إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

]إليك أيها السيد المسمي علي الأمين

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة



  • ما نريده هو التصحيح والتجديد في الفكر الشيعي

    إن ما نريده هو العودة الى الأصول ، اصول الفكر الشيعي (لا اقصد كتب الأصول مهما كان عددها وعدتها وتناقضها ) التي جاء بها أساطين التشيع اعتمادا على المنبع الأصلي لها عند الأئمة من ال البيت.
    إما ما دخل على تلك الأصول من أمور جاءت من خارجه بظغوط سياسية واهواء واراء غريبة ، فهذا ما نقصده دائما عند الحديث عن التصحيح والتجديد في الفكر الشيعي واعادة النظر فيه وكذلك المذهب السني.
    ان الكثير من المصلحين الشيعة – في القرن الماضي والقرن الحاضر – حاولوا ذلك ، الا انهم اصطدموا بجدار التقاليد الارثذوكسية البغيضة ، فراحت اراءهم ادراج الرياح ، نذكر من اؤلئك المصلحين ان على مستوى الحوزة العلمية ، وان على مستوى أفكار المذهب ،
    الدكتور شريعتي
    الشيخ كاشف الغطاء ،
    والشيخ المظفر ،
    والسيد الامين ،
    والسيدين الصدريين ،
    والسيد فضل الله ،
    والسيد محمد حسين فضل الله ،
    والشيخ المؤيد ،
    وهناك اسماء فاتني ذكرها لا لسبب ما وانما لمقتضيات الذاكرة البشرية التي تنسى.
    مقومات التصحيح والتجديد: ان أية حركة تصحيحية وتجديدية يجب ان تبنى على اسس منطقية موضوعية علمية ، ومن خلال استقراء تاريخي فكري لهذا الفكر . يمكن ان نضع بعض الاسس التي من شأنها ان تكون هي المعيار الامثل لبناء الحركة، ومن هذه الاسس:
    اعادة النظر بكل ما وصلنا من احاديث وروايات ، بعد عرضها على القرآن الكريم ، والعقل السوي ،وفحصها من ناحية السند والمتن ، دون تقديس لاي شخص قالها ، او رواها ، او نقلها ، او دونها في كتاب.( ولنأخذ مثالا على ذلك . ان كتاب الكافي الذي يحتوي على اكثر من ستة عشر الف حديث
    ، وهو من اهم مصادر الحديث عند الشيعة ، قيل عنه الكثير من علماء ومفكري الشيعة على انه يحوي الغث والسمين من الاحاديث والروايات ، وفي الوقت نفسه ، قيل عنه انه عرض على الامام المهدي وقال انه كاف لشيعتنا. ان الكثير من اقوال اساطين علماء المذهب قد انتقدته :آ/ يقول محمد جواد مغنية في الشيعة في الميزان - ص 271: (( وعند الشيعة الإمامية كتب أربعة للمحمدين الثلاثة : محمد الكليني ، ومحمد الصدوق ، ومحمد الطوسي ، وهي : الاستبصار ، ومن لا يحصره الفقيه ، والكافي ، والتهذيب ، وهذه الكتب عند الشيعة تشبه الصحاح عند السنة ، ومع ذلك يقول الشيخ جعفر كاشف الغطاء في كتابه " كشف الغطاء " صفحة 40 " المحمدون الثلاثة رضوان الله عليهم كيف يعول في تحصيل العلم عليهم ، وبعضهم يكذب رواية بعض بتكذيب بعض الرواة . . وما استندوا إليه مما ذكروا في أوائل الكتب الأربعة من أنهم لا يروون إلا ما هو حجة بينهم وبين الله ، أو ما يكون من القسم المعلوم دون المظنون ، فبناء على ظاهره لا يقتضي حصول العلم بالنسبة إلينا ، لأن علمهم لا يؤثر في علمنا . . . . " وإذا كانت هذه الكتب الأربعة لا يعول عليها إلا بعد نقدها حديثا حديثا وفحصها دلالة وسندا ، فكيف ينسب إلى الشيعة ما لم يؤمن به الكل أو الجل ؟ !)). ب / يقول هاشم معروف الحسني في كتابه : (دراسات في الحديث والمحدثين - ص 130 وما بعدها): (( لقد وقف علماء الشيعة من الكافي موقفا يمكن ان يكون بالقياس إلى موقف السنة من صحيح البخاري سليما وبعيدا عن المغالاة والاسراف فلم يتنكروا لحسناته ولم يتجاهلوا ما فيه من السيئات والنقص الذي لا يخلو منه كتاب مهما اتخذ المؤلف الحيطة لاخراجه كما يريد ويحب . ومع أنهم لم يغالوا فيه غلو محدثي السنة وفقهائهم في صحيح البخاري ، فلقد وضعه فريق من المحدثين القدامى فوق مستواه وأحاطه الأخباريون بهالة من التقديس والاكبار ، ولكن من جاء بعدهم من اعلام الطائفة قضى على تلك الهائلة وألفتوا الأنظار إلى ما فيه من نقص وعيوب . ومع كل ذلك فلقد عده الكثير من العلماء والمحدثين مجددا بالنسبة إلى من تقدمه من المؤلفين في الحديث ، بالرغم من أن الذين تقدموه من المحدثين والمؤلفين قد تحروا جهدهم لتصفية الأحاديث من المكذوب والمشبوه ، وتشدد القيمون في أحاديث المتهمين بالغلو والوقف وغيرهما من المنحرفين عن المذهب الاثني عشري ، ولكنهم كما اعتقد لم يوفقوا إلى اخراج جامع للمواضيع المختلفة التي اشتمل عليها الكافي ، ولا أظن أنهم صنفوا الأحاديث حسب المواضيع ووزعوها على الأبواب ، وفي المحل الذي يناسبها كما صنع الكليني ، ولم يجمع أحد قبله الأصول والمرويات التي يترجح لديه صدورها عن المعصوم ، ولو من جهة القرائن التي تحيط بها ، حتى ولو كان الراوي لها يعتنق الغلو والوقف ، أو اي مذهب آخر ، كما جمعها هو في كتابه ووضعها في المحل المناسب ، فان الذين باشروا عملية التصفية من قبله ، كانوا ينظرون إلى الراوي قبل اي شئ ، فإذا وجدوا فيه مغمزا أو انحرافا تركوا مروياته مهما كان حالها ولو أحيطت بعشرات القرائن ، بينما درس الكليني الرواية من ناحية السند والمتن والملابسات التي تحيط بها ، واعتبر الوثوق بالصدور مهما كان مصدره شرطا أساسيا للاعتماد على الرواية ، ولذلك احتاج إلى عشرين عاما لانهاء هذه الدراسة التي أعطت هذه النتائج الغنية بالفوائد في مختلف المواضيع . (...) ولم يدع أحد بأنه صحيح بجميع مروياته لا يقبل المراجعة والمناقشة سوى جماعة من المتقدمين تعرضوا للنقد اللاذع من بعض من تأخر عنهم من الفقهاء والمحدثين ، ولم يقل أحد : بان من روى عنه الكليني فقد جاز القنطرة كما قال الكثيرون من محدثي السنة في البخاري ، بل وقف منه بعضهم موقف الناقد لمروياته من ناحية ضعف رجالها ، وارسال بعضها ، وتقطيعها ، وغير ذلك من الطعون ، التي تخفف من حدة الحماس له ، والتعصب لمروياته ، وحتى ان الذين لم يقروا تلك الاتهامات الموجهة إليه ، ووصفوه بأنه أفيد كتب الحديث واجلها ، وقالوا : بأنه لم يصنف مثله ، واخذوا بجميع مروياته ، هؤلاء لم يدعوا بان جميع ما فيه مروي بواسطة العدول في جميع مراتب السند ، والذي يستفاد من نصوصهم انه جامع للمرويات التي تثق النفس بصدورها عن المعصوم من حيث إن مؤلفه بقي زمنا طويلا يبحث وينقب ويقطع المسافات البعيدة من بلد إلى بلد فنى جمعه من الصدور والمجاميع بعد الوثوق بصدور مروياته عن الأئمة ( ع ) ولو بواسطة القرائن والامارات الخارجة عن متونها ، ولو لم يكن الراوي مستوفيا للشروط المطلوبة في الرواة . (...) ويؤيد ذلك أن الكليني نفسه لم يدع ان مرويات كتابه كلها من الصحيح المتصل سنده بالمعصوم بواسطة العدول ، فإنه قال في جواب من سأله ، تأليف كتاب جامع يصح العمل به والاعتماد عليه قال : وقد يسر لي الله تأليف ما سئلت وأرجو ان يكون بحيث توخيت . وهذا الكلام منه كالصريح في أنه قد بذل جهده في جمعه واتقانه معتمدا على اجتهاده وثقته بتلك المجاميع والأصول الأربعمائة ، التي كانت مرجعا لأكثر المتقدمين عليه ومصدرا لأكثر مرويات كتابه . ومهما كان الحال فالكافي مع أنه كان من أوثق المجاميع في الحديث منذ تأليفه إلى عصر العلامة الحلي وأستاذه أحمد بن طاووس أكثر من ثلاثة قرون من الزمن مع أنه كان بهذه المنزلة عند المتقدمين ، فان جماعة منهم كالمفيد وابن إدريس ، وابن زهرة ، والصدوق لم يثقوا بكل مروياته ووصفوا بعضها بالضعف كغيرها من المرويات التي لم تتوفر فيها شروط الاعتماد على الرواية . ومن ذلك تبين ان المتقدمين لم يجمعوا على الاعتماد على جميع مروياته جملة وتفصيلا ، فان شهادتهم له بأنه من أوثق كتب الحديث وأفيدها واعتباره مرجعا لهم ، لا تعني ان كل ما فيه حجة شرعية يجوز الاعتماد عليه في الفروع والأصول كما يدعي أكثر الأخباريين . ويمكن تحديد موقف العلماء والمحدثين من مرويات الكافي بالبيان التالي ، وهو ان تصحيح الكليني لمروياته واعتباره لها حجة فيما بينه وبين ربه ، هل هو شهادة منه بتزكية رواة تلك الأحاديث ، وبوجود قسم منها في الكتب المعتبرة التي عرضت على الأئمة ( ع ) وأقروا العمل بها من اعتبر تصحيحه لا واعتماده عليها من باب الشهادة لا بد وان يعتمد عليها لجواز الاكتفاء بالشاهد الواحد في مقام التزكية وفي الموضوعات كما لو شهد الثقة بأن هذا الكتاب لزيد مثلا وهذا الحديث موجود في الكتاب الفلاني ، أو في المحل الفلاني مثلا )). - اعادة النظر الفقهي فيما صدر من فتاو على مر العصور تحت تأثيرات مختلفة ، سياسية وايديولوجية ومذهبية .

    - اعادة النظر في الكثير مما اصبح عند البعض عقيدة او بدرجة العقيدة في الفكر الشيعي الجعفري ، من مثل : - قول البعض بتحريف القرآن الكريم .- اعادة النظر في اعتقاد البعض بالولاية التكوينية، وتقديس الائمة ، و الغلو فيهم ، و العمل بنظرية التفويض من جديد عند البعض. - النظر الموضوعي لزواج المتعة، على الاقل من الناحية الاجتماعية والاسرية. - النظر في الشهادة الثالثة في الاذان . - النظر في تقديس السجود على التربة الحسينية ، وليس حلية السجود عليها. - النظر فيما سمي بالشعائر الحسينية ، من تطبير الرؤوس وضرب الظهور بالسلاسل والزحف لزيارة مراقد الائمة، وغيرها . - اقامة صلاة الجمعة والنظر اليها من وجهة نظر اسلامية لا تتطلب وجود معصوم ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الجمعة:9) إذ لم يربط الله سبحانه اتيانها بوجود المعصوم نبيا او اماما .4 – اعادة النظر في مسائل تاريخية بروح موضوعية استنادا على الادلة الصحيحة بعيدا عن العاطفة ، مثل حادثة الهجوم على بيت الزهراء.
    – النظر الى قضية الامامة من وجهة نظر القرن الحادي والعشرين ، وليس بمنظار الاعوام الاولى للقرن الاول الهجري ، خدمة للوحدة الاسلامية ، وترك تبعات هذا الامر الى الله سبحانه. ان قول الشيعة بالنص الالهي في موضوعة الامامة، وقول المذاهب الاسلامية الاخرى بالشورى ، وبعضها بالشورى مع اعطاء افضلية للامام علي ، لهو نزاع مرت عليه القرون دون الوصول الى حل ، مما اثر على وحدة الكلمة داخل الامة الاسلامية. 6 - اعادة النظر في العلاقة بين السنة والشيعة على اسس اسلامية ، لتمتين اللحمة الاسلامية ، والوصول الى الوحدة الاسلامية المرجوة ، من ناحية : آ/ ان التعدد المذهبي ليس معناه اختلاف مذهبي ، اعتمادا على الحديث النبوي الشريف : (اختلاف امتي رحمة) ، انه تعدد اراء في مسألة فقهية معينة ، وليس تصادم فقهي. ب / التفريق بين مصطلح ومفهوم السنة والجماعة ومصطلح ومفهوم الناصبي القديم، خاصة على مستوى العامة من الشيعة ، إذ انهم لا يرون فرقا واضحا بينهما ، وعلى فقهاء ومراجع التشيع افهامهم ذلك. ج / عدم التعميم في اصدار الاحكام الشرعية – الفتاوى خاصة - ، فقول صادر من رجل من هذا المذهب او تلك المدرسة الفقهية ليس معناه انه صادر من ذلك المذهب او تلك المدرسة7 – ان المذهب الشيعي مذهب قديم قدم الاسلام – اذا اخذنا بالروايات التي تؤكد على ان اصحاب الامام علي اسماهم النبي (ص) بشيعته – اذن، هو مذهب اسلامي عربي المنشأ والجذور. ما ما دخله من خارجه من امور ابعدته عن منزعه الاسلامي العربي لاسباب كثيرة ، فهي امور على فقهاء ومراجع ومفكري الشيعة يقع عاتق ازالتها، للعودة بالمذهب الشيعي الى نقائه الاول ، وليس في ذلك نعرة عنصرية ، لان من قال بهذه النعرة حري به ان ينعت الاسلام ايضا بهذا النعت ، الاسلام الذي نزل قرآنه باللغة العربية ، على نبي عربي ، في مجتمع عربي ، اريد به ان يكون دينا للشعوب والمجتمعات كافة ، ويكون العرب هم ناشروه بين الامم. وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (النحل:103) (لِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء:195) (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2) (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ) (الرعد:37) (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً) (طـه:113) (قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (الزمر:28) (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) (الشورى:7) (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الزخرف:3) (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَاناً عَرَبِيّاً لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ) (الاحقاف:12) (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (ابراهيم:4) وعند الحديث عن المذهب الشيعي الجعفري ، فإن اغلب فقهاء ومفكري الشيعة يفرق بين التشيع العلوي (الجعفري ،العربي) والتشيع الصفوي ، وليس في ذلك مسبة للتشيع بصورة عامة ، إذ اختلاف المدارس ضمن مذهب واحد ليس قدحا في ذلك المذهب ، وانما يكون القدح بما تقوله وتعتقد به تلك المدارس. ان التشيع الصفوي ليس مصطلحا عربيا فقط ، وانما هو مصطلح قال به الكثير من الايرانيين ، ومنهم المفكر الشيعي الدكتورعلي شريعتي ، الذي اغتيل عام 1977. ذ يقول : (إن الفرق بين التشيع العلوي والتشيع الصفوي كالفرق بين الحسن المطلق والقبح المطلق ) . ويقول كذلك : (إن كل المذاهب الإسلامية توجد بينها نقاط تشابه إلا التشيع الجعفري والتشيع الصفوي فلا يوجد بينهما أية نقاط تشابه ) . وايضا قوله: (إن التشيع الصفوي عمل أكثر من أي شيء أخر للقضاء على روح التشيع وثقافته ).
    ومن يعود تاريخيا الى الاسباب التي دعت الى انشاء الدولة الصفوية (العوامل السياسية خاصة) وتكوّن مذهبها اعتمادا على ذلك ، يرى مصداق ذلك ، ولا نريد – هنا – ان نخوض في تلك الاسباب فالمصادر الكثيرة تحدثت عنها .(5) 8 – ان من حسنات المذهب الشيعي الجعفري هو ان باب الاجتهاد ما زال مفتوحا لغاية يومنا هذا ، مما يسهل على فقهائه ومراجعه اعادة النظر من جديد دون الاخلال بواحد من اصول المذهب الجعفري الحقيقية ، او الخروج من ثوابت الاسلام. *** من خلال هذه الافكار التي حملها هذا المقال ، يحدونا الامل في الكثير من رجال المذهب الشيعي الجعفري الذين رفعوا راية التجديد والتصحيح في فكره ، لاعادته من جديد – المذهب – الى المدرسة الاولى التي امتاح منها اسسه ومقوماته وهي مدرسة الامام جعفر الصادق التي هي اساسا المنهل الاسلامي لكل المذاهب الاسلامية الاولى. ونحن على يقين تام ان المرجع الديني الكبير سماحة الامام الشيخ حسين المؤيد سيقوم مع بعض رجال الاصلاح في المذهب بدور فعال و كبير في التجديد والتصحيح . 1 – يقول عالم الاجتماع الدكتور علي الوردي : ((إن المجلسي كان يحتاج إلى ثلاثة أضعاف عمره حتى ينجزها واستنتج أن هناك من كان يؤلف تلك الكتب ويضع اسم المجلسي عليها وأضاف إن تلك الكتب هي المسئولة عن انتشار الفكر المنحرف بين الشيعة )). لمحات اجتماعية علي الوردي ص77.2 - هناك اختلاف في عدد متون الاحاديث او الروايات في نسخه المخطوطة بين نسخة واخرى من نسخ هذا الكتاب، راجع :الكليني والكافي – الشيخ عبد الرسول الغفار – ص 398. 3 - هناك شك في ذلك ، راجع :الكليني والكافي – الشيخ عبد الرسول الغفار – ص 395. 4 – انظر الى قضية الحلية وعدمها في امور كثيرة بين مراجع الافتاء . وكمثال على ذلك : حلية اكل لحم الارنب ، واللعب بالشطرنج ، وسماع الموسيقى الطربية ، وغيرها . (راجع كتابنا : التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي - الفكر الاجتهادي الشيعي نموذجا - الكتاب الاول - التصحيح والتجديد الاجتهادي في المذهب الشيعي - عند المرجع الديني سماحة اية الله الامام الشيخ حسين المؤيد). 5 – تقول ليلى دشتي، التي قدمت عرضا لكتاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي لمؤلفه شريعتي : ((إذن للتشيع حقبتان تاريخيتان ، بينهما تمام الاختلاف تبدأ الأولى من القرن الأول الهجري حيث كان التشيع معبراً عن الإسلام الحركي في مقابل الإسلام الرسمي والحكومي الذي كان يتمثل في المذهب السني ، وتمتد هذه الحقبة إلى أوائل العهد الصفوي، حيث تبدأ الحقبة الثانية والتي تحول فيها المذهب الشيعي من تشيع حركة ونهضة إلى تشيع حكومة ونظام)). - راجع كذلك كتاب الدكتور علي الوردي : لمحات اجتماعية من تاريخ العراق، وكتاب : التشيع العلوي والتحريف الصفوي محمد البنداري ، وكتاب : تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه لاحمد الكاتب، وكتاب الدكتور موسى الموسوي (الشيعة والتصحيح) وكتاب (ياشيعة العالم استيقظوا)للمؤلف نفسه.
    بقلم داود سلمان الشويلي
    وللمقال بقية ولنا عودة

    تحياتي

    تعليق




    • ما نريده هو التصحيح والتجديد في الفكر الشيعي

      إن ما نريده هو العودة الى الأصول ، اصول الفكر الشيعي (لا اقصد كتب الأصول مهما كان عددها وعدتها وتناقضها ) التي جاء بها أساطين التشيع اعتمادا على المنبع الأصلي لها عند الأئمة من ال البيت.
      إما ما دخل على تلك الأصول من أمور جاءت من خارجه بظغوط سياسية واهواء واراء غريبة ، فهذا ما نقصده دائما عند الحديث عن التصحيح والتجديد في الفكر الشيعي واعادة النظر فيه وكذلك المذهب السني.
      ان الكثير من المصلحين الشيعة – في القرن الماضي والقرن الحاضر – حاولوا ذلك ، الا انهم اصطدموا بجدار التقاليد الارثذوكسية البغيضة ، فراحت اراءهم ادراج الرياح ، نذكر من اؤلئك المصلحين ان على مستوى الحوزة العلمية ، وان على مستوى أفكار المذهب ،
      الدكتور شريعتي
      الشيخ كاشف الغطاء ،
      والشيخ المظفر ،
      والسيد الامين ،
      والسيدين الصدريين ،
      والسيد فضل الله ،
      والسيد محمد حسين فضل الله ،
      والشيخ المؤيد ،
      وهناك اسماء فاتني ذكرها لا لسبب ما وانما لمقتضيات الذاكرة البشرية التي تنسى.
      مقومات التصحيح والتجديد: ان أية حركة تصحيحية وتجديدية يجب ان تبنى على اسس منطقية موضوعية علمية ، ومن خلال استقراء تاريخي فكري لهذا الفكر . يمكن ان نضع بعض الاسس التي من شأنها ان تكون هي المعيار الامثل لبناء الحركة، ومن هذه الاسس:
      اعادة النظر بكل ما وصلنا من احاديث وروايات ، بعد عرضها على القرآن الكريم ، والعقل السوي ،وفحصها من ناحية السند والمتن ، دون تقديس لاي شخص قالها ، او رواها ، او نقلها ، او دونها في كتاب.( ولنأخذ مثالا على ذلك . ان كتاب الكافي الذي يحتوي على اكثر من ستة عشر الف حديث
      ، وهو من اهم مصادر الحديث عند الشيعة ، قيل عنه الكثير من علماء ومفكري الشيعة على انه يحوي الغث والسمين من الاحاديث والروايات ، وفي الوقت نفسه ، قيل عنه انه عرض على الامام المهدي وقال انه كاف لشيعتنا. ان الكثير من اقوال اساطين علماء المذهب قد انتقدته :آ/ يقول محمد جواد مغنية في الشيعة في الميزان - ص 271: (( وعند الشيعة الإمامية كتب أربعة للمحمدين الثلاثة : محمد الكليني ، ومحمد الصدوق ، ومحمد الطوسي ، وهي : الاستبصار ، ومن لا يحصره الفقيه ، والكافي ، والتهذيب ، وهذه الكتب عند الشيعة تشبه الصحاح عند السنة ، ومع ذلك يقول الشيخ جعفر كاشف الغطاء في كتابه " كشف الغطاء " صفحة 40 " المحمدون الثلاثة رضوان الله عليهم كيف يعول في تحصيل العلم عليهم ، وبعضهم يكذب رواية بعض بتكذيب بعض الرواة . . وما استندوا إليه مما ذكروا في أوائل الكتب الأربعة من أنهم لا يروون إلا ما هو حجة بينهم وبين الله ، أو ما يكون من القسم المعلوم دون المظنون ، فبناء على ظاهره لا يقتضي حصول العلم بالنسبة إلينا ، لأن علمهم لا يؤثر في علمنا . . . . " وإذا كانت هذه الكتب الأربعة لا يعول عليها إلا بعد نقدها حديثا حديثا وفحصها دلالة وسندا ، فكيف ينسب إلى الشيعة ما لم يؤمن به الكل أو الجل ؟ !)). ب / يقول هاشم معروف الحسني في كتابه : (دراسات في الحديث والمحدثين - ص 130 وما بعدها): (( لقد وقف علماء الشيعة من الكافي موقفا يمكن ان يكون بالقياس إلى موقف السنة من صحيح البخاري سليما وبعيدا عن المغالاة والاسراف فلم يتنكروا لحسناته ولم يتجاهلوا ما فيه من السيئات والنقص الذي لا يخلو منه كتاب مهما اتخذ المؤلف الحيطة لاخراجه كما يريد ويحب . ومع أنهم لم يغالوا فيه غلو محدثي السنة وفقهائهم في صحيح البخاري ، فلقد وضعه فريق من المحدثين القدامى فوق مستواه وأحاطه الأخباريون بهالة من التقديس والاكبار ، ولكن من جاء بعدهم من اعلام الطائفة قضى على تلك الهائلة وألفتوا الأنظار إلى ما فيه من نقص وعيوب . ومع كل ذلك فلقد عده الكثير من العلماء والمحدثين مجددا بالنسبة إلى من تقدمه من المؤلفين في الحديث ، بالرغم من أن الذين تقدموه من المحدثين والمؤلفين قد تحروا جهدهم لتصفية الأحاديث من المكذوب والمشبوه ، وتشدد القيمون في أحاديث المتهمين بالغلو والوقف وغيرهما من المنحرفين عن المذهب الاثني عشري ، ولكنهم كما اعتقد لم يوفقوا إلى اخراج جامع للمواضيع المختلفة التي اشتمل عليها الكافي ، ولا أظن أنهم صنفوا الأحاديث حسب المواضيع ووزعوها على الأبواب ، وفي المحل الذي يناسبها كما صنع الكليني ، ولم يجمع أحد قبله الأصول والمرويات التي يترجح لديه صدورها عن المعصوم ، ولو من جهة القرائن التي تحيط بها ، حتى ولو كان الراوي لها يعتنق الغلو والوقف ، أو اي مذهب آخر ، كما جمعها هو في كتابه ووضعها في المحل المناسب ، فان الذين باشروا عملية التصفية من قبله ، كانوا ينظرون إلى الراوي قبل اي شئ ، فإذا وجدوا فيه مغمزا أو انحرافا تركوا مروياته مهما كان حالها ولو أحيطت بعشرات القرائن ، بينما درس الكليني الرواية من ناحية السند والمتن والملابسات التي تحيط بها ، واعتبر الوثوق بالصدور مهما كان مصدره شرطا أساسيا للاعتماد على الرواية ، ولذلك احتاج إلى عشرين عاما لانهاء هذه الدراسة التي أعطت هذه النتائج الغنية بالفوائد في مختلف المواضيع . (...) ولم يدع أحد بأنه صحيح بجميع مروياته لا يقبل المراجعة والمناقشة سوى جماعة من المتقدمين تعرضوا للنقد اللاذع من بعض من تأخر عنهم من الفقهاء والمحدثين ، ولم يقل أحد : بان من روى عنه الكليني فقد جاز القنطرة كما قال الكثيرون من محدثي السنة في البخاري ، بل وقف منه بعضهم موقف الناقد لمروياته من ناحية ضعف رجالها ، وارسال بعضها ، وتقطيعها ، وغير ذلك من الطعون ، التي تخفف من حدة الحماس له ، والتعصب لمروياته ، وحتى ان الذين لم يقروا تلك الاتهامات الموجهة إليه ، ووصفوه بأنه أفيد كتب الحديث واجلها ، وقالوا : بأنه لم يصنف مثله ، واخذوا بجميع مروياته ، هؤلاء لم يدعوا بان جميع ما فيه مروي بواسطة العدول في جميع مراتب السند ، والذي يستفاد من نصوصهم انه جامع للمرويات التي تثق النفس بصدورها عن المعصوم من حيث إن مؤلفه بقي زمنا طويلا يبحث وينقب ويقطع المسافات البعيدة من بلد إلى بلد فنى جمعه من الصدور والمجاميع بعد الوثوق بصدور مروياته عن الأئمة ( ع ) ولو بواسطة القرائن والامارات الخارجة عن متونها ، ولو لم يكن الراوي مستوفيا للشروط المطلوبة في الرواة . (...) ويؤيد ذلك أن الكليني نفسه لم يدع ان مرويات كتابه كلها من الصحيح المتصل سنده بالمعصوم بواسطة العدول ، فإنه قال في جواب من سأله ، تأليف كتاب جامع يصح العمل به والاعتماد عليه قال : وقد يسر لي الله تأليف ما سئلت وأرجو ان يكون بحيث توخيت . وهذا الكلام منه كالصريح في أنه قد بذل جهده في جمعه واتقانه معتمدا على اجتهاده وثقته بتلك المجاميع والأصول الأربعمائة ، التي كانت مرجعا لأكثر المتقدمين عليه ومصدرا لأكثر مرويات كتابه . ومهما كان الحال فالكافي مع أنه كان من أوثق المجاميع في الحديث منذ تأليفه إلى عصر العلامة الحلي وأستاذه أحمد بن طاووس أكثر من ثلاثة قرون من الزمن مع أنه كان بهذه المنزلة عند المتقدمين ، فان جماعة منهم كالمفيد وابن إدريس ، وابن زهرة ، والصدوق لم يثقوا بكل مروياته ووصفوا بعضها بالضعف كغيرها من المرويات التي لم تتوفر فيها شروط الاعتماد على الرواية . ومن ذلك تبين ان المتقدمين لم يجمعوا على الاعتماد على جميع مروياته جملة وتفصيلا ، فان شهادتهم له بأنه من أوثق كتب الحديث وأفيدها واعتباره مرجعا لهم ، لا تعني ان كل ما فيه حجة شرعية يجوز الاعتماد عليه في الفروع والأصول كما يدعي أكثر الأخباريين . ويمكن تحديد موقف العلماء والمحدثين من مرويات الكافي بالبيان التالي ، وهو ان تصحيح الكليني لمروياته واعتباره لها حجة فيما بينه وبين ربه ، هل هو شهادة منه بتزكية رواة تلك الأحاديث ، وبوجود قسم منها في الكتب المعتبرة التي عرضت على الأئمة ( ع ) وأقروا العمل بها من اعتبر تصحيحه لا واعتماده عليها من باب الشهادة لا بد وان يعتمد عليها لجواز الاكتفاء بالشاهد الواحد في مقام التزكية وفي الموضوعات كما لو شهد الثقة بأن هذا الكتاب لزيد مثلا وهذا الحديث موجود في الكتاب الفلاني ، أو في المحل الفلاني مثلا )). - اعادة النظر الفقهي فيما صدر من فتاو على مر العصور تحت تأثيرات مختلفة ، سياسية وايديولوجية ومذهبية .

      - اعادة النظر في الكثير مما اصبح عند البعض عقيدة او بدرجة العقيدة في الفكر الشيعي الجعفري ، من مثل : - قول البعض بتحريف القرآن الكريم .- اعادة النظر في اعتقاد البعض بالولاية التكوينية، وتقديس الائمة ، و الغلو فيهم ، و العمل بنظرية التفويض من جديد عند البعض. - النظر الموضوعي لزواج المتعة، على الاقل من الناحية الاجتماعية والاسرية. - النظر في الشهادة الثالثة في الاذان . - النظر في تقديس السجود على التربة الحسينية ، وليس حلية السجود عليها. - النظر فيما سمي بالشعائر الحسينية ، من تطبير الرؤوس وضرب الظهور بالسلاسل والزحف لزيارة مراقد الائمة، وغيرها . - اقامة صلاة الجمعة والنظر اليها من وجهة نظر اسلامية لا تتطلب وجود معصوم ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الجمعة:9) إذ لم يربط الله سبحانه اتيانها بوجود المعصوم نبيا او اماما .4 – اعادة النظر في مسائل تاريخية بروح موضوعية استنادا على الادلة الصحيحة بعيدا عن العاطفة ، مثل حادثة الهجوم على بيت الزهراء.
      – النظر الى قضية الامامة من وجهة نظر القرن الحادي والعشرين ، وليس بمنظار الاعوام الاولى للقرن الاول الهجري ، خدمة للوحدة الاسلامية ، وترك تبعات هذا الامر الى الله سبحانه. ان قول الشيعة بالنص الالهي في موضوعة الامامة، وقول المذاهب الاسلامية الاخرى بالشورى ، وبعضها بالشورى مع اعطاء افضلية للامام علي ، لهو نزاع مرت عليه القرون دون الوصول الى حل ، مما اثر على وحدة الكلمة داخل الامة الاسلامية. 6 - اعادة النظر في العلاقة بين السنة والشيعة على اسس اسلامية ، لتمتين اللحمة الاسلامية ، والوصول الى الوحدة الاسلامية المرجوة ، من ناحية : آ/ ان التعدد المذهبي ليس معناه اختلاف مذهبي ، اعتمادا على الحديث النبوي الشريف : (اختلاف امتي رحمة) ، انه تعدد اراء في مسألة فقهية معينة ، وليس تصادم فقهي. ب / التفريق بين مصطلح ومفهوم السنة والجماعة ومصطلح ومفهوم الناصبي القديم، خاصة على مستوى العامة من الشيعة ، إذ انهم لا يرون فرقا واضحا بينهما ، وعلى فقهاء ومراجع التشيع افهامهم ذلك. ج / عدم التعميم في اصدار الاحكام الشرعية – الفتاوى خاصة - ، فقول صادر من رجل من هذا المذهب او تلك المدرسة الفقهية ليس معناه انه صادر من ذلك المذهب او تلك المدرسة7 – ان المذهب الشيعي مذهب قديم قدم الاسلام – اذا اخذنا بالروايات التي تؤكد على ان اصحاب الامام علي اسماهم النبي (ص) بشيعته – اذن، هو مذهب اسلامي عربي المنشأ والجذور. ما ما دخله من خارجه من امور ابعدته عن منزعه الاسلامي العربي لاسباب كثيرة ، فهي امور على فقهاء ومراجع ومفكري الشيعة يقع عاتق ازالتها، للعودة بالمذهب الشيعي الى نقائه الاول ، وليس في ذلك نعرة عنصرية ، لان من قال بهذه النعرة حري به ان ينعت الاسلام ايضا بهذا النعت ، الاسلام الذي نزل قرآنه باللغة العربية ، على نبي عربي ، في مجتمع عربي ، اريد به ان يكون دينا للشعوب والمجتمعات كافة ، ويكون العرب هم ناشروه بين الامم. وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (النحل:103) (لِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء:195) (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2) (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ) (الرعد:37) (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً) (طـه:113) (قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (الزمر:28) (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) (الشورى:7) (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الزخرف:3) (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَاناً عَرَبِيّاً لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ) (الاحقاف:12) (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (ابراهيم:4) وعند الحديث عن المذهب الشيعي الجعفري ، فإن اغلب فقهاء ومفكري الشيعة يفرق بين التشيع العلوي (الجعفري ،العربي) والتشيع الصفوي ، وليس في ذلك مسبة للتشيع بصورة عامة ، إذ اختلاف المدارس ضمن مذهب واحد ليس قدحا في ذلك المذهب ، وانما يكون القدح بما تقوله وتعتقد به تلك المدارس. ان التشيع الصفوي ليس مصطلحا عربيا فقط ، وانما هو مصطلح قال به الكثير من الايرانيين ، ومنهم المفكر الشيعي الدكتورعلي شريعتي ، الذي اغتيل عام 1977. ذ يقول : (إن الفرق بين التشيع العلوي والتشيع الصفوي كالفرق بين الحسن المطلق والقبح المطلق ) . ويقول كذلك : (إن كل المذاهب الإسلامية توجد بينها نقاط تشابه إلا التشيع الجعفري والتشيع الصفوي فلا يوجد بينهما أية نقاط تشابه ) . وايضا قوله: (إن التشيع الصفوي عمل أكثر من أي شيء أخر للقضاء على روح التشيع وثقافته ).
      ومن يعود تاريخيا الى الاسباب التي دعت الى انشاء الدولة الصفوية (العوامل السياسية خاصة) وتكوّن مذهبها اعتمادا على ذلك ، يرى مصداق ذلك ، ولا نريد – هنا – ان نخوض في تلك الاسباب فالمصادر الكثيرة تحدثت عنها .(5) 8 – ان من حسنات المذهب الشيعي الجعفري هو ان باب الاجتهاد ما زال مفتوحا لغاية يومنا هذا ، مما يسهل على فقهائه ومراجعه اعادة النظر من جديد دون الاخلال بواحد من اصول المذهب الجعفري الحقيقية ، او الخروج من ثوابت الاسلام. *** من خلال هذه الافكار التي حملها هذا المقال ، يحدونا الامل في الكثير من رجال المذهب الشيعي الجعفري الذين رفعوا راية التجديد والتصحيح في فكره ، لاعادته من جديد – المذهب – الى المدرسة الاولى التي امتاح منها اسسه ومقوماته وهي مدرسة الامام جعفر الصادق التي هي اساسا المنهل الاسلامي لكل المذاهب الاسلامية الاولى. ونحن على يقين تام ان المرجع الديني الكبير سماحة الامام الشيخ حسين المؤيد سيقوم مع بعض رجال الاصلاح في المذهب بدور فعال و كبير في التجديد والتصحيح . 1 – يقول عالم الاجتماع الدكتور علي الوردي : ((إن المجلسي كان يحتاج إلى ثلاثة أضعاف عمره حتى ينجزها واستنتج أن هناك من كان يؤلف تلك الكتب ويضع اسم المجلسي عليها وأضاف إن تلك الكتب هي المسئولة عن انتشار الفكر المنحرف بين الشيعة )). لمحات اجتماعية علي الوردي ص77.2 - هناك اختلاف في عدد متون الاحاديث او الروايات في نسخه المخطوطة بين نسخة واخرى من نسخ هذا الكتاب، راجع :الكليني والكافي – الشيخ عبد الرسول الغفار – ص 398. 3 - هناك شك في ذلك ، راجع :الكليني والكافي – الشيخ عبد الرسول الغفار – ص 395. 4 – انظر الى قضية الحلية وعدمها في امور كثيرة بين مراجع الافتاء . وكمثال على ذلك : حلية اكل لحم الارنب ، واللعب بالشطرنج ، وسماع الموسيقى الطربية ، وغيرها . (راجع كتابنا : التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي - الفكر الاجتهادي الشيعي نموذجا - الكتاب الاول - التصحيح والتجديد الاجتهادي في المذهب الشيعي - عند المرجع الديني سماحة اية الله الامام الشيخ حسين المؤيد). 5 – تقول ليلى دشتي، التي قدمت عرضا لكتاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي لمؤلفه شريعتي : ((إذن للتشيع حقبتان تاريخيتان ، بينهما تمام الاختلاف تبدأ الأولى من القرن الأول الهجري حيث كان التشيع معبراً عن الإسلام الحركي في مقابل الإسلام الرسمي والحكومي الذي كان يتمثل في المذهب السني ، وتمتد هذه الحقبة إلى أوائل العهد الصفوي، حيث تبدأ الحقبة الثانية والتي تحول فيها المذهب الشيعي من تشيع حركة ونهضة إلى تشيع حكومة ونظام)). - راجع كذلك كتاب الدكتور علي الوردي : لمحات اجتماعية من تاريخ العراق، وكتاب : التشيع العلوي والتحريف الصفوي محمد البنداري ، وكتاب : تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه لاحمد الكاتب، وكتاب الدكتور موسى الموسوي (الشيعة والتصحيح) وكتاب (ياشيعة العالم استيقظوا)للمؤلف نفسه.
      بقلم داود سلمان الشويلي
      وللمقال بقية ولنا عودة

      تحياتي

      تعليق


      • الطريق طويل .....
        ووعر....
        ولكن نهايته جميلة وسعيدة ...
        مادام هناك فرسانا ....
        كعلي الامين

        تعليق

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X