الفصل : 7
انما تعجبت من نشاط السائق لانني حينما نظرت اليه واذا باحدى رجليه قد ابتليت بقطع او بالابتلاء الرباني وهو مع ذلك مرحا ونشطا افضل من باقي اصحاب السيارات ؛ وتذكرت اني ركبت معه قبل سنين لما زرنا العراق مع الاهل .
فقلت في نفسي سبحان الله ؛ ان الاحساس بالسعادة هو شعور باطني يحظى به الانسان في جوهره حينما يكون مسلِّما لامر الله تعالى ويتيقن بان الامور كلها ترجع اليه سبحانه فيتوكل عليه ويعبده ؛ ويغفل عما ابتلي به او يتغافل ؛ وقال اهل البيت عليهم السلام في رواية عن الامام الصادق عليه السلام في كتاب :
الكافي 2 57
...ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ بِعَدْلِهِ وَ قِسْطِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَ الرَّاحَةَ فِي الْيَقِينِ وَ الرِّضَا وَ جَعَلَ الْهَمَّ وَ الْحَزَنَ فِي الشَّكِّ وَ السَّخَطِ.
وكان الرجل حسن الخلق مع المسافرين يسرح ويمرح معهم في الاحاديث .
الامام زين العابدين عليه السلام :
بحارالأنوار 70 92
باب 122- حب الدنيا و ذمها .....
عن كتاب الخصال: عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام يَقُولُ مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللَّهِ تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ عَلَى الدُّنْيَا حَسَرَاتٍ وَ اللَّهِ مَا الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةُ إِلَّا كَكَفَّتَيِ الْمِيزَانِ فَأَيُّهُمَا رَجَحَ ذَهَبَ بِالْآخَرِ ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ يَعْنِي الْقِيَامَةَ لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ خافِضَةٌ خَفَضَتْ وَ اللَّهِ بِأَعْدَاءِ اللَّهِ إِلَى النَّارِ رافِعَةٌ رَفَعَتْ وَ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ إِلَى الْجَنَّةِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ جُلَسَائِهِ فَقَالَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ وَ أَجْمِلْ فِي الطَّلَبِ وَ لَا تَطْلُبْ مَا لَمْ يُخْلَقْ فَإِنَّ مَنْ طَلَبَ مَا لَمْ يُخْلَقْ تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ حَسَرَاتٍ وَ لَمْ يَنَلْ مَا طَلَبَ ثُمَّ قَالَ وَ كَيْفَ يَنَالُ مَا لَمْ يُخْلَقْ؟!
فَقَالَ الرَّجُلُ وَ كَيْفَ يَطْلُبُ مَا لَمْ يُخْلَقْ؟! فَقَالَ :
مَنْ طَلَبَ الْغِنَى وَ الْأَمْوَالَ وَ السَّعَةَ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّمَا يَطْلُبُ ذَلِكَ لِلرَّاحَةِ وَ الرَّاحَةُ لَمْ تُخْلَقْ فِي الدُّنْيَا وَ لَا لِأَهْلِ الدُّنْيَا إِنَّمَا خُلِقَتِ الرَّاحَةُ فِي الْجَنَّةِ وَ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَ التَّعَبُ وَ النَّصْبُ خُلِقَا فِي الدُّنْيَا وَ لِأَهْلِ الدُّنْيَا وَ مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنْهَا حَفْنَةً إِلَّا أُعْطِيَ مِنَ الْحِرْصِ مِثْلَيْهَا وَ مَنْ أَصَابَ مِنَ الدُّنْيَا أَكْثَرَ كَانَ فِيهَا أَشَدَّ فَقْراً لِأَنَّهُ يَفْتَقِرُ إِلَى النَّاسِ فِي حِفْظِ أَمْوَالِهِ وَ يَفْتَقِرُ إِلَى كُلِّ آلَةٍ مِنْ آلَاتِ الدُّنْيَا فَلَيْسَ فِي غِنَى الدُّنْيَا رَاحَةٌ وَ لَكِنَّ الشَّيْطَانَ يُوَسْوِسُ إِلَى ابْنِ آدَمَ أَنَّ لَهُ فِي جَمْعِ ذَلِكَ رَاحَةً وَ إِنَّمَا يَسُوقُهُ إِلَى التَّعَبِ فِي الدُّنْيَا وَ الْحِسَابُ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ ثُمَّ قَالَ عليه السلام كَلَّا مَا تَعِبَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا بَلْ تَعِبُوا فِي الدُّنْيَا لِلْآخِرَةِ ثُمَّ قَالَ أَلَا وَ مَنِ اهْتَمَّ لِرِزْقِهِ كُتِبَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الْمَسِيحُ علي نبينا واله وعليه السلام لِلْحَوَارِيِّينَ إِنَّمَا الدُّنْيَا قَنْطَرَةٌ فَاعْبُرُوهَا وَ لَا تَعْمُرُوهَا .(انتهى)
وحينما سارت بنا السيارة نحو النجف الاشرف كنت انظر الى الشارع واذا بزوار الامام الحسين الشهيد عليه السلام يمشون على اقدامهم قد ملؤا الشارع من جانبيه رجالا ونساءا ؛ وهناك الكثير من خدام الامام عليه السلام قد نصبوا خياما كثيرة جدا لاطعام الزوار واعطائهم ما يحتاجون ؛ وحتى ان هناك خيم نصبت للتطبيب.
كنت افكر في نفسي و اقول من يجذب هؤلاء للسير الى هذه المسافات الكثيرة من الكوت الى النجف الاشرف ثم الى كربلاء الحزين ؛ وفي الطرق الاخرى من البصرة والناصرية وكل المحافظات الى كربلاء ؛ سبحانه وتعالى عما يصفون ؛ حينما تقرء في محكم الكتاب العزيز :
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوي إِلَيْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ
فانك تجد الاية هنا جلية واضحة للعيان حيث تراهم يمشون بافئدتهم على هوى انفسهم ؛ بل يمشون واضعين قلوبهم على ايديهم يقدموها رخيصة لامامهم روحي فداه .
هنا تجد الحب باشرق انواره ؛ وتجد العاشقين ان كنت لا تعرفهم فها هم يسيرون امامك نحو معشوقهم ؛
لاتقل انه صاحب حاجة وهو يذهب لحاجته لانك تقع في مهوى سحيق لان تفكيرك هذا يُضحك الثكلى ؛ واي حاجة وهو قد جعل مهجته تحت قدميه وترك كل ما خوله ربه ليسجل كلمة حضور فقط لامامه عليه السلام ثم يعود .
كنت افكر هكذا واذا بسائقنا المرح تحول جانبا عن الطريق ... ووقف عند مقهى وقال اخواني :
اشربوا الشاي واستراحوا ؛ وكنت انظر الى السائق من المقهى وهو برجل واحدة سالمة مع ذلك حيّاه الله لنشاطه ؛ غسل السيارة في هذه الفترة الوجيزة ونظفها وكأنها محبوبته ؛ تراه يناجيها بعيونه فرحا بها ؛ فأساله تعالى ان يحفظها له ويحفظه لها ؛ واسال الله تعالى ان يكون جميع احبتي المبتلين باي بلاء من الابتلاءات الخارجة عن ارادة الانسان ان يكونوا كهذا المتفائل ؛ لان هناك من الناس من تراه وكل بدنه اسلم ما يكون لكنه يجرح نفسه بسكين عدم التسليم لله عز وجل واذا به يشعر بآلآم كل مبتلي في العالم ؛ في حين كان بامكانه ان يتغافل ويهنأ بعيشه كما قال امير المؤمنين عليه السلام:
"من لم يتغافل تنغص عيشه" .
فقلت في نفسي سبحان الله ؛ ان الاحساس بالسعادة هو شعور باطني يحظى به الانسان في جوهره حينما يكون مسلِّما لامر الله تعالى ويتيقن بان الامور كلها ترجع اليه سبحانه فيتوكل عليه ويعبده ؛ ويغفل عما ابتلي به او يتغافل ؛ وقال اهل البيت عليهم السلام في رواية عن الامام الصادق عليه السلام في كتاب :
الكافي 2 57
...ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ بِعَدْلِهِ وَ قِسْطِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَ الرَّاحَةَ فِي الْيَقِينِ وَ الرِّضَا وَ جَعَلَ الْهَمَّ وَ الْحَزَنَ فِي الشَّكِّ وَ السَّخَطِ.
وكان الرجل حسن الخلق مع المسافرين يسرح ويمرح معهم في الاحاديث .
الامام زين العابدين عليه السلام :
بحارالأنوار 70 92
باب 122- حب الدنيا و ذمها .....
عن كتاب الخصال: عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام يَقُولُ مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللَّهِ تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ عَلَى الدُّنْيَا حَسَرَاتٍ وَ اللَّهِ مَا الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةُ إِلَّا كَكَفَّتَيِ الْمِيزَانِ فَأَيُّهُمَا رَجَحَ ذَهَبَ بِالْآخَرِ ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ يَعْنِي الْقِيَامَةَ لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ خافِضَةٌ خَفَضَتْ وَ اللَّهِ بِأَعْدَاءِ اللَّهِ إِلَى النَّارِ رافِعَةٌ رَفَعَتْ وَ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ إِلَى الْجَنَّةِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ جُلَسَائِهِ فَقَالَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ وَ أَجْمِلْ فِي الطَّلَبِ وَ لَا تَطْلُبْ مَا لَمْ يُخْلَقْ فَإِنَّ مَنْ طَلَبَ مَا لَمْ يُخْلَقْ تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ حَسَرَاتٍ وَ لَمْ يَنَلْ مَا طَلَبَ ثُمَّ قَالَ وَ كَيْفَ يَنَالُ مَا لَمْ يُخْلَقْ؟!
فَقَالَ الرَّجُلُ وَ كَيْفَ يَطْلُبُ مَا لَمْ يُخْلَقْ؟! فَقَالَ :
مَنْ طَلَبَ الْغِنَى وَ الْأَمْوَالَ وَ السَّعَةَ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّمَا يَطْلُبُ ذَلِكَ لِلرَّاحَةِ وَ الرَّاحَةُ لَمْ تُخْلَقْ فِي الدُّنْيَا وَ لَا لِأَهْلِ الدُّنْيَا إِنَّمَا خُلِقَتِ الرَّاحَةُ فِي الْجَنَّةِ وَ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَ التَّعَبُ وَ النَّصْبُ خُلِقَا فِي الدُّنْيَا وَ لِأَهْلِ الدُّنْيَا وَ مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنْهَا حَفْنَةً إِلَّا أُعْطِيَ مِنَ الْحِرْصِ مِثْلَيْهَا وَ مَنْ أَصَابَ مِنَ الدُّنْيَا أَكْثَرَ كَانَ فِيهَا أَشَدَّ فَقْراً لِأَنَّهُ يَفْتَقِرُ إِلَى النَّاسِ فِي حِفْظِ أَمْوَالِهِ وَ يَفْتَقِرُ إِلَى كُلِّ آلَةٍ مِنْ آلَاتِ الدُّنْيَا فَلَيْسَ فِي غِنَى الدُّنْيَا رَاحَةٌ وَ لَكِنَّ الشَّيْطَانَ يُوَسْوِسُ إِلَى ابْنِ آدَمَ أَنَّ لَهُ فِي جَمْعِ ذَلِكَ رَاحَةً وَ إِنَّمَا يَسُوقُهُ إِلَى التَّعَبِ فِي الدُّنْيَا وَ الْحِسَابُ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ ثُمَّ قَالَ عليه السلام كَلَّا مَا تَعِبَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا بَلْ تَعِبُوا فِي الدُّنْيَا لِلْآخِرَةِ ثُمَّ قَالَ أَلَا وَ مَنِ اهْتَمَّ لِرِزْقِهِ كُتِبَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الْمَسِيحُ علي نبينا واله وعليه السلام لِلْحَوَارِيِّينَ إِنَّمَا الدُّنْيَا قَنْطَرَةٌ فَاعْبُرُوهَا وَ لَا تَعْمُرُوهَا .(انتهى)
وحينما سارت بنا السيارة نحو النجف الاشرف كنت انظر الى الشارع واذا بزوار الامام الحسين الشهيد عليه السلام يمشون على اقدامهم قد ملؤا الشارع من جانبيه رجالا ونساءا ؛ وهناك الكثير من خدام الامام عليه السلام قد نصبوا خياما كثيرة جدا لاطعام الزوار واعطائهم ما يحتاجون ؛ وحتى ان هناك خيم نصبت للتطبيب.
كنت افكر في نفسي و اقول من يجذب هؤلاء للسير الى هذه المسافات الكثيرة من الكوت الى النجف الاشرف ثم الى كربلاء الحزين ؛ وفي الطرق الاخرى من البصرة والناصرية وكل المحافظات الى كربلاء ؛ سبحانه وتعالى عما يصفون ؛ حينما تقرء في محكم الكتاب العزيز :
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوي إِلَيْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ
فانك تجد الاية هنا جلية واضحة للعيان حيث تراهم يمشون بافئدتهم على هوى انفسهم ؛ بل يمشون واضعين قلوبهم على ايديهم يقدموها رخيصة لامامهم روحي فداه .
هنا تجد الحب باشرق انواره ؛ وتجد العاشقين ان كنت لا تعرفهم فها هم يسيرون امامك نحو معشوقهم ؛
لاتقل انه صاحب حاجة وهو يذهب لحاجته لانك تقع في مهوى سحيق لان تفكيرك هذا يُضحك الثكلى ؛ واي حاجة وهو قد جعل مهجته تحت قدميه وترك كل ما خوله ربه ليسجل كلمة حضور فقط لامامه عليه السلام ثم يعود .
كنت افكر هكذا واذا بسائقنا المرح تحول جانبا عن الطريق ... ووقف عند مقهى وقال اخواني :
اشربوا الشاي واستراحوا ؛ وكنت انظر الى السائق من المقهى وهو برجل واحدة سالمة مع ذلك حيّاه الله لنشاطه ؛ غسل السيارة في هذه الفترة الوجيزة ونظفها وكأنها محبوبته ؛ تراه يناجيها بعيونه فرحا بها ؛ فأساله تعالى ان يحفظها له ويحفظه لها ؛ واسال الله تعالى ان يكون جميع احبتي المبتلين باي بلاء من الابتلاءات الخارجة عن ارادة الانسان ان يكونوا كهذا المتفائل ؛ لان هناك من الناس من تراه وكل بدنه اسلم ما يكون لكنه يجرح نفسه بسكين عدم التسليم لله عز وجل واذا به يشعر بآلآم كل مبتلي في العالم ؛ في حين كان بامكانه ان يتغافل ويهنأ بعيشه كما قال امير المؤمنين عليه السلام:
"من لم يتغافل تنغص عيشه" .
تعليق