بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ عراق العراقي
لا يتسع المجال للخوض فيمن سألت عنهم حالياً.
الأخ أنوار الملكوت
- جوابنا حول إشكال الدور كان واضحاً، إذ قلنا أن العقل يدلّ أولاً على وجود خالق ومدبر متصف بصفات الكمال منزّه عن صفات النقص، لا تحيطه المخلوقات ولا تبلغ كنهه أو تضبطه العقول ولا تحيط به الأوهام، ثم يوصلنا هذا العقل إلى الإيمان بالحجج الإلهية بعد الإيمان بالخالق عز وجل.
وبعبارة أخرى أن أصل إثبات التوحيد عقلي، وهذا لا يتعارض مع الأخذ عن الحجج الإلهية بعد ثبوت حجيتهم ولا يلزم من ذلك دور كما هو واضح.
- نعم يأتي إشكال الدور فيما لو أردنا إثبات وحدانية الله تعالى (أي أصل الاعتقاد بالتوحيد) بكلام الحجج الإلهيين، فيتوقف إثبات وجوده على كلامهم ويتوقف الأخذ بكلامهم على ثبوت أنهم حجج الخالق الذي تجب طاعته، فيلزم حينها الدور، وهذا ما لا يقول به قائل كما لا يخفى !
- وأما أن لازم كلامنا هو رد أو رفض المنطق فغريب !
- وبما أن ما ذهبنا إليه من أن العقول لا تحيط به تعالى ولا تدرك كنه معرفته، ومن أن التفكر في ذاته موجب للحيرة والتيه والضلال قد قامت الأدلة القطعية عليه، فإذا ما جاءنا نص يخالف هذه الأدلة بظاهره نحمله على ما يتوافق معها بلا شك، و قد تبينت بعض النماذج فيما ذكرنا سابقاً وسنذكر.
- أما من تاه لمّا أمعن في التفكر في ذات الله أو قاس ربه بعقله فهم على أنواع، فمنهم المشبّهة، ومنهم المعطلة، ومنهم من جعل نفسه ذات الله تعالى!
- وأمّا ما ذكرناه لبيان أدنى مراتب المعرفة وأعلاها فحاجته أوضح من أن تخفى إذ هو غاية إيمان المؤمنين! النجاة من العذاب أو الفوز بالنعيم أو الرضوان الأكبر ! كل بحسبه.
- وأما معنى التفكر في ذات الله فنرى السؤال عنه أخفى منه! إذ كلّما امعن أحد فكره في ذات الله كان مدار فكره في غير الله لأنه تعالى لا تحيطه العقول ولا الأوهام ! وسيأتي مزيد بيان حول معنى فهمنا لما نثبته لله عز وجلّ.
- وأما ما ذكرناه من قوله صلى الله عليه وآله (معرفة الله حق معرفته) وما لم نذكره هنا أيضاً من قوله (ص) لعلي عليه السلام : (يا علي، ما عرف الله حق معرفته غيري وغيرك) فوجهه واضح من أن المعرفة هنا هي أقصى ما يمكن للمخلوق أن يعرف الخالق به بقرينة قوله الآخر صلى الله عليه وآله: (وما عرفناك حق معرفتك) وقوله (ص) : (ولا يبلغ أحد كنه معرفته... ولا أنا، الله أعلى و أجل أن يطلع أحد على كنه معرفته) كما ذكرنا سابقاً.
فمقتضى الجمع بين كلامهم حمل ما أثبت معرفته على المعرفة الممكنة بالمخلوقين لا على الاطلاع على كنه معرفته ! فإنه أعلى وأجل من ذلك !
- وأما ما ذكرتم من أن في كلام النبي (ص) إشارة لمن وعى، فإن قصدتم بها عدم إمكانية المعرفة الحقة له تعالى بالتفكير الذهني أي بالعقل وإمكانية معرفته بالكشف والشهود ! فهذا كلام باطل لمخالفته الادلة القطعية بل والبديهية كما أسلفنا !
- أما كلام المجلسي في الموضعين (اعرفوه بنور الله) (من كان نور ذاته دليلا) فيمكنكم إدراكه إن راجعتم كلام أمير المؤمنين عليه السلام : (...متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك...) ومن إشارتنا السابقة إلى أن الأحاديث المذكورة أجنبية عن إثبات إمكانية معرفة حقيقة ذاته تعالى وناظرة إلى طرق الوصول إليه.
- هذا ونختم كلامنا بحديث عن إمامنا الرضا عليه السلام يقول فيه: إن في أخبارنا محكما كمحكم القرآن- و متشابها كمتشابه القرآن- فردوا متشابهها إلى محكمها و لا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا. (وسائل الشيعة ج27 ص115)
فالحذر الحذر من التمسّك بالمتشابهات في الأحاديث بعد الكتاب، فإن مآل ذلك إلى الضلال.
شعيب العاملي
الأخ عراق العراقي
لا يتسع المجال للخوض فيمن سألت عنهم حالياً.
الأخ أنوار الملكوت
- جوابنا حول إشكال الدور كان واضحاً، إذ قلنا أن العقل يدلّ أولاً على وجود خالق ومدبر متصف بصفات الكمال منزّه عن صفات النقص، لا تحيطه المخلوقات ولا تبلغ كنهه أو تضبطه العقول ولا تحيط به الأوهام، ثم يوصلنا هذا العقل إلى الإيمان بالحجج الإلهية بعد الإيمان بالخالق عز وجل.
وبعبارة أخرى أن أصل إثبات التوحيد عقلي، وهذا لا يتعارض مع الأخذ عن الحجج الإلهية بعد ثبوت حجيتهم ولا يلزم من ذلك دور كما هو واضح.
- نعم يأتي إشكال الدور فيما لو أردنا إثبات وحدانية الله تعالى (أي أصل الاعتقاد بالتوحيد) بكلام الحجج الإلهيين، فيتوقف إثبات وجوده على كلامهم ويتوقف الأخذ بكلامهم على ثبوت أنهم حجج الخالق الذي تجب طاعته، فيلزم حينها الدور، وهذا ما لا يقول به قائل كما لا يخفى !
- وأما أن لازم كلامنا هو رد أو رفض المنطق فغريب !
- وبما أن ما ذهبنا إليه من أن العقول لا تحيط به تعالى ولا تدرك كنه معرفته، ومن أن التفكر في ذاته موجب للحيرة والتيه والضلال قد قامت الأدلة القطعية عليه، فإذا ما جاءنا نص يخالف هذه الأدلة بظاهره نحمله على ما يتوافق معها بلا شك، و قد تبينت بعض النماذج فيما ذكرنا سابقاً وسنذكر.
- أما من تاه لمّا أمعن في التفكر في ذات الله أو قاس ربه بعقله فهم على أنواع، فمنهم المشبّهة، ومنهم المعطلة، ومنهم من جعل نفسه ذات الله تعالى!
- وأمّا ما ذكرناه لبيان أدنى مراتب المعرفة وأعلاها فحاجته أوضح من أن تخفى إذ هو غاية إيمان المؤمنين! النجاة من العذاب أو الفوز بالنعيم أو الرضوان الأكبر ! كل بحسبه.
- وأما معنى التفكر في ذات الله فنرى السؤال عنه أخفى منه! إذ كلّما امعن أحد فكره في ذات الله كان مدار فكره في غير الله لأنه تعالى لا تحيطه العقول ولا الأوهام ! وسيأتي مزيد بيان حول معنى فهمنا لما نثبته لله عز وجلّ.
- وأما ما ذكرناه من قوله صلى الله عليه وآله (معرفة الله حق معرفته) وما لم نذكره هنا أيضاً من قوله (ص) لعلي عليه السلام : (يا علي، ما عرف الله حق معرفته غيري وغيرك) فوجهه واضح من أن المعرفة هنا هي أقصى ما يمكن للمخلوق أن يعرف الخالق به بقرينة قوله الآخر صلى الله عليه وآله: (وما عرفناك حق معرفتك) وقوله (ص) : (ولا يبلغ أحد كنه معرفته... ولا أنا، الله أعلى و أجل أن يطلع أحد على كنه معرفته) كما ذكرنا سابقاً.
فمقتضى الجمع بين كلامهم حمل ما أثبت معرفته على المعرفة الممكنة بالمخلوقين لا على الاطلاع على كنه معرفته ! فإنه أعلى وأجل من ذلك !
- وأما ما ذكرتم من أن في كلام النبي (ص) إشارة لمن وعى، فإن قصدتم بها عدم إمكانية المعرفة الحقة له تعالى بالتفكير الذهني أي بالعقل وإمكانية معرفته بالكشف والشهود ! فهذا كلام باطل لمخالفته الادلة القطعية بل والبديهية كما أسلفنا !
- أما كلام المجلسي في الموضعين (اعرفوه بنور الله) (من كان نور ذاته دليلا) فيمكنكم إدراكه إن راجعتم كلام أمير المؤمنين عليه السلام : (...متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك...) ومن إشارتنا السابقة إلى أن الأحاديث المذكورة أجنبية عن إثبات إمكانية معرفة حقيقة ذاته تعالى وناظرة إلى طرق الوصول إليه.
- هذا ونختم كلامنا بحديث عن إمامنا الرضا عليه السلام يقول فيه: إن في أخبارنا محكما كمحكم القرآن- و متشابها كمتشابه القرآن- فردوا متشابهها إلى محكمها و لا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا. (وسائل الشيعة ج27 ص115)
فالحذر الحذر من التمسّك بالمتشابهات في الأحاديث بعد الكتاب، فإن مآل ذلك إلى الضلال.
شعيب العاملي
تعليق