإمام الفقيه أبي محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري ؟
                                جواب سماحة السيد علي الميلاني :
                                أوّلاً : هذا الكتاب طبع في مصر طبعات عديدة وبتحقيق علماء مصريّين من أهل السنة .
                                وثانياً : من هذا الكتاب نسخ مخطوطة قديمة في مكتبات العالم ، منها نسخة في طهران قديمة وثمينة جداً ، وعليها ختم القاضي الأسنوي الفقيه الأصولي المؤرخ ، صاحب كتاب طبقات الشافعيّة .
                                وثالثاً : قد نقل غير واحد من المؤرّخين المشاهير من هذا الكتاب مع نسبته إلى ابن قتيبة منهم : عمر بن فهد المكّيالعلامة المؤرّخ الكبير ، في كتابه : ( إتحاف الورى بأخبار أم القرى ) ، وولده العلامة الشهير عز الدين عبد العزيز بن عمر بن فهد ، في كتابه : ( غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام ) ، والإمام العلامة تقي الدين محمد بن أحمد الفاسي المكي ، في كتابه : ( العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ) .ومن العلماء الأعلام الناقلين عن كتاب ( الإمامة والسياسة ) : أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي الأندلسي المتوفى سنة 604 ، في كتابه : ( الألف باء ، في المحاظرات ) المذكور في : ( كشف الظنون ) وفي : ( معجم المؤلفين ) .وإليكم نصّ ما جاء في : ( العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ) ، للإمام تقي الدين الفاسي ، المتوفّى سنة 832 ؛ فقد جاء في الجزء 6 الصفحة 72 : « 2458 ـ مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاصي الأُموي : أمير مكة ، ذكر ولايته عليها ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ؛ لأنه قال : ذكروا : ان مسلمة بن عبد الملك كان والياً على أهل مكة ، فبينا هو يخطب على المنبر إذ أقبل خالد بن عبد الله القسري من الشام والياً عليها ، فدخل المسجد ، فلما قضى مسلمة خطبته صعد خالد المنبر ، فلما ارتقى في الدرجة الثالثة تحت مسلمة ، أخرج طوماراً مختوماً ففضّه ثم قرأه على الناس ، فيه : بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى أهل مكة ، أما بعد فإني ولّيت عليكم خالد بنعبدالله القسري ، فاسمعوا له وأطيعوا ، ولا يجعلن امرؤ على نفسه سبيلاً ، فإنما هو القتل لا غيره ، وقد برئت الذمة من رجل آوى سعيد بن جبير ، والسلام .
                                ثم التفت إليهم خالد فقال : والذي يحلف به ويحجّ إليه ، لا أجده في دار أحد إلا قتلته ...ودعا مسلمة برواحله ولحق بالشام .
                                وذكر باقي خبر سعيد بن جبير وكلاماً قبيحاً لخالد القسري في أمره» . أقول : وهذا النص موجود في الإمامة والسياسة2 / 60 بتحقيق الاستاذ علي شيري .
                                وتلخص إننّا نحتج على القوم بما في هذا الكتاب ؛ لكونه بشهادة علمائهم من كتب أحد مؤرّخيهم الكبار وهو ابن قتيبة الدينوري ، لكنّ احتجاجنا به لا يعني اعتقادنا بكلّ ما فيه ،
                                كما أنّ مطالبه التي نحتجّ بها غير منحصرة به ، فهي موجودة في غيره من كتب القوم أيضاً، وقد دأب القوم ـ عند العجز عن الجواب عن احتجاجاتنا ـ على الإنكار والتكذيب ، وعلى الاتّهام والتحريف) ... انتهى جواب السيد الميلاني حفظه الله

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                                ردود 2
                                9 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X