الرسالة الأصلية كتبت بواسطة السيد مهدي
إلمكرمة بنت الصحابة والمكرم عاشق الحسين:

أرجو أن تنتبهوا لي جيدا.

الموضوع الذي أثارته المكرمة بنت الصحابة لايدخل في صلب عقائد الإمامية بمعنى لكي تتم براءة الذمة في ذلك العمل يجب الإعتقاد به فلو قال شيعي أناأؤمن بأفضلية الإمام على سائر الخلق بعد الرسول(ص) بلحاظ قرينة آية المباهلة حينما أصبح الأمام علي(ع) نفس رسول الله. هذه قناعة ذلك الشيعي. ثم جاء شيعي آخر ليقول بإني مع إقراري بفضل الإمام(ع) لكنني غير مقتنع بأفضليته على النبي إبراهيم مع وجود قرينة نفس الرسول(ص) في آية المباهلة. وهذه قناعة شيعية اخرى، والسؤال الآن هل سوف يخرج ذلك الشيعي الذي لايؤمن بـأفضلية الإئمة على النبي إبراهيم من الدين والمذهب وممايبرئ ذمته؟
أترك الجواب لعزيزي الشاب المهذب عاشق الحسين.

إذن المسألة مرتبطة بالقناعة وبالخلفية المعرفية بماجاء في نصوص إئمة أهل البيت(ع) ولهذا لا أحتج على الأخ السني الذي يرفض مبدأ أفضلية الإئمة على الأنبياء حسب مبانيه الحديثية.

عزيزي عاشق الحسين إحياء مراسم عاشورا من ناحية المبدأ صحيحة يعني إحياء ذكرى سيد الشهداء ولكن دخلت كثير من الأعمال الغريبة عن جسم التشيع في تلك المراسم وحتى لو توقف فيها الشيعي فليس عليه شئ لكونها ليست من أصول التشيع يعني عندماتفتح الرسالة العملية لمرجع شيعي لاتجد فصلا في العبادات والمعاملات عن مراسم عاشورا وإن كانت مستحبة ومندوبة في أعمالها. وإن أصبحت من الثقافة الشيعية وأحيلك إلى البحث الذي كتبه العلامة المنار ونشرته هنا تحت عنوان إلى العقلاء من أخوتنا أهل السنة وأنصحك بقرأئته.

وفق الله الجميع وأرجو أن أبقى عند حسن ظن الجميع.

اقتباس من مشاركة سليل الرسالة
من الأفضل : موسى عليه السلام أم العبد الصالح الذي ذكر في القرآن (( دون التطرق إذا كان الخضر أو غيره و القرآن لم يذكره نيباً ))

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الفارس
بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد حمده كما يستحقه ، وبعد

فيمكن الحديث في هذا الموضوع من وجهين
الوجه الأول : إثبات الأمر من كتب الشيعة.
والوجه الثاني : إثباته من كتب السنة.

أما الأول فلا نتعرض له الآن إلا أن أراد الزملاء السنة ذلك، وذلك لكثرة ما روي عن أهل البيت عليهم السلام من التصريح بذلك، ولكثرة الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة الدالة على ذلك عندنا، فالأمر عندنا يقيني دون أدنى شك.

أما الوجه الثاني فإن الإستدلال به بالعديد من الأدلة نذكر منها :

الدليل الأول : آية المباهلة
أجمعت الأمة على أن المقصود من الآية المباركة : {فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وأَنْفُسَكُمْ} النبي الأكرم وأمير المؤمنين والسيدة الزهراء والحسن والحسين عليهم أفضل الصلاة والسلام

وللدخول في صلب الموضوع مباشرة أنقل لكم كلام الفخر الرازي في تفسير هذه الآية :

المسألةالخامسة: كان في الري رجل يقال له: محمود بن الحسن الحمصي وكان معلم الاثنى عشرية وكان يزعم أن علياً رضي الله عنه أفضل من جميع الأنبياء سوى محمد عليه السلام قال: والذي يدل عليه قوله تعالى: وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ وليس المراد بقوله وَأَنفُسَنَا نفس محمد صلى الله عليه وسلم لأن الإنسان لا يدعو نفسه بل المراد به غيره وأجمعوا على أن ذلك الغير كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه فدلت الآية على أن نفس علي هي نفس محمد ولا يمكن أن يكون المراد منه أن هذه النفس هي عين تلك النفس فالمراد أن هذه النفس مثل تلك النفس وذلك يقتضي الاستواء في جميع الوجوه، ترك العمل بهذا العموم في حق النبوة وفي حق الفضل لقيام الدلائل على أن محمداً عليه السلام كان نبياً وما كان علي كذلك ولانعقاد الإجماع على أن محمداً عليه السلام كان أفضل من علي رضي الله عنه فيبقى فيما وراءه معمولاً به ثم الإجماع دل على أن محمداً عليه السلام كان أفضل من سائر الأنبياء عليهم السلام فيلزم أن يكون علي أفضل من سائر الأنبياء فهذا وجه الاستدلال بظاهر هذه الآية ثم قال: ويؤيد الاستدلال بهذه الآية الحديث المقبول عند الموافق والمخالف وهو قوله عليه السلام: [من أراد أن يرى آدم في علمه ونوحاً في طاعته وإبراهيم في خلته وموسى في هيبته وعيسى في صفوته فلينظر إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه] فالحديث دل على أنه اجتمع فيه ما كان متفرقاً فيهم وذلك يدل على أن علياً رضي الله عنه أفضل من جميع الأنبياء سوى محمد صلى الله عليه وسلم
وأما سائر الشيعة فقد كانوا قديماً وحديثاً يستدلون بهذه الآية على أن علياً رضي الله عنه مثل نفس محمد عليه السلام إلا فيما خصه الدليل وكان نفس محمد أفضل من الصحابة رضوان الله عليهم فوجب أن يكون نفس علي أفضل أيضاً من سائر الصحابة هذا تقدير كلام الشيعة
والجواب: أنه كما انعقد الإجماع بين المسلمين على أن محمداً عليه السلام أفضل من علي فكذلك انعقد الإجماع بينهم قبل ظهور هذا الإنسان على أن النبي أفضل ممن ليس بنبي وأجمعوا على أن علياً رضي الله عنه ما كان نبياً فلزم القطع بأن ظاهر الآية كما أنه مخصوص في حق محمد صلى الله عليه وسلم فكذلك مخصوص في حق سائر الأنبياء عليهم السلام.

الى هنا ينتهي كلام الفخر الرازي حول هذه النقطة، فنقول :

أولاً : ثبت أن أمير المؤمنين عليه السلام هو نفس النبي بمعنى الاستواء في جميع الوجوه.
ثانياً : استثنيت النبوة من ذلك لإجماع الأمة على أن لا نبي بعد نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله.
ثالثاً : انقعاد الاجماع على أن محمداً أفضل من علي يخرج هذه النقطة كذلك.
رابعاً : لم يجب الفخر الرازي ولا أحد من علماء السنة الذين نقلوا هذا الكلام على هذه النقطة إلا بجواب واحد وهو ادعاء الإجماع قبل (الحمصي) على أن النبي أفضل ممن ليس بنبي، ونلاحظ بأن أحداً لم يجب بغير هذا الجواب !!! فدليلهم الوحيد على تفضيل النبي على من ليس بنبي هو الإجماع المزعوم!!

فنقول : لو ثبت هذا الاجماع، أو كان مستنداً إلى أدلّة قطعيّة، ولم يكن في مقابله أدلّة قطعيّة، لسلّمنا ووافقنا على هذا الجواب، ولكن القول بأفضليّة أئمّة أهل البيت من سائر الانبياء سوى نبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم) موجود بين علماء هذه الطائفة قبل الشيخ الحمصي، فأين دعوى الاجماع ـ إجماع المسلمين ـ قبل ظهور هذا الانسان ؟؟!!

إن الشيخ الحمصي قد توفي في أوائل القرن السابع، ولو راجعنا لوجدنا أن الشيخ الحمصي قد أخذ كلامه هذا من الشيخ المفيد المتوفي في عام 413 هـ ، ونفس الشيخ المفيد ينسب هذا القول إلى من سبقه من العلماء !!

إذاً لا إجماع على أنّ غير النبي لا يكون أفضل من النبي، كيف وقد قال كل علماء الإمامية بتفضيل الأئمة على الأنبياء عدا الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ؟

فيتبين أن دعوى الإجماع باطلة، ويثبت بطلان ما اعتمد عليه علماء السنة في رد ما سبق.



الدليل الثاني : حديث التشبيه
نلاحظ أن الشيخ الحمصي الذي نقل كلامه الفخر الرازي قد استدل كذلك بحديث التشبيه (من أراد أن يرى آدم في علمه ونوحاً في طاعته وإبراهيم في خلته وموسى في هيبته وعيسى في صفوته فلينظر إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه)

وأما بالنسبة لسند هذا الحديث، فإني لم أراجع إلى الآن صحة سنده من كتب السنة، ولكن إلى ذلك الحين فإني أنقل تحقيقاً لسماحة آية الله السيد علي الميلاني حول أحد أسانيد هذا الحديث رغم أني لم أراجع المصادر لعدم توفر قسم منها، فمن أراد المراجعة بإمكانه ذلك وننتظر إبلاغنا بالنتيجة

قال سماحته :
((((((((((((يقول ياقوت الحموي في كتابه معجم الاُدباء بترجمة محمّد ابن أحمد بن عبيدالله الكاتب المعروف بابن المفجّع، هذا الشخص نظم حديث التشبيه في قصيدة، والقصيدة إسمها قصيدة الاشباه، يقول الحموي ياقوت:

وله قصيدة ذات الاشباه سمّيت بذات الاشباه لقصده فيما ذكره: الخبر الذي رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في محفل من أصحابه: «إن تنظروا إلى آدم في علمه، ونوح في فهمه، وإبراهيم في خلّته، وموسى في مناجاته، وعيسى في سننه، ومحمّد في هديه وحلمه، فانظروا إلى هذا المقبل»، فتطاول الناس فإذا هو علي بن أبي طالب، فأورد المفجع ذلك في قصيدته وفيها أي في هذه القصيدة مناقب كثيرة.

ياقوت الحموي معروف بأنّه من المنحرفين عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهذا مذكور بترجمته، لاحظوا كتاب وفيات الاعيان، لاحظوا شذرات الذهب وغيرهما من المصادر، وقد ذكروا أنّه تكلّم في سنة 613 هـ في دمشق بكلام في علي، فثار الناس عليه وكادوا يقتلونه، فانهزم من دمشق، ذكر هذا ابن خلّكان ونصّ على أنّه كان متعصّباً على علي.

وأمّا عبد الرزاق بن همّام، فهذا شيخ البخاري وصاحب المصنّف ومن رجال الصحاح كلّها، ولم يتكلّم أحد في عبد الرزاق ابن همّام بجرح أبداً، حتّى قيل بترجمته: ما رحل الناس إلى أحد بعد رسول الله مثل ما رحلوا إليه، توفي سنة 211 هـ.

معمر بن راشد، من رجال الصحاح الستّة، توفي سنة 153هـ.

الزهري هو الامام الفقيه المحدّث الكبير، من رجال الصحاح الستّة، وقد تجرّأ ابن تيميّة وادّعى بأنّ هذا الرجل أفضل من الامام الباقر (عليه السلام).

وأمّا سعيد بن المسيّب، فكذلك هو من رجال الصحاح الستّة، توفي بعد سنة 90 هـ، وهذا الشخص يروي هذا الحديث عن أبي هريرة.

وأبو هريرة عندهم من الصحابة الثقات والموثوقين، الذين لا يتكلّم فيهم بشكل من الاشكال.

فهذا السند صحيح إلى هنا.)))))))))))) انتهى كلام العلامة الميلاني


وساراجع الأسانيد الأخرى لهذا الحديث في أقرب فرصة ..

وللحديث تتمة إن شاء الله حيث قد ضاق الوقت الآن، رغم كفاية ما سبق ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته