[quote=b03Li]
الكلام المجازي هو الكلام غير الحقيقي ، و المجاز الموجود في القرآن هو فقط في الآيات التي فيها صور بيانية من تشبيه و إستعارة و كناية و ماشابه ، مثل قوله تعالى : " مثل الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا " .. الجمعة : 5 ، فهذه الآية الكريمة تحتوي على تشبيه تمثيلي حيث شبه الله اليهود الذين أنزل عليهم التوراة و لم يعملوا به بأنهم يشبهون الحمار حيث يحمل الكتب على ظهره و لا يستفيد منها .. و التشبيه من أنواع المجاز اللغوي .. فالمجاز في القرآن يدور حول ما شابه هذه الآيات التي تحوي على تشبيه واضح أو استعارة واضحة وماشابه من صور بيانية مجازية ..
عدا ذلك ، فكل آية في القرآن فلها دلالة حقيقية وليست مجازية ، خاصة في الغيبيات لأن الغيبيات لا مجال للتخمين فيها فلا يمكن أن تكون هناك آية في القرآن تتحدث عن غيبيات على سبيل المجاز اللغوي ..
فعندما نقرأ قول الله تعالى : " يوم تبيض وجوه و تسود وجوه " .. فهذه الآية حقيقية ، بأن وجوه المؤمنين تبيض و وجوه الكافرين تسود على سبيل الحقيقة، و ليس أن الآية مجرد مجاز لغوي ، جعلت البياض كناية عن الفرح و السواد كناية عن الحزن ..!!
و عندما يقول الله : " يوم نقول لجهنم هل امتلأت و تقول هل من مزيد " .. فهذه الآية حقيقية ، بأن الله سبحانه سوف يكلّم النار يوم القيامة و يقول لها : " هل امتلأت " ، فترد النار بكلام حقيقي و تقول : " هل من مزيد " .. فنار جهنم تتكلم حقيقة و ليس مجازا ، فلا نقول بأن الآية مجرد مجاز لغوي من باب الاستعارة المكنية ، حيث شبه الله النار بإنسان يتكلم و حذف المشبه به و أبقى على شيء من لوازمه وهو الكلام على سبيل الاستعارة المكنية ..!
هذا الكلام يحريف لكتاب الله و يجعل الآخرة كلها مجرد كنايات و استعارات و مجازات ..!!
لذا فالقضية خطيرة ، لأن ادعاء المجاز في الآيات الغيبية تجعل الإنسان يكفر بكل الغيب و يؤول الغيب إلى معاني أخرى .. فيقول أن الجنة كناية عن الفرح و لا توجد جنة حقيقية مادية ، و النار كناية عن العذاب و لا توجد نار حقيقية و هكذا دواليك ..
فكيف تزعمون أن رؤية المؤمنين لربهم كناية عن الانتظار ..؟؟!!
وأما بالنسبة للنسيان .. فيجب أن تعرف الفرق بين أن تقول أن الجملة مجازية و بين أن تقول أن الجملة لها عدة معاني .. فالكلمة في اللغة العربية لها أكثر من معنى حقيقي ، و المعنى يتضح من خلال الجملة التي وردت الكلمة فيها .. أما المجاز فهو القول أن الكلمة لا تحمل أحد معانيها الحقيقية و إنما معاني غير حقيقية ..!!
و أما الآية التي ذكرتها ، فهي أصلا مبنية على المجهول " و كذلك اليوم تنسى " .. فالنسيان هنا مبني للمجهول ، لكن إن أردت السؤال عن النسيان فكان عليك أن تأتي بالآية التي نسب النسيان إلى الله و هي " نسوا الله فنسيهم " .. التوبة :67 ..و لا إشكال أبدا في الآية ، فكلمة " النسيان " لها أكثر من معنى حقيقي ، المعنى الأول : الغفلة عن الشيء و نقيضه التذكر ، المعنى الثاني : الترك . و هناك معاني أخرى ، و لكن هذين المعنين هما أبرز معنين لهذه الكلمة و عليهما يتم استخدامها .. فالنسيان المذكور في الآية الكريمة هو الترك و ليس الغفلة .. فيكون معنى الآية هو : تركوا الله فتركهم .. فالكافرين تركوا الله و تركوا التمسك بكتابه و تركوا رسوله و تركوا طاعته فتركهم الله من توفيقه و هدايته و رحمته و لطفه .
أدلة الرؤية موجودة في القرآن الكريم ، و موجودة في السنة النبوية المطهرة ..
و كذلك الأحاديث حول صفات الله تعالى و حول نعيم المؤمنين في الجنة متواترة عندنا و في أعلى درجات الصحة الإسنادية و المتنية في علوم الحديث ...
الآيات كثيرة ، و لكنك تتبع سبيل الهوى ، فأخذت تزعم أن الآيات ماهي إلا كنايات ..!!!
فالدليل الأول للرؤية هو قوله تعالى : " وجوه يومئذ ناضرة . إلى ربها ناظرة " .. و زعمت أن هذه الآية مجرد آية مجازية ، و كناية عن الانتظار ...!!!
و الآن لنرى ماستقوله في الدليل الثاني وهو قوله تعالى : " إن الأبرار لفي نعيم . على الأرائك ينظرون . تعرف في وجوههم نضرةالنعيم " .. هل ستقول أن هذه الآية أيضا مجرد مجاز على سبيل الكناية !!!
و إن كنت تقول بأنها آية حقيقية لها معنى حقيقي ، فأجب على هذا السؤال :
السؤال هو : ماذا ينظر الأبرار في الجنة ؟ .. و أريد الإجابة من القرآن نفسه ، لأن الإجابة بالتأليف سهل و كل شخص يستطيع أن يخرف كما يشاء ، نريد آية قرآنية تجيب على هذا السؤال ، مع العلم أن هذا النظر يرافقه نضرة على الوجه ،، بمعنى أن وجوه المؤمنين تكون ناضرة بسبب هذا النظر .. فماذا ينظرون يا ترى ؟؟!!
وعليه ،، فأدلة الرؤية كثيرة و ها أنا ذا انتقلت إلى الدليل الثاني ... فهل تملك دليل واحد من القرآن ينفي الرؤية ؟؟!! .. لأنه لا يمكن أن تنفي أمرا غيبيا بلا دليل، خاصة أنك تحرف الآيات و ترميها بأنها مجازات و كنايات ..!! فهل لديك آية قرآنية تنفي عدم رؤية المؤمنين لربهم في الجنة ؟؟
مع العلم ، أن قوله تعالى : " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " قد تحدث عنها كثيرا و بينت أنها تحتمل معاني كثيرة ، و أستطيع أن آخذ أي معنى أريد ، مثل : لا تفههم حقيقته العقول و هو يفهم جميع العقول .. و معنى آخر وهو : لا تسبقه الأبصار وهو يسبق الأبصار ... و يمكنني الآن أن أنتهج نهجكم فأقول : أن الآية مجرد مجاز و كناية عن قدرة الله أو كناية عن علم الله أو ماشابه ،، فأبدأ أألف معاني من رأسي من باب الزعم أن الآية كناية أو مجاز ...!!!
أولا : أخبرتك أنه لا توجد كنايات في الأمور الغيبية ..
ثانيا : من معاني النظر : الإنتظار ،، و لكن هذا المعنى لا يكون أبدا إذا أضيف حرف الجر " إلى " مع النظر .. فكلمة " ينظر إلى " .. لا يمكن في اللغة العربية أن تعني الانتظار .. و بالتالي القول بأن معناه الانتظار قول باطل يخالف اللغة العربية ، و القول بأن معناه الرؤية و لكن هذه الرؤية كناية عن الانتظار ، قول أكثر بطلانا من القول الأول ..
و عليه ،، فعندما تضع شروطا فلا تعمم لأنها ستكون باطلة عين البطلان ...
و الآن أصبحت شروطك فقط مرهونة على الماديين .. أليس الجبل ماديا ؟
الجبل يرى و يتكلم و يدرك و يشعر و لكن بكيفية مختلفة عن كيفياتنا ،، فالله سبحانه و تعالى قال : " و لقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه و الطير " .. سبأ: 10 .. فأمر الله الجبال أن تسبح مع داود صاحب الصوت الجميل و مع الطير .. و بالتالي فالثلاثة يسبح الله و لكن كلّ بكيفيته ، فتسبيح الجبال مختلف عن تسبيح داود الإنسان مختلف عن تسبيح الطيور ، و الثلاثة عبارة عن ذوات مادية ترابية و مع ذلك اختلفت كيفية الكلام و التسبيح .. و الجبال أيضا ترى و تخشع و تدرك : " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله " .. فهل تعتقد أن شروطك في الرؤية تنطبق على الجبال ؟؟!! هل الجبال لا ترى في الظلام لأنها مادية ؟؟!!
أنت فعلا مسكين ..!
يا رجل ،، عن أية مقابلة و مواجهة تتكلم ..!!
تحقق الرؤية لا علاقة له بالمقابة أو المواجهة ، كم مرة أكرر ..!!!
أنت مشكلتك أنك تنكر آيات الله منطلقا من عدم معرفة للكيفية ، و هذا مسلك خطير فتحذر منه ، لأنه سيجرك إلى أن تكفر بجميع الغيبيات ، ستكفر بأن الله يكلم المؤمنين أيضا ، لأنك ستقول بأن التكلم لا يكون إلا إذا كان كذا و كذا و مقابلة و خرابيط .. فهل أنت أيضا لا تؤمن بأن الله يكلم المؤمنين في الجنة و يكلمونه ؟؟!!
كلام غير سليم .. كلمة " يد " لوحدها كلمة مجهولة ، يجب أن نعرف يد من ؟! حتى نعرف المقصود ..
فلو قلنا " يد الملائكة " فنحن نتحدث عن أمر مختلف تماما عن لو قلنا " يد الإنسان " و يختلف تماما عن لو قلنا " يد الباب " ...
كذلك ،، كلمة " نور " .. لا يعني كلمة نور بأنه ضوء .. بل لا بد أن نعرف نور من؟! حتى نعرف المقصود من النور ، فلو قلنا " نور الشمس " فنحن نتحدث عن الفوتونات الضوئية التي تحمل سبعة أطياف ضوئية ، بينما لو قلنا " نور الملائكة " فلا يعني بالضرورة أن نور الملائكة عبارة عن فوتونات ضوئية ، كذلك لو قلنا " نور الله " فلا يعني أن نور الله ضوء كضوء الشمس .. فالله ليس كمثله شيء ، و بالتالي نوره ليس الضوء الذي نعرفه ، و في نفس الوقت لا نقول بأن نور الله كناية عن قدرته .. بل لله نور حقيقي ليس كمثله نور ..و لا علاقة لنور الشمس أو نور النار أو نور الملائكة بنور الله ، لا من قريب و لا من بعيد ..
أصبحت تخلط الحابل بالنابل ... فركز فيما تقوله !
أخبرتك أنه إن كنت تملك بديهيات تتعلق بكيفية تحقق أمور ما ، فهاتها ، و إلا فاترك الرياضيات لأهلها ، فالأعداد الزوجية و الفردية تنبطق فقط على الأعداد الصحيحة .. أما الأعداد النسبية فلا يمكن إطلاق هذه الصفة عليها ، مثلا العدد 3.14 ( ثلاثة و أربعة عشر من مئة ) هل هو زوجي أم فردي ؟! و أما بالنسبة للنار ، فمن قال لك أن النار عندما أصبحت فيها بردا و سلاما لم تكن حارة ؟؟!! لا يا حبيبي ، النار كانت بردا و سلاما فقط على إبراهيم ، كما قال تعالى : " قلنا يا نار كوني بردا و سلاما على إبراهيم " الأنبياء : 69 .. فهذه النار في الخارج كانت حارة جدا لدرجة أن الطيور كانت تسقط من حرارتها كما ورد في بعض الروايات ، و الكفار كانوا يتعجبون من عدم احتراق إبراهيم لأنهم كانوا يحسون بحرارة تلك النار ، فكانت النار حارة و حارقة على الجميع و كانت بردا و سلاما على إبراهيم فقط ..
لذا فأخبرتك أنه لا يمكن أن نقول أنه من المستحيل حدوث كذا لأن حدوث كذا يلزم كذا ،، بل كل شيء ممكن إذا شاء الله ذلك .
الرواية تناقض نفسها ..
فعندما نقول بأن الله كيّف الكيف ، فمعناه أن الله فعل ، و الفعل كيف ..
و أيضا روايتكم تتهم إبراهيم عليه السلام بأنه خالف روايات أئمتكم ، لأن إبراهيم سأل الله قائلا : " كيف " !!! فهل سيقول إبراهيم كيف لمن لا كيف له !!!!! حيث قال تعالى : " و إذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى و لكن ليطمئن قلبي " .. البقرة : 260
فلم يقل الله لإبراهيم ، يا إبراهيم ، ألم تقرأ روايات الكليني التي قال فيها أنني كيفت الكيف بلا كيف ، بل نجد الله قال لإبراهيم : فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك .. و لم يقل له أنه لا يوجد كيف أصلا ..!!!!
فهل إبراهيم كان يعتقد بأن الله يحتاج إلى مكيف و هل روايات الكليني أعلم عن الله من رسول الله إبراهيم ..؟؟!!!
المجاز موجود في القرآن ولا أحد ينكر ذلك ولكن التقسيم بانه في التكلم حول صفات الله تعالى لا مجاز فيه هذا لانتفق فيه معكم فلماذا جعلتم الآيات الاخرى فيها مجاز ولكن في هذه الآيات لا مجاز فيها ؟؟ او انكم تقولون ان اننا نثبت مااثبته الله لنفسه في الآيات التي تكون واضحة أنها مجاز , كقوله تعالى : ( كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ) فلماذا لاتثبتون النسيان لله تعالى أو تقولون عبارتكم المضحكة ( الله ينسى لا كالنسيان ) ؟؟
عدا ذلك ، فكل آية في القرآن فلها دلالة حقيقية وليست مجازية ، خاصة في الغيبيات لأن الغيبيات لا مجال للتخمين فيها فلا يمكن أن تكون هناك آية في القرآن تتحدث عن غيبيات على سبيل المجاز اللغوي ..
فعندما نقرأ قول الله تعالى : " يوم تبيض وجوه و تسود وجوه " .. فهذه الآية حقيقية ، بأن وجوه المؤمنين تبيض و وجوه الكافرين تسود على سبيل الحقيقة، و ليس أن الآية مجرد مجاز لغوي ، جعلت البياض كناية عن الفرح و السواد كناية عن الحزن ..!!
و عندما يقول الله : " يوم نقول لجهنم هل امتلأت و تقول هل من مزيد " .. فهذه الآية حقيقية ، بأن الله سبحانه سوف يكلّم النار يوم القيامة و يقول لها : " هل امتلأت " ، فترد النار بكلام حقيقي و تقول : " هل من مزيد " .. فنار جهنم تتكلم حقيقة و ليس مجازا ، فلا نقول بأن الآية مجرد مجاز لغوي من باب الاستعارة المكنية ، حيث شبه الله النار بإنسان يتكلم و حذف المشبه به و أبقى على شيء من لوازمه وهو الكلام على سبيل الاستعارة المكنية ..!
هذا الكلام يحريف لكتاب الله و يجعل الآخرة كلها مجرد كنايات و استعارات و مجازات ..!!
لذا فالقضية خطيرة ، لأن ادعاء المجاز في الآيات الغيبية تجعل الإنسان يكفر بكل الغيب و يؤول الغيب إلى معاني أخرى .. فيقول أن الجنة كناية عن الفرح و لا توجد جنة حقيقية مادية ، و النار كناية عن العذاب و لا توجد نار حقيقية و هكذا دواليك ..
فكيف تزعمون أن رؤية المؤمنين لربهم كناية عن الانتظار ..؟؟!!
وأما بالنسبة للنسيان .. فيجب أن تعرف الفرق بين أن تقول أن الجملة مجازية و بين أن تقول أن الجملة لها عدة معاني .. فالكلمة في اللغة العربية لها أكثر من معنى حقيقي ، و المعنى يتضح من خلال الجملة التي وردت الكلمة فيها .. أما المجاز فهو القول أن الكلمة لا تحمل أحد معانيها الحقيقية و إنما معاني غير حقيقية ..!!
و أما الآية التي ذكرتها ، فهي أصلا مبنية على المجهول " و كذلك اليوم تنسى " .. فالنسيان هنا مبني للمجهول ، لكن إن أردت السؤال عن النسيان فكان عليك أن تأتي بالآية التي نسب النسيان إلى الله و هي " نسوا الله فنسيهم " .. التوبة :67 ..و لا إشكال أبدا في الآية ، فكلمة " النسيان " لها أكثر من معنى حقيقي ، المعنى الأول : الغفلة عن الشيء و نقيضه التذكر ، المعنى الثاني : الترك . و هناك معاني أخرى ، و لكن هذين المعنين هما أبرز معنين لهذه الكلمة و عليهما يتم استخدامها .. فالنسيان المذكور في الآية الكريمة هو الترك و ليس الغفلة .. فيكون معنى الآية هو : تركوا الله فتركهم .. فالكافرين تركوا الله و تركوا التمسك بكتابه و تركوا رسوله و تركوا طاعته فتركهم الله من توفيقه و هدايته و رحمته و لطفه .
اولآ : نحن نرفض التمسك بالقرآن لوحده لان الذي أوصى به النبي هو التمسك بثقلين لا ثقل واحد .
ثانيآ : الاحاديث حول صفات الله تعالى أحدايث متواترة من أول امام الى آخر امام ولا يوجد اختلاف بينهم مما يقطع الشك باليقين بانها صحيحة فنحن لانقبل بأحاديث الآحاد .
ثالثآ : كيف تقول أن رؤية الله عقيدة اسلامية من القرآن أنت الى الآن لم تثبتها لنا وقلت لك أن آية ( وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة ) لايمكن حملها أنها تتكلم عن الرؤية بالعين لان التي ترى هي العين وليس الوجه ولم تثبت كلامك الى الآن سوى آية واحدة وقد رددنا عليها .
فالدليل الأول للرؤية هو قوله تعالى : " وجوه يومئذ ناضرة . إلى ربها ناظرة " .. و زعمت أن هذه الآية مجرد آية مجازية ، و كناية عن الانتظار ...!!!
و الآن لنرى ماستقوله في الدليل الثاني وهو قوله تعالى : " إن الأبرار لفي نعيم . على الأرائك ينظرون . تعرف في وجوههم نضرةالنعيم " .. هل ستقول أن هذه الآية أيضا مجرد مجاز على سبيل الكناية !!!
و إن كنت تقول بأنها آية حقيقية لها معنى حقيقي ، فأجب على هذا السؤال :
السؤال هو : ماذا ينظر الأبرار في الجنة ؟ .. و أريد الإجابة من القرآن نفسه ، لأن الإجابة بالتأليف سهل و كل شخص يستطيع أن يخرف كما يشاء ، نريد آية قرآنية تجيب على هذا السؤال ، مع العلم أن هذا النظر يرافقه نضرة على الوجه ،، بمعنى أن وجوه المؤمنين تكون ناضرة بسبب هذا النظر .. فماذا ينظرون يا ترى ؟؟!!
وعليه ،، فأدلة الرؤية كثيرة و ها أنا ذا انتقلت إلى الدليل الثاني ... فهل تملك دليل واحد من القرآن ينفي الرؤية ؟؟!! .. لأنه لا يمكن أن تنفي أمرا غيبيا بلا دليل، خاصة أنك تحرف الآيات و ترميها بأنها مجازات و كنايات ..!! فهل لديك آية قرآنية تنفي عدم رؤية المؤمنين لربهم في الجنة ؟؟
مع العلم ، أن قوله تعالى : " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " قد تحدث عنها كثيرا و بينت أنها تحتمل معاني كثيرة ، و أستطيع أن آخذ أي معنى أريد ، مثل : لا تفههم حقيقته العقول و هو يفهم جميع العقول .. و معنى آخر وهو : لا تسبقه الأبصار وهو يسبق الأبصار ... و يمكنني الآن أن أنتهج نهجكم فأقول : أن الآية مجرد مجاز و كناية عن قدرة الله أو كناية عن علم الله أو ماشابه ،، فأبدأ أألف معاني من رأسي من باب الزعم أن الآية كناية أو مجاز ...!!!
ممتاز أنت تقر ان النظر ليس معناه الرؤية دائمآ , فلماذا تتهمونا باننا لانحمل الآيات على ظاهرها أو لاننا نفسر النظر في آية ( الى ربها ناظرة ) كناية عن الأنتظار ؟؟
ثانيا : من معاني النظر : الإنتظار ،، و لكن هذا المعنى لا يكون أبدا إذا أضيف حرف الجر " إلى " مع النظر .. فكلمة " ينظر إلى " .. لا يمكن في اللغة العربية أن تعني الانتظار .. و بالتالي القول بأن معناه الانتظار قول باطل يخالف اللغة العربية ، و القول بأن معناه الرؤية و لكن هذه الرؤية كناية عن الانتظار ، قول أكثر بطلانا من القول الأول ..
اولآ : على فرض صحة كلامك هذا بان الجن ترى في الظلام فنحن نتكلم عن رؤية المادي للمادي ولايمكن رؤية المادي للغير المادي الا أنك تتكلم عن رؤية الغير مادي للمادي فان الأمر مختلف لاننا لانعرف كيفية رؤيتهم للمرئيات لكن نعرف أنهم يرون ولكن قد تكون بطريقة ثانية وأما قولنا بشرط وجود الضوء فنقصد منه الأجسام المادية حيث يسقط عليها الضوء .
و عليه ،، فعندما تضع شروطا فلا تعمم لأنها ستكون باطلة عين البطلان ...
و الآن أصبحت شروطك فقط مرهونة على الماديين .. أليس الجبل ماديا ؟
الجبل يرى و يتكلم و يدرك و يشعر و لكن بكيفية مختلفة عن كيفياتنا ،، فالله سبحانه و تعالى قال : " و لقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه و الطير " .. سبأ: 10 .. فأمر الله الجبال أن تسبح مع داود صاحب الصوت الجميل و مع الطير .. و بالتالي فالثلاثة يسبح الله و لكن كلّ بكيفيته ، فتسبيح الجبال مختلف عن تسبيح داود الإنسان مختلف عن تسبيح الطيور ، و الثلاثة عبارة عن ذوات مادية ترابية و مع ذلك اختلفت كيفية الكلام و التسبيح .. و الجبال أيضا ترى و تخشع و تدرك : " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله " .. فهل تعتقد أن شروطك في الرؤية تنطبق على الجبال ؟؟!! هل الجبال لا ترى في الظلام لأنها مادية ؟؟!!
ثانيآ : عندما نتكلم عن المقابلة يقصد منه المواجهة أي يكون أمامه أما مع وجود الحاجز والمانع فلا تمكن الرؤية وقلت لك نحن أجسام مادية فلا استغراب أن ترانا الجن او الابالسة والله تعالى ليس جسمآ ماديآ حتى تمكن رؤيته من المخلوقات المادية أضف الى ذلك أنه سبحانه ليس متحيزآ بمكان والمتحيز هو الذي يرى , فلا تتعب نفسك تلف حول نفسك لتثبت المستحيل !!
أنت فعلا مسكين ..!
يا رجل ،، عن أية مقابلة و مواجهة تتكلم ..!!
تحقق الرؤية لا علاقة له بالمقابة أو المواجهة ، كم مرة أكرر ..!!!
أنت مشكلتك أنك تنكر آيات الله منطلقا من عدم معرفة للكيفية ، و هذا مسلك خطير فتحذر منه ، لأنه سيجرك إلى أن تكفر بجميع الغيبيات ، ستكفر بأن الله يكلم المؤمنين أيضا ، لأنك ستقول بأن التكلم لا يكون إلا إذا كان كذا و كذا و مقابلة و خرابيط .. فهل أنت أيضا لا تؤمن بأن الله يكلم المؤمنين في الجنة و يكلمونه ؟؟!!
اولآ : انا لااقول ان تحقق بعض الامور من الله تعالى يحتاج الى شروط بل أقصد أنه عندما نتكلم عن شئ معين في هذا الوجود فان وجوده يستحيل بدون بعض الشروط لان وجود هذه الشروط هو أساس وجوده ولو ذهبت هذه الشروط لاصبح هذا الشئ شئ آخر لايصح اطلاق لفظ نفس الشئ السابق عليه , مثلآ عندما تقول : ( يد ) فانك تقصد يد جارحة لها شكل معين فلو كان المقصود من يد أمر آخر فان اللفظ يصبح مجاز والمجاز هو استخدام الكلمة في غير معناها الأصلي .
فلو قلنا " يد الملائكة " فنحن نتحدث عن أمر مختلف تماما عن لو قلنا " يد الإنسان " و يختلف تماما عن لو قلنا " يد الباب " ...
كذلك ،، كلمة " نور " .. لا يعني كلمة نور بأنه ضوء .. بل لا بد أن نعرف نور من؟! حتى نعرف المقصود من النور ، فلو قلنا " نور الشمس " فنحن نتحدث عن الفوتونات الضوئية التي تحمل سبعة أطياف ضوئية ، بينما لو قلنا " نور الملائكة " فلا يعني بالضرورة أن نور الملائكة عبارة عن فوتونات ضوئية ، كذلك لو قلنا " نور الله " فلا يعني أن نور الله ضوء كضوء الشمس .. فالله ليس كمثله شيء ، و بالتالي نوره ليس الضوء الذي نعرفه ، و في نفس الوقت لا نقول بأن نور الله كناية عن قدرته .. بل لله نور حقيقي ليس كمثله نور ..و لا علاقة لنور الشمس أو نور النار أو نور الملائكة بنور الله ، لا من قريب و لا من بعيد ..
ثانيآ : بخصوص البديهيات أنا أتصور أنني أتكلم في واد وأنت في واد آخر , عندما نقول بديهيات فان وجود الله تعالى يعتبر من البديهيات و انكارك للبديهيات هو انكار لله تعالى , فعندما نقول اجتماع النقيضين محال ومثال على ذلك حتى تفهم مقصودي أن العدد اما زوجي أو فردي ولا يتصور العقل ان يصبح العدد في يوم من الايام زوجي وفردي في نفس الوقت , وأما النار التي القي فيه ابراهيم عليه السلام لم يجتمع فيها النقيضين لانه في الوقت التي أصبحت فيها بردآ وسلامآ لم تكن حارة بل ازيلت منها صفة الحرارة فلاحظ .
أخبرتك أنه إن كنت تملك بديهيات تتعلق بكيفية تحقق أمور ما ، فهاتها ، و إلا فاترك الرياضيات لأهلها ، فالأعداد الزوجية و الفردية تنبطق فقط على الأعداد الصحيحة .. أما الأعداد النسبية فلا يمكن إطلاق هذه الصفة عليها ، مثلا العدد 3.14 ( ثلاثة و أربعة عشر من مئة ) هل هو زوجي أم فردي ؟! و أما بالنسبة للنار ، فمن قال لك أن النار عندما أصبحت فيها بردا و سلاما لم تكن حارة ؟؟!! لا يا حبيبي ، النار كانت بردا و سلاما فقط على إبراهيم ، كما قال تعالى : " قلنا يا نار كوني بردا و سلاما على إبراهيم " الأنبياء : 69 .. فهذه النار في الخارج كانت حارة جدا لدرجة أن الطيور كانت تسقط من حرارتها كما ورد في بعض الروايات ، و الكفار كانوا يتعجبون من عدم احتراق إبراهيم لأنهم كانوا يحسون بحرارة تلك النار ، فكانت النار حارة و حارقة على الجميع و كانت بردا و سلاما على إبراهيم فقط ..
لذا فأخبرتك أنه لا يمكن أن نقول أنه من المستحيل حدوث كذا لأن حدوث كذا يلزم كذا ،، بل كل شيء ممكن إذا شاء الله ذلك .
ثالثآ : قولك اننا سنرى الله تعالى بكيفية يكفي الرد عليه ببرهان عقلي من أقوال أحد ائمتنا : ان الله كيف الكيف بلا كيف فلا يقال له كيف
والله تعالى قال : ( ليس كمثله شئ ) , فكيف يصبح خالق الكيفيات مكيف بكيفية معينة لان الشئ المكيف يحتاج الى مكيف له واعوذ بالله من هذا الكلام .
والله تعالى قال : ( ليس كمثله شئ ) , فكيف يصبح خالق الكيفيات مكيف بكيفية معينة لان الشئ المكيف يحتاج الى مكيف له واعوذ بالله من هذا الكلام .
فعندما نقول بأن الله كيّف الكيف ، فمعناه أن الله فعل ، و الفعل كيف ..
و أيضا روايتكم تتهم إبراهيم عليه السلام بأنه خالف روايات أئمتكم ، لأن إبراهيم سأل الله قائلا : " كيف " !!! فهل سيقول إبراهيم كيف لمن لا كيف له !!!!! حيث قال تعالى : " و إذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى و لكن ليطمئن قلبي " .. البقرة : 260
فلم يقل الله لإبراهيم ، يا إبراهيم ، ألم تقرأ روايات الكليني التي قال فيها أنني كيفت الكيف بلا كيف ، بل نجد الله قال لإبراهيم : فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك .. و لم يقل له أنه لا يوجد كيف أصلا ..!!!!
فهل إبراهيم كان يعتقد بأن الله يحتاج إلى مكيف و هل روايات الكليني أعلم عن الله من رسول الله إبراهيم ..؟؟!!!
تعليق