إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الرجعة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    بسم الله

    سلام عليكم

    الأخ عبد الله أرجو منك تصفح هذه المشاركه بعين القلب


    أولاً - قصة الألوف الذين أماتهم الله ثم أحياهم
    قال عز من قائلأَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) [البقرة/244].
    الآية الشريفة في أسلوبها الرائع وبلاغتها الخلابة تبيّن لنا آيةً من الآيات الإلهية التي وقعت في الأمم السالفة للعبرة والعظة وهي إماتة ألوف من الناس بعد خروجهم من ديارهم حذر الموت دفعةً واحدة ثم إحياؤهم بعد موتهم كذلك وإرجاعهم إلى الدنيا كما كانوا أولاً.
    وترشدنا إلى عظيم قدرة الله تعالى وإيجاب الرجوع إليه في مواضع الخطر. وأن الموت والحياة بيده جلّ شانه وان الحذر لا يقي القدر إذا حضر كما تبين أن جميع التدبيرات الأرضية مقهورة تحت إرادة السماء وهي التي تحفظ الإنسان من جميع الشرور والأخطار ولذلك يجب علينا شكره على ما تفضل به تعالى ولكن اكثر الناس لا يشكرون.
    وإليك الآن أقوال المفسرين من الفريقين حول الآية الكريمة:
    قال الفخر الرازي عند تفسيره لهذه الآية في تفسيره (مفاتيح الغيب) ج2 ص287:
    إعلم أن عادته تعالى في القرآن أن يذكر- بعد بيان الأحكام- القصص ليفيد الاعتبار للسامع، ويحمله ذلك الاعتبار على ترك التمرد والعناد ومزيد الخضوع والانقياد، (إلى أن قال عند استعراضه لما ورد حول القصة):
    قال السدّي: كانت قرية وقع فيها الطاعون وهرب عامة أهلها، والذين بقوا مات أكثرهم، وبقي قوم في المرض والبلاء ثم بعد ارتفاع المرض والطاعون رجع الذين هربوا سالمين فقال مَن بقي من المرضى: هؤلاء احرص منا لو صنعنا ما صنعوا لنجونا من الأمراض والآفات، ولئن وقع الطاعون ثانياً خرجنا، فوقع وهربوا وهم بضع وثلاثون ألفاً، فلما خرجوا من ذلك الوادي ناداهم ملك من أسفل الوادي، وأخر من اعلاه أن موتوا فهلكوا، وبليت أجسامهم فمرّ بهم نبي يقال له حزقيل فلما رآهم وقف عليهم وتفكر فيهم، فأوحى الله تعالى إليه أتريد أن أريك كيف أُحييهم، فقال: نعم فقيل له نادِ أيتها العظام إن الله يأمرك أن تتجمعي فجعلت العظام يطير بعضها إلى بعض حتى تمّت العظام، ثم أوحى الله إليه نادِ أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسي لحماً ودماً، ثم نادِ إن الله يأمرك أن تقومي، فقامت فلماّ صاروا أحياء قاموا وكانوا يقولون: سبحانك ربنا وبحمدك لا إله إلا أنت ثم رجعوا إلى قريتهم بعد حياتهم وكانت إمارات إنهم ماتوا ظاهرة في وجوههم، ثم بقوا إلى أن ماتوا بعد ذلك بحسب آجالهم.

    من ذكر القصة واحتج بها:
    هذه القصة ذكرها المفسرون في تفاسيرهم كالسيوطي في تفسيره(الدر المنثور) ج1 ص310، وقد نقلها عن كلٍ من ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن طريق أسباط السدي عن أبي مالك، كما ذكرها ابن كثير الدمشقي في (تفسيره) ج1 ص298، عن غير واحد من السلف وذكر الفخر الرازي رواية في سبب إصابتهم بالطاعون والموت حيث قال في الرواية الثالثة إن حزقيل النبي(عليه السلام) ندب قومه إلى الجهاد فكرهوا وجبنوا فأرسل الله عليهم الموت، فلما كثر فيهم خرجوا من ديارهم فراراً من الموت، فلما رأى حزقيل ذلك قال: اللّهم إله يعقوب وإله موسى ترى معصية عبادك، فأرهم آية في أنفسهم تدلهم على نفاذ قدرتك وأنهم لا يخرجون عن قبضتك فأرسل الله عليهم الموت – جميعاً – ثم إنه(عليه السلام) ضاق صدره بسبب موتهم، فدعا مرة أخرى فأحياهم الله تعالى.
    واستمر الرازي في تفسيره الآية والتعليق عليها إلى أن قال في التعليق على قوله تعالى ثُمَّ أَحْيَاهُمْ): ففيه مسائل:
    المسألة الأولى: الآية دالة على إنه تعالى أحياهم بعد أن ماتوا فوجب القطع به وذلك لأنه في نفسه جائز والصادق أخبر عن وقوعه، فوجب القطع بوقوعه، أما الإمكان فلأن تركب الأجزاء على الشكل المخصوص ممكن، وإلا لما وُجد أولاً، واحتمال تلك الأجزاء الحياة ممكن، وإلا لما وجد أولاً ومتى ثبت هذا فقد ثبت الإمكان وأما أن الصادق قد
    أخبر عنه ففي هذه الآية، ومتى أخبر الصادق عن وقوع ما ثبت في العقل إمكان وقوعه وجب القطع به.
    أقول: هذا التحقيق أو الاستدلال الذي ذكره الرازي في وجوب القطع بحصول الرجعة في الأمم الماضية لإمكانيته وعدم منافاته للعقل، ولأخبار الصادق به، لماذا لا يجري بحصول الرجعة لهذه الأمة؟ والموضوع الأول هو مثيل الموضوع الثاني، والأدلة متوفرة على إمكانيته ومعقوليته، ولإخبار الصادق بوقوعه في المستقبل ولما دلّ، بالتواتر القطعي المتفق عليه أنه كل ما جرى في الأمم الماضية يجري في هذه الأمة أيضاً وقد أمرنا الله تعالى أن نكون مع الصادقين فيما دعوا إليه قال تعالىيَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة/120].
    فإن قيل: إن الرجعة ممكنة ولا تنافي العقل ولكنها خارقة للعادة، وخوارق العادات إنما تكون معجزة لرسول أو نبي لتكون دليلاً على رسالته أو نبوته ورسول هذه الأمة محمد(صلى الله عليه و آله) قبض وهو غير موجود الآن فإذاً لا تكون معجزة ولا رجعة؟
    الجواب:
    أولاً: إن خوارق العادات لله عز وجل لا تنحصر بوجود النبي(صلى الله عليه و آله) فقط بل يجريها الله في أي وقت شاء، وعلى يد من شاء من نبي أو إمام أو ولي لكرامته على الله، ولتأييده لما دعا إليه من الحق وقد أجرى الله من المعجزات الظاهرات على أيدي كثير من الأولياء، وأجراها لأئمتنا الهداة كما هو معلوم عند أكثر الأمة، ومذكور في كتب التفسير والتاريخ والفضائل والمناقب لذلك قال الرازي في (تفسيره) ج2 ص288 عند استعراضه المسائل حول قوله تعالىثُمَّ أَحْيَاهُمْ).
    المسألة الثانية: قالت المعتزلة ..إحياء الميت فعل خارق للعادة، ومثل هذا لا يجوز من الله إظهاره إلا عندما يكون معجزة لنبي، إذ لو جاز ظهوره لا لأجل أن يكون معجزة لنبي لبطلت دلالته على النبوة، وأما عند أصحابنا فإنه يجوز إظهار خوارق العادات لكرامة الولي، ولسائر الأغراض فكان هذا الحصر باطلاً..الخ.
    ثانياً: إن نبوة محمد(صلى الله عليه و آله) خالدة إلى يوم القيامة، وجميع الناس في كل دور وجيل – مطالبون بتصديقها وتصديق ما جاء به(صلى الله عليه و آله) وعلى هذا كل معجزة يجريها الله على يد ولي من أوليائه المؤمنين لاقتضاء مصلحة ما، أو على يد خلفائه الأئمة المعصومين لإثبات إمامتهم تكون تلك المعجزة مؤيدة لنبوة النبي(صلى الله عليه و آله) ولما جاء به من شريعته الغراء وبالتالي تكون تلك المعجزة دالة على أحقيته(صلى الله عليه و آله) وصدقه، وأحقية ما جاء به ولإتمام الحجة على كل منكر لنبوته أو مرتد عن دينه ومنحرف عنه فالرجعة التي يعتقدها أهل البيت“ وشيعتهم من العلماء المجتهدين وغيرهم، وأجمعوا عليها هي من جملة آيات النبي(صلى الله عليه و آله) ومعجزاته كما هي – في نفس الوقت – معجزة لإمام الزمان(عليه السلام) ومعلوم إن منزلة خاتم النبيين هي أعلى وأرفع من منزلة موسى وعيسى وحزقيل وعزير وغيرهم من الأنبياء الذين أجرى الله الرجعة لهم أو على أيديهم بغير خلاف عند العلماء.
    ومن هنا نرى أن بعض الأئمة“ فيما ورد عنهم، وكثيراً من علمائنا يحتجون بالآيات التي تعرضت لذكر من أرجع إلى الدنيا بعد الموت على أحقية الرجعة في هذه الأمة، وعلى إمكانيتها.
    راجع ما مر في الموضوع الأول الاستدلال التفصيلي بآية أولى من القرآن المجيد تحت عنوان (من احتج من الأئمة“ وشيعتهم بالآية على الرجعة) رقم/5 من احتجاج الطبرسي برقم/6 ما رواه النعماني في تفسيره الذي رواه بسنده عن الصادق عن علي أمير المؤمنين(عليه السلام) فيما أحتج به و/7 فيما احتج به السيد الحميري على سوار القاضي حيث ذكروا في ضمن احتجاجهم على الرجعة بعض الآيات التي ذكرت الرجعة الواقعة في الأمم الماضية، وممن احتج بتلك الآيات من الأئمة الأطهار الإمام الرضا(عليه السلام) على المأمون، وأقر هذا الأخير باحتجاجه، وسيأتيك حديثه(عليه السلام) بنصه.
    واحتج بها شيخنا الصدوق حيث قال رَحِمَهُ الله في (رسالة العقائد) اعتقادنا في الرجعة إنها حق وقد قال الله عز وجلأَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ)
    كان هؤلاء سبعين ألف بيت، وكان يقع فيهم الطاعون كل سنة، فيخرج الأغنياء لقوتهم ويبقى الفقراء لضعفهم فَيقلَّ الطاعون في الذين يخرجون، ويكثر في الذين يقيمون، فيقول الذين يقيمون: لو خرجنا لما أصابنا الطاعون ويقول الذين خرجوا: لو أقمنا لأصابنا كما أصابهم.

    تعليق


    • #47
      فأجمعوا على أن يخرجوا جميعاً من ديارهم إذا كان وقت الطاعون فخرجوا، جميعهم فنزلوا على شط بحر فلما وضعوا رِحالَهم ناداهم الله: موتوا فماتوا جميعاً فكنستهم المارة عن الطريق، فبقوا ما شاء الله تعالى.
      ثم مر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له إرميا، فقال: لو شئت يا رب لأحييتهم فيعمروا بلادك ويلدوا عبادك ويعبدوك مع من يعبدك فأوحى الله تعالى إليه أفتحب أن أحييهم لك؟ قال نعم، فأحياهم الله له، وبعثهم معه: فهؤلاء ماتوا ورجعوا إلى الدنيا ثم ماتوا بآجالهم. إلى آخر ما سيأتي من احتجاجه في مقام آخر. راجع كلامه في (البحار) ج53 ص128، و(الشيعة والرجعة) ج2 ص248، و(الإيقاظ) ص40 وص144، و(حق اليقين) ج2 ص41 للسيد عبد الله شبر وما ذكره الصدوق من قصة هؤلاء السبعين ألفاً الذين أماتهم الله ثم أحياهم رواه الكليني في (روضة الكافي) ص170 بسنده عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) إلاّ أن فيه إنّ النبي الذي مر عليهم هو حزقيل ونقل الحديث عن الكليني كل من المجلسي في (البحار) ج13 ص385، والفيض في تفسيره (الصافي)، والطبسي في (الشيعة والرجعة) ج2 ص68، والسيد هاشم المحلاتي في حاشية تفسير العياشي، ص130، والحر العاملي في (الإيقاظ) ص124، والبهادلي في (فلسفة الشهادة) ص109 نقلا عن كتاب (النور المبين) عن الإمامين الباقر والصادق(عليهما السلام) ، كما ذكر الحديث كثير من المفسرين من أهل السنة – منهم السيوطي في تفسيره (الدر المنثور) ج1 ص311 نقلاً عن ابن جرير وابن أبي حاتم عن هلال بن يساف، ومنهم الثعلبي في (قصص الأنبياء) ص140-141، وروى العياشي في تفسيره ج1 ص130 عن حمران بن أعين عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال: قلت له: حدثني عن قول اللهأَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ) قلت: أحياهم حتى نظر الناس إليهم ثم أماتهم من يومهم، أو ردّهم إلى الدنيا حتى سكنوا الدور وأكلوا الطعام ونكحوا النساء قال: بل ردوهم حتى سكنوا الدور وأكلوا الطعام وأكلوا ونكحوا النساء ولبثوا بذلك ما شاء الله ثم ماتوا باجالهم ونقله عن العياشي المجلسي في (البحار) ج13 ص382، والفيض في (الصافي) نقلاً عن (مجمع البيان) للطبرسي راجع المجمع ج1 ص347، ونقله عن المجمع الطبسي في (الشيعة والرجعة) ج2 ص65، وعن العياشي ص69، ونقله عن المجمع العاملي في (الإيقاظ) ص132، ورواه البحراني في تفسيره (البرهان) ج1 ص233، وروى هذا الحديث الحسن بن سليمان في (منتخب البصائر) ص23-24 بسنده عن حمران بن أعين عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: كان في بني إسرائيل شيء لا يكون ههنا (أي في هذه الأمة) مثله فقال: لا فقلت فحدثني عن قول الله عز وجل،(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ) إلى آخر الحديث السابق، فنقله عن (المنتخب) المجلسي في (البحار) ج13 ص381 والحرّ العاملي في (الإيقاظ) ص152- ص153.
      وروى الشيخ الطبرسي في كتابه (الاحتجاج) ج2 ص88 في احتجاج الإمام الصادق (عليه السلام) على بعض أعداء الدين من الزنادقة حيث سأله هذا الزنديق عن مسائل كثيرة في حديث طويل منها قال: فلو أن الله رد إلينا في كل مائة عام واحداً لنسأله عمن مضى منّا إلى ما صاروا؟ وكيف حالهم وماذا لقوا بعد الموت؟ وأي شيء صُنع بهم؟ ليعلم الناس علم اليقين ويضمحل الشك، ويذهب الغل عن القلوب؟ قال(عليه السلام) في جوابه إن هذه مقالة من أنكر الرسل وكذبهم، ولم يصدق بما جاءوا به من عند الله، إذ أخبروا وقالوا: إن الله أخبر في كتابه عز وجل على لسان أنبيائه حال من مات منّا، أفيكون أحد أصدق من الله قولاً ومن رسله ثم قال(عليه السلام): وقد رجع إلى الدنيا ممن مات خلق كثير إلى أن قال(عليه السلام) وأحيى الله قوماً خرجوا عن أوطانهم هاربين من الطاعون، ولا يحصى عددهم، وأماتهم الله دهراً طويلاً حتى بليت عظامهم، وتقطعت أوصالهم، وصاروا تراباً فبعث الله في وقت أحب أن يرى خلقه قدرته نبياً يقال له: (حزقيل) فدعاهم فاجتمعت أبدانهم، ورجعت فيها أرواحهم، وقاموا كهيئة يوم ماتوا لا يفقدون من أعدادهم رجلاً، فعاشوا بعد ذلك دهراً طويلاً (إلى آخر الحديث) ونقل المجلسي في (البحار) ج1 الحديث بطوله من ص164-188، كما نقل محل شاهدنا منه في ج13 ص387، ونقله عن الطبرسي الحر العاملي في (الإيقاظ) ص146-147.
      وروى الصدوق في كتابيه (عيون أخبار الرضا ج1 ص160، والتوحيد ص106) والطبرسي في (الاحتجاج) ج2 ص205 حديثاً للإمام الرضا (عليه السلام) في احتجاجه مع أهل الأديان عند المأمؤن العباسي جاء فيه أثناء احتجاجه على الجاثليق الذي يتخذ عيسى رباً لأنه أحيا الموتى قوله (عليه السلام): ما أنكرت إن عيسى كان يحيي الموتى بإذن الله عز وجل؟
      قال الجاثليق وهو كبير النصارى وعالمهم: أنكرتُ ذلك من أجل أن من أحيى الموتى وأبرء الأكمه والأبرص فهو ربّ مستحق لأن يُعَبَد، قال الرضا (عليه السلام): فإن اليسع قد صنع مثل ما صنع عيسى(عليه السلام) مشى على الماء وأبرء الأكمه والأبرص فلم تتخذه أمته رباً ولم يعبده أحدُ من دون الله عز وجل..إلى أن جاء في حديثه ثم أن قوماً من بني إسرائيل خرجوا من بلادهم هرباً من الطاعون وهم ألوف حذر الموت، فأماتهم الله في ساعة واحدة، فعمد أهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة، فلم يزالوا فيها حتى نُخِرَت عظامهم وصاروا رميماً، فمرّ بهم نبيّ من أنبياء بني إسرائيل فتعجب منهم ومن كثرة عظامهم البالية، فأوحى الله عز وجل إليه: أتحب أن أحييهم لك فتنذرهم؟ قال نعم يا رب، فأوحى الله إليه: أن نادهم فقال: أيتها العظام البالية قومي بإذن الله عز وجل فقاموا بإذن الله عز وجل أحياءً أجمعون ينفضون التراب عن رؤوسهم..الخ.
      ونقل تلك المحاجة بطولها المجلسي في (البحار) ج10 ص299-ص318. عن المصادر الثلاثة السابقة - فما اجدر بالباحثين عن الحقائق مراجعتها – ونقل منها قصة الألوف في ج13 ص386، ونقلها عن المصادر الثلاثة أيضاً الحر العاملي في (الإيقاظ) ص114-115.
      هذه بعض أحاديث أهل البيت من الإمام الباقر والصادق والرضا “ الصريحة كل الصراحة في أن هؤلاء الألوف من بني إسرائيل الذين أماتهم الله بقوا بعد موتهم دهراً طويلاً حتى بليت عظامهم وتقطعت أوصالهم وصاروا تراباً ورميماً، ثم أحياهم الله الذي هو على كل شيء قدير وردهم إلى الدنيا حتى سكنوا الدور وأكلوا الطعام ونكحوا النساء ولبثوا بذلك ما شاء الله ثم ماتوا بآجالهم تدريجياً كما نصت على ذلك الأحاديث الأخرى من طرق آخرين.
      فرجعة هؤلاء الألوف إلى الدنيا كالرجعة التي يعتقدها أهل البيت وشيعتهم الواقعة في هذه الأمة والتي أكدت الآيات القرآنية والأحاديث المتواترة وقوعهاوَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثًا) [النساء/88].

      ثانياً - قصة مَن أماته الله مائة عام ثم بعثه:
      ومن الآيات التي صرّحت بوقوع الرجعة إلى الدنيا في الأمم الماضية قوله تعالىأَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة/260].
      فهذا – مات حسب نص الآية الكريمة مائة عام ثم بعثه الله وأرجعه إلى الدنيا ثم مات بأجله وهو (عزير) على أشهر الأقوال وقيل أسمه أرميا وهو أحد أنبياء الله عز وجل.

      التدبير لمفاد الآية الكريمة:
      التدبر في الآية الكريمة يعطي أن الرجل كان من صالح عباد الله عالماً بمقام ربه مراقباً لأمره، بل يعطي التدبر فيها أيضاً إنه كان نبياً مُكلماً وبيان ذلك هو إنه ظاهر قوله في خاتمة الآيةأَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) أنه بعد تبيّن الأمر له بمشاهدة ما شاهد من إماتته وإحيائه وما تعلق بهما من حماره وطعامه وشرابه بعد تلك المشاهدات كلها رجع إلى ما لم يزل يعلمه من قدرة الله المطلقة، نهاية الأمر أنّه كان يعلم ذلك استدلالاً، والعلم الاستدلالي ربما اعترته الشبهةُ النفسية ولكنه لما أحياه الله بعد إماتته وشاهد كيفية ذلك حصل عنده العلم ضرورة، ومثل هذه العملية للخواطر النفسية نوع من تربية الله لحججه.
      وظاهر قوله تعالىثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْت) إنه كان مأنوساً بالوحي والتكلم وربما لم يكن هذا لم يكن هذا أول وحي يوحى إليه وإلا لكان حق الكلام أن يقال: فلما بعثه قال كم لبثت أو ما يشبهه، وتفيد الآية الكريمة أنه (عليه السلام) كان قد خرج من داره قاصداً مكاناً بعيداً عن قريته التي كان بها والدليل على ذلك خروجه مع حمار يركبه وحمله طعاماً وشراباً يتغذى بهما، فلما سار إلى ما كان يقصده مر بالقرية التي ذكرها الله إنها كانت خاوية على عروشها، والخاوية هي الخالية، والساقطة، والعروش جمع عرش، والمراد به هنا هو السقف من الأركان التي يعتمد السقف عليها، كهيئة عرش الكرم والمعنى إن القرية كانت خالية من أهلها وسقوف القرية ساقطة على أبنيتها وأعمدتها هذا وهو لم يكن قاصداً نفس القرية وإنما مر بها مروراً ثم وقف معتبراً بما شاهده من أمر القرية الخربة التي قد أبيد أهلها وشملتهم نازلة الموت، وعظامهم الرميمة بمرأى ومنظر منه، لذا أشار إلى الموتى الذين صاروا رميماً بقولهأَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ) فأطلق لفظ القرية وأراد به أهلها. كقوله تعالىوَاسْأَلْ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا) أي وأسأل أهل القرية، ولو كان مراده بذلك عمران نفس القرية بعد خرابها لكان حق الكلام أن يقال: أنّى يعمر هذه الله بعد خرابها على أن عمران القرية بعد خرابها ليس مماً يستعظم عادةً، في حين أن كلامه(أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا) من جهة يدل على استعظامه أحياءَها مع طول مدة مكثها إليه ومن جهة ثانية استعظامه رجوع تلك الأجزاء البالية إلى صورتها الأولى بعد هذه التغيرات التي حلت بها.
      وهنا يبين الله له الأمر من الجهتين جميعاً بياناً مشاهداً له عملياً وإنهما معاً هينين عليه فعلاً، أما الجهة الأولى فبإماتته ثم إحيائه وسؤاله (كم لبثت) وأما من الجهة الثانية فبإحيائه العظام بعد رميمها بمنظر ومرأى منه.(فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ).
      وقد كانت إماتته على ما في الروايات، أول النهار، وأحياؤه في آخر النهار الذي أُحي فيه بعد مائة سنة، وأعيد كما كان لم يتغير شيء من هيئة بدنه لذا لما قال لهكَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا) وحيث نظر إلى الشمس بعد لم تغرب استدرك قائلاًأَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) فرد الله سبحانه عليه وقال(بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ) فرأى عند ذلك من نفسه شاهد مائة سنة كيوم أو بعض يوم فكان في ذلك جواب ما استعظمه من طول الوقت.
      واستشهد الله على قوله(بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ) بقولهفَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّه) أي لم يتغير بشيء منهما عما كانا عليه، وإنما قال لم يتسنه على المفرد دون المثنى لأنه أراد جنس الطعام والشراب أي أنظر إلى ما تركته إنه لم تغيره السنون، وقيل كما في (مجمع البيان) م1 ص370، كان زاده عصيراً وتيناً وعنباً وهذه الثلاثة أسرع الأشياء تغيراً وفساداً، فوجد العصير حلواً والتين والعنب كما جنياً لم يتغيرا.
      ثم أعطاه الله تعالى الشاهد الدال على طول مدة المكث بقوله: (وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ) فأمره أن ينظر ثانياً إلى الحمار وقد صار عظاماً رميماً، وذلك يدل على طول مدة المكث، كما أن حال الطعام والشراب يدل على إنكار أن يبقى طيلة هذه المدة على حال واحد من غير أن يتغير شيء من هيئته.
      ومن هنا يظهر أن الحمار قد أُميت أيضاً وصار رميماً، وربما السكوت عن ذكر إماتته معه لما عليه القرآن من الأدب البارع ثم قال الله تعالى له: (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ) وهذا النص يدل على أنه هناك غاية أخرى غير الغاية التي تخصه، والمعنى فعلنا بك ما فعلنا لنبين لك إنما ما استعظمته هين علينا، ولتكون آية للناس، والغرض الإلهي لم يكن منحصرأ في بيان الأمر له نفسه فحسب، بل هناك غاية أخرى وهي جعله آية للناس عامة، وهذا كله فيما يتعلق بالجهة الأولى من استعظامه ثم بين الله له الجهة الثانية التي يشتمل عليها قولهأَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا) وهو أنه كيف تعود الأجزاء إلى صورتها الأولى بعد كل هذه التغيرات والتحوّلات الطارئة عليها، فاستلفت نظرهُ ثالثاً إلى العظام فقال تعالى: (وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا) والأنشاز هو الإنماء، وظاهر الآية الكريمة إن المراد بالعظام عظام الحمار الذي أحياه الله له بعد أن صار عظاماً رميماً فكساها لحماً طرياً بمنظر ومرأى منه وأحياه له كما كان أولاً.
      وبعد أن بين الله له بتلك المشاهدات إن استعظامه لتلك الجهتين كان في غير محله رَجَعَهُ – كما قلنا سابقاً – إلى ما كان يعلمه ولا يزال يعلمه من قدرة الله المطلقة كما قال الله تعالىفَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وليس معنى هذا النص أنه لما تبين له الأمر حصل له العلم، أو انه قد كان شاكاً في قدرة الله في الأحياء بعد الإماتة، إذ لو كان ذلك كذلك لكان حق الكلام حين إذن أن يقول: علمت أو الآن علمت. هذا أولاً، وثانياً إن الرجل كان نبياً مكلماً وساحة الأنبياء منزهة عن الجهل بالله تعالى وخاصة في مثل صفة القدرة التي هي من صفاته الذاتية وثالثاً إن حصول العلم بتعلق القدرة بإحياء الموتى بمجرده لا يوجب حصول العلم بتعلقها بكل شيء في حين انه قالأَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) هذا ما يستفاد من مجموع الآية الكريمة: وذكر المفسرون، والمؤلفون في قصص الأنبياء وغيرهم أخباراً وأحاديث كثيرة عن كيفية قصته مطولاً ومختصراً نذكر بعضها مما فيه العبرة لمن اعتبر.

      تعليق


      • #48
        الأخبار والأحاديث حول القصة
        أولاً- روى العياشي في (تفسيره) ج1 ص141 بسنده عن أبي ظاهر العلوي عن علي بن محمد العلوي، عن علي بن مرزوق عن إبراهيم بن محمد قال: ذكر جماعة من أهل العلم إن ابن الكوى قال لعلي (عليه السلام) يا أمير المؤمنين ما وُلد أكبر من أبيهم من أهل الدنيا؟ قال أولئك ولد (عزير) حيث مرّ على قرية خربة، وقد جاء من ضيعة له تحت حمار ومعه شنة (أي قِربة) فيها تين (وفي نص فيها لبن)، وكوز فيه عصير فمرّ على قرية خربة فقال: (أنى يحيي هذه القرية بعد موتها؟ فأماته الله مائة عام توالد ولده وتناسلوا ثم بعث الله إليه فأحياه في المولد الذي أماته فيه، فأولئك ولده أكبر من أبيهم.
        ونقله عن العياشي المجلسي في (البحار) ج14 ص374 والمولى محسن الفيض في تفسير (الصافي)، وأخرجه البحراني في تفسيره (البرهان) ج1 ص350، ونقله عن العياشي الشيخ علي البهادلي في كتابه (فلسفة الشهادة) ص108، ويروي هذا الحديث الحسن بن سليمان في كتابه (منتخب البصائر) من طريق آخر بسنده عن الأصبغ بن نباتة: إن عبد الله بن الكوي اليشكري قال لأمير المؤمنين(عليه السلام): يا أمير المؤمنين أن أبا المعتمر تكلم آنفاً بكلام لا يحتمله قلبي، فقال وما ذاك؟ قال: يزعم إنك حدثته إنك سمعت رسول الله(صلى الله عليه و آله) يقول فيه إنا قد رأينا أو سمعنا برجل اكبر سناً من أبيه فقال أمير المؤمنين(عليه السلام) أفهذا الذي كبر عليك؟ قال نعم. فهل تؤمن أنت بهذا وتعرفه؟ فقال(عليه السلام): نعم. ويلك يا بن الكوى أفقه عني أخبرك عن ذلك، أن عزيراً خرج من أهله وامرأته في شهرها وله خمسون سنة، فلما ابتلاه الله عز وجل بذنبه وأماته مائة عام فرجع إلى أهله وهو ابن خمسين سنة فأستقبله ابنه وهو ابن مائة سنة ورد الله عزيراً في السن الذي كان به ..الخ.
        ونقله عن المنتخب المجلسي في (البحار) ج14 ص374 كما نقله عن المنتخب أيضاً الحر العاملي في (الإيقاظ) ص151-ص186 وللحديث بقية سنذكرها في الموضع المناسب.
        واختصر هذا الحديث الطبرسي في (مجمع البيان) م1 ص370 حيث روى مرسلاً آخر الحديث بما نصه: وروى عن علي(عليه السلام) إن عزيراً خرج من أهله وامرأته حامل وله خمسون سنة فأماته الله مائة سنة ثم بعثه إلى أهله ابن خمسين سنة، وله ابن له مائة سنة، فكان ابنه اكبر منه فذلك من آيات الله.
        ونقله عن الطبرسي المولى محسن الفيض في تفسيره (الصافي) والحر العاملي في (الإيقاظ) ص169، والطبسي في (الشيعة والرجعة) ج2 ص72.
        ثانياً- وفي (الدر المنثور ) للسيوطي ج1 ص331 قال: قوله تعالى أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ) الآية اخرج عبد بن حميد، وابن المنذر وابن أبي حاتم، والحاكم و(صححه) ج2 ص282، والبيهقي في (الشعب) عن علي بن أبي طالب(عليه السلام) قال: خرج عزير نبي الله من مدينته وهو شاب فمرّ على قرية خربة وهي خاوية على عروشها فقال: (أنّى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه، فأول ما خلق منه عيناه فجعل ينظر إلى عظامه وينظم بعضها إلى بعض ثم كسيت لحماً ثم نفخ فيه الروح فقيل لهكَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ)، قالبَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ) فأتى مدينته وقد ترك جاراً له اسكافاً فجاء وهو شيخ كبير.
        ونقله عن السيوطي الطبسي في (الشيعة والرجعة) ج2 ص76.
        ثالثاً- روى محمد بن جرير الطبري الإمامي المتوفى في القرن الرابع الهجري في كتابه (دلائل الإمامة) ص104 بسنده عن الإمام الصادق(عليه السلام) حديث أشخاص هشام بن عبد الملك للإمام الباقر وابنه الصادق إلى دمشق، وذكر ما جرى بين الإمام الباقر وبين هشام من قضايا ومحاجات، وإن الإمام الباقر(عليه السلام) بعد خروجه من هشام رأى اجتماع النصارى فجلس هو وابنه الصادق في ذلك الاجتماع، وقد جاء عالمهم ليسألوه، وأن هذا العالم النصراني بعد أن تعرف على وجود الإمام في مجتمعهم وجه إليه عدة أسئلة أجابه عنها الإمام الباقر بأحسن الجواب المقترن بالدليل الحاسم والمقنع، وجاء في آخر أسئلته أن قال له:
        بقيت مسألة واحدة لاسألنك عنها، ولا تهتدي إلى الجواب عنها أبداً، قال الإمام الصادق(عليه السلام): فقال أبي: فسل أنك حانث في قولك، فقال: أخبرني عن مولودين ولدا في يوم واحد وماتا في يوم واحد عمر أحدهما مائة وخمسين سنة والآخر خمسين سنة في الدنيا، فقال أبي: ذلك عزير وعزرة ولدا في يوم واحد ولما بلغا مبلغ الرجال خمس وعشرين عاماً مرّ عزير على حماره بقرية في أنطاكية وهي خاوية على عروشها فقال: (أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا) فكان الله قد اصطفاه وهداه، فلما قال ذلك غضب الله عليه وأماته مائة عام ثم بعثه على طعامه وشرابه وحماره وعاد إلى داره وأخوه عزرة لا يعرفه، فاستضافه وبعث إلى أولاده وأحفاده وقد شاخوا وعزير شاب في سن خمس وعشرين سنة وهو يذكّر عزرة بنفسه فيقول له: ما رأيت شاباً أعلم بعزير منك، من أهل السماء أنت أم من أهل الأرض؟ فقال عزير لأخيه: أنا عزير سخط الله تعالى عليَّ بقول قلته فأماتني مائة سنة ثم بعثني لتزدادوا بذلك يقيناً أن الله على كل شيء قدير وهذا حماري وطعامي وشرابي الذي خرجت به من عندكم أعاده لي كما كان بقدرته فأعاشه الله بينهم تمام الخمسين وقبضه الله وأخاه في يوم واحد فنهض عند ذلك عالم النصارى وقاموا معه وهو يقول: جئتموني بأعلم مني فأقعدتموه بينكم ليفضحني ويعلم المسلمون بأن لهم من يحيط بعلومنا، وعنده ما لا نحيط به فلا والله لا كلمتكم ولا قعدت لكم إن عشت..الخ.
        ونقله عن كتاب (دلائل الإمامة) السيد ابن طاووس في كتابه (أمان الأخطار) ص52، ونقله عن ابن طاووس المجلسي في (البحار) ج46 ص306 –ص313، وقال وجدت الخبر في أصل كتاب الدلائل كما ذكر، ونقل الحديث بالكامل السيد محسن الأمين العاملي في (أعيان الشيعة) القسم الثاني من ج4 ص43 ص47.
        وروى حديث النصراني وأسئلته للإمام الباقر(عليه السلام) ، بسند آخر القمّي في (تفسيره) ج1 ص98 جاء في آخر أسئلته أنه قال للنصارى الذين معه يا معشر النصارى لأسألنّه مسالة يرتطم فيها كما يرتطم الحمار في الوحل. فقال الإمام(عليه السلام): سل قال: أخبرني عن رجل دنا من امرأته فحملت منه بابنين حملتهما جميعاً في ساعة واحدة ووضعتهما في ساعة واحدة وماتا في ساعة واحدة ودفنوا في ساعة واحدة، في قبر واحد عاش أحدهما خمسين ومائة سنة، وعاش الآخر خمسين سنة، من هما؟ فقال أبو جعفر الباقر(عليه السلام) هما عزير وعزرة كانت حملت أمهما بهما على ما وصفت، ووضعتهما على ما وصفت، وعاش عزير وعزرة كذا وكذا سنة، ثم أمات الله تبارك وتعالى عزيراً مائة سنة ثم بعث، وعاش مع عزرة هذه الخمسين سنة، ومات كلاهما في ساعة واحدة فدفنا في قبر واحد، فقال النصراني يا معشر النصارى ما رأيت أحداً قط أعلم من هذا الرجل، لا تسألوني عن حرف وهذا بالشام ردوني إلى كهفي..الخ.
        ونقله عن القمي بسنده الكليني في (روضة الكافي) ص105 ونقل الحديث عن القمي في تفسيره المجلسي في (البحار) ج10 ص149 من كتاب (الاحتجاج) وفي ج14 من كتاب (النبوة) ص378 مختصراً على ما يتعلق بعزير، وفي ج46 ص313 في ذكر أحوال الإمام الباقر(عليه السلام) كما نقل الحديث عن (روضة الكافي) الحر العاملي في (الإيقاظ) ص159 مختصراً على ما يتعلق بعزير، وروى الحديث مرسلاً عن الإمام الصادق (عليه السلام) القطب الراوندي في الخرائج ص197 على ما نقل عنه المجلسي في (البحار) ج10 ص152 من كتاب (الاحتجاج) وأن عالم النصارى أسلم يومئذ مع أصحابه على يد الإمام(عليه السلام) كما نقله عن الخرائج أيضاً الحر العاملي في (الإيقاظ) ص181 مختصراً على ما يتعلق بعزير ونقله عن القمي البهادلي في كتابه ص107.
        رابعاً- نقل السيوطي في تفسيره (الدر المنثور) ج1 ص331 – 333 حديثاً مطولاً في قصة عزير وكيفية إماتته وإماتة حماره وإحيائهما عن إسحاق بن بشير وأبن عساكر من طرق عن ابن عباس، وكعب، والحسن، ووهب، يزيد بعضهم على بعض جاء في أواخر الحديث قوله: فركب عزير حماره (أي بعد ما أحياه الله) وقصد بيت المقدس حتى أتى محلته فأنكره الناس وأنكر الناس، وأنكر منازله فأنطلق على وهم منه حتى أتى منزله فإذا هو بعجوز عمياء مقعدة قد أتى عليها مائة وعشرون سنة كانت أمةً لهم، فخرج عنهم عزير وهي بنت عشرين سنة كانت قد عرفته وعقلته، فقال لها عزير: يا هذه هذا منزل عزير؟ قالت: نعم، وبكت وقالت: ما رأيت أحداً من كذا وكذا سنة يذكر عزيراً، وقد نسيه الناس، قال: فإني أنا عزير، قالت: سبحان الله فإن عزيراً غادرنا منذ مائة سنة فلم نسمع له بذكر، قال: فأني أنا عزير كان الله أماتني مائة سنة ثم بعثني، قالت: فأن عزيراً كان رجلاً مستجاب الدعوة يدعو للمريض ولصاحب البلاء بالعافية والشفاء، فأدع الله أن يرد عليَّ بصري حتى أراك فأن كنت عزيراً عرفتك فدعا ربه ومسح يده على عينها فصحتا، وأخذ بيدها فقال: قومي بأذن الله، فأطلق الله رجلها فقامت صحيحة كأنما نشطت من عقال، فنظرت، فقالت: أشهد أنك عزير، فانطلقت إلى محلة بني إسرائيل وهم في أنديتهم ومجالسهم، وابن العزير شيخ ابن مائة وثمان عشرة سنة، وبنوا بنيه شيوخ في المجلس، فنادتهم فقالت: هذا عزير قد جاءكم فكذبوها، فقالت: أنا فلانة مولاتكم دعا لي ربه فرد عليَّ بصري، وأطلق رجلي، وزعم أن الله أماته مائة سنة ثم بعثه، فنهض الناس فاقبلوا إليه فنظروا إليه فقال ابنه: كانت لأبي شامة سوداء وفي نص: مثل الهلال بين كتفيه، فكشف عن كتفيه وإذا هو عزير..الخ.
        ونقله مختصراً كما ذكرناه الدميري في (حياة الحيوان) باب الحمار ص421 عن ابن عباس وكما رواه عن ابن عباس ببعض التغير الفخر الرازي في تفسيره (مفاتيح الغيب) ج2 ص328 وغيره.
        خامساً- نقل ابن كثير الدمشقي في (تفسيره) ج1 ص314 عن السدّي، وغيره إنهم قالوا: تفرقت عظام حماره (أي حمار عزير) حوله يميناً ويساراً، فنظر إليها وهي تلوح من بياضها فبعث الله ريحاً فجمعتها من كل موضع من تلك المحلة، ثم ركب كل عظم في موضعه حتى صار حماراً قائماً من عظام لا لحم عليها، ثم كساها الله لحماً وعصباً وعروقاً وجلداً، وبعث الله ملكاً فنفخ في منخر الحمار فنهق بإذن الله عز وجل، وذلك بمرأى من العزير، فعند ذلك لما تبين له هذا كله (قال أعلم ان الله على كل شيء قدير) أي أنا عالم بهذا، وقد رايته عياناً، فأنا أعلم أهل زماني بذلك..الخ. ونقله عن السدي أيضاً الدميري في (حياة الحيوان) ج1 ص42 بتغيير يسير.

        تعليق


        • #49
          لا اريدك أن تمل من هذه يمكنك أن تتابعها من هنا

          http://www.alkadhum.org/other/mktba/...alrajaa/04.htm

          وعذرا للإطاله وشكرا لصاحب الموضوع

          سلام عليكم

          تعليق


          • #50
            المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الأئمه
            لمن لا يؤمن بأن الرجعة هي من اصول المذهب والدين ...هذه هي اصول المذهب الشيعي التي لا يعرفها إلا الشيعة..وينكرها المخالفون ...
            الأخت خادمة الأئمة الحمد لله صحيح انني سني ولكن أؤمن بأصول عقيدة المذهب الجعفر ي الصحيح

            - المعاد : بمعنى أن الله سبحانه وتعالى يعيد الخلائق بعد موتهم ويحييهم بأجسادهم وأرواحهم يوم القيامة للحساب ، والإيمان بوجود الجنة والنار ونعيم البرزخ وعذابه والميزان...


            والمعاد هو يوم القيامة ويوم الحساب وجميع أهل السنة يؤمنون به
            أما الرجعة فلا نؤمن بها مطلقا وقد بينت لك الآيات الكريمة
            ولو كان أحد يرجع لرجل سيدنا محمد ولما قال له الله عزّ وجل
            ((إنك ميت وإنهم ميتون)) الزمر 30

            وقد أعطيت لك آيات تبين لك أنه لا رجعة لميت إلى هذه الحياة.

            سلام الله عليك ولا تنسي أنّ الرجعة التي هي عندكم ليست يوم القيامة .
            سلام الله عليك


            تعليق


            • #51
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد الوائلي
              كيف يمكن تسمية امير المؤمنين ب(دابة الارض) استغفر الله العظيم

              هل اجمع علماء الشيعة ان كل ما في تفسير القمي هو للقمي ام يوجد خلاف حوله نسبته كله اليه؟
              صدقت أخي وأنا استغرب هذه التسمية سلام الله عليك أخي محمد الوائلي الحبيب جدا

              تعليق


              • #52
                المشاركة الأصلية بواسطة خادم محمد وآل محمد
                لا اريدك أن تمل من هذه يمكنك أن تتابعها من هنا

                http://www.alkadhum.org/other/mktba/...alrajaa/04.htm

                وعذرا للإطاله وشكرا لصاحب الموضوع
                سلام عليكم

                شكرا لك أخي الحبيب جعلنا وإياك ممن يخدم رسولنا وآل بيته سلام الله عليك سوف أحاول القراءة غن وجدت وقتا كافيا سلام الله عليك

                تعليق


                • #53
                  سبق وأعطيت شرحنا نحن الشيعة...وما كتبتم من شروح السنة لا نعتد بها.....
                  المعاد يعني الرجعة ...ويوم القيامة هو يوم القيامة والحشر الخ من المسميات التي سماها الله في القرآن..

                  تعليق


                  • #54
                    المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الأئمه
                    سبق وأعطيت شرحنا نحن الشيعة...وما كتبتم من شروح السنة لا نعتد بها.....
                    المعاد يعني الرجعة ...ويوم القيامة هو يوم القيامة والحشر الخ من المسميات التي سماها الله في القرآن..
                    لقد أجابك الأخ محمد الوائلي بأن المعاد هو يوم القيامة وأظن أن محمد الوائلي شيعي أليس كذلك؟؟؟

                    وسؤال على الطاير :

                    هل جميع الشيعة متفقون على أنّ المعاد هو الرجعة

                    أما أنّ البعض يقول المعاد هو يوم القيامة.

                    تعليق


                    • #55
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد الوائلي
                      المعاد هو يوم القيامة وليس الرجعة
                      أنا أتفق معك أخي وارجو منك أن تستمر بالنقاش فهذه المرة الأولى التي أسمع من يقول أن المعاد هو الرجعة؟؟

                      تعليق


                      • #56
                        الشيعة متفقون على أنّ المعاد هو الرجعة
                        نعم المعاد هو الرجعه..,من يخالف فهو مخالف

                        تعليق


                        • #57
                          الرجعة نموذج رائع لتطبيق العدالة الاِلهية ، ذلك لاَنّها تعني أنّ الله تعالى يعيد قوماً من الاَموات ممن محض الاِيمان محضاً أو محض الكفر محضاً ، فيديل المحقين من المبطلين عند قيام المهدي من آل محمد عليهم السلام وهو يوم الفتح الذي أخبر عنه تعالى بقوله : ( ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين * قُل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون) وفيه يتحقق الوعد الاِلهي بالنصر للاَنبياء والمؤمنين ( إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاَشهاد ) .
                          مقتبسة من كتاب.....

                          تعليق


                          • #58
                            لكل من لا يعرف الرجعة...هنالك رجعتان ...كل الخلق وبعض الخلق...
                            لذا المعاد نفسه الرجعة...
                            يوم الحساب الدنيوي يوم الرجعة ويوم الحساب الأخروي هو يوم القيامة الأكبر
                            ويقول الله سبحانه وتعالى عن يوم الرجعة:
                            ( أيَحسَبُ الاِنسانُ أن يُتركَ سُدىً * ألم يَكُ نُطفَةً مِنْ مَنيٍّ يُمنى * ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلقَ فَسَوى* فَجَعَلَ مِنهُ الزَوجَينِ الذَكَرَ والاُنثى * أليسَ ذلكَ بقادرٍ على أن يُحيي الموتى ) (1) .

                            تعليق


                            • #59
                              روى سعد بن عبدالله الاَشعري بالاسناد عن بريدة الاَسلمي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « كيف أنت إذا استيأست أُمتي من المهدي ، فيأتيها مثل قرن الشمس ، يستبشر به أهل السماء وأهل الاَرض ؟ فقلت : يا رسول الله بعد الموت ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : والله إنّ بعد الموت هدىً وإيماناً ونوراً . قلت :
                              ____________
                              (1) سورة القيامة 75 : 36 ـ 40 .

                              --------------------------------------------------------------------------------

                              ( 8 )
                              يارسول الله ، أي العمرين أطول ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : الآخر بالضعف » (1) .
                              وقال أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : « أيُّها الناس ، إنّا خلقنا وإياكم للبقاء لا للفناء ، لكنكم من دار إلى دار تنقلون ، فتزوّدوا لما أنتم صائرون إليه » (2).
                              إنَّ اعتقادنا بعودة بعض الناس إلى الحياة بعد الموت لم يكن اعتباطياً ، وإنّما كان تبعاً للآثار الصحيحة المتواترة التي حفلت بها كتب أصحابنا ، واحتلت مساحة واسعة من أحاديث النبي وعترته الطاهرة عليهم السلام الذين ندين بعصمتهم من الكذب ، وعلى هذا إجماعهم ، وإجماعهم حجة لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّي تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الاَرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (3).
                              وقد دلَّ الكتاب الكريم على الحشر الخاص قبل يوم القيامة ، وهو عودة بعض الاَموات إلى الحياة في قوله تعالى : ( وَيومَ نَحشُرُ مِنْ كُلِّ أُمّةٍ فَوجاً مِمَّنْ يُكَذِّب بآياتِنا فَهُم يُوزَعُونَ ) (4)كما دلَّ على الحشر العام بعد نفخة النشور في نفس السورة بقوله : ( وَيومَ يُنفَخُ في الصُورِ فَفَزعَ مَنْ في السَّماواتِ ومَنْ في الاَرضِ ) إلى قوله تعالى : ( وكلٌّ أتوهُ داخرِينَ ) (5)
                              ____________
                              (1) بحار الاَنوار ، للمجلسي 53 : 65 | 56 المكتبة الاِسلامية ـ طهران .
                              (2) الاِرشاد ، للمفيد 1 : 338 تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام ـ قم .
                              (3) سنن الترمذي ـ كتاب المناقب : 663 | 3786 و3788 تحقيق أحمد محمد شاكر ـ دار احياء التراث العربي . ومستدرك الحاكم 3 : 148 حيدر آباد ـ الهند .
                              (4) سورة النمل 27 : 83 .
                              (5) سورة النمل 27 : 87 .

                              --------------------------------------------------------------------------------

                              ( 9 )
                              ويستفاد من مجموع الآيتين أنّ يوم الحشر الخاص هو غير يوم النفخ والنشور الذي يحشر فيه الناس جميعاً ، وبما أنّه ليس ثمة حشر بعد يوم القيامة بدليل الكتاب والسُنّة ، فلا بدَّ أن يكون الحشر الخاص واقعاً قبل يوم القيامة ، فهو إذن من العلامات الواقعة بين يدي الساعة ، كظهور الدجال وخروج السفياني ونزول عيسى من السماء وطلوع الشمس من مغربها وغيرها من الاَشراط المدلولة بالكتاب والسُنّة .
                              كما دلَّ الكتاب الكريم على رجعة بعض الناس في الاُمم السابقة إلى الحياة بعد الموت في عدة آيات صريحة لا تقبل التأويل ، منها قوله تعالى: ( ألَم تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِم وَهُم ألوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقَالَ لهُم اللهُ مُوتُوا ثم أحياهُم ) (1) وهو يدل على إمكان الرجعة في هذه الاُمّة أيضاً لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : « لتركبن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع ، حتى لو أنَّ أحدهم دخل جُحر ضَبّ لدخلتُم » (2).
                              وملخص الاعتقاد بالرجعة هو أنّ الله تعالى يعيد في آخر الزمان طائفة من الاَموات إلى الدنيا ممّن محضوا الاِيمان محضاً أو محضوا الكفر محضاً، فينتصر لاَهل الحق من أهل الباطل ، وعلى هذا إجماع الشيعة الاِمامية الاثني عشرية ، وقد علم دخول المعصوم في هذا الاجماع بورود الاَحاديث المتواترة عن النبي وأهل بيته المعصومين عليهم السلام الدالة على اعتقادهم بصحة الرجعة .
                              إنَّ الاعتقاد بالرجعة على ما جاء في الروايات عن آل البيت عليهم السلام من
                              ____________
                              (1) سورة البقرة 2 : 243 .
                              (2) كنز العمال ، للمتقي الهندي 11 : 134 | 30924 مؤسسة الرسالة .

                              --------------------------------------------------------------------------------

                              ( 10 )
                              ضروريات المذهب الشيعي ، وقد بحث العلماء عن حكم من أنكر شيئاً من الضروريات ـ من أتباع المذهب أو سائر من نطق بالشهادتين ـ في الكتب المتعلّقة بهذا الشأن ، الاَمر الذي لسنا الآن بصدد التحقيق عنه في هذه الرسالة .
                              والاعتقاد بالرجعة من مظاهر الاِيمان بالقدرة الاِلهية ، فقد روي أنّ ابن الكوّاء الخارجي سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن الرجعة ـ في حديث طويل ـ قال عليه السلام في آخره : « لا تشكّنَّ يابن الكواء في قدرة الله عزَّ وجلَّ » (1).
                              وسأل أبو الصباح الاِمام الباقر عن الرجعة ، فقال عليه السلام : « تلك القدرة ، ولا ينكرها إلاّ القدرية ، تلك القدرة فلا تنكرها » (2) وبمثل ذلك أجاب عليه السلام عبدالرحمن القصير (3).
                              إنَّ من يعتقد بأنَّ الله تعالى هو الذي برأ الخلق من العدم إلى حيّز الوجود كيف يشكّ ويتردد في أنّه يعجزه إعادتهم ! ومن قدر على الابتداء فهو على الاِعادة أقدر ، قال تعالى : ( وَضَرَبَ لنا مَثلاً وَنَسِيَ خَلقَهُ قَالَ مَنْ يُحيِي العِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحييها الَّذي أنشأها أوّلَ مَرةٍ وهُوَ بِكُلِّ خَلقٍ عَلِيمٌ* الَّذي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشَّجَرِ الاَخضَرِ نَاراً فإذا أنتُم مِنهُ تُوقِدُونَ * أوَلَيسَ الَّذي خَلَقَ السَّماوَاتِ والاَرضَ بقَادِرٍ عَلى أن يخلُقَ مِثلَهُم بَلى وَهُوَ الخَلاّقُ العَلِيمُ * إنَّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئاً أنْ يقُولَ لهُ كُنْ فَيَكُونُ ) (4).

                              ____________
                              (1) بحار الاَنوار 53 : 74 .
                              (2) المصدر السابق : 72 | 71 .
                              (3) المصدر السابق : 74 | 73 .
                              (4) سورة يس 36 : 78 ـ 82 .

                              --------------------------------------------------------------------------------

                              ( 11 )
                              هذه هي الرجعة التي كثرت التهويلات والتشنيعات على المعتقدين بها حتى عدّوها أسطورة وقولاً بالتناسخ ، وأنّ معتقدها خارج عن الاِسلام والدين ، وأنّها من مفتريات عبدالله بن سبأ ، وما إلى ذلك من التشدّق على مدرسة الاِسلام الاَصيل ، إنّنا لا نعطي الحق لمن لا يؤمن برجعة بعض الاَموات إلى الحياة الدنيا بعد الموت لعدم ثبوته عنده ، بل عليه أن يبحث ويسأل أهل الذكر وليس من حقّه أن يشنّع على من يقول بذلك لتواتر الاَحاديث وثبوت النصوص عنده ، إذ لا حجة للجاهل على العالم .

                              تعليق


                              • #60
                                خذوا هذه المعلومة ايضاً....
                                ولا يرجع إلاّ من علت درجته في الاِيمان ، أو من بلغ الغاية من الفساد ، ثم يصيرون بعد ذلك إلى الموت ، ومن بعده إلى النشور ، وما يستحقونه من الثواب أو العقاب ، كما حكى الله تعالى في قرآنه الكريم تمنّي هؤلاء المرتجعين الذين لم يصلحوا بالارتجاع ، فنالوا مقت الله ، أن يخرجوا ثالثاً لعلهم يصلحون : ( قَالُوا رَبنَا أمَّتنَا اثنَتينِ وأحييتَنَا اثنتينِ فاعتَرفنَا بِذُنُوبِنَا فَهَل إلى خُروجٍ مِنْ سَبِيلٍ ) (1) ولكن أنّى لهم ذلك وهم في عذاب مقيم ؟

                                ____________
                                (1) عقائد الاِمامية ، للمظفر : 108 تحقيق مؤسسة البعثة . والآية من سورة غافر 40 : 11 .

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-07-2025, 10:09 PM
                                ردود 0
                                16 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-07-2025, 10:03 PM
                                ردود 0
                                4 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 30-07-2025, 12:33 AM
                                ردود 0
                                28 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 30-07-2025, 12:31 AM
                                ردود 0
                                9 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 30-07-2025, 12:28 AM
                                ردود 0
                                13 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X