أخي الكريم مسافر
موضوع رائع وبديع نسأل الله لكم ثبات أجره وثوابه فكل منا رهن نيته
وكل منا طالب لمغفرته جل جلاله وخلافنا معك لن يحول بيننا وبين
نيتك مع تحفظي الشديد ,
الموضوع أو الطريق الان وضح وأتضحت معالمه وأسفر وأنور
وأسمح لي يا أخي أن اخطوا أول خطواتي عليه .

يقول الحق تبارك وتعالى :
مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًاَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِالسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَوَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًاعَظِيمًا

الآن لنا وقفه بسيطه
أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًاَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِالسُّجُودِ

وهنا اسألك أنت تحديداَ ... هل هذه الصفات صفات مؤمنين .. أم لا ؟
ستقول مؤمنين ... ونحن كذلك نقول بما تقول به أنت مؤمنين ,
ولكن يا عزيزي لماذا لم ترد صفة الإيمان في صدر الآيه وإستهلالها
ولماذا وردت في آخرها وتحمل الإستثناء والتبعيض ,
((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًاعَظِيمًا))

فلو كانت صفة الإيمان شاملة الكل لوردت في صدر الايه
كالقول
مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ((آمنوا)) مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ

ولو وردت هاهنا لما كان هناك إستثناء وتبعيض
فمصاديق الإيمان تلتها وأيدتها وآزرتها ,
ومصاديق الإيمان هي :
أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًاَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِالسُّجُودِ

اللهم صلي على النبي المختار واله الأطهار

اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود

اللهم عجل فرج مولانا صاحب العصر والزمان
*****************************

ها قد عدت أخي مسافر ولكن في هذه المره لن تمر على تعقيبي
مرور الكرام فهذا لن يخدم قضيتك أبداَ وهناك من يتابع أعضاء
وقراء فنحن نحاورك من قريب وقريب جداَ وأنت تحاور من بعيد إقترب أكثر وشمر عن ساعديك وأخضعنا لوجهة نظرك ورؤيتك فإن لم تستطع
فنحن السالكين طريق آل البيت أولى بذلك وأهل لذلك .
قولي لم يكن كذلك فلقد قلت (لو) أن الآيه أثبتت صفة الإيمان لهم
بالكليه لوردت مفردة (آمنوا) في صدر الآيه وإستهلالها وهذه هي مشاركتي والتي يبدوا أنك لم تقرأها جيداَأو أنها شوشت عليك قليلاَ
فلا باس أن تتأملها من جديد فهي قد قطعت الطريق عليك وملئته حواجز وعراقيل
كانت تلك مشاركتي السابقه ونعود الان للآيه الكريمه
يقول الحق تبارك وتعالى
(وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات منهم مغفرة و أجرا عظيما)

تقول بأن ((من)) وردت هاهنا للجنس فهي بيانيه وليست للتبعيض
ونحن نقول لك بأن (( منـ هم )) ضمير عائد لــ (( واللذين معه ))
فـ (( من)) هنا للتبعيض و (( هم )) إشاره لـ (( واللذين معه))
أضف الى ذلك أنك لن تجد آبه في كتاب الله جل جلاله إلا والعمل الصالح فيها قرين الإيمان ومعطوف عليه أقصد على الإيمان فمصاديق الإيمان هو الإتيان ( بالصالحات )
والآيه الكريمه هنا لا تحمل التبعيض فحسب وإنما الإستثناء فتأمل

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدً ايَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِالسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَوَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًاعَظِيمًا
أخي مسافر
هل في الآيه وعد إلهي ؟ ... ستقول نعم
هل هو مشروط أم غير مشروط ؟ ... ستقول مشروط
ماهي هذه الشروط ؟ ستقول الإيمان وعمل الصالحات
ومن هنا ندخل في السؤال بل الدوامه الكبرى لماذا قيد الله تبارك وتعالى حصول المغفره والأجر العظيم بالإيمان والعمل الصالح
فظاهر الايه كما تقول شهدت لهم بالإيمان وبالكليه
فلو كان القول كما تقول لأختلف سياق الآيه و لوردت كالقول
((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ( ) عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًاعَظِيمًا))
فالإيمان متحقق حسب زعمك في صدر الايه
بينما نجد أن أول قيد في الايه هو حصول وتحقق الآيمان (( منهم ))
فعندما يطلب الخالق تبارك وتعالى منهم ( إظهار) الإيمان وتصديقه ومتابعته بالعمل الصالح
فإن هذا الطلب بالمطلق لا يدل ولا يقرر على حصوله أقصد الإيمان .
أخي مسافر أرجوا أن لاتتعامى عن هذه المشاركه وخالص تحياتي لك .