إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أخونا سيد نزار ماذا يحدث في البحرين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السيد شبر: سنرفع الانتهاكات إلى الأمم المتحدة وتزايد التعديات على مظاهر عاشوراء مؤشر خطير في استهداف الشيعة

    خاص اللؤلؤة – أكد مسؤول ملف الحريات الدينية في منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان سماحة السيد عباس شبر أن المنظمة بصدد رفع كافة انتهاكات الحريات الدينية إلى مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحريات الدينية مطالباً بالسماح له بزيارة البحرين والاطلاع على ما يجري عن قرب.

    السيد شبر وفي حديث خاص بقناة اللؤلؤة وصف ممارسات السلطة بـ “الحمقاء” و”ترفع مستوى الاحتقان من الطائفة ضد ممارساتها”، مشدداً على أن “التعديات الكبيرة على المظاهر العاشورائية منذ الأعوام السابقة مؤشر خطير في استهداف الطائفة الشيعية”.

    وذكر شبر أن 10 من العلماء استدعوا هذا العام على ما ذكروه من أمور عقائدية عاشورائية خلال إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام مؤكداً أن الحسين ع للإنسانية وليس لطائفة واستدعاء الرواديد دليل واضح على أن النظام يخوض حرباً ضد الحسين ع وفكر الطائفة.

    ولفت إلى أن القوانين الدولية والدستور المحلي أقر حرية التعبير وحق ممارسة الشعائر ورأى أنه “لا يمكن للسلطة السير في الطريق الصحيح ما لم تُوجد علاقة صحيحة مع الشعب بمختلف مكوناته”.

    تعليق


    • بالأرقام والمعلومات: كيف توظّف الأموال السعودية في تعميق الانقسام الطائفي بالبحرين؟
      [
      مرآة البحرين (خاص): الحل السعودي للأزمة السياسية في البحرين هو أن تعود الجماهير المنتفضة ضد عائلة آل خليفة لمنازلها، ولم يكن دخول القوّات السعودية العسكرية لقمع المنتفضين السلميين آخر أشكال الهيمنة على القرار البحريني.

      وبحسب وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة فإن وزير خارجية السعودية السابق سعود الفيصل كان وزيرا لخارجية البحرين خلال الأزمة السياسية التي شهدتها البلاد 2011، فيما استمر رئيس الاستخبارات حينذاك مقرن بن عبدالعزيز آل سعود في رفع تقارير دورية عن الأوضاع الأمنية والسياسية في البحرين، للملك السعودي وولي عهده، مع نسخة لوزيري الدفاع والداخلية. (وثائق تنشرها مرآة البحرين لاحقا).

      وليس مستغربا أن تتلقى المعارضة البحرينية نصائح بالتفاوض المباشر مع السعودية لكونها تملك مفاتيح القرار السياسي في البحرين، إلا أن "مملكة الحزم" -فيما يبدو من معلومات- لا تدعم حلا سياسيا تفاوضيا، بل تعمل مع النظام البحريني لسحق المعارضة ومجتمعها.

      وصحيح أن دول الخليج أقرت (10 مارس/ آذار 2011) خطة مالية بـ 10 مليارات دولار لمساعدة البحرين اقتصاديا للتخفيف من حدة الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، إلا أن السعودية اختارت أن تكون أموالها أداة لتعميق الأزمة والانقسام.

      وذكرت مصادر مطلعة في وزارة المالية أن الصندوق السعودي للتنمية، المسؤول عن حصة السعودية من المارشال الخليجي، أعلن في اجتماعات مشتركة أنه يفضل عدم تنفيذ مشروعات في مناطق معارضة (شيعية).

      وبينت المصادر أن الصندوق على تنسيق كامل مع الديوان الملكي فيما يتعلق باحتياجات البحرين بشأن استكمال برنامج التجنيس السياسي (تغيير تركيبة البحرين السكانية)، مؤكدة أنه يسعى لتقديم تسهيلات وتمويل برامج إسكانية تخدم هذا الهدف.

      وكشف موقع ويكليكس وثائق تؤكد أن القمة التشاورية في الرياض أقرت شروطا من بينها وضع جدول زمني للمشاريع لصرف المنح المالية للبحرين، إلا أن وزير الخارجية سعود الفيصل طلب من الديوان الملكي السعودي تجاوز هذا الشرط.

      وتبلغ حصة السعودية من المارشال الخليجي 2.5 مليار دولار، تقدمت منها بمنحتين ماليتين تبلغ قيمتهما أكثر من مليار دولار، وجاءت المنحة الأولى (ديسمبر/ كانون الأول 2012) لتمويل 6 اتفاقيات بكلفة 448 دولار، والمنحة الثانية (يونيو/ حزيران 2015) لتمويل 4 اتفاقيات بكلفة 670 مليون دولار.

      وتؤكد البيانات المقدمة من وزارة المالية بشأن المنحتين المعلومات حيال عدم تفضيل السعودية دعم مشروعات في مناطق معارضة، فقد أظهرت الاتفاقيات الموقعة أن الصندوق السعودي يتجه لدعم مشروعات في مناطق موالية للنظام قد يستفيد منها مجنسون.

      فعلى مستوى المشروعات الإسكانية تمول السعودية مدينتين إسكانيتين واحدة في الجنوبية (1560 وحدة) والأخرى باسم مدينة الرملي (1247 وحدة)، وقامت بتمويل 6 مدارس واحدة منهم في المالكية فقط.

      المشروعات الإسكانية التي تمولها السعودية بقيمة 350 مليون دولار
      المشروع


      المنطقة

      بناء 1560 وحدة سكنية

      الجنوبية

      بناء 1247 وحدة سكنية

      مدينة الرملي

      المشروعات التعليمية التي تمولها السعودية بقيمة 85 مليون دولار
      المشروع


      المنطقة

      مدرسة ثانوية للبنين

      الحنينية (الرفاع)

      مدرسة اعدادية للبنات

      البسيتين

      مدرسة اعدادية للبنين

      مدينة حمد

      مدرسة ابتدائية اعدادية للبنات

      المالكية

      مدرسة ابتدائية للبنين

      مدينة عيسى

      مدرسة شاملة للبنات

      جو

      مشروعات كهرباء تمولها السعودية بقيمة 200 مليون دولار
      المشروع


      المنطقة

      نقل جهد

      المدينة الشمالية

      نقل جهد

      مدينة شرق الحد

      نقل جهد

      إسكان الجنوبية

      نقل جهد

      الرملي

      نقل جهد

      اللوزي

      مشروعات صحية تمولها السعودية بكلفة 58 مليون دولار
      المشروع


      المنطقة

      مركز غسيل كلى - 60 سريرا

      الرفاع

      مركز عناية للإقامة الطويلة- 100 سرير

      المحرق



      هوامش:
      "المالية": بدء تنفيذ المنحة المقدمة من المملكة العربية السعودية في إطار برنامج التنمية الخليجي
      التوقيع على اتفاقيتين مع الصندوق السعودي للتنمية بقيمة إجمالية قدرها 58 مليون دولار
      وزارة المالية توقع 4 اتفاقيات مع الصندوق السعودي للتنمية بقيمة 670 مليون دولار لتمويل عدد من المشاريع الحيوية

      تعليق


      • تغريدات المفكر والباحث الإسلامي: الدكتور حسن بن فرحان المالكي
        =================
        إن شاء الله يكون لنا في العاشر من محرم؛ بعض الكلام -ولو قل- في حق الإمام الحسين
        أبى الله إلا تخليد مأساته لاجتماع الأمة على القتل أو الخذلان
        صحيح أنه قد قتل من هو مثله كالحسن أو أفضل منه كالإمام علي، لكن الطريقة التي قتل بها الحسين وما جرى بعد مقتله؛ كان وصمة عار في جبين هذه الأمة
        الحسين لجميع المسلمين -لمن يحب الاعتبار فقط-وإذا أهملنا العبرة من هذه الفاجعة - بالشكل الذي تمت فيه- فمعنى هذا أننا لسناً أهلاً لأي دراسة
        الأمم الحية لا تهرب من ذكرى الفواجع الكبرى؛ بل تظل حية في وجدانهم وتتكثف في اهتماماتهم ودراساتهم أما الأمم المتخلفة العاجزة عن الاعتبار فلا
        الأمم العاجزة غريبة التفكير فهي عندما تكون عاجزة عن الاعتبار والبحث؛ تقنع نفسها بأن هذا حدث في الماضي وخلاص لن تعود الأمور لننصر الحسين!
        الأمم العاجزة لا تحب الماضي ولا دراسته ولا الاعتبار منه وربما لو كان لها من الأمر شيء لشطبت التاريخ وقصص الأنبياء مع أممهم وبلا وجع رأس!
        العاجزون ينسون أن ثلث القرآن قصص عن الماضي، بل القصة تتكرر وبأساليب مختلفة
        وهذا درس لنا حتى لا نمل من تكرار قراءة أي حدث واستلهام العبر
        اكتشف بنفسك أن الأمر ليس قتل ابن نبي فقط ولا قتل معارض للسلطة فقط ولا معركة بين فريقين ولا عاطفة فقط الخ، هذه قراءات ساذجة للثورة الحسينية
        الحدث ليس حدثاً عادياً من ظالم قاتل أو مظلوم شهيد، الحدث أكبر بكثير من هذا التسطيح، حتى التمثيل بجثة حمزة وحبيب ليس كاستشهاد الحسين
        عندما مثّل المشركون بجثة حمزة وحبيب بن عدي كانت الظروف مختلفة، كان لهم ناصر وليس للحسين ناصر، قُتِلوا أفراداً وقتل قبل الحسين معظم أهله
        كان أهل حمزة وحبيب في مأمن في حصن حصين بالمدينة، ولكن ما تبقى من أهل الحسين يساق بهم حفاة شبه السبايا من بلد إلى بلد آلاف الأميال
        طريقة التمثيل بجثة الحسين أيضاً كانت مختلفة؛ لقد أجالوا الخيول فوق جسده الشريف؛ ترض عظامه بعد مقتله، دناءات وأحقاد تستحق الدراسات الكاشفة
        الأمم الحية تدرس السلوكيات الشاذة؛ فمجرم يقتل أمة مثلاً ليس كأي مجرم يقتل العشرات
        ثم هذه النفسيات الممسوخة كيف قادت الأمة في وقت مبكر؟
        أيضاً قراءة الإيمان الرفيع في موقف الحسين واخته زينب وأصحابه؛ لا يقل غرابة، فبقدر ما كان خصومه في أسفل سافلين كان إيمانه وثباته في أعلى عليين
        فكلمة الحسين الإيمانية -أثناء رؤيته موت الأطفال من العطش وإحراق خيام النساء- ما زالت ترن في أذن التاريخ وتعبر عن إيمان غير معهود أبداً، فما هي؟
        قال الإمام الحسين عندئذ (اللهم إنه مما يهوّن ما بنا أننا بعينك يارب العالمين)! كأنه يعرف أنه لا ناصر له وقد تتشوه سيرته وأهدافه وما جرى لهم
        فكان ثقته بالله فقط وأنهم تحت عينه وبصره كأنه يوصي الله نفسه بتمكين الأمة من معرفة حقيقة ما جرى وقد استجاب الله فأخرج قصته على لسان أعدائه
        هذا المستوى الرفيع من الإيمان يحتاج إلى دراسة وبحث، فالرجل -الحسين- استسهل كل شيء؛ لماذا؟ لأن الله يرى وكفى! فهذا يهون كل شيء! الله أكبر
        كذلك أخته زينب بنت علي والزهراء؛ عندما تجمع رؤرس بنيها وإخوانها والدماء تثعب من الرؤرس، ثم تقول كلمة ما زالت تهز القلوب فماذا قالت؟
        كانت تجمع ملء كفوفها من دماء رؤرس أبنائها وإخوانها وتنثره في السماء وتقول:
        (اللهم تقبل منا هذا القربان)! أي إيمان هذا؟ إنه بيت النبوة !
        وهكذا؛ فمدرسة كربلاء؛ فيها مادة لدراسة الأخلاق والإيمانيات من أعلاها وأرفعها مقاماً وشفافية؛ إلى أسفل ما تتوقعه من دناءة ولؤم وخسة ونفاق.
        مدرسة كربلاء استفاد منها حتى غير المسلمين؛ ووجد فيها أصحاب القلوب الشفافة والبصائر النافذة مادة خصبة لفهم أعلى الإيمان وأسفل النفاق معاً
        مدرسة الحسين من مدرسة النبوة ومدرسة النبوة من مدرسة القرآن وكلها ليست لقساة القلوب ولا المتكبرين الهدايات الكبرى هي هدى وشفاء للمؤمنين فقط
        القرآن أعظم من الحسين والنبي أعظم من الحسين وقد وُجد المستهزءون والساخرون من القرآن ومن النبي فلا يقلق المؤمنين سخرية الساخرين بل هذا ابتلاء
        لكن في الوقت نفسه؛ نريد عاطفة بعلم وبرهان وعبرة ودرس وفهم؛ مثلما نطلب الإيمان بالقرآن والنبوة بعلم وبرهان وفهم وعبرة الإيمان ليس سهلاً
        لا يقبل الله الإيمان المجاني إن لم تجد صعوبة وتمحيصاً لإيمانك فإيمانك غير مقبول عند الله فلا تحزن واقرأ الآيات:
        http://t.co/QTv4vSTmaM
        هل تظن أنه يكفيك صلاة وصوم وحج بلا ابتلاء وتمحيص للغايات من هذه الشعائر؟ كلا كلا أنت واهم راجع الغايات والابتلاء فيها. يريدك الله إنساناً!
        لا يريدك عابداً لمذهب ولا سلطة ولا فصفص يريدك جاداً، تشهد لله تبحث لله، لا تأثراً بأحمق ولا خوفاً من شتام ولا مراعاة للمشاعر والصداقات اصحٓ
        أصحاب الفصفص الذين لا يبحثون ولا يحيون قلوبهم بمثل هذه الفاجعة؛ لا يأبه بهم الله؛ إنما خلقهم مادة ابتلائك أنت فتوازن واثبت ولا تضعف
        أصحاب الفصفص ليسوا مع القرآن والنبي حتى يكونوا مع الحسين أصحاب فصفص فقط ولا يهمهم بحث ولا دراسة ولا عبرة ولا عقل ولا ضمير لا تلتفت إليهم
        لا تعتذر لنفسك بسوء فعل الآخرين -مع التحفظ على التعميم- ابحث أنت الحادثة بنفسك واستخرج العبرة بنفسك
        واصنع يقينك بنفسك واحيِ ضميرك بنفسك
        وإذا لم تستطع البحث، فلا أقل من أن تحزن لرسول الله فيما جرى لذريته من قتل وإذلال وخذلان حتى لو اعتبرت النبي عظيماً من العظماء فقط
        كل منا يحب من الآخرين مشاركته في حزنه وكلنا نعزي بعضاً عند وفاة أي قريب، إذاً فهذا رسول الله، وهؤلاء أهل بيته، لهم عليك حق المسلم على الأقل
        كل ما يحصل للمسلمين مما ترون لن يكون إلا بأحد أمرين:
        إما نقص في العلم أو نقص في الوجدان فاحرص عليهما، وقصة الحسين فرصة لتوفر الأمرين
        اقرأ الحدث بمقدماته وخواتمه وما حصل أثناءه، من الإيمان الرفيع المهجور، وامتساخ القتلة، وضياع المروءة، وخذلان الأمة، وتسلط الظالمين، وضياع الدين.

        تعليق






        • !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!1

          تعليق


          • صنقور: إطلاقٍ للنار على حسينيتين رسالةٌ يُدركُ الجميعُ مغزاها وجوابُنا عليها: لا نتخلَّى عن الحسين



            العلامة صنقور: إطلاقٍ للنار على حسينيتين رسالةٌ يُدركُ الجميعُ مغزاها وجوابُنا عليها: لا نتخلَّى عن الحسين أيَّاً كان الثمن


            خطبة الجمعة لسماحة العلامة الشيخ محمد صنقور حفظه الله تعالى – جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز ٩ محرم ١٤٣٧هـ / ٢٣ أكتوبر ٢٠١٥م

            الخيارات التي اعتمدها الحسين عليه السلام في نهضته

            الْحَمْدُ لِلَّهِ الأَوَّلِ فَلَا شَيْءَ قَبْلَهُ، والآخِرِ فَلَا شَيْءَ بَعْدَهُ، والظَّاهِرِ فَلَا شَيْءَ فَوْقَهُ، والْبَاطِنِ فَلَا شَيْءَ دُونَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَيْسَ مَعَهُ إِلَهٌ غَيْرُهُ، وأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ صلّى الله عليه وآله. مُسْتَقَرُّهُ خَيْرُ مُسْتَقَرٍّ، ومَنْبِتُهُ أَشْرَفُ مَنْبِتٍ، فِي مَعَادِنِ الْكَرَامَةِ، ومَمَاهِدِ السَّلَامَةِ، قَدْ صُرِفَتْ نَحْوَهُ أَفْئِدَةُ الأَبْرَارِ، وثُنِيَتْ إِلَيْهِ أَزِمَّةُ الأَبْصَارِ، دَفَنَ اللَّهُ بِهِ الضَّغَائِنَ، وأَطْفَأَ بِهِ الثَّوَائِرَ، أَلَّفَ بِهِ إِخْوَاناً، وفَرَّقَ بِهِ أَقْرَاناً، أَعَزَّ بِهِ الذِّلَّةَ، وأَذَلَّ بِهِ الْعِزَّةَ، كَلَامُهُ بَيَانٌ، وصَمْتُهُ لِسَانٌ

            عِبَادَ اللَّه أُوصِيكُمْ ونفسي بِتَقْوَى اللَّه والورعِ عن محارمِه واعلموا إِنَّ اللَّه سُبْحَانَه وتَعَالَى لَا يَخْفَى عَلَيْه مَا الْعِبَادُ مُقْتَرِفُونَ فِي لَيْلِهِمْ ونَهَارِهِمْ، لَطُفَ بِه خُبْراً وأَحَاطَ بِه عِلْماً أَعْضَاؤُكُمْ شُهُودُه، وجَوَارِحُكُمْ جُنُودُه وضَمَائِرُكُمْ عُيُونُه وخَلَوَاتُكُمْ عِيَانُه

            أما بعد: فالحديثُ حولَ الخياراتِ التي اعتمدها الإمامُ الحسينُ عليه السلام في نهضتِه فإنَّ استفهاماً يطرحُه البعضُ وهو انَّ الإمام الحسين عليه السلام عرضَ على معسكرِ ابنِ سعد الرجوعَ بعد أنْ أوضحَ لهم منشأَ قدومِه عليهم، وأنّه إنّما جاء لهم استجابةً لدعواتهم، وأنّهم سيؤازرونه فيما عزمَ عليه مِن مواجهةٍ ليزيد بن معاوية. فالسؤالُ هو لماذا عرض عليهم الرجوع وهل كان هذا العرضُ خياراً جدِّياً للإمام الحسين عليه السلام؟

            والجوابُ عن هذا الاستفهامِ هو انَّ الواضحَ بعد التأمُّل في تأريخ نهضةِ الإمامِ الحسينِ عليه السلام هو أنَّ الإمام عليه السلام اتَّخذ لنفسِه خياراتٍ ثلاثةً طولية مترتّبةً، وليست عرضيّة.

            الخيارُ الأوّلُ: هو الاستعانةُ بأهلِ الكوفة لأجلِ مقارعةِ النظامِ الأموي، وتبنّيه لهذا الخيار نشأَ عن الاستعدادِ الذي أبداهُ أهلُ الكوفةِ للإمام الحسين عليه السلام وأنّهم سيؤازرونه ويقفونَ معه، وهذا لا يعني أنَّ اتّخاذه عليه السلام لخيارِ الثورة على بني أميّة كان قد نشأَ عن الاستعدادِ للمؤازرة الذي أبداهُ أهلُ الكوفة.



            فالحسينُ عليه السلام كان قد أعلنَ الخروجَ والرفضَ للبيعةِ قبلَ أنْ تصلَه كتبُ الكوفة، حيثُ لم تصلْه كتبُهم إلاّ في مكّةَ الشريفة، والحال أنّه أعلنَ الخروجَ والرفضَ للبيعةِ وهو في المدينةِ المنوَّرة كما تُؤكّدُ ذلك النصوصُ التاريخيّة المتظافرة، نعم كان اتّخاذُه لقرارِ الخروجِ إلى العراقِ دونَ غيرِها من الحواضر الإسلامية نشأ عمَّا وصلَه من كتبِ أهلِ الكوفة ورسلِهم، وأنّهم جندٌ له مجنّدة، وأنّهم لن يُسلموه ولن يخذلوه، وأنّهم ضاقوا ذرْعاً مِن حكمِ بني أميّة، وأنّهم عقدوا العزمَ على عدمِ مبايعةِ يزيدَ بنِ معاوية.

            ورغم كلِّ هذه التطمينات إلاّ أنّه لم يتّخذْ خيارَ المسيرِ إليهم إلاّ بعد أنْ بعثَ إليهم مسلمَ بنَ عقيل ليتعرّفَ على واقعِ حالِهم، وبعد أنْ وصلَ كتابُ مسلمِ بنِ عقيل يُؤكّدُ صدقَ نواياهم قرّرَ الحسينُ عليه السلام الخروجَ إليهم ليقودَ حركتَه الإصلاحيَّةَ مِن هناك.

            وهذا لا يعني أنّ الحسينَ عليه السلام لم يُخطّط لخيارٍ آخر لو تبيّنَ أنَّ الخيارَ الأوّل ليس مُتاحاً، فإنَّ ذلك هو شأنُ العقلاء في معالجةِ القضايا، فهم يضعونَ لكلّ ظرفٍ محتمَلٍ خياراً مناسباً بنظرِهم حتّى لا تفاجئُهم الظروفُ بما لم يتوقّعوه فتلتبسَ عليهم الحلول.

            وهذا هو ذاتُه الطريقُ الذي سلكَه الحسينُ عليه السلام حينما جعلَ لنفسِه خياراتٍ مترتّبة.

            الخيارُ الثاني: هو الرجوعُ مِن حيثُ جاء أو إلى أيِّ بُقعةٍ مِن بقاع الأرض، وهذا الخيارُ كان عقلائيّاً جدّاً بعد أنْ أصبحَ الخيارُ الأوّل غيرَ مُتاحٍ، نظراً لما تمخَّضت عنه الظروفُ والتي أوضحتْ للتأريخ أنَّ أهلَ الكوفة ليسوا جديرينَ ولا مؤهّلين لاحتضانِ ثورتِه، وحينئذٍ لم يكن مِن خيارٍ مناسبٍ سوى الرجوع والبحثِ عن حاضنةٍ أخرى لثورته، فخيارُ البيعةِ ليزيد أياً كانت الظروف كان مستحيلاً لدى الحسينِ الشهيد عليه السلام. فقد أُثر عنه من طرف الفريقين فيما أُثر انه قال:” لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنيا مَلْجَأٌ وَلا مَأْوىً، لَما بايَعْتُ يَزيدَ بْنَ مُعاوِيَةَ أَبَداً “

            وكان النظامُ الأموي يُدرك أنَّ خيارَ الرجوع دون بيعةٍ معناه أنّ الخطرَ مِن وجود الحسين عليه السلام يظلُّ ماثلاً، وأنَّ مِن المحتملِ قويّاً أنْ يتمكَّنَ الحسينُ عليه السلام مِن تعبئةِ أنصارٍ له قادرينَ على احتضانِ نهضتِه وتقويضِ ملكِهم أو زعزعةِ أمنِهم واستقرارِهم، وهذا ما كان يرومُه الحسينُ عليه السلام حينما عرض على النظام الأموي خيارَ الرجوعِ دون بيعة.

            فالحسينُ عليه السلام إنَّما عرض على معسكرِ ابن سعد خيارَ الرجوع، ولم يعرضْ عليهم خيارَ التخلِّي عن النهضة، فهو عليه السلام كان يبتغي من عرضِ خيار العودةِ أنْ يتحيَّن الظروفَ المناسبة لتعبئةِ جيشٍ يتمكَّنُ به من مقارعةِ النظام الأموي بعد أن تبيَّن للتأريخ أنَّ أهلَ الكوفةِ ليسوا جديرينَ باحتضانِ ثورته.

            والخيارُ الثالث: الذي اتَّخذه الإمامُ الحسين عليه السلام لنفسِه هو الاستشهادُ والتضحية، فقد كان واضحاً مِن كلماتِ الإمام الحسين عليه السلام أنّه كان على استعدادٍ تامّ للمصير إلى هذا الخيارِ إذا لم تتأهَّلِ الأمّةُ للوقوفِ معه في حركتِه الإصلاحيّة، وكان الحسينُ عليه السلام يُدرك أنّ هذا الخيارَ هو الذي ستفضي إليه الظروفُ إلاّ أنّه كان مضطراً لمواكبةِ الأحداث، إذ أنّ ذلك هو السبيلُ لاستيعابِ الأمّةِ والتاريخِ دوافعَ هذا الخيار، فليس مِن الممكن أنْ يتفهّمَ التاريخُ مغزى الاستشهادِ لو كان الخيارُ الأوّلُ مُتاحاً، لذلك كان على الحسين عليه السلام أنْ يكشفَ للتاريخِ سقوطَ الخيارِ الأوّل، وهكذا لو كان الخيارُ الثاني مُتاحاً فإنّ الأمّةَ والتاريخَ لن يستوعبا موقفَه واعتمادَه لخيارِ الاستشهاد، ذلك لأنّهما يحتملانِ قبولَ النظامِ الأموي بخيارِ الانصرافِ عن الكوفةِ دون بيعة، وحينئذ يتمكّنُ الحسين عليه السلام مِن استجماعِ قوّتِه معتمداً على وجاهتِه ومركزِه الديني والاجتماعي في الأمّة، ولذلك لم يكنْ مِن الممكن أن يتفهَّمَ أحدٌ العمليّةَ الفدائيّة التي أقدمَ عليها الحسينُ عليه السلام لو لم يسقطِ الخيارُ الثاني أيضاً.

            وبعد أنْ سقط الخيارُ الثاني لم يبقَ سوى خيارَيْن أحدُهما يُصرُّ عليه النظامُ الأموي، ويصرُّ الحسينُ على رفضِه وهو البيعة، والآخرُ يبتغيه الإمامُ الحسين ليضعَ بني أميّةَ في طريقٍ خاتمتُه الزوالُ والاندثار.

            وممَّا ذكرناه يتَّضحُ الجوابَ عن سؤالٍ آخر يُكثرُ البعضُ من تناولِه وهو لماذا استجابَ الحسينُ عليه السلام لأهلِ الكوفة مع علمِه بواقعهم؟ ولماذا لم يقبلْ بنصيحة من نصَحه بعدمِ التوجُّه للكوفة وبعدمِ الخروجِ على يزيد رغم انَّهم كانوا من المخلصين له؟

            فالجوابُ انَّه لو لم يستجب الإمامُ الحسينُ عليه السلام لدعواتِ أهل الكوفة لأدانَه التأريخُ ولقال إنَّ الحسينَ -والعياذُ بالله- قد فرَّطَ في المسئوليّةِ الإلهيّةِ المناطةِ به، وذلك لأنَّ الظروفَ قد تهيَّأتْ له بعد أنْ راسلَه الآلافُ مِن أهلِ الكوفة وجمعٌ كبيرٌ مِن الوجهاءِ وزعماءُ العشائر، وأكّدوا له أنّهم على استعدادٍ تامٍّ لمناصرتِه، وأنَّ الكوفة متهيِّئةٌ لاحتضانِ ثورته، وأنَّه ليس مِن العسيرِ عليهم طردُ الوالي الأمويِّ مِنها.

            والتأريخ يُدركُ انَّه عندما تسقطُ الكوفةُ فإنَّ ذلك يُنتجُ سقوطَ القرى والمدنِ المجاورةِ لها نظراً لارتباطها سياسيّاً وأمنيّاً بإمارةِ الكوفة بل وحتّى بلاد فارس والأهواز وبعض المدن الإيرانيَّة وقراها كانت تابعةً سياسيّاً وعسكريَّاً لإمارةِ الكوفة بل إنَّ سقوطَ الكوفةِ بِيَد الثوّار يُنتجُ سهولةَ الهيمنةِ على مدينةِ البصرة والمدنِ المجاورةِ لها، وذلك لأنَّ الثقلَ العسكريَّ والسياسيَّ في العراقِ آنذاك كان في مدينةِ الكوفة، وكلُّ مَن له معرفةٌ بالتاريخ يُدركُ هذه النتيجة.

            ومِن هنا يكونُ إهمالُ الإمامِ الحسين عليه السلام لدعواتِ أهلِ الكوفةِ المتكاثرةِ والملحَّة يُعدُّ تفريطاً وتفويتاً لفرصةٍ استثنائيّة خصوصاً وأنَّ الحسينَ يُدركُ أنَّ الأمّةَ ما كانت لتستجيبَ ليزيد لولا قوّتُه وسطوتُه، فإذا ما استطاعَ الحسينُ أنْ يُوهنَ هذه القوّة فإنَّ الحواضرَ الإسلاميّةَ سوف تتداعى واحدةً تلوَ الأخرى، إذ ليس ثمّة حاضرةٌ مِن الحواضر الإسلاميّة تُكنُّ الولاءَ الحقيقيَ ليزيد وللنظامِ الأموي إذا ما استثنَيْنا بلادَ الشام.

            هذا بالإضافةِ إلى عنصرٍ آخر يُؤكّدُ المسئوليّةَ التاريخيّةَ على الحسين عليه السلام وهو احترامُ وتقديرُ الأمّةِ له نظراً لقرابتِه مِن رسولِ الله صل الله عليه وآله ونظراً لإيمانِها بنزاهتِه وكفاءتِه، وليس مِن عائقٍ يحولُ دون مؤازرتِه فيما يرمي إليه سوى بطشِ السلطةِ الأمويّة الذي أصاب الأمّةَ بالإحباط واليأس، فلو أنَّ الحسينَ عليه السلام استطاعَ إدخالَ الوهنِ على النظامِ الأموي فإنَّ الأمّةَ ستهبُّ لا محالةَ لمؤازرته.

            مِن هنا كان سقوطُ الكوفةِ مع ملاحظةِ الاعتباراتِ الأخرى مساوقاً لضعفِ النظامِ الأموي وعجزِه عن بسطِ هيمنتِه على الحواضرِ الإسلاميّة. ذلك لأنَّ مركزَ القوّةِ للنظامِ الأموي كان متمثِّلاً في بلادَيِ الشامِ والكوفة، لهذا تمكّن الثوّارُ في المدينةِ المنوّرة وكذلك مكّة الشريفة مِن طردِ بني أميّة بكلّ يُسرٍ أيّامَ يزيدِ بن معاوية، ولولا أنْ بعثَ إليهم يزيدُ بن معاوية جيشَ الشام بعد أنْ اعتذر ابنُ زياد واليه على الكوفة عن المسيرِ إليهم لما تمكّن مِن استرجاعِ المدينةِ مِن يدِ الثوّار.

            وهو ما يُعبِّر عن أنَّ الكوفةَ والشامَ هما مركزُ القوّةِ للنظامِ الأموي، وأنَّ سرَّ هيمنتِه وانبساطِ سلطتِه هو ما يُدركُه الناسُ مِن أنَّ عاقبة التمرُّدِ هو أنْ يُسلّطَ عليهم النظامُ الأموي جيشَ الشامِ أو الكوفة.

            ومِن هنا نُؤكّدُ أنَّ سقوطَ الكوفة بِيَد الثوّار معناه أنَّ النظام الأموي يُصبحُ أمامَ قوّةٍ مكافئةٍ لقوّته، وهو ما كنّا نقصدُه مِن دخولِ الوهنِ على النظام الأموي المستوجبِ لتداعي الحواضرِ الإسلاميّة بعد أنْ لم يكن خضوعُها له ناشئاً عن ولائِها وإيمانِها بجدارتِه واستحقاقِه، وإنّما كان ناشئاً عن خوفِها مِن بطشِه وقسوةِ نكايتِه.

            وبما ذكرناه اتَّضحَ المنشأُ لاستجابة الحسين عليه السلام لدعواتِ أهل الكوفة، فقد تواترتْ عليه كتبُهم حتّى تجاوزتْ الاثني عشر ألف كتابٍ، كلُّ كتابٍ مختومٌ مِن اثنين أو ثلاثة أو أكثر، وكتبَ إليه زعماءُ العشائر والوجهاءُ وأوفدوا إليه الرسل، ورغم كلِّ ذلك بعثَ إليهم مسلمَ بنَ عقيل ليقفَ على واقعِ حالهم، فجاءه كتابُ مسلمِ بن عقيل أنْ أقدِمْ فإنَّ الكوفة مهيّئةٌ لاحتضان نهضتِك، فما كان يسعُه التخلُّفَ، ولم يكن يسعُه الاعتذار عن المصيرِ إليهم بدعوى أنَّ لهم سوابقَ تُوجبُ عدمَ الوثوقِ بجدّيّةِ دعوَاتِهم بعد أنْ بايعوا مسلمَ بن عقيل وعبَّروا له عن استعدادِهم وصدقِ نواياهم.

            وأمَّا عدمُ رجوعِ الحسين عليه السلام بعد علمِه بمقتلِ مسلمِ بن عقيل فلأنَّ قتلَه لا يُسقطُ الخيار الأول، ولذلك سعى الحسينُ ما وسعه لاستنهاض أهل الكوفة فحين أعذر في ذلك وأقام الحجَّةَ التامة صار إلى الخيار الثاني وحيثُ أبى عليه بنو أمية إلا البيعة صدحَ بموقفِه الذي صار أنشودةً يردِّدُها الأحرار أبدَ الدهر ” أَلا وَإِنَّ الدَّعِيَّ ابْنَ الدَّعيّ قَدْ تَرَكَني بَيْنَ السِّلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَهَيْهاتَ لَهُ ذلِكَ مِنّي! هَيْهاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ! أَبىَ اللهُ لَنا ذلك وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ، وَحُجُورٌ طَهُرَتْ وَجُدُودٌ طابَتْ ونفوسٌ أبيَّة وأنوفٌ حميَّة من أَنْ نُؤْثِرَ طاعَةَ اللِّئامِ عَلى مَصارِعِ الْكِرامِ، أَلا وَإنَّي زاحِفٌ بِهذِهِ الأْسْرَةِ عَلى

            قِلَّةِ الْعَدَدِ، وَكَثْرَةِ الْعَدُوِّ، وَخَذْلَةِ النّاصِرِ”.

            فالخيارَ الذي اتَّخذه الإمامُ الحسين لنفسه هو الاستشهاد، وذلك بعدما انكشفُ للأمّةِ وللتاريخ أنَّ المسلمين لم يكونوا حينذاك مؤهّلينَ للجهاد والمقارعةِ للنظام الأموي، فقد عقدَ العزمَ على أنْ يُقدِّم نفسَه قرباناً لله مِن أجل أنْ تستفيقَ الأمّةُ مِن سباتِها، وتُدركَ أنَّ النظام الأموي مريدٌ لتقويضِ بُنَى الإسلام، وأنّه لا يرعى حرمةً لرسول لله صل الله عليه وآله وأنَّ هذا النظامَ على استعدادٍ لفعلِ كلِّ عظيمٍ مِن أجلِ أنْ يبقى سلطانُه وتبقى هيمنتُه، وأنّه لا يعبأُ كثيراً أنْ يُعصى الله في الأرض بل يمارسُ هو دورَ التضليلِ والإفساد.

            وإذا ما أدركت الأمّةُ كلَّ ذلك واستفاقتْ على وقعِ فاجعةٍ هي بحجمِ قتل الحسينِ عليه السلام، وقتلِ ذرِّيّته وسبي بناتِ الرسول صل الله عليه وآله فإنَّ مِن المفترض أنْ تنبعثَ فيهم روحٌ جديدة قادرةٌ ولو بعد حين على أنْ تُجهزَ على هذا النظامِ الفاسد.

            أراد الحسينُ عليه السلام بنهضتِه وتضحيتِه أنْ يكسرَ حاجزَ الخوفِ، وأنْ يبدِّدَ حالةَ اليأسِ والخنوعِ الذي أصابَ الأمّة نتيجةَ البطشِ والتعسّفِ اللذين مارستهما السلطةُ الأمويّة معها، وأراد أنْ يؤسِّسَ لفهم إسلاميٍّ أصيل هو شرعيّةُ المواجهةِ للسلطانِ الجائر، وشرعيّةِ السعي لتقويضِ سلطانه، ذلك لأنّ النظامَ الأموي عمل وفي غضون ردح طويلٍ مِن الزمن على ترويجِ دعوى هي حرمةُ الخروجِ على النظام الحاكم حتّى ولو كان فاسداً جائراً، وسخّر لذلك المأجورينَ ممّن يُنسبون للعلمِ والدراية بالحديث ليضعوا مِن عند أنفسِهم رواياتٍ تؤكّدُ على عدمِ شرعيّة الخروجِ والثورةِ على السلطان وإنْ كان فاسقاً مستحلاًّ لحرمات الله، وأنَّ وظيفة المسلم هي الأداء لحق السلطان وليس له المطالبةُ بحقِّه بل يلزمه شرعاً الصبر والطاعة، وإنْ جلدَ السلطانُ ظهرَه وأخذ ماله.

            وهذه الثقافةُ الخطيرة التي سادتْ وتجذّرت بفعلِ السياسةِ الأمويّة لم يكن مِن الممكن تصحيحُها لو لم يتصدَّ لذلك رجلٌ هو بحجمِ الحسين عليه السلام ولم يكن التصدّي بمستوى التضحية، فالحسينُُ قدّم نفسَه قرباناً لله مِن أجل أن يُعيد الأمّةَ إلى المسار الصحيح، يقول عليه السلام: “أيّها الناس إنّ رسول الله صل الله عليه وآله يقول: مَنْ رأى منكم سلطاناً جائراً مستحلاًّ لِحُرَمِ الله ناكثاً عهدَه مخالفاً لسنَّة رسولِ الله صل الله عليه وآله، يعملُ في عبادِ الله بالإثمِ والعدوان، فلم يغيِّر عليه بفعلٍ ولا قول كان حقّاً على الله أنْ يُدخله مدخله، ألا وإنَّ هؤلاء قد لزموا الشيطان وتركوا طاعةَ الرحمن ، وأظهروا الفساد وعطَّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء وأحلُّوا حرام الله ، وحرَّموا حلاله وأنا أحقُّ مَنْ غيَّر…”.

            وأمّا نصيحةُ بعض أصحابه له بعدم الخروجِ على يزيد أو بعدم التوجّه إلى الكوفة فلأنّ حساباتِهم كانت سياسيّة، ولأنّهم أنفسَهم كانوا ممّن شملهم الداءُ وأصابَهم الوهنُ واستبدَّ بهم الخوفُ واليأسُ والإحباط، لذلك فهم لا يفهمون لغةَ الحسين عليه السلام ولا يُدركون أبعادَ خروجِه ونهضتِه.

            فهذا ابنُ عبّاس رحمه الله الذي لا نشكُّ في إخلاصِه للإمام الحسين عليه السلام يتمنّى لو كان يتمكّنُ مِن حبسِ الحسينِ عليه السلام والحيلولةِ دون خروجه ، ذلك لأنّه لم يكنْ قادراً على استيعابِ معنى التضحيةِ والاستشهاد، إذ هي لغةٌ لا يفهمُها إلاّ أهلُ البصائر ولا يقفُ على أبعادِها إلاّ مَن تجرَّدت روحُه عن كلِّ علائقِ الدنيا، فكم هو غريبٌ قولُ الحسين عليه السلام: “إنِّي لا أرى الموتَ إلاّ سعادة والحياةَ مع الظالمين إلاّ برما” فهو يأنسُ بالموت والآخرونَ تُؤنسُهم الحياة.

            وقد تمكّن الإمامُ الحسين عليه السلام مِن تحقيقِ غايتِه، ولم يتمكّنِ النظامُ الأموي مِن إرغامِ الحسينِ على خياره رغمَ ما بذلَه مِن وسعٍ، وما اعتمدَه مِن وسائلَ لا تصمدُ أمامَها أقوى الإرادات، وهذا هو معنى انتصارُ الدمِ على السيف.

            وهكذا تبخّر النظامُ الأموي وتلاشتْ أطروحتُه الراميةُ لتقويضِ بُنَى الإسلام وخُلدَ الحسينُ وخلدتْ مبادؤه.

            {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}

            .

            الخطبة الثانية:

            الْحَمْدُ لِلَّه الَّذِي إِلَيْه مَصَائِرُ الْخَلْقِ، وعَوَاقِبُ الأَمْرِ نَحْمَدُه عَلَى عَظِيمِ إِحْسَانِه، ونَسْتَعِينُ بِه اسْتِعَانَةَ رَاجٍ لِفَضْلِه، مُؤَمِّلٍ لِنَفْعِه، وَاثِقٍ بِدَفْعِه، ونُؤْمِنُ بِه إِيمَانَ مَنْ رَجَاه مُوقِناً، وأَنَابَ إِلَيْه مُؤْمِناً وخَنَعَ لَه مُذْعِناً، وأَخْلَصَ لَه مُوَحِّداً ، وعَظَّمَه مُمَجِّداً، ولَاذَ بِه رَاغِباً مُجْتَهِداً، ونَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ غَيْرُه، وأَنَّ مُحَمَّداً صل الله عليه وآله عَبْدُه ورَسُولُه

            أُوصيكم عبادَ اللهِ ونفسي بتقوى الله ولزومِ طاعتِه وتقديمِ العملِ وتركِ الأملِ، فإنَّه مَن فرَّط في عملِه لم ينتفعْ بشيءٍ من املِه، أين التعِبُ بالليلِ والنهارِ المُقتحِمُ للججِ البحارِ، ومفاوزِ القفارِ ، يسيرُ من وراءِ الجبالِ وعالجِ الرمالِ، يصلُ الغدوَّ بالرَواح، والمساءَ بالصباح في طلب مُحقِّراتِ الأرباح، هجمت عليه منيتُه فعظُمتْ بنفسه رزيتُه، فصار ما جمعَ بوْرا، وما اكتسب غرورا، ووافى القيمةِ محسورا.

            اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسُولِكَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وإِمَامِ الْمُتَّقِينَ ورَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ وصَلِّ عَلَى عليٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ووَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وصلِّ على السيدةِ الطاهرةِ المعصومة فاطمةَ سيدةِ نساءِ العالمين، وصلِّ أئمةِ المسلمين الحسنِ بنِ عليٍّ المجتبى ، والحسينِ بن عليٍّ الشهيد، وعليِّ بنِ الحسينِ زينِ العابدين، ومحمدِ بنِ عليٍّ الباقر، وجعفرِ بنِ محمدٍ الصادق، وموسى بن جعفرٍ الكاظم، وعليِّ بن موسى الرضا، ومحمدِ بن عليٍّ الجواد، وعليِّ بن محمدٍ الهادي، والحسن بن عليٍّ العسكري، والخلفِ الحجَّةِ بن الحسن المهدي صلواتُك وسلامُك عليهم أجمعين

            اللهمَّ صلِّ على وليِّ أمرِك القائمِ المهدي، اللهم افْتَحْ لَه فَتْحاً يَسِيراً وانْصُرْه نَصْراً عَزِيزاً، اللَّهُمَّ أَظْهِرْ بِه دِينَكَ وسُنَّةَ نَبِيِّكَ حَتَّى لَا يَسْتَخْفِيَ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ

            أما بعد أيُّها المؤمنون: فأبدأُ الحديثَ بتقديمِ العزاءِ لكم ولعمومِ المؤمنين وأخصُّ الأخوةَ من أهالي القطيف وعوائلَ الشهداءِ الذين قضوا إثْرَ اعتداءٍ غشومٍ ظلوم كان آخرُ المتورطينَ به هو المنفِّذَ له، وثمة المحرِّضون والمروِّجون لثقافةِ الإزداء بعقائدِ الغير وثقافةِ التكفير والتبديع ومعالجةِ الخلافِ بالعنفِ والإرهاب، وثمةَ الممالئونَ وصنُّاعُ البيئةِ الحاضنةِ لهذه الثقافة والشامتونَ والذينَ يُضمرونَ الرضا ويُظهرونَ الشجبَ الخجول، كلُّ هؤلاءِ مسئولونَ عن الدماءِ البريئةِ التي تُسفكُ في هذا السبيل. فليتقوا اللهَ وليحذروا استدراجَه، فما من شيءٍ أشدُّ في دينِ الله من سفكِ الدمِ الحرام.

            ثم إنَّ ما حدثَ في البحرينِ من إطلاقٍ للنار على حسينيتين في وقتٍ كانتا خاليتينِ من الناسِ رسالةٌ يُدركُ الجميعُ مغزاها، وجوابُنا عن هذه الرسالةِ لم يعُدْ خافياً على أحد، فنحنُ لا نتخلَّى عن الحسين أيَّاً كان الثمن، لكنَّ الذي حقُّه أنْ لا يكونَ خافياً أو مغفولاً عنه أنَّ مثلَ هذا الحدثَ يُمثِّل تحدِّياً حقيقيَّاً لأمنِ البلد، فهو الذي ينبغي أنْ يبعثَ القلقَ لدى الجهاتِ الأمنية، وهي معنيَّةٌ بالكشف عن الجُناة وإلا أغراهم ذلك بالمزيدِ من التطاولِ على أمنِ البلدِ واستقرارِه.

            والحديثُ ثانياً: حولَ الخطابِ الذي يعتمدُه أتباعُ أهلِ البيتِ عليه السلام في تقديمِ شخصيةِ الإمام الحسين عليه السلام حيثُ زعَم البعضُ انَّ الخطابَ الذي يعتمدُه أتباعُ أهلِ البيت أظهرَ الحسينَ عليه السلام في صورةِ رجلِ حربٍ وعنف.

            والجوابُ عن هذه الدعوى انَّ الحسين الشهيدَ عليه السلام ليس كذلك قطعاً وخطابُنا لا يُنتج ذلك أيضاً ، واجمالاً نقول – ولنا تفصيلٌ لا مجال لعرضِه- إنَّه لو استقرأنا بشيء من الإنصافٍ الخطابَ الذي يعتمدُه أتباعُ أهل البيت فيما يتَّصل بعرضِه لشخصيَّةِ الإمامِ الحسين عليه السلام لوجدناه يتمحورُ في محاورَ ستة:

            أما المحور الأوَّل: فنحن نقول: إنَّ شخصيَّةَ الإمامِ الحسين عليه السلام شخصيَّةٌ إلهيَّة تتحلَّى بكلِّ سجيَّةٍ تحلَّى بها الأنبياءُ والأولياء، وتختزنُ كلَّ ملكةٍ كان عليها نجباءُ اللهِ وأصفياؤُه، قد منحتْها العنايةُ الإلهيَّةُ العصمةَ والطهارةَ فكانت مبرأةً مِن كلِّ نقصٍ وعيب، لذلك فهي في فلك الحقِّ تدورُ معه حيثُ ما دار لا تشطُّ عنه في فكرٍ أو شعورٍ أو قولٍ أو سلوك.

            والمحور الثاني: إنَّ شخصيَّتهَ امتدادٌ للنبيِّ الكريم صل الله عليه وآله فهي شخصيةٌ قد أهَّلتها الإرادةُ الإلهيَّة للريادةِ والقيادة ومنحتْها منصبَ الإمامة، فليس لأحدٍ مِن أفرادِ الأمَّة أنْ يعصيَ لها أمراً أو يسلكَ غيرَ الطريقِ الذي رسمته، فسياسةُ شئونِ هذه الأمَّةِ كانت حقّاً لهذه الشخصيَّة، وتدبيرُ أمورِها كان بعهدةِ هذه الشخصيَّة، مِن هنا كان التجاوزُ لهذا الحقِّ من المكابرةِ لإرادة الله في خلقِه.

            المحور الثالث: إنَّ الإمامَ الحسينَ عليه السلام كان مِن الدعاةِ إلى الله، وكان حريصاً على أنْ يُعبدَ اللهَ في أرضه وأنْ يكون الدينُ كلُّه لله، فكان واعظاً ومرشداً ومعلِّماً لأحكامِ الله ومفسِّراً لكتابِ الله وسنَّةِ رسوله صل الله عليه وآله وكان يحضُّ على الخير ويحفِّزُ الناسَ على التحلِّي بمكارمِ الأخلاق.

            المحور الرابع: كان الإمامُ الحسينُ عليه السلام ثائراً ومناضلاً ومصلحاً، كان ثائراً على كلِّ مظاهرِ الظلمِ والاستبدادِ والإستئثارِ، فكان يأبى على بني أميَّةَ تعسَّفَهم وسفكَهم للدماءِ المحرَّمة، واستئثارَهم بمقدَّرات الأمَّة، واستبدادَهم بإدارةِ شئونِها على غيرِ أهليَّة، وتمكينَ صبيانِهم وفسَّاقِهم مِن رقابِ المسلمين، فكان يُنكرُ عليهم قتلَهم للأخيارِ والأبرياءِ والتمثيلَ بأجسادِهم وصلبَهم على جذوعِ النخلِ وسملَ عيونِهم وبترَ أطرافِهم، كما كان يُنكر عليهم حرمانَهم للفقراءِ والمعوزينَ مِن حقوقِهم وعطائِهم. فكان رحيماً رؤوفاً بالمستضعفينَ والمحرومين.

            وكان الحسينُ مصلحاً يهدفُ مِن نهضتِه والمواقفِ التي سبقتْ نهضتَه إصلاحَ ما انحرفَ مِن مسارِ الأمَّة عن الخطِّ الذي رسمَه رسولُ الله صل الله عليه وآله، فكان يأمرُ بالمعروفِ وينهى عن المنكرِ، ويسعى لأنْ يسودَ بين عباد الله العدلُ والقسطُ، ويُنكرُ على بني أميَّةَ سياسةَ التضليلِ والتجهيلِ وإشاعةِ الرذيلةِ وإثارةِ الفتن.

            المحور الخامس: كان الإمامُ الحسينُ عليه السلام أبيّاً كريماً عزيزاً تسامت نفسُه عن الخنوعِ والخضوعِ لجبروتِ بني أميَّةَ وطغيانِها، فلم يكنْ يرضى لنفسِه الذلَّ والهوان، وكان شجاعاً مِقداماً صلباً في عزمِه شديداً في ذاتِ الله، لم تُرهبْه سطواتُ الجبابرة، ولم تُثنه عن موقفِه عدَّتُها وعتادُها، وقد تجلَّى ذلك منه يومَ كربلاء، فقد ظهرَ من شجاعتِه وعظيمِ صبرِه وشديدِ ثباته ما أبهر العقولَ وعزَّ معه المثيل، فإنَّ الشجاعةَ المنقطعةَ النظير التي تجلَّت في موقفِه وكذلك في مواقفِ الشهداء من أصحابِه عبَّر عنها ثباتُهم أمامَ العددِ الهائل الذي عبأه النظامُ الأموي لحربِهم، فمثلُ هذا العددِ المُجهَّزِ بمختلفِ العتادِ المُتاحِ آنذاك من شأنِه أنْ يُحدِثَ إنهياراً نفسيَّاً في معسكرِ الحسين عليه السلام يترتَّبُ عنه العجزُ عن التماسكِ والثباتِ فضلاً عن المواجهة إلا انَّ ما وقعَ أذهلَ العقول، فقد أبدى معسكرُ الحسينِ عليه السلام استبسالاً وتنمُّراً في ذاتِ الله تعالى لم يكن له شبيهٌ في تاريخِ الجهاد، إذ لم يتَّفقْ أنْ يُقارعَ عددٌ يسيرٌ لا يتجاوزُ المائةَ جيشاً جرَّاراً منظَّماً ومجهَّزاً بمختلفِ صنوفِ الأسلحةِ المُتاحةِ آنذاك، وقد قارعوه بعد حصارٍ خانقٍ وحيلولةٍ دونَ الماء امتدَّت لثلاثةِ أيامٍ في هجير الصحراء، فرغمَ ذلك لم يستسلمْ منهم أحد، وما حدَّث أحدٌ منهم نفسَه بفرار، وقد كانوا يُبادرونَ للمبارزةِ والمطاردةِ دون تلكأٍ ولا نكول حتى أحدثوا في المعسكرِ الأموي الكثيرَ من الجراحات والقتلى، وذلك يُعبِّر عمَّا انطوتْ عليه قلوبُهم من شجاعةٍ ينوءُ دونَ تصلُّبِها زبرُ الحديد.

            وقد تألقَ بينهم سيدُ الشهداء، وذلك لبقائِه بعد مقتلِ جميع أنصاره وحدَه يحوطُه الآلافُ من فرسانِ المعسكرِ الأموي من كلِّ ناحية، فما أدهشَ لبَّه تكالبُهم عليه، وما فتَّ من عضدِه تحلُّقهم حولَه، وما ظهرَ على محيَّاه وهنٌ، وما انتابه هاجسٌ من خوف بل ظلَّ مستبسلاً محتفظاً برباطةِ جأشه وثباتِه على موقفِه، يُقارعهم -روحي فداه – بسيفِه غيرَ عابئٍ بكثرتِهم وتكاثرِهم عليه، فما يصمدُ له مبارز ولا يثبتُ فارسٌ في مركزِه حين يجدُ أنَّ الحسينَ قد قصدَه، فكان لعظيمِ هيبته وشديدِ بأسِه يتحاماه الفرسان فإنْ أدرك منهم أحداً بعَجَهُ بسيفه أو تركه يتعثَّرُ بمَن خلفَه وقد انخلع قلبُه قبلَ أنْ تنخلعَ مفاصلُه من وطأ حوافر الخيول وأحذيةِ الرجال، وقد وصفَ بعضُ مَن عايَنَ من الأعداءِ هذا المشهدَ الرهيب بقوله: “فوالله ما رأيتُ مكثوراً قط قد قُتل وُلدُه وأهلُ بيتِه وأصحابه أربطَ جأشاً ولا أمضى جَناناً ولا أجرأَ مَقدماً من الحسين، والله ما رأيتُ قبلَه ولا بعدَه مثلَه ، إنْ كانت الرجالُ لتشدُّ عليه فيشدُّ عليها بسيفِه، فتنكشفُ عنه انكشافَ المِعزى إذا شدَّ فيها الذئب”.

            فما وجدوا وسيلةً لقتلِه إلا رشْقَه عن بُعْدٍ بوابلِ سهامِهم ورضْخَه بالحجارة حتى أثخنوا جسدَه الشريفَ بالجُراح ، فحين أعياهُ نزفُ الدمِ وعميقُ الجُراحات صار يُكثرُ من قولِ: لاحولَ ولا قوةَ إلا بالله، وأخذَ يَخضبُ شيبتَه بما يفيضُ من دمِه وهو يقولُ: “هكذا ألقى اللهَ مخضَّباً بدمي” فما أعطاهم الدنيَّة من نفسِه ، وما نالَ أعداؤه من عزَّته ورسوخِ إرادته قلامةَ ظفْر، وإنَّ شموخَه الذي ظلَّ مستمسكاً به لتصغرُ دونَ مطاولتِه الجبالُ الراسيات، فهل لقلبٍ انطوى عليه صدرُ الحسينِ من نظير؟!

            المحور السادس: كان الإمامُ الحسين عليه السلام مظلوماً مضطَّهداً قد مارس معه بنو أميَّةَ كلَّ ألوانِ الظلمِ والقسوةِ والتعسُّفِ، فقد قتلوه أبشعَ قتلةٍ عرفَها التاريخ بعد أنْ حرموه مِن الماء، فكان ظامئاً يتلظَّى عطشاً ويتضورُ جوعاً، وبعد أنْ قتلوه مثَّلوا بجسدِه الشريفِ وأوطأوا الخيل صدرَه وظهرَه، فكسَّروا أضلاعه وهشَّموا عظامه، ثمَّ طافوا برأسه حواضرَ الإسلام، وسَبَوْا نساءَه وبناتِه وأخواتِه بعد أنْ قتلوا بمرأىً مِنه أولادَه وأطفالَه وإخوتَه، وأشعلوا النارَ في مخيَّمه، وسلبوا أموالَه ومتاعه.

            فكان الحسينُ عليه السلام شهيداً، وكان الحسينُ عليه السلام غريباً، وكان مظلوماً مضطَّهداً، وكان مكروباً حزيناً، فهو عبرةُ المؤمنين وسلوةُ المعذَّبين، والوهجُ الذي يشعُّ في قلوبِ المناضلين، والسراجُ الذي يستضيءُ به الباحثون عن الحرِّيَّةِ والكرامة، والمنهجُ الذي يسلكُه المصلحونَ الطامحون في العدالةِ والقِسط، وهو بعد ذلك صراطُ اللهِ في أرضِه، وحُجَّتُه على عبادِه، ومصباحُ الهدى والعروةُ الوثقى وسفينةُ النجاة.

            هكذا يَعرِضُ الخطابُ الذي يعتمدُه أتباعُ أهلِ البيت عليه السلام شخصيَّةَ الإمامِ الحسينِ بن عليّ عليه السلام، فهو كذلك في البحوثِ الكلاميَّة، كما هو كذلك في النصوصِ الواردةِ عن الرسولِ صل الله عليه وآله وأهلِ بيته صل الله عليه وآله، وهو كذلك في أدبيَّاتِ أتباعِه في الشعرِ والنثرِ والرثاءِ والمدحِ والقصَّةِ والمسرح، وهو كذلك في محافلِ العزاءِ والندبِ وفي مواكبِ اللطمِ والنشيد.

            فليس الحسينُ عليه السلام في ثقافتِنا ولا في خطابتِنا رجلَ حربٍ أو عُنف، بل كان ضحيَّةَ العنفِ والارهابِ والقسوةِ التي كان يتَّسمُ بها أعداؤه ومناوئوه، نعم كان الحسينُ عليه السلام شديداً في ذاتِ الله، شديداً على أعداء الله الذين كانوا يُمعنونَ في بخسِ الناسِ حقوقَهم، ويستلذُّون بسماع أنَّاتِهم وآهاتِهم، ولا يرَوْن لدمائهم حرمة ولا لمقدَّساتهم أيَّ تقدير ، كذلك كان الحسينُ عليه السلام.

            اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وآل محمدٍ الطيبينَ الطاهرينَ الأبرارِ الأخيار، اللهم اغفر ذنوبَنا واستُر عيوبَنا واكشِف ما نزل بنا وارحم موتانا وشهداءَنا وفكَّ أسرانا وأرجع مسافرينا واشفِ مرضانا وجرحانا، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياءٍ منهم والأموات تابعِ اللهمَّ بيننا وبينهم بالخيرات إنَّك مولانا مجيبُ الدعوات وغافرُ الخطيئات ووليُّ الباقياتِ الصالحات إنَّك على كلِّ شيء قديرٌ شهيد.

            { إِنَّ اللَّه يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإِحْسَانِ وإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ويَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ والْمُنْكَرِ والْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }

            تعليق


            • بيان الرموز في سجن جو: صحة الرموز في خطر





              سجن جو المركزي
              بيان الرموز في سجن جو: صحة الرموز في خطر

              15 ديسمبر, 2015
              صدر من عدد من رموز المعارضة في سجن جو البيان التالي:

              بسمه تعالى

              وفقاً للمشاهدات المباشرة فإن الحالة الصحية للأستاذ عبدالوهاب حسين والأستاذ حسن مشيمع والحاج برويز والدكتور السنقيس في تدهور مستمر مما يهدد حياتهم بالخطر علماً بأنهم ضمن المصنفون كسجناء رأي من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

              وعليه ندعو المجتمع الدولي السياسي والحقوقي لعمل ما يلزم لإطلاق سراحهم وسراح بقية السجناء ممن يعانون من مشاكل تهدد حياتهم في أسرع وقت.

              الموقعون :
              الشيخ عبدالجليل المقداد
              الشيخ محمد حبيب المقداد
              الشيخ عبدالهادي المخوضر
              الشيخ علي سلمان
              الشيخ سعيد النوري
              الشيخ ميرزا المحروس
              الاستاذ عبدالهادي الخواجة
              الاستاذ صلاح الخواجه
              الاستاذ محمد علي اسماعيل

              تعليق


              • وفاة مجتبى أحمد كاضم من سكنة المالكية وإصابة ٣ آخرين إثر تصادم قاربين في عرض البحر قرب جزيرة أم النعسان


                تعليق


                • عدد من طلقات الشوزن المحرم دولياً التي أطلقته مرتزقة النظام الإرهابي على المتظاهرين ببلدة النويدرات


                  تعليق


                  • جبلة_حبشي | بعض مركبات المُرتزقة الخليفيّة تتحرك ناحية دوار الشهيد #علي_صقر وبعضهم لازالو متمركزين وسط الساحة المُقابلة لـ «مدرسة الروابيّ»

                    تعليق


                    • محكمة خليفية تحكم بالسجن سنتين على ناشط حقوقي ونائب كويتي.. ودشتي: “قراقوش بُعث من جديد”





                      لمنامة – البحرين اليوم
                      قضت محكمة خليفية يوم أمس الأربعاء 16 ديسمبر، بالسجن عامين على كل الناشط الحقوقي البحراني، حسين جواد، والنائب الكويتي عبد الحميد دشتي، بتهم مزعومة تتعلق ب”جمع أموال من غير ترخيص”.

                      وشمل الحكم في القضية أيضاً على الناشط عباس بدّاح، الذي حُكم عليه بالسجن 6 أشهر.
                      واكتفى دشتي في التعلق على الحكم بقوله “لقد بُعث قراقوش من جديد”، في إشارة إلى الحكم الديكتاتوري في البحرين.

                      ويُلاحَق دشتي في الكويت بقضية رفعتها وزارة الخارجية الخليفية والكويتية بتهم تتعلق ب”الإساءة إلى البحرين” على خلفية النشاط الحقوقي الذي يقوم به دشتي دفاعا عن الشعب البحراني، وتضامناً مع مطالبه الشعبية.

                      ولقي الحكم النشطاء تنديداً في أوساط الحقوقيين المحليين، حيث اعتبر الناشط الحقوقي محمد المسقطي الحكمَ بأنه دليل آخر “يؤكد نظرية أن (نظام) البحرين خطرٌ على المدافعين” عن حقوق الإنسان.

                      فيما وضعت المحامية ريما شعلان الحكمَ في إطار “حملة القمع الممنهجة ضد المدافعين حقوق الإنسان والمناهضين للانتهاكات ضدّ الشعب”.

                      يُشار إلى أن حسين جواد، رئيس المنظمة الأوروبية البحرانية لحقوق الإنسان، اضطر إلى مغادرة البلاد، وهو لاجيء حالياً في فرنسا، وقد اعتقل على خلفية القضية المذكورة، وتعرّض خلال الاعتقال لتعذيب ممنهج في مبنى التحقيقات الجنائية.

                      تعليق


                      • جدحفص | اخلاء سبيل المعتقلان سيدرضا سيدفيصل وعبدالله الأسود بكفالة ماليه قدرها 100 دينار بعد توقيفهما أسبوع على ذمة التحقيق


                        تعليق


                        • تعليق


                          • كرزكان نيوز : صورة للمعتقل ابن البلدة جواد عبدالكريم حيث كان يرقد في المستشفى لتلقي العلاج بعد المماطلة الطويله لنقله من ادارة سجن جو وهو الان بصحة جيدة ويسألكم الدعاء بالفرج .

                            دعواتكم له ولجميع المعتقلين بالفرج والخلاص


                            تعليق


                            • مقابة #البحرين #انقذو المختطف #عباس_عبدالله_سلمان ٦ ايام مخفي المصير المختطف #سيدصالح_ابراهيم ١٠ ايام مخفي المصير


                              تعليق


                              • جدول مشاركات #رواديد_البحرين في ذكرى استشهاد الإمام الحسن #العسكري عليه السلام #مأجورين #البحرين

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                10 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X