و قد ثبت عمر رضي الله عنه في حنين و هاك الرد :
لشبهة :
4067) - وقال الليث: حدثني يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد، مولى أبي قتادة قال: لما كان حنين، نظرت إلى رجل من المسلمين، يقاتل رجلا من المشركين، وآخر من المشركين يختله من ورائه ليقتله، فأسرعت إلى الذي يختله، فرفع يده ليضربني، وأضرب يده فقطعتها، ثم أخذني فضمني ضما شديدا حتى تخوفت، ثم ترك، فتحلل، ودفعته ثم قتلته، وانهزم المسلمون وانهزمت معهم، فإذا بعمر بن الخطاب في الناس، فقلت له: ما شأن الناس؟ قال: أمر الله، ثم تراجع الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أقام بينة على قتيل قتله فله سلبه). فقمت لألتمس بينة على قتيلي، فلم أر أحدا يشهد لي فجلست، ثم بدا لي فذكرت أمره لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رجل من جلسائه: سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي، فأرضه منه، فقال أبو بكر: كلا، لا يعطه أصيبغ من قريش ويدع أسدا من أسد الله، يقاتل عن الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأداه إلي، فاشتريت منه خرافا، فكان أول مال تأثلته في الإسلام. صحيح البخاري
الرد:
حينما قامت هوازن و ثقيف برمي النبال عن المسلمين انهزم كل المسلمين عن الرسول صلى الله عليه وسلم و لم يثبت معه الا تسعة من بني هاشم منهم علي و العباس و ابو سفيان بن الحارث و حينما حصل ذلك قام رسول الله صلى الله عليه و سلم و ناداهم بالرجوع و قال انا النبي لا كذب انا بن عبد المطلب فرد المهاجرين و الانصار لبيكاه لبيكاه فرجعو و قاتلو و ثبتو و انتصرو و كان منهم عمر بن الخطاب و ابو قتادة . و رجوع المهاجرين و الانصار هو ثبات لهم و الدليل على هذا:
1. مناداة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم بالرجوع
2.قال الطبري الانهزام المنهي عنه هو ما وقع على غير نية العود وأما الاستطراد للكثرة فهو كالتحيز إلى فئة
3. قول الله تعالى :﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26) ﴾ فهنا الله سبحانه و تعالى يثبت ان هناك من تراجع ثم ثبت .
و الدليل على هذا الرواية نفسها :
1. فلو لا حظت ابو قتادة يقول (ثُمَّ تَرَاجَعَ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) و كان عمر في الناس بنص الرواية , فالناس رجعو بما فيهم ابو قتادة و عمر
2. و الاهم هو تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم لابو قتادة بانه اسد من اسود الله فانظر: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لَاهَا اللَّهِ إِذًا لَا يَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللَّهِ يُقَاتِلُ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُعْطِيَكَ سَلَبَهُ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَ فَأَعْطِهِ فَأَعْطَانِيهِ
فكيف بالله عليك يصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ان ابا قتادة اسد من اسود الله يدافع عن الله و رسوله ان لم يكن قد رجع و ثبت !!! فيعني انه رجع و ان رجع فعمر رجع ايضا لانه كان معه في الناس
و هنا ما قاله بن حجر:
فتحالباري - ابن حجر - ج 8 - ص 29
( قوله فلحقت عمر ) في السياق حذف ببنته الروايةالثانية حيث قال فتحلل ودفعته ثم قتلته وانهزم المسلمون وانهزمت معهم فإذا بعمر بنالخطاب ( قوله أمر الله ) أي حكم الله وما قضى به ( قوله ثم رجعوا ) في الروايةالثانية ثم تراجعوا وقد تقدم في الحديث الأول كيفية رجوعهم وهزيمة المشركين
فمن كلام الامام ابن حجر رحمه الله نعرف انه رجع و ثبت و حارب المشركين كما شرحت من قبل و هذا يفسر رواية جابر رضي الله عنه في ثبات ابو بكر و عمر رضي الله عنهما في حنين
فلا يهم ان كان عمر رضي الله عنه قد انهزم في بادئ الامر لانه في الحقيقة رجع و رجع معه المهكرون و الانصار و الذين انهزمو كذلك في بادئ الامر ثم رجعو و ثبتو ورجوعهم بحد ذاته هو ثبات لهم و الدليل مناداة السول صلى الله عليه وسلم .
في السيرة الحلبية :
وعن البراء : كانت هوازن ناسا رماة، وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا فأكببنا على الغنائم فاستقبلونا بالسهام، فأخذ المسلمون راجعين منهزمين لا يلوي أحد على أحد. أي ويقال إن الطلقاء وهم أهل مكة قال بعضهم لبعض: أي من كان إسلامه مدخولا منهم اخذلوه هذا وقته فانهزموا، فهم أول من انهزم وتبعهم الناس. وعند ذلك قال أبو قتادة لعمر : ما شأن الناس؟ قال أمر الله.
وهذا السياق يدل على أنهم انهزموا مرتين: الأولى في أول الأمر، والثانية عند انكباب المسلمين على أخذ الغنائم. والذي في الأصل الاقتصار على الأولى.
وانحاز رسول الله ذات اليمين ومعه نفر قليل، منهم أبو بكر وعمر وعليّ والعباس وابنه الفضل وأبو سفيان ابن أخيه الحارث وربيعة بن الحارث ومعتب ابن عمه أبي لهب، وفقئت عينه، ولم أقف على أيهما كانت، أي ووردت في عدّ من ثبت معه روايات مختلفة، فقيل مائة، وقيل ثمانون، وقيل اثنا عشر، وقيل عشرة، وقيل كانوا ثلاثمائة
المصدر: السيرة الحلبية .
و هذا يؤكد على ما ذكره ابن حجر و ابن ابي الحديد انه انهزم مع بقية المسلمين في بادئ الامر و لم يبقى مع الرسول صلى الله عليه وسلم الا تسعة من بني هاشم لما استقبلتهم هوازن بالرماح ثم حينما ناداهم رجعو و ثبتو و كان منهم ابو بكر و عمر رضي الله عنهما.
فانظر الروايات في انهزامهم بادئ الامر ثم رجوعهم و نصرهم و رجوعهم كان عندما ناداهم الرسول صلى الله عليه وسلم و السكينة نزلت عندما رجعو ملبين :
1. وعن عبد الله بن مسعود قال : كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين ، قال : فولى [ عنه ] الناس ، وثبت معه ثمانون رجلا من المهاجرين والأنصار .
فنكصنا على أقدامنا نحوا من ثمانين قدما ، ولم نولهم الدبر ، وهم الذين أنزل الله عز وجل عليهم السكينة ، قال : ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلته يمضي قدما ، فحادت به بغلته فمال عن السرج ، فقلت [ له ] : ارتفع رفعك الله ، فقال : " ناولني كفا من تراب " . فضرب به وجوههم فامتلأت أعينهم ترابا ، [ ثم ] قال : " أين المهاجرون والأنصار ؟ " قلت : هم أولاء ، قال : " اهتف بهم " فهتف بهم فجاءوا وسيوفهم بأيمانهم كأنها الشهب ، وولى المشركون أدبارهم .
رواه أحمد ، والبزار ، والطبراني ، ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة ، وهو ثقة
مجمع الزوائد ,كتاب السير و المغازي , باب غزوة حنين
2. وعن أنس قال : لما كان يوم حنين انهزم الناس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا العباس بن عبد المطلب ، وأبا سفيان بن الحارث ، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينادى : " يا أصحاب سورة البقرة ، يا معشر الأنصار " . ثم استحر النداء في بني الحارث بن الخزرج ، فلما سمعوا النداء أقبلوا ، فوالله ما شبهتهم إلا [ إلى ] الإبل تحن إلى أولادها ، فلما التقوا التحم القتال ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الآن حمي الوطيس " . وأخذ كفا من حصى أبيض فرمى به ، وقال : " هزموا ورب الكعبة " .
وكان علي بن أبي طالب يومئذ أشد الناس قتالا بين يديه .
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط ، [ ص: 181 ] ورجالهما رجال الصحيح غير عمران بن داور وهو أبو العوام ، وثقه ابن حبان وغيره ، وضعفه ابن معين وغيره .
مجمع الزوائد ,كتاب السير و المغازي , باب غزوة حنين
3. وعن الحارث بن بدل قال : شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين ، وانهزم أصحابه أجمعون إلا العباس بن عبد المطلب ، وأبا سفيان بن الحارث ، فرمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجوهنا بقبضة من الأرض فانهزمنا ، فما يخيل لي أن كل شجرة ولا حجر إلا وهو في آثارنا . رواه الطبراني ، ورجاله ثقات .
مجمع الزوائد ,كتاب السير و المغازي , باب غزوة حنين
5. وحدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال حدثني كثير بن عباس بن عبد المطلب قال قال عباس شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قبل الكفار قال عباس وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكفها إرادة أن لا تسرع وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي عباس ناد أصحاب السمرة فقال عباس وكان رجلا صيتا فقلت بأعلى صوتي أين أصحاب السمرة قال فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها فقالوا يا لبيك يا لبيك قال فاقتتلوا والكفار والدعوة في الأنصار يقولون يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار قال ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فقالوا يا بني الحارث بن الخزرج يا بني الحارث بن الخزرج فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا حين حمي الوطيس قال ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال انهزموا ورب محمد قال فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى قال فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصياته فما زلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرا
المصدر:صحيح مسلم, كتاب الجهاد و السير باب غزوة حنين
6.عن الكثير بن عباس بن عبد المطلب : عن أبيه قال : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا أنا و أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب فلزمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه وهو على بغلة شهباء وربما قال : بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجزامي فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرون وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض على بغلته قبل الكفار قال العباس : وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكفها وهو لا يألو يسرع نحو المشركين و أبو سفيان بن الحارث آخذ بغرز رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عباس ناد : يا أصحاب السمرة ) وكنت رجلا صيتا وقلت بأعلى صوتي : يا أصحاب السمرة فو الله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها يقولون : يا لبيك يا لبيك فأقبل المسلمون فاقتتلوا هم والكفار فنادت الأنصار : يا معشر الأنصار ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فنادوا : يا بني الحارث بن الخزرج قال : فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها الى قتالهم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هذا حين حمي الوطيس ) ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال : ( انهزموا ورب الكعبة انهزموا ورب الكعبة ) قال : فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى فو الله ما هوإلا أن رماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصياته فما أرى حدهم إلا كليلا وأمرهم إلا مدبرا حتى هزمهم الله قال : وكأني أنظر الى النبي صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم على بغلته
المصدر: صحيح ابن حبان (15 / 522 ط مؤسسة الرساله ) ابن حبان البستي
7.حدثنا وكيع عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف قال : انهزم المسلمون يوم حنين فنودوا : يا أصحاب سورة البقرة ، قال : فرجعوا ولهم حنين يعني بكاء
المصدر: مصنف ابن ابي شيبة , كتاب المغازي , غزوة حنين
8. هنا رواية صحيحة عن كثير بن عباس فيها تصريح واضح على ان المهاجرين انهزمو في بادئ الامر ثم ناداهم الرسول صلى الله عليه وسلم فرجعو ملبون بعد ان نزلت السكينة عليهم و عمر طبعا من المهاجرين فهذه صفة رجوعه و بقية المهاجرين :
قال ابن إسحاق : وحدثني الزهري ، عن كثير بن العباس ، عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال : إني لمع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بحكمة بغلته البيضاء قد شجرتها بها ، قال : وكنت امرأ جسيما شديد الصوت ، قال : ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين رأى ما رأى من الناس : أين أيها الناس ؟ فلم أر الناس يلوون على شيء ، فقال : يا عباس ، اصرخ ، يا معشر الأنصار : يا معشر أصحاب السمرة ، قال : فأجابوا : لبيك ، لبيك قال : فيذهب الرجل ليثني بعيره ، فلا يقدر على ذلك ، فيأخذ درعه ، فيقذفها في عنقه ، ويأخذ سيفه وترسه ، ويقتحم عن بعيره ، ويخلي سبيله ، فيؤم الصوت ، حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا اجتمع إليه منهم مئة ، استقبلوا الناس ، فاقتتلوا ، وكانت الدعوى أول ما كانت : يا للأنصار . ثم خلصت أخيرا : يا للخزرج . وكانوا صبرا عند الحرب ، فأشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركائبه . فنظر إلى مجتلد القوم وهم يجتلدون ، فقال : الآن حمي الوطيس
المصدر: سيرة بن هشام , غزوة حنين
الرابط : http://www.islamweb.net/newlibrary/d...k_no=58&ID=676
و هذه الرواية فيها دلالة صريحة على كيفية رجوعهم و ان السكينة نزلت عندما ناداهم الرسول صلى الله عليه وسلم و ان المائة الثابتة انما انهزمت في بادئ الامر ثم رجعت
فمن هنا نعرف ان المائة التي ثبتت مع الرسول صلى الله عليه وسلم كان منهم من انهزم في بادئ الامر ثم ناداهم الرسول صلى الله عليه وسلم فنزلت عليهم السكينة ورجعو و ثبتو مع الرسول صلى الله عليه وسلم و كن منهم عمر رضي الله عنه
. و اما الروايات الصريحة في ثبات عمر رضي الله عنه و انه رجع لما نادى الرسول صلى الله عليه وسلم المهاجرين و اصحاب سورة البقرة:
1.قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِيعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ ، قَالَ لَمّا اسْتَقْبَلْنَا وَادِيَ حُنَيْنٍ انْحَدَرْنَا فِي وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ تِهَامَةَ أَجْوَفَ حَطُوطٍ إنّمَا نَنْحَدِرُ فِيهِ انْحِدَارًا ، قَالَ وَفِي عَمَايَةِ الصّبْحِ وَكَانَ الْقَوْمُ . قَدْ سَبَقُونَا إلَى الْوَادِي ، فَكَمَنُوا لَنَا فِي شِعَابِهِ وَأَحْنَائِهِ وَمَضَايِقِهِ وَقَدْ أَجْمَعُوا وَتَهَيّئُوا وَأَعَدّوا ، فَوَاَللّهِ مَا رَاعَنَا وَنَحْنُ مُنْحَطّونَ إلّا الْكَتَائِبُ قَدْ شَدّوا عَلَيْنَا شَدّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَانْشَمَرَ النّاسُ رَاجِعِينَ لَا يَلْوِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ . وَانْحَازَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ذَاتَ الْيَمِينِ ثُمّ قَالَ أَيْنَ أَيّهَا النّاسُ ؟ هَلُمّوا إلَيّ ، أَنَا رَسُولُ اللّهِ أَنَا مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ . قَالَ فَلَا شَيْءَ حَمَلَتْ الْإِبِلُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ فَانْطَلَقَ النّاسُ إلّا أَنّهُ قَدْ بَقِيَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نَفَرٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَهْلِ بَيْتِهِوَفِيمَنْ ثَبَتَ مَعَهُ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، وَمِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْعَبّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ ، وَابْنُهُ وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبّاس ِ وَرَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ . وَأَيْمَنُ بْنُ عُبَيْدٍ ، قُتِلَ يَوْمَئِذٍ قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : اسْمُ ابْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ جَعْفَرٌ وَاسْمُ أَبِي سُفْيَانَ الْمُغِيرَةُ وَبَعْضُ النّاسِ يَعُدّ فِيهِمْ قُثَمَ بْنَ الْعَبّاسِ ، وَلَا يَعُدّ ابْنَ أَبِي سُفْيَانَ . قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ ، قَالَ وَرَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَحْمَرَ بِيَدِهِ رَايَةٌ سَوْدَاءُ فِي رَأْسِ رُمْحٍ لَهُ طَوِيلٍ أَمَامَ هَوَازِنَ ، وَهَوَازِنُ خَلْفَهُ إذَا أَدْرَكَ طَعَنَ بِرُمْحِهِ وَإِذَا فَاتَهُ النّاسُ رَفَعَ رُمْحَهُ لِمَنْ وَرَاءَهُ فَاتّبَعُوهُ .[السيرة النبوية ج2/ص442-443]
2.حدثنا يعقوب ثنا أبي عن بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن جابر بن عبد الله قال : لما استقبلنا وادي حنين قال انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط إنما ننحدر فيه انحدارا قال وفي عماية الصبح وقد كان القوم كمنوا لنا في شعابه وفي أجنابه ومضايقه قد أجمعوا وتهيؤا وأعدوا قال فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدت علينا شدة رجل واحد وانهزم الناس راجعين فاستمروا لا يلوي أحد منهم على أحد وانحاز رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات اليمين ثم قال إلي أيها الناس هلم إلي أنا رسول الله أنا محمد بن عبد الله قال فلا شيء احتملت الإبل بعضها بعضا فانطلق الناس إلا أن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم رهطا من المهاجرين والأنصار وأهل بيته غير كثير وفيمن ثبت معه صلى الله عليه و سلم أبو بكر وعمر ومن أهل بيته علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وابنه الفضل بن عباس وأبو سفيان بن الحرث وربيعة بن الحرث وأيمن بن عبيد وهو بن أم أيمن وأسامة بن زيد قال ورجل من هوازن على جمل له أحمر في يده راية له سوداء في رأس رمح طويل له أمام الناس وهوازن خلفه فإذا أدرك طعن برمحه وإذا فاته الناس رفعه لمن وراءه فاتبعوه قال بن إسحاق وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله قال بينا ذلك الرجل من هوازن صاحب الراية على جمله ذلك يصنع ما يصنع إذ هوى له علي بن أبي طالب ورجل من الأنصار يريدانه قال فيأتيه علي من خلفه فضرب عرقوبي الجمل فوقع على عجزه ووثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه فانعجف عن رحله واجتلد الناس فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسرى مكتفين عند رسول الله صلى الله عليه و سلم.
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق فهو صدوق حسن الحديث .[مسند أحمد ج3/ص376]
3.
وعن جابر بن عبد الله قال : لما استقبلنا وادي حنين قال : انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط إنما ننحدر فيه انحدارا ، قال : وفي عماية الصبح ، وقد كان القوم قد كمنوا لنا في شعابه ، وفي أجنابه ، ومضائقه ، قد أجمعوا وتهيئوا وأعدوا
قال : فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدت علينا شدة رجل واحد ، وانهزم الناس راجعين فانشمروا لا يلوي أحد على أحد
وانحاز رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ذات اليمين ، ثم قال : ” إلي أيها الناس ، إلا أن مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رهطا من المهاجرين والأنصار ، وأهل بيته غير كثير
وفي من ثبت معه أبو بكر وعمر ، عليهما السلام ، ومن أهل بيته علي بن أبي طالب ، والعباس بن عبد المطلب ، وابنه الفضل بن عباس ، وأبو سفيان بن الحارث ، وربيعة بن الحارث ، وأيمن بن عبيد وهو ابن أم أيمن ، وأسامة بن زيد ، عليهما السلام
قال : ورجل من هوازن على جمل له أحمر ، في يده راية له سوداء في رأس رمح له طويل أمام الناس وهوازن خلفه ، فإذا أدرك طعن برمحه ، فإذا فاته الناس رفع لمن وراءه فاتبعوه.
المصدر: مجمع الزوائد,كتاب المغازي و السير ,غزوة حنين, الحديث رقم 10265
4.فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الناس ومعه رهط من أهل بيته: علي بن أبي طالب، وأبو سفيان ابن الحارث بن عبد المطلب، وأخوه ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، والفضل بن العباس، وقيل الفضيل بن أبي سفيان، وأيمن ابن أم أيمن، وأسامة بن زيد.
ومن الناس من يزيد فيهم قثم بن العباس، ورهط من المهاجرين: منهم أبو بكر، وعمر، والعباس آخذ بحكمة بغلته البيضاء وهو عليها قد شجرها
المصدر: البداية و النهاية لابن كثير
5.إلا أنه قد بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته. وممن ثبت معه من المهاجرين أبو بكر، عمر، ومن أهل بيته علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، وأبنه الفضل، وأبو سفيان بن الحارث.
المصدر: الطبري , تاريخ الرسل و الملوك
6.قال حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عاصم بن عمرو بن قتادة ، عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه قال لما انكشف الناس والله ما رجعت راجعة هزيمتهم حتى وجد الأسرى عند النبي صلى الله عليه وسلم مكتفين . قال والتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ إلى أبي سفيان بن الحارث وهو مقنع في الحديد وكان ممن صبر يومئذ وهو آخذ بثفر بغلة النبي صلى الله عليه وسلم قال من هذا ؟ قال ابن أمك يا رسول الله . ويقال إنه قال من أنت ؟ قال أخوك – فداك أبي وأمي – أبو سفيان بن الحارث . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم أخي ، ناولني حصى من الأرض فناولته فرمى بها في أعينهم كلهم . وانهزموا . قالوا : فلما انكشف الناس انحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين وهو واقف على دابته لم ينزل . إلا أنه قد جرد سيفه وطرح غمده وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته العباس وعلي ، والفضل بن عباس ، وأبو سفيان بن الحارث ، وربيعة بن الحارث ، وأيمن بن عبيد الخزرجي ، وأسامة بن زيد ، وأبو بكر ، وعمر عليهم السلام
المصدر: مغازي الواقدي, ص900
7.قال ابن إسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبد الرحمن بن جابر ، عن أبيه جابر بن عبد الله ، قال لما استقبلنا وادي حنين ، انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط إنما ننحدر فيه انحدارا . قال وفي عماية الصبح وكان القوم سبقونا إلى الوادي ، فكمنوا لنا في شعابه وأحنائه ومضايقه قد أجمعوا ، وتهيئوا ، وأعدوا فوالله ما راعنا – ونحن منحطون – إلا الكتائب قد شدوا علينا شدة رجل واحد وانشمر الناس راجعين لا يلوي أحد منهم على أحد ، وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين ثم قال إلى أين أيها الناس ؟ هلم إلي أنا رسول الله أنا محمد بن عبد الله وبقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته وفيمن ثبت معه من المهاجرين أبو بكر وعمر ، ومن أهل بيته علي والعباس وأبو سفيان بن الحارث وابنه والفضل بن العباس ، وربيعة بن الحارث ، وأسامة بن زيد ، وأيمن ابن أم أيمن ، وقتل يومئذ .
المصدر: زاد المعاد لابن القيم
و قد فصل الامام بن حجر هذه المسالة فذكر كيفية هزيمتهم في البداية و من ثم رجوعهم و ان عددهم عندما رجعو كانو مائة في فتح الباري :
وفي رواية مسلم من طريق زكريا عن أبي إسحاق " فرموهم برشق من نبل كأنها رجل جراد فانكشفوا " وذكر ابن إسحاق من حديث جابر وغيره في سبب انكشافهم أمرا آخر ، وهو أن مالك بن عوف سبق بهم إلى حنين فأعدوا وتهيئوا في مضايق الوادي ، وأقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حتى انحط بهم الوادي في عماية الصبح ، فثارت في وجوههم الخيل فشدت عليهم ، وانكفأ الناس منهزمين . وفي حديث أنس عند مسلم وغيره من رواية سليمان التيمي عن السميط عن أنس قال : " افتتحنا مكة ، ثم إنا غزونا حنينا ، قال : فجاء المشركون بأحسن صفوف رأيت ؛ صف الخيل ، ثم المقاتلة ، ثم النساء من وراء ذلك ، ثم الغنم ثم النعم . قال : ونحن بشر كثير ، وعلى ميمنة خيلنا خالد بن الوليد ، فجعلت خيلنا تلوذ خلف ظهورنا فلم نلبث أن انكشفت خيلنا وفرت الأعراب ومن تعلم من الناس " وسيأتي للمصنف قريبا من رواية هشام بن زيد عن أنس قال : " أقبلت هوازن وغطفان بذراريهم ونعمهم ومع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة آلاف ، ومعه الطلقاء ، قال : فأدبروا عنه حتى بقي وحده " الحديث . ويجمع بين قوله : " حتى بقي وحده " وبين الأخبار الدالة على أنه بقي معه جماعة بأن المراد بقي وحده متقدما مقبلا على العدو ، والذين ثبتوا معه كانوا وراءه ، أو الوحدة بالنسبة لمباشرة القتال ، وأبو سفيان بن الحارث وغيره كانوا يخدمونه في إمساك البغلة ونحو ذلك . ووقع في رواية أبي نعيم في " الدلائل " تفصيل المائة : بضعة وثلاثون من المهاجرين والبقية من الأنصار ومن النساء أم سليم وأم حارثة .
قوله : ( وأبو سفيان بن الحارث ) أي ابن عبد المطلب بن هاشم وهو ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكان إسلامه قبل فتح مكة ؛ لأنه خرج إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلقيه في الطريق وهو سائر إلى فتح مكة فأسلم وحسن إسلامه ، وخرج إلى غزوة حنين فكان فيمن ثبت . وعند ابن أبي شيبة من مرسل الحكم بن عتيبة قال : لما فر الناس يوم حنين جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب ، فلم يبق معه إلا أربعة نفر ، ثلاثة من بني هاشم ورجل من غيرهم : علي والعباس بين يديه ، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بالعنان ، وابن مسعود من الجانب الأيسر . قال : وليس يقبل نحوه أحد إلا قتل . وروى الترمذي من حديث ابن عمر بإسناد حسن قال : " لقد رأيتنا يوم حنين وإن الناس لمولين ، وما مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة رجل " وهذا أكثر ما وقفت عليه من عدد من ثبت يوم حنين . وروى أحمد والحاكم من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال : " كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فولى عنه الناس ; وثبت معه ثمانون رجلا من المهاجرين والأنصار ، فكنا على أقدامنا ، ولم نولهم الدبر وهم الذين أنزل الله عليهم السكينة " وهذا لا يخالف حديث ابن عمر فإنه نفى أن يكونوا مائة ، وابن مسعود أثبت أنهم كانوا ثمانين ، وأما ما ذكره النووي في شرح مسلم أنه ثبت معه اثنا عشر رجلا فكأنه أخذه مما ذكره ابن إسحاق في حديثه أنه ثبت معه العباس وابنه الفضل وعلي وأبو سفيان بن الحارث وأخوه ربيعة وأسامة بن زيد وأخوه من أمه أيمن ابن أم أيمن ، ومن المهاجرين أبو بكر وعمر ، فهؤلاء تسعة ، وقد تقدم ذكر ابن مسعود في مرسل الحاكم فهؤلاء عشرة ، ووقع في شعر العباس بن عبد المطلب أن الذين ثبتوا كانوا عشرة فقط وذلك قوله : [ ص: 625 ]
نصرنا رسول الله في الحرب تسعة وقد فر من قد فر عنه فأقشعوا
وعاشرنا وافى الحمام بنفسه لما مسه في الله لا يتوجع
ولعل هذا هو الثبت ، ومن زاد على ذلك يكن عجل في الرجوع فعد فيمن لم ينهزم ، وممن ذكر الزبير بن بكار وغيره أنه ثبت يوم حنين أيضا جعفر بن أبي سفيان بن الحارث وقثم بن العباس وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وشيبة بن عثمان الحجبي ، فقد ثبت عنه أنه لما رأى الناس قد انهزموا استدبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ليقتله ، فأقبل عليه فضربه في صدره وقال له : قاتل الكفار ، فقاتلهم حتى انهزموا . قال الطبري : الانهزام المنهي عنه هو ما وقع على غير نية العود وأما الاستطراد للكثرة فهو كالتحيز إلى فئة .
المصدر: فتح الباري شرح صحيح البخاري , كتاب المغازي , باب قول الله تعالى ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا
فهنا اثبات ان ما بقي مع الرسول صلى الله عليه وسلم الا نفر قليل من هاشم ثم ناداهم الرسول صلى الله عليه و سلم فرجعو و كتنو مائة و منهم عمر رضي الله عنه بما وقع من رواية جابر رضي الله عنه
وذكر ان عدد المهاجرين من المائة : بضعة و ثلاثون من المهاجرين
و قد صرح برواية جابر ابن اسحاق و الطبري و بن هشام و الواقدي و ابن كثير و غيرهم من المؤرخين اذ انهم وافقو بين رواية ابو قتادة و رواية جابر بحيث ان عمر و ابو قتادة و ابو بكر و جمع اخر من الصحابة رجعو بعد الانهزام و ثبتو و هذا واضح جدا من قول ابو قتادة تراجعنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و مما يدل على هذا و ان ابو قتادة و من معه رجعو للقتال :
وقال أبو قتادة : رأيت يوم حنين مسلما ومشركا يقتتلان وإذا رجل من المشركين يريد إعانة المشرك على المسلم فأتيته وضربت يده فقطعتها، فاعتنقني بيده الأخرى فوالله ما أرسلني حتى وجدت ريح الموت، ولولا أن الدم نزفه لقتلني، فسقط وضربته فقتلته، وأجهضني القتال عن استلابه، فلما وضعت الحرب أوزارها، قلت: يا رسول الله، لقد قتلت قتيلا ذا سلب، وأجهضني عنه القتال، فما أدري من استلبه، فقال رجل من أهل مكة: صدق يا رسول الله فأرضه عني من سلبه، فقال أبو بكر : والله لا يرضيه، تعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن دين الله تقاسمه سلب قتيله.
الصدر : السيرة الحلبية , غزوة حنين
حدثنا عفان قال : حدثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن هوازن جاءت يوم حنين بالصبيان والنساء والإبل والغنم ، فجعلوها صفوفا يكثرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما التقوا ولى المسلمون كما قال الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عباد الله ، أنا عبد الله ورسوله ثم قال : يا معشر المهاجرين أنا عبد الله ورسوله ، قال : فهزم الله المشركين ولم يضرب بسيف ولم يطعن برمح ، قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ : من قتل كافرا فله سلبه ، قال : فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا ، فأخذ أسلابهم ، وقال أبو قتادة : يا رسول الله ، إني ضربت رجلا على حبل العاتق وعليه درع له فأجهضت عنه ، وقد قال حماد : فأعجلت عنه ، قال : فانظر من أخذها ، قال : فقام رجل فقال : أنا أخذتها فأرضه منها وأعطنيها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فقال عمر : لا والله لا يفيئها الله على أسد من أسده ويعطيكها قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : صدق عمر ، ولقي أبو طلحة أم سليم ومعها خنجر فقال أبو طلحة : يا أم سليم ، ما هذا معك ؟ قالت : أردت إن دنا مني بعض المشركين أن أبعج به بطنه ، فقال أبو طلحة : يا رسول الله ، ألا تسمع ما تقول أم سليم ؟ قالت : يا رسول الله ، قتل من بعدنا من الطلقاء ، انهزموا بك يا رسول الله ، فقال : إن الله قد كفى وأحسن
لمصدر: مصنف ابن ابي شيبة , كتاب المغازي , غزوة حنين
و الرواية الثانية تثبت ان الرسول صلى الله عليه وسلم نادى المهاجرين و ان عمر رضي الله عنه كان هناك مع الرسول صلى الله عليه وسلم
و لا تعارض بين هذه الرواية ورواية ابو قتادة في المتن اذ يمكن الجمع بان ابو بكر و عمر رضي الله عنه هم من قالو ذلك ووصفو ابو قتادة بهذا الوصف و ان كان الاقرب ان ابو بكر رضي الله عنه هو وحده من قال هذا عن ابو قتادة رضي الله عنه كما في رواية البخاري .
و في كلتا الروايتين لم يقل ابو قتادة الفرار الذي منعه من استلابه او سهام هوازن او نفير الخيل انما قال ان القتال هو الذي منعه من استلابه يعني قاتل بعدما قتل المشرك مما يدل ان ابا قتادة رجع من الانهزام لما نادى الرسول صلى الله عليه وسلم المهاجرين و الانصار و ثبت و في رجوعه دلالة على رجوع من كان معه من الناس من المهاجرين و الانصار و منهم عمر رضي الله عنه
و قد سبق ان ذكرت عدد الراجعين و الذين ثبتو مع الرسول صلى الله عليه وسلم كانو مائة كما في رواية بن عمر
وروى الترمذي من حديث ابن عمر بإسناد حسن قال: " لقد رأيتنا يوم حنين وإن الناس لمولين، وما مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مائة رجل "
ل كما ذكرت سابقا انهم بضع و ثلاثون مهاجري و بقية من الانصار و امراتين من الانصار:
ووقع في رواية أبي نعيم في " الدلائل " تفصيل المائة: بضعة وثلاثون من المهاجرين والبقية من الأنصار ومن النساء أم سليم وأم حارثة.
و قد وقفت على اسماء عدد منهم :
1.علي بن ابي طالب
2. العباس بن عبد المطلب
3. ابو سفيان بن الحارث
4. الفضل بن العباس
5. ربيعة بن الحارث
6.جعفر بن ابي سفيان بن الحارث(ذكره الزبير بن بكار)
7.قثم بن العباس (ذكره الزبير بن بكار)
8. عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب
9. نوفل بن الحارث بن عبد المطلب
هؤلاء هم التسعة الذين لم ينهزمو عن الرسول صلى الله عليه وسلم
10. عتبة بن ابي لهب
11. معتب بن ابي لهب
12. عقيل بن ابي طالب
13. ايمن بن ام ايمن
14.اسامة بن زيد
15.شيبة بن عثمان الجمحي
16. ابو بكر
17.عمر بن الخطاب
18.عبد الله بن مسعود
19. جابر بن عبد الله
20. ابو قتادة
21.عبد الله بن عمر
22.ابو طلحة الانصاري
23. سعد بن عبادة
24.اسيد بن حضير
25.ابو دجانة
26.حارثة بن النعمان الانصاري
27. خالد بن الوليد (اصيب فسقط فمسح الرسول صلى الله عليه وسلم على جرحه فعافاه )
28. عثمان بن عفان (راجع مغازي الواقدي ) و ايضا :
ويقال إن المائة الصابرة يومئذ: ثلاثة وثلاثون من المهاجرين، وسبعة وستون من الأنصار، وكان علي، وأبو دجانة، وعثمان بن عفان، وأيمن بن عبيد رضي الله عنهم يقاتلون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
المصدر: امتاع الاسماع للمقريزي ج 2, ص 14 .
و قد ذكر في نفس الصفحة ايضا :
ذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهزيمة ولم يثبت معه صلى الله عليه وسلم وقت الهزيمة إلا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وقد أخذ بثغر البلغة، والعباس وقد أخذ بحكمتها ، وهو يركضها إلى وجه العدو، وينوه باسمه فيقول:
أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب دعوة المنهزمين وقال صلى الله عليه وسلم يا عباس! أصرخ يا معشر الأنصار! يا أصحاب السمرة !
فنادى بذلك - وكان رجلا صيتا -، فأقبلوا كأنهم الإبل إذا حنت إلى أولادها يقولون يا لبيك.. يا لبيك! فأشرف صلى الله عليه وسلم كالمتطاول في ركابيه، فنظر إلى قتالهم وقال، الآن حمي الوطيس! ثم أخذ بيده من الحصا فرماهم به وهو يقول: شاهت الوجوه، حم لا ينصرون! ثم قال: انهزموا ورب الكعبة! فما زال أمرهم مدبرا وانهزموا: فانحاز صلى الله عليه وسلم ذات اليمين، وهو على بغلته قد جرد سيفه.عدد من ثبت معه وثبت معه سوى من ذكرنا: علي، والفضل بن عباس، وربيعة ابن الحارث [بن عبد المطلب] (2)، وأيمن بن عبيد الخزرجي، وأسامة بن زيد، وأبو بكر وعمر، رضي الله عنهم. وقيل لما انكشف الناس عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحارثة بن النعمان الأنصاري: كم ترى الناس الذين ثبتوا فحرزهم مائة، وهذه المائة هي التي كرت بعد الفرار، فاستقبلوا هوازن واجتلدوهم وإياهم وكان دعاؤه يومئذ - حين انكشف الناس عنه، فلم يبق إلا في المائة الصابرة
و هذا السياق ان دل على شيء فانه يدل على ان ابو بكر و عمر رضي الله عنهما كانا ضمن الراجعين لما ناداهم الرسول صلى الله عليه وسلم خصوصا بعد ان ناداهم يا اصحاب السمرة .
وفي الصفحة 15 من نفس الجزء:
موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم مصلت السيف بيده، وقد طرح غمده ينادي:
يا أصحاب سورة البقرة! فكر المسلمون، وجعلوا يقولون: يا بني عبد الرحمن!
يا بني عبد الله! يا بني عبيد الله! يا خيل الله - وكان صلى الله عليه وسلم قد سمي خيله خيل الله - [وكان شعار (2) المهاجرين بني عبد الرحمن، وشعار الأوس بني عبيد الله، وشعار الخزرج بني عبد الله]. فكرت الأنصار، ووقفت هوازن حملة ناقة (3)، ثم كانت هزيمتهم أقبح هزيمة، والمسلمون يقتلون ويأسرون.
فهنا يتضح لنا انهم رجعو المهاجرين و الانصار بعد ان ناداهم الرسول صلى الله عليه وسلم .
29.الزبير بن العوام
30. ام سليم الانصارية
31. ام الحارث الانصارية
32. محمد بن مسلمة
33. جبير بن مطعم
34. الحباب بن المنذر
35. عبد الرحمن بن عوف
36.قيس بن سعد بن عبادة
و هؤلاء اكثر ما احصيت من الذين كانو من المائة الثابتة مع الرسول صلى الله عليه وسلم
لشبهة :
4067) - وقال الليث: حدثني يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد، مولى أبي قتادة قال: لما كان حنين، نظرت إلى رجل من المسلمين، يقاتل رجلا من المشركين، وآخر من المشركين يختله من ورائه ليقتله، فأسرعت إلى الذي يختله، فرفع يده ليضربني، وأضرب يده فقطعتها، ثم أخذني فضمني ضما شديدا حتى تخوفت، ثم ترك، فتحلل، ودفعته ثم قتلته، وانهزم المسلمون وانهزمت معهم، فإذا بعمر بن الخطاب في الناس، فقلت له: ما شأن الناس؟ قال: أمر الله، ثم تراجع الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أقام بينة على قتيل قتله فله سلبه). فقمت لألتمس بينة على قتيلي، فلم أر أحدا يشهد لي فجلست، ثم بدا لي فذكرت أمره لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رجل من جلسائه: سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي، فأرضه منه، فقال أبو بكر: كلا، لا يعطه أصيبغ من قريش ويدع أسدا من أسد الله، يقاتل عن الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأداه إلي، فاشتريت منه خرافا، فكان أول مال تأثلته في الإسلام. صحيح البخاري
الرد:
حينما قامت هوازن و ثقيف برمي النبال عن المسلمين انهزم كل المسلمين عن الرسول صلى الله عليه وسلم و لم يثبت معه الا تسعة من بني هاشم منهم علي و العباس و ابو سفيان بن الحارث و حينما حصل ذلك قام رسول الله صلى الله عليه و سلم و ناداهم بالرجوع و قال انا النبي لا كذب انا بن عبد المطلب فرد المهاجرين و الانصار لبيكاه لبيكاه فرجعو و قاتلو و ثبتو و انتصرو و كان منهم عمر بن الخطاب و ابو قتادة . و رجوع المهاجرين و الانصار هو ثبات لهم و الدليل على هذا:
1. مناداة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم بالرجوع
2.قال الطبري الانهزام المنهي عنه هو ما وقع على غير نية العود وأما الاستطراد للكثرة فهو كالتحيز إلى فئة
3. قول الله تعالى :﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26) ﴾ فهنا الله سبحانه و تعالى يثبت ان هناك من تراجع ثم ثبت .
و الدليل على هذا الرواية نفسها :
1. فلو لا حظت ابو قتادة يقول (ثُمَّ تَرَاجَعَ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) و كان عمر في الناس بنص الرواية , فالناس رجعو بما فيهم ابو قتادة و عمر
2. و الاهم هو تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم لابو قتادة بانه اسد من اسود الله فانظر: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لَاهَا اللَّهِ إِذًا لَا يَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللَّهِ يُقَاتِلُ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُعْطِيَكَ سَلَبَهُ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَ فَأَعْطِهِ فَأَعْطَانِيهِ
فكيف بالله عليك يصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ان ابا قتادة اسد من اسود الله يدافع عن الله و رسوله ان لم يكن قد رجع و ثبت !!! فيعني انه رجع و ان رجع فعمر رجع ايضا لانه كان معه في الناس
و هنا ما قاله بن حجر:
فتحالباري - ابن حجر - ج 8 - ص 29
( قوله فلحقت عمر ) في السياق حذف ببنته الروايةالثانية حيث قال فتحلل ودفعته ثم قتلته وانهزم المسلمون وانهزمت معهم فإذا بعمر بنالخطاب ( قوله أمر الله ) أي حكم الله وما قضى به ( قوله ثم رجعوا ) في الروايةالثانية ثم تراجعوا وقد تقدم في الحديث الأول كيفية رجوعهم وهزيمة المشركين
فمن كلام الامام ابن حجر رحمه الله نعرف انه رجع و ثبت و حارب المشركين كما شرحت من قبل و هذا يفسر رواية جابر رضي الله عنه في ثبات ابو بكر و عمر رضي الله عنهما في حنين
فلا يهم ان كان عمر رضي الله عنه قد انهزم في بادئ الامر لانه في الحقيقة رجع و رجع معه المهكرون و الانصار و الذين انهزمو كذلك في بادئ الامر ثم رجعو و ثبتو ورجوعهم بحد ذاته هو ثبات لهم و الدليل مناداة السول صلى الله عليه وسلم .
في السيرة الحلبية :
وعن البراء : كانت هوازن ناسا رماة، وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا فأكببنا على الغنائم فاستقبلونا بالسهام، فأخذ المسلمون راجعين منهزمين لا يلوي أحد على أحد. أي ويقال إن الطلقاء وهم أهل مكة قال بعضهم لبعض: أي من كان إسلامه مدخولا منهم اخذلوه هذا وقته فانهزموا، فهم أول من انهزم وتبعهم الناس. وعند ذلك قال أبو قتادة لعمر : ما شأن الناس؟ قال أمر الله.
وهذا السياق يدل على أنهم انهزموا مرتين: الأولى في أول الأمر، والثانية عند انكباب المسلمين على أخذ الغنائم. والذي في الأصل الاقتصار على الأولى.
وانحاز رسول الله ذات اليمين ومعه نفر قليل، منهم أبو بكر وعمر وعليّ والعباس وابنه الفضل وأبو سفيان ابن أخيه الحارث وربيعة بن الحارث ومعتب ابن عمه أبي لهب، وفقئت عينه، ولم أقف على أيهما كانت، أي ووردت في عدّ من ثبت معه روايات مختلفة، فقيل مائة، وقيل ثمانون، وقيل اثنا عشر، وقيل عشرة، وقيل كانوا ثلاثمائة
المصدر: السيرة الحلبية .
و هذا يؤكد على ما ذكره ابن حجر و ابن ابي الحديد انه انهزم مع بقية المسلمين في بادئ الامر و لم يبقى مع الرسول صلى الله عليه وسلم الا تسعة من بني هاشم لما استقبلتهم هوازن بالرماح ثم حينما ناداهم رجعو و ثبتو و كان منهم ابو بكر و عمر رضي الله عنهما.
فانظر الروايات في انهزامهم بادئ الامر ثم رجوعهم و نصرهم و رجوعهم كان عندما ناداهم الرسول صلى الله عليه وسلم و السكينة نزلت عندما رجعو ملبين :
1. وعن عبد الله بن مسعود قال : كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين ، قال : فولى [ عنه ] الناس ، وثبت معه ثمانون رجلا من المهاجرين والأنصار .
فنكصنا على أقدامنا نحوا من ثمانين قدما ، ولم نولهم الدبر ، وهم الذين أنزل الله عز وجل عليهم السكينة ، قال : ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلته يمضي قدما ، فحادت به بغلته فمال عن السرج ، فقلت [ له ] : ارتفع رفعك الله ، فقال : " ناولني كفا من تراب " . فضرب به وجوههم فامتلأت أعينهم ترابا ، [ ثم ] قال : " أين المهاجرون والأنصار ؟ " قلت : هم أولاء ، قال : " اهتف بهم " فهتف بهم فجاءوا وسيوفهم بأيمانهم كأنها الشهب ، وولى المشركون أدبارهم .
رواه أحمد ، والبزار ، والطبراني ، ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة ، وهو ثقة
مجمع الزوائد ,كتاب السير و المغازي , باب غزوة حنين
2. وعن أنس قال : لما كان يوم حنين انهزم الناس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا العباس بن عبد المطلب ، وأبا سفيان بن الحارث ، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينادى : " يا أصحاب سورة البقرة ، يا معشر الأنصار " . ثم استحر النداء في بني الحارث بن الخزرج ، فلما سمعوا النداء أقبلوا ، فوالله ما شبهتهم إلا [ إلى ] الإبل تحن إلى أولادها ، فلما التقوا التحم القتال ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الآن حمي الوطيس " . وأخذ كفا من حصى أبيض فرمى به ، وقال : " هزموا ورب الكعبة " .
وكان علي بن أبي طالب يومئذ أشد الناس قتالا بين يديه .
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط ، [ ص: 181 ] ورجالهما رجال الصحيح غير عمران بن داور وهو أبو العوام ، وثقه ابن حبان وغيره ، وضعفه ابن معين وغيره .
مجمع الزوائد ,كتاب السير و المغازي , باب غزوة حنين
3. وعن الحارث بن بدل قال : شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين ، وانهزم أصحابه أجمعون إلا العباس بن عبد المطلب ، وأبا سفيان بن الحارث ، فرمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجوهنا بقبضة من الأرض فانهزمنا ، فما يخيل لي أن كل شجرة ولا حجر إلا وهو في آثارنا . رواه الطبراني ، ورجاله ثقات .
مجمع الزوائد ,كتاب السير و المغازي , باب غزوة حنين
5. وحدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال حدثني كثير بن عباس بن عبد المطلب قال قال عباس شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قبل الكفار قال عباس وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكفها إرادة أن لا تسرع وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي عباس ناد أصحاب السمرة فقال عباس وكان رجلا صيتا فقلت بأعلى صوتي أين أصحاب السمرة قال فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها فقالوا يا لبيك يا لبيك قال فاقتتلوا والكفار والدعوة في الأنصار يقولون يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار قال ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فقالوا يا بني الحارث بن الخزرج يا بني الحارث بن الخزرج فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا حين حمي الوطيس قال ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال انهزموا ورب محمد قال فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى قال فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصياته فما زلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرا
المصدر:صحيح مسلم, كتاب الجهاد و السير باب غزوة حنين
6.عن الكثير بن عباس بن عبد المطلب : عن أبيه قال : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا أنا و أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب فلزمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه وهو على بغلة شهباء وربما قال : بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجزامي فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرون وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض على بغلته قبل الكفار قال العباس : وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكفها وهو لا يألو يسرع نحو المشركين و أبو سفيان بن الحارث آخذ بغرز رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عباس ناد : يا أصحاب السمرة ) وكنت رجلا صيتا وقلت بأعلى صوتي : يا أصحاب السمرة فو الله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها يقولون : يا لبيك يا لبيك فأقبل المسلمون فاقتتلوا هم والكفار فنادت الأنصار : يا معشر الأنصار ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فنادوا : يا بني الحارث بن الخزرج قال : فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها الى قتالهم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هذا حين حمي الوطيس ) ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال : ( انهزموا ورب الكعبة انهزموا ورب الكعبة ) قال : فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى فو الله ما هوإلا أن رماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصياته فما أرى حدهم إلا كليلا وأمرهم إلا مدبرا حتى هزمهم الله قال : وكأني أنظر الى النبي صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم على بغلته
المصدر: صحيح ابن حبان (15 / 522 ط مؤسسة الرساله ) ابن حبان البستي
7.حدثنا وكيع عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف قال : انهزم المسلمون يوم حنين فنودوا : يا أصحاب سورة البقرة ، قال : فرجعوا ولهم حنين يعني بكاء
المصدر: مصنف ابن ابي شيبة , كتاب المغازي , غزوة حنين
8. هنا رواية صحيحة عن كثير بن عباس فيها تصريح واضح على ان المهاجرين انهزمو في بادئ الامر ثم ناداهم الرسول صلى الله عليه وسلم فرجعو ملبون بعد ان نزلت السكينة عليهم و عمر طبعا من المهاجرين فهذه صفة رجوعه و بقية المهاجرين :
قال ابن إسحاق : وحدثني الزهري ، عن كثير بن العباس ، عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال : إني لمع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بحكمة بغلته البيضاء قد شجرتها بها ، قال : وكنت امرأ جسيما شديد الصوت ، قال : ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين رأى ما رأى من الناس : أين أيها الناس ؟ فلم أر الناس يلوون على شيء ، فقال : يا عباس ، اصرخ ، يا معشر الأنصار : يا معشر أصحاب السمرة ، قال : فأجابوا : لبيك ، لبيك قال : فيذهب الرجل ليثني بعيره ، فلا يقدر على ذلك ، فيأخذ درعه ، فيقذفها في عنقه ، ويأخذ سيفه وترسه ، ويقتحم عن بعيره ، ويخلي سبيله ، فيؤم الصوت ، حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا اجتمع إليه منهم مئة ، استقبلوا الناس ، فاقتتلوا ، وكانت الدعوى أول ما كانت : يا للأنصار . ثم خلصت أخيرا : يا للخزرج . وكانوا صبرا عند الحرب ، فأشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركائبه . فنظر إلى مجتلد القوم وهم يجتلدون ، فقال : الآن حمي الوطيس
المصدر: سيرة بن هشام , غزوة حنين
الرابط : http://www.islamweb.net/newlibrary/d...k_no=58&ID=676
و هذه الرواية فيها دلالة صريحة على كيفية رجوعهم و ان السكينة نزلت عندما ناداهم الرسول صلى الله عليه وسلم و ان المائة الثابتة انما انهزمت في بادئ الامر ثم رجعت
فمن هنا نعرف ان المائة التي ثبتت مع الرسول صلى الله عليه وسلم كان منهم من انهزم في بادئ الامر ثم ناداهم الرسول صلى الله عليه وسلم فنزلت عليهم السكينة ورجعو و ثبتو مع الرسول صلى الله عليه وسلم و كن منهم عمر رضي الله عنه
. و اما الروايات الصريحة في ثبات عمر رضي الله عنه و انه رجع لما نادى الرسول صلى الله عليه وسلم المهاجرين و اصحاب سورة البقرة:
1.قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِيعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ ، قَالَ لَمّا اسْتَقْبَلْنَا وَادِيَ حُنَيْنٍ انْحَدَرْنَا فِي وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ تِهَامَةَ أَجْوَفَ حَطُوطٍ إنّمَا نَنْحَدِرُ فِيهِ انْحِدَارًا ، قَالَ وَفِي عَمَايَةِ الصّبْحِ وَكَانَ الْقَوْمُ . قَدْ سَبَقُونَا إلَى الْوَادِي ، فَكَمَنُوا لَنَا فِي شِعَابِهِ وَأَحْنَائِهِ وَمَضَايِقِهِ وَقَدْ أَجْمَعُوا وَتَهَيّئُوا وَأَعَدّوا ، فَوَاَللّهِ مَا رَاعَنَا وَنَحْنُ مُنْحَطّونَ إلّا الْكَتَائِبُ قَدْ شَدّوا عَلَيْنَا شَدّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَانْشَمَرَ النّاسُ رَاجِعِينَ لَا يَلْوِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ . وَانْحَازَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ذَاتَ الْيَمِينِ ثُمّ قَالَ أَيْنَ أَيّهَا النّاسُ ؟ هَلُمّوا إلَيّ ، أَنَا رَسُولُ اللّهِ أَنَا مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ . قَالَ فَلَا شَيْءَ حَمَلَتْ الْإِبِلُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ فَانْطَلَقَ النّاسُ إلّا أَنّهُ قَدْ بَقِيَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نَفَرٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَهْلِ بَيْتِهِوَفِيمَنْ ثَبَتَ مَعَهُ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، وَمِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْعَبّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ ، وَابْنُهُ وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبّاس ِ وَرَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ . وَأَيْمَنُ بْنُ عُبَيْدٍ ، قُتِلَ يَوْمَئِذٍ قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : اسْمُ ابْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ جَعْفَرٌ وَاسْمُ أَبِي سُفْيَانَ الْمُغِيرَةُ وَبَعْضُ النّاسِ يَعُدّ فِيهِمْ قُثَمَ بْنَ الْعَبّاسِ ، وَلَا يَعُدّ ابْنَ أَبِي سُفْيَانَ . قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ ، قَالَ وَرَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَحْمَرَ بِيَدِهِ رَايَةٌ سَوْدَاءُ فِي رَأْسِ رُمْحٍ لَهُ طَوِيلٍ أَمَامَ هَوَازِنَ ، وَهَوَازِنُ خَلْفَهُ إذَا أَدْرَكَ طَعَنَ بِرُمْحِهِ وَإِذَا فَاتَهُ النّاسُ رَفَعَ رُمْحَهُ لِمَنْ وَرَاءَهُ فَاتّبَعُوهُ .[السيرة النبوية ج2/ص442-443]
2.حدثنا يعقوب ثنا أبي عن بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن جابر بن عبد الله قال : لما استقبلنا وادي حنين قال انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط إنما ننحدر فيه انحدارا قال وفي عماية الصبح وقد كان القوم كمنوا لنا في شعابه وفي أجنابه ومضايقه قد أجمعوا وتهيؤا وأعدوا قال فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدت علينا شدة رجل واحد وانهزم الناس راجعين فاستمروا لا يلوي أحد منهم على أحد وانحاز رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات اليمين ثم قال إلي أيها الناس هلم إلي أنا رسول الله أنا محمد بن عبد الله قال فلا شيء احتملت الإبل بعضها بعضا فانطلق الناس إلا أن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم رهطا من المهاجرين والأنصار وأهل بيته غير كثير وفيمن ثبت معه صلى الله عليه و سلم أبو بكر وعمر ومن أهل بيته علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وابنه الفضل بن عباس وأبو سفيان بن الحرث وربيعة بن الحرث وأيمن بن عبيد وهو بن أم أيمن وأسامة بن زيد قال ورجل من هوازن على جمل له أحمر في يده راية له سوداء في رأس رمح طويل له أمام الناس وهوازن خلفه فإذا أدرك طعن برمحه وإذا فاته الناس رفعه لمن وراءه فاتبعوه قال بن إسحاق وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله قال بينا ذلك الرجل من هوازن صاحب الراية على جمله ذلك يصنع ما يصنع إذ هوى له علي بن أبي طالب ورجل من الأنصار يريدانه قال فيأتيه علي من خلفه فضرب عرقوبي الجمل فوقع على عجزه ووثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه فانعجف عن رحله واجتلد الناس فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسرى مكتفين عند رسول الله صلى الله عليه و سلم.
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق فهو صدوق حسن الحديث .[مسند أحمد ج3/ص376]
3.
وعن جابر بن عبد الله قال : لما استقبلنا وادي حنين قال : انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط إنما ننحدر فيه انحدارا ، قال : وفي عماية الصبح ، وقد كان القوم قد كمنوا لنا في شعابه ، وفي أجنابه ، ومضائقه ، قد أجمعوا وتهيئوا وأعدوا
قال : فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدت علينا شدة رجل واحد ، وانهزم الناس راجعين فانشمروا لا يلوي أحد على أحد
وانحاز رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ذات اليمين ، ثم قال : ” إلي أيها الناس ، إلا أن مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رهطا من المهاجرين والأنصار ، وأهل بيته غير كثير
وفي من ثبت معه أبو بكر وعمر ، عليهما السلام ، ومن أهل بيته علي بن أبي طالب ، والعباس بن عبد المطلب ، وابنه الفضل بن عباس ، وأبو سفيان بن الحارث ، وربيعة بن الحارث ، وأيمن بن عبيد وهو ابن أم أيمن ، وأسامة بن زيد ، عليهما السلام
قال : ورجل من هوازن على جمل له أحمر ، في يده راية له سوداء في رأس رمح له طويل أمام الناس وهوازن خلفه ، فإذا أدرك طعن برمحه ، فإذا فاته الناس رفع لمن وراءه فاتبعوه.
المصدر: مجمع الزوائد,كتاب المغازي و السير ,غزوة حنين, الحديث رقم 10265
4.فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الناس ومعه رهط من أهل بيته: علي بن أبي طالب، وأبو سفيان ابن الحارث بن عبد المطلب، وأخوه ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، والفضل بن العباس، وقيل الفضيل بن أبي سفيان، وأيمن ابن أم أيمن، وأسامة بن زيد.
ومن الناس من يزيد فيهم قثم بن العباس، ورهط من المهاجرين: منهم أبو بكر، وعمر، والعباس آخذ بحكمة بغلته البيضاء وهو عليها قد شجرها
المصدر: البداية و النهاية لابن كثير
5.إلا أنه قد بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته. وممن ثبت معه من المهاجرين أبو بكر، عمر، ومن أهل بيته علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، وأبنه الفضل، وأبو سفيان بن الحارث.
المصدر: الطبري , تاريخ الرسل و الملوك
6.قال حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عاصم بن عمرو بن قتادة ، عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه قال لما انكشف الناس والله ما رجعت راجعة هزيمتهم حتى وجد الأسرى عند النبي صلى الله عليه وسلم مكتفين . قال والتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ إلى أبي سفيان بن الحارث وهو مقنع في الحديد وكان ممن صبر يومئذ وهو آخذ بثفر بغلة النبي صلى الله عليه وسلم قال من هذا ؟ قال ابن أمك يا رسول الله . ويقال إنه قال من أنت ؟ قال أخوك – فداك أبي وأمي – أبو سفيان بن الحارث . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم أخي ، ناولني حصى من الأرض فناولته فرمى بها في أعينهم كلهم . وانهزموا . قالوا : فلما انكشف الناس انحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين وهو واقف على دابته لم ينزل . إلا أنه قد جرد سيفه وطرح غمده وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته العباس وعلي ، والفضل بن عباس ، وأبو سفيان بن الحارث ، وربيعة بن الحارث ، وأيمن بن عبيد الخزرجي ، وأسامة بن زيد ، وأبو بكر ، وعمر عليهم السلام
المصدر: مغازي الواقدي, ص900
7.قال ابن إسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبد الرحمن بن جابر ، عن أبيه جابر بن عبد الله ، قال لما استقبلنا وادي حنين ، انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط إنما ننحدر فيه انحدارا . قال وفي عماية الصبح وكان القوم سبقونا إلى الوادي ، فكمنوا لنا في شعابه وأحنائه ومضايقه قد أجمعوا ، وتهيئوا ، وأعدوا فوالله ما راعنا – ونحن منحطون – إلا الكتائب قد شدوا علينا شدة رجل واحد وانشمر الناس راجعين لا يلوي أحد منهم على أحد ، وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين ثم قال إلى أين أيها الناس ؟ هلم إلي أنا رسول الله أنا محمد بن عبد الله وبقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته وفيمن ثبت معه من المهاجرين أبو بكر وعمر ، ومن أهل بيته علي والعباس وأبو سفيان بن الحارث وابنه والفضل بن العباس ، وربيعة بن الحارث ، وأسامة بن زيد ، وأيمن ابن أم أيمن ، وقتل يومئذ .
المصدر: زاد المعاد لابن القيم
و قد فصل الامام بن حجر هذه المسالة فذكر كيفية هزيمتهم في البداية و من ثم رجوعهم و ان عددهم عندما رجعو كانو مائة في فتح الباري :
وفي رواية مسلم من طريق زكريا عن أبي إسحاق " فرموهم برشق من نبل كأنها رجل جراد فانكشفوا " وذكر ابن إسحاق من حديث جابر وغيره في سبب انكشافهم أمرا آخر ، وهو أن مالك بن عوف سبق بهم إلى حنين فأعدوا وتهيئوا في مضايق الوادي ، وأقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حتى انحط بهم الوادي في عماية الصبح ، فثارت في وجوههم الخيل فشدت عليهم ، وانكفأ الناس منهزمين . وفي حديث أنس عند مسلم وغيره من رواية سليمان التيمي عن السميط عن أنس قال : " افتتحنا مكة ، ثم إنا غزونا حنينا ، قال : فجاء المشركون بأحسن صفوف رأيت ؛ صف الخيل ، ثم المقاتلة ، ثم النساء من وراء ذلك ، ثم الغنم ثم النعم . قال : ونحن بشر كثير ، وعلى ميمنة خيلنا خالد بن الوليد ، فجعلت خيلنا تلوذ خلف ظهورنا فلم نلبث أن انكشفت خيلنا وفرت الأعراب ومن تعلم من الناس " وسيأتي للمصنف قريبا من رواية هشام بن زيد عن أنس قال : " أقبلت هوازن وغطفان بذراريهم ونعمهم ومع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة آلاف ، ومعه الطلقاء ، قال : فأدبروا عنه حتى بقي وحده " الحديث . ويجمع بين قوله : " حتى بقي وحده " وبين الأخبار الدالة على أنه بقي معه جماعة بأن المراد بقي وحده متقدما مقبلا على العدو ، والذين ثبتوا معه كانوا وراءه ، أو الوحدة بالنسبة لمباشرة القتال ، وأبو سفيان بن الحارث وغيره كانوا يخدمونه في إمساك البغلة ونحو ذلك . ووقع في رواية أبي نعيم في " الدلائل " تفصيل المائة : بضعة وثلاثون من المهاجرين والبقية من الأنصار ومن النساء أم سليم وأم حارثة .
قوله : ( وأبو سفيان بن الحارث ) أي ابن عبد المطلب بن هاشم وهو ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكان إسلامه قبل فتح مكة ؛ لأنه خرج إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلقيه في الطريق وهو سائر إلى فتح مكة فأسلم وحسن إسلامه ، وخرج إلى غزوة حنين فكان فيمن ثبت . وعند ابن أبي شيبة من مرسل الحكم بن عتيبة قال : لما فر الناس يوم حنين جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب ، فلم يبق معه إلا أربعة نفر ، ثلاثة من بني هاشم ورجل من غيرهم : علي والعباس بين يديه ، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بالعنان ، وابن مسعود من الجانب الأيسر . قال : وليس يقبل نحوه أحد إلا قتل . وروى الترمذي من حديث ابن عمر بإسناد حسن قال : " لقد رأيتنا يوم حنين وإن الناس لمولين ، وما مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة رجل " وهذا أكثر ما وقفت عليه من عدد من ثبت يوم حنين . وروى أحمد والحاكم من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال : " كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فولى عنه الناس ; وثبت معه ثمانون رجلا من المهاجرين والأنصار ، فكنا على أقدامنا ، ولم نولهم الدبر وهم الذين أنزل الله عليهم السكينة " وهذا لا يخالف حديث ابن عمر فإنه نفى أن يكونوا مائة ، وابن مسعود أثبت أنهم كانوا ثمانين ، وأما ما ذكره النووي في شرح مسلم أنه ثبت معه اثنا عشر رجلا فكأنه أخذه مما ذكره ابن إسحاق في حديثه أنه ثبت معه العباس وابنه الفضل وعلي وأبو سفيان بن الحارث وأخوه ربيعة وأسامة بن زيد وأخوه من أمه أيمن ابن أم أيمن ، ومن المهاجرين أبو بكر وعمر ، فهؤلاء تسعة ، وقد تقدم ذكر ابن مسعود في مرسل الحاكم فهؤلاء عشرة ، ووقع في شعر العباس بن عبد المطلب أن الذين ثبتوا كانوا عشرة فقط وذلك قوله : [ ص: 625 ]
نصرنا رسول الله في الحرب تسعة وقد فر من قد فر عنه فأقشعوا
وعاشرنا وافى الحمام بنفسه لما مسه في الله لا يتوجع
ولعل هذا هو الثبت ، ومن زاد على ذلك يكن عجل في الرجوع فعد فيمن لم ينهزم ، وممن ذكر الزبير بن بكار وغيره أنه ثبت يوم حنين أيضا جعفر بن أبي سفيان بن الحارث وقثم بن العباس وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وشيبة بن عثمان الحجبي ، فقد ثبت عنه أنه لما رأى الناس قد انهزموا استدبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ليقتله ، فأقبل عليه فضربه في صدره وقال له : قاتل الكفار ، فقاتلهم حتى انهزموا . قال الطبري : الانهزام المنهي عنه هو ما وقع على غير نية العود وأما الاستطراد للكثرة فهو كالتحيز إلى فئة .
المصدر: فتح الباري شرح صحيح البخاري , كتاب المغازي , باب قول الله تعالى ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا
فهنا اثبات ان ما بقي مع الرسول صلى الله عليه وسلم الا نفر قليل من هاشم ثم ناداهم الرسول صلى الله عليه و سلم فرجعو و كتنو مائة و منهم عمر رضي الله عنه بما وقع من رواية جابر رضي الله عنه
وذكر ان عدد المهاجرين من المائة : بضعة و ثلاثون من المهاجرين
و قد صرح برواية جابر ابن اسحاق و الطبري و بن هشام و الواقدي و ابن كثير و غيرهم من المؤرخين اذ انهم وافقو بين رواية ابو قتادة و رواية جابر بحيث ان عمر و ابو قتادة و ابو بكر و جمع اخر من الصحابة رجعو بعد الانهزام و ثبتو و هذا واضح جدا من قول ابو قتادة تراجعنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و مما يدل على هذا و ان ابو قتادة و من معه رجعو للقتال :
وقال أبو قتادة : رأيت يوم حنين مسلما ومشركا يقتتلان وإذا رجل من المشركين يريد إعانة المشرك على المسلم فأتيته وضربت يده فقطعتها، فاعتنقني بيده الأخرى فوالله ما أرسلني حتى وجدت ريح الموت، ولولا أن الدم نزفه لقتلني، فسقط وضربته فقتلته، وأجهضني القتال عن استلابه، فلما وضعت الحرب أوزارها، قلت: يا رسول الله، لقد قتلت قتيلا ذا سلب، وأجهضني عنه القتال، فما أدري من استلبه، فقال رجل من أهل مكة: صدق يا رسول الله فأرضه عني من سلبه، فقال أبو بكر : والله لا يرضيه، تعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن دين الله تقاسمه سلب قتيله.
الصدر : السيرة الحلبية , غزوة حنين
حدثنا عفان قال : حدثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن هوازن جاءت يوم حنين بالصبيان والنساء والإبل والغنم ، فجعلوها صفوفا يكثرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما التقوا ولى المسلمون كما قال الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عباد الله ، أنا عبد الله ورسوله ثم قال : يا معشر المهاجرين أنا عبد الله ورسوله ، قال : فهزم الله المشركين ولم يضرب بسيف ولم يطعن برمح ، قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ : من قتل كافرا فله سلبه ، قال : فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا ، فأخذ أسلابهم ، وقال أبو قتادة : يا رسول الله ، إني ضربت رجلا على حبل العاتق وعليه درع له فأجهضت عنه ، وقد قال حماد : فأعجلت عنه ، قال : فانظر من أخذها ، قال : فقام رجل فقال : أنا أخذتها فأرضه منها وأعطنيها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فقال عمر : لا والله لا يفيئها الله على أسد من أسده ويعطيكها قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : صدق عمر ، ولقي أبو طلحة أم سليم ومعها خنجر فقال أبو طلحة : يا أم سليم ، ما هذا معك ؟ قالت : أردت إن دنا مني بعض المشركين أن أبعج به بطنه ، فقال أبو طلحة : يا رسول الله ، ألا تسمع ما تقول أم سليم ؟ قالت : يا رسول الله ، قتل من بعدنا من الطلقاء ، انهزموا بك يا رسول الله ، فقال : إن الله قد كفى وأحسن
لمصدر: مصنف ابن ابي شيبة , كتاب المغازي , غزوة حنين
و الرواية الثانية تثبت ان الرسول صلى الله عليه وسلم نادى المهاجرين و ان عمر رضي الله عنه كان هناك مع الرسول صلى الله عليه وسلم
و لا تعارض بين هذه الرواية ورواية ابو قتادة في المتن اذ يمكن الجمع بان ابو بكر و عمر رضي الله عنه هم من قالو ذلك ووصفو ابو قتادة بهذا الوصف و ان كان الاقرب ان ابو بكر رضي الله عنه هو وحده من قال هذا عن ابو قتادة رضي الله عنه كما في رواية البخاري .
و في كلتا الروايتين لم يقل ابو قتادة الفرار الذي منعه من استلابه او سهام هوازن او نفير الخيل انما قال ان القتال هو الذي منعه من استلابه يعني قاتل بعدما قتل المشرك مما يدل ان ابا قتادة رجع من الانهزام لما نادى الرسول صلى الله عليه وسلم المهاجرين و الانصار و ثبت و في رجوعه دلالة على رجوع من كان معه من الناس من المهاجرين و الانصار و منهم عمر رضي الله عنه
و قد سبق ان ذكرت عدد الراجعين و الذين ثبتو مع الرسول صلى الله عليه وسلم كانو مائة كما في رواية بن عمر
وروى الترمذي من حديث ابن عمر بإسناد حسن قال: " لقد رأيتنا يوم حنين وإن الناس لمولين، وما مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مائة رجل "
ل كما ذكرت سابقا انهم بضع و ثلاثون مهاجري و بقية من الانصار و امراتين من الانصار:
ووقع في رواية أبي نعيم في " الدلائل " تفصيل المائة: بضعة وثلاثون من المهاجرين والبقية من الأنصار ومن النساء أم سليم وأم حارثة.
و قد وقفت على اسماء عدد منهم :
1.علي بن ابي طالب
2. العباس بن عبد المطلب
3. ابو سفيان بن الحارث
4. الفضل بن العباس
5. ربيعة بن الحارث
6.جعفر بن ابي سفيان بن الحارث(ذكره الزبير بن بكار)
7.قثم بن العباس (ذكره الزبير بن بكار)
8. عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب
9. نوفل بن الحارث بن عبد المطلب
هؤلاء هم التسعة الذين لم ينهزمو عن الرسول صلى الله عليه وسلم
10. عتبة بن ابي لهب
11. معتب بن ابي لهب
12. عقيل بن ابي طالب
13. ايمن بن ام ايمن
14.اسامة بن زيد
15.شيبة بن عثمان الجمحي
16. ابو بكر
17.عمر بن الخطاب
18.عبد الله بن مسعود
19. جابر بن عبد الله
20. ابو قتادة
21.عبد الله بن عمر
22.ابو طلحة الانصاري
23. سعد بن عبادة
24.اسيد بن حضير
25.ابو دجانة
26.حارثة بن النعمان الانصاري
27. خالد بن الوليد (اصيب فسقط فمسح الرسول صلى الله عليه وسلم على جرحه فعافاه )
28. عثمان بن عفان (راجع مغازي الواقدي ) و ايضا :
ويقال إن المائة الصابرة يومئذ: ثلاثة وثلاثون من المهاجرين، وسبعة وستون من الأنصار، وكان علي، وأبو دجانة، وعثمان بن عفان، وأيمن بن عبيد رضي الله عنهم يقاتلون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
المصدر: امتاع الاسماع للمقريزي ج 2, ص 14 .
و قد ذكر في نفس الصفحة ايضا :
ذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهزيمة ولم يثبت معه صلى الله عليه وسلم وقت الهزيمة إلا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وقد أخذ بثغر البلغة، والعباس وقد أخذ بحكمتها ، وهو يركضها إلى وجه العدو، وينوه باسمه فيقول:
أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب دعوة المنهزمين وقال صلى الله عليه وسلم يا عباس! أصرخ يا معشر الأنصار! يا أصحاب السمرة !
فنادى بذلك - وكان رجلا صيتا -، فأقبلوا كأنهم الإبل إذا حنت إلى أولادها يقولون يا لبيك.. يا لبيك! فأشرف صلى الله عليه وسلم كالمتطاول في ركابيه، فنظر إلى قتالهم وقال، الآن حمي الوطيس! ثم أخذ بيده من الحصا فرماهم به وهو يقول: شاهت الوجوه، حم لا ينصرون! ثم قال: انهزموا ورب الكعبة! فما زال أمرهم مدبرا وانهزموا: فانحاز صلى الله عليه وسلم ذات اليمين، وهو على بغلته قد جرد سيفه.عدد من ثبت معه وثبت معه سوى من ذكرنا: علي، والفضل بن عباس، وربيعة ابن الحارث [بن عبد المطلب] (2)، وأيمن بن عبيد الخزرجي، وأسامة بن زيد، وأبو بكر وعمر، رضي الله عنهم. وقيل لما انكشف الناس عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحارثة بن النعمان الأنصاري: كم ترى الناس الذين ثبتوا فحرزهم مائة، وهذه المائة هي التي كرت بعد الفرار، فاستقبلوا هوازن واجتلدوهم وإياهم وكان دعاؤه يومئذ - حين انكشف الناس عنه، فلم يبق إلا في المائة الصابرة
و هذا السياق ان دل على شيء فانه يدل على ان ابو بكر و عمر رضي الله عنهما كانا ضمن الراجعين لما ناداهم الرسول صلى الله عليه وسلم خصوصا بعد ان ناداهم يا اصحاب السمرة .
وفي الصفحة 15 من نفس الجزء:
موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم مصلت السيف بيده، وقد طرح غمده ينادي:
يا أصحاب سورة البقرة! فكر المسلمون، وجعلوا يقولون: يا بني عبد الرحمن!
يا بني عبد الله! يا بني عبيد الله! يا خيل الله - وكان صلى الله عليه وسلم قد سمي خيله خيل الله - [وكان شعار (2) المهاجرين بني عبد الرحمن، وشعار الأوس بني عبيد الله، وشعار الخزرج بني عبد الله]. فكرت الأنصار، ووقفت هوازن حملة ناقة (3)، ثم كانت هزيمتهم أقبح هزيمة، والمسلمون يقتلون ويأسرون.
فهنا يتضح لنا انهم رجعو المهاجرين و الانصار بعد ان ناداهم الرسول صلى الله عليه وسلم .
29.الزبير بن العوام
30. ام سليم الانصارية
31. ام الحارث الانصارية
32. محمد بن مسلمة
33. جبير بن مطعم
34. الحباب بن المنذر
35. عبد الرحمن بن عوف
36.قيس بن سعد بن عبادة
و هؤلاء اكثر ما احصيت من الذين كانو من المائة الثابتة مع الرسول صلى الله عليه وسلم
تعليق