ان أكثر علماءالسنة قالوا بكفر يزيد ، منهم الإمام أحمد بن حنبل ، و الكثير من علماء السنة جوزوا لعنه ، منهم ابن الجوزي الذي صنف كتابا في الموضوع وأسماه : (( الرد على المتعصب العنيد المانع عن لعن يزيد لعنه الله ))
و هناك عدد من علماءالسنة الذين أعمتهم العصبية الأموية ، و ضربت على عقولهم حجب الجاهلبة ، أمثل الغزالي ، فأخذوا جانب يزيد و ذكروا أعذارا مضحكة لأعماله الإجرامية .
و لكن أكثر علماء السنة كتبوا عن جنايات يزيد و عدوه كافرا ، و ساعيا في محو الاسلام و إطفاء نورالله عز و جل ، و ذكروا له أعمالا منافية للتعاليم الاسلامية و الأحكام الالهية .
فقد نقل الدميري في كتابه (( حياة الحيوان )) و المسعودي في (( مروج الذهب )) و غيرهما ، وذكروا :
أن يزيد كان يملك قرود كثيرة و كان يحبها فيلبسها الحرير و الذهب ، و كان يغسلها بيده ، و يسقيها الماء باواني من ذهب ثم يشرب سؤرها ، وكان مدمنا على الخمر !!
و قال المسعودي في مروج الذهب ج2 : إن سيرة يزيد كانت مثل سيرة فرعون ، بل كان فرعون أقل ظلما من يزيد في الرعية ، و إن حكومة يزيد صارت عارا كبيرا على الاسلام ، لأنه ارتكب أعمالا شنيعة كشرب الخمر في العلن ، و قتل سبط رسول الله و سيد شباب أهل الجنة ، ولعن وصي خاتم النبيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وقذف الكعبة بالحجارة و هدمها و حرقها ، و غباحته مدينة رسول الله في وقعةالحره ، و ارتكب من الجنايات و المنكرات و الفسق و الفجور ما لا يعد و لا يحصى و كل ذلك ينبئ عن أنه غير مغفور له .
حديث الرسول : لعن الله من أخاف مدينتي / وواقعة الحرة .
ذكر البخاري ومسلم في الصحيح ، و العلامة السمهودي في وفاء الوفاء و ابن الجوزي في (( الرد على المتعصب والعنيد )) و سبط ابن الجوزي في (( تذكرة الخواص )) و الامام أحمد بن حنبل في مسنده ، و غيرهم رووا عن النبي ( ص) أنه قال : من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله ، و عليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ، ولا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا .
ذكر المؤرخون كلهم من غير استثناء ، منهم :
سبط ابن الجوزي في التذكرة : 63 ، قال : إن جماعة من أهل المدينة في سنة 62 هجرية دخلوا الشام و شاهدوا جرائم يزيد و أعماله القبيحة و عرفوا كفره و إلحاده ، فرجعوا إلى المدينة المنورة و أخبروا أهلها بكل ما رأوا ، و شهدوا على كفر يزيد و ارتداده ، فتكلم عبد الله بن حنظله _ غسيل الملائكة _ وكان معهم فقال : أيها الناس ! لقد قدمنا من الشام من عند يزيد ، وهو رجل لا دين له ، ينكح الأمهات و البنات و الأخوات !! و يشرب الخمر و يدع الصلاة ، و يقتل أولاد النبيين !! فنقض الناس بيعتهم و لعنوا يزيد و أخرجوا عامله من المدينة ، و هو : عثمان بن محمد بن أبي سفيان . فلما وصلالخبر إلى يزيد في الشام بعث مسلم بن عقبة على راس جيش كبير من أهل الشام ، وأمرهم أن يدخلوا المدينة المنورة و يقتلوا فيها من شاؤوا و يفعلوا كل ما أرادوا ثلاثة أيام .
ذكر ابن الجوزي و المسعودي و غيرهما :
أنهم لما هجموا على مدينة رسول الله قتلوا كل من وجدوه فيها حتى سالت الدماء في الأزقة و الطرق ، و خاض الناس في الدماء حتى وصلت الدماء قبر النبي الأكرم ، و امتلأت الروضة المقدسة و المسجد بالدم و سميت تلك الوقعة بالحرة ، وكان ضحيتها عشرة آلاف من عامة المسلمين و سبعمائة قتيل من وجوه أهل المدينة و أشراف المهاجرين و الأنصار !! من تذكرة سبط ابن الجوزي ص 163 : روى عن أبي الحسن المدائني أنه قال : ولدت ألف امرأة بعد وقعة الحرة من غير زوج !!
فعلى هذا :
أكثر علماء السنة يلعنون يزيد و قد كتبوا رسائل و كتبا في جواز لعنه ، منهم : العلامة عبدالله بن محمد بن عامر الشيراوي ، فقد ذكر في كتابه الالتحاف بحب الاشراف ص 20 قال : لما ذكر يزيد عند الملا سعد الدين التفتازاني قال : لعنة الله عليه و على أنصاره و أعوانه .
وذكروا أن العلامة السمهودي قال في كتابه (( جواهر العقدين )) :
أنه اتفق العلماء على جواز لعن من قتل الحسين ( رضي الله عنه ) ، أو أمر بقتله ، أو أجازه ، أو رضي به من غير تعيين .
( فهل من سني معتبر يلعن الرجس يزيد بن الرجس معاويه )
اللهم العن يزيد ومعاويه والأول الثاني والثالث إلاهي ودمر اتابعهم تدميرا ولا تبقي على الأرض ذره من اتباعهم )
آراء علماء السنة في الكافر يزيد عليه اللعنة رأي الذهبي وكان ناصبيا فظا غليظا جلفا يتاول المسكر ويفعل المنكر افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين واختتمها بواقعة الحرة فمقته الناس ولم يبارك في عمره , وخرج عليه غير واحد بعد الحسين كأهل المدينة قاموا لله , وكمرداس بن أدية الحنظلي البصري ونافع بن الأزرق وطواف بن معلى السدوسي وابن الزبير بمكة الذهبي , محمد بن أحمد بن عثمان , سير أعلام النبلاء , مكتبة الصفا , القاهرة , الطبعة الأولى 2003 , ص19 , ترجمة رقم 512
سكران وعن محمد بن أحمد بن مسمع قال : سكر يزيد فقام يرقص فسقط على رأسه فإنشق وبدا دماغه الذهبي , المصدر السابق , ص19
رفض عمر بن عبدالعزيز تلقيبه بأمير المؤمنين عن نوفل بن أبي الفرات قال : كنت عند عمر بن عبدالعزيز فقال رجل : قال أمير المؤمنين يزيد , فأمر به فضرب عشرين سوطا
الذهبي , المصدر السابق , ص20
لايجوز الرواية عنه وقال أحمد بن حنبل : لاينبغي أن يروى عنه الذهبي , محمد بن أحمد بن عثمان , ميزان الإعتدال في نقد الرجال , دار الكتب العلمية , بيروت , الطبعة الأولى 1995 , ص262 , ترجمة رقم 9762
أوامر بقتل مسلم بن عقيل رض ثم كتب يزيد إلى ابن زياد : إذا قدمت الكوفة فاطلب مسلم بن عقيل فإن قدرت عليه فاقتله أو انفه , وبعث الكتاب والعهد مع مسلم بن عمرو الباهلي
ابن كثير , إسماعيل بن عمر بن كثير , البداية والنهاية , ج8 , مكتبة المعارف , بيروت , الطبعة الثانية 1990 , ص152
شماتته برأس الحسين
عن مجاهد قال : لما جيء برأس الحسين بين يدي يزيد تمثل بهذه الأبيات
ليت أشياخي ببدر شهدوا
جزع الخزرج في وقع الأسل
فأهلوا واستهلوا فرحا
ثم قالوا لي هنيئا لاسل
حين حكت بفناء تركها
واستحر القتل في عبد الأسل
قد قتلنا الضعف من أشرافكم
وعدلنا ميل بدر فإعتدل
قال مجاهد : نافق فيها , والله ثم والله مابقى في جيشه أحد إلا ذمه أو عابه ابن كثير المصدر السابق , ج8 , ص192
يزيد يقوم بتكفير الإمام علي والحسين روى ابن كثير محادثة بين زينب بنت علي ويزيد بن معاوية فقال فغضب يزيد واستطار ثم قال : إياي تستقبلين بهذا ؟ إنما خرج من الدين أبوك وأخوك , فقالت زينب : بدين الله ودين أبي ودين أخي وجدي اهتديت أنت وأبوك وجدك , قال : كذبت ياعدوة الله ابن كثير , المصدر السابق , ج8 , ص194
لعن يزيد بن معاوية قال الدارقطني :
تفرد به سعد بن عبدالعزيز لفظا وإسنادا وقد استدل بهذا الحديث وأمثاله من ذهب إلى الترخيص في لعنة يزيد بن معاوية وهو رواية عن أحمد بن حنبل اختارها الخلال وابوبكر عبدالعزيز والقاضي وابو يعلى وابنه القاضي وأبو الحسين , وانتصر لذلك أبو الفرج بن الجوزي في مصنف مفرد وجوز لعنته ابن كثير , المصدر السابق , ج8 , ص223
ابن الزبير يصف يزيد بالطاغية ويذكر أن ابن الزبير علم بموت يزيد قبل أهل الشام فنادى فيهم : يا أهل الشام قد أهلك الله طاغيتكم ابن كثير , المصدر السابق , ج8 , ص226 جميع انواع الفسق وقد روي أن يزيد كان قد اشتهر بالمعازف وشرب الخمر والغنا والصيد واتخاذ الغلمان والقيان والكلاب والنطاح بين الكباش والدباب والقرود , ومامن يوم إلا يصبح فيه مخمورا , وكان يشد القرد على فرس مسرجة بحبال ويسوق به , ويلبس القرد قلانس الذهب , وكذلك الغلمان , وكان يسابق بين الخيل , وكان إذا مات القرد حزن عليه , وقيل إن سبب موته أنه حمل قردة وجعل ينقرها فعضته
ابن كثير , المصدر السابق , ج8 , ص235 , ص236
الفقيه الأندلسي لايترحم على يزيد ومات مسلم بن عقبة لارحمه الله ومضى حصين بن نمير بجيشه بذلك فلم يزل محاصرا لأهل مكة حتى مات يزيد لارحمه الله الأندلسي , احمد بن محمد بن عبد ربه , العقد الفريد , ج4 , تحقيق محمد التونجي , دار صادر , بيروت , الطبعة الأولى 2001 , ص369
أشعاره الإلحادية وكفرياته التي أنشدها بعد مقتل السبط الشهيد سيد شباب أهل الجنة الحسين عليه السلام . فقد ذكر سبط ابن الجوزي في كتابه التذكرة - 148 قال :
لما جاوؤا أهل البيت إلى الشام سبايا ، كان يزيد جالساً في قصره ، مشرفاً على محلة جيرون فأنشد قائلاً : لما بـدت الرؤوس وأشرقت تلك الشموس على ربى جيرون نعب الغراب فقلت نح أو لا تنح فلقد قضيت من النبي ديوني
وأيضا اعلان كفره بهذا البيت عند دخول الهواشم أسرى
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل !!!
دلائل كفر يزيد لعنه الله
من الدلائل الواضحة على كفر يزيد بن معاوية مخالفته لحكم الله في حرمة شرب الخمر ، فإنه كان يشرب ويتفاخر بذلك وذلك في ديوانه المطبوع :
ومن أقواله : شميسة كرم برجها قعر دنها فمشرقها الساقي ومغربها دمي فإن حرمت اليوم على دين أحمد فخذها على دين المسيح ابن مريم
وقال أيضاً في ديوانه : أقول لصحب ضمت الكاس شملهم واداي صبابات الهوى يترنم خذوا من نصيب من نعيم ولذة فكل وإن طال المدى يتصرم
فهو في هذين البيتين يدعو إلى لذة الدنيا ونعيمها وينكر الآخرة ، ومن شعره ما نقله أبو فرج ابن الجوزي في كتابه ( الرد على المتعصب العنيد المانع عن يزيد لعنه الله) وهو :
علية هاتي وناولي وترنمي حديثك إني لا أحب التناجي فإن الذي حدثت عن يوم بعثنا أحاديث زور تترك القلب ساهي
ومن كفرياته : يا معشر الندمان قوموا وأسممعوا صوت الأغاني و اشربوا كأس مدام وأتركوا ذكـر المثاني شغلتني نغمة العيدان عـن صـوت الأذان و تعوضت عن الحور عجـوزاً في الدنـان
هاهواللعين بن اللعين يعترف بصراحة في شعره عن كفره بالنبي محمد ودين النبي محمد ويوم البعث وبالآخرة وانه آيس من رحمة الله وله نار جهنم
الشوكاني - نيل الأوطار - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 147 )
- ولقد أفرط بعض أهل العلم كالكرامية ومن وافقهم في الجمود على أحاديث الباب حتى حكموا بأن الحسين السبط ( ر ) وأرضاه باغ على الخمير السكير الهاتك لحرم الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية لعنهم الله ، فيالله العجب من مقالات تقشعر منها الجلود ويتصدع من سماعها كل جلمود .
8)السيوطي
جلال الدين السيوطي - تاريخ الخلفاء - رقم الصفحة : ( 207 )
- قال : لعن الله قاتله - يعني حسينا ( ع ) - وابن زياد معه ويزيد أيضا .
**********************************
9)القندوزي
القندوزي - ينابيع المودة - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 33 و 34 )
- وبعد اتفاقهم على فسقه اختلفوا في جواز لعنه بخصوص اسمه فأجازه قوم منهم إبن الجوزي.
- فقد أخرج الواقدي من طرق : إن عبد الله بن حنظلة ، هو غسيل الملائكة ، قال : والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء ، وخفنا أن رجلا ينكح الامهات والبنات والاخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة .
- وقال الذهبي : ولما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل مع شربه الخمر وإتيانه المنكرات ، اشتد على الناس ( و ) خرج أهل المدينة ولم يبارك الله في عمره .
- وأشار بقوله ما فعل إلى ما وقع منه سنة ثلاث وستين ، فانه بلغه أن أهل المدينة خرجوا عليه ( وخلعوه ) ، فأرسل عليهم جيشا عظيما ، وأمرهم بقتلهم ، فجاءوا إليهم وكانت وقعة الحرة على باب طيبة . وبعد اتفاقهم على فسقه اختلفوا في جواز لعنه بخصوص اسمه فأجازه قوم منهم إبن الجوزي.
- ونقله عن أحمد بن حنبل وغيره ، فان إبن الجوزي قال في كتابه المسمى ب الرد على المتعصب العنيد المانع من لعن يزيد : سألني سائل عن يزيد بن معاوية . فقلت ( له ) : يكفيه ما به . فقال : أيجوز لعنه ؟ قلت : قد أجازه العلماء الورعون ، منهم أحمد بن حنبل، فانه ذكر في حق يزيد ( عليه اللعنة ) ما يزيد على اللعنة .
- ثم روى إبن الجوزي عن القاضي أبي يعلى ( الفراء ) أنه روى كتابه المعتمد في الاصول بإسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل رحمهما الله قال : قلت لابي : إن قوما ينسبوننا إلى تولي يزيد ! فقال : يا بني ( و ) هل يتولى يزيد أحد يؤمن بالله ، ولم لا يلعن من لعنه الله تعالى في كتابه. فقلت : في أي آية ؟ قال : في قوله تعالى : فهل عسيتم إن توتليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم فهل يكون فساد أعظم من هذا القتل ؟ . . .
- قال إبن الجوزي : وصنف القاضي أبو يعلى كتابا ذكر فيه بيان من يستحق اللعن وذكر منهم يزيد ، ثم ذكر حديث من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، ولا خلاف أن يزيد أغار المدينة المنورة بجيش وأخاف أهلها لعنة الله على يزيد ومعاوية ومن يترضى عليهما
التعديل الأخير تم بواسطة غدير الولاء; الساعة 15-11-2008, 01:40 AM.
قال له ابنه صالح :
وكيف لعن الله يزيد في كتابه ؟ .
فقال : في قوله تعالى ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمي أبصارهم ) ، وهل يكون فساداً أعظم من قتل الحسين ( عليه السلام ) .
وقد قال تعالى ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة ) ، وأي أذى أشد على محمد من قتل الحسين الذي هو له ولابنته قرة عين . . .
نقله الشبراوي ، عن ابن الجوزي في الإتحاف في حب الأشراف .
تعليق