قال ابن شهار عن أمير المؤمنين (ص) عن وصف أهل البيت ع- : .... خلقهم الله من نور عظمته وولاهم أمر مملكته فهم سر الله المخزون وأمره بين الكاف والنون, لا بل هم الكاف والنون! إلى الله يدعون وعنه يقولون وبأمره يعملون علم الأنبياء في علمهم وسرّ الأوصياء في سرِّهم وعزّ الأولياء في عزِّهم كالقطرة في البَحر والذرة في القطر. والسماوات والأرض عند الإمام كيده من راحته يعرف ظاهرها من باطنها ويعلم برّها منمن فاجرها ورطبها ويابسها لأن الله علّم نبيَّه (ص) علم ما كان وما يكون وورث ذلك السر المصون الأوصياء المنتجبون ومن أنكر ذلك فهو شقي ملعون يلعنه الله ويلعنه اللاعنون.
قال أمير المؤمنين عليه السلام في القدر : ألا إن القدر سر من سر الله ، وستر من ستر الله ، وحرز من حرز الله ، مرفوع في حجاب الله ، مطوي عن خلق الله ، مختوم بخاتم الله ، سابق في علم الله ، وضع الله العباد عن علمه ورفعه فوق شهاداتهم ومبلغ عقولهم لانهم لا ينالونه بحقيقة الربانية ولا بقدرة الصمدانية ولا بعظمة النورانية ولا بعزة الوحدانية ، لانه بحر زاخر خالص لله تعالى ، عمقه مابين السماء والارض ، عرضه مابين المشرق والمغرب ، أسود كالليل الدامس ، كثير الحيات و الحيتان ، يعلو مرة ويسفل اخرى ، في قعره شمس تضيئ ، لا ينبغي أن يطلع إليها إلا الله الواحد الفرد ، فمن تطلع إليها فقد ضاد الله عزوجل في حكمه ونازعه في سلطانه ، وكشف عن ستره وسره ، وباء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير .
تعليق