من هذا الفرعون ( النوعى ) .... الذى قُبِض على الإيمان ؟! وكيف كان إيمانه ؟!
عجيب هذا ... على عجب أن الإسلام ......... ( ديانة ) !!!
أتعرفيه أختنا الغالية نور عينى على ؟؟
تحياتنا لكِ أيتها المكرمة ....
اسكت ايها الطفل الجاهل .. يا من تسمي ظلامة الزهراء عليها السلام بقصة ألف ليلة وليلة !!
استحي قبل أن تتكلم يا هذا
والله إني لأقف مع الأخت نور عيني علي مع كل هذه المواقف التي تتبناها وأمدحها ولا أفكر في الوقوف معك لحظة لأنها لا تنكر ظلامة الزهراء عليها السلام ولا تسميها قصة ألف ليلة وليلة !!
اسكت ايها الطفل الجاهل .. يا من تسمي ظلامة الزهراء عليها السلام بقصة ألف ليلة وليلة !!
استحي قبل أن تتكلم يا هذا ؟!
والله إني لأقف مع الأخت نور عيني علي مع كل هذه المواقف التي تتبناها وأمدحها ولا أفكر في الوقوف معك لحظة لأنها لا تنكر ظلامة الزهراء عليها السلام ولا تسميها قصة ألف ليلة وليلة !!
إستحي من نفسك
لا سامحك الله أبداً .....
ليتك مثلنا طفل جاهل !!!!
وستُبصِر ويُبصِرون بأيّكم المفتون ؟؟
لن نرُد عليك .... لأن الله العظيم العزيز ... تكفّل بأن يرُد عنّا .. فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ،
وهل أنا سمّيت ( ظلامة ) مولاتنا العظيمة بـ ( قصص ) ألف ليلة وليلة ؟!
أنا قلت أن ( القصّة المؤلّفة ) تِلك التى وضعها ( الوضّاعون ) .. مثل قِصص ألف ليلة وليلة .. بل قد لا ترقى إليها وربك العظيم !!
أمّا الذى يُطلب منه أن يستحى .. فهو أنتم والله !!!
عندما تقولون أنها : ضّربت وجُلِدت ولُطِمت ورُكِلت ورُفِست و..... و..... ؟!!
أهذا يُقال عن من فضّلها الله وسمّاها ( الزهراء ... وفاطِم ) !!!
ألا تعلمون من الذين يجب أن يستحوا ؟؟؟
وأما وأخيرا .... فهل أنا أنكرت ( ظلامتها وظلامتهم ) ؟! أنا ااُنكِر قولكم هذا الذى كُله ( إهانة ومهانة وذُل ) .. فما خلقهم الله لهذا أبداً ؟!
ونقولها يقينا أن :
كل من ينكِر ظلامتها وظلامتهم ( الحقّة والفعليّة ) ... فيما ظُلِموا فيه .. فنقول :
لعنة الله ورسوله وآل بيته عليه من يُنكِر الظلامة ( الحقيقية ) .. وليست المؤلفات من الوضّاعين !!
أمّا وأخيرا عن قولك وقوفك معى ولو لحظة !!! فوالله لقد أغنانا الله عن العالمين ... فمن تكون أنت ؟؟
حسبنا الله ونعم الوكيل ....
ولكن يا مدد ، قل لمولاتك نور عينى على .. هل الإسلام .......... ديانة ؟!
لن نرُد عليك .... لأن الله العظيم العزيز ... تكفّل بأن يرُد عنّا .. فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ،
وهل أنا سمّيت ( ظلامة ) مولاتنا العظيمة بـ ( قصص ) ألف ليلة وليلة ؟!
أنا قلت أن ( القصّة المؤلّفة ) تِلك التى وضعها ( الوضّاعون ) .. مثل قِصص ألف ليلة وليلة .. بل قد لا ترقى إليها وربك العظيم !!
أمّا الذى يُطلب منه أن يستحى .. فهو أنتم والله !!!
عندما تقولون أنها : ضّربت وجُلِدت ولُطِمت ورُكِلت ورُفِست و..... و..... ؟!!
أهذا يُقال عن من فضّلها الله وسمّاها ( الزهراء ... وفاطِم ) !!!
ألا تعلمون من الذين يجب أن يستحوا ؟؟؟
وأما وأخيرا .... فهل أنا أنكرت ( ظلامتها وظلامتهم ) ؟! أنا ااُنكِر قولكم هذا الذى كُله ( إهانة ومهانة وذُل ) .. فما خلقهم الله لهذا أبداً ؟!
ونقولها يقينا أن :
كل من ينكِر ظلامتها وظلامتهم ( الحقّة والفعليّة ) ... فيما ظُلِموا فيه .. فنقول :
لعنة الله ورسوله وآل بيته عليه من يُنكِر الظلامة ( الحقيقية ) .. وليست المؤلفات من الوضّاعين !!
أمّا وأخيرا عن قولك وقوفك معى ولو لحظة !!! فوالله لقد أغنانا الله عن العالمين ... فمن تكون أنت ؟؟
حسبنا الله ونعم الوكيل ....
ولكن يا مدد ، قل لمولاتك نور عينى على .. هل الإسلام .......... ديانة ؟!
إنا لله وإنا إليه راجعون ........
يا من تسمي كلام مولاي الصادق عليه السلام ومولاي الباقر عليه السلام وأئمتنا جميعاً بالموضوعات والأكاذيب !!
قبح الله هكذا عقل وهكذا تفكير وهكذا وقاحة على مقام الوحي والتنزيل !!
ما روي عن رسول الله:
2 - روى سليم بن قيس، عن عبد الله بن العباس، أنه حدثه - وكان جابر بن عبد الله إلى جانبه -: أن النبي (ص) قال لعلي، بعد خطبة طويلة:
إن قريشا ستظاهر عليكم، وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك، واحقن دمك، أما إن الشهادة من ورائك، لعن الله قاتلك.
/ صفحة 38 /
ثم أقبل (ص) على ابنته (ع)، فقال: إنك أول من يلحقني من أهل بيتي، وأنت سيدة نساء أهل الجنة، وسترين بعدي ظلما وغيظا، حتى تضربي، ويكسر ضلع من أضلاعك، لعن الله قاتلك الخ " (1). 3 - وروى إبراهيم بن محمد الجويني الشافعي، بسنده إلى علي بن أحمد بن موسى الدقاق وعلي بن بابويه أيضا، عن: علي بن أحمد بن موسى الدقاق، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن النوفلي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أن رسول الله (ص) كان جالسا، إذ أقبل الحسن (ع)، فلما رآه بكى، ثم قال: إلي إلي يا بني.. ثم أقبل الحسين.. ثم أقبلت فاطمة.. ثم أقبل أمير المؤمنين. فسأله أصحابه.. فأجابهم، فكان مما قاله لهم:
"وأما ابنتي فاطمة، فإنها سيدة نساء العالمين.. إلى أن قال: وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي. كأني بها وقد دخل الذل بيتها، وانتهكت حرمتها، وغصب حقها، ومنعت إرثها، وكسر جنبها، وأسقطت جنينها، وهي تنادي: يا محمداه، فلا تجاب، وتستغيث فلا تغاث، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة، باكية...
إلى أن قال:
ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة...
إلى أن قال:
فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي، فتقدم علي محزونة مكروبة، مغمومة، مغصوبة، مقتولة، يقول رسول الله (ص) عند ذلك: ــــــــــــــــــــ (2) كتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري): ج 2 ص 907. (*)
/ صفحة 39 /
اللهم العن من ظلمها، وعاقب من غصبها، وذلل من أذلها، وخلد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها. فتقول الملائكة عند ذلك: آمين..(1).
وقد قال شيخ الإسلام العلامة المجلسي عند إيراده هذه الرواية:
" روى الصدوق في الأمالي بإسناد معتبر عن ابن عباس الخ.. (2).
ووصف البعض هذا السند بقوله: كأنه كالموثق وذلك للاختلاف في توثيق وتضعيف: " عبد الله بن عبد الرحمن الأصم (3) ". 4 - قال العلامة المجلسي (ره): وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي - جد والد الشيخ البهائي - نقلا عن خط الشهيد رفع الله درجته، نقلا عن مصباح الشيخ أبي منصور طاب ثراه قال: روي أنه دخل النبي (ص) يوما إلى فاطمة (ع) فهيأت له طعاما من تمر وقرص وسمن، فاجتمعوا على الأكل هو وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع)، فلما أكلوا سجد رسول الله (ص) وأطال سجوده، ثم ضحك، ثم بكى، ثم جلس ــــــــــــــــــــ (1) فرائد السمطين: ج 2 ص 34 و 35 والأمالي للشيخ الصدوق ص 99 - 101 وإثبات الهداة: ج 1 ص 280 / 281، وإرشاد القلوب: ص 295، وبحار الأنوار: ج 28 ص 37 / 39، و ج 43 ص 172 و 173، والعوالم: ج 11 ص 391 و 392، وفي هامشه عن غاية المرام ص 48 وعن: المحتضر ص 109، وراجع: جلاء العيون للمجلسي: ج 1 ص 186 / 188 وبشارة المصطفى ص 197 / 200 والفضائل لابن شاذان: ص 8 / 11، تحقيق المحدث الأرموي (ط جامعة طهران سنة 1393 ه. ق.). (2) جلاء العيون: ج 2 ص 186 - 188. (2) راجع: معجم رجال الحديث: ج 10 ص 342. (*)
/ صفحة 40 /
وكان أجرأهم في الكلام علي (ع) فقال: يا رسول الله رأينا منك اليوم ما لم نره قبل ذلك ؟ !
فقال (ص): إني لما أكلت معكم فرحت وسررت بسلامتكم واجتماعكم فسجدت لله تعالى شكرا.
فهبط جبرئيل (ع) يقول: سجدت شكرا لفرحك بأهلك ؟
فقلت: نعم.
فقال: ألا أخبرك بما يجري عليهم بعدك ؟
فقلت: بلى يا أخي يا جبرئيل.
فقال: أما ابنتك فهي أول أهلك لحاقا بك، بعد أن تظلم، ويؤخذ حقها، وتمنع إرثها، ويظلم بعلها، ويكسر ضلعها، وأما ابن عمك فيظلم، ويمنع حقه، ويقتل، وأما الحسن فإنه يظلم، ويمنع حقه، ويقتل بالسم، وأما الحسين فإنه يظلم، ويمنع حقه، وتقتل عترته، وتطأه الخيول، وينهب رحله، وتسبى نساؤه وذراريه، ويدفن مرملا بدمه، ويدفنه الغرباء.
فبكيت، وقلت: وهل يزوره أحد ؟
قال: يزوره الغرباء.
قلت: فما لمن زاره من الثواب ؟
قال: يكتب له ثواب ألف حجة وألف عمرة، كلها معك، فضحك (1). ــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار: ج 98 ص 44. (*)
/ صفحة 41 / 5 - وسأل عمر بن الخطاب حذيفة بن اليمان عن قول النبي (ص) في الفتنة التي تموج بالناس كموج السفينة في البحر. قال حذيفة: تلك الفتنة التي بينك وبينها باب (مغلق).
قال عمر: الباب يا حذيفة يفتح أو يكسر ؟
قال حذيفة: بل يكسر.
قال عمر: إن كسر الباب، فذلك أحرى (أجدر) ألا يسد إلى يوم القيامة " (1).
ثم نسبوا إلى حذيفة قوله في تأويل الرواية: أن المقصود بالباب الذي يكسر هو قتل عمر بن الخطاب، وفتح باب الفتنة بتولي عثمان(2).
ونقول:
لو صحت نسبة ذلك إلى حذيفة، فإن هذا اجتهاد غير دقيق بل خاطئ، وذلك لأن الشورى التي ابتكرها عمر، كانت ستأتي بعثمان، سواء مات عمر بن الخطاب قتلا، أو مات حتف أنفه. على أنه إنما ابتكرها بعدما طعنه الطاعن في بطنه.
ولم يكن استخلاف عثمان هو سبب الفتنة التي بقيت إلى يومنا هذا، وإلى يوم القيامة، بل كانت هي قضية الإمامة التي ــــــــــــــــــــ (1) بدء الإسلام وشرائع الدين لابن سلام الإباضي: ص 107 وصحيح البخاري: ج 1 ص 67 و 164 و 212 (ط سنة 1309). وسنن ابن ماجة: ج 2 ص 1306، ودلائل النبوة للبيهقي: ج 6 ص 386. (2) بدء الإسلام وشرائع الدين لابن سلام الإباضي: ص 107 وصحيح البخاري: ج 1 ص 67 و 164 و 212 (ط سنة 1309). وسنن ابن ماجة: ج 2 ص 1306، ودلائل النبوة للبيهقي: ج 6 ص 386. (*)
/ صفحة 42 /
اغتصبت بطريقة العنف الذي تجلى بالهجوم على بيت فاطمة وكسر بابها، واستخراج علي (ع) ليبايع مقهورا. ومعروف: أن أعظم خلاف بين الأمة هو خلاف الإمامة، إذ ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الإمامة في كل زمان، على حد تعبير الشهرستاني وغيره. ما روي عن الإمام علي (ع):
6 - روى سليم بن قيس: أن عمر بن الخطاب أغرم جميع عماله أنصاف أموالهم، ولم يغرم قنفذ العدوي شيئا - وكان من عماله - ورد عليه ما أخذ منه، وهو عشرون ألف درهم، ولم يأخذ منه عشره، ولا نصف عشره.
قال أبان: قال سليم: فلقيت عليا، صلوات الله عليه وآله، فسألته عما صنع عمر!!
فقال: هل تدري لم كف عن قنفذ، ولم يغرمه شيئا؟!
قلت: لا.
قال: لأنه هو الذي ضرب فاطمة صلوات الله عليها بالسوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم، فماتت صلوات الله عليها، وإن أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج (1). 7 - قال أبان: قال سليم: انتهيت إلى حلقة في مسجد رسول ــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار: ج 30 ص 302 و 303، وكتاب سليم بن قيس: ج 2 ص 674 و 674، والعوالم: ج 11 ص 413. (*)
/ صفحة 43 /
الله (ص) ليس فيها إلا هاشمي غير سلمان، وأبي ذر، والمقداد، ومحمد بن أبي بكر، وعمر بن أبي سلمة، وقيس بن سعد بن عبادة،
فقال العباس لعلي (ع): ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذا كما غرم جميع عماله؟!
فنظر علي (ع) إلى من حوله، ثم اغرورقت عيناه، ثم قال:
شكر له ضربة ضربها فاطمة (ع) بالسوط، فماتت وفي عضدها أثره كأنه الدملج، الخ (1). 8 - عن سليم، عن ابن عباس، قال:
" دخلت على علي (ع) بذي قار، فأخرج لي صحيفة، وقال لي: يا ابن عباس، هذه صحيفة أملاها علي رسول الله (ص)، وخطي بيده(2).
فقلت: يا أمير المؤمنين، اقرأها علي. فقرأها، فإذا فيها كل شئ كان منذ قبض رسول الله (ص) إلى مقتل الحسين (ع)، وكيف يقتل، ومن يقتله، ومن ينصره، ومن يستشهد معه.
فبكى بكاء شديدا، وأبكاني.
فكان مما قرأه علي: كيف يصنع به، وكيف تستشهد فاطمة، وكيف يستشهد الحسن. وكيف تغدر به الأمة... الخ " (3). ــــــــــــــــــــ (1) راجع: المصادر المتقدمة. (2) لعل الصحيح: بيدي. (1) كتاب سليم بن قيس، بتحقيق الأنصاري: ج 2 ص 915 والفضائل لابن شاذان: ص 141، والبحار: ج 28 ص 73.(*)
/ صفحة 44 / 9 - روي عن علي (ع) عند دفن الزهراء قوله: " وستنبؤك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها، فأحفها السؤال، واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها، لم تجد إلى بثه سبيلا.. الخ " (1).
فإن كلامه (ع) هذا وإن كان لا صراحة فيه بما جرى على الزهراء (ع)، ولكنه يدل على أن ثمة مظالم بقيت تعتلج بصدرها عليها السلام، ولم تجد إلى بثها سبيلا. وهذه الأمور هي غير فدك، والإرث وغصب الخلافة، لأن هذه الأمور قد أعلنتها عليها السلام، وبثتها بكل وضوح، واحتجت لها، وألقت خطبا جليلة في بيانها. 10 - ما ذكره الشيخ الكفعمي المتوفي سنة 905 ه. ق. في كتابه المصباح الذي جمعه من حوالي مئتين وأربعين كتابا، وقال: إنه جمعه " من كتب معتمد على صحتها، مأمور بالتمسك بوثقى عروتها، ولا يغيرها كر العصرين، ولا مر الملوين.
كتب كمثل الشمس يكتب ضوؤها * ومحلها فوق الرفيع الأرفع (2)
فقد أورد رحمه الله في كتابه هذا دعاء عن ابن عباس، عن علي (ع)، كان علي (ع) يقنت به في صلاته. وقد وصفه في هامش المصباح بقوله: " هذا الدعاء عظيم الشأن، رفيع المنزلة ". وقال فيه علي (ع)، كما روي عنه: أن الداعي به كالرامي مع النبي (ص) في بدر وأحد وحنين بألف ألف سهم.. ــــــــــــــــــــ (1) الكافي: ج 1 ص 459، ومرآة العقول: ج 5 ص 329، ونهج البلاغة: الخطبة رقم 202. (2) مصباح الكفعمي: ص 4. (*)
/ صفحة 45 /
ومما جاء في هذا الدعاء قوله عن بيت النبوة: " وقتلا أطفاله، وأخليا منبره من وصيه، ووارث علمه، وجحدوا إمامته... إلى أن قال: وبطن فتقوه، وجنين أسقطه، وضلع دقوه (1) وصك مزقوه الخ... " (2).
وقد جاء في تعليقته على المصباح، والمطبوعة في هامش المصباح نفسه.
ونقله عنه قال العلامة المجلسي صاحب البحار:
"... قال الشيخ العالم أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر في كتابه رشح البلاء:
قوله: فقد أخربا بيت النبوة إلى آخره، إشارة إلى ما فعله الأول والثاني مع علي (ع) وفاطمة (ع) من الايذاء، وإرادة إحراق بيت علي بالنار، وقادوه كالجمل المخشوش. وضغطا فاطمة (ع) في بابها، حتى أسقطت بمحسن، وأمرت أن تدفن ليلا، ولا يحضر الأول والثاني جنازتها الخ.. " (3).
وقال: " والضلع المدقوق، والصك الممزوق إشارة إلى ما فعلاه مع فاطمة (ع)، من مزق صكها، ودق ضلعها " (4). 11 - محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن أحمد بن ــــــــــــــــــــ (1) في البحار: كسروه. (2) راجع: البحار: ج 82 ص 261، والمصباح للكفعمي: ص 553، والبلد الأمين: ص 551 و 552، وعلم اليقين: ص 701. (3) حواشي المصباح، للشيخ الكفعمي ص 553، والبحار: ج 82 ص 261. (4) المصدر السابق ص 555، والبحار: ج 82 ص 261. (*)
/ صفحة 46 /
إدريس، ومحمد بن يحيى العطار، جميعا عن محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري، عن أبي عبد الله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، عن ابن عميرة، عن محمد بن عتبة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (ع).
قال: " بينا أنا، وفاطمة، والحسن، والحسين عند رسول الله (ص) إذ التفت إلينا فبكى، فقلت: وما ذاك يا رسول الله ؟ !
قال: أبكي من ضربتك على القرن، ولطم فاطمة خدها " (1).
ووصف المجلسي إسناد هذه الرواية بأنه " معتبر " فراجع (2). 12 - عن أحمد بن الخصيب، عن جعفر بن محمد بن المفضل، عن محمد بن سنان الزاهري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن مديح بن هارون بن سعد، قال: سمعت أبا الطفيل عامر بن واثلة، عن أمير المؤمنين، أنه قال لعمر في جملة كلام له:
".. وهي النار التي أضرمتموها على باب داري لتحرقوني وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وابني الحسن والحسين، وابنتي زينب، وأم كلثوم الخ.. (3). ــــــــــــــــــــ (1) الأمالي للشيخ الصدوق: ص 118، وبحار الأنوار: ج 28 ص 51، وليراجع ج 44 ص 149 وإثبات الهداة: ج 1 ص 281، وعوالم العلوم: ج 11 ص 397، وجلاء العيون: ج 1 ص 189، ووفاة الصديقة الزهراء للسيد عبد الرزاق المقرم: ص 60، والمناقب لابن شهر آشوب: ج 2 ص 209، انتشارات علامة - قم. (2) جلاء العيون، ج 1 ص 189. (3) الهداية الكبرى: ص 163. (*)
/ صفحة 47 / 13 - ومما يدل على ممارسة أسلوب العنف ضد علي (ع)، والإتيان به للبيعة عنوة، ما كتبه معاوية له (ع)، وما أجابه به، فقد قال له معاوية: إنه أبطأ على الخلفاء، فكان يقاد إلى البيعة كأنه الجمل الشارد حتى يبايع وهو كاره (1).
وقال له: في جملة ما قال: " لقد حسدت أبا بكر والتويت عليه، ورمت إفساد أمره، وقعدت في بيتك، واستغويت عصابة من الناس، حتى تأخروا عن بيعته ".
إلى أن قال:
"وما من هؤلاء إلا بغيت عليه، وتلكأت في بيعته، حتى حملت إليه قهرا تساق بخزائم الاقتسار كما يساق الفحل المخشوش " (2).
فأجابه أمير المؤمنين (ع) برسالة جاء فيها: " وقلت: إني كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى أبايع. ولعمرو الله لقد أردت أن تذم فمدحت، وأن تفضح فافتضحت. وما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما، ما لم يكن شاكا في دينه الخ.."(3).
والرواية تدل على أنهم دخلوا إلى بيته، واستخرجوه منه بالقوة، الأمر الذي يؤكد عدم مراعاتهم لحرمة الزهراء، التي ستدفعهم عن ذلك بكل ما تستطيع، وقد فعلت ذلك حسبما صرحت به الروايات.. وإن لم تصرح هذه الرواية بتعرضهم للزهراء (ع) مباشرة.. ــــــــــــــــــــ (1) الفتوح لابن أعثم: ج 3 ص 474. (2) شرح نهج البلاغة للمعتزلي: ج 15 ص 186، وإحقاق الحق للتستري: ج 2 ص 368، و 369. (3) نهج البلاغة الكتاب رقم 28. راجع: نهج السعادة، وإحقاق الحق، ج 2 ص 369. (*)
/ صفحة 48 / 14 - وقد ذكر الديلمي أن الزهراء (ع) قد ذكرت بالتفصيل ما جرى عليها، فكان مما قالته (ع):
"... ثم ينفذون إلى دارنا قنفذا، ومعه عمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد، ليخرجوا ابن عمي عليا إلى سقيفة بني ساعدة لبيعتهم الخاسرة، فلا يخرج إليهم، متشاغلا بما أوصاه به رسول الله (ص)، وبأزواجه، وبتأليف القرآن، وقضاء ثمانين ألف درهم وصاه بقضائها عنه: عدات، ودينا.
فجمعوا الحطب الجزل على بابنا، وأتوا بالنار ليحرقوه، ويحرقونا، فوقفت بعضادة الباب، وناشدتهم بالله وبأبي: أن يكفوا عنا، وينصرونا.
فأخذ عمر السوط من يد قنفذ - مولى أبي بكر - فضرب به عضدي، فالتوى السوط على عضدي حتى صار كالدملج، وركل الباب برجله، فرده علي وأنا حامل، فسقطت لوجهي، والنار تسعر، وتسفع وجهي، فضربني بيده، حتى انتثر قرطي من أذني، وجاءني المخاض، فأسقطت محسنا قتيلا بغير جرم، فهذه أمة تصلي علي؟!.. وقد تبرأ الله ورسوله منهم، وتبرأت منهم ".
فعمل أمير المؤمنين (ع) بوصيتها ولم يعلم أحدا بها فأصنع في البقيع ليلة دفنت فاطمة (ع) أربعون قبرا جددا.
ثم إن المسلمين لما علموا بوفاة فاطمة ودفنها، جاؤا إلى أمير المؤمنين (ع) يعزونه بها، فقالوا: يا أخا رسول الله (ص)، لو أمرت بتجهيزها وحفر تربتها.
/ صفحة 49 /
فقال (ع): ووريت ولحقت بأبيها (ص).
فقالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون، تموت ابنة نبينا محمد (ص) ولم يخلف فينا ولدا غيرها، ولا نصلي عليها ! وإن هذا لشئ عظيم!!
فقال (ع): حسبكم ما جنيتم على الله وعلى رسوله (ص) وعلى آل بيته، ولم أكن - والله - لأعصيها في وصيتها التي أوصت بها في أن لا يصلي عليها أحد منكم، ولا بعد العهد فأعذر.
فنفض القوم أثوابهم، وقالوا: لا بد لنا من الصلاة على ابنة رسول الله (ص)، ومضوا من فورهم إلى البقيع فوجدوا فيه أربعين قبرا جددا، فاشتبه عليهم قبرها (ع) بين تلك القبور.
فضج الناس ولام بعضهم بعضا، وقالوا: لم تحضروا وفاة بنت نبيكم، ولا الصلاة عليها، ولا تعرفون قبرها فتزورونه ؟.
فقال أبو بكر: هاتوا من ثقاة المسلمين من ينبش هذه القبور، حتى تجدوا قبرها فنصلي عليها ونزورها.
فبلغ ذلك أمير المؤمنين (ع)، فخرج من داره مغضبا، وقد احمر وجهه، وقامت عيناه، درت أوداجه، وعلى يده قباه الأصفر - الذي لم يكن يلبسه إلا في يوم كريهة - يتوكأ على سيفه ذي الفقار حتى ورد البقيع، فسبق الناس النذير، فقال لهم: هذا علي قد أقبل كما ترون يقسم بالله لإن بعث من هذه القبور حجر واحد ليضعن السيف على غابر هذه الأمة، فولى القوم هاربين، قطعا، قطعا (1). ــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار: ج 30 ص 348 - 350، عن إرشاد القلوب للديلمي. (*)
/ صفحة 50 / 15 - ومن الأشعار التي روى المحدثون والمؤرخون أن الزهراء (ع) قد رثت بها النبي الأكرم (ص):
ماذا على من شم تربة أحمد * أن لا يشم مدى الزمان غواليا (1)
صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الأيام صرن لياليا
فاليوم أخشع للذليل، وأتقي * ضيمي، وأدفع ظالمي بردائيا (2)
فلو كان المقصود بالمصائب هو مصابها بوفاة أبيها فقط، لكان الأحرى أن تقتصر على التعبير "بمصيبة"، بصيغة المفرد، ولم يكن محل لذكر الخشوع للذليل، ودفع الظالمين بالرداء.
كما أن قولها (ع): " وأدفع ظالمي بردائيا "، أو " بالراح " الوارد في قولها الآخر المروي عنها:
فاليوم أخضع للذليل، وأتقي * ذلي، وأدفع ظالمي بالراح (3)
يشير إلى أن الظلم لها لم يقتصر على اغتصاب إرثها وفدك، فإن ذلك لا يحتاج إلى دفع الظالم بالراح والرداء، بل هي ذهبت وطالبت، واحتجت. وكل ذلك مذكور ومسطور، وهو أيضا معروف ومشهور. أضف إلى ما تقدم: إن استعمال الراح والرداء في دفع الظالم ــــــــــــــــــــ (1) الغالية: المسك. (2) مصادر هذا الشعر كثيرة في كتب المسلمين، ولذا فنحن نكتفي هنا بالإشارة إلى: المناقب لابن شهر آشوب ج 1 ص 299. (3) المناقب لابن شهر آشوب، ج 1 ص 300 وغيره. (*)
/ صفحة 51 /
يشير إلى جهد جسدي قامت به (ع)، ولم يقتصر الأمر على الخطابة والاحتجاج، إلا أن يكون واردا على سبيل الكناية والمجاز. ما روي عن الإمام الحسن المجتبى (ع):
16 - وروي عن الشعبي، وأبي مخنف، ويزيد بن حبيب المصري، حديث احتجاج الإمام الحسن المجتبى على عمرو بن العاص، والوليد بن عقبة، وعمرو بن عثمان، وعتبة بن أبي سفيان عند معاوية.
وهو حديث طويل، وقد جاء فيه، قوله (ع) للمغيرة بن شعبة:
"... وأنت الذي ضربت فاطمة بنت رسول الله (ص)، حتى أدميتها، وألقت ما في بطنها، استذلالا منك لرسول الله (ص)، ومخالفة منك لأمره، وانتهاكا لحرمته، وقد قال لها رسول الله (ص): يا فاطمة، أنت سيدة نساء أهل الجنة الخ.."(1).
وقد قال العلامة الجليل الشيخ الطبرسي في مقدمة كتابه "الاحتجاج":
" ولا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناده، إما لوجود الإجماع عليه، أو موافقته لما دلت العقول إليه، أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف، إلا ما أوردته عن أبي محمد الحسن العسكري (ع)، فإنه ليس في الاشتهار على حد ما سواه، وإن كان مشتملا على مثل الذي قدمناه، ولأجل ذلك ذكرت إسناده في أول خبر من ذلك الخ.."(2). ــــــــــــــــــــ (1) الاحتجاج: ج 1 ص 414، والبحار: ج 43 ص 197، ومرآة العقول: ج 5 ص 321. وضياء العالمين (مخطوط) ج 2 ق 3 ص 64. (2) الاحتجاج: ج 1 ص 4. (*)
/ صفحة 52 /
وقال العلامة المتبحر الشيخ الطهراني في الذريعة ":
وكلامه هذا صريح في أن كل ما أرسله فيه هو من المستفيض المشهور المجمع عليه بين المخالف والمؤالف، فهو من الكتب المعتبرة التي اعتمد عليها العلماء الأعلام كالعلامة المجلسي والمحدث الحر العاملي وأضرابهما (1). ما روي عن السجاد (ع):
17 - قال محمد بن جرير بن رستم الطبري:
قال وأخبرنا مخول بن إبراهيم النهدي، قال حدثنا مطر بن أرقم، قال حدثنا أبو حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (ع) قال:
لما قبض (ص)، وبويع أبو بكر، تخلف علي (ع). فقال عمر لأبي بكر: ألا ترسل إلى هذا الرجل المتخلف فيجئ فيبايع ؟
قال: يا قنفذ، إذهب إلى علي، وقل له: يقول لك خليفة رسول الله (ص): تعال بايع.
فرفع علي (ع) صوته، وقال: سبحان الله، ما أسرع ما كذبتم على رسول الله (ص)! قال: فرجع، فأخبره.
ثم قال عمر: ألا تبعث إلى هذا الرجل المتخلف فيجئ يبايع ؟
فقال لقنفذ: إذهب إلى علي فقل له: يقول لك أمير المؤمنين: تعال بايع. ــــــــــــــــــــ (1) الذريعة: ج 1 ص 282. (*)
/ صفحة 53 /
فذهب قنفذ، فضرب الباب.
فقال: من هذا ؟
قال: أنا قنفذ.
فقال: ما جاء بك ؟
قال: يقول لك أمير المؤمنين: تعال فبايع.
فرفع علي (ع) صوته، وقال: سبحانه الله ! لقد ادعى ما ليس له !
فجاء فأخبره.
فقام عمر، فقال: انطلقوا بنا إلى هذا الرجل حتى نجئ إليه.
فمضى إليه جماعة، فضربوا الباب، فلما سمع علي (ع) أصواتهم لم يتكلم، وتكلمت امرأة فقالت: من هؤلاء ؟
فقالوا: قولي لعلي: يخرج ويبايع.
فرفعت فاطمة (ع) صوتها فقالت: يا رسول الله ما لقينا من أبي بكر وعمر بعدك. فلما سمعوا صوتها بكى كثير ممن كان معه. ثم انصرفوا.
وثبت عمر في ناس معه، فأخرجوه وانطلقوا به إلى أبي بكر حتى أجلسوه بين يديه فقال أبو بكر: بايع.
قال: فإن لم أفعل ؟
/ صفحة 54 /
قال: إذا والله الذي لا إله إلا هو تضرب عنقك.
قال: فإن تفعلوا فأنا عبد الله وأخو رسوله.
قال: بايع.
قال: فإن لم أفعل ؟
قال: إذا والله الذي لا إله إلا هو تضرب عنقك.
فالتفت علي (ع) إلى القبر وقال: يا ابن أم، إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني، ثم بايع، وقام (1). ما روي عن أحدهما: الباقر أو الصادق (ع):
18 - وروى العلامة العياشي رحمه الله عن أحدهما (ع) حديثا مطولا جاء في آخره قوله (ع):
فأرسل أبو بكر إليه: أن تعال فبايع.
فقال علي: لا أخرج حتى أجمع القرآن.
فأرسل إليه مرة أخرى، فقال: لا أخرج حتى أفرغ.
فأرسل إليه الثالثة ابن عم له يقال له قنفذ، فقامت فاطمة بنت رسول الله (ص) عليها (كذا) تحول بينه وبين علي (ع)، فضربها، فانطلق قنفذ وليس معه علي. ــــــــــــــــــــ (1) المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب: ص 65 و 66. (*)
/ صفحة 55 /
فخشي أن يجمع علي الناس، فأمر بحطب، فجعل حوالي بيته، ثم انطلق عمر بنار، فأراد أن يحرق على علي بيته، وفاطمة، والحسن والحسين، صلوات الله عليهم.
فلما رأى علي ذلك خرج فبايع كارها غير طائع " (1). 19 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر، وأبي عبد الله (ع)، قالا:
" إن فاطمة (ع) لما أن كان من أمرهم ما كان، أخذت بتلابيب عمر، فجذبته إليها، ثم قالت: أما والله يا ابن الخطاب، لولا أني أكره أن يصيب البلاء من لا ذنب له لعلمت أني سأقسم على الله، ثم أجده سريع الإجابة " (2).
قال شيخ الإسلام المجلسي مفسرا قوله: كان من أمرهم ما كان: " أي من دخولهم دار فاطمة الخ.."(3). ما روي عن الإمام الباقر (ع):
20 - عن إبراهيم بن أحمد الطبري، عن علي بن عمر بن حسن بن علي السياري، عن محمد بن زكريا الغلابي، عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد ــــــــــــــــــــ (1) تفسير العياشي: ج 2 ص 307 و 308، وبحار الأنوار: ج 28 ص 231، والبرهان في تفسير القرآن: ج 2 ص 434. (2) الكافي: ج 1 ص 460. (3) مرآة العقول: ج 5 ص 342. (*)
/ صفحة 56 /
بن علي بن الحسين (ع)، عن أبيه، عن جده، عن محمد بن عمار بن ياسر، قال في حديث:
وحملت بالحسن، فلما رزقته حملت بعد أربعين يوما بالحسين، ثم رزقت زينب، وأم كلثوم، وحملت بمحسن، فلما قبض رسول الله (ص)، وجرى ما جرى في يوم دخول القوم عليها دارها، وأخرج ابن عمها أمير المؤمنين، وما لحقها من الرجل، أسقطت به ولدا تماما.
وكان ذلك أصل مرضها ووفاتها صلوات الله عليها (1). 21 - وذكر محمد بن جرير بن رستم الطبري، أن عليا (ع) لما بويع أبو بكر قعد عن القوم. فصاروا إلى داره، وأرادوا أن يضرموها عليه، وعلى فاطمة (ع) نارا، فخرج الزبير بسيفه حتى كسروه.
رواه محمد بن هارون، عن أبان بن عثمان، قال: حدثني سعيد بن قدامة، عن زائدة بن قدامة:
إن أبا بكر دعا عليا (ع) إلى البيعة، فامتنع، وقال: (ثم يذكر احتجاج علي عليهم، ثم يقول فسألت زائدة بن قدامة: عمن سمعت هذا الحديث ؟
قال: من أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين(ع) (2). 22 - " عن أبي الجارود، عن أبي جعفر، قال: سألته: متى يقوم قائمكم ؟
فأجابه جوابا مطولا تحدث فيه عن " الحطب الذي جمعاه ــــــــــــــــــــ (1) دلائل الإمامة: ص 26 و 27، وراجع: العوالم: ج 11 ص 504. (2) المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب (ع): ص 64 و 65. (*)
/ صفحة 57 /
ليحرقا به عليا، وفاطمة، والحسن، والحسين، وذلك الحطب عندنا نتوارثه.. " (1). ما روي عن الإمام الصادق (ع):
23 - عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن علي بن عبد الرحمن الأصم، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (ع):
لما أسري بالنبي (ص) قيل له: إن الله يختبرك في ثلاث وصار يعددها... إلى أن قال:
وأما ابنتك فتظلم، وتحرم، ويؤخذ حقها غصبا، الذي تجعله لها، وتضرب وهي حامل، ويدخل عليها وعلى حريمها، ومنزلها بغير إذن، ثم يمسها هوان وذل، ثم لا تجد مانعا وتطرح ما في بطنها من الضرب، وتموت من ذلك الضرب..
إلى أن تقول الرواية: وأول من يحكم فيه "محسن" بن علي في قاتله، ثم في قنفذ، فيؤتيان هو وصاحبه الخ... (2). 24 - عن أبي الحسن بن شاذان، عن أبيه، عن محمد بن ــــــــــــــــــــ (1) دلائل الإمامة: ص 242. (2) كامل الزيارات: ص 232 - 335، والبحار ج 28 ص 62 - 64 وراجع: ج 53 ص 23. وراجع: عوالم العلوم: ج 11 ص 398، وجلاء العيون للمجلسي: ج 1 ص 184 - 186. (*)
/ صفحة 58 /
الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسين بن الصفار، عن محمد بن زياد، عن مفضل بن عمر، عن يونس بن يعقوب، عن الصادق (ع)، أنه قال في حديث طويل: " يا يونس، قال جدي رسول الله (ص): ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي، ويغصبها حقها ويقتلها " (1). 25 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن القاسم، عن جده، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع)، عن آبائه، قال:
" قال أمير المؤمنين (ع): إن أسقاطكم إذا لقوكم يوم القيامة، ولم تسموهم يقول السقط لأبيه: ألا سميتني ؟ ! وقد سمى رسول الله (ص) " محسنا " قبل أن يولد (2) " وهو مذكور في حديث الأربعمائة أيضا. ولاحظ الخصال للصدوق.
قال المجلسي إسناد هذا الحديث معتبر (3). 26 - إبراهيم بن سعيد الثقفي، قال: حدثني أحمد بن عمرو البجلي، قال: حدثنا أحمد بن حبيب العامري، عن حمران بن أعين، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع)، قال: " والله، ما بايع علي حتى رأى الدخان قد دخل بيته " (4). 27 - عن الحسين بن حمدان، عن محمد بن إسماعيل، وعلي ــــــــــــــــــــ (1) كنز الفوائد: ج 1 ص 149 / 150، وروضات الجنات: ج 6 ص 182. (2) الكافي: ج 6 ص 18، وعوالم العلوم: ج 11 ص 411. والبحار: ج 43، ص 195، و ج 101 ص 128 و ج 10 ص 112، والخصال: ج 2 ص 434، وعلل الشرائع: ج 2 ص 464، وجلاء العيون: ج 1 ص 222. (3) جلاء العيون: ج 1 ص 222. (4) البحار: ج 28، ص 269 و 390 و 411، وفي هامشه عن الغارات للثقفي. وراجع: الشافي للسيد المرتضى، رحمه الله ج 3 ص 241، وتلخيص الشافي ج 3 ص 76. (*)
/ صفحة 59 /
بن عبد الله الحسني، عن أبي شعيب، ومحمد بن نصير، عن عمر بن الفرات، عن محمد بن المفضل، عن المفضل بن عمر، قال:
سألت سيدي الصادق (ع): هل للمأمور المنتظر المهدي (ع) من وقت موقت يعلمه الناس ؟ !
فقال: حاش لله أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا.. إلى أن تقول الرواية:
وضرب سلمان الفارسي، وإشعال النار على باب أمير المؤمنين، وفاطمة، والحسن والحسين ; لإحراقهم بها، وضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط، ورفس بطنها، وإسقاطها محسنا..
إلى أن قال: وتقص عليه قصة أبي بكر، وإنفاذه خالد بن الوليد، وقنفذا، وعمر بن الخطاب، وجمعه الناس لإخراج أمير المؤمنين (ع) من بيته إلى البيعة في سقيفة بني ساعدة..
إلى أن قال: وقول عمر: أخرج يا علي إلى ما أجمع عليه (المسلمون) وإلا قتلناك.
وقول فضة جارية فاطمة: إن أمير المؤمنين (ع) مشغول، والحق له إن أنصفتم من أنفسكم، وأنصفتموه. (وسب عمر لها).
وجمعهم الجزل والحطب على الباب لإحراق بيت أمير المؤمنين، وفاطمة، والحسن، والحسين، وزينب، وأم كلثوم، وفضة.
وإضرامهم النار على الباب، وخروج فاطمة إليهم، وخطابها لهم من وراء الباب.
/ صفحة 60 /
وقولها: ويحك يا عمر، ما هذه الجرأة على الله ورسوله ؟ تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتنفيه (تفنيه) وتطفئ نور الله ؟ والله متم نوره، وانتهاره لها.
وقوله: كفي يا فاطمة فليس محمد حاضرا، ولا الملائكة آتية بالأمر والنهي والزجر من عند الله، وما علي إلا كأحد المسلمين فاختاري إن شئت خروجه لبيعة أبي بكر، أو أحرقكم جميعا.
فقالت وهي باكية: اللهم إليك أشكو فقد نبيك ورسولك وصفيك، وارتداد أمته علينا، ومنعهم إيانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيك المرسل.
فقال لها عمر: دعي عنك يا فاطمة حمقات النساء، فلم يكن الله ليجمع لكم النبوة والخلافة، وأخذت النار في خشب الباب.
وإدخال (وأدخل) قنفذ يده لعنه الله يروم فتح الباب.
وضرب عمر لها بالسوط على عضدها، حتى صار كالدملج الأسود. وركل الباب برجله حتى أصاب بطنها وهي حامل بالمحسن لستة أشهر، وإسقاطها إياه.
وهجوم عمر، وقنفذ، وخالد بن الوليد، وصفقة عمر على خدها حتى بدا (أبرى) قرطاها تحت خمارها، وهي تجهر بالبكاء، وتقول: " وا أبتاه، وا رسول الله، ابنتك فاطمة تكذب، وتضرب ويقتل جنين في بطنها ".
وخروج أمير المؤمنين (ع) من داخل الدار محمر العين حاسرا
/ صفحة 61 /
حتى ألقى ملاءته عليها، وضمها إلى صدره، وقوله لها: يا بنت رسول الله، قد علمت أن أباك بعثه الله رحمة للعالمين... إلى أن قال: ثم قال: يا ابن الخطاب لك الويل من يومك هذا وما بعده وما يليه، أخرج قبل أن أشهر سيفي فأفني غابر الأمة.
فخرج عمر، وخالد بن الوليد، وقنفذ، وعبد الرحمن بن أبي بكر، فصاروا من خارج الدار، وصاح أمير المؤمنين بفضة يا فضة، مولاتك فاقبلي منها ما تقبله النساء، فقد جاءها المخاض من الرفسة، ورد الباب، فأسقط محسنا.
فقال أمير المؤمنين: فإنه لاحق بجده رسول الله (ص) فيشكو إليه. وتستمر الرواية في هذا الموضوع، ثم تقول: " ويأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين (ع)، وهن صارخات، وأمه فاطمة تقول: " هذا يومكم الذي كنتم توعدون ".
إلى أن قالت الرواية:
" ثم قال المفضل: يا مولاي، ما تقول في قوله تعالى: {وإذا الموؤدة سئلت، بأي ذنب قتلت}.
قال: يا مفضل، والموؤدة - والله - محسن، لأنه منا لا غير، فمن قال غير هذا فكذبوه.
قال المفضل: يا مولاي: ثم ماذا ؟
قال الصادق (ع): تقوم فاطمة بنت رسول الله (ص)، فتقول:
/ صفحة 62 /
اللهم أنجز وعدك وموعدك لي في من ظلمني، وغصبني، وضربني، وجزعني بكل أولادي " (1). 28 - وفي حديث آخر: أن الإمام الصادق (ع)، قال للمفضل:
" ولا كيوم محنتنا بكربلاء، وإن كان يوم السقيفة، وإحراق النار على باب أمير المؤمنين، والحسن، والحسين، وفاطمة، وزينب، وأم كلثوم، وفضة، وقتل " محسن " بالرفسة أعظم وأدهى وأمر، لأنه أصل يوم العذاب (2). 29 - روى رئيس الشيعة الشيخ المفيد في الاختصاص، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، والعباس بن معروف، عن عبد
الله بن المغيرة، قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الله بن بكر الأرجاني، قال:
صحبت أبا عبد الله (ع) في طريق مكة من المدينة... ثم ذكر حديثا طويلا ذكر له فيه أبو عبد الله (ع):
" قاتل أمير المؤمنين (ع)، وقاتل فاطمة (ع)، وقاتل المحسن، وقاتل الحسن والحسين الخ..". ــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار: ج 53 ص 14 و 18 و 19 و 23، والعوالم ج 11 ص 441 - 443، والهداية الكبرى للخصيبي: ص 392 و 407 و 408 و 417، وعن حلية الأبرار ج 2 ص 652. وراجع فاطمة بهجة قلب المصطفى: ج 2 ص 532، عن نوائب الدهور، للسيد الميرجهاني: ص 192. (2) فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى ج 2 ص 532، عن نوائب الدهور، للسيد الميرجهاني ص 194، والهداية الكبرى للخصيبي ص 417، (ط بيروت). (*)
/ صفحة 63 /
ورواه في كامل الزيارات بسند آخر عن عبد الله الأصم، عن عبد الله بن بكر الأرجاني، وفيه: "وقاتل فاطمة ومحسن" فراجع(1). 30 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن سليمان الديلمي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: إذا كان يوم القيامة يدعى محمد (ص)، فيكسى حلة وردية... إلى أن قال: ثم ينادى من بطنان العرش، من قبل رب العزة، والأفق الأعلى: نعم الأب أبوك يا محمد، وهو إبراهيم، ونعم الأخ أخوك وهو علي بن أبي طالب (ع) ونعم السبطان سبطاك وهما الحسن والحسين، ونعم الجنين جنينك، وهو محسن، ونعم الأئمة الراشدون الخ.." (2). 31 - أبو محمد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (ع) قال: لما قبض رسول الله، وجلس أبو بكر مجلسه بعث إلى وكيل فاطمة صلوات الله عليها، فأخرجه.. ثم تذكر الرواية: إن أبا بكر كتب لها كتابا برد فدك إليها، فلقيها عمر، فقال: يا بنت محمد ما هذا الكتاب الذي معك؟
فقالت: كتاب كتب لي أبو بكر برد فدك.
فقال: هلميه إلي.
فأبت أن تدفعه إليه فرفسها برجله، وكانت حاملة بابن اسمه ــــــــــــــــــــ (1) الاختصاص: ص 343 و 344، وكامل الزيارات: ص 326 و 327. والبحار: ج 25، ص 373. وفي هامش الاختصاص أشار إلى البحار: ج 8 ص 213 وإلى بصائر الدرجات. (2) تفسير القمي: ج 1 ص 128، والبحار: ج 7 ص 328 و 329، و ج 23 ص 130 و 131 و ج 12 ص 6 و 7، ونور الثقلين: ج 1 ص 348، والبرهان في تفسير القرآن: ج 1 ص 328 و 329. (*)
/ صفحة 64 /
المحسن، فأسقطت المحسن من بطنها، ثم لطمها، فكأني أنظر إلى قرط في أذنها حين نقفت (1).
ثم أخذ الكتاب فخرقه. فمضت. ومكثت خمسة وسبعين يوما مريضة مما ضربها عمر، ثم قبضت.
فلما حضرتها الوفاة دعت عليا صلوات الله عليه فقالت: إما تضمن وإلا أوصيت إلى الزبير، فقال علي (ع): أنا أضمن وصيتك يا بنت محمد، قالت: سألتك بحق رسول الله (ص) إذا أنا مت ألا يشهداني، ولا يصليا علي.
قال: فلك ذلك، فلما قبضت (ع) دفنها ليلا في بيتها، وأصبح أهل المدينة يريدون حضور جنازتها وأبو بكر وعمر كذلك، فخرج إليهما علي (ع)، فقالا له: ما فعلت بابنة محمد أخذت في جهازها يا أبا الحسن ؟
فقال علي (ع): قد والله دفنتها. قالا: فما حملك على أن دفنتها ولم تعلمنا بموتها.
قال: هي أمرتني.
فقال عمر: والله لقد هممت بنبشها والصلاة عليها.
فقال علي (ع): أما والله ما دام قلبي بين جوانحي وذو الفقار في يدي، إنك لا تصل إلى نبشها، فأنت أعلم.
فقال أبو بكر: اذهب، فإنه أحق بها منا. ــــــــــــــــــــ (1) بالبناء للمجهول أي كسرت. (*)
/ صفحة 65 /
وانصرف الناس (1). 32 - محمد بن هارون التلعكبري، قال: حدثني أبي، قال: حدثني أبو علي محمد بن همام بن سهيل، قال: روى أحمد بن محمد البرقي، عن أحمد بن محمد الأشعري القمي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عبد الله بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال:
ولدت فاطمة (ع) في جمادى الآخرة في العشرين منه، سنة خمس وأربعين من مولد النبي (ص).. إلى أن قال: وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسنا. ومرضت من ذلك مرضا شديدا، ولم تدع أحدا ممن آذاها يدخل عليها.
وكان رجلان من أصحاب النبي سألا أمير المؤمنين أن يشفع لهما. فسألها، فأجابت.
ولما دخلا عليها قالا لها: كيف أنت يا بنت رسول الله؟!
فقالت: بخير والحمد لله..
ثم قالت لهما: أما سمعتما النبي (ص) يقول: فاطمة بضعة مني، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله ؟
قالا: بلى. ــــــــــــــــــــ (1) الاختصاص: ص 185 و 184، والبحار: ج 29 ص 192 ووفاة الصديقة الزهراء للمقرم: ص 78. (*)
/ صفحة 66 /
قالت: والله لقد آذيتماني.
فخرجا من عندها وهي ساخطة عليهما " (1).
وسند الرواية صحيح. 33 - وقال الشيخ الطبرسي: وروي عن الصادق (ع) أنه قال: لما استخرج أمير المؤمنين (ع) من منزله، خرجت فاطمة صلوات الله عليها خلفه، فما بقيت امرأة هاشمية إلا خرجت معها، حتى انتهت قريبا من القبر، فقالت لهم: خلوا ابن عمي فوالله لئن لم تخلوا عنه الخ.. (2).
فهذا الحديث أيضا يدل عن أنهم دخلوا عليه البيت واستخرجوه منه بالقوة والقهر، وذلك بالرغم عن فاطمة (ع)، ومن دون رعاية لحرمتها. 34 - وقال القاضي عبد الجبار المتوفي سنة 415 ه. ق. والمعاصر للشيخ المفيد رحمه الله (ت 413) إن الشيعة قد ادعوا رواية رووها عن جعفر بن محمد (ع) وغيره: إن عمر ضرب فاطمة بالسوط (3).
ولا ندري أن كان يشير إلى هذه الروايات التي ذكرناها، أو إلى غيرها، فلأجل ذلك أفردنا كلامه بالنقل. ــــــــــــــــــــ (1) دلائل الإمامة: ص 45. وراجع: البحار: ج 43 ص 170، وعوالم العلوم: ج 11 ص 411 و 504. (2) الاحتجاج: ج 1 ص 222 والمسترشد في إمامة علي بن أبي طالب (ع) ص 67. (3) المغني للقاضي عبد الجبار: ج 20 ق 1 ص 335، والشافي للسيد المرتضى: ج 4 ص 110 / 119 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي: ج 16 ص 271. (*)
/ صفحة 67 / ما روي عن الإمام الكاظم (ع):
35 - ونقل العلامة المجلسي رحمه الله تعالى، عن كتاب الطرف للعلامة الجليل السيد ابن طاووس، نقلا عن كتاب الوصية للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير، عن موسى بن جعفر عن أبيه، قال:
لما حضرت رسول الله (ص) الوفاة دعا الأنصار، وقال: يا معشر الأنصار، قد حان الفراق.. إلى أن قال: ألا إن فاطمة بابها بابي، وبيتها بيتي، فمن هتكه، فقد هتك حجاب الله ".
قال عيسى: فبكى أبو الحسن (ع) طويلا، وقطع بقية كلامه، وقال: هتك - والله - حجاب الله، هتك - والله - حجاب الله، هتك - والله - حجاب الله، يا أمه صلوات الله عليها(1). 36 - عن هارون بن موسى، عن أحمد بن محمد بن عمار العجلي الكوفي، عن عيسى الضرير، عن الكاظم (ع)، قال:
قلت لأبي: فما كان بعد خروج الملائكة عن رسول الله (ص) ؟ !
قال: فقال: ثم دعا عليا وفاطمة، والحسن، والحسين (ع)، وقال لمن في بيته: أخرجوا عني... إلى أن تقول الرواية إنه (ص) قد قال لعلي: ــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار: ج 22 ص 476 و 477، وفي هامشه عن الطرف لابن طاووس: ص 18 - 21.(*)
/ صفحة 68 /
" واعلم يا علي، إني راض عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة، وكذلك ربي وملائكته.
يا علي ويل لمن ظلمها، وويل لمن ابتزها حقها، وويل لمن هتك حرمتها، وويل لمن أحرق بابها، وويل لمن آذى خليلها، وويل لمن شاقها وبارزها.
اللهم إني منهم برئ، وهم مني براء.
ثم سماهم رسول الله (ص)، وضم فاطمة إليه، وعليا، والحسن، والحسين (ع)، وقال:
اللهم إني لهم ولمن شايعهم سلم، وزعيم بأنهم يدخلون الجنة، وعدو وحرب لمن عاداهم وظلمهم، وتقدمهم، أو تأخر عنهم وعن شيعتهم، زعيم بأنهم يدخلون النار.
ثم - والله - يا فاطمة لا أرضى حتى ترضي.
ثم - لا والله - لا أرضى حتى ترضي.
ثم - لا والله - لا أرضى حتى ترضي..(1)". 37 - عن محمد بن يحيى، عن العمركي بن علي، عن علي بن جعفر، عن أخيه، عن أبي الحسن (ع):
إن فاطمة (ع) صديقة شهيدة، وإن بنات الأنبياء لا ــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار: ج 22 ص 484 و 485 وفي هامشه عن خصائص الأئمة: ص 72، وعوالم العلوم: ج 11 ص 400 وعن الطرف: ص 29 - 34، وعن مصباح الأنوار. (*)
/ صفحة 69 /
يطمئن " (1).
قال المجلسيان الأول والثاني، وهما من أعاظم علمائنا: هذا الحديث صحيح (2). 38 - وروى العلامة الجليل العابد الزاهد، السيد ابن طاووس بإسناده عن الإمام الكاظم (ع)، عن أبيه (ع) قال:
قال رسول الله (ص): يا علي، ما أنت صانع لو قد تآمر القوم عليك بعدي، وتقدموا عليك، وبعث إليك (..) يدعوك إلى البيعة، ثم لببت بثوبك تقاد، كما يقاد الشارد من الإبل، مذموما مخذولا، محزونا مهموما. وبعد ذلك ينزل بهذه الذل (3) الخ.. ما روي عن الإمام الرضا (ع):
39 - قال العالم العابد الزاهد السيد ابن طاووس رحمه الله:
دعاء آخر لمولانا الرضا (ع) في سجدة الشكر، رويناه بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله في كتاب فضل الدعاء، قال أبو جعفر، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الرضا.
وبكير بن صالح، عن سليمان بن جعفر، عن الرضا، قالا: دخلنا عليه وهو ساجد في سجدة الشكر، فأطال في سجوده، ثم رفع رأسه، فقلنا له: أطلت السجود؟! ــــــــــــــــــــ (1) الكافي: ج 1 ص 458، وعوالم العلوم: ج 11 ص 260، والرسائل الاعتقادية للخواجوئي: ص 302 و 301. (2) مرآة العقول: ج 5 ص 315، وروضة المتقين: ج 5 ص 342. (3) البحار: ح 22 ص 493. (*)
/ صفحة 70 /
فقال: من دعا في سجدة الشكر بهذا الدعاء، كان كالرامي مع رسول الله (ص) يوم بدر.
قال: قلنا: فنكتبه ؟
قال: اكتبا، إذا أنتما سجدتما سجدة الشكر، فتقولا:... ثم ذكر الدعاء وفيه الفقرة التالية: ".. واستهزءا برسولك، وقتلا ابن نبيك الخ.."(1). ما روي عن الإمام الجواد (ع):
40 - عن محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن زكريا بن آدم، قال:
إني لعند الرضا إذ جئ بأبي جعفر عليه السلام، وسنه أقل من أربع سنين، فضرب بيده إلى الأرض، ورفع رأسه إلى السماء فأطال الفكر ; فقال له الرضا عليه السلام:
بنفسي أنت، فلم طال فكرك؟!
فقال: فيما صنع بأمي فاطمة، أما والله.. ــــــــــــــــــــ (1) مهج الدعوات: ص 257 و 258، والمصباح للشيخ الكفعمي: ص 553 و 554، وبحار الأنوار: ج 30 ص 393، و ج 83 ص 223، ومسند الإمام الرضا (ع) للعطاردي: ج 2 ص 65. (*)
/ صفحة 71 /
ثم ذكر عليه السلام ما سوف يعاقب به من فعل ذلك. (1)
ونقول:
وهذه الرواية وإن لم تكن صريحة في تفاصيل ما جرى، ولكنها أيضا تعبر عن أنها عليها السلام - شخصيا - قد تعرضت لظلم فاحش. ما روي عن الإمام العسكري (ع):
41 - عن السيد ابن طاووس في زوائد الفوائد، وعن كتاب المختصر للشيخ حسن بن سليمان، عن خط علي بن مظاهر الواسطي بإسناد متصل عن محمد بن العلاء الهمداني الواسطي.
ثم نقله عن كتاب المختصر، وقال في آخره: نقلته من خط محمد بن علي بن طي، وفيه:
إن ابن أبي العلاء الهمداني، ويحيى بن محمد بن حويج تنازعا في أمر ابن الخطاب، فتحاكما إلى أحمد بن إسحاق القمي، صاحب الإمام الحسن العسكري، فروى لهم عن الإمام العسكري، عن أبيه (ع): أن حذيفة روى عن النبي (ص) حديثا مطولا يخبر النبي (ص) فيه حذيفة بن اليمان عن أمور ستجري بعده، ثم قال حذيفة وهو يذكر أنه رأى تصديق ما سمعه: ــــــــــــــــــــ (1) البحار: ح 50 ص 59 عن دلائل الإمامة للطبري. (*)
/ صفحة 72 /
".. وحرف القرآن، وأحرق بيت الوحي... إلى أن قال: ولطم وجه الزكية.."(1). ــــــــــــــــــــ (1) البحار: ج 95 ص 351، و 353 و 354 و ج 31 ص 126، وعن المحتضر للشيخ حسن بن سليمان: ص 44 - 55 (كما في هامش البحار) وذكر في الهامش أيضا: أن الطبري قد رواه في دلائل الإمامة، في الفصل المتعلق بأمير المؤمنين (ع)، ورواه الشيخ هاشم بن محمد (من علماء القرن السادس) في كتاب مصباح الأنوار. والجزائري في الأنوار النعمانية بإسناد آخر. فراجع.(*)
هو هكذا كما تفضّلت ، وأنت معه من أهل الخِبرة .. فنحمد الله أن إستفدنا من خبرتك معه !!
لا لا يا مدد !!!!
نحن ( لا ) نُكذب المعصومون أبدا ....
نقول فقط عمُا ( وضِع ) ووضعه الوضّاعين أنه ........ مكذوووووب على الإمام فيه ، ولم ترقى حتى لقصص ألف ليلة وليلة !!
فما خلقهم الله (( ليُهانوا )) أبداً ....... بنص كتابه العظيم ،
فتُرى من نُصدق ؟!
أحرّ الأمنيات لأولى الألباب ،
إنا لله وإنا إليه راجعون ..........
ههههههههههههههههههههه العوض عليك يا رب
فعلاً أنا في بعض الأحيان - ومنها هذا الموقف - أميل إلى محاربة استخدام العقول البتة بل أميل إلى تحريم التفكير عند البعض لأنهم لما يفكروا يتحولون الى مخلوقات أخرى ههههههههههههه
لا شك مولاي الحبيب مدد يا زهراء أمدنا الله وإياك بمدد الفاطمية
لا شك أن واقعة الطف واقعة لا أساس لها من الصحة وما يرويه رواة ألف ليلة وليلة من أن الحسين عليه السلام قد حز رأسه وحمل على الرمح الى الشام وديس صدره وظهره بالخيول ليس صحيحا لأن هذا فيه إهانة وإذلال لأهل البيت ع وإذا كان عندكم روايات بهذا الشأن فمن الأصلح لكم أن تتخذوا الحائط كمنتهى .. كيف؟ يعني انتو تفوتوا بالحيط والروايات تضربوا بيها عرض الحيط تشابه المصير يعني والمصير هنا هو الحيط هههههههههههههههههههههه
بل بل بل مما لا شك فيه أن سبي نساء رسول الله وسوقهم حفايا حواسر هو شئ ليس من قصص ألف ليلة وليلة فحسب بل إن ذكر مثل هذا الأمر المهين والمشين والمذل قد تطور وصار من قصص مليون ليلة وليلة (ضوئية) يعني دخل في قصص شهريار الفلكي مو شهريار الأرضي ههههههههههههههههه
طبعا لا تستغربوا ابسول-لوتلي على رأي اللمبي فان هذا إعداد عقلاني سلفي ليتم تطور الأمر لكي نقول فيما بعد
كيف اغتصبت الخلافة من أمير المؤمنين ع الذي كان بمقدرته محاربة جيوش كاملة؟؟؟؟ اذن فقصة اغتصاب الخلافة هي من قصص ألف ليلة وليلة
ومن ثم فالامامة من ألف ليلة وليلة
ثم لو طاوعنا هؤلاء المتشردين فكريا في تشردهم وتسكعهم المريخي الزائف سنتطور إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير
يا اخوان يجب عليكم أن تفهموا جيدا النبي او الامام او الوصي او الولي هذا شخصية عظيمة مرة عظيمة يعني اله واسطة جامده وما حد يقدر يكلمه ولو سمعتم بنبي انضرب او شجت ثنيته او قام رجل مقدس كأبي جهل ووضع رحم الشاة عليه وهو ساجد حدوث مثل هذه الاهانة لهذا الشخص من الضروري وحتميا ان تنفي عنه صدق نبوته يعني تصور انت واحد يحط عليك رحم شاة مذبوحة تصور اي قد من الاهانة هذه؟؟!!!!
أو ان يكون هناك احتمال آخر وهو أن القصة من قصص خمستلاف ليلة من شهر فبراير وماحدش يقول لي ليه فبراير بالذات؟ لأني معرفش وده في حد ذاته قادح في نبوتي كشخص مش نبي خالص
اذن فلا يمكن للنبي او الولي أن يهان أو يضرب أو يرميه أهل الطائف بالحجارة والقاذورات اصل هي مش كوسه ولا خيار يعني دا نبي يا جماعه يعني خدوا بالكو واعرفوا انتو بتتكلموا مع مين
ندي مثال تاني؟؟؟ ولا كفايه كده على أصحاب العجول
لكن الصراحة أنا تبين لي أن استخدام (العجل) في التفكير فعلا شئ غير مرغوب فيه بالمرة
والصراحة والشئ الأكثر جمالا أن هذه الشلة المرحومة شلة نور عيني ويعقوب والعقوق وكريم بدأوا يتجمعون على بعضهم البعض
رغم أنهم أصحاب مبادئ في ظاهرها مختلفة بعضهم قصدي وبعضهم أصولي وبعضهم اخباري
لكن ايه اللي لم الشامي ع المغربي؟؟؟
أكيد هناك التقاء روحاني بين الجماعة
وهذه الروحانية هي روحانية إيجابية التكفير وسلبية التفكير
فعلاً أنا في بعض الأحيان - ومنها هذا الموقف - أميل إلى محاربة استخدام العقول البتة بل أميل إلى تحريم التفكير عند البعض لأنهم لما يفكروا يتحولون الى مخلوقات أخرى ههههههههههههه
لا شك مولاي الحبيب مدد يا زهراء أمدنا الله وإياك بمدد الفاطمية
لا شك أن واقعة الطف واقعة لا أساس لها من الصحة وما يرويه رواة ألف ليلة وليلة من أن الحسين عليه السلام قد حز رأسه وحمل على الرمح الى الشام وديس صدره وظهره بالخيول ليس صحيحا لأن هذا فيه إهانة وإذلال لأهل البيت ع وإذا كان عندكم روايات بهذا الشأن فمن الأصلح لكم أن تتخذوا الحائط كمنتهى .. كيف؟ يعني انتو تفوتوا بالحيط والروايات تضربوا بيها عرض الحيط تشابه المصير يعني والمصير هنا هو الحيط هههههههههههههههههههههه
بل بل بل مما لا شك فيه أن سبي نساء رسول الله وسوقهم حفايا حواسر هو شئ ليس من قصص ألف ليلة وليلة فحسب بل إن ذكر مثل هذا الأمر المهين والمشين والمذل قد تطور وصار من قصص مليون ليلة وليلة (ضوئية) يعني دخل في قصص شهريار الفلكي مو شهريار الأرضي ههههههههههههههههه
طبعا لا تستغربوا ابسول-لوتلي على رأي اللمبي فان هذا إعداد عقلاني سلفي ليتم تطور الأمر لكي نقول فيما بعد
كيف اغتصبت الخلافة من أمير المؤمنين ع الذي كان بمقدرته محاربة جيوش كاملة؟؟؟؟ اذن فقصة اغتصاب الخلافة هي من قصص ألف ليلة وليلة
ومن ثم فالامامة من ألف ليلة وليلة
ثم لو طاوعنا هؤلاء المتشردين فكريا في تشردهم وتسكعهم المريخي الزائف سنتطور إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير
يا اخوان يجب عليكم أن تفهموا جيدا النبي او الامام او الوصي او الولي هذا شخصية عظيمة مرة عظيمة يعني اله واسطة جامده وما حد يقدر يكلمه ولو سمعتم بنبي انضرب او شجت ثنيته او قام رجل مقدس كأبي جهل ووضع رحم الشاة عليه وهو ساجد حدوث مثل هذه الاهانة لهذا الشخص من الضروري وحتميا ان تنفي عنه صدق نبوته يعني تصور انت واحد يحط عليك رحم شاة مذبوحة تصور اي قد من الاهانة هذه؟؟!!!!
أو ان يكون هناك احتمال آخر وهو أن القصة من قصص خمستلاف ليلة من شهر فبراير وماحدش يقول لي ليه فبراير بالذات؟ لأني معرفش وده في حد ذاته قادح في نبوتي كشخص مش نبي خالص
اذن فلا يمكن للنبي او الولي أن يهان أو يضرب أو يرميه أهل الطائف بالحجارة والقاذورات اصل هي مش كوسه ولا خيار يعني دا نبي يا جماعه يعني خدوا بالكو واعرفوا انتو بتتكلموا مع مين
ندي مثال تاني؟؟؟ ولا كفايه كده على أصحاب العجول
لكن الصراحة أنا تبين لي أن استخدام (العجل) في التفكير فعلا شئ غير مرغوب فيه بالمرة
والصراحة والشئ الأكثر جمالا أن هذه الشلة المرحومة شلة نور عيني ويعقوب والعقوق وكريم بدأوا يتجمعون على بعضهم البعض
رغم أنهم أصحاب مبادئ في ظاهرها مختلفة بعضهم قصدي وبعضهم أصولي وبعضهم اخباري
لكن ايه اللي لم الشامي ع المغربي؟؟؟
أكيد هناك التقاء روحاني بين الجماعة
وهذه الروحانية هي روحانية إيجابية التكفير وسلبية التفكير
يا من تسمي كلام مولاي الصادق عليه السلام ومولاي الباقر عليه السلام وأئمتنا جميعاً بالموضوعات والأكاذيب !!
قبح الله هكذا عقل وهكذا تفكير وهكذا وقاحة على مقام الوحي والتنزيل !!
ما روي عن رسول الله:
2 - روى سليم بن قيس، عن عبد الله بن العباس، أنه حدثه - وكان جابر بن عبد الله إلى جانبه -: أن النبي (ص) قال لعلي، بعد خطبة طويلة:
إن قريشا ستظاهر عليكم، وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا فكف يدك، واحقن دمك، أما إن الشهادة من ورائك، لعن الله قاتلك.
/ صفحة 38 /
ثم أقبل (ص) على ابنته (ع)، فقال: إنك أول من يلحقني من أهل بيتي، وأنت سيدة نساء أهل الجنة، وسترين بعدي ظلما وغيظا، حتى تضربي، ويكسر ضلع من أضلاعك، لعن الله قاتلك الخ " (1). 3 - وروى إبراهيم بن محمد الجويني الشافعي، بسنده إلى علي بن أحمد بن موسى الدقاق وعلي بن بابويه أيضا، عن: علي بن أحمد بن موسى الدقاق، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن النوفلي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أن رسول الله (ص) كان جالسا، إذ أقبل الحسن (ع)، فلما رآه بكى، ثم قال: إلي إلي يا بني.. ثم أقبل الحسين.. ثم أقبلت فاطمة.. ثم أقبل أمير المؤمنين. فسأله أصحابه.. فأجابهم، فكان مما قاله لهم:
"وأما ابنتي فاطمة، فإنها سيدة نساء العالمين.. إلى أن قال: وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي. كأني بها وقد دخل الذل بيتها، وانتهكت حرمتها، وغصب حقها، ومنعت إرثها، وكسر جنبها، وأسقطت جنينها، وهي تنادي: يا محمداه، فلا تجاب، وتستغيث فلا تغاث، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة، باكية...
إلى أن قال:
ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة...
إلى أن قال:
فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي، فتقدم علي محزونة مكروبة، مغمومة، مغصوبة، مقتولة، يقول رسول الله (ص) عند ذلك: ــــــــــــــــــــ (2) كتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري): ج 2 ص 907. (*)
/ صفحة 39 /
اللهم العن من ظلمها، وعاقب من غصبها، وذلل من أذلها، وخلد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها. فتقول الملائكة عند ذلك: آمين..(1).
وقد قال شيخ الإسلام العلامة المجلسي عند إيراده هذه الرواية:
" روى الصدوق في الأمالي بإسناد معتبر عن ابن عباس الخ.. (2).
ووصف البعض هذا السند بقوله: كأنه كالموثق وذلك للاختلاف في توثيق وتضعيف: " عبد الله بن عبد الرحمن الأصم (3) ". 4 - قال العلامة المجلسي (ره): وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي - جد والد الشيخ البهائي - نقلا عن خط الشهيد رفع الله درجته، نقلا عن مصباح الشيخ أبي منصور طاب ثراه قال: روي أنه دخل النبي (ص) يوما إلى فاطمة (ع) فهيأت له طعاما من تمر وقرص وسمن، فاجتمعوا على الأكل هو وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع)، فلما أكلوا سجد رسول الله (ص) وأطال سجوده، ثم ضحك، ثم بكى، ثم جلس ــــــــــــــــــــ (1) فرائد السمطين: ج 2 ص 34 و 35 والأمالي للشيخ الصدوق ص 99 - 101 وإثبات الهداة: ج 1 ص 280 / 281، وإرشاد القلوب: ص 295، وبحار الأنوار: ج 28 ص 37 / 39، و ج 43 ص 172 و 173، والعوالم: ج 11 ص 391 و 392، وفي هامشه عن غاية المرام ص 48 وعن: المحتضر ص 109، وراجع: جلاء العيون للمجلسي: ج 1 ص 186 / 188 وبشارة المصطفى ص 197 / 200 والفضائل لابن شاذان: ص 8 / 11، تحقيق المحدث الأرموي (ط جامعة طهران سنة 1393 ه. ق.). (2) جلاء العيون: ج 2 ص 186 - 188. (2) راجع: معجم رجال الحديث: ج 10 ص 342. (*)
/ صفحة 40 /
وكان أجرأهم في الكلام علي (ع) فقال: يا رسول الله رأينا منك اليوم ما لم نره قبل ذلك ؟ !
فقال (ص): إني لما أكلت معكم فرحت وسررت بسلامتكم واجتماعكم فسجدت لله تعالى شكرا.
فهبط جبرئيل (ع) يقول: سجدت شكرا لفرحك بأهلك ؟
فقلت: نعم.
فقال: ألا أخبرك بما يجري عليهم بعدك ؟
فقلت: بلى يا أخي يا جبرئيل.
فقال: أما ابنتك فهي أول أهلك لحاقا بك، بعد أن تظلم، ويؤخذ حقها، وتمنع إرثها، ويظلم بعلها، ويكسر ضلعها، وأما ابن عمك فيظلم، ويمنع حقه، ويقتل، وأما الحسن فإنه يظلم، ويمنع حقه، ويقتل بالسم، وأما الحسين فإنه يظلم، ويمنع حقه، وتقتل عترته، وتطأه الخيول، وينهب رحله، وتسبى نساؤه وذراريه، ويدفن مرملا بدمه، ويدفنه الغرباء.
فبكيت، وقلت: وهل يزوره أحد ؟
قال: يزوره الغرباء.
قلت: فما لمن زاره من الثواب ؟
قال: يكتب له ثواب ألف حجة وألف عمرة، كلها معك، فضحك (1). ــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار: ج 98 ص 44. (*)
/ صفحة 41 / 5 - وسأل عمر بن الخطاب حذيفة بن اليمان عن قول النبي (ص) في الفتنة التي تموج بالناس كموج السفينة في البحر. قال حذيفة: تلك الفتنة التي بينك وبينها باب (مغلق).
قال عمر: الباب يا حذيفة يفتح أو يكسر ؟
قال حذيفة: بل يكسر.
قال عمر: إن كسر الباب، فذلك أحرى (أجدر) ألا يسد إلى يوم القيامة " (1).
ثم نسبوا إلى حذيفة قوله في تأويل الرواية: أن المقصود بالباب الذي يكسر هو قتل عمر بن الخطاب، وفتح باب الفتنة بتولي عثمان(2).
ونقول:
لو صحت نسبة ذلك إلى حذيفة، فإن هذا اجتهاد غير دقيق بل خاطئ، وذلك لأن الشورى التي ابتكرها عمر، كانت ستأتي بعثمان، سواء مات عمر بن الخطاب قتلا، أو مات حتف أنفه. على أنه إنما ابتكرها بعدما طعنه الطاعن في بطنه.
ولم يكن استخلاف عثمان هو سبب الفتنة التي بقيت إلى يومنا هذا، وإلى يوم القيامة، بل كانت هي قضية الإمامة التي ــــــــــــــــــــ (1) بدء الإسلام وشرائع الدين لابن سلام الإباضي: ص 107 وصحيح البخاري: ج 1 ص 67 و 164 و 212 (ط سنة 1309). وسنن ابن ماجة: ج 2 ص 1306، ودلائل النبوة للبيهقي: ج 6 ص 386. (2) بدء الإسلام وشرائع الدين لابن سلام الإباضي: ص 107 وصحيح البخاري: ج 1 ص 67 و 164 و 212 (ط سنة 1309). وسنن ابن ماجة: ج 2 ص 1306، ودلائل النبوة للبيهقي: ج 6 ص 386. (*)
/ صفحة 42 /
اغتصبت بطريقة العنف الذي تجلى بالهجوم على بيت فاطمة وكسر بابها، واستخراج علي (ع) ليبايع مقهورا. ومعروف: أن أعظم خلاف بين الأمة هو خلاف الإمامة، إذ ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الإمامة في كل زمان، على حد تعبير الشهرستاني وغيره. ما روي عن الإمام علي (ع):
6 - روى سليم بن قيس: أن عمر بن الخطاب أغرم جميع عماله أنصاف أموالهم، ولم يغرم قنفذ العدوي شيئا - وكان من عماله - ورد عليه ما أخذ منه، وهو عشرون ألف درهم، ولم يأخذ منه عشره، ولا نصف عشره.
قال أبان: قال سليم: فلقيت عليا، صلوات الله عليه وآله، فسألته عما صنع عمر!!
فقال: هل تدري لم كف عن قنفذ، ولم يغرمه شيئا؟!
قلت: لا.
قال: لأنه هو الذي ضرب فاطمة صلوات الله عليها بالسوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم، فماتت صلوات الله عليها، وإن أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج (1). 7 - قال أبان: قال سليم: انتهيت إلى حلقة في مسجد رسول ــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار: ج 30 ص 302 و 303، وكتاب سليم بن قيس: ج 2 ص 674 و 674، والعوالم: ج 11 ص 413. (*)
/ صفحة 43 /
الله (ص) ليس فيها إلا هاشمي غير سلمان، وأبي ذر، والمقداد، ومحمد بن أبي بكر، وعمر بن أبي سلمة، وقيس بن سعد بن عبادة،
فقال العباس لعلي (ع): ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذا كما غرم جميع عماله؟!
فنظر علي (ع) إلى من حوله، ثم اغرورقت عيناه، ثم قال:
شكر له ضربة ضربها فاطمة (ع) بالسوط، فماتت وفي عضدها أثره كأنه الدملج، الخ (1). 8 - عن سليم، عن ابن عباس، قال:
" دخلت على علي (ع) بذي قار، فأخرج لي صحيفة، وقال لي: يا ابن عباس، هذه صحيفة أملاها علي رسول الله (ص)، وخطي بيده(2).
فقلت: يا أمير المؤمنين، اقرأها علي. فقرأها، فإذا فيها كل شئ كان منذ قبض رسول الله (ص) إلى مقتل الحسين (ع)، وكيف يقتل، ومن يقتله، ومن ينصره، ومن يستشهد معه.
فبكى بكاء شديدا، وأبكاني.
فكان مما قرأه علي: كيف يصنع به، وكيف تستشهد فاطمة، وكيف يستشهد الحسن. وكيف تغدر به الأمة... الخ " (3). ــــــــــــــــــــ (1) راجع: المصادر المتقدمة. (2) لعل الصحيح: بيدي. (1) كتاب سليم بن قيس، بتحقيق الأنصاري: ج 2 ص 915 والفضائل لابن شاذان: ص 141، والبحار: ج 28 ص 73.(*)
/ صفحة 44 / 9 - روي عن علي (ع) عند دفن الزهراء قوله: " وستنبؤك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها، فأحفها السؤال، واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها، لم تجد إلى بثه سبيلا.. الخ " (1).
فإن كلامه (ع) هذا وإن كان لا صراحة فيه بما جرى على الزهراء (ع)، ولكنه يدل على أن ثمة مظالم بقيت تعتلج بصدرها عليها السلام، ولم تجد إلى بثها سبيلا. وهذه الأمور هي غير فدك، والإرث وغصب الخلافة، لأن هذه الأمور قد أعلنتها عليها السلام، وبثتها بكل وضوح، واحتجت لها، وألقت خطبا جليلة في بيانها. 10 - ما ذكره الشيخ الكفعمي المتوفي سنة 905 ه. ق. في كتابه المصباح الذي جمعه من حوالي مئتين وأربعين كتابا، وقال: إنه جمعه " من كتب معتمد على صحتها، مأمور بالتمسك بوثقى عروتها، ولا يغيرها كر العصرين، ولا مر الملوين.
كتب كمثل الشمس يكتب ضوؤها * ومحلها فوق الرفيع الأرفع (2)
فقد أورد رحمه الله في كتابه هذا دعاء عن ابن عباس، عن علي (ع)، كان علي (ع) يقنت به في صلاته. وقد وصفه في هامش المصباح بقوله: " هذا الدعاء عظيم الشأن، رفيع المنزلة ". وقال فيه علي (ع)، كما روي عنه: أن الداعي به كالرامي مع النبي (ص) في بدر وأحد وحنين بألف ألف سهم.. ــــــــــــــــــــ (1) الكافي: ج 1 ص 459، ومرآة العقول: ج 5 ص 329، ونهج البلاغة: الخطبة رقم 202. (2) مصباح الكفعمي: ص 4. (*)
/ صفحة 45 /
ومما جاء في هذا الدعاء قوله عن بيت النبوة: " وقتلا أطفاله، وأخليا منبره من وصيه، ووارث علمه، وجحدوا إمامته... إلى أن قال: وبطن فتقوه، وجنين أسقطه، وضلع دقوه (1) وصك مزقوه الخ... " (2).
وقد جاء في تعليقته على المصباح، والمطبوعة في هامش المصباح نفسه.
ونقله عنه قال العلامة المجلسي صاحب البحار:
"... قال الشيخ العالم أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر في كتابه رشح البلاء:
قوله: فقد أخربا بيت النبوة إلى آخره، إشارة إلى ما فعله الأول والثاني مع علي (ع) وفاطمة (ع) من الايذاء، وإرادة إحراق بيت علي بالنار، وقادوه كالجمل المخشوش. وضغطا فاطمة (ع) في بابها، حتى أسقطت بمحسن، وأمرت أن تدفن ليلا، ولا يحضر الأول والثاني جنازتها الخ.. " (3).
وقال: " والضلع المدقوق، والصك الممزوق إشارة إلى ما فعلاه مع فاطمة (ع)، من مزق صكها، ودق ضلعها " (4). 11 - محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن أحمد بن ــــــــــــــــــــ (1) في البحار: كسروه. (2) راجع: البحار: ج 82 ص 261، والمصباح للكفعمي: ص 553، والبلد الأمين: ص 551 و 552، وعلم اليقين: ص 701. (3) حواشي المصباح، للشيخ الكفعمي ص 553، والبحار: ج 82 ص 261. (4) المصدر السابق ص 555، والبحار: ج 82 ص 261. (*)
/ صفحة 46 /
إدريس، ومحمد بن يحيى العطار، جميعا عن محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري، عن أبي عبد الله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، عن ابن عميرة، عن محمد بن عتبة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (ع).
قال: " بينا أنا، وفاطمة، والحسن، والحسين عند رسول الله (ص) إذ التفت إلينا فبكى، فقلت: وما ذاك يا رسول الله ؟ !
قال: أبكي من ضربتك على القرن، ولطم فاطمة خدها " (1).
ووصف المجلسي إسناد هذه الرواية بأنه " معتبر " فراجع (2). 12 - عن أحمد بن الخصيب، عن جعفر بن محمد بن المفضل، عن محمد بن سنان الزاهري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن مديح بن هارون بن سعد، قال: سمعت أبا الطفيل عامر بن واثلة، عن أمير المؤمنين، أنه قال لعمر في جملة كلام له:
".. وهي النار التي أضرمتموها على باب داري لتحرقوني وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وابني الحسن والحسين، وابنتي زينب، وأم كلثوم الخ.. (3). ــــــــــــــــــــ (1) الأمالي للشيخ الصدوق: ص 118، وبحار الأنوار: ج 28 ص 51، وليراجع ج 44 ص 149 وإثبات الهداة: ج 1 ص 281، وعوالم العلوم: ج 11 ص 397، وجلاء العيون: ج 1 ص 189، ووفاة الصديقة الزهراء للسيد عبد الرزاق المقرم: ص 60، والمناقب لابن شهر آشوب: ج 2 ص 209، انتشارات علامة - قم. (2) جلاء العيون، ج 1 ص 189. (3) الهداية الكبرى: ص 163. (*)
/ صفحة 47 / 13 - ومما يدل على ممارسة أسلوب العنف ضد علي (ع)، والإتيان به للبيعة عنوة، ما كتبه معاوية له (ع)، وما أجابه به، فقد قال له معاوية: إنه أبطأ على الخلفاء، فكان يقاد إلى البيعة كأنه الجمل الشارد حتى يبايع وهو كاره (1).
وقال له: في جملة ما قال: " لقد حسدت أبا بكر والتويت عليه، ورمت إفساد أمره، وقعدت في بيتك، واستغويت عصابة من الناس، حتى تأخروا عن بيعته ".
إلى أن قال:
"وما من هؤلاء إلا بغيت عليه، وتلكأت في بيعته، حتى حملت إليه قهرا تساق بخزائم الاقتسار كما يساق الفحل المخشوش " (2).
فأجابه أمير المؤمنين (ع) برسالة جاء فيها: " وقلت: إني كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى أبايع. ولعمرو الله لقد أردت أن تذم فمدحت، وأن تفضح فافتضحت. وما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما، ما لم يكن شاكا في دينه الخ.."(3).
والرواية تدل على أنهم دخلوا إلى بيته، واستخرجوه منه بالقوة، الأمر الذي يؤكد عدم مراعاتهم لحرمة الزهراء، التي ستدفعهم عن ذلك بكل ما تستطيع، وقد فعلت ذلك حسبما صرحت به الروايات.. وإن لم تصرح هذه الرواية بتعرضهم للزهراء (ع) مباشرة.. ــــــــــــــــــــ (1) الفتوح لابن أعثم: ج 3 ص 474. (2) شرح نهج البلاغة للمعتزلي: ج 15 ص 186، وإحقاق الحق للتستري: ج 2 ص 368، و 369. (3) نهج البلاغة الكتاب رقم 28. راجع: نهج السعادة، وإحقاق الحق، ج 2 ص 369. (*)
/ صفحة 48 / 14 - وقد ذكر الديلمي أن الزهراء (ع) قد ذكرت بالتفصيل ما جرى عليها، فكان مما قالته (ع):
"... ثم ينفذون إلى دارنا قنفذا، ومعه عمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد، ليخرجوا ابن عمي عليا إلى سقيفة بني ساعدة لبيعتهم الخاسرة، فلا يخرج إليهم، متشاغلا بما أوصاه به رسول الله (ص)، وبأزواجه، وبتأليف القرآن، وقضاء ثمانين ألف درهم وصاه بقضائها عنه: عدات، ودينا.
فجمعوا الحطب الجزل على بابنا، وأتوا بالنار ليحرقوه، ويحرقونا، فوقفت بعضادة الباب، وناشدتهم بالله وبأبي: أن يكفوا عنا، وينصرونا.
فأخذ عمر السوط من يد قنفذ - مولى أبي بكر - فضرب به عضدي، فالتوى السوط على عضدي حتى صار كالدملج، وركل الباب برجله، فرده علي وأنا حامل، فسقطت لوجهي، والنار تسعر، وتسفع وجهي، فضربني بيده، حتى انتثر قرطي من أذني، وجاءني المخاض، فأسقطت محسنا قتيلا بغير جرم، فهذه أمة تصلي علي؟!.. وقد تبرأ الله ورسوله منهم، وتبرأت منهم ".
فعمل أمير المؤمنين (ع) بوصيتها ولم يعلم أحدا بها فأصنع في البقيع ليلة دفنت فاطمة (ع) أربعون قبرا جددا.
ثم إن المسلمين لما علموا بوفاة فاطمة ودفنها، جاؤا إلى أمير المؤمنين (ع) يعزونه بها، فقالوا: يا أخا رسول الله (ص)، لو أمرت بتجهيزها وحفر تربتها.
/ صفحة 49 /
فقال (ع): ووريت ولحقت بأبيها (ص).
فقالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون، تموت ابنة نبينا محمد (ص) ولم يخلف فينا ولدا غيرها، ولا نصلي عليها ! وإن هذا لشئ عظيم!!
فقال (ع): حسبكم ما جنيتم على الله وعلى رسوله (ص) وعلى آل بيته، ولم أكن - والله - لأعصيها في وصيتها التي أوصت بها في أن لا يصلي عليها أحد منكم، ولا بعد العهد فأعذر.
فنفض القوم أثوابهم، وقالوا: لا بد لنا من الصلاة على ابنة رسول الله (ص)، ومضوا من فورهم إلى البقيع فوجدوا فيه أربعين قبرا جددا، فاشتبه عليهم قبرها (ع) بين تلك القبور.
فضج الناس ولام بعضهم بعضا، وقالوا: لم تحضروا وفاة بنت نبيكم، ولا الصلاة عليها، ولا تعرفون قبرها فتزورونه ؟.
فقال أبو بكر: هاتوا من ثقاة المسلمين من ينبش هذه القبور، حتى تجدوا قبرها فنصلي عليها ونزورها.
فبلغ ذلك أمير المؤمنين (ع)، فخرج من داره مغضبا، وقد احمر وجهه، وقامت عيناه، درت أوداجه، وعلى يده قباه الأصفر - الذي لم يكن يلبسه إلا في يوم كريهة - يتوكأ على سيفه ذي الفقار حتى ورد البقيع، فسبق الناس النذير، فقال لهم: هذا علي قد أقبل كما ترون يقسم بالله لإن بعث من هذه القبور حجر واحد ليضعن السيف على غابر هذه الأمة، فولى القوم هاربين، قطعا، قطعا (1). ــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار: ج 30 ص 348 - 350، عن إرشاد القلوب للديلمي. (*)
/ صفحة 50 / 15 - ومن الأشعار التي روى المحدثون والمؤرخون أن الزهراء (ع) قد رثت بها النبي الأكرم (ص):
ماذا على من شم تربة أحمد * أن لا يشم مدى الزمان غواليا (1)
صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الأيام صرن لياليا
فاليوم أخشع للذليل، وأتقي * ضيمي، وأدفع ظالمي بردائيا (2)
فلو كان المقصود بالمصائب هو مصابها بوفاة أبيها فقط، لكان الأحرى أن تقتصر على التعبير "بمصيبة"، بصيغة المفرد، ولم يكن محل لذكر الخشوع للذليل، ودفع الظالمين بالرداء.
كما أن قولها (ع): " وأدفع ظالمي بردائيا "، أو " بالراح " الوارد في قولها الآخر المروي عنها:
فاليوم أخضع للذليل، وأتقي * ذلي، وأدفع ظالمي بالراح (3)
يشير إلى أن الظلم لها لم يقتصر على اغتصاب إرثها وفدك، فإن ذلك لا يحتاج إلى دفع الظالم بالراح والرداء، بل هي ذهبت وطالبت، واحتجت. وكل ذلك مذكور ومسطور، وهو أيضا معروف ومشهور. أضف إلى ما تقدم: إن استعمال الراح والرداء في دفع الظالم ــــــــــــــــــــ (1) الغالية: المسك. (2) مصادر هذا الشعر كثيرة في كتب المسلمين، ولذا فنحن نكتفي هنا بالإشارة إلى: المناقب لابن شهر آشوب ج 1 ص 299. (3) المناقب لابن شهر آشوب، ج 1 ص 300 وغيره. (*)
/ صفحة 51 /
يشير إلى جهد جسدي قامت به (ع)، ولم يقتصر الأمر على الخطابة والاحتجاج، إلا أن يكون واردا على سبيل الكناية والمجاز. ما روي عن الإمام الحسن المجتبى (ع):
16 - وروي عن الشعبي، وأبي مخنف، ويزيد بن حبيب المصري، حديث احتجاج الإمام الحسن المجتبى على عمرو بن العاص، والوليد بن عقبة، وعمرو بن عثمان، وعتبة بن أبي سفيان عند معاوية.
وهو حديث طويل، وقد جاء فيه، قوله (ع) للمغيرة بن شعبة:
"... وأنت الذي ضربت فاطمة بنت رسول الله (ص)، حتى أدميتها، وألقت ما في بطنها، استذلالا منك لرسول الله (ص)، ومخالفة منك لأمره، وانتهاكا لحرمته، وقد قال لها رسول الله (ص): يا فاطمة، أنت سيدة نساء أهل الجنة الخ.."(1).
وقد قال العلامة الجليل الشيخ الطبرسي في مقدمة كتابه "الاحتجاج":
" ولا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناده، إما لوجود الإجماع عليه، أو موافقته لما دلت العقول إليه، أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف، إلا ما أوردته عن أبي محمد الحسن العسكري (ع)، فإنه ليس في الاشتهار على حد ما سواه، وإن كان مشتملا على مثل الذي قدمناه، ولأجل ذلك ذكرت إسناده في أول خبر من ذلك الخ.."(2). ــــــــــــــــــــ (1) الاحتجاج: ج 1 ص 414، والبحار: ج 43 ص 197، ومرآة العقول: ج 5 ص 321. وضياء العالمين (مخطوط) ج 2 ق 3 ص 64. (2) الاحتجاج: ج 1 ص 4. (*)
/ صفحة 52 /
وقال العلامة المتبحر الشيخ الطهراني في الذريعة ":
وكلامه هذا صريح في أن كل ما أرسله فيه هو من المستفيض المشهور المجمع عليه بين المخالف والمؤالف، فهو من الكتب المعتبرة التي اعتمد عليها العلماء الأعلام كالعلامة المجلسي والمحدث الحر العاملي وأضرابهما (1). ما روي عن السجاد (ع):
17 - قال محمد بن جرير بن رستم الطبري:
قال وأخبرنا مخول بن إبراهيم النهدي، قال حدثنا مطر بن أرقم، قال حدثنا أبو حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (ع) قال:
لما قبض (ص)، وبويع أبو بكر، تخلف علي (ع). فقال عمر لأبي بكر: ألا ترسل إلى هذا الرجل المتخلف فيجئ فيبايع ؟
قال: يا قنفذ، إذهب إلى علي، وقل له: يقول لك خليفة رسول الله (ص): تعال بايع.
فرفع علي (ع) صوته، وقال: سبحان الله، ما أسرع ما كذبتم على رسول الله (ص)! قال: فرجع، فأخبره.
ثم قال عمر: ألا تبعث إلى هذا الرجل المتخلف فيجئ يبايع ؟
فقال لقنفذ: إذهب إلى علي فقل له: يقول لك أمير المؤمنين: تعال بايع. ــــــــــــــــــــ (1) الذريعة: ج 1 ص 282. (*)
/ صفحة 53 /
فذهب قنفذ، فضرب الباب.
فقال: من هذا ؟
قال: أنا قنفذ.
فقال: ما جاء بك ؟
قال: يقول لك أمير المؤمنين: تعال فبايع.
فرفع علي (ع) صوته، وقال: سبحانه الله ! لقد ادعى ما ليس له !
فجاء فأخبره.
فقام عمر، فقال: انطلقوا بنا إلى هذا الرجل حتى نجئ إليه.
فمضى إليه جماعة، فضربوا الباب، فلما سمع علي (ع) أصواتهم لم يتكلم، وتكلمت امرأة فقالت: من هؤلاء ؟
فقالوا: قولي لعلي: يخرج ويبايع.
فرفعت فاطمة (ع) صوتها فقالت: يا رسول الله ما لقينا من أبي بكر وعمر بعدك. فلما سمعوا صوتها بكى كثير ممن كان معه. ثم انصرفوا.
وثبت عمر في ناس معه، فأخرجوه وانطلقوا به إلى أبي بكر حتى أجلسوه بين يديه فقال أبو بكر: بايع.
قال: فإن لم أفعل ؟
/ صفحة 54 /
قال: إذا والله الذي لا إله إلا هو تضرب عنقك.
قال: فإن تفعلوا فأنا عبد الله وأخو رسوله.
قال: بايع.
قال: فإن لم أفعل ؟
قال: إذا والله الذي لا إله إلا هو تضرب عنقك.
فالتفت علي (ع) إلى القبر وقال: يا ابن أم، إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني، ثم بايع، وقام (1). ما روي عن أحدهما: الباقر أو الصادق (ع):
18 - وروى العلامة العياشي رحمه الله عن أحدهما (ع) حديثا مطولا جاء في آخره قوله (ع):
فأرسل أبو بكر إليه: أن تعال فبايع.
فقال علي: لا أخرج حتى أجمع القرآن.
فأرسل إليه مرة أخرى، فقال: لا أخرج حتى أفرغ.
فأرسل إليه الثالثة ابن عم له يقال له قنفذ، فقامت فاطمة بنت رسول الله (ص) عليها (كذا) تحول بينه وبين علي (ع)، فضربها، فانطلق قنفذ وليس معه علي. ــــــــــــــــــــ (1) المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب: ص 65 و 66. (*)
/ صفحة 55 /
فخشي أن يجمع علي الناس، فأمر بحطب، فجعل حوالي بيته، ثم انطلق عمر بنار، فأراد أن يحرق على علي بيته، وفاطمة، والحسن والحسين، صلوات الله عليهم.
فلما رأى علي ذلك خرج فبايع كارها غير طائع " (1). 19 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر، وأبي عبد الله (ع)، قالا:
" إن فاطمة (ع) لما أن كان من أمرهم ما كان، أخذت بتلابيب عمر، فجذبته إليها، ثم قالت: أما والله يا ابن الخطاب، لولا أني أكره أن يصيب البلاء من لا ذنب له لعلمت أني سأقسم على الله، ثم أجده سريع الإجابة " (2).
قال شيخ الإسلام المجلسي مفسرا قوله: كان من أمرهم ما كان: " أي من دخولهم دار فاطمة الخ.."(3). ما روي عن الإمام الباقر (ع):
20 - عن إبراهيم بن أحمد الطبري، عن علي بن عمر بن حسن بن علي السياري، عن محمد بن زكريا الغلابي، عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد ــــــــــــــــــــ (1) تفسير العياشي: ج 2 ص 307 و 308، وبحار الأنوار: ج 28 ص 231، والبرهان في تفسير القرآن: ج 2 ص 434. (2) الكافي: ج 1 ص 460. (3) مرآة العقول: ج 5 ص 342. (*)
/ صفحة 56 /
بن علي بن الحسين (ع)، عن أبيه، عن جده، عن محمد بن عمار بن ياسر، قال في حديث:
وحملت بالحسن، فلما رزقته حملت بعد أربعين يوما بالحسين، ثم رزقت زينب، وأم كلثوم، وحملت بمحسن، فلما قبض رسول الله (ص)، وجرى ما جرى في يوم دخول القوم عليها دارها، وأخرج ابن عمها أمير المؤمنين، وما لحقها من الرجل، أسقطت به ولدا تماما.
وكان ذلك أصل مرضها ووفاتها صلوات الله عليها (1). 21 - وذكر محمد بن جرير بن رستم الطبري، أن عليا (ع) لما بويع أبو بكر قعد عن القوم. فصاروا إلى داره، وأرادوا أن يضرموها عليه، وعلى فاطمة (ع) نارا، فخرج الزبير بسيفه حتى كسروه.
رواه محمد بن هارون، عن أبان بن عثمان، قال: حدثني سعيد بن قدامة، عن زائدة بن قدامة:
إن أبا بكر دعا عليا (ع) إلى البيعة، فامتنع، وقال: (ثم يذكر احتجاج علي عليهم، ثم يقول فسألت زائدة بن قدامة: عمن سمعت هذا الحديث ؟
قال: من أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين(ع) (2). 22 - " عن أبي الجارود، عن أبي جعفر، قال: سألته: متى يقوم قائمكم ؟
فأجابه جوابا مطولا تحدث فيه عن " الحطب الذي جمعاه ــــــــــــــــــــ (1) دلائل الإمامة: ص 26 و 27، وراجع: العوالم: ج 11 ص 504. (2) المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب (ع): ص 64 و 65. (*)
/ صفحة 57 /
ليحرقا به عليا، وفاطمة، والحسن، والحسين، وذلك الحطب عندنا نتوارثه.. " (1). ما روي عن الإمام الصادق (ع):
23 - عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن علي بن عبد الرحمن الأصم، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (ع):
لما أسري بالنبي (ص) قيل له: إن الله يختبرك في ثلاث وصار يعددها... إلى أن قال:
وأما ابنتك فتظلم، وتحرم، ويؤخذ حقها غصبا، الذي تجعله لها، وتضرب وهي حامل، ويدخل عليها وعلى حريمها، ومنزلها بغير إذن، ثم يمسها هوان وذل، ثم لا تجد مانعا وتطرح ما في بطنها من الضرب، وتموت من ذلك الضرب..
إلى أن تقول الرواية: وأول من يحكم فيه "محسن" بن علي في قاتله، ثم في قنفذ، فيؤتيان هو وصاحبه الخ... (2). 24 - عن أبي الحسن بن شاذان، عن أبيه، عن محمد بن ــــــــــــــــــــ (1) دلائل الإمامة: ص 242. (2) كامل الزيارات: ص 232 - 335، والبحار ج 28 ص 62 - 64 وراجع: ج 53 ص 23. وراجع: عوالم العلوم: ج 11 ص 398، وجلاء العيون للمجلسي: ج 1 ص 184 - 186. (*)
/ صفحة 58 /
الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسين بن الصفار، عن محمد بن زياد، عن مفضل بن عمر، عن يونس بن يعقوب، عن الصادق (ع)، أنه قال في حديث طويل: " يا يونس، قال جدي رسول الله (ص): ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي، ويغصبها حقها ويقتلها " (1). 25 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن القاسم، عن جده، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع)، عن آبائه، قال:
" قال أمير المؤمنين (ع): إن أسقاطكم إذا لقوكم يوم القيامة، ولم تسموهم يقول السقط لأبيه: ألا سميتني ؟ ! وقد سمى رسول الله (ص) " محسنا " قبل أن يولد (2) " وهو مذكور في حديث الأربعمائة أيضا. ولاحظ الخصال للصدوق.
قال المجلسي إسناد هذا الحديث معتبر (3). 26 - إبراهيم بن سعيد الثقفي، قال: حدثني أحمد بن عمرو البجلي، قال: حدثنا أحمد بن حبيب العامري، عن حمران بن أعين، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع)، قال: " والله، ما بايع علي حتى رأى الدخان قد دخل بيته " (4). 27 - عن الحسين بن حمدان، عن محمد بن إسماعيل، وعلي ــــــــــــــــــــ (1) كنز الفوائد: ج 1 ص 149 / 150، وروضات الجنات: ج 6 ص 182. (2) الكافي: ج 6 ص 18، وعوالم العلوم: ج 11 ص 411. والبحار: ج 43، ص 195، و ج 101 ص 128 و ج 10 ص 112، والخصال: ج 2 ص 434، وعلل الشرائع: ج 2 ص 464، وجلاء العيون: ج 1 ص 222. (3) جلاء العيون: ج 1 ص 222. (4) البحار: ج 28، ص 269 و 390 و 411، وفي هامشه عن الغارات للثقفي. وراجع: الشافي للسيد المرتضى، رحمه الله ج 3 ص 241، وتلخيص الشافي ج 3 ص 76. (*)
/ صفحة 59 /
بن عبد الله الحسني، عن أبي شعيب، ومحمد بن نصير، عن عمر بن الفرات، عن محمد بن المفضل، عن المفضل بن عمر، قال:
سألت سيدي الصادق (ع): هل للمأمور المنتظر المهدي (ع) من وقت موقت يعلمه الناس ؟ !
فقال: حاش لله أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا.. إلى أن تقول الرواية:
وضرب سلمان الفارسي، وإشعال النار على باب أمير المؤمنين، وفاطمة، والحسن والحسين ; لإحراقهم بها، وضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط، ورفس بطنها، وإسقاطها محسنا..
إلى أن قال: وتقص عليه قصة أبي بكر، وإنفاذه خالد بن الوليد، وقنفذا، وعمر بن الخطاب، وجمعه الناس لإخراج أمير المؤمنين (ع) من بيته إلى البيعة في سقيفة بني ساعدة..
إلى أن قال: وقول عمر: أخرج يا علي إلى ما أجمع عليه (المسلمون) وإلا قتلناك.
وقول فضة جارية فاطمة: إن أمير المؤمنين (ع) مشغول، والحق له إن أنصفتم من أنفسكم، وأنصفتموه. (وسب عمر لها).
وجمعهم الجزل والحطب على الباب لإحراق بيت أمير المؤمنين، وفاطمة، والحسن، والحسين، وزينب، وأم كلثوم، وفضة.
وإضرامهم النار على الباب، وخروج فاطمة إليهم، وخطابها لهم من وراء الباب.
/ صفحة 60 /
وقولها: ويحك يا عمر، ما هذه الجرأة على الله ورسوله ؟ تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتنفيه (تفنيه) وتطفئ نور الله ؟ والله متم نوره، وانتهاره لها.
وقوله: كفي يا فاطمة فليس محمد حاضرا، ولا الملائكة آتية بالأمر والنهي والزجر من عند الله، وما علي إلا كأحد المسلمين فاختاري إن شئت خروجه لبيعة أبي بكر، أو أحرقكم جميعا.
فقالت وهي باكية: اللهم إليك أشكو فقد نبيك ورسولك وصفيك، وارتداد أمته علينا، ومنعهم إيانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيك المرسل.
فقال لها عمر: دعي عنك يا فاطمة حمقات النساء، فلم يكن الله ليجمع لكم النبوة والخلافة، وأخذت النار في خشب الباب.
وإدخال (وأدخل) قنفذ يده لعنه الله يروم فتح الباب.
وضرب عمر لها بالسوط على عضدها، حتى صار كالدملج الأسود. وركل الباب برجله حتى أصاب بطنها وهي حامل بالمحسن لستة أشهر، وإسقاطها إياه.
وهجوم عمر، وقنفذ، وخالد بن الوليد، وصفقة عمر على خدها حتى بدا (أبرى) قرطاها تحت خمارها، وهي تجهر بالبكاء، وتقول: " وا أبتاه، وا رسول الله، ابنتك فاطمة تكذب، وتضرب ويقتل جنين في بطنها ".
وخروج أمير المؤمنين (ع) من داخل الدار محمر العين حاسرا
/ صفحة 61 /
حتى ألقى ملاءته عليها، وضمها إلى صدره، وقوله لها: يا بنت رسول الله، قد علمت أن أباك بعثه الله رحمة للعالمين... إلى أن قال: ثم قال: يا ابن الخطاب لك الويل من يومك هذا وما بعده وما يليه، أخرج قبل أن أشهر سيفي فأفني غابر الأمة.
فخرج عمر، وخالد بن الوليد، وقنفذ، وعبد الرحمن بن أبي بكر، فصاروا من خارج الدار، وصاح أمير المؤمنين بفضة يا فضة، مولاتك فاقبلي منها ما تقبله النساء، فقد جاءها المخاض من الرفسة، ورد الباب، فأسقط محسنا.
فقال أمير المؤمنين: فإنه لاحق بجده رسول الله (ص) فيشكو إليه. وتستمر الرواية في هذا الموضوع، ثم تقول: " ويأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين (ع)، وهن صارخات، وأمه فاطمة تقول: " هذا يومكم الذي كنتم توعدون ".
إلى أن قالت الرواية:
" ثم قال المفضل: يا مولاي، ما تقول في قوله تعالى: {وإذا الموؤدة سئلت، بأي ذنب قتلت}.
قال: يا مفضل، والموؤدة - والله - محسن، لأنه منا لا غير، فمن قال غير هذا فكذبوه.
قال المفضل: يا مولاي: ثم ماذا ؟
قال الصادق (ع): تقوم فاطمة بنت رسول الله (ص)، فتقول:
/ صفحة 62 /
اللهم أنجز وعدك وموعدك لي في من ظلمني، وغصبني، وضربني، وجزعني بكل أولادي " (1). 28 - وفي حديث آخر: أن الإمام الصادق (ع)، قال للمفضل:
" ولا كيوم محنتنا بكربلاء، وإن كان يوم السقيفة، وإحراق النار على باب أمير المؤمنين، والحسن، والحسين، وفاطمة، وزينب، وأم كلثوم، وفضة، وقتل " محسن " بالرفسة أعظم وأدهى وأمر، لأنه أصل يوم العذاب (2). 29 - روى رئيس الشيعة الشيخ المفيد في الاختصاص، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، والعباس بن معروف، عن عبد
الله بن المغيرة، قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الله بن بكر الأرجاني، قال:
صحبت أبا عبد الله (ع) في طريق مكة من المدينة... ثم ذكر حديثا طويلا ذكر له فيه أبو عبد الله (ع):
" قاتل أمير المؤمنين (ع)، وقاتل فاطمة (ع)، وقاتل المحسن، وقاتل الحسن والحسين الخ..". ــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار: ج 53 ص 14 و 18 و 19 و 23، والعوالم ج 11 ص 441 - 443، والهداية الكبرى للخصيبي: ص 392 و 407 و 408 و 417، وعن حلية الأبرار ج 2 ص 652. وراجع فاطمة بهجة قلب المصطفى: ج 2 ص 532، عن نوائب الدهور، للسيد الميرجهاني: ص 192. (2) فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى ج 2 ص 532، عن نوائب الدهور، للسيد الميرجهاني ص 194، والهداية الكبرى للخصيبي ص 417، (ط بيروت). (*)
/ صفحة 63 /
ورواه في كامل الزيارات بسند آخر عن عبد الله الأصم، عن عبد الله بن بكر الأرجاني، وفيه: "وقاتل فاطمة ومحسن" فراجع(1). 30 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن سليمان الديلمي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: إذا كان يوم القيامة يدعى محمد (ص)، فيكسى حلة وردية... إلى أن قال: ثم ينادى من بطنان العرش، من قبل رب العزة، والأفق الأعلى: نعم الأب أبوك يا محمد، وهو إبراهيم، ونعم الأخ أخوك وهو علي بن أبي طالب (ع) ونعم السبطان سبطاك وهما الحسن والحسين، ونعم الجنين جنينك، وهو محسن، ونعم الأئمة الراشدون الخ.." (2). 31 - أبو محمد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (ع) قال: لما قبض رسول الله، وجلس أبو بكر مجلسه بعث إلى وكيل فاطمة صلوات الله عليها، فأخرجه.. ثم تذكر الرواية: إن أبا بكر كتب لها كتابا برد فدك إليها، فلقيها عمر، فقال: يا بنت محمد ما هذا الكتاب الذي معك؟
فقالت: كتاب كتب لي أبو بكر برد فدك.
فقال: هلميه إلي.
فأبت أن تدفعه إليه فرفسها برجله، وكانت حاملة بابن اسمه ــــــــــــــــــــ (1) الاختصاص: ص 343 و 344، وكامل الزيارات: ص 326 و 327. والبحار: ج 25، ص 373. وفي هامش الاختصاص أشار إلى البحار: ج 8 ص 213 وإلى بصائر الدرجات. (2) تفسير القمي: ج 1 ص 128، والبحار: ج 7 ص 328 و 329، و ج 23 ص 130 و 131 و ج 12 ص 6 و 7، ونور الثقلين: ج 1 ص 348، والبرهان في تفسير القرآن: ج 1 ص 328 و 329. (*)
/ صفحة 64 /
المحسن، فأسقطت المحسن من بطنها، ثم لطمها، فكأني أنظر إلى قرط في أذنها حين نقفت (1).
ثم أخذ الكتاب فخرقه. فمضت. ومكثت خمسة وسبعين يوما مريضة مما ضربها عمر، ثم قبضت.
فلما حضرتها الوفاة دعت عليا صلوات الله عليه فقالت: إما تضمن وإلا أوصيت إلى الزبير، فقال علي (ع): أنا أضمن وصيتك يا بنت محمد، قالت: سألتك بحق رسول الله (ص) إذا أنا مت ألا يشهداني، ولا يصليا علي.
قال: فلك ذلك، فلما قبضت (ع) دفنها ليلا في بيتها، وأصبح أهل المدينة يريدون حضور جنازتها وأبو بكر وعمر كذلك، فخرج إليهما علي (ع)، فقالا له: ما فعلت بابنة محمد أخذت في جهازها يا أبا الحسن ؟
فقال علي (ع): قد والله دفنتها. قالا: فما حملك على أن دفنتها ولم تعلمنا بموتها.
قال: هي أمرتني.
فقال عمر: والله لقد هممت بنبشها والصلاة عليها.
فقال علي (ع): أما والله ما دام قلبي بين جوانحي وذو الفقار في يدي، إنك لا تصل إلى نبشها، فأنت أعلم.
فقال أبو بكر: اذهب، فإنه أحق بها منا. ــــــــــــــــــــ (1) بالبناء للمجهول أي كسرت. (*)
/ صفحة 65 /
وانصرف الناس (1). 32 - محمد بن هارون التلعكبري، قال: حدثني أبي، قال: حدثني أبو علي محمد بن همام بن سهيل، قال: روى أحمد بن محمد البرقي، عن أحمد بن محمد الأشعري القمي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عبد الله بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال:
ولدت فاطمة (ع) في جمادى الآخرة في العشرين منه، سنة خمس وأربعين من مولد النبي (ص).. إلى أن قال: وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسنا. ومرضت من ذلك مرضا شديدا، ولم تدع أحدا ممن آذاها يدخل عليها.
وكان رجلان من أصحاب النبي سألا أمير المؤمنين أن يشفع لهما. فسألها، فأجابت.
ولما دخلا عليها قالا لها: كيف أنت يا بنت رسول الله؟!
فقالت: بخير والحمد لله..
ثم قالت لهما: أما سمعتما النبي (ص) يقول: فاطمة بضعة مني، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله ؟
قالا: بلى. ــــــــــــــــــــ (1) الاختصاص: ص 185 و 184، والبحار: ج 29 ص 192 ووفاة الصديقة الزهراء للمقرم: ص 78. (*)
/ صفحة 66 /
قالت: والله لقد آذيتماني.
فخرجا من عندها وهي ساخطة عليهما " (1).
وسند الرواية صحيح. 33 - وقال الشيخ الطبرسي: وروي عن الصادق (ع) أنه قال: لما استخرج أمير المؤمنين (ع) من منزله، خرجت فاطمة صلوات الله عليها خلفه، فما بقيت امرأة هاشمية إلا خرجت معها، حتى انتهت قريبا من القبر، فقالت لهم: خلوا ابن عمي فوالله لئن لم تخلوا عنه الخ.. (2).
فهذا الحديث أيضا يدل عن أنهم دخلوا عليه البيت واستخرجوه منه بالقوة والقهر، وذلك بالرغم عن فاطمة (ع)، ومن دون رعاية لحرمتها. 34 - وقال القاضي عبد الجبار المتوفي سنة 415 ه. ق. والمعاصر للشيخ المفيد رحمه الله (ت 413) إن الشيعة قد ادعوا رواية رووها عن جعفر بن محمد (ع) وغيره: إن عمر ضرب فاطمة بالسوط (3).
ولا ندري أن كان يشير إلى هذه الروايات التي ذكرناها، أو إلى غيرها، فلأجل ذلك أفردنا كلامه بالنقل. ــــــــــــــــــــ (1) دلائل الإمامة: ص 45. وراجع: البحار: ج 43 ص 170، وعوالم العلوم: ج 11 ص 411 و 504. (2) الاحتجاج: ج 1 ص 222 والمسترشد في إمامة علي بن أبي طالب (ع) ص 67. (3) المغني للقاضي عبد الجبار: ج 20 ق 1 ص 335، والشافي للسيد المرتضى: ج 4 ص 110 / 119 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي: ج 16 ص 271. (*)
/ صفحة 67 / ما روي عن الإمام الكاظم (ع):
35 - ونقل العلامة المجلسي رحمه الله تعالى، عن كتاب الطرف للعلامة الجليل السيد ابن طاووس، نقلا عن كتاب الوصية للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير، عن موسى بن جعفر عن أبيه، قال:
لما حضرت رسول الله (ص) الوفاة دعا الأنصار، وقال: يا معشر الأنصار، قد حان الفراق.. إلى أن قال: ألا إن فاطمة بابها بابي، وبيتها بيتي، فمن هتكه، فقد هتك حجاب الله ".
قال عيسى: فبكى أبو الحسن (ع) طويلا، وقطع بقية كلامه، وقال: هتك - والله - حجاب الله، هتك - والله - حجاب الله، هتك - والله - حجاب الله، يا أمه صلوات الله عليها(1). 36 - عن هارون بن موسى، عن أحمد بن محمد بن عمار العجلي الكوفي، عن عيسى الضرير، عن الكاظم (ع)، قال:
قلت لأبي: فما كان بعد خروج الملائكة عن رسول الله (ص) ؟ !
قال: فقال: ثم دعا عليا وفاطمة، والحسن، والحسين (ع)، وقال لمن في بيته: أخرجوا عني... إلى أن تقول الرواية إنه (ص) قد قال لعلي: ــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار: ج 22 ص 476 و 477، وفي هامشه عن الطرف لابن طاووس: ص 18 - 21.(*)
/ صفحة 68 /
" واعلم يا علي، إني راض عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة، وكذلك ربي وملائكته.
يا علي ويل لمن ظلمها، وويل لمن ابتزها حقها، وويل لمن هتك حرمتها، وويل لمن أحرق بابها، وويل لمن آذى خليلها، وويل لمن شاقها وبارزها.
اللهم إني منهم برئ، وهم مني براء.
ثم سماهم رسول الله (ص)، وضم فاطمة إليه، وعليا، والحسن، والحسين (ع)، وقال:
اللهم إني لهم ولمن شايعهم سلم، وزعيم بأنهم يدخلون الجنة، وعدو وحرب لمن عاداهم وظلمهم، وتقدمهم، أو تأخر عنهم وعن شيعتهم، زعيم بأنهم يدخلون النار.
ثم - والله - يا فاطمة لا أرضى حتى ترضي.
ثم - لا والله - لا أرضى حتى ترضي.
ثم - لا والله - لا أرضى حتى ترضي..(1)". 37 - عن محمد بن يحيى، عن العمركي بن علي، عن علي بن جعفر، عن أخيه، عن أبي الحسن (ع):
إن فاطمة (ع) صديقة شهيدة، وإن بنات الأنبياء لا ــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوار: ج 22 ص 484 و 485 وفي هامشه عن خصائص الأئمة: ص 72، وعوالم العلوم: ج 11 ص 400 وعن الطرف: ص 29 - 34، وعن مصباح الأنوار. (*)
/ صفحة 69 /
يطمئن " (1).
قال المجلسيان الأول والثاني، وهما من أعاظم علمائنا: هذا الحديث صحيح (2). 38 - وروى العلامة الجليل العابد الزاهد، السيد ابن طاووس بإسناده عن الإمام الكاظم (ع)، عن أبيه (ع) قال:
قال رسول الله (ص): يا علي، ما أنت صانع لو قد تآمر القوم عليك بعدي، وتقدموا عليك، وبعث إليك (..) يدعوك إلى البيعة، ثم لببت بثوبك تقاد، كما يقاد الشارد من الإبل، مذموما مخذولا، محزونا مهموما. وبعد ذلك ينزل بهذه الذل (3) الخ.. ما روي عن الإمام الرضا (ع):
39 - قال العالم العابد الزاهد السيد ابن طاووس رحمه الله:
دعاء آخر لمولانا الرضا (ع) في سجدة الشكر، رويناه بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله في كتاب فضل الدعاء، قال أبو جعفر، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الرضا.
وبكير بن صالح، عن سليمان بن جعفر، عن الرضا، قالا: دخلنا عليه وهو ساجد في سجدة الشكر، فأطال في سجوده، ثم رفع رأسه، فقلنا له: أطلت السجود؟! ــــــــــــــــــــ (1) الكافي: ج 1 ص 458، وعوالم العلوم: ج 11 ص 260، والرسائل الاعتقادية للخواجوئي: ص 302 و 301. (2) مرآة العقول: ج 5 ص 315، وروضة المتقين: ج 5 ص 342. (3) البحار: ح 22 ص 493. (*)
/ صفحة 70 /
فقال: من دعا في سجدة الشكر بهذا الدعاء، كان كالرامي مع رسول الله (ص) يوم بدر.
قال: قلنا: فنكتبه ؟
قال: اكتبا، إذا أنتما سجدتما سجدة الشكر، فتقولا:... ثم ذكر الدعاء وفيه الفقرة التالية: ".. واستهزءا برسولك، وقتلا ابن نبيك الخ.."(1). ما روي عن الإمام الجواد (ع):
40 - عن محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن زكريا بن آدم، قال:
إني لعند الرضا إذ جئ بأبي جعفر عليه السلام، وسنه أقل من أربع سنين، فضرب بيده إلى الأرض، ورفع رأسه إلى السماء فأطال الفكر ; فقال له الرضا عليه السلام:
بنفسي أنت، فلم طال فكرك؟!
فقال: فيما صنع بأمي فاطمة، أما والله.. ــــــــــــــــــــ (1) مهج الدعوات: ص 257 و 258، والمصباح للشيخ الكفعمي: ص 553 و 554، وبحار الأنوار: ج 30 ص 393، و ج 83 ص 223، ومسند الإمام الرضا (ع) للعطاردي: ج 2 ص 65. (*)
/ صفحة 71 /
ثم ذكر عليه السلام ما سوف يعاقب به من فعل ذلك. (1)
ونقول:
وهذه الرواية وإن لم تكن صريحة في تفاصيل ما جرى، ولكنها أيضا تعبر عن أنها عليها السلام - شخصيا - قد تعرضت لظلم فاحش. ما روي عن الإمام العسكري (ع):
41 - عن السيد ابن طاووس في زوائد الفوائد، وعن كتاب المختصر للشيخ حسن بن سليمان، عن خط علي بن مظاهر الواسطي بإسناد متصل عن محمد بن العلاء الهمداني الواسطي.
ثم نقله عن كتاب المختصر، وقال في آخره: نقلته من خط محمد بن علي بن طي، وفيه:
إن ابن أبي العلاء الهمداني، ويحيى بن محمد بن حويج تنازعا في أمر ابن الخطاب، فتحاكما إلى أحمد بن إسحاق القمي، صاحب الإمام الحسن العسكري، فروى لهم عن الإمام العسكري، عن أبيه (ع): أن حذيفة روى عن النبي (ص) حديثا مطولا يخبر النبي (ص) فيه حذيفة بن اليمان عن أمور ستجري بعده، ثم قال حذيفة وهو يذكر أنه رأى تصديق ما سمعه: ــــــــــــــــــــ (1) البحار: ح 50 ص 59 عن دلائل الإمامة للطبري. (*)
/ صفحة 72 /
".. وحرف القرآن، وأحرق بيت الوحي... إلى أن قال: ولطم وجه الزكية.."(1). ــــــــــــــــــــ (1) البحار: ج 95 ص 351، و 353 و 354 و ج 31 ص 126، وعن المحتضر للشيخ حسن بن سليمان: ص 44 - 55 (كما في هامش البحار) وذكر في الهامش أيضا: أن الطبري قد رواه في دلائل الإمامة، في الفصل المتعلق بأمير المؤمنين (ع)، ورواه الشيخ هاشم بن محمد (من علماء القرن السادس) في كتاب مصباح الأنوار. والجزائري في الأنوار النعمانية بإسناد آخر. فراجع.(*)
-------------
أكل هذه قصص ألف ليلة وليلة يا .... ؟!؟
الأخ كريم آل البيت هل أنت تنكر هذه الروايات الشريفة ؟؟؟؟؟!!!!!
والتي توضح بعض ما تعرضت له مولاتنا الزهراء صلوات الله عليها ولعنة الله على ظالميها
أنا أؤمن وأعتقد بها , وإن لم يكن موقفك كذلك فأنت في الحقيقة تخالف أهل البيت عليهم السلام بل تعاند وتكابر !
ـــــــــــــــ
الأخت الفاضلة ~ super SHI3A ~ : قولك :
أختي (نور عيني علي ) هذا الوقح تجرأ على ما هو أهم بألف مرة من موضوع ابن عربي .. ابن عربي موقفي معروف منه واحد سني متعصب اهلكه الله و أهلك النواصب معه
___________ أرجو ان لا تسمحي له بأن يساندك لأن أمثاله لا يشرفونك ان كانوا معكِ اختاه ..
أن لا أعرفه أصلاً !
وقد تفجأت بموقفه من الزهراء صلوات الله عليها !
ولا يشرفني أن يساندني من يشكك في مظلومية الزهراء صلوات الله عليها
ولكن هل يوافق يا زهراء مدد والمدعو أشتر مذحج على موقفك من شيخهم الأكبر ابن عربي ؟؟؟؟؟!!!!!
فكما ترين هذا المدعو أشتر مذحج وكعادته لا يكف عن الكذب واتهام الناس بالباطل من أجل شيخه ابن عربي
ويا زهراء مدد يوافقه ويضحك على ما يقول !!
فهل هذه هي الحجج التي لديهم كما يقول الأخ ابن النهرين
الأخ كريم آل البيت هل أنت تنكر هذه الروايات الشريفة ؟؟؟؟؟!!!!!
والتي توضح بعض ما تعرضت له مولاتنا الزهراء صلوات الله عليها ولعنة الله على ظالميها
أنا أؤمن وأعتقد بها , وإن لم يكن موقفك كذلك فأنت في الحقيقة تخالف أهل البيت عليهم السلام بل تعاند وتكابر !
ـــــــــــــــ
الأخت الفاضلة ~ super SHI3A ~ : قولك :
أن لا أعرفه أصلاً !
وقد تفجأت بموقفه من الزهراء صلوات الله عليها !
ولا يشرفني أن يساندني من يشكك في مظلومية الزهراء صلوات الله عليها
ولكن هل يوافق يا زهراء مدد والمدعو أشتر مذحج على موقفك من شيخهم الأكبر ابن عربي ؟؟؟؟؟!!!!!
فكما ترين هذا المدعو أشتر مذحج وكعادته لا يكف عن الكذب واتهام الناس بالباطل من أجل شيخه ابن عربي
ويا زهراء مدد يوافقه ويضحك على ما يقول !!
فهل هذه هي الحجج التي لديهم كما يقول الأخ ابن النهرين
أين أنت يا أخي ابن النهرين ؟؟؟؟؟!!!!!
يا فاطمة ص لعن الله من سن ظلمكِ وآذاكِ
أختنا نور عيني علي
ومن قال لك أن النقاش حرام؟ ومن قال لك أن العلماء الذين أيدوا ابن عربي قد أخذوا بهذه الكلمات المنسوبة إليه؟ يعني بالله عليكِ .. أتظنين أن كلام ابن عربي هذا كان خاف على الشيخ البهائي رئيس المحدثين رضوان الله عليه؟ أو خاف على العلامة الحلي رضوان الله عليه؟ أو خاف على القاضي نور الله التستري مثلاً؟ أو خاف على الشيخ محمد حسين الأصفهاني صاحب "الأنوار القدسية" التي فيها الشعر المعروف "ولست أدري خبر المسمار**سل صدرها خزانة الأسرار" ؟؟؟ أوتظنين أن هذا الشيعي المتعصب, أي الشيخ محمد حسين الأصفهاني, الذي كتب ديوان كامل في بيان مقامات آل محمد عليهم السلام, لا يعرف هذه الكلمات عن ابن عربي؟ ثم يأتي وبكل بساطة فكر وسذاجة عقل (واطلب من الله المغفرة على هذه التشبيهات لهذا العالم العظيم) ويمدح ابن عربي من دون تعقل؟ أو مثلاً, يضمن عقائد عربي في أشعاره عن آل محمد عليهم السلام ليبيّن "الحقيقة المحمدية" مثلاً عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وهذه المصطلحات الرائجة في مدرسة الملا صدرا قدس سره؟ أوتظنين أن هذه الأمور خافية على الخواجه نصير الملة والدين الطوسي رضوان الله تعالى عليه, والذي لقِّب بالعقل الحادي عشر؟ يعني هؤلاء العظام, ما استطاعوا الوصول إلى ما وصلتي إليه أنتي أو وصل إليه الإخبارية وأهل الظواهر من الفرقة الإمامية رضوان الله عليهم؟ لا بد وأن هناك أمراً يرونه هؤلاء في ابن عربي, لا نراه نحن, أهل الدنيا وأهل الجهل وأهل العماء, مما يجعلهم يستخدمون عبارات مثل العارف الكامل وقدس سره ورحمه الله والإصرار على إثبات تشيعه وولاؤه لآل محمد عليهم السلام, خصوصاً أن أعظم تلامذة ابن عربي قد نهلوا من مشرب آل محمد عليهم السلام واستفادوا من محضر الخواجه نصير الدين الطوسي رضوان الله عليه .. نصير الدين الطوسي كان يملي عليهم العلوم, وكان أدرى بحالهم وأدرى بحال أستاذهم وبالظروف التي كان فيها .. لذلك نحن نتوقف في حال الرجل, إذ أن كبار علماء الطائفة قد قبلوا الأخذ منه ومدحه وجعله في دائرة التشيع .. أما الذين ذموه ولعنوه وقالوا عنه ما قالوه, فهم معروفون .. إما أن يكونوا من الإخبارية, وهؤلاء يرون أن أهل الأصول (أي الأصولية) أسوء من الكفار, ويسمونهم أهل الرأي .. وقد جعل الملا محسن فيض الكاشاني رضوان الله عليه رسالة كاملة في تحطيم علماء الأصول, وسماهم بألقاب غريبة عجيبة .. وكذا غيره .. فلذلك لا نعتبر كلامهم حجة علينا, إذ هم ليسوا من اهل هذا الإختصاص ..
---------
أما بخصوص أصل الموضوع, فهناك تفسير لهذه المسألة, يليق تماماً مع ما ذكره ابن عربي, بل هناك رواية واردة عن أهل البيت عليهم السلام, أيضاً تفسرها بهذه الطريقة الباطنية, لكن لن نضع التفسير هنا, ولن أضعه, حتى آخذ الإجازة ممن أعطاني التفسير لوضعه أمام الناس .. لأن هذه الأمور يجب أن تخفى عن من ليس أهلاً لها, وإني أعلم, أنه حتى لو وضعنا تفسير قول ابن عربي والملا صدرا, ستقولين بلا شك: من سمح لكم بأن تفسروها بهذه الطريقة؟ وهذا تفسير بالرأي .. ويجب تبوأ مقعدكم من النار ! و و و .. من الأمور المعروفة .. لنرجع إلى بداية النقاش حول: هل القرآن محرّف أو لا؟ فتدافعون عن نظرية تحريفه كما فعلتم في هجر, ونحاول نحن إثبات أن القرآن ليس محرف .. وندخل في نقاش طويل عريض ..
فأنتم هنا ليس لمناقشة كلام ابن عربي, أنتم هنا لتكفير ابن عربي, وتكفير الملا صدرا, وتكفير كل من مشى على خط الفلسفة أو العرفان .. هذا شغلكم الشاغل, ولا يوجد في أي موضوع لكم, لا هنا ولا هجر, أي مادة علمية للنقاش, سوى إرادة تحطيم الطرف الآخر .. أنا أجزم وأتيقن أنكم لم تحملوا كتاب لإبن عربي في حياتكم كلها, ولم تقرؤوا له كتابا واحداً .. إذا أنا مخطئ - وأشك في ذلك - فأخبريني وأنا مستعد أن أسحب كلامي كله .. هل قرأتي الفصوص؟ هل قرأتي الفتوحات؟ هل قرأتي شيء من هذه الكتب وفهمتي مطالبها؟ طبعاً وبكل جزم لا .. لماذا؟ لأننا لسنا في هذا الحجم الذي يمكن له إستيعاب هذه المطالب .. فدعينا يا أختاه ننظر في أنفسنا, وننظر إلى واجبنا الشرعي .. هل نمضي كل حياتنا نسب ونلعن ونقدح بفلان.. في حين أنه لعل فلان قد سبقنا في درجته عند الله تعالى؟
على كل حال .. أظن أن القلم قد زل وقد أكثرت الكلام .. وأستغفر الله تعالى على هذا التضييع لكني آمل أن يتقبله الله تعالى مني بأفضل القبول, لنية هي في قلبي ..
ابن العربي يصرح بانه لا علاقة له بالتشيع بصريح العبارة: - يصرح إبن العربي بكفر أبي طالب صلوات الله عليه:
((لم يكن أحد أكمل من رسول الله و لا أعلى و أقوى همة منه، و ما أثرت في إسلام أبي طالب عمه، و فيه نزلت الآية التي ذكرناها "إنك لا تهدي من أحببت، و لكن الله يهدي من يشاء".)). فصوص الحكم / 296
- إبن العربي ينكر خلافة أمير المؤمنين عليه السلام:
((مات رسول الله و ما نص بخلافة عنه إلى أحد و لا عينه)).
فصوص الحكم / 373
و كانت لابن عربي أقوال طائفية صريحة في الحقد والكراهية، فذكر أن الشيعة يُرون في الكشف بصور الخنازير، واعتبر الأشياء – في نظرياته الفلسفية الصوفية - مهما كانت صورها فهي مجالي للحق سبحانه عما يصفون فيقول: "أن المعبود ليس محصورا في صورة، بل هو ما في الصور كلها من الحق، لأن العبادة لا يستحقها إلا الله الذي هو عين الكل وله هوية جميع الصور... إن الحق المعبود المطلق الذي أمر أن لا يعبد إلا إياه لما ظهر بنور الوجود في كل نوع من الأنواع بل في كل شخص، لزم أن يعبد في تلك الصورة إما عبادة عبد لإله، وإما عبادة تسخير، كما عبدة الأصنام الحجر والشجر والشمس والقمر، لكون الإلهية ذاتية للوجود الحق، وعبادة التسخير ليس لها اسم العبادة عرفا لأنها مخصوصة بمن تأله لكن العبودية متحققة في القسمين، فإنك عبد لمن ظهر عليك سلطانه" 38.
واعتبره[لابن عربي] الشيخ محمد النجفي القمي ضالا مضلا وكافرا أشد كفرا من يزيد بن معاوية، كما كفره صاحب كتاب (بحار الأنوار) الشيخ محمد باقر المجلسي الذي تعدى ذلك لينتقد بعض الشيعة المتكلفين في مدح ابن عربي. وتبع المجلسي في تكفير ابن عربي الميرزا محمد التنبكاني، والمير محمد باقر الخونساري الأصفهاني، والشيخ الميرزا حسين النوري الذي ذم ملا صدرا أيضا على مدحه لابن عربيوتبنيه لأفكارهوعقائده وتأييده لها وذكره إياه في كتابه (الأسفار) واشتراكه معه في نظرية وحدة الوجود.
ابن العربي يصرح بانه لا علاقة له بالتشيع بصريح العبارة: - يصرح إبن العربي بكفر أبي طالب صلوات الله عليه:
((لم يكن أحد أكمل من رسول الله و لا أعلى و أقوى همة منه، و ما أثرت في إسلام أبي طالب عمه، و فيه نزلت الآية التي ذكرناها "إنك لا تهدي من أحببت، و لكن الله يهدي من يشاء".)). فصوص الحكم / 296
- إبن العربي ينكر خلافة أمير المؤمنين عليه السلام:
((مات رسول الله و ما نص بخلافة عنه إلى أحد و لا عينه)).
فصوص الحكم / 373
و كانت لابن عربي أقوال طائفية صريحة في الحقد والكراهية، فذكر أن الشيعة يُرون في الكشف بصور الخنازير، واعتبر الأشياء – في نظرياته الفلسفية الصوفية - مهما كانت صورها فهي مجالي للحق سبحانه عما يصفون فيقول: "أن المعبود ليس محصورا في صورة، بل هو ما في الصور كلها من الحق، لأن العبادة لا يستحقها إلا الله الذي هو عين الكل وله هوية جميع الصور... إن الحق المعبود المطلق الذي أمر أن لا يعبد إلا إياه لما ظهر بنور الوجود في كل نوع من الأنواع بل في كل شخص، لزم أن يعبد في تلك الصورة إما عبادة عبد لإله، وإما عبادة تسخير، كما عبدة الأصنام الحجر والشجر والشمس والقمر، لكون الإلهية ذاتية للوجود الحق، وعبادة التسخير ليس لها اسم العبادة عرفا لأنها مخصوصة بمن تأله لكن العبودية متحققة في القسمين، فإنك عبد لمن ظهر عليك سلطانه" 38.
واعتبره[لابن عربي] الشيخ محمد النجفي القمي ضالا مضلا وكافرا أشد كفرا من يزيد بن معاوية، كما كفره صاحب كتاب (بحار الأنوار) الشيخ محمد باقر المجلسي الذي تعدى ذلك لينتقد بعض الشيعة المتكلفين في مدح ابن عربي. وتبع المجلسي في تكفير ابن عربي الميرزا محمد التنبكاني، والمير محمد باقر الخونساري الأصفهاني، والشيخ الميرزا حسين النوري الذي ذم ملا صدرا أيضا على مدحه لابن عربيوتبنيه لأفكارهوعقائده وتأييده لها وذكره إياه في كتابه (الأسفار) واشتراكه معه في نظرية وحدة الوجود.
ومن قال لك أن النقاش حرام؟ ومن قال لك أن العلماء الذين أيدوا ابن عربي قد أخذوا بهذه الكلمات المنسوبة إليه؟ يعني بالله عليكِ .. أتظنين أن كلام ابن عربي هذا كان خاف على الشيخ البهائي رئيس المحدثين رضوان الله عليه؟ أو خاف على العلامة الحلي رضوان الله عليه؟ أو خاف على القاضي نور الله التستري مثلاً؟ أو خاف على الشيخ محمد حسين الأصفهاني صاحب "الأنوار القدسية" التي فيها الشعر المعروف "ولست أدري خبر المسمار**سل صدرها خزانة الأسرار" ؟؟؟ أوتظنين أن هذا الشيعي المتعصب, أي الشيخ محمد حسين الأصفهاني, الذي كتب ديوان كامل في بيان مقامات آل محمد عليهم السلام, لا يعرف هذه الكلمات عن ابن عربي؟ ثم يأتي وبكل بساطة فكر وسذاجة عقل (واطلب من الله المغفرة على هذه التشبيهات لهذا العالم العظيم) ويمدح ابن عربي من دون تعقل؟ أو مثلاً, يضمن عقائد عربي في أشعاره عن آل محمد عليهم السلام ليبيّن "الحقيقة المحمدية" مثلاً عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وهذه المصطلحات الرائجة في مدرسة الملا صدرا قدس سره؟ أوتظنين أن هذه الأمور خافية على الخواجه نصير الملة والدين الطوسي رضوان الله تعالى عليه, والذي لقِّب بالعقل الحادي عشر؟ يعني هؤلاء العظام, ما استطاعوا الوصول إلى ما وصلتي إليه أنتي أو وصل إليه الإخبارية وأهل الظواهر من الفرقة الإمامية رضوان الله عليهم؟ لا بد وأن هناك أمراً يرونه هؤلاء في ابن عربي, لا نراه نحن, أهل الدنيا وأهل الجهل وأهل العماء, مما يجعلهم يستخدمون عبارات مثل العارف الكامل وقدس سره ورحمه الله والإصرار على إثبات تشيعه وولاؤه لآل محمد عليهم السلام, خصوصاً أن أعظم تلامذة ابن عربي قد نهلوا من مشرب آل محمد عليهم السلام واستفادوا من محضر الخواجه نصير الدين الطوسي رضوان الله عليه .. نصير الدين الطوسي كان يملي عليهم العلوم, وكان أدرى بحالهم وأدرى بحال أستاذهم وبالظروف التي كان فيها .. لذلك نحن نتوقف في حال الرجل, إذ أن كبار علماء الطائفة قد قبلوا الأخذ منه ومدحه وجعله في دائرة التشيع .. أما الذين ذموه ولعنوه وقالوا عنه ما قالوه, فهم معروفون .. إما أن يكونوا من الإخبارية, وهؤلاء يرون أن أهل الأصول (أي الأصولية) أسوء من الكفار, ويسمونهم أهل الرأي .. وقد جعل الملا محسن فيض الكاشاني رضوان الله عليه رسالة كاملة في تحطيم علماء الأصول, وسماهم بألقاب غريبة عجيبة .. وكذا غيره .. فلذلك لا نعتبر كلامهم حجة علينا, إذ هم ليسوا من اهل هذا الإختصاص ..
---------
أما بخصوص أصل الموضوع, فهناك تفسير لهذه المسألة, يليق تماماً مع ما ذكره ابن عربي, بل هناك رواية واردة عن أهل البيت عليهم السلام, أيضاً تفسرها بهذه الطريقة الباطنية, لكن لن نضع التفسير هنا, ولن أضعه, حتى آخذ الإجازة ممن أعطاني التفسير لوضعه أمام الناس .. لأن هذه الأمور يجب أن تخفى عن من ليس أهلاً لها, وإني أعلم, أنه حتى لو وضعنا تفسير قول ابن عربي والملا صدرا, ستقولين بلا شك: من سمح لكم بأن تفسروها بهذه الطريقة؟ وهذا تفسير بالرأي .. ويجب تبوأ مقعدكم من النار ! و و و .. من الأمور المعروفة .. لنرجع إلى بداية النقاش حول: هل القرآن محرّف أو لا؟ فتدافعون عن نظرية تحريفه كما فعلتم في هجر, ونحاول نحن إثبات أن القرآن ليس محرف .. وندخل في نقاش طويل عريض ..
فأنتم هنا ليس لمناقشة كلام ابن عربي, أنتم هنا لتكفير ابن عربي, وتكفير الملا صدرا, وتكفير كل من مشى على خط الفلسفة أو العرفان .. هذا شغلكم الشاغل, ولا يوجد في أي موضوع لكم, لا هنا ولا هجر, أي مادة علمية للنقاش, سوى إرادة تحطيم الطرف الآخر .. أنا أجزم وأتيقن أنكم لم تحملوا كتاب لإبن عربي في حياتكم كلها, ولم تقرؤوا له كتابا واحداً .. إذا أنا مخطئ - وأشك في ذلك - فأخبريني وأنا مستعد أن أسحب كلامي كله .. هل قرأتي الفصوص؟ هل قرأتي الفتوحات؟ هل قرأتي شيء من هذه الكتب وفهمتي مطالبها؟ طبعاً وبكل جزم لا .. لماذا؟ لأننا لسنا في هذا الحجم الذي يمكن له إستيعاب هذه المطالب .. فدعينا يا أختاه ننظر في أنفسنا, وننظر إلى واجبنا الشرعي .. هل نمضي كل حياتنا نسب ونلعن ونقدح بفلان.. في حين أنه لعل فلان قد سبقنا في درجته عند الله تعالى؟
على كل حال .. أظن أن القلم قد زل وقد أكثرت الكلام .. وأستغفر الله تعالى على هذا التضييع لكني آمل أن يتقبله الله تعالى مني بأفضل القبول, لنية هي في قلبي ..
والله ولي التوفيق
مولانا الحبيب يا زهراء مدد والله الذي لا إله إلا هو
قد أكفيت وكفيت ووفيت والبرهان دامغ والحجة بينة
وهم أجبن من أن يردوا عليك برد فقط كل ما ستراه هو من قبيل مشاركة آخر أخ لهم وهي نفسها المشاركة التي شارك بها يوم أمس وهي ذاتها مشاركة الأسبوع الماضي بل تستطيع ان تراها نفسها في مشاركة نهاية العام الماضي بل هي بعينها مشاركته يوم 57 - 14 - 1500 قبل الميلاد
وهي نفسها مشاركته التي شارك بها هنا على يا حسين وهناك على هجر وهونيلك على شيعة مصر وهيهون على شيعة مدغشقر وهذولا على شيعة كازافزفاخستان
وباقي الاخوة على نفس المنهاج يمكن الشخص الوحيد فيهم اللي كان يغير كلامه هذا بتاع ألف ليلة وليلة ربما لأنه عنده مخزون (قصاصي) كبير من قصص ألف ليلة
المضحك في الموضوع أن نفس الموقف الذي تعرضت أنا له من قبل أنت تجابهه الآن وهو البحث عن رجل
وصدقني وأنت مصدق أدري عنك لن يجرؤ أحد منهم على الرد
ههههههههههههههههههه لدرجة انك لما اخرجت لهم كلام ابن عربي في الفتوحات في ذم فرعون وهلاكه بهت الذين كفروا وقاموا يقولوا طيب ليش ملا صدرا لم يقل بهذا انت اعلم ولا ملا صدرا فين ملا صدرا هاتولي ملا صدرا مين اللي عمل كده هههههههههههههههههههههههههههه
يا لطيف اللطف ايه اللي دخل ملا صدرا في الموضوع
انتو تتكلموا عن كلام ابن عربي في فرعون وادي كلام ابن عربي في فرعون مين جاب سيرة ملا صدرا بس
تعليق