إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

إياكم والتفكر في الله فتتيهوا ! وتتحيروا ! وتضلوا ! وتهلكوا !

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين

    بعد أن عرضنا في اصل الموضوع الروايات التي تنهى عن التفكّر في الله تعالى، ثم ذكرنا في المشاركة الخامسة بعض الآيات والروايات التي تدل على امتناع معرفة كنه الباري تبارك وتعالى، وكذلك في المشاركة رقم36، نكمل هنا عرض بعض الروايات الأخرى وان كان فيما نقلنا كفاية وزيادة.

    - عن أمير المؤمنين عليه السلام : و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأول لا شي‏ء قبله و الآخر لا غاية له لا تقع الأوهام له على صفة و لا تعقد القلوب منه على كيفية و لا تناله التجزئة و التبعيض و لا تحيط به‏ الأبصار و القلوب‏ (نهج البلاغة ص115)

    - وعنه عليه السلام : عظم عن أن تثبت ربوبيته بإحاطة قلب‏ أو بصر (نهج البلاغة ص396)

    - وعن ابي جعفر عليه السلام : و محرم‏ على‏ القلوب‏ أن تمثله و على الأوهام أن تحده و على الضمائر أن تكونه جل و عز عن أداة خلقه و سمات بريته و تعالى عن ذلك علوا كبيرا.(الكافي ج‏1 ص117)

    - وعنه عليه السلام : محرم على القلوب أن تحتمله و على الأوهام أن تحده و على الضمائر أن‏ تصوره‏ جل و عز عن أداة خلقه و سمات بريته تعالى عن ذلك علوا كبيرا (الإحتجاج للطبرسي ج‏2 ص443)

    - وعن الصادق عليه السلام : من زعم أنه يعرف الله بتوهم‏ القلوب‏ فهو مشرك(تحف العقول ص326)

    - وعنه عليه السلام : إن الله عظيم رفيع لا يقدر العباد على صفته و لا يبلغون‏ كنه‏ عظمته‏ (الكافي ج‏1 ص103)

    - وعنه عليه السلام :سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلا هو ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير لا يحد و لا يحس و لا يجس و لا تدركه الأبصار و لا الحواس و لا يحيط به‏ شي‏ء و لا جسم و لا صورة و لا تخطيط و لا تحديد (الكافي ج‏1 ص104)

    - وعنه عليه السلام : لا يعرف الا بخلقه (البحار ج3 ص193)

    - وههنا قاعدة يبيّنها لنا إمامنا الرضا عليه السلام:
    فعن صفوان بن يحيى قال: سألني‏ أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا ع فاستأذنته في ذلك فأذن لي فدخل عليه فسأله عن الحلال و الحرام و الأحكام حتى بلغ سؤاله إلى التوحيد فقال أبو قرة: إنا روينا أن الله قسم الرؤية والكلام بين نبيين فقسم الكلام لموسى و لمحمد الرؤية.
    فقال أبو الحسن ع : فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين من الجن و الإنس‏ لا تدركه الأبصار و لا يحيطون‏ به علما و ليس كمثله شي‏ء أليس محمد؟
    قال: بلى.
    قال: كيف يجي‏ء رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم أنه جاء من عند الله و أنه يدعوهم إلى الله بأمر الله فيقول‏ (لا تدركه الأبصار و لا يحيطون به علما و ليس كمثله شي‏ء) ثم يقول أنا رأيته بعيني و أحطت به علما و هو على صورة البشر؟ أما تستحون؟ ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون يأتي من عند الله بشي‏ء ثم يأتي بخلافه من وجه آخر .
    قال أبو قرة: فإنه يقول: و لقد رآه نزلة أخرى‏.
    فقال أبو الحسن ع: إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى حيث قال:‏ ما كذب الفؤاد ما رأى،‏ يقول ما كذب فؤاد محمد ما رأت عيناه، ثم أخبر بما رأى فقال‏ لقد رأى من آيات ربه الكبرى‏، فآيات الله غير الله، و قد قال الله‏ (و لا يحيطون به علما) فإذا رأته الأبصار فقد أحاطت به العلم و وقعت المعرفة.
    فقال أبو قرة: فتكذب بالروايات؟
    فقال أبو الحسن ع : إذا كانت‏ الروايات‏ مخالفة للقرآن كذبتها و ما أجمع المسلمون عليه أنه لا يحاط به علما و لا تدركه الأبصار و ليس كمثله شي‏ء.(الكافي ج‏1 ص95-96)

    * فإذا كان إمامنا الرضا عليه السلام يقول أن المسلمين قد أجمعوا على أنه تعالى لا يحاط به علماً، وقد نطق بذلك الكتاب المبين، وهتفت بذلك روايات سادة الناس أجمعين(ع)، فمن أين لمسلم أن يدّعي أنه يحيط بربه علماً ؟!

    والحمد لله رب العالمين

    شعيب العاملي

    تعليق


    • #47
      أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
      بسم الله الرحمن الرحيم
      والصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا
      أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


      اخي الكريم شعيب العاملي
      أحسنت على هذا الطرح الموفق وعلى هذا الموضوع المميز
      جعلنا الله واياكم ممن يعرفون الله حق معرفته باعترافهم بالتقصير والعجز عن معرفته
      ووفقنا واياكم وجميع المؤمنين والمؤمنات لما يحب ويرضى

      واحببت ان اكرر رواية ذكرتها في ردك الأخير
      للتنبيه عليها لخطورة المسألة الجلية فيها
      - وعن الصادق عليه السلام : من زعم أنه يعرف الله بتوهم‏ القلوب‏ فهو مشرك(تحف العقول ص326)

      بارك الله بكم جميعا اخوتي واخواتي الكرام
      وأبعدنا الله تعالى عن زلات الأقدام ومهاوي الفتن والضلال
      سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلا هو ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير لا يحد و لا يحس و لا يجس و لا تدركه الأبصار و لا الحواس و لا يحيط به‏ شي‏ء و لا جسم و لا صورة و لا تخطيط و لا تحديد
      محرم‏ على‏ القلوب‏ أن تمثله و على الأوهام أن تحده


      لا تنسونا من دعائكم
      اللهم عجل فرج قائم آل محمد
      أبد والله .. يا زهراء .. ما ننسى حسيناه

      استغفر الله لي ولكم
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      تعليق


      • #48
        بسم الله الرحمن الرحيم

        الاخوة الكرام
        كانت لدينا مشاركات أخرى في هذا الموضوع لكنا نؤجلها لبعض الظروف.

        ونكتفي بذكر حديث عن إمامنا أبي الحسن الرضا عليه السلام حيث قال : ..وإنما اختلف الناس في هذا الباب حتى تاهوا وتحيروا وطلبوا الخلاص من الظلمة بالظلمة في وصفهم الله بصفة أنفسهم فازدادوا من الحق بعدا ، ولو وصفوا الله عز وجل بصفاته ووصفوا المخلوقين بصفاتهم لقالوا بالفهم واليقين ولما اختلفوا ، فلما طلبوا من ذلك ما تحيروا فيه ارتبكوا والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .(التوحيد للصدوق ص439)

        شعيب العاملي

        تعليق


        • #49
          إن في روايات أهل البيت (عليهما السلام) هناك دعوة للتفكر والتدبر والتأمل، عن الحسن الصيقل قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عما يروي الناس
          (تفكر ساعة خير من قيام ليلة)؟.. قال: (نعم، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله ): تفكر ساعة خير من قيام ليلة).. قلت: كيف يتفكر؟.. قال: (يمر
          بالخربة وبالدار، فيتفكر ويقول: أين ساكنوك،أين بانوك، ما لك لا تتكلمين)؟..

          تعليق


          • #50
            المشاركة الأصلية بواسطة شعيب العاملي
            بسم الله الرحمن الرحيم

            الاخوة الكرام
            كانت لدينا مشاركات أخرى في هذا الموضوع لكنا نؤجلها لبعض الظروف.

            ونكتفي بذكر حديث عن إمامنا أبي الحسن الرضا عليه السلام حيث قال : ..وإنما اختلف الناس في هذا الباب حتى تاهوا وتحيروا وطلبوا الخلاص من الظلمة بالظلمة في وصفهم الله بصفة أنفسهم فازدادوا من الحق بعدا ، ولو وصفوا الله عز وجل بصفاته ووصفوا المخلوقين بصفاتهم لقالوا بالفهم واليقين ولما اختلفوا ، فلما طلبوا من ذلك ما تحيروا فيه ارتبكوا والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .(التوحيد للصدوق ص439)

            شعيب العاملي
            طلبوا الخلاص من الظلمة بالظلمة

            تعليق


            • #51
              المشاركة الأصلية بواسطة على رجب على
              إن في روايات أهل البيت (عليهما السلام) هناك دعوة للتفكر والتدبر والتأمل، عن الحسن الصيقل قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عما يروي الناس
              (تفكر ساعة خير من قيام ليلة)؟.. قال: (نعم، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله ): تفكر ساعة خير من قيام ليلة).. قلت: كيف يتفكر؟.. قال: (يمر
              بالخربة وبالدار، فيتفكر ويقول: أين ساكنوك،أين بانوك، ما لك لا تتكلمين)؟..
              هذا تفكر يقرب من الله والتفكر في ذاته يبعد عنه سبحانك ربنا ما أعظمك

              تعليق


              • #52
                بسم الله الرحمن الرحيم

                اللهم صل على محمد وال محمد

                يقول الامام علي عليه السلام سيد الموحدين (( لم يطلع العقول على تحديد صفته ولم يحجبها عن واجب معرفته ))

                والوجه الاول هو ان الصفات لما كانت عين الذات فمن المستحيل معرفتها بشكلها وصورتها التفصيلية والحقيقية, اذ معنى ذلك هو معرفة الله بكنهه وحقيقته , وهذا محال كما ثبت في محله

                فالعقل قاصر عن ادراك كنه الله وصفاته التي هي عين ذاته لانه محدود ومن المستحيل احاطة المحدود باللامحدود

                الوجه الثاني وهو ان العقل يمكن أن يدرك وجود الله تعالى وصفاته الملازمة له من كونه عالماً حياً متكلماً ويمكن ان يعرف ويدرك العقل هذه الصفات بشكل يتناسب مع عظمة الله تعالى وعدم ماديته وعدم حدوثه وما الى ذلك من الملازمات. فهذه هي المعرفة الواجبة التي يجب على كل مكلف معرفتها, اما المعرفة بالشكل الاول: فهي المعرفة المحرمة بل المستحيلة في حد ذاتها.

                وهذا من اوضح الادلة على بطلان قول المشبهة والمعطلة وصحة المذهب الحق في التوحيد



                وفقنا الله واياكم

                تعليق


                • #53
                  لن تأخذ ثواني من وقتك?
                  أن سماع القرآن يقلل من انتشار الخلايا السرطانية في جسم الإنسان بل يدمرها.
                  أن إطالة السجود تقوي الذاكرة وتمنع الجلطة.
                  أن السجود يزيل الشحنات الموجبة في الجسم لأن شحنات الأرض سالبة.
                  يقول إبليس:العجب لبني آدم،يحبون الله و يعصونه و يـبغضونني ويطيعونني.

                  تعليق


                  • #54
                    .لا تقل يارب همي كبير
                    ولكن قل يا همي ربي كبير
                    سبحان الله وبحمده
                    سبحان الله العظيم

                    تعليق


                    • #55
                      سلام الله عليكم جميعا اخواني
                      وجدت هذه المقطع من اقوال الامام خميني في نفس الموضوع و ولذلك اضيف ذلك وأتمني شرح مفيد لي وللأخوان لكي يستفيدوا جزاكم الف خير أ
                      في بيان التفكر الممنوع والمرغوب في ذات الحق
                      لابدّ أن نعرف أن قولنا: التفكر في الذات والأسماء والصفات, قد يحمل الجاهل على الظنّ بأن التفكر في ذات الله ممنوع بحسب الروايات, دون أن يعلم أن التفكر الممنوع هو التفكر في اكتناه الذات وكيفيتها, حسب ما يستفاد من الأحاديث الشريفة, وقد يُمنع غير المؤهل, من النظر في بعض المعارف ذات المقدمات الدقيقة, وهذان المقامان يتفق بشأنهما الحكماء أيضاً, إلا أن الاستحالة اكتناه الذات الإلهية مبرهنة في كتبهم, ومنع التفكر فيها مسلّم به عند الجميع.
                      أما شرائط الدخول في هذه العلوم, ومنع تعليم غير المؤهل فمذكورة في كتبهم, ووصاياهم في خصوص شرائط الدخول ومسطورة في أوائل كتبهم أو أواخرها, كما فعل إماما الفن وفيلسوفا الإسلام العظيمان, الشيخ ابن سينا, في آخر الإشارات, وصدر المتألهين, في آخر الأسفار حيث أوردا وصاياهما البليغة في ذلك (فراجع).
                      أما النظر في ذات الله لغرض إثبات وجوده وتوحيده وتنزيهه وتقدسيه, فهو الغاية من إرسال الأنبياء والمقصد لآمال العرفاء. والقرآن الكريم والأحاديث الشريفة مشحونة بالأخبار حول العلم بذات الله وكمالاته وأسمائه, وكتب الأخبار المعتبرة, مثل الكافي و توحيد الشيخ الصدوق تتعمق في إثبات ذات الله وأسمائه وصفاته, والفرق بين المأثورات عن الأنبياء وكتب الحكماء إنما هو في الاصطلاحات والإيجاز والتفصيل فقط, مثلما أن الفرق بين الفقه والأخبار الخاصة بالفقه هو في الاصطلاحات والإيجاز والتفصيل أيضاً, لا في المعنى.
                      لكن المصيبة في أن هناك بعض الجهلاء في لباس أهل العلم الغير عارفين بالكتاب والسنّة والجاهلين بهما, ظهروا في القرون الأخيرة من دون أيّة رؤية صحيحة أو اعتماد على معيار صحيح أو معرفة بالكتاب والسنة, وجعلوا جهلهم وحده دليلاً على بطلان العلم بالمبدأ والمعاد, ولكي يروجوا بضاعتهم حزموا النظر في المعارف التي هي غاية ما يقصده الأنبياء والأولياء سلام الله عليهم, والتي امتلأ بها كتاب الله وأخبار أهل البيت عليهم السلام وراحوا يرمون أهل المعرفة بكل شتيمة واتهام, وسبّبوا انحراف قلوب عباد الله عن العلم بالمبدأ والمعاد, وكانوا سبباً في تفريق الكلمة وتشتيت شمل المسلمين, ولو سأل سائل لِمَ كل هذا التكفير والتفسيق؟ لتشبث بالحديث القائل: لا تتفكّروا في ذاتِ الله إن هذا الجاهل المسكين مخطيء وجاهل من جهتين:
                      الأولى: انه ظن أن الحكماء يقومون بالتفكر في ذات الله مع أنهم يرون أن التفكر في ذات الله واكتناهها ممتنع, وهذا من المسائل المبرهن عليها في هذا العلم.
                      والثاني : انه لم يفهم معنى الحديث فظن انه لا يجوز التفوّه بأي شيء عن ذات الله المقدسة مطلقا, إننا سنذكر بعض الأحاديث ونجمع بينها وبين ما في نظرنا القاصر, ونجعل الإنصاف هو الحكم, على الرغم من أن هذا يخرج قليلاً عن موضوعنا, ولكن لعل فيه بعض الضرورة لرفع الشبهة وإبطال الباطل.
                      الكافي بإسناده عن أبي بصير: قال أبو جعفر ع : تكلَّموا في خلق الله ولا تتكلّموا في الله فإن الكلام في الله لا يزداد صاحبه إلا تحيّراً.
                      يدل هذا الحديث بذاته على أن المراد هو التكلم في اكتناه ذات الله وكيفيته ومحاولة تعليله, وإلاّ فإن الكلام في إثبات ذاته تعالى وسائر كمالاته وتوحيده وتنزيهه لا يوجب التخيّل{, ولعل النهي موجّه إلى الذين يكون التكلم حتى في هذه الأمور موجباً لحيرتهم, وقد احتمل المرحوم المحدّث المجلسي رحمه الله هذين الاحتمالين, اللذين قربناهما من دون تعليق, ولكن قوي الاحتمال الأول.
                      وفي رواية أخرى عن حريز: تكلّموا في كلّ شيء ولا تتكلّوا في ذات الله, وهناك روايات أخرى بهذا المضمون أو قريبة منه, مما لا نجد ضرورة لذكرها.
                      وفي الكافي عن أبي جعفر محمد الباقر ع قال : إياكم والتفكر في الله ولكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته فانظروا إلى عظيم خلقه.
                      الظاهر أن هذا الحديث أيضاً يشير إلى التفكر في كنه ذات الله, لأنه يقول في نهايته: إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته فانظروا إلى عظيم خلقه, أي استدلوا من عظمة المخلوق على عظمة الخالق عزّ وجلّ. ويكون هذا على سبيل المثال لمختلف طبقات الناس الذين يمرّ طريق معرفتهم من خلال المخلوق.
                      هذه الأحاديث وأمثالها التي تنهى عن التكلم في ذات الله والتفكر هي نفسها دليل على ما نقصده, والحديث الذي يوضح هذا الأمر هو الحديث الشريف في الكافي في باب التفكر.
                      عن أبي عبد الله جعفر الصادقع قال: أفضل العبادة إدمان التفكّر في الله وفي قدرته.
                      وفي حديث آخر في الكافي سئل علي بن الحسينع عن التوحيد, فقال: إن الله عز وجل علم انه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل الله تعالى { قل هو الله أحد} والآيات من سورة الحديد إلى قوله: { وهو عليم بذات الصدور} فمن رام وراء ذلك فقد هلك.
                      إذاً يتضح أن هذه الآيات التي تشير إلى التوحيد, وتنزيه الله, والبعث, ورجوع الكائنات إلى الله نزلت للمتعمقين وأهل التفكير العميق.
                      فهل مع كل هذا يمكن القول إن التفكر في ذات الله حرام؟ أي حكيم أو عارف جاء بمعارف أكثر مما جاء في أول سورة الحديد؟ إن منتهى معرفتهم هو الوصول إلى قوله تعالى: { سبح لله ما في السموات والأرض}. هل هناك أفضل بياناً في وصف الله تعالى وتجلّي ذاته المقدسة من الآية الشريفة : { هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}؟.
                      أقسم بحياة الحبيب انه لو لم تكن لبيان حقيّة كتاب الله الكريم غير هذه الآية الشريفة لكفت ذوي القلوب. إرجعوا قليلاً إلى كتاب الله, والى خطب رسول الله ص, وأخبار خلفائه المعصومين سلام الله عليهم, وقارنوا لتروا مَن مِنَ الحكماء والعارفين جاء ببينات أجلى وأوضح مما جاء بها أولئك في كل موضوع من مواضيع المعارف؟ إن أقوالهم مشحونة بوصف الحق والاستدلال على ذات الله وصفاته المقدسة, بحيث أن كل طائفة تحظى على قدر سعتها وإدراكها.
                      إذاً يتضح من مجموع هذه الأخبار أن التفكر في ذات الله ممنوع إذا كان ذلك في مرتبة التفكر في كنه ذات الله وكيفيته, كما جاء في حديث الكافي: من نَظَرَ في الله كيف هوَ, هَلَكَ أو أن الجمع بين الأخبار الناهية والآمرة يستدعي منع فريق من الناس الذين لا تطيق قلوبهم الاستماع إلى البرهان وليس لهم الاستعداد للدخول في مثل هذه البحوث, والدليل على هذا الجمع موجود في الأخبار نفسها.
                      أما الذين لهم الاستعداد والأهلية, فيكون من الراجح لهم التفكر, بل هو أفضل من جميع العبادات.
                      على كل حال, لقد خرجنا كليا عن المقصد, ولكن لم يكن لناه مناص من أن نتعرض لهذا الرأي الفاسد والتهمة التي لا ترضي الحق, والمتداولة في هذا الزمان على الألسنة. لعلّ ذلك يُحدث بعض التأثير في قلوب بعضهم ولو تمّ تأثير هذا القول في قلب شخص وحد لكفاني, والحمد لله واليه المشتكى.

                      http://imam-khomeini.com/ShowItem.as...=11464&lang=ar

                      تعليق


                      • #56
                        المشاركة الأصلية بواسطة هادي شعبان
                        سلام الله عليكم جميعا اخواني
                        وجدت هذه المقطع من اقوال الامام خميني في نفس الموضوع و ولذلك اضيف ذلك وأتمني شرح مفيد لي وللأخوان لكي يستفيدوا جزاكم الف خير أ
                        في بيان التفكر الممنوع والمرغوب في ذات الحق
                        عليكم سلام الله جميعاً اخواني

                        الظاهر ان المقصود من هذا الكلام أن السيد يريد أن يقول بأن معرفة كنه الله وحقيقته ممتنع ويرد على من توهم أنه لا يمكن التفوّه بأي شيء عن ذات الله المقدسة مطلقاً <ولا يقول بذلك الا فئة قليلة جداً من المسلمين>


                        يتضح المقصود جلياً بكلماته هذه
                        أما النظر في ذات الله لغرض إثبات وجوده وتوحيده وتنزيهه وتقدسيه, فهو الغاية من إرسال الأنبياء والمقصد لآمال العرفاء. والقرآن الكريم والأحاديث الشريفة مشحونة بالأخبار حول العلم بذات الله وكمالاته وأسمائه, وكتب الأخبار المعتبرة, مثل الكافي و توحيد الشيخ الصدوق تتعمق في إثبات ذات الله وأسمائه وصفاته,


                        فهو إذا يثبت النظر في وجود الله وإثباته وتوحيده وتنزيهه ويقول أن الأخبار مليئة حول العلم بوجوده وكمالاته وتتعمق الأخبار في إثبات ذاته أي أنها تتعمق في إثبات وجوده

                        ويؤكد لك هذا المعنى قوله بعد ذلك في الرد على من يخالفه

                        إن هذا الجاهل المسكين مخطيء وجاهل من جهتين: الأولى: انه ظن أن الحكماء يقومون بالتفكر في ذات الله مع أنهم يرون أن التفكر في ذات الله واكتناهها ممتنع, وهذا من المسائل المبرهن عليها في هذا العلم.
                        والثاني : انه لم يفهم معنى الحديث [8], فظن انه لا يجوز التفوّه بأي شيء عن ذات الله المقدسة مطلقا

                        فإنه يتحدث عمن ظن أن الحديث يعني أنه لا يصح ان نثبت شيئا لله

                        وليس منا أحد يقول بذلك

                        واليك ما يوضح أيضاً انه يقصد إثبات الذات لا التفكر في حقيقة الذات
                        وإلاّ فإن الكلام في إثبات ذاته تعالى وسائر كمالاته وتوحيده وتنزيهه لا يوجب التخيّل
                        علماً أن الاحاديث تقول عن صفاته مثلا
                        <كل هذه صفات اقرار وليست صفات احاطة>

                        <انما كلف العباد من ذلك ما في طاقتهم ان يبلغوه وهو ان يوقنوا به ويقفوا عند امره ونهيه ولم يكلفوا الاحاطة بصفته>

                        <ثم ليس علم الإنسان بأنه موجود موجب له أن يعلم ما هو وكيف هو، كما أن علمه بوجود النفس لا يوجب ان يعلم ما هي وكيف هي>

                        والمطلوب هو نفي التشبيه ونفي التعطيل ففي الحديث
                        <الناس في التوحيد ثلاثة: مثبت وناف ومشبه، فالنافي مبطل، والمثبت مؤمن، والمشبّه مشرك>
                        ونحن من المثبتين

                        تعليق


                        • #57
                          اسعدنى شرحک الجميل اخي الفاضل تحت أطباق الثرى ...
                          أخي نحن هنا نستفيد من علومکم الطيب والنصح المفيد فنحن طلاب علم مبتدئين ....

                          تعليق


                          • #58
                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            الأخ (هادي شعبان)

                            1- أشكرك كثيراً على هذه الكلمة القيمة التي نقلتها عن القائد العظيم للثورة الإسلامية سماحة السيد الخميني قدس سره التي برّأ فيها كل العرفاء و الحكماء و الفلاسفة من تهمة ظالمة و هي أنهم يريدون أن ينالوا الله بعقولهم و العياذ بالله، والحال أنهم أول من أثبت استحالة ذلك بكل وجه. و ما أجمل هذا البيان حيث قال:

                            أما النظر في ذات الله لغرض إثبات وجوده وتوحيده وتنزيهه وتقدسيه, فهو الغاية من إرسال الأنبياء والمقصد لآمال العرفاء. والقرآن الكريم والأحاديث الشريفة مشحونة بالأخبار حول العلم بذات الله وكمالاته وأسمائه, وكتب الأخبار المعتبرة, مثل الكافي و توحيد الشيخ الصدوق تتعمق في إثبات ذات الله وأسمائه وصفاته, والفرق بين المأثورات عن الأنبياء وكتب الحكماء إنما هو في الاصطلاحات والإيجاز والتفصيل فقط, مثلما أن الفرق بين الفقه والأخبار الخاصة بالفقه هو في الاصطلاحات والإيجاز والتفصيل أيضاً, لا في المعنى
                            2- من الواضح أن هذه الكلمة القيمة كانت موجّهة لبعض الأشخاص الذين يستنكرون دراسة الفلسفة و الحكمة و يعتبرون أن ذلك "تفكر محرم" ، و الحقّ أن بيانه قدس سره كان واضحاً جلياً محكماً بحيث اضطر الأخ (تحت أطباق الثرى) الى الاعتراف بحقانية ذلك، و الحقّ ينطق منصفاً و عنيداً. و ما أجمل عبارته حيث قال رحمه الله:


                            لكن المصيبة في أن هناك بعض الجهلاء في لباس أهل العلم الغير عارفين بالكتاب والسنّة والجاهلين بهما, ظهروا في القرون الأخيرة من دون أيّة رؤية صحيحة أو اعتماد على معيار صحيح أو معرفة بالكتاب والسنة, وجعلوا جهلهم وحده دليلاً على بطلان العلم بالمبدأ والمعاد, ولكي يروجوا بضاعتهم حزموا النظر في المعارف التي هي غاية ما يقصده الأنبياء والأولياء سلام الله عليهم, والتي امتلأ بها كتاب الله وأخبار أهل البيت عليهم السلام وراحوا يرمون أهل المعرفة بكل شتيمة واتهام, وسبّبوا انحراف قلوب عباد الله عن العلم بالمبدأ والمعاد, وكانوا سبباً في تفريق الكلمة وتشتيت شمل المسلمين, ولو سأل سائل لِمَ كل هذا التكفير والتفسيق؟ لتشبث بالحديث القائل: لا تتفكّروا في ذاتِ الله !!!!



                            تعليق


                            • #59
                              المشاركة الأصلية بواسطة أنوار الملكوت
                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              الأخ (هادي شعبان)

                              1- أشكرك كثيراً على هذه الكلمة القيمة التي نقلتها عن القائد العظيم للثورة الإسلامية سماحة السيد الخميني قدس سره التي برّأ فيها كل العرفاء و الحكماء و الفلاسفة من تهمة ظالمة و هي أنهم يريدون أن ينالوا الله بعقولهم و العياذ بالله، والحال أنهم أول من أثبت استحالة ذلك بكل وجه. و ما أجمل هذا البيان حيث قال:

                              ليك يا روحي
                              معرفة ذات الله أمر ممتنع بكل الطرق

                              واللي بيقول غير هيك بيكون مضيّع وعم يعرف واحد غير الله

                              2- من الواضح أن هذه الكلمة القيمة كانت موجّهة لبعض الأشخاص الذين يستنكرون دراسة الفلسفة و الحكمة و يعتبرون أن ذلك "تفكر محرم" ، و الحقّ أن بيانه قدس سره كان واضحاً جلياً محكماً بحيث اضطر الأخ (تحت أطباق الثرى) الى الاعتراف بحقانية ذلك، و الحقّ ينطق منصفاً و عنيداً. و ما أجمل عبارته حيث قال رحمه الله:

                              التفكر المحرم هو التفكر في ذات الله وما عداه فليس بمحرم وفي غير المحرم من يشاء أن يدرس فليدرس ومن شاء أن لا يدرس فلا يدرس

                              تعليق


                              • #60
                                بسم الله الرحمن الرحيم

                                أخي الحبيب (تحت أطباق الثرى)

                                أحسنت يا أخي .. إن علم الفلسفة لا يدرس كنه الله، فالله أجلّ من أن تدركه العقول مهما بلغت، و من زعم أنه عرف الله بعقله فهو جاهل. هذا مسلم لا شك في ذلك عندي أبداً و لا ينكره من عنده أدنى اطلاع.. فأنا أتفق معك مائة بالمائة بل هذا قول كل الفلاسفة و الحكماء و العرفاء، و إنما الفلسفة علم يدرس الوجود و خصائصه ليصل من خلال ذلك إلى إثبات وجود الله و أسمائه الحسنى و صفاته العليا، لا لَيعرف كنه ذات الله كما يظن بعض قليلي الاطلاع، و هو العلم المتخصص في ردّ الشبهات التي يلقيها الملحدون و المشركون فيعجز العوام عن ردّها فينزلقون في مزالق العلمانية و الشيوعية و أمثال ذلك. و الجميل أنه يدرس ذلك من خلال القواعد العقلية المنطقية التي يلتزم بها كل إنسان حتى لو كان كافراً، و يستضيء في ذلك بالآيات الشريفة و الروايات المنيفة لأعلم العلماء و أحكم الحكماء و سادة البشر صلوات الله عليهم أجمعين.

                                أخي الحبيب ، أرجو أن تسامحنى فقد كنت أحسبك ممن يعارض دراسة هذا العلم المهم و الضروري، وقد تبين لي الآن أنك لا تعارض دراسة الفلسفة، و ترى أنها ليست ضلالاً و لا انحرافاً و لا ابتعاداً عن مدرسة أهل البيت كما يزعم بعض "الجاهلين في لباس أهل العلم" كما قال السيد رحمه الله، بل وجدتك بحمد الله مقتنعاً تماماً أنّ فهم كلمات أهل البيت الراقية، و معارفهم العالية المتعلقة بالمبدأ و المعاد و بوجود الله و توحيده لا يمكن أن تحصل إلا باتباع الطريق الذي سلكه العرفاء و الحكماء و الفلاسفة كما قال السيد الخميني قدس سره.

                                شكراً لك لأنك وفرت علي نقاشاً طويلاً مضنياً. و الظاهر أن نقاط الاتفاق بيننا بدأت تزيد، و المسافات بدأت تقترب، فلله الحمد و المنّة.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X