1- قال بندر ان كل مانقله هو من اصح الروايات عندنا
2- ذكر بندر الرواية ثم ذكر المصادر وهي رجال الكشي والمعجم والفصول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبدأ برجال الكشي وفيه دلس وكذب بندر فبتر تكملة كلام الامام الصادق الذي كذب الحديث وقال ان سفيان الثوري يحدث عنه كذبا
يقول بندر ::
قال علي رضي الله عنه على منبر الكوفة: "لا أوتى برجل يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري" الكشي: ترجمة رقم: (257)، معجم الخوئي: (8/153، 326)، الفصول المختارة127
ـــــــــــــــــــــــ
اقول الرواية مبتورة دلس عليها بندر وكذب عندما قال انه من اصح الروايات
هذه الرواية كامله من رجال الكشي
ما اقتبست من العلم حتى نفيد بك انشاء الله. قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد قال: النبيذ كله حلال الا الخمر، ثم سكت. فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا، قال: حدثني سفيان عمن حدثه عن محمد بن علي أنه قال: من لا يمسح على خفيه فهو صاحب بدعة، ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع ومن لم يأكل الجريث وطعام أهل الذمة وذبايحهم فهو ضال، أما النبيذ: فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء، وأما المسح على الخفين: فقد مسح عمر على الخفين ثلاثا في السفر ويوما وليلة في الحضر، وأما الذبايح: فقد اكلها علي عليه السلام فقال كلوها فان الله تعالى يقول " أليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم " (1) ثم سكت. فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا، فقال: قد حدثتك بما سمعت، قال: اكل الذي سمعت هذا ؟ قال: لا، قال: زدنا، قال: حدثنا عمرو بن عبيد، عن الحسن قال: أشياء صدق الناس بها وأخذوا بما ليس في الكتاب لها أصل، منها عذاب القبر، ومنها الميزان، ومنها الحوض ومنها الشفاعة، ومنها النية ينوي الرجل من الخير والشر فلا يعمله فيثاب عليه، ولا يثاب الرجل الا بما عمل ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا. قال: فضحكت من حديثه، فغمزني أبو عبد الله عليه السلام أن كف حتى نسمع قال فرفع رأسه الي فقال: ما يضحكك من الحق أو من الباطل ؟ قلت له: أصلحك الله وأبكى وانما يضحكني منك تعجبا كيف حفظت هذه الاحاديث فسكت. ] قوله عليه السلام: حتى نفيد بك في طائفة من النسخ " حتى نفيدك " من الافادة الاعطاء والانالة، وفي أكثرها " نفيد بك " أي من جهتك وبسببك من الافادة بمعنى الاعتناء والاخذ والاستفادة.
________________________________________
1) سورة المائدة: 5 (*)
________________________________________
[ 695 ]
[ فقال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، أنه رأى عليا عليه السلام على منبر الكوفة وهو يقول: لئن اتيت برجل يفضلني على أبي بكر وعمر لا جلدنه حد المفتري. فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا فقال: حدثني سفيان، عن جعفر، أنه قال حب أبي بكر وعمر ايمان وبغضهما كفر. قال أبو عبد الله عليه السلام زدنا فقال: حدثني يونس بن عبيد، عن الحسن، أن عليا عليه السلام أبطأ عن بيعة أبي بكر، فقال له عتيق: ما خلفك يا علي عن البيعة، والله لقد هممت أن أضرب عنقك فقال له علي عليه السلام: يا خليفة رسول الله لاتثريب، قال: لاتثريب. قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن الحسن، ان أبا بكر أمر خالد بن الوليد أن يضرب عنق علي عليه السلام إذا سلم من صلاة الصبح، وأن أبا بكر سلم بينه وبين نفسه، ثم قال: يا خالد لا تفعل ما أمرتك. قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني نعيم بن عبد الله، عن جعفر بن محمد، أنه قال ود علي بن أبي طالب أنه بنخيلات تينع يستظل بظلهن ويأكل من حشفهن ولم يشهد يوم الجمل ولا النهروان، وحدثني به سفيان. ] قوله: بنخيلات تينع بنخيلات بضم النون وفتح الخاء المعجمة على تصغير النخلة. و " تينع " بفتح التاء المضارعة واسكان الياء بعدها نون مفتوحة. في صحاح الجوهري: ينع الثمر أي نضج، والينيع واليانع مثل النضيج والناضج، وجمع اليانع ينع (1). وفي غريب القرآن للعزيزي: في قوله سبحانه " ينعه " أي مدركه، واحده يانع مثل تاجر وتجر، يقال: ينعت الثمرة والفاكهة وأينعت إذا أدركت.
________________________________________
1) الصحاح: 3 / 1310 (*)
________________________________________
[ 696 ]
[ قال أبو عبد الله عليه السلام زدنا، قال: حدثنا عباد، عن جعفر بن محمد، أنه قال: لما رأى علي بن أبي طالب يوم الجمل كثرة الدماء، قال لابنه الحسن: يا بني هلكت، قال له الحسن يا أبه أليس قد نهيتك عن هذا الخروج فقال علي عليه السلام: يا بني لم أدر أن الامر يبلغ هذا المبلغ. قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد أن عليا عليه السلام لما قتل أهل صفين، بكى عليهم ثم قال: جمع الله بيني وبينهم في الجنة. قال، فضاق بي البيت وعرقت وكدت أن أخرج من مسكي، فاردت أن أقوم إليه وأتوطأه، ثم ذكرت غمزة أبي عبد الله عليه السلام فكففت. فقال له أبو عبد الله عليه السلام: من أي البلاد أنت ؟ قال: من أهل البصرة، قال فهذا الذي تحدث عنه وتذكر اسمه جعفر بن محمد، تعرفه ؟ قال. لا، قال فهل سمعت منه شيا قط ؟ قال: لا، قال: فهذه الاحاديث عندك حق ؟ قال نعم، قال: فمتى سمعتها ؟ قال: لا أحفظ، قال: الا أنها أحاديث أهل مصرنا منذ دهر لا يمترون فيها. قال له أبو عبد الله عليه السلام: لو رأيت هذا الرجل الذي تحدث عنه، فقال لك هذه التي ترويها عني كذب لا أعرفها ولم أحدث بها هل كنت تصدقه ؟ قال: لا، قال: لم، قال: لانه شهد على قوله رجال ولو شهد أحدهم على عنق رجل لجاز قوله. ] قوله: من مسكى المسك بفتح الميم واسكان السين المهملة الجلد، أي من جلدي وجسدي. وفي نسخة " من مسكتي " بضم الميم وفتح الكاف وهي الحلم والعقل. قال في المغرب: المسكة التماسك، ومنه قولهم: زوال مسكة اليقظة. أي من عقلي الذي به يتماسك به الانسان نفسه ويتمالك أمره ويضبط جوارحه وأعضائه.
________________________________________
[ 697 ]
[ قال: اكتب - بسم الله الرحمن الرحيم حدثني أبي عن جدي، قال: ما اسمك ؟ قال: ما تسأل عن اسمي ؟ ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: خلق الله الارواح قبل الاجساد بألفي عام، ] قوله (ص): خلق الله الارواح قبل الاجساد بألفى عام أي مقام واعتبار وحيثية ومرتبة، كما في قوله عز وعلا " وذكرهم بأيام الله " (1) أي بوقايعه وبدايعه ومراتب أفاعيله وصنايعه. فالمعنى بالارواح عالم الامر. وبألفي عام مجموع مراتب ضربيه اللذين هما عالما العقل والنفس، وهما المرتبتان الاولتان من المراتب الخمس في طول سلسلة البدو. وذكر عدد الالف في كل منهما بحسب المراتب العرضية المختلفة بالحقيقة النوعية وبالكمالية والنقصية في التجرد والنورية، اما على الحقيقة أو على الكناية، عن تكثير الانواع وسعة عرض المراتب. " وما يعلم جنود ربك الاهو " (2) والاجساد جملة عوالم الخلق بمراتبها الطولية والعرضية والقبلية أي القبلية الذاتية في المرتبة العقلية. وحيث أن النفوس الناطقة الانسانية بحسب جوهر الذات وسنخ الحقيقة، من صقع عالم الامر ومن جنبة اقليم القدس، واختلافها بالكمال والنقص ظل اشتباك الجهات والحيثيات وتشابكها وتلامع الانوار والاضواء وتعاكسها في ذلك العالم، فلا محالة ايتلافها واختلافها هاهنا أي في عالم الحس من تلقاء تعارفها وتناكر ثم أي في عالم العقل. وأيضا ربما يكون الاختلاف في عالم الاجساد من تلقاء العلة من غير مدخلية للمادة واستعدادها في ذلك، كما اختلاف جرم المتمم والتدوير في الثخن، إذ ليس ذلك في الفلكيات من جهة استعداد المادة، وربما يكون الاختلاف من جهة المبادي
________________________________________
1) سورة ابراهيم: 5 2) المدثر: 31 (*)
________________________________________
[ 698 ]
والعلل بحسب اختلاف استعدادات المادة، وبذلك يستتب اختلاف مراتب النفوس في التعارف والتناكر بحسب اختلاف المناسبة بالكمال والنقص. ومن سبيل آخر: انما عالم الامر من العقول والنفوس ألواح مراتب القضاء والقدر، على ما قد فصلناه في كتاب القبسات، وما في الوجود هاهنا بحسب ما في العلم هناك. فاذن النفوس الانسانية انما تعارفها وتناكرها ثم ملاك ايتلافها واختلافها هاهنا. وبالجملة النفوس المجردة الانسانية بمراتبها العقلية في سلسلة العود هي في ازاء العقول والنفوس المفارقة النورية في سلسلة البدو، فهي منخرطة في سلك عالم الامر وصايرة الى طوار اقليم القدس ومندرجة بذلك الاعتبار في عالم الارواح، التي فطرها البارئ الفاطر الحق قبل عوالم الاجساد بألفي عام على وجه لا يصادم القوانين العقلية والبراهين اليقينية. فسبيل الاعوام في مثل هذا الحديث سبيل الايام في مثل قول عز من قائل " ان ربكم الله الذى خلق السماوات والارض في ستة أيام " (1). قال المفسر النيسابوري في تفسيره: نقول: يمكن أن تحمل الايام الستة على الاطوار الستة التي للاجسام الهيولي، والصورة والجسم البسيط ثم المركب المعدني والنباتي والحيواني، والله تعالى أعلم بمراده. وقال بعض المفسرين: في ستة أيام أي في ست جهات، فالمراد بالايام في هذا الموضع الجهات. وقال بعض آخر منهم: أي في المرتبة التامة من كمال النظام وغاية الاحكام، فان الستة عدد تام هو أول الاعداد التامة.
________________________________________
1) سورة يونس: 3 (*)
________________________________________
[ 699 ]
[ ثم أسكنها الهواء فما تعارف منها ائتلف هيهنا، وما تناكر منها ثم اختلف هيهنا، ومن كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمى يهوديا، وان ادرك الدجال آمن به وان لم يدركه آمن به في قبره. يا غلام ضع لى ماءا، وغمزني فقال: لا تبرح، وقام القوم فانصرفوا وقد كتبوا الحديث الذي سمعوا منه. ثم انه خرج ووجهه منقبض، قال: أما سمعت ما يحدث به هؤلاء ؟ قلت: أصلحك الله ما هؤلاء وما حديثهم ؟ قال: عجب حديثهم كان عندي الكذب علي والحكاية عني ما لم أقل ولم يسمعه عني أحد، وقولهم لو أنكر الاحاديث ما صدقناه ما لهؤلاء لا أمهل الله لهم ولا أملى لهم
ــــــــــــــــــ
فائدة حمل الكتاب من هذا الرابط ::
http://www.mediafire.com/?jnjndnhvmmr
2- ذكر بندر الرواية ثم ذكر المصادر وهي رجال الكشي والمعجم والفصول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبدأ برجال الكشي وفيه دلس وكذب بندر فبتر تكملة كلام الامام الصادق الذي كذب الحديث وقال ان سفيان الثوري يحدث عنه كذبا
يقول بندر ::
قال علي رضي الله عنه على منبر الكوفة: "لا أوتى برجل يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري" الكشي: ترجمة رقم: (257)، معجم الخوئي: (8/153، 326)، الفصول المختارة127
ـــــــــــــــــــــــ
اقول الرواية مبتورة دلس عليها بندر وكذب عندما قال انه من اصح الروايات
هذه الرواية كامله من رجال الكشي
ما اقتبست من العلم حتى نفيد بك انشاء الله. قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد قال: النبيذ كله حلال الا الخمر، ثم سكت. فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا، قال: حدثني سفيان عمن حدثه عن محمد بن علي أنه قال: من لا يمسح على خفيه فهو صاحب بدعة، ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع ومن لم يأكل الجريث وطعام أهل الذمة وذبايحهم فهو ضال، أما النبيذ: فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء، وأما المسح على الخفين: فقد مسح عمر على الخفين ثلاثا في السفر ويوما وليلة في الحضر، وأما الذبايح: فقد اكلها علي عليه السلام فقال كلوها فان الله تعالى يقول " أليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم " (1) ثم سكت. فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا، فقال: قد حدثتك بما سمعت، قال: اكل الذي سمعت هذا ؟ قال: لا، قال: زدنا، قال: حدثنا عمرو بن عبيد، عن الحسن قال: أشياء صدق الناس بها وأخذوا بما ليس في الكتاب لها أصل، منها عذاب القبر، ومنها الميزان، ومنها الحوض ومنها الشفاعة، ومنها النية ينوي الرجل من الخير والشر فلا يعمله فيثاب عليه، ولا يثاب الرجل الا بما عمل ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا. قال: فضحكت من حديثه، فغمزني أبو عبد الله عليه السلام أن كف حتى نسمع قال فرفع رأسه الي فقال: ما يضحكك من الحق أو من الباطل ؟ قلت له: أصلحك الله وأبكى وانما يضحكني منك تعجبا كيف حفظت هذه الاحاديث فسكت. ] قوله عليه السلام: حتى نفيد بك في طائفة من النسخ " حتى نفيدك " من الافادة الاعطاء والانالة، وفي أكثرها " نفيد بك " أي من جهتك وبسببك من الافادة بمعنى الاعتناء والاخذ والاستفادة.
________________________________________
1) سورة المائدة: 5 (*)
________________________________________
[ 695 ]
[ فقال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، أنه رأى عليا عليه السلام على منبر الكوفة وهو يقول: لئن اتيت برجل يفضلني على أبي بكر وعمر لا جلدنه حد المفتري. فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا فقال: حدثني سفيان، عن جعفر، أنه قال حب أبي بكر وعمر ايمان وبغضهما كفر. قال أبو عبد الله عليه السلام زدنا فقال: حدثني يونس بن عبيد، عن الحسن، أن عليا عليه السلام أبطأ عن بيعة أبي بكر، فقال له عتيق: ما خلفك يا علي عن البيعة، والله لقد هممت أن أضرب عنقك فقال له علي عليه السلام: يا خليفة رسول الله لاتثريب، قال: لاتثريب. قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن الحسن، ان أبا بكر أمر خالد بن الوليد أن يضرب عنق علي عليه السلام إذا سلم من صلاة الصبح، وأن أبا بكر سلم بينه وبين نفسه، ثم قال: يا خالد لا تفعل ما أمرتك. قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني نعيم بن عبد الله، عن جعفر بن محمد، أنه قال ود علي بن أبي طالب أنه بنخيلات تينع يستظل بظلهن ويأكل من حشفهن ولم يشهد يوم الجمل ولا النهروان، وحدثني به سفيان. ] قوله: بنخيلات تينع بنخيلات بضم النون وفتح الخاء المعجمة على تصغير النخلة. و " تينع " بفتح التاء المضارعة واسكان الياء بعدها نون مفتوحة. في صحاح الجوهري: ينع الثمر أي نضج، والينيع واليانع مثل النضيج والناضج، وجمع اليانع ينع (1). وفي غريب القرآن للعزيزي: في قوله سبحانه " ينعه " أي مدركه، واحده يانع مثل تاجر وتجر، يقال: ينعت الثمرة والفاكهة وأينعت إذا أدركت.
________________________________________
1) الصحاح: 3 / 1310 (*)
________________________________________
[ 696 ]
[ قال أبو عبد الله عليه السلام زدنا، قال: حدثنا عباد، عن جعفر بن محمد، أنه قال: لما رأى علي بن أبي طالب يوم الجمل كثرة الدماء، قال لابنه الحسن: يا بني هلكت، قال له الحسن يا أبه أليس قد نهيتك عن هذا الخروج فقال علي عليه السلام: يا بني لم أدر أن الامر يبلغ هذا المبلغ. قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد أن عليا عليه السلام لما قتل أهل صفين، بكى عليهم ثم قال: جمع الله بيني وبينهم في الجنة. قال، فضاق بي البيت وعرقت وكدت أن أخرج من مسكي، فاردت أن أقوم إليه وأتوطأه، ثم ذكرت غمزة أبي عبد الله عليه السلام فكففت. فقال له أبو عبد الله عليه السلام: من أي البلاد أنت ؟ قال: من أهل البصرة، قال فهذا الذي تحدث عنه وتذكر اسمه جعفر بن محمد، تعرفه ؟ قال. لا، قال فهل سمعت منه شيا قط ؟ قال: لا، قال: فهذه الاحاديث عندك حق ؟ قال نعم، قال: فمتى سمعتها ؟ قال: لا أحفظ، قال: الا أنها أحاديث أهل مصرنا منذ دهر لا يمترون فيها. قال له أبو عبد الله عليه السلام: لو رأيت هذا الرجل الذي تحدث عنه، فقال لك هذه التي ترويها عني كذب لا أعرفها ولم أحدث بها هل كنت تصدقه ؟ قال: لا، قال: لم، قال: لانه شهد على قوله رجال ولو شهد أحدهم على عنق رجل لجاز قوله. ] قوله: من مسكى المسك بفتح الميم واسكان السين المهملة الجلد، أي من جلدي وجسدي. وفي نسخة " من مسكتي " بضم الميم وفتح الكاف وهي الحلم والعقل. قال في المغرب: المسكة التماسك، ومنه قولهم: زوال مسكة اليقظة. أي من عقلي الذي به يتماسك به الانسان نفسه ويتمالك أمره ويضبط جوارحه وأعضائه.
________________________________________
[ 697 ]
[ قال: اكتب - بسم الله الرحمن الرحيم حدثني أبي عن جدي، قال: ما اسمك ؟ قال: ما تسأل عن اسمي ؟ ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: خلق الله الارواح قبل الاجساد بألفي عام، ] قوله (ص): خلق الله الارواح قبل الاجساد بألفى عام أي مقام واعتبار وحيثية ومرتبة، كما في قوله عز وعلا " وذكرهم بأيام الله " (1) أي بوقايعه وبدايعه ومراتب أفاعيله وصنايعه. فالمعنى بالارواح عالم الامر. وبألفي عام مجموع مراتب ضربيه اللذين هما عالما العقل والنفس، وهما المرتبتان الاولتان من المراتب الخمس في طول سلسلة البدو. وذكر عدد الالف في كل منهما بحسب المراتب العرضية المختلفة بالحقيقة النوعية وبالكمالية والنقصية في التجرد والنورية، اما على الحقيقة أو على الكناية، عن تكثير الانواع وسعة عرض المراتب. " وما يعلم جنود ربك الاهو " (2) والاجساد جملة عوالم الخلق بمراتبها الطولية والعرضية والقبلية أي القبلية الذاتية في المرتبة العقلية. وحيث أن النفوس الناطقة الانسانية بحسب جوهر الذات وسنخ الحقيقة، من صقع عالم الامر ومن جنبة اقليم القدس، واختلافها بالكمال والنقص ظل اشتباك الجهات والحيثيات وتشابكها وتلامع الانوار والاضواء وتعاكسها في ذلك العالم، فلا محالة ايتلافها واختلافها هاهنا أي في عالم الحس من تلقاء تعارفها وتناكر ثم أي في عالم العقل. وأيضا ربما يكون الاختلاف في عالم الاجساد من تلقاء العلة من غير مدخلية للمادة واستعدادها في ذلك، كما اختلاف جرم المتمم والتدوير في الثخن، إذ ليس ذلك في الفلكيات من جهة استعداد المادة، وربما يكون الاختلاف من جهة المبادي
________________________________________
1) سورة ابراهيم: 5 2) المدثر: 31 (*)
________________________________________
[ 698 ]
والعلل بحسب اختلاف استعدادات المادة، وبذلك يستتب اختلاف مراتب النفوس في التعارف والتناكر بحسب اختلاف المناسبة بالكمال والنقص. ومن سبيل آخر: انما عالم الامر من العقول والنفوس ألواح مراتب القضاء والقدر، على ما قد فصلناه في كتاب القبسات، وما في الوجود هاهنا بحسب ما في العلم هناك. فاذن النفوس الانسانية انما تعارفها وتناكرها ثم ملاك ايتلافها واختلافها هاهنا. وبالجملة النفوس المجردة الانسانية بمراتبها العقلية في سلسلة العود هي في ازاء العقول والنفوس المفارقة النورية في سلسلة البدو، فهي منخرطة في سلك عالم الامر وصايرة الى طوار اقليم القدس ومندرجة بذلك الاعتبار في عالم الارواح، التي فطرها البارئ الفاطر الحق قبل عوالم الاجساد بألفي عام على وجه لا يصادم القوانين العقلية والبراهين اليقينية. فسبيل الاعوام في مثل هذا الحديث سبيل الايام في مثل قول عز من قائل " ان ربكم الله الذى خلق السماوات والارض في ستة أيام " (1). قال المفسر النيسابوري في تفسيره: نقول: يمكن أن تحمل الايام الستة على الاطوار الستة التي للاجسام الهيولي، والصورة والجسم البسيط ثم المركب المعدني والنباتي والحيواني، والله تعالى أعلم بمراده. وقال بعض المفسرين: في ستة أيام أي في ست جهات، فالمراد بالايام في هذا الموضع الجهات. وقال بعض آخر منهم: أي في المرتبة التامة من كمال النظام وغاية الاحكام، فان الستة عدد تام هو أول الاعداد التامة.
________________________________________
1) سورة يونس: 3 (*)
________________________________________
[ 699 ]
[ ثم أسكنها الهواء فما تعارف منها ائتلف هيهنا، وما تناكر منها ثم اختلف هيهنا، ومن كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمى يهوديا، وان ادرك الدجال آمن به وان لم يدركه آمن به في قبره. يا غلام ضع لى ماءا، وغمزني فقال: لا تبرح، وقام القوم فانصرفوا وقد كتبوا الحديث الذي سمعوا منه. ثم انه خرج ووجهه منقبض، قال: أما سمعت ما يحدث به هؤلاء ؟ قلت: أصلحك الله ما هؤلاء وما حديثهم ؟ قال: عجب حديثهم كان عندي الكذب علي والحكاية عني ما لم أقل ولم يسمعه عني أحد، وقولهم لو أنكر الاحاديث ما صدقناه ما لهؤلاء لا أمهل الله لهم ولا أملى لهم
ــــــــــــــــــ
فائدة حمل الكتاب من هذا الرابط ::
http://www.mediafire.com/?jnjndnhvmmr
تعليق