بسم الله الرحمن الرحيم
ينقسم الناس تجاه الخطباء و العلماء إلى أقسام:
1- من يحترمهم، كونهم يخدمون أهل البيت عليهم السلام و يسيرون على نهجهم، فإن رأوهم انحرفوا عن خط أهل البيت و بإصرار و بدون تراجع، تركوهم و تعاملوا معهم كأعداء أهل البيت. ذلك، لأن أهل البيت عليهم السلام هم الأصل، و الخطباء و العلماء اكتسبوا قدسيتهم من قدسية أهل البيت، فإن لم يسيروا على خطاهم، و لو لبضع سنتيمترات، تزال هالة القدسية عنهم. و كلما كانت مرتبتهم أعلى، كان سقوطهم أشد.
فهؤلاء الناس، يتخذون مواقفا شديدة الرفض تجاه الوائلي، عندما يتهجم على المرجعية و على الشعائر الحسينية، متهما المراجع بالعمالة، و متوعدا القائمين على الشعائر الحسينية – و الشبيه على وجه الخصوص – بالدفن في البلوعة و هم أحياء، بغض النظر عن الأسلوب البذيء السوقي الهمجي!!
2- من يقدس أشخاصهم و بشكل مستقل، بغض النظر عن احترامه أو عدمه لأهل البيت. فيقدسهم سواء قدسوا أهل البيت أو انتقصوا قدرهم. فعند هذا القسم من الناس، الخطيب و العالم يمشيان في طريق مواز لطريق أهل البيت، و لا يضر عندهم عدم التقاء الطريقين في أية محطة.
فهؤلاء الناس، لا يتخذون مواقفا سلبية من الوائلي، و يظلون يقدسونه بنفس الدرجة، حتى بعد أن يتهجم على المرجعية و على الشعائر الحسينية، متهما المراجع بالعمالة، و متوعدا القائمين على الشعائر الحسينية – و الشبيه على وجه الخصوص – بالدفن في البلوعة و هم أحياء، بغض النظر عن الأسلوب البذيء السوقي الهمجي!!
3- من يكون برزخا بين القسمين المذكورين، ففي حين أنه يقدس أهل البيت، إلا أنه يقدس الخطباء و العلماء – أو بعضهم – بدرجة مشابهة، فإنه لا يقبل انحراف الخطيب أو العالم بسهولة، بل يحاول تبرير الانحراف و إبعاده عنه بأي طريق منطقي أو غير منطقي. فمثاله في هذا الشأن، مثال الوسواسي في الأحكام الشرعية عندما يطيل الوضوء الواحد لساعة كاملة، فهو يصب الماء على يده اليمنى عشرين مرة، و يظل يغسلها إلى درجة التنشيف الكامل، و بعده لا يتيقن بإيصال الماء إلى كل أجزاء اليد.
فهؤلاء الناس، يتخذون مواقفا سلبية من الوائلي، و لكن بعد توقف طويل، و بحث عميق، لا يبذلون عشرة أعشار منه إذا كان الانحراف قادما من أي خطيب آخر. فالوائلي مغروس في قلوبهم، و تمتد جذوره في حناياهم، و لا يمكنهم اقتلاعه بسهولة، و لا رفضه بعد بذل جهد منطقي في التحقق، و إنما يحتاج إلى عمل جبار وسواسي معقد.
أما أنا، فليس لدي ما أقوله للقسم الثاني في هذا الموضوع، و لا أحتاج أن أبذل جهد أكثر مع القسم الأول، و لكن، و مساعدة للقسم الثالث، أضع رابطا إلى الملف الصوتي للوائلي، و صورا لكتاب ضد التطبير ذكر كلام الوائلي البذيء و السوقي و طبع و نشر قبل وفاته لعدة سنوات. و هذا الكتاب، نموذج واحد للكتب ضد التطبير التي احتوت هذا الكلام الجارح اللاأخلاقي.
و أذكرهم، بأن كلام الوائلي كان أيضا مذكورا على موقع الخامنئي، و مذكورا بواسطة محمد باقر المهري.
فالوسوسة في أخذ الموقف الرافض من الوائلي جريمة لا تغتفر عند أهل البيت.
بالإضافة إلى ملاحظة مهمة جدا و هي: بما أن الوائلي كان خطيبا حسينيا فيجب أن يكون الإمام الحسين صلوات الله و سلامه عليه هو محوره الأساسي و الشعائر الحسينة جزء لا يتجزأ من القضية الحسينية، فلم لا نراه قد تطرق بمحاضراته - و لو لخمس دقائق - إلى الشعائر الحسينية مدافعا عنها؟ ألا يدل ذلك على رفضه لها رفضا باتا؟!
تعليق