السيد الموسوي: هل التطاول على الشيخ بهجت (رض) خدمةٌ للاستعمار أم حبٌّ للدولار؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
قال تعالى: { ... قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب } [الزمر/9] ).
مظلومية وأي مظلومية:
الزهراء صلوات الله وسلامه عليها عالمة آل محمد حينما يتحدث الإنسان عن هذه الذكرى الأليمة التي عاشتها الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، يجد أن جزءاً من آلام تلك الذكرى هي ما كانت تتمتع به السيدة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها من علم ومع ذلك لم يُسلط الضوء عليه بسبب الظلم، هذا الظلم حينما يقع على الإنسان فلا شك أنه يكون مداناً وغير مقبول فكيف إذا وقع الظلم على عالم، فهذا يكون أشد إيلاماً للنفوس، والسيدة الزهراء سلام الله عليها حينما نقرأ سيرتها وسُنّتها حينما نقرأ تاريخها نجد بأنها تميزت منذ عهد رسول الله (ص) بأنها عالمة، لذا كانت نساء المهاجرين والأنصار يلجأن إليها في حل مشاكلهن ومعضلاتهن.
هذه السيدة الجليلة ابنة رسول الله (ص) لدينا روايات تتحدّث عن أنها كانت مُحدثّة، أي أن الملائكة كانت تُحدثها، وروايات أُخر تقول بأنه بعد وفاة رسول الله (ص) كان جبرائيل (ع) يُحدّثها، وهناك فرق بين أن جبرائيل (ع) يُحدّثها وبين أنه ينزل عليها، والفرق كبير بين الأمرين، فكان جبرائيل (ع) يُحدّثها، وروايات أخرى أنها كانت تكتب ما كان يُحدّثها به جبرائيل (ع)، أيضاً لدينا روايات تتحدث عن مصحف السيدة فاطمة (ع)، ومصحف فاطمة (ع) يتحدّث عما كتبته الزهراء (ع) من لدن أبيها رسول الله (ص) إلى وفاتها، وبعض الروايات عن الإمام الصادق (ع) عندما ينقل بعض الأمور يقول وهذا من صحيفة أو من كتاب جدّتي فاطمة الزهراء (ع)، هذا الكتاب في الروايات لدينا أنه يكون عند إمام الزمان (عج) نقل عنه الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم الشيء الكثير، والأئمة المعصومون (ع) ليسوا بحاجة أن ينقلوا من شيء وهمي، فإذا كان الكتاب غير موجود فشيعة الإمام المعصوم يقبلون منه، مثله مثل غيره من الرواة، فهو بالنسبة للشيعة أعلى مرتبة باعتباره أحد المشرّعين عن النبي (ص) والمبيّنين عن الله عز وجل، وليس بحاجة أن ينقل روايات ويُسندها إلى جدّته الزهراء (ع).
العمامة لا تصنع عالماً..
إذن هذا الكتاب موجود عندهم ينقلون عنه صلوات الله وسلامه عليهم، لأن العلم حقيقة يفتح آفاقاً، والإنسان العالم يستطيع أن ينظر إلى حقائق الأمور، بينما المشكلة في الجاهل، ولدينا رواية عن الإمام أمير المؤمنين (ع) يقول فيها: ( ما حاجّني عالم إلا وغلبتُه، وما حاجّني جاهل إلا وغلبني ) لأن الجاهل يُوجِد حالة من حالات الضوضاء، وهذه مشكلة حقيقة، فكثير في أيامنا هذه جهلة وقد يكون مرتدياً عمامة، والعمامة لا تعطي العلم، رحمة الله على الشيخ محمد جواد مغنية، يقول: كنت خارجاً يوماً من مقبرة السلام في النجف الأشرف المسمّاة بالغري بلّغنا الله وإياكم الوصول إلى تلك الديار، يقول خرجت من المقبرة فلاقتني امرأة فقالت لي: شيخنا أين قبر أبي؟ فقلت: لا أدري، فلستُ دافناً إياه ولستُ مسؤولاً عن أصحاب تلك القبور، فردّت عليه تلك المرأة: إذن مولانا لماذا تضع عمامة على رأسك؟! يقول: أخذت العمامة ووضعتها على رأسها، وقلت لها: أين قبر أبيك الآن؟! فالقضية ليست قضية عمامة، فالعمامة كما قلت لا تعطي علماً، وإنما أحياناً ترفع العمامة شخصاً باعتبار أن الناس يعتقدون أن كل من هو مُعمّم هو عالم، بينما لدينا كثيراً ممن يزوّر هذه الأيام، والناس تلاحظ هذه الأشياء.
لا يغرّك المظهر وتبتعد عن الجوهر
يُقال بأن الشيخ البهائي رضوان الله عليه طُلب من قبل الشاه فذهب إلى أصفهان، والشيخ البهائي رضوان الله عليه كان ضعيف البُنية وربما كان قصير القامة، وشكله لا يوحي بأنه من كبار العلماء، لأنه وكما هو في ذهن بعض الناس أن كبار العلماء ينبغي أن يكون الواحد منهم عريض ما بين المنكبين ذو صدر واسع، حتى أنه إذا ضرب على صدره قال: إن هاهنا يوجد لعلماً جمّاً، وهذه الصفات لم تكن في الشيخ البهائي كجسم وشكل، في اليوم الأول وفي اليوم الثاني لم يُسمح له بالدخول على الشاه، في اليوم الرابع بحث في السوق فرأى أحد أصحاب الدكاكين وكان يعمل قَطّاناً، وكان ذا لِحية كبيرة وجميلة وبيضاء، وكان هذا الرجل ضخم الجِثة، فقال له: أريد أن تأتي معي فلديّ عندك شغلاً خاصاً وسوف أعطيك عليه أجراً، فكم تُحصّل في اليوم الواحد من عملك فذكر له مبلغاً معيناً، قال له الشيخ البهائي: أنا سأضاعفه لك، فقط أريد منك أن تذهب معي، فوافق هذا الرجل، فذهب الشيخ واشترى له جُبّة وعُمامة، فبدا وكأنه من كبار العلماء حيث اللحية الكبيرة والبيضاء، وهو بهيّ الطلعة وذو صدر منتفخ، وقال له الشيخ البهائي: إذا سُئلتَ فقل: هناك جوابان لهذه المسألة وتلميذي يُفصّل، وبالفعل بمجرد أن وقف هذا الرجل على الباب سُمح له بالدخول على الشاه باعتباره الشيخ البهائي رضوان الله عليه، وعندما دخل سأله الشاه عدة أسئلة ومن ضمنها: ما قولك في الله فقال هذا الرجل: هُناك جوابان، فاستغرب الشاه،هل يكون في الله جوابان؟! لكن الشيخ البهائي قال: إن هناك من ينفي وهناك من يُثبت فحل المشكلة، الشاهد أن الشاه شك في المسألة، فأخذ يوماً معه هذا الرجل القطّان في بهو القصر فمروا على منطقة واسعة ذات فضاء كبير لا يوجد فيها أشجار، فقال له: بم تقترح أن نعمل هذا المكان الواسع؟ فنحن نريد أن نُشغل هذا المكان الواسع، فرد هذا الرجل: هذا المكان أفضل مكان يصلح للقطانة وأخذ يذكر ترتيب المكان حسب ما يريد لعمل القطان، إذ هذا هو عمله وهذا ما يناسبه، ثم طلب منه الرجوع، بعد ذلك أخذ تلميذه الذي هو الشيخ البهائي رضوان الله عليه إلى تلك المنطقة فقال له: ما الشيء المناسب لهذه المنطقة؟! فقال له: هذا أفضل مكان للمكتبة، فقال له الشاه: أنت الشيخ البهائي وليس ذاك الرجل، فأصدقني القول، قال له: لأن حُراسك لم يقتعوا من كوني صالحاً لأن أكون من كبار العلماء فأتيت بهذه الرجل وهو يعمل قطّاناً، لكونه يصلح بسبب صفاته الجسمانية، والشاهد هنا أن الناس تغرّها المظاهر حقيقة وتغرها العناوين والأسماء.
هو مسلك وليس مجرد قول
وإلا واقعاً من سُخريات القدر أن يأتي شخص فيصف الشيخ بهجت رضوان الله عليه بأنه مرتدّ وكافر، والعياذ بالله! ثم إن الذي يقول عن الشيخ بهجت هذا الكلام ما هي قيمته؟ ما هو مستواه العلمي؟ من هو أصلاً؟ وهذا الكلام لم يُذكر في حياته، ولو كان في حياته لصار الأمر سهلاً، حيث الصراع على مراكز، لكن بعد وفاة الرجل أن يأتي إنسان فيتلفظ بألفاظ غير مناسبة حتى لصغار طلاب العلوم، يعني طالب علم صغير لا يتفوّه بهذا الكلام، وإذا ما جئت لجماعته فإنهم يقولون لك: هذا فلان وهذا كذا وكذا، مع أنه لا يفرّق بين القول بوحدة الوجود وبوحدة الموجود، لا يفرّق بينهما، ويخلط بين العرفان وبين التصوّف، والقضية لا تقف عند هذا الشخص المتفوّه بهذا الكلام، بل نجده مسلكاً عامّاً عند هؤلاء، وهناك مجموعة من القنوات محسوبة على الشيعة والتشيع، ما ذكرت بعض هذه القنوات الشيخ رحمة الله عليه، بل لم تُنَوّه حتى على خبر وفاته، ماذا يُشمّ من هذا الأمر؟ ألا يُشمّ أن المسلك واحد؟!
عميل مجّاني في خدمة المستعمر
السيد القائد حفظه الله تحدّث عن باذلي الفرقة بين المسلمين أي بين السُنة والشيعة، والذي يتحدث عن حديث يفرّق بين المسلمين يقول عنه الإمام هذا عميل، إما عميل مجاني أي يخدم المستعمرين مجاناً، أو أنه واقعاً مُجنّد، ولكن من يقوم بهذين الأمرين معاً فما الذي يُقال عنه؟ الذي يحاول أن ينفث السموم والذي يحاول أن يُوقع بين المسلمين سنة وشيعة، وبين الشيعة أنفسهم ما الذي يُقال عنه بربكم؟ ألا يُقال عنه لا شك أنه مُجند؟ خصوصاً وأنه يعيش في أحضان أولئك؟! المسألة لا تحتاج إلى ذكاء، والغريب كما ذكرت أن هذا مسلك، فلو كان هذا الموقف صدر عن واحدٍ فقط فقد يُقال عنه: بأنه مخبول مثلاً، وأنه لا يعي أمره، إذ ذاك يمكن أن نقبل منه، لكنه مسلك يصل إلى مستوى قنوات ومواقع نت كلها تصب في نفس المصب.
أحدهم يُسئل عن الشيخ في موقعه فيقول: بأنه منحرف، فما هي علامات الانحراف عندكم؟ يا أيها الجهلة المتسمّين بالعلماء؟! وأحدهم يأتي فيشتم رسول الله (ص) لأن من يطعن في زوجه طعناً في شرفها، ألا يعتبر شاتماً لرسول الله (ص)؟ فالشتيمة لرسول الله (ص)، والآخر على رؤوس الأشهاد يطعن في رموز الآخرين، وكأنما يريد أن يقول أنتم الشيعة تقيمون الأدلة على أننا ننقد ونقيم ولا نسب، فرق بين السب وبين أن يقول خذوا الأدلة ونحن نسب وأنا أسب ونحن كلنا شيعة، هل في مثل هؤلاء ذرّة عقل؟! قطعاً لا.
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
قال تعالى: { ... قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب } [الزمر/9] ).
مظلومية وأي مظلومية:
الزهراء صلوات الله وسلامه عليها عالمة آل محمد حينما يتحدث الإنسان عن هذه الذكرى الأليمة التي عاشتها الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، يجد أن جزءاً من آلام تلك الذكرى هي ما كانت تتمتع به السيدة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها من علم ومع ذلك لم يُسلط الضوء عليه بسبب الظلم، هذا الظلم حينما يقع على الإنسان فلا شك أنه يكون مداناً وغير مقبول فكيف إذا وقع الظلم على عالم، فهذا يكون أشد إيلاماً للنفوس، والسيدة الزهراء سلام الله عليها حينما نقرأ سيرتها وسُنّتها حينما نقرأ تاريخها نجد بأنها تميزت منذ عهد رسول الله (ص) بأنها عالمة، لذا كانت نساء المهاجرين والأنصار يلجأن إليها في حل مشاكلهن ومعضلاتهن.
هذه السيدة الجليلة ابنة رسول الله (ص) لدينا روايات تتحدّث عن أنها كانت مُحدثّة، أي أن الملائكة كانت تُحدثها، وروايات أُخر تقول بأنه بعد وفاة رسول الله (ص) كان جبرائيل (ع) يُحدّثها، وهناك فرق بين أن جبرائيل (ع) يُحدّثها وبين أنه ينزل عليها، والفرق كبير بين الأمرين، فكان جبرائيل (ع) يُحدّثها، وروايات أخرى أنها كانت تكتب ما كان يُحدّثها به جبرائيل (ع)، أيضاً لدينا روايات تتحدث عن مصحف السيدة فاطمة (ع)، ومصحف فاطمة (ع) يتحدّث عما كتبته الزهراء (ع) من لدن أبيها رسول الله (ص) إلى وفاتها، وبعض الروايات عن الإمام الصادق (ع) عندما ينقل بعض الأمور يقول وهذا من صحيفة أو من كتاب جدّتي فاطمة الزهراء (ع)، هذا الكتاب في الروايات لدينا أنه يكون عند إمام الزمان (عج) نقل عنه الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم الشيء الكثير، والأئمة المعصومون (ع) ليسوا بحاجة أن ينقلوا من شيء وهمي، فإذا كان الكتاب غير موجود فشيعة الإمام المعصوم يقبلون منه، مثله مثل غيره من الرواة، فهو بالنسبة للشيعة أعلى مرتبة باعتباره أحد المشرّعين عن النبي (ص) والمبيّنين عن الله عز وجل، وليس بحاجة أن ينقل روايات ويُسندها إلى جدّته الزهراء (ع).
العمامة لا تصنع عالماً..
إذن هذا الكتاب موجود عندهم ينقلون عنه صلوات الله وسلامه عليهم، لأن العلم حقيقة يفتح آفاقاً، والإنسان العالم يستطيع أن ينظر إلى حقائق الأمور، بينما المشكلة في الجاهل، ولدينا رواية عن الإمام أمير المؤمنين (ع) يقول فيها: ( ما حاجّني عالم إلا وغلبتُه، وما حاجّني جاهل إلا وغلبني ) لأن الجاهل يُوجِد حالة من حالات الضوضاء، وهذه مشكلة حقيقة، فكثير في أيامنا هذه جهلة وقد يكون مرتدياً عمامة، والعمامة لا تعطي العلم، رحمة الله على الشيخ محمد جواد مغنية، يقول: كنت خارجاً يوماً من مقبرة السلام في النجف الأشرف المسمّاة بالغري بلّغنا الله وإياكم الوصول إلى تلك الديار، يقول خرجت من المقبرة فلاقتني امرأة فقالت لي: شيخنا أين قبر أبي؟ فقلت: لا أدري، فلستُ دافناً إياه ولستُ مسؤولاً عن أصحاب تلك القبور، فردّت عليه تلك المرأة: إذن مولانا لماذا تضع عمامة على رأسك؟! يقول: أخذت العمامة ووضعتها على رأسها، وقلت لها: أين قبر أبيك الآن؟! فالقضية ليست قضية عمامة، فالعمامة كما قلت لا تعطي علماً، وإنما أحياناً ترفع العمامة شخصاً باعتبار أن الناس يعتقدون أن كل من هو مُعمّم هو عالم، بينما لدينا كثيراً ممن يزوّر هذه الأيام، والناس تلاحظ هذه الأشياء.
لا يغرّك المظهر وتبتعد عن الجوهر
يُقال بأن الشيخ البهائي رضوان الله عليه طُلب من قبل الشاه فذهب إلى أصفهان، والشيخ البهائي رضوان الله عليه كان ضعيف البُنية وربما كان قصير القامة، وشكله لا يوحي بأنه من كبار العلماء، لأنه وكما هو في ذهن بعض الناس أن كبار العلماء ينبغي أن يكون الواحد منهم عريض ما بين المنكبين ذو صدر واسع، حتى أنه إذا ضرب على صدره قال: إن هاهنا يوجد لعلماً جمّاً، وهذه الصفات لم تكن في الشيخ البهائي كجسم وشكل، في اليوم الأول وفي اليوم الثاني لم يُسمح له بالدخول على الشاه، في اليوم الرابع بحث في السوق فرأى أحد أصحاب الدكاكين وكان يعمل قَطّاناً، وكان ذا لِحية كبيرة وجميلة وبيضاء، وكان هذا الرجل ضخم الجِثة، فقال له: أريد أن تأتي معي فلديّ عندك شغلاً خاصاً وسوف أعطيك عليه أجراً، فكم تُحصّل في اليوم الواحد من عملك فذكر له مبلغاً معيناً، قال له الشيخ البهائي: أنا سأضاعفه لك، فقط أريد منك أن تذهب معي، فوافق هذا الرجل، فذهب الشيخ واشترى له جُبّة وعُمامة، فبدا وكأنه من كبار العلماء حيث اللحية الكبيرة والبيضاء، وهو بهيّ الطلعة وذو صدر منتفخ، وقال له الشيخ البهائي: إذا سُئلتَ فقل: هناك جوابان لهذه المسألة وتلميذي يُفصّل، وبالفعل بمجرد أن وقف هذا الرجل على الباب سُمح له بالدخول على الشاه باعتباره الشيخ البهائي رضوان الله عليه، وعندما دخل سأله الشاه عدة أسئلة ومن ضمنها: ما قولك في الله فقال هذا الرجل: هُناك جوابان، فاستغرب الشاه،هل يكون في الله جوابان؟! لكن الشيخ البهائي قال: إن هناك من ينفي وهناك من يُثبت فحل المشكلة، الشاهد أن الشاه شك في المسألة، فأخذ يوماً معه هذا الرجل القطّان في بهو القصر فمروا على منطقة واسعة ذات فضاء كبير لا يوجد فيها أشجار، فقال له: بم تقترح أن نعمل هذا المكان الواسع؟ فنحن نريد أن نُشغل هذا المكان الواسع، فرد هذا الرجل: هذا المكان أفضل مكان يصلح للقطانة وأخذ يذكر ترتيب المكان حسب ما يريد لعمل القطان، إذ هذا هو عمله وهذا ما يناسبه، ثم طلب منه الرجوع، بعد ذلك أخذ تلميذه الذي هو الشيخ البهائي رضوان الله عليه إلى تلك المنطقة فقال له: ما الشيء المناسب لهذه المنطقة؟! فقال له: هذا أفضل مكان للمكتبة، فقال له الشاه: أنت الشيخ البهائي وليس ذاك الرجل، فأصدقني القول، قال له: لأن حُراسك لم يقتعوا من كوني صالحاً لأن أكون من كبار العلماء فأتيت بهذه الرجل وهو يعمل قطّاناً، لكونه يصلح بسبب صفاته الجسمانية، والشاهد هنا أن الناس تغرّها المظاهر حقيقة وتغرها العناوين والأسماء.
هو مسلك وليس مجرد قول
وإلا واقعاً من سُخريات القدر أن يأتي شخص فيصف الشيخ بهجت رضوان الله عليه بأنه مرتدّ وكافر، والعياذ بالله! ثم إن الذي يقول عن الشيخ بهجت هذا الكلام ما هي قيمته؟ ما هو مستواه العلمي؟ من هو أصلاً؟ وهذا الكلام لم يُذكر في حياته، ولو كان في حياته لصار الأمر سهلاً، حيث الصراع على مراكز، لكن بعد وفاة الرجل أن يأتي إنسان فيتلفظ بألفاظ غير مناسبة حتى لصغار طلاب العلوم، يعني طالب علم صغير لا يتفوّه بهذا الكلام، وإذا ما جئت لجماعته فإنهم يقولون لك: هذا فلان وهذا كذا وكذا، مع أنه لا يفرّق بين القول بوحدة الوجود وبوحدة الموجود، لا يفرّق بينهما، ويخلط بين العرفان وبين التصوّف، والقضية لا تقف عند هذا الشخص المتفوّه بهذا الكلام، بل نجده مسلكاً عامّاً عند هؤلاء، وهناك مجموعة من القنوات محسوبة على الشيعة والتشيع، ما ذكرت بعض هذه القنوات الشيخ رحمة الله عليه، بل لم تُنَوّه حتى على خبر وفاته، ماذا يُشمّ من هذا الأمر؟ ألا يُشمّ أن المسلك واحد؟!
عميل مجّاني في خدمة المستعمر
السيد القائد حفظه الله تحدّث عن باذلي الفرقة بين المسلمين أي بين السُنة والشيعة، والذي يتحدث عن حديث يفرّق بين المسلمين يقول عنه الإمام هذا عميل، إما عميل مجاني أي يخدم المستعمرين مجاناً، أو أنه واقعاً مُجنّد، ولكن من يقوم بهذين الأمرين معاً فما الذي يُقال عنه؟ الذي يحاول أن ينفث السموم والذي يحاول أن يُوقع بين المسلمين سنة وشيعة، وبين الشيعة أنفسهم ما الذي يُقال عنه بربكم؟ ألا يُقال عنه لا شك أنه مُجند؟ خصوصاً وأنه يعيش في أحضان أولئك؟! المسألة لا تحتاج إلى ذكاء، والغريب كما ذكرت أن هذا مسلك، فلو كان هذا الموقف صدر عن واحدٍ فقط فقد يُقال عنه: بأنه مخبول مثلاً، وأنه لا يعي أمره، إذ ذاك يمكن أن نقبل منه، لكنه مسلك يصل إلى مستوى قنوات ومواقع نت كلها تصب في نفس المصب.
أحدهم يُسئل عن الشيخ في موقعه فيقول: بأنه منحرف، فما هي علامات الانحراف عندكم؟ يا أيها الجهلة المتسمّين بالعلماء؟! وأحدهم يأتي فيشتم رسول الله (ص) لأن من يطعن في زوجه طعناً في شرفها، ألا يعتبر شاتماً لرسول الله (ص)؟ فالشتيمة لرسول الله (ص)، والآخر على رؤوس الأشهاد يطعن في رموز الآخرين، وكأنما يريد أن يقول أنتم الشيعة تقيمون الأدلة على أننا ننقد ونقيم ولا نسب، فرق بين السب وبين أن يقول خذوا الأدلة ونحن نسب وأنا أسب ونحن كلنا شيعة، هل في مثل هؤلاء ذرّة عقل؟! قطعاً لا.
تعليق