بسم الله
سلام عليكم
الأخ عبد الله أرجو منك تصفح هذه المشاركه بعين القلب
أولاً - قصة الألوف الذين أماتهم الله ثم أحياهم
قال عز من قائل
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) [البقرة/244].
الآية الشريفة في أسلوبها الرائع وبلاغتها الخلابة تبيّن لنا آيةً من الآيات الإلهية التي وقعت في الأمم السالفة للعبرة والعظة وهي إماتة ألوف من الناس بعد خروجهم من ديارهم حذر الموت دفعةً واحدة ثم إحياؤهم بعد موتهم كذلك وإرجاعهم إلى الدنيا كما كانوا أولاً.
وترشدنا إلى عظيم قدرة الله تعالى وإيجاب الرجوع إليه في مواضع الخطر. وأن الموت والحياة بيده جلّ شانه وان الحذر لا يقي القدر إذا حضر كما تبين أن جميع التدبيرات الأرضية مقهورة تحت إرادة السماء وهي التي تحفظ الإنسان من جميع الشرور والأخطار ولذلك يجب علينا شكره على ما تفضل به تعالى ولكن اكثر الناس لا يشكرون.
وإليك الآن أقوال المفسرين من الفريقين حول الآية الكريمة:
قال الفخر الرازي عند تفسيره لهذه الآية في تفسيره (مفاتيح الغيب) ج2 ص287:
إعلم أن عادته تعالى في القرآن أن يذكر- بعد بيان الأحكام- القصص ليفيد الاعتبار للسامع، ويحمله ذلك الاعتبار على ترك التمرد والعناد ومزيد الخضوع والانقياد، (إلى أن قال عند استعراضه لما ورد حول القصة):
قال السدّي: كانت قرية وقع فيها الطاعون وهرب عامة أهلها، والذين بقوا مات أكثرهم، وبقي قوم في المرض والبلاء ثم بعد ارتفاع المرض والطاعون رجع الذين هربوا سالمين فقال مَن بقي من المرضى: هؤلاء احرص منا لو صنعنا ما صنعوا لنجونا من الأمراض والآفات، ولئن وقع الطاعون ثانياً خرجنا، فوقع وهربوا وهم بضع وثلاثون ألفاً، فلما خرجوا من ذلك الوادي ناداهم ملك من أسفل الوادي، وأخر من اعلاه أن موتوا فهلكوا، وبليت أجسامهم فمرّ بهم نبي يقال له حزقيل فلما رآهم وقف عليهم وتفكر فيهم، فأوحى الله تعالى إليه أتريد أن أريك كيف أُحييهم، فقال: نعم فقيل له نادِ أيتها العظام إن الله يأمرك أن تتجمعي فجعلت العظام يطير بعضها إلى بعض حتى تمّت العظام، ثم أوحى الله إليه نادِ أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسي لحماً ودماً، ثم نادِ إن الله يأمرك أن تقومي، فقامت فلماّ صاروا أحياء قاموا وكانوا يقولون: سبحانك ربنا وبحمدك لا إله إلا أنت ثم رجعوا إلى قريتهم بعد حياتهم وكانت إمارات إنهم ماتوا ظاهرة في وجوههم، ثم بقوا إلى أن ماتوا بعد ذلك بحسب آجالهم.
من ذكر القصة واحتج بها:
هذه القصة ذكرها المفسرون في تفاسيرهم كالسيوطي في تفسيره(الدر المنثور) ج1 ص310، وقد نقلها عن كلٍ من ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن طريق أسباط السدي عن أبي مالك، كما ذكرها ابن كثير الدمشقي في (تفسيره) ج1 ص298، عن غير واحد من السلف وذكر الفخر الرازي رواية في سبب إصابتهم بالطاعون والموت حيث قال في الرواية الثالثة إن حزقيل النبي(عليه السلام) ندب قومه إلى الجهاد فكرهوا وجبنوا فأرسل الله عليهم الموت، فلما كثر فيهم خرجوا من ديارهم فراراً من الموت، فلما رأى حزقيل ذلك قال: اللّهم إله يعقوب وإله موسى ترى معصية عبادك، فأرهم آية في أنفسهم تدلهم على نفاذ قدرتك وأنهم لا يخرجون عن قبضتك فأرسل الله عليهم الموت – جميعاً – ثم إنه(عليه السلام) ضاق صدره بسبب موتهم، فدعا مرة أخرى فأحياهم الله تعالى.
واستمر الرازي في تفسيره الآية والتعليق عليها إلى أن قال في التعليق على قوله تعالى
ثُمَّ أَحْيَاهُمْ): ففيه مسائل:
المسألة الأولى: الآية دالة على إنه تعالى أحياهم بعد أن ماتوا فوجب القطع به وذلك لأنه في نفسه جائز والصادق أخبر عن وقوعه، فوجب القطع بوقوعه، أما الإمكان فلأن تركب الأجزاء على الشكل المخصوص ممكن، وإلا لما وُجد أولاً، واحتمال تلك الأجزاء الحياة ممكن، وإلا لما وجد أولاً ومتى ثبت هذا فقد ثبت الإمكان وأما أن الصادق قد
أخبر عنه ففي هذه الآية، ومتى أخبر الصادق عن وقوع ما ثبت في العقل إمكان وقوعه وجب القطع به.
أقول: هذا التحقيق أو الاستدلال الذي ذكره الرازي في وجوب القطع بحصول الرجعة في الأمم الماضية لإمكانيته وعدم منافاته للعقل، ولأخبار الصادق به، لماذا لا يجري بحصول الرجعة لهذه الأمة؟ والموضوع الأول هو مثيل الموضوع الثاني، والأدلة متوفرة على إمكانيته ومعقوليته، ولإخبار الصادق بوقوعه في المستقبل ولما دلّ، بالتواتر القطعي المتفق عليه أنه كل ما جرى في الأمم الماضية يجري في هذه الأمة أيضاً وقد أمرنا الله تعالى أن نكون مع الصادقين فيما دعوا إليه قال تعالى
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة/120].
فإن قيل: إن الرجعة ممكنة ولا تنافي العقل ولكنها خارقة للعادة، وخوارق العادات إنما تكون معجزة لرسول أو نبي لتكون دليلاً على رسالته أو نبوته ورسول هذه الأمة محمد(صلى الله عليه و آله) قبض وهو غير موجود الآن فإذاً لا تكون معجزة ولا رجعة؟
الجواب:
أولاً: إن خوارق العادات لله عز وجل لا تنحصر بوجود النبي(صلى الله عليه و آله) فقط بل يجريها الله في أي وقت شاء، وعلى يد من شاء من نبي أو إمام أو ولي لكرامته على الله، ولتأييده لما دعا إليه من الحق وقد أجرى الله من المعجزات الظاهرات على أيدي كثير من الأولياء، وأجراها لأئمتنا الهداة كما هو معلوم عند أكثر الأمة، ومذكور في كتب التفسير والتاريخ والفضائل والمناقب لذلك قال الرازي في (تفسيره) ج2 ص288 عند استعراضه المسائل حول قوله تعالى
ثُمَّ أَحْيَاهُمْ).
المسألة الثانية: قالت المعتزلة ..إحياء الميت فعل خارق للعادة، ومثل هذا لا يجوز من الله إظهاره إلا عندما يكون معجزة لنبي، إذ لو جاز ظهوره لا لأجل أن يكون معجزة لنبي لبطلت دلالته على النبوة، وأما عند أصحابنا فإنه يجوز إظهار خوارق العادات لكرامة الولي، ولسائر الأغراض فكان هذا الحصر باطلاً..الخ.
ثانياً: إن نبوة محمد(صلى الله عليه و آله) خالدة إلى يوم القيامة، وجميع الناس في كل دور وجيل – مطالبون بتصديقها وتصديق ما جاء به(صلى الله عليه و آله) وعلى هذا كل معجزة يجريها الله على يد ولي من أوليائه المؤمنين لاقتضاء مصلحة ما، أو على يد خلفائه الأئمة المعصومين لإثبات إمامتهم تكون تلك المعجزة مؤيدة لنبوة النبي(صلى الله عليه و آله) ولما جاء به من شريعته الغراء وبالتالي تكون تلك المعجزة دالة على أحقيته(صلى الله عليه و آله) وصدقه، وأحقية ما جاء به ولإتمام الحجة على كل منكر لنبوته أو مرتد عن دينه ومنحرف عنه فالرجعة التي يعتقدها أهل البيت“ وشيعتهم من العلماء المجتهدين وغيرهم، وأجمعوا عليها هي من جملة آيات النبي(صلى الله عليه و آله) ومعجزاته كما هي – في نفس الوقت – معجزة لإمام الزمان(عليه السلام) ومعلوم إن منزلة خاتم النبيين هي أعلى وأرفع من منزلة موسى وعيسى وحزقيل وعزير وغيرهم من الأنبياء الذين أجرى الله الرجعة لهم أو على أيديهم بغير خلاف عند العلماء.
ومن هنا نرى أن بعض الأئمة“ فيما ورد عنهم، وكثيراً من علمائنا يحتجون بالآيات التي تعرضت لذكر من أرجع إلى الدنيا بعد الموت على أحقية الرجعة في هذه الأمة، وعلى إمكانيتها.
راجع ما مر في الموضوع الأول الاستدلال التفصيلي بآية أولى من القرآن المجيد تحت عنوان (من احتج من الأئمة“ وشيعتهم بالآية على الرجعة) رقم/5 من احتجاج الطبرسي برقم/6 ما رواه النعماني في تفسيره الذي رواه بسنده عن الصادق عن علي أمير المؤمنين(عليه السلام) فيما أحتج به و/7 فيما احتج به السيد الحميري على سوار القاضي حيث ذكروا في ضمن احتجاجهم على الرجعة بعض الآيات التي ذكرت الرجعة الواقعة في الأمم الماضية، وممن احتج بتلك الآيات من الأئمة الأطهار الإمام الرضا(عليه السلام) على المأمون، وأقر هذا الأخير باحتجاجه، وسيأتيك حديثه(عليه السلام) بنصه.
واحتج بها شيخنا الصدوق حيث قال رَحِمَهُ الله في (رسالة العقائد) اعتقادنا في الرجعة إنها حق وقد قال الله عز وجل
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ)
كان هؤلاء سبعين ألف بيت، وكان يقع فيهم الطاعون كل سنة، فيخرج الأغنياء لقوتهم ويبقى الفقراء لضعفهم فَيقلَّ الطاعون في الذين يخرجون، ويكثر في الذين يقيمون، فيقول الذين يقيمون: لو خرجنا لما أصابنا الطاعون ويقول الذين خرجوا: لو أقمنا لأصابنا كما أصابهم.
سلام عليكم
الأخ عبد الله أرجو منك تصفح هذه المشاركه بعين القلب
أولاً - قصة الألوف الذين أماتهم الله ثم أحياهم
قال عز من قائل

الآية الشريفة في أسلوبها الرائع وبلاغتها الخلابة تبيّن لنا آيةً من الآيات الإلهية التي وقعت في الأمم السالفة للعبرة والعظة وهي إماتة ألوف من الناس بعد خروجهم من ديارهم حذر الموت دفعةً واحدة ثم إحياؤهم بعد موتهم كذلك وإرجاعهم إلى الدنيا كما كانوا أولاً.
وترشدنا إلى عظيم قدرة الله تعالى وإيجاب الرجوع إليه في مواضع الخطر. وأن الموت والحياة بيده جلّ شانه وان الحذر لا يقي القدر إذا حضر كما تبين أن جميع التدبيرات الأرضية مقهورة تحت إرادة السماء وهي التي تحفظ الإنسان من جميع الشرور والأخطار ولذلك يجب علينا شكره على ما تفضل به تعالى ولكن اكثر الناس لا يشكرون.
وإليك الآن أقوال المفسرين من الفريقين حول الآية الكريمة:
قال الفخر الرازي عند تفسيره لهذه الآية في تفسيره (مفاتيح الغيب) ج2 ص287:
إعلم أن عادته تعالى في القرآن أن يذكر- بعد بيان الأحكام- القصص ليفيد الاعتبار للسامع، ويحمله ذلك الاعتبار على ترك التمرد والعناد ومزيد الخضوع والانقياد، (إلى أن قال عند استعراضه لما ورد حول القصة):
قال السدّي: كانت قرية وقع فيها الطاعون وهرب عامة أهلها، والذين بقوا مات أكثرهم، وبقي قوم في المرض والبلاء ثم بعد ارتفاع المرض والطاعون رجع الذين هربوا سالمين فقال مَن بقي من المرضى: هؤلاء احرص منا لو صنعنا ما صنعوا لنجونا من الأمراض والآفات، ولئن وقع الطاعون ثانياً خرجنا، فوقع وهربوا وهم بضع وثلاثون ألفاً، فلما خرجوا من ذلك الوادي ناداهم ملك من أسفل الوادي، وأخر من اعلاه أن موتوا فهلكوا، وبليت أجسامهم فمرّ بهم نبي يقال له حزقيل فلما رآهم وقف عليهم وتفكر فيهم، فأوحى الله تعالى إليه أتريد أن أريك كيف أُحييهم، فقال: نعم فقيل له نادِ أيتها العظام إن الله يأمرك أن تتجمعي فجعلت العظام يطير بعضها إلى بعض حتى تمّت العظام، ثم أوحى الله إليه نادِ أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسي لحماً ودماً، ثم نادِ إن الله يأمرك أن تقومي، فقامت فلماّ صاروا أحياء قاموا وكانوا يقولون: سبحانك ربنا وبحمدك لا إله إلا أنت ثم رجعوا إلى قريتهم بعد حياتهم وكانت إمارات إنهم ماتوا ظاهرة في وجوههم، ثم بقوا إلى أن ماتوا بعد ذلك بحسب آجالهم.
من ذكر القصة واحتج بها:
هذه القصة ذكرها المفسرون في تفاسيرهم كالسيوطي في تفسيره(الدر المنثور) ج1 ص310، وقد نقلها عن كلٍ من ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن طريق أسباط السدي عن أبي مالك، كما ذكرها ابن كثير الدمشقي في (تفسيره) ج1 ص298، عن غير واحد من السلف وذكر الفخر الرازي رواية في سبب إصابتهم بالطاعون والموت حيث قال في الرواية الثالثة إن حزقيل النبي(عليه السلام) ندب قومه إلى الجهاد فكرهوا وجبنوا فأرسل الله عليهم الموت، فلما كثر فيهم خرجوا من ديارهم فراراً من الموت، فلما رأى حزقيل ذلك قال: اللّهم إله يعقوب وإله موسى ترى معصية عبادك، فأرهم آية في أنفسهم تدلهم على نفاذ قدرتك وأنهم لا يخرجون عن قبضتك فأرسل الله عليهم الموت – جميعاً – ثم إنه(عليه السلام) ضاق صدره بسبب موتهم، فدعا مرة أخرى فأحياهم الله تعالى.
واستمر الرازي في تفسيره الآية والتعليق عليها إلى أن قال في التعليق على قوله تعالى

المسألة الأولى: الآية دالة على إنه تعالى أحياهم بعد أن ماتوا فوجب القطع به وذلك لأنه في نفسه جائز والصادق أخبر عن وقوعه، فوجب القطع بوقوعه، أما الإمكان فلأن تركب الأجزاء على الشكل المخصوص ممكن، وإلا لما وُجد أولاً، واحتمال تلك الأجزاء الحياة ممكن، وإلا لما وجد أولاً ومتى ثبت هذا فقد ثبت الإمكان وأما أن الصادق قد
أخبر عنه ففي هذه الآية، ومتى أخبر الصادق عن وقوع ما ثبت في العقل إمكان وقوعه وجب القطع به.
أقول: هذا التحقيق أو الاستدلال الذي ذكره الرازي في وجوب القطع بحصول الرجعة في الأمم الماضية لإمكانيته وعدم منافاته للعقل، ولأخبار الصادق به، لماذا لا يجري بحصول الرجعة لهذه الأمة؟ والموضوع الأول هو مثيل الموضوع الثاني، والأدلة متوفرة على إمكانيته ومعقوليته، ولإخبار الصادق بوقوعه في المستقبل ولما دلّ، بالتواتر القطعي المتفق عليه أنه كل ما جرى في الأمم الماضية يجري في هذه الأمة أيضاً وقد أمرنا الله تعالى أن نكون مع الصادقين فيما دعوا إليه قال تعالى

فإن قيل: إن الرجعة ممكنة ولا تنافي العقل ولكنها خارقة للعادة، وخوارق العادات إنما تكون معجزة لرسول أو نبي لتكون دليلاً على رسالته أو نبوته ورسول هذه الأمة محمد(صلى الله عليه و آله) قبض وهو غير موجود الآن فإذاً لا تكون معجزة ولا رجعة؟
الجواب:
أولاً: إن خوارق العادات لله عز وجل لا تنحصر بوجود النبي(صلى الله عليه و آله) فقط بل يجريها الله في أي وقت شاء، وعلى يد من شاء من نبي أو إمام أو ولي لكرامته على الله، ولتأييده لما دعا إليه من الحق وقد أجرى الله من المعجزات الظاهرات على أيدي كثير من الأولياء، وأجراها لأئمتنا الهداة كما هو معلوم عند أكثر الأمة، ومذكور في كتب التفسير والتاريخ والفضائل والمناقب لذلك قال الرازي في (تفسيره) ج2 ص288 عند استعراضه المسائل حول قوله تعالى

المسألة الثانية: قالت المعتزلة ..إحياء الميت فعل خارق للعادة، ومثل هذا لا يجوز من الله إظهاره إلا عندما يكون معجزة لنبي، إذ لو جاز ظهوره لا لأجل أن يكون معجزة لنبي لبطلت دلالته على النبوة، وأما عند أصحابنا فإنه يجوز إظهار خوارق العادات لكرامة الولي، ولسائر الأغراض فكان هذا الحصر باطلاً..الخ.
ثانياً: إن نبوة محمد(صلى الله عليه و آله) خالدة إلى يوم القيامة، وجميع الناس في كل دور وجيل – مطالبون بتصديقها وتصديق ما جاء به(صلى الله عليه و آله) وعلى هذا كل معجزة يجريها الله على يد ولي من أوليائه المؤمنين لاقتضاء مصلحة ما، أو على يد خلفائه الأئمة المعصومين لإثبات إمامتهم تكون تلك المعجزة مؤيدة لنبوة النبي(صلى الله عليه و آله) ولما جاء به من شريعته الغراء وبالتالي تكون تلك المعجزة دالة على أحقيته(صلى الله عليه و آله) وصدقه، وأحقية ما جاء به ولإتمام الحجة على كل منكر لنبوته أو مرتد عن دينه ومنحرف عنه فالرجعة التي يعتقدها أهل البيت“ وشيعتهم من العلماء المجتهدين وغيرهم، وأجمعوا عليها هي من جملة آيات النبي(صلى الله عليه و آله) ومعجزاته كما هي – في نفس الوقت – معجزة لإمام الزمان(عليه السلام) ومعلوم إن منزلة خاتم النبيين هي أعلى وأرفع من منزلة موسى وعيسى وحزقيل وعزير وغيرهم من الأنبياء الذين أجرى الله الرجعة لهم أو على أيديهم بغير خلاف عند العلماء.
ومن هنا نرى أن بعض الأئمة“ فيما ورد عنهم، وكثيراً من علمائنا يحتجون بالآيات التي تعرضت لذكر من أرجع إلى الدنيا بعد الموت على أحقية الرجعة في هذه الأمة، وعلى إمكانيتها.
راجع ما مر في الموضوع الأول الاستدلال التفصيلي بآية أولى من القرآن المجيد تحت عنوان (من احتج من الأئمة“ وشيعتهم بالآية على الرجعة) رقم/5 من احتجاج الطبرسي برقم/6 ما رواه النعماني في تفسيره الذي رواه بسنده عن الصادق عن علي أمير المؤمنين(عليه السلام) فيما أحتج به و/7 فيما احتج به السيد الحميري على سوار القاضي حيث ذكروا في ضمن احتجاجهم على الرجعة بعض الآيات التي ذكرت الرجعة الواقعة في الأمم الماضية، وممن احتج بتلك الآيات من الأئمة الأطهار الإمام الرضا(عليه السلام) على المأمون، وأقر هذا الأخير باحتجاجه، وسيأتيك حديثه(عليه السلام) بنصه.
واحتج بها شيخنا الصدوق حيث قال رَحِمَهُ الله في (رسالة العقائد) اعتقادنا في الرجعة إنها حق وقد قال الله عز وجل

كان هؤلاء سبعين ألف بيت، وكان يقع فيهم الطاعون كل سنة، فيخرج الأغنياء لقوتهم ويبقى الفقراء لضعفهم فَيقلَّ الطاعون في الذين يخرجون، ويكثر في الذين يقيمون، فيقول الذين يقيمون: لو خرجنا لما أصابنا الطاعون ويقول الذين خرجوا: لو أقمنا لأصابنا كما أصابهم.
تعليق