الفصل : 38
((ابا الفضل لم ولن ينسى عطش الحسين))
((ابا الفضل لم ولن ينسى عطش الحسين))
وانا ادخل سمعت صوت الخطيب من مكبرات الصوت وهو يقول :
"دخل العباس عليه السلام الى المشرعة وحمل الماء ليشرب فتذكر عطش الحسين عليه السلام فلما تذكر عطش الحسين عليه السلام رمى بالماء ولم يشرب وفاء لاخيه وامامه عليه السلام" .
ما ان سمعت الخطيب يقول هذا الا وغضبت وتألمت وودت ان امسك المكرفون من هذا الخطيب وصوتي يلعلع من على منارة ابي الفضل العباس عليه السلام لكي اوضح لكل الزوار هذه الحقيقة التاريخية التي قد فُهمت خطأ ؛ وتمسك كثير من الخطباء بها خطأً سبحان الله ولم يستطيع احد ان يفك بينهم وبين ما فهموه خطا واشتباها.
قارئي العزيز :
بالله عليك هل تتصور ان ابا الفضل عليه السلام نسي عطش الحسين عليه السلام ولو للحظة واحدة وهل يمكن ان نتصوره ينسى عطش الحسين عليه السلام والطفل الرضيع ورقية وسكينة وصراخ العيال والاطفال من العطش هل ينسى كل ذلك ولو للحظة واحدة انا لله وانا اليه راجعون هذا من المحال .
الم تسمع ان الحسين عليه السلام حينما نزل في المشرعة واراد ان يشرب الماء طاطا الفرس راسه نحو الماء ليشرب فقال الامام الحسين عليه السلام انت عطشان وانا عطشان فرفع الفرس راسه عن الماء ولم يشرب ؛ان الفرس يفهم عطش الامام عليه السلام ؛ فكيف نتصور العباس عليه السلام وهو من تربى في حضن امير المومنين و الحسن والحسين عليهم السلام وفي احضان حبيبة قلوبنا ام البنين ام الوفاء كيف ينسى عطش اخيه؛ كلا وحاشا ومعاذ الله!! .
هذا هو النص التاريخي وانت تامله :
مقتل الحسين (عليه السلام ) - أبو مخنف الأزدي - ص 178
"وكان العباس ربما ركز لوائه امام الحسين وحامى عن أصحابه أو استقى ماءا فكان يلقب السقاء ، ويكنى أبا قربة بعد قتله . قالوا : ولما رأى وحدة الحسين عليه السلام بعد قتل أصحابه وجملة من أهل بيته قال لإخوته من أمه : تقدموا لأحتسبكم عند الله تعالى فإنه لا ولد لكم ، فتقدموا حتى قتلوا ، فجاء إلى الحسين عليه السلام واستأذنه في .. . فقال ( عليه السلام ) له : أنت حامل لوائي ، فقال : لقد ضاق صدري وسئمت الحياة ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) . ان عزمت فاستسق لنا ماءا ، فاخذ قربته وحمل على القوم حتى ملاء القربة قالوا واغترف من الماء غرفة ثم ذكر عطش الحسين ( عليه السلام ) فرمى بها وقال :
يا نفس من بعد الحسين هوني * وبعده لا كنت ان تكوني
هذا الحسين وارد المنون * وتشربين بارد المعين ..الى اخر النص .
هذا الحسين وارد المنون * وتشربين بارد المعين ..الى اخر النص .
وجاء في كتاب ينابيع المودة لذوي القربى - القندوزي - ج 3 - ص 67
فحمل عليهم العباس فقتل رجالا من الأعداء حتى كشفهم عن المشرعة ، ودفعهم عنها ، ونزل فملأ القربة ، وأخذ غرفة من الماء ليشرب فذكر عطش الحسين وأهل بيته فنفض الماء من يدهوقال : " والله لا أذوق الماء وأطفاله عطاش والحسين " وأنشأ يقول :
يا نفس من بعد الحسين هوني * فبعده لا كنت أن تكوني
هذا الحسين شارب المنون * وتشربين بارد المعين
والله ما هذا فعال ديني * ولا فعال صادق اليقين(انتهى)
لاحظ قوله عليه السلام :"والله ما هذا فعال ديني * ولا فعال صادق اليقين"
وهو صريح ان من يفعل ذلك لا هو مطيع لدينه ولا هو في يقينه صادق وكأنه روحي لتراب أقدامه الفداء يرد على المفترين عليه ثم بالله عليك من يعلم ما جرى في نفس هذا الوفي لكي يتكلم عما جرى في نفسه مع نفسه ومن ابن مخنف وغيره حتى يتكلم عن الغيب واي غيب غيب عن قلب حامل اسرار اهل الاسرار النورانية !!
سبحانك ربنا ان هذا الا افتراء عظيم فهل يمكن اذن ان نتصوره كان يفكر ان يكون مخالفا لدينه ويكذب يقينه حاشاك يا ابا الفضل ولو قلنا انه ذكر عطش امام زمانه والاطفال والنساء لا بمعنى من النسيان ذكر؛ وانما في اللغة العربية للذكر معنى اخر وهو :
فان الذكر الذي ورد في النص التاريخي لا يعني ان الانسان يتذكر بعد النسيان وهذا الفهم الخاطئ سبب هذا التمسك غير الواعي بظاهر النص بينما كما سانقل لكم من كتاب العين وهو من اهم مصادرنا اللغوية وكذلك من كتاب مجمع البحرين والمعنى فيهما صريح بان الذكر ليس من النسيان وانما هو تكرار ما في النفس واعادته وهو ذاكر له؛ تفضل معى لنقرء :
كتابالعين : 5 : 346
ذكر: الذكر: الحفظ للشيء تذكره، و هو مني على ذكر.
و الذكر: جري الشيء على لسانك، تقول جرى منه ذكر.
مجمعالبحرين : 3 : 309
قوله و اذكروا ما فيه [2/63] أي ادرسوا.
قوله: ذكرى لأولي الألباب [40/54] أي عبرة لهم.
قوله: أو يحدث لهم ذكرا [20/113] أي تذكرا.
قال الشيخ أبو علي: الذكر هو حضور المعنى في النفس، و قد يستعمل الذكر بمعنى القول لأن من شأنه أن يذكر به المعنى، و التذكر هو طلب القول. (انتهى)
وعلى هذا المعنى يكون هكذا :
دخل صاحب لواء السماء والطالب بثار الانبياء عليهم السلام ابا الفضل العباس عليه السلام الى المشرعة وحينما شاهد الماء البارد رقراقا ناعما أسس اول مأتم لمصاب اخيه الحسين عليه السلام و اخذ يقرء تعزية على عطش الحسين عليه السلام فحمل من الماء في يده وقال شعره لنفسه ويفديها لامام زمانه .
آه طبيعي للعباس الوفي حينما ينظر تماسك الماء باجزائه يتذكرانشقاق شفتي الحسين وعياله ؛ يتذكر الطفل الرضيع وصراخه ؛ يتذكر بنات الخدر ؛ بنات الوحي وقد الصقن بطونهن باعماق التراب لعل رطوبته يخفف عنهن وهج لهيب الظمأ.
وهذا هو المأتم الذي اقامه ابا الفضل العباس عليه السلام على الماء ولم يسبقه احد في مواساته لاخيه بل هو السباق والمؤسس للماتم الحسيني .
ماتم وهيئة حسينية يالها من هيئة؛ اعضائها كفيه وعينيه وجبينه وقدميه واعلامها صدره حين سقط على الارض متكا على السهام الداخلات في قلبه واي مصيبة هذه مصيبة كسرت ظهر المعصوم خامس اصحاب الكساء والذي خلق من اجلهم الارض والسماء
لتنصب العزية في قلب من كسر مصابه ظهر اخيه المعصوم عليه السلام
حسين حسين حسين ياحسين
آه يا ابالفضل آه ياحسين ابكيك سيدي حتى اموت بلوعة المصاب آه آه آآآآآآآآآآآآآآآآه
فحمل عليهم العباس فقتل رجالا من الأعداء حتى كشفهم عن المشرعة ، ودفعهم عنها ، ونزل فملأ القربة ، وأخذ غرفة من الماء ليشرب فذكر عطش الحسين وأهل بيته فنفض الماء من يدهوقال : " والله لا أذوق الماء وأطفاله عطاش والحسين " وأنشأ يقول :
يا نفس من بعد الحسين هوني * فبعده لا كنت أن تكوني
هذا الحسين شارب المنون * وتشربين بارد المعين
والله ما هذا فعال ديني * ولا فعال صادق اليقين(انتهى)
لاحظ قوله عليه السلام :"والله ما هذا فعال ديني * ولا فعال صادق اليقين"
وهو صريح ان من يفعل ذلك لا هو مطيع لدينه ولا هو في يقينه صادق وكأنه روحي لتراب أقدامه الفداء يرد على المفترين عليه ثم بالله عليك من يعلم ما جرى في نفس هذا الوفي لكي يتكلم عما جرى في نفسه مع نفسه ومن ابن مخنف وغيره حتى يتكلم عن الغيب واي غيب غيب عن قلب حامل اسرار اهل الاسرار النورانية !!
سبحانك ربنا ان هذا الا افتراء عظيم فهل يمكن اذن ان نتصوره كان يفكر ان يكون مخالفا لدينه ويكذب يقينه حاشاك يا ابا الفضل ولو قلنا انه ذكر عطش امام زمانه والاطفال والنساء لا بمعنى من النسيان ذكر؛ وانما في اللغة العربية للذكر معنى اخر وهو :
فان الذكر الذي ورد في النص التاريخي لا يعني ان الانسان يتذكر بعد النسيان وهذا الفهم الخاطئ سبب هذا التمسك غير الواعي بظاهر النص بينما كما سانقل لكم من كتاب العين وهو من اهم مصادرنا اللغوية وكذلك من كتاب مجمع البحرين والمعنى فيهما صريح بان الذكر ليس من النسيان وانما هو تكرار ما في النفس واعادته وهو ذاكر له؛ تفضل معى لنقرء :
كتابالعين : 5 : 346
ذكر: الذكر: الحفظ للشيء تذكره، و هو مني على ذكر.
و الذكر: جري الشيء على لسانك، تقول جرى منه ذكر.
مجمعالبحرين : 3 : 309
قوله و اذكروا ما فيه [2/63] أي ادرسوا.
قوله: ذكرى لأولي الألباب [40/54] أي عبرة لهم.
قوله: أو يحدث لهم ذكرا [20/113] أي تذكرا.
قال الشيخ أبو علي: الذكر هو حضور المعنى في النفس، و قد يستعمل الذكر بمعنى القول لأن من شأنه أن يذكر به المعنى، و التذكر هو طلب القول. (انتهى)
وعلى هذا المعنى يكون هكذا :
دخل صاحب لواء السماء والطالب بثار الانبياء عليهم السلام ابا الفضل العباس عليه السلام الى المشرعة وحينما شاهد الماء البارد رقراقا ناعما أسس اول مأتم لمصاب اخيه الحسين عليه السلام و اخذ يقرء تعزية على عطش الحسين عليه السلام فحمل من الماء في يده وقال شعره لنفسه ويفديها لامام زمانه .
آه طبيعي للعباس الوفي حينما ينظر تماسك الماء باجزائه يتذكرانشقاق شفتي الحسين وعياله ؛ يتذكر الطفل الرضيع وصراخه ؛ يتذكر بنات الخدر ؛ بنات الوحي وقد الصقن بطونهن باعماق التراب لعل رطوبته يخفف عنهن وهج لهيب الظمأ.
وهذا هو المأتم الذي اقامه ابا الفضل العباس عليه السلام على الماء ولم يسبقه احد في مواساته لاخيه بل هو السباق والمؤسس للماتم الحسيني .
ماتم وهيئة حسينية يالها من هيئة؛ اعضائها كفيه وعينيه وجبينه وقدميه واعلامها صدره حين سقط على الارض متكا على السهام الداخلات في قلبه واي مصيبة هذه مصيبة كسرت ظهر المعصوم خامس اصحاب الكساء والذي خلق من اجلهم الارض والسماء
لتنصب العزية في قلب من كسر مصابه ظهر اخيه المعصوم عليه السلام
حسين حسين حسين ياحسين
آه يا ابالفضل آه ياحسين ابكيك سيدي حتى اموت بلوعة المصاب آه آه آآآآآآآآآآآآآآآآه
تعليق