إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حلاّجيون بلباس التشيّع!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    العرفاء وتقديس الحلاّج!!
    لقد توضّح للقارئ الكريم من خلال المقالات السابقة بأن الحلاّج مذموم عند علمائنا الأبرار بل هو ملعون على لسان الأئمة الأطهار عليهم السلام.
    فقد ذمه الإمام الحجة عليه السلام ولعنه وتبرأ منه في توقيع صادرٌ عنه عليه السلام, وكذلك لعنه وتبرأ منه السفير الثالث الحسين بن روح رضوان الله تعالى عليه ثم سار علماؤنا الأبرار على هذا النهج واستمر الخلف على سيرة السلف في ذمه ولعنه والبراءة منه.
    ولكن العرفاء والمتصوّفة لخبثهم وضلالهم وانحرافهم عن الصراط المستقيم وقفوا على النقيض تماماً من موقف الأئمة الأطهار عليهم السلام وعلمائنا الأبرار في تقييم شخصية الحلاّج لعنه الله!!
    فراحوا يمدحونه ويبجّلونه ويقدّسونه!! بل وصفوا كفرهُ وزندقتهُ وإلحاده بالمرتبة العالية والسامية والرفيعة في العرفان!!
    وبلغ الغلو عند بعضهم حد أن يسأل الله سبحانه وتعالى متوسلاً بالنبي محمد وآله الأطهار أن يوصله إلى ذلك المقام السامي للحلاج!!

    مدائح العرفاء ودفاعهم عن الحــــــلاج :
    يقول الدكتور طراد حمادة : الإمام (الخميني) يحسن الظن بالحلاّج , ويربطه بطلب موسى للرؤية , ويعفيه من الحلول والشطح!!!
    المصدر : أسرار الحكمة والعرفان في شعر الإمام الخميني ص 108.

    انّ الخميني وهو رأس العرفاء في هذا العصر يدافع عن الحلاّج ويحاول تبرير زندقته وإلحاده وكفره بل نافس حتى المتصوفة أنفسهم في حسن ظنه به وإيجاد الأعذار له!!

    يقول الدكتور طراد حمادة: إن حسن ظن الإمام (الخميني) بالحلاّج يتوافق مع موقف الإمام الغزالي , لكنه يتجاوزه إلى ما هو أبعد في سلوك العاشق للفناء في المحبوب الإلهي!!
    المصدر : أسرار الحكمة والعرفان في شعر الإمام الخميني ص 109.

    ولكي نعرف مقدار دفاع الخميني عن الحلاّج يجب أن نعرف ماذا قال الغزالي دفاعاً عنه لأنه (أي خميني) يتفق معه بل يتجاوزه بمراحل كما صرّح بذلك الدكتور طراد حمادة.

    يقول ابن خلكان: رأيت في كتاب " مشكاة الأنوار " تأليف أبي حامد الغزالي فصلاً طويلاً في حاله (أي الحلاج)، وقد اعتذر عن الألفاظ التي كانت تصدر عنه مثل قوله " أنا الحق " وقوله " ما في الجبة إلا الله " وهذه الإطلاقات التي ينبو السمع عنها وعن ذكرها وحملها كلها على محامل حسنة،وأولها،وقال: هذا من فرط المحبة وشدة الوجد...)
    المصدر: وفيات الأعيان , ابن خلكان, ج2 ص 140-141 , حياة الحيوان الكبري, الدميري, ج1 ص245.

    ويقول الغزالي في معرض دفاعه عن الحلاّج وأمثاله : العارفون بعد العروج إلى سماء الحقيقة اتفقوا على أنهم لم يروا في الوجود إلا الواحد الحق لكن منهم من كان له هذه الحال عرفاناً علمياً ومنهم من صار له ذلك حالاً ذوقياً وانتفت عنهم الكثرة بالكلية واستغرقوا بالفردانية المحضة واستوفيت فيها عقولهم فصاروا كالمبهوتين فيه ولم يبق فيهم متسع لا لذكر غير الله ولا لذكر أنفسهم أيضاً فلم يكن عندهم إلا الله فسكروا سكراً دفع دونه سلطان عقولهم.
    فقال أحدهم : أنا الحق!!
    وقال الآخر: سبحاني ما أعظم شأني!!
    وقال آخر : ما في الجبة إلا الله!!
    وكلام العشاق في حال السكر يطوى ولا يحكى , فلما خفّ عنهم سكرهم وردوا إلى سلطان العقل الذي هو ميزان الله في أرضه عرفوا أن ذلك لم يكن حقيقة الاتحاد بل شبه الاتحاد مثل قول العاشق في حال فرط عشقه ( أنا من أهوى ومن أهوى أنا)!!
    المصدر: الحلاّج في ما وراء المعنى والخط واللون, سامي مكارم, ص90.

    تلاحظ أخي القارئ الكريم التبريرات السخيفة التي ساقها الغزالي لتخليص الحلاّج من الكفر والإلحاد والزندقة معتذراً عنه بفرط المحبة تارة والسكر والغفلة عن النفس تارة أخرى وسوف نفنّد هذه التبريرات السخيفة في المقالات القادمة إن شاء الله, ولكن ما يهمنا هنا هو أن الخميني يتفق مع هذه التبريرات بل يتجاوزها كما صرّح بذلك أحد أنصاره الذائبين بحبه!!
    ومن الأمثلة على تجاوز الخميني في دفاعه عن الحلاّج هو قوله بأن الحلاّج حينما قال (أنا الحق) حاله كحال الشجرة التي جاء النداء منها {أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
    المصدر : ديوان الخميني المسمى الفناء في الحب,هامش الترجيعات رقم (5) مع هامش رقم(24).

    فلسان حال الخميني يقول إذا قبلتم بأن شجرة تقول : {إني أنا الله} فلماذا لا تقبلون بأن يقول الحلاّج : أنا الحق؟؟!!
    وهذا القول السخيف مخالف لتعاليم أئمة أهل البيت عليهم السلام التي تنص على أن الله سبحانه وتعالى خلق الصوت في الشجرة, ولم يقولوا بأن الله هو عين تلك الشجرة كما يعتقد الحلاّج وأتباعه.
    ان الحلاّج رجلٌ ملعون على لسان الإمام الحجة عليه السلام ولسان السفير الثالث وجمهور علمائنا الأبرار فكيف يحسن الخميني الظن به ويدافع عنه ويؤول أقواله!!
    أليس هذا التصرّف يعتبر مخالفة صريحة لأئمة أهل البيت عليهم السلام؟!
    أليس هذا الدفاع يدل على اعتقاده بعقيدة الرجل؟
    وهنا نعرض لكم موقفاً لأحد علمائنا الأبرار في هذا العصر ليرى القارئ العزيز الفرق الشاسع بين المتبع والمبتدع.
    يقول السيد الخوئي ( قدس سره) : الحسين بن منصور : الحلاّج ، ذكره الشيخ (الطوسي) في كتاب الغيبة ، في المذمومين الذين ادعوا " النيابة " البابية لعنهم الله .
    المصدر :المفيد من معجم رجال الحديث - محمد الجواهري - ص 181.

    وبالإضافة إلى إدعائه النيابة عن الإمام الحجة عليه السلام فقد بيّن السفير الثالث اعتقاده الباطل المتمثل في ديانته الحلاجية (وحدة الموجود)!!
    فالحلاج من المذمومين الملعونين على لسان المعصومين فكيف يحسن الخميني الظن به ويجعله من المعذورين؟؟!
    وليت خميني توقّف عند حسن الظن فقط ولم يتعداه إلى ما هو أنكى, بل رفع منزلة الحلاّج حتى جعله في مصاف الأنبياء والمرسلين!!

    يقول المعلّق على ديوان الخميني (علي صراط الحق) : يُظهر الإمام (الخميني) هنا أن الصوفي ( أي الحلاج) الذي بلغ قمة جبل الحب, يماثل أصحاب الرسالات الذين تكشّف لهم الحب الإلهي!!!
    المصدر : ديوان الخميني المسمى الفناء في الحب,هامش الترجيعات رقم (5) هامش رقم (23).

    ثم أن الخميني شبه هذا الكافر الملحد الزنديق بنبي من أولي العزم!!
    يقول المعلّق في نفس الصفحة : فهو ( أي الخميني) يخاطب الصوفي الذي نعته في البيت السابق (أي الحلاج) بأنه المتجلى الكامل لفكرة (أنا الحق) ويناديه يا موسى فهو يشبه عنده النبي موسى (ع) الذي سأل الله تعالى أن يراه!!!
    المصدر : ديوان الخميني المسمى الفناء في الحب,هامش الترجيعات رقم (5) هامش (23).

    فالحلاّج بمقولته الكافرة أصبح عند خميني يشبه النبي موسى عليه السلام!
    وهل توقف خميني عند هذا الحد؟؟ كلا, بل قال أكثر من هذا !! فرفع منزلة الحلاج حتى جعله أفضل من نبي الله موسى عليه السلام!!

    يقول المعلّق على ديوان الخميني بعد العبارة السابقة : بل لعل الصوفي العارف (الحلاج) أقرب (إلى الله) حتى من موسى نفسه لأن موسى (عليه السلام) صعق من خشية الله ورهبته وعظمته بينما العارف صعق من الحق الإلهي الواحدي وطور موسى مكان أرضي مادي محدد مشهود في سيناء بينما طور العارف الواصل أبعد وأوسع وأعلى !!
    المصدر : ديوان الخميني المسمى الفناء في الحب,هامش الترجيعات رقم (5) هامش (23).

    فإذا كان الخميني يرى الحلاج بهذه المنزلة العظيمة فمن الطبيعي أن يبرّئه من الشطح والقول بالإتحاد!
    يقول الدكتور طراد حمادة : ولا نرى أنه (أي الخميني) يقول بشطح الحلاج!
    المصدر : أسرار الحكمة والعرفان في شعر الإمام الخميني ص 109.
    ويقول أيضاً : الإمام (الخميني) يحسن الظن بالحلاّج , ويربطه بطلب موسى للرؤية , ويعفيه من الحلول والشطح!!!
    المصدر : أسرار الحكمة والعرفان في شعر الإمام الخميني ص 108.
    أي أن ما يصدر عن الحلاج هو من الوجد والعشق ولا يعد هذا شطحاً!
    يقول الدكتور طراد حمادة أيضاً: يقول (الخميني) في قصيدة له : أن صيحة الحلاج (أنا الحق) صيحة عاشق صيحة مستهام وأن هذه الصيحة تعبير عن الحال ولا تبلغ ما بلغته شطحات الشاطحين!!
    المصدر : أسرار الحكمة والعرفان في شعر الإمام الخميني ص 108.

    فالحلاّج عند الخميني لا يعتقد بالحلول ومعفيٌ عن الشطح كما أنهم يبرئونه من الأقوال الكفرية بل يرفعون مقامة حتى أصبح يماثل أصحاب الرسالات عندهم !
    فمقام الحلاّج عند العرفاء رفيع ومنزلتهُ عظيمة فهم يتمنون أن يصلوا إلى تلك المنزلة!!

    يقول الجوادي الآملي وهو يشرح عبارة (أنا الحق) ان الخميني يتمنى ذلك المقام وتلك المنزلة!! ووصف ذلك المقام (للحلاّج) بالرفيع!!
    المصدر: الإمام الخميني ثورة العشق الإلهي, الجوادي الآملي, ص140.

    وقد بيّن العارف إبراهيم الأنصاري البحراني في شرحه عبارة (أنا الحق) من القصيدة العشقية للخميني رفعة هذا المقام للحلاّج فقال : وهذه مرتبة راقية جدّاً لا يصل إليها إلاّ الأوحدي!!!
    المصدر : دولة المهدي المنتظر, إبراهيم الأنصاري, ص150- 151.

    وجعل كمال الحيدري الحلاّج من السلاك الذين وصلوا إلى مرتبه( لا يرون في الوجود أحداً غير الله تعالى، فهم لا يرون حتى ذواتهم لأنها فنيت في الله تعالى، بمعنى عدم الالتفات لها أبداً!!)
    المصدر: من الخلق إلى الحق, كمال الحيدري, ص95- 96.

    وهذا التبرير مشابه لتبرير الغزالي ودفاعه عن الحلاج!
    وقد وصف كمال الحيدري مرتبة الحلاج حينما قال (أنا الحق) بالمرتبة السامية والرفيعة!!
    المصدر: من الخلق إلى الحق, ص 96

    أما حيدر الآملي فقد طلب من الله وتوسل بالنبي محمد وآله بأن يرزقه تلك المنزلة التي للحلاج والبسطامي!!
    فقال بعد أن نقل بعض تصريحاتهما الكفرية: هذا آخر التوحيد الذاتي وشهود الوجود الحقيقي رزقنا الله تعالى الوصول إلى هذا المقام بمحمد وآله الكرام!!!
    المصدر : جامع الأسرار, حيدر آملي ,ص199, طبعة دار المحجة البيضاء بيروت.

    فلاحظ أخي القارئ أنه لم يمدح مقام الحلاّج والبسطامي فحسب بل طلب من الله وتوسل بمحمد وآله أن يرزقه الوصول إلى مقامهما العالي!!

    وأما العارف تقي الموسوي يقول عن مرتبة الحلاّج بأنها : أعلى درجة العرفان!!
    وإذا قال الحلاج: "أنا الحق" فلا غرابة في ذلك!!
    المصدر: قدوة الفقهاء والعارفين, تقي الوسوي, هامش ص235.

    وقد نقل الدكتور سامي مكارم بعض أقوال العرفاء فيه يوردها إيراد المسلمات !!
    منها قول إبراهيم النصر آباذي: إن كان بعد النبييّن والصدّيقين موّحد فهو الحلاّج!!
    المصدر : الحلاّج, سامي مكارم, ص12.

    وقال عيسى القزويني بمامعناه: ان لم يكن ما رأيته منه (الحلاّج) توحيداً فليس في الدنيا توحيد!!
    المصدر : الحلاّج, سامي مكارم, ص12.

    ويقول رؤوف سبهاني: ومعروف أن البسطامي والحلاج وأمثالهما يعتبران قمة التصوّفة الروحي في عالم الإسلام , لا يرقى إليهما سوى من هدى الله قلبه للإيمان وأخذ بجانب الطور الأيمن كما هو الحال بالنسبة لشيخنا السهروردي الشهيد!!
    المصدر : مشاهير فلاسفة المسلمين, رؤوف سبهاني, ص279.

    ومن كرامات الحلاّج ما ذكره قطب الذّهبيّة في كتابه قوائم الأنوار حيث قال إنه: بعد ما قتلوه وأحرقوا جسده وصار رماداً ألقوا رماده في دجلة فكانت حبابات باب الدّجلة متشكل بشكل : اللّه اللّه ، و كانت دماؤه المتقاطرة على وجه الأرض تنقّش بنقش : أنا الحقّ!!
    وقال أيضاً : أمّا هؤلاء (أي الحلاّج واتباعه) فقد جرى على لسانهم (قول أنا الحق) من غير اختيار، والدّليل على عدم الاختيار انتقاش الدّم و الرّماد بنقش أنا الحقّ واللّه اللّه و قد رأى بعضهم الحلاّج في المنام فسأل عنه كيف عومل معك ؟
    قال : عاتبني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وقال لي : لم ثلمت ثلمه في شريعتي؟
    فقلت : جعلت فداك و إن ثلمت و لكن جعلت رأسي موضع الثلمة حتّى لا يجتري على ذلك أحد من بعدي فعفا عنّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم انتهى كلامه .
    المصدر : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة , العلامة الخوئي, ج13 ص292.

    أقول : سوف يأتي الرد على هذه الخرافة في المقالات القادمة إن شاء الله تعالى ولكن ما يهمنا هنا بيان تقديسهم المفرط للحلاّج إلى درجة تعطّلت فيها عقولهم واستحوذ الشيطان عليهم فأصبحوا كالأنعام بل هم أضل!!

    الخلاصة :
    توضح من خلال النصوص السابقة بأن هناك تناقض وتباين شاسع بين موقفين!
    موقف أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم من جهة .
    وموقف العرفاء والمتصوّفة من جهة أخرى حول نظرتهم إلى الحلاج.
    فأهل البيت عليهم السلام وشيعتهم يجعلونه في أسفل سافلين من المذمومين الملعونين الكفّار الملحدين!!
    بينما يرفعه العرفاء إلى أعلى عليين مع المقربين وأصاحب الرسالات ويعطونه المرتبة السامية الرفيعة, بل هو عندهم صاحب أعلى درجات العرفان!!

    وبهذا يتّضح للجميع انحراف العرفاء عن الطريق المستقيم ومخالفتهم لمنهج الأئمة الطاهرين عليهم السلام.


    يتبع..

    تعليق


    • #17
      ما هي مشكلة الحلاّج عند العرفاء؟
      لقد تبيّن من خلال ما تقدم موقف العرفاء من الحلاّج واتّضح أنهم يمدحونه ويقدّسونه ويصفوّن مرتبته بالعالية والسامية والرفيعة بل هو عندهم يماثل أصحاب الرسالات بل يتعداهم!
      فإذا كانت منزلة الحلاج بهذا المستوى عندهم , فما هي مشكلته إذاً ؟؟
      ان العرفاء والمتصوّفة يمارسون التقية الشديدة ولا يصرّحون بعقيدتهم الحقيقية (وحدة الموجود) أمام الناس فهي عندهم سر من الأسرار التي لا يمكن كشفها إلى غيرهم بل لا يكشفونها حتى للسالك نفسه إلا إذا تعدى مرحلة الشريعة والطريقة ووصل إلى مرحلة الحقيقة!!

      يقول عادل الكعبي : مسألة كتمان الأسرار عند أهل العرفان وعدم التحدّث بالمقامات والكرامات فيعدّونها من الواجبات إلا لعدد محدود جداً من الخواص!!

      المصدر : لسان الصدق سيرة العارف عبد الكريم الكشميري ، عادل الكعبي, ص :68.

      وينقل العارف عبد الكريم الكشميري هذه القصة التي تبين حرص العرفاء وعدم بوحهم بهذا السر حتى للسلاك أنفسهم!

      يقول : كان هنالك مجموعة من الأشخاص يترددون على السيد القاضي , فقال السيد محمد حسين الطباطبائي (صاحب الميزان) للسيد القاضي يوماً : لقد امتنع هؤلاء الأشخاص عن الحضور عندكم بسبب حديثكم في بعض المسائل! فقال السيد القاضي : إنّ هنالك موضوعات لم أتحدّث بها إليكم فضلاً عن أولئك الأشخاص!!
      المصدر : لسان الصدق سيرة العارف عبد الكريم الكشميري ، عادل الكعبي, ص :68.

      تلاحظ عزيزي القارئ بأن القاضي الطباطبائي يخفي بعض اعتقاداته حتى عن أمثال صاحب الميزان!! لأن صاحب الميزان في ذلك الوقت لم يستوعب هذه العقيدة بعد! فلذلك لم تكشف له هذه الأسرار!

      يقول كمال الحيدري : كتمان السر هو من أوجب الشروط التي اشترطها العرفاء في السير والسلوك , وأن الإفشاء بها مخل بالهدف ومانع عن تحقيق المطلوب!!
      المصدر : من الخلق إلى الحق, كمال الحيدري , ص96.

      أقول : نعم لن يتحقق المطلوب حينما يُكشف السر فلن يقبل أي إنسان سوي الفطرة بأن يعتقد بأنه
      عين ذات الله تعالى!!
      فهم لا يكشفون عن هذا السر حتى للسالك إلا بعد عملية غسيل مخ تبدأ بإجهاده بالرياضات النفسية لكي يختل عقله أولاً ثم بعد ذلك يسهل اعتقاده بهذه الخزعبلات!!
      وقد أشار إلى هذه الحقيقة الإمام الهادي عليه السلام فقال : فلا يتبعهم إلا السفهاء ولا يعتقد بهم إلا الحمقاء...)
      المصدر : سفينة البحار , الشيخ القمي, ج2 ص58, حديقة الشيعة, الأردبيلي, ص603.

      وقال الإمام الرضا عليه السلام: لا يقول بالتصوّف أحد إلا لخدعة أو ضلالة أو
      حماقة.

      المصدر : الأثنا عشرية , الحر العاملي, ص18.
      لا يقول بالتصوّف أي لا يعتقد باعتقاداتهم الكفرية وعلى راسها القول بوحدة الموجود (إلا)
      ـ أداة إستثناء ـ من اتصف بصفات ذكرها الإمام عليه السلام ومن بينها (الحماقة) التي هي سر تقبّلهم لهذه العقيدة الخرافية الباطلة!

      وقد كان محمد تقي بهجت شديد الحرص على عدم ظهور عقيدته (الحلاجية) حتى لُقب عند العرفاء
      بكهف الصمت فلا يخرج منه شيئاً أبداً!!
      المصدر : طريق العاشقين إلى الله. توفيق بو خضر, 424.

      ورغم حرصه الشديد على عدم البوح بعقيدته الحلاجية إلا أنّ الله أجراها على لسانه من غير أن يشعر وسوف نبيّن ذلك في موضوع مستقل إن شاء الله.

      وقد أجرى الله على لسان الخميني النطق بها وهو ينصح تلامذته بعدم كشفها!!
      فقال: وهذا من الأسرار التي لا يمكن إفشاء حقيقتها والتصريح بها فالعالم خيال في خيال ووهم في وهم ليس في الدار غيره ديار!!
      المصدر : الفصوص بتعليق الخميني , ص381.

      فالخميني هنا رغم أنه يصرّح بعدم إمكانية البوح بالسر (وحدة الموجود) إلا أنه باح به وقد أجراه الله على لسانه من غير أن يشعر !

      فقال : ليس في الدار غيره ديار!!
      وكأنه الحلاّج حينما قال : ليس في جبتي سوى الله!!

      فمشكلة الحلاج أنه أفشى هذا السر (وحدة الموجود) في العلن وليست مشكلته عند العرفاء انه يعتقد بهذا الاعتقاد!!! غير انّه عاثر الحظ لم يكن صاحب دولة كالخميني مثلاً أو على الاقل لم يكن له ركن قوي يأوي إليه.


      يقول سنائي:

      *اللسان الذي باح بالسرّ المطلق
      كان الحلاّج في صيحته: أنا الحقّ
      المصدر: نهاية العشق, عبد الله الفاطمي,ص27.

      وقد بيّن الحافظ الشيرازي مشكلة الحلاج الأساسية فقال:

      ذاك الذي فيض المعارف عنه قد فاحا *** كل ما جناه أنه بالسر قد باحا
      المصدر: العرفان والدين والفلسفة, المطهري , ص361.

      ويقول المستشرق إدوارد براون: من العرفاء كفريد الدين العطار وحافظ (الشيرازي) وأمثالهم
      يعتبرون الحلاج بطلاً ويرون أن عيبه الوحيد هو إفشاء الأسرار هذا في حالة ما إذا كان من الممكن نسبة العيب إليه!!!

      المصدر: تاريخ الأدب في إيران, إدوارد براون, ج1ص333.

      ويقول المطهري : اتهمهُ العرفاء بإذاعة أسرارهم وإفشائها!!

      المصدر : الكلام, العرفان, الحكمة العملية, مطهري ص 84 المترجم: حسن الهاشمي, طبعة دار الكتاب الإسلامي.

      فمشكلة الحلاج الوحيدة عند العرفاء هي أنه (بالسر قد باحا) أي أنه فضح سرهم (وحدة الموجود) على رؤوس الأشهاد حينما قال (أنا الحق) و (ليس في جبتي سوى الله)!!

      وإلا فالحلاج عندهم ممدوح كما هو واضح في الشطر الأول من البيت الشعري لحافظ (ذاك الذي فيض المعارف عنه قد فاحا) فالمعارف برأيه تفيض من كلمات الحلاّج ولكن مشكلته أنه قالها في العلن!

      وقد بيّن العارف عبد الله الأنصاري بماذا باح الحلاج بقوله:
      بوح الواجد كقول الحلاّج رحمه الله (أنا الحق)!!

      المصدر : منازل السائرين , عبد الله الأنصاري, شرح عبد الرزاق الكاشاني, ص 109.

      ويقول الجوادي الآملي : رحم الله الأستاذ محيي الدين مهدي الإلهي القمشئي الذي كان يقول عن الحلاج في شعره:
      قيل بأنهم صلبوا ذلك الصديق *** لأن ذنبه كان إفشاء الأسرار
      المصدر: الحماسة والعرفان , الجوادي الآملي, ص118.

      أقول : لو قال الحلاج (أنا الحق) في السر أو في بطون الكتب بعبارات مبهمة كما يفعل بعض العرفاء ولم يعلنها صراحة لم يشكل عليه أحد منهم لكنه قالها على روؤس الأشهاد ففضح عقيدتهم!


      يقول العارف حسن المسقطي حول قول الحلاّج أنا الحق: ليس هو العارف (الحلاج) الذي يتكلم ، ولكن الذي ينطق هو الوجود البحت البسيط (أي الله). فالعامة (الفقهاء) يظنونها كفراً ، والخاصة (العرفاء) يسمونها "شطحات".
      والعارف صادق حتى في "شطحاته" لأن الله هو الذي يتكلم ، وحاشا للعارف أن يتكلف ، فكلامه صدق لأن حالته هي تلك. والذي قال "أنا الحق" ليس هو الحلاج ، ولكن الحلاج أفشى سر الربوبية (أي وحدة الموجود)عند الخاصة والعامة.

      المصدر: قدوة العارفين سيرة العارف حسن المسقطي, تقي الموسوي, ص145.

      فقول الحلاّج الكفري (أنا الحق) من أسرارهم التي كشفها!

      وقد صرّح ابن أخ حسن مسقطي وهو العارف تقي الموسوي بذلك حينما قال: لا غرابة في قول الحلاج أنا الحق!!

      يقول في كتابه قدوة الفقهاء والعارفين : إذا فني السالك في الله ، فهو (أنا) الذي فني في الله. "وإذا تم الفقر
      فهو الله" كما يقول الرسول (صلى الله عليه وآله) ، فهذا أعلى درجة العرفان, وإذا قال الحلاج: "أنا الحق" فلا غرابة في ذلك ، فقد وجد الحقيقة الثابتة ، وفني في الحقيقة الثابتة.

      قدوة الفقهاء والعارفين, تقي الموسوي, هامش ص235.

      أقول:
      ننوه إلى كون ما نسبه كذباً لرسول لله صلى الله عليه وآله هو قول للعرفاء وليس قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسوف نبيّن ذلك لاحقاً.

      ان كل العرفاء كالحلاج لا يختلفون عنه وهذه هي الحقيقة التي أجراها الله تعالى على لسان القاضي الطباطبائي حينما قال :
      إن أساس مطالب منصور الحلاج هي نفس مطالب سائر العرفاء , وليس لديه شيء آخردونهم
      لكنّه كان مفشياً للاسرار الإلهيّة!!!
      المصدر: الروح المجرد, الطهراني ص444 طبعة دار المحجة البيضاء.

      فإذا رأيت أحداً من العرفاء ينتقص من مقام الحلاّج فذلك لأجل كشفه لسرهم لا لأجل عقيدته الكفرية!!


      يقول العارف عبد الله الفاطمي : ترد حكاية الحلاّج وتقدّمه إلى المشنقة ـ في بعض المناسبات ـ مثلاً على
      إفشاء الأسرار، والبوح بالمعاني التي لا تدركها أفهام العامّة.

      يقول حافظ (الشيرازي):
      *قال ذلك العاشق (الحلاج) شيئاً فَنُبَتْ له المشنقة جزاء بَوْحه بالأسرار!!
      المصدر: نهاية العشق, عبد الله الفاطمي, ص26.

      لاحظ أخي القارئ العزيز يقول بأن مقتل الحلاّج كان جزاءً لبوحه بالأسرار لا أنه نكال تصريحه بالكفر!

      لأن هذا الذي تحسبه كفراً ليس بكفر عندهم بل هو أعلى درجات العرفان ولكن لا تدركه أفهام العامة!!
      ولا تنسَ أخي القارئ العزيز انّ من العامة الذين لا يدركون معاني عقيدة الحلاّج هم كل فقهائنا الأبرار من عصرنا هذا كالخوئي وغيره إلى عصر الشيخ المفيد بل حتى السفير الثالث للإمام الحجة عليه السلام لم يفهم المعاني العرفانية للحلاّج وكل العلماء أيضاً لم يفهموا هذه المعاني فكفروا الحلاج ظلماً وجوراً وعدوانا! (حاشاهم)
      وأضف معهم الإمام الحجة عليه السلام الذي لم يفهم (والعياذ بالله) المعاني العرفانية للحلاّج فتسرّع حينما أخرج التوقيع بلعنه والبراءة منه!

      الخلاصة :
      إنّ العرفاء كالحلاج والحلّاج كالعرفاء ولكنهم يمارسون التقية تارة والخداع لاعتبارات اجتماعية أو عُرفيّة تارة أُخرى فلا يصرّحون بعقيدتهم الحقيقية على الملأ بينما الحلاّج كشفها وصرّح بها على رؤوس الأشهاد وهذه هي مشكلته الوحيدة عندهم!!

      يتبع..

      تعليق


      • #18
        ما معنى الشطح عند العرفاء ؟
        ان معنى الشطح عند العرفاء هو: البوح بما يجب أن يبقى مكتوماً , وبعبارة أخرى هو كشف أسرارهم وعلى رأسها عقيدتهم وحدة الموجود فمن صرّح بها علناً قالوا عنه بأنه شطح!!
        والعرفاء يستخدمون هذه الكلمة لكي يوهموا العوام بأنهم لا يقبلون العبارات الصادرة عن الحلاّج وغيره مثل (أنا الحق) أو (ليس في جبتي سوى الله) ولكنهم في الحقيقة يقبلون بها ويذكرونها في مجالسهم الخاصة ولكنهم لا يقبلون التصريح بها أمام الناس علناً.

        يقول محقّق كتاب اصطلاحات الصوفية لعبد الرزاق الكاشاني : ما وجدتُ هذه المادّة (الشطح) ولا معناها في كثير من المصادر الأصلية التي راجعت إليها للعثور عليها ككتاب العين وكتاب الجيم وديوان الأدب وجمهرة اللغة وصحاح اللغة ولسان العرب وتهذيب المنطق وكتاب تهذيب الألفاظ وشرح ابن هشام اللخمي على الفصيح , ولم يوجد أيضاً في المصادر المتأخرة كمصباح المنير ولا في المعاصرة كالمنجد!!

        المصدر : اصطلاحات الصوفية , عبد الرزاق الكاشاني, هامش ص123.

        وعلى هذا يكون مصطلح (الشطح) خاص بالمتصوّفة ولكن أحدهم قال بأن الشطح بمعنى الفائض كما لو قلت أن الماء إذا جرى في نهر ضيق فيفيض من حافتيه يقال
        شطح الماء في النهر.

        وقد استخدم هذا المصطلح (الشطح) بعض المتأخرين من فقهاء المخالفين
        ففي معجم لغة الفقهاء جاء : الشطح بالقول: البعد عن القول السديد.

        المصدر: معجم لغة الفقهاء , ج1 ص262.
        أما معنى الشطح عند العرفاء فهو التصريح بعقيدتهم والجهر بأسرارهم فمن كشف النقاب عن تلك العقيدة (وحدة الموجود) قالوا بأنه شطح! فقد باح بسّر لا ينبغي البوح به!!
        وقد استغّل العرفاء المعنى المتبادر للذهن لكلمة (الشطح) لكي يوهموا العوام بأنهم يخطّئون أصحاب المقولات الكفرية (كالحلاج وغيره) , ولكنهم في الحقيقة ليسوا كذلك فهم يعتقدون كما يعتقد ولكنهم يمارسون التقية!!

        نعم هم يخطّأون الحلاّج ويشكلون عليه في
        إظهار هذه العقيدة علناً وليس إشكالهم على العقيدة نفسها!


        وهنا نعرض بعض تصريحات العرفاء وأقوال أصحاب المعاجم الصوفية لكي يتبيّن لنا المعنى بكل وضوح!

        يقول الدكتور رفيق العجم : الشطح : تعبير عما تشعر به النفس حينما تصبح لأول مرة في الحضرة الألوهية فتدرك أن الله هي وهي هو , ويقوم على عتبة الإتحاد ويأتي نتيجة وجد عنيف لا يستطيع صاحبه كتمانه فينطق بالإفصاح عنه لسانه , وفيه يتبين هذه الهوية الجوهرية فيما بين العبد الواصل والمعبود الموصول إليه فيتحدث على لسان الحق لأنه صار والحق شيئاً واحداً!!
        ويقول بعدها : وهذا هو الأصل فيتحريم إذاعة ما يجري في النفس إبان هذه الحال , ومن أذاع فقد شطح !!
        المصدر : موسوعة مصطلحات التصوّف الإسلامي, الدكتور رفيق العجم, ص497.

        أقول : قوله (ومن أذاع فقد شطح) هذا هو المعنى الصحيح عند العرفاء فهم يحرمون الإذاعة لكي لا يُكشف سّر عقيدتهم (وحدة الموجود) وقد ذكرها الدكتور هنا بقوله : (أن الله هي وهي هو) فمن صرّح بها قالوا بأنه شطح!

        فالشطح عندهم التصريح بهذه العقيدة لا أن المقولة خاطئة فضلاً عن ان تكون كفرية!!
        ي
        قول الدكتور سامي مكارم في حديثه عن الشطح : كثيراً ما يستبد بالمحب حبه
        فيبوح بما يجب أن يبقى مكتوماً وكأنه من فرط حبه والحب جذوة من عالم الغيب غفل عن عالم الحس والعقل فأصابه لفرط انجذابه الطيش فباح... وكان من نتيجة إفلاته من قيود العقل والمنطق أن شطح به الحب حسب تعبير العارفين ... إنه شوق المحب يفعل بالنفس كما يفعل بالجسد , هذا يعبر عنه بالدموع تُبث وتلك تعبّر عنه بالأسرار تباح إن المحب يتعامل مع عالم الخلق عالم الحس والعقل بمعطيات ملكوت الحق ملكوت الغيب والحب وذلك ما يؤدي بالمحب أحيانا إلى الشطح !!

        المصدر : الحلاّج في ما وراء المعنى والخط واللون , سامي مكارم, ص 141.

        تلاحظ أخي القارئ بأنه لم يقل عن الشطح صدور الكفر عنهم مثلاً أو الخطأ, كلا بل قال معناها البوح بما يجب أن يبقى مكتوماً !!


        وقد بيّن ذلك الحافظ الشيرازي في بيت من الشعر عن الحلاّج فقال:

        ذاك الذي فيض المعارف عنه قد فاحا *** كل ما جناه أنه بالسر قد باحا
        المصدر: العرفان والدين والفلسفة, المطهري , ص361.

        ويقول سنائي:

        اللسان الذي باح بالسرّ المطلق
        كان الحلاّج في صيحته: أنا الحقّ
        المصدر: نهاية العشق, عبد الله الفاطمي,ص27.

        ويقول العارف عبد الله الأنصاري :
        بوح الواجد كقول الحلاج رحمه الله (أنا الحق)!!

        المصدر : منازل السائرين , عبد الله الأنصاري, مع شرح عبد الرزاق الكاشاني, ص 109.

        تلاحظ أخي القارئ العزيز بأن الحلاّج باح بقوله (أنا الحق) وقوله هذا هو سرّهم المطلق, وهذا السر يجب أن يكون مكتوماً!!

        وتلاحظ أيضاً تلازم ذكرهم لكلمة (الشطح) و (الشطحات) مع ذكر (كشف السر) و (الأسرار) مما يؤكد على أن معنى الشطح هو كشف سر عقيدتهم!

        يقول كمال الحيدري : ان
        الشطحات هي ضرب من كشف الأسرار التي لا يصح أن تعرض لأي أحد وإنما لابد من حصر الإفشاء بها إلى أهلها... (و) كتمان السر هو من أوجب الشروط التي اشترطها العرفاء في السير والسلوك، وأن الإفشاء بها مخل بالهدف ومانع عن تحقيق المطلوب!!

        المصدر : مراتب السير والسلوك إلى الله, كمال الحيدري, ص96.

        فالمعنى واضح بأن الشطح عند العرفاء هو كشف السر لا أن الذي قاله الحلاّج أو البسطامي وغيرهم مخالف لعقيدتهم.


        يقول أبو نصر السراج الطوسي حول الشطح:

        عبارة مستغربة في وصف وجد فاض بقوته وهاج بشدة غليانه وغلبته... ألا ترى أن الماء إذا جرى في نهر ضيق فيفيض من حافتيه يقال شطح الماء في النهر؟ فكذلك المريد الواجد إذا قوي وجده ولم يطق حمل ما يردُ على قلبه من سطوة أنوار حقائقه سطح ذلك على لسانه , فيترجم عنها بعبارة مستغربة مشكلة على فهم سامعيها إلا من كان من أهلها ويكون متبحراً في علمها , فسمي ذلك على لسان أهل الاصطلاح شطحاً!!
        المصدر : الحلاّج في ما وراء المعنى والخط واللون , سامي مكارم, ص 142.

        فالحلاج حينما شطح لم يخرج عنه إلا عقيدتهم (وحدة الموجود) بقوله (أنا الحق) كما أن النهر حينما شطح لم يخرج منه إلا الماء!


        ويقول عماد الدين محمد القرشي:

        الشطح : وهو كلام بترجمة اللسان عن الوجد ظاهره يخالف الشريعة ويصدر منهم في حال غيبتهم بما يرد عليهم وحال سكرهم بالمحبة وحكمهم في ذلك حكم المغمى عليه أو من زال عقله ويحصل ذلك أيضاً لدهش العقل عند مطالعة عجائب الحقيقة والإشراف على الملكوت الأعظم.
        المصدر : المصطلح الصوفي , عماد الدين محمد القرشي الأموي, 173.

        أقول : قوله (
        ظاهره يخالف الشريعة) هذه العبارة كثيراً ما يرددها العرفاء ومقصدهم منها أن أقوالهم (مثل أنا الحق أو ليس في جبتي سوى الله وغيرها) يظن الفقيه بأنها كفر حسب الظاهر وتخالف الشريعة ولكنها في الباطن ليست كفراً ولا تخالف الشريعة بل هي مرتبة عالية جداً تعد بأنها أعلى درجات العرفان!!


        يقول العارف حسن المسقطي : ليس هو العارف (الحلاج) الذي يتكلم ، ولكن الذي ينطق هو الوجود البحت البسيط (أي الله).
        فالعامة (الفقهاء) يظنونها كفراً ، والخاصة (العرفاء) يسمونها "شحطات". والعارف صادق حتى في "شحطاته" لأن الله هو الذي يتكلم ، وحاشا للعارف أن يتكلف ، فكلامه صدق لأن حالته هي تلك. والذي قال "أنا الحق" ليس هو الحلاج ، ولكن الحلاج أفشى سر الربوبية (أي وحدة الموجود)عند الخاصة والعامة.

        المصدر: قدوة العارفين سيرة العارف حسن المسقطي, تقي الموسوي, ص145.

        فالفقهاء واهمون يظنون بأن الحلاّج قال كلمة الكفر وما هي بكفر (عند العرفاء) بل هي شطحه صادقة نطق بها الله سبحانه وتعالى على لسان الحلاّج!!!

        وقوله : والعارف صادق حتى في شحطاته! يدل على صحة ما قاله الحلاّج عندهم وقبولهم به ولكن إشكالهم عليه هو إظهار ذلك في العلن! لذلك قال بعدها : ولكن الحلاج أفشى سر الربوبية (أي وحدة الموجود)عند الخاصة والعامة!!
        إذاً المعنى واضح بأن الشطح كشف السر !! والسر هو عقيدة وحدة الموجود والحلاّج كشف هذا السر للخاصة والعامة بقوله : أنا الحق!!

        الخلاصة :

        توضّح من خلال السطور السابقة بأن معنى الشطح عند العرفاء هو البوح بما يجب أن يكون مكتوماً من أسرارهم وعلى رأسها عقيدتهم وحدة الموجود , وإظهارها للعلن يسمى شطحاً وليس يعنون بالشطح أنّ المقولة خاطئة أو غير مقبولة. ولكنّ العرفاء يستخدمون مصطلح (الشطح) لإيهام عامة الناس بأنهم يرفضون هذه الأقوال الكفرية الصادرة عن الحلاّج وأمثاله وهذا نوع من أنواع التقية التي يمارسونها.


        يتبع..

        تعليق


        • #19
          بسم الله الرحمن الرحيم

          اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن أعداءهم

          الرد على شبهات الطهراني :
          لقد توضّح للقارئ العزيز من خلال المقالات السابقة بأن الحلاّج قدوة العرفاء ومثلهم الأعلى في عقيدتهم (وحدة الموجود) فهم يقدسونه ويرفعونه أعلى درجات العرفان ولكن بسبب تصريحاته العلنية بالحقيقة وكشفه لعقيدتهم المستورة وضرورة كتمان هذه العقيدة وخوفاً من التكفير أخذ بعض العرفاء العمل بالتقية وصرّحوا ضد الحلاّج ببعض التصريحات التي توحي لك للوهلة الأولى بأنهم يرفضونه ويخالفونه, ولكنك حينما تتأمل في كلماتهم نفسها وتدقق فيها مع الإحاطة بكلماتهم الأخرى تكتشف حقيقة مكرهم وخداعهم.
          فمهما قست كلماتهم اتجاه الحلاّج وغيره إلا إنها لا تصل أبداً إلى حد التكفير بل هم من يختلق الأعذار والتبريرات لتخليصه من الكفر!!

          يقول محمد تقي بهجت : وكلماتهم (مثل أنا الحق وليس في جبتي سوى الله وسبحاني إلخ ..) قابلة للتأويل, كأمثال بايزيد البسطامي والجنيد من أصحاب الشطحات!!
          المصدر : في مدرسة الشيخ بهجت, ج2 ص330.

          وحتى حينما تصل كلماتهم وفعلهم حد التكفير والقتل فهذا أيضاً بدافع التقية لا أنهم يعتقدون فيه ذلك وقد مر علينا فعل الجنيد والشبلي وهنا نعيده مرة أخرى للتذكير.

          يقول محقق ديوان الحلاّج هاشم عثمان: قد ذكر ابن عجيبة فقرة على جانب كبير من الأهمية مفادها أن ممن
          أفتى بقتل الحلاّج الجنيد والشبلي غيرة على السر أن يفشى لغير أهله!!
          المصدر: ديوان الحلاّج بشرح وتحقيق هاشم عثمان, ص12.


          فهما (الجنيد والشبلي) يعتقدان نفس العقيدة التي يعتقد بها الحلاّج ولكن خوفاً من إظهار سر عقيدتهم الكفرية سارعا بالافتاء بقتله لكي لا يكشف هذا السر!!
          فقد صرّح الشبلي بأنه يعتقد كما يعتقد الحلاّج فقال: أنا والحلاّج شيء واحد، لكنّهم نسبوني إلى الجنون فنجوتُ، ونسبوا الحسين (الحلاّج ) إلى العقل فهلك .
          المصدر : الروح المجرد, الطهراني, ص445.

          ومن هنا ندعو الإخوة الكرام للتأمل جيداً في أقوال العرفاء وتصريحاتهم مع الإحاطة الكاملة بالقضية لكي تتضح لهم الحقيقة بجلاء .

          وهنا نعرض لكم تصريح محمد حسين الحسيني الطهراني كاملاً ثم نعلق عليه:
          يقول الطهراني : لقد تكرّر الحديث عن محيي الدين بن عربي كثيراً في السفر الذي لازمت فيه محضر الحاجّ السيّد هاشم الحدّاد أعلي الله درجته ، وقد توسّع الحقير لهذا السبب في الكلام هنا عن شخصيّة محيي الدين (ابن عربي) . وصادف يوماً أن عاد أحد الزوّار الهمدانيّين وهو المغفور له المرحوم الحاجّ غلام حسين السبزواري ّ ـ وكان من مريدي السيّد الحدّاد ومن أسبق تلامذة المرحوم آية الله الأنصاري ّ من زيارة الحرم المطهّر، فجلس وقال : لقد عدتُ من زيارة أبي الفضل عليه السلام فخطر ببالي في شارع العبّاسيّة البيت الذي كُتب علي باب مدخل سرداب قبر محيي الدين ، وهو من أبيات محيي الدين (ابن عربي) نفسه :
          وَلِكُلِّ عَصْرٍ واحِدٌ يَسْمُو بِهِ *** وَأَنَا لِبَاقِي العَصْرِ ذَاكَ الوَاحِدُ
          وكان يقول (غلام السبزواري) : لقد قرأتُ هذا البيت هناك (أي عند قبر ابن عربي في دمشق)، فما أعظمه من ادّعاء ادّعاه محيي الدين !
          قال سماحة السيّد (الحداد): لا عجب في الأمر مطلقاً، فقوله هذا قول عادي ّ ومعهود ولا اختصاص له بمحيي الدين وحده ؛ بل إنّ كلّ من وصل إلى عرفان الله وفَنِي فيه صارت هذه نغمته . ذلك لانّه لا وجود لمحيي الدين في عالم الفناء بل الله هو الذي يتكلّم!!

          ثم علّق الطهراني بقوله : ويحمل على هذا الاساس كلام الكثيرين الذين صدرت منهم عبارات كمثل أنا الحق، أو ليس في جبتي سوى الله، أو ما جاء في خطبة البيان والتتنجية عن أمير المؤمنين عليه السلام علي افتراض صحّة الخطبة وصحّة أسانيدها وإسنادها إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، ومع أن التفوه بهذا الكلام يمثل قول الحق، ولكن لم يعهد من الذين رقوا إلي الكمال تعبيرات كهذه تدعى بالشطحات والطامات! ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العارف الأكبر، لكنه لم يتفوه بمثل هذه التعبيرات ، وإلا لقال عبارة (قل أنا الله أحد) بدلا من قول (قل هو الله أحد),كما كان أمير المؤمنين عليه السلام تلميذه الأول في نهجه ومدرسته ، فلا يصح أن يتفوه بكذا وكذا في خطبة عامة أمام الناس ومن هنا فإنّ سند هذا النحو من الروايات مخدوش ومرفوض لهذا الدليل أجل ، لا إشكال في هذا النحو من التعبيرات في المجالس الخاصة مع بعض الأحبة والأعزة من الأولاد أو الأصحاب لتعريف ذات الحق ووصول عبد الله إلى مقام الفناء في الله بالرغم من أنّ أسانيد الخطبة يجب أن تصحّ وإسنادها يجب أن يثبت ، لانّ مجرّد الإمكان لا يصحّ دليلاً علي الوقوع والتحقّق كما أن المطالب التي وردت بهذا الشأن عن بايزيد البسطامي ومنصور الحلاّج دليل على عدم كمالهما!!
          المصدر : الروح المجرد , الطهراني, ص441-442-443.

          أقول : ان المتأمل بدقة في هذا التصريح يكتشف حجم التخبطات التي تخبطها الطهراني لكي يموه على القارئ بأنه ضد هذا التعبيرات الصادرة عن الحلاّج والبسطامي ولكنه لم يفلح!! فقد زلّ لسانه وكشف أمره !

          قال أمير المؤمنين عليه السلام :ما أضمر أحد شيئاً إلا ظهر في
          فلتات لسانه وصفحات وجهه!

          المصدر: نهج البلاغة ج 2 ص 148 .

          فرغم أنه قال عن الحلاّج والبسطامي بأنهما غير كاملين وإن الصادر عنهما (مثل أنا الحق وليس في جبتي سوى الله..) يعد من الشطحات والطامات!! إلا أنه من جهة أخرى صحّح نفس هذه التعبيرات وقال : أن التفوه بهذا الكلام يمثل قول الحق!!
          وقال أيضاً : لا إشكال في هذا النحو من التعبيرات في المجالس الخاصة مع بعض الأحبة والأعزة من الأولاد أو الأصحاب لتعريف ذات الحق ووصول عبد الله إلي مقام الفناء في الله!!
          فإن قال قائل بأنه يعني خطبة البيان والخطبة التتنجية لأمير المؤمنين عليه السلام, قلنا بأن قول (أنا الحق) و (ليس في جبتي سوى الله) مشمولٌ معها أيضاً لأن الخطبتين مسبوقتان بحرف عطف (أو) فهما معطوفتان على ما قبلهما!
          قال الطهراني : كمثل أنا الحق، أو ليس في جبتي سوي الله، أو ما جاء في خطبة البيان والتتنجية عن أمير المؤمنين عليه السلام... ومع أن التفوه بهذا الكلام يمثل قول الحق!

          فالطهراني ليس لديه مشكلة في نفسه هذه التصريحات (أنا الحق وليس في جبتي سوى الله) إنما إشكاله في التصريح بها أمام الملأ!
          وهذا ما وضحه بقوله : فلا يصح أن يتفوه بكذا وكذا في خطبة عامة أمام الناس!!
          إنما يجب حصر هذه التعبيرات في المجالس الخاصة!

          لنرجع قليلاً إلى بداية كلام الطهراني فهو يتحدث عن ادعاء ابن عربي بأنه خاتم الأولياء في قوله :
          وَلِكُلِّ عَصْرٍ واحِدٌ يَسْمُو بِهِ *** وَأَنَا لِبَاقِي العَصْرِ ذَاكَ الوَاحِدُ
          فاعترض عليه أحد طلاب الحداد الكربلائي بقوله : ما أعظمه من ادّعاء ادّعاه محيي الدين !
          فأخذ الحداد يبرّر لابن عربي هذا القول بقوله: لا عجب في الأمر مطلقاً، فقوله هذا قول عادي ّ ومعهود ولا اختصاص له بمحيي الدين وحده ؛ بل إنّ كلّ من وصل إلى عرفان الله وفَنِي فيه صارت هذه نغمته . ذلك لانّه لا وجود لمحيي الدين في عالم الفناء بل الله هو الذي يتكلّم!!
          وهذا التبرير الذي ساقه الحداد وهو: (بل الله هو الذي يتكلّم) للدفاع عن ابن عربي هو نفس التبرير الذي يسوقه العرفاء لتبرير أقوال الحلاج والبسطامي!
          لذلك قال الطهراني بعدها مباشرة : ويحمل على هذا الأساس كلام الكثيرين الذين صدرت منهم عبارات كمثل أنا الحق، أو ليس في جبتي سوي الله...)

          إذا ً كلام الحلاّج والبسطامي محمولٌ أيضاً (عند العرفاء) على ما ذكره الحداد (ان الله هو الذي يتكلم) عنهم!!
          ولكن لأن الطهراني يمارس التقية اتجاه الحلاّج المفضوح لذلك لم يصرّح بإعذاره كما صرح بإعذار ابن عربي بنفس التبرير!
          ولكن هناك بعض العرفاء ممن لا يمارس التقية في هذا الخصوص صرّح وبرّر للحلاّج بنفس هذا القول!!
          يقول العارف حسن مسقطي : ليس هو العارف الذي يتكلم ، ولكن الذي ينطق هو الوجود البحت البسيط (أي الله). فالعامة (الفقهاء) يظنونها كفراً ، والخاصة (العرفاء) يسمونها "شحطات". والعارف صادق حتى في "شحطاته" لأن الله هو الذي يتكلم ، وحاشا للعارف أن يتكلف ، فكلامه صدق لأن حالته هي تلك. والذي قال "أنا الحق" ليس هو الحلاج!!
          المصدر: قدوة العارفين سيرة العارف حسن المسقطي, تقي الموسوي, ص145.

          أما عن قول الطهراني بأن هذه التعبيرات تدعى بالشطحات والطامات؟؟
          أقول : لقد بينا فيما سبق بأن معنى الشطح عند العرفاء هو البوح بما يجب أن يبقى مكتوماً وبعبارة أخرى هو كشف أسرارهم الكفرية وعلى رأسها عقيدتهم (وحدة الموجود) فمن صرّح بها قالوا بأنه شطح!!
          وقد شرحنا هذه العبارة بشكل مفصّل في المقالة السابقة تحت عنوان (ما معنى الشطح عند العرفاء) وقد بينا بأن العرفاء يستخدمونها لكي يوهموا العامة بأنهم لا يقبلون هذه العبارات (أنا الحق) أو (ليس في جبتي سوى الله) ولكنهم في الحقيقة يقبلون بها ويذكرونها في مجالسهم الخاصة ولكنهم لا يقبلون التصريحبها أمام الناس, وقد بينا ذلك مفصلاً في المقالات السابقة.

          أما قول الطهراني: أن المطالب التي وردت بهذا الشأن عن بايزيد البسطامي ومنصور الحلاّج دليل على عدم كمالهما!!

          أقول : لقد بينا بأن طعن العرفاء في الحلاج والبسطامي لا يصدر منهم إلا تقية بسبب ما اشتهر به الحلاّج والبسطامي من التصريح بعقيدة وحدة الموجود صراحة! والعارف لا يظهر هذه العقيدة أمام الناس ولكي يبرئ نفسه
          في الظاهر يضطر إلى مثل هذه التصريحات تقيةً!!

          وتلاحظ أخي القارئ مرونة الطهراني في التعامل مع الحلاج والبسطامي!!
          فهو يقول : أن المطالب التي وردت بهذا الشأن عن بايزيد البسطامي ومنصور الحلاّج دليل على عدم كمالهما!!

          لاحظ قوله : دليل على عدم كمالهما
          الصحيح ان الحلاّج من عرف أسلوبه ونهجه يصمه بالكفر وليس فقط بعدم الكمال!
          فالذي يقول هو الله!! وليس في جبته سوى الله لا شك بأنه كافر
          فالطهراني لم يقل بأنهما كافرين بل لم يقل بأنهما أخطئا أصلاً !!
          فكأنه يقول انهما من السلاك العارفين ولكنهم لم يصلوا للمستوى المطلوب من الكمال!!
          مع ملاحظه أنه صرّح بهذا التصريح تقية!! وإلا فليقُل لابن عربي والخميني نفس هذا الكلام لأنهما صرحا بما قاله الحلاّج وبنفس العبارتين المذكورتين!

          يقول ابن عربي:
          ليس في الجبة شيء غير ما *** قاله الحلاج يوماً فانعموا
          المصدر : الفتوحات المكية, ابن عربي, ج2 ص320.

          والخميني أيضاً صرّح في بيت من الشعر فقال:
          ذُهلت عن نفسي وأطلقتُ صرخةَ (أنا الحق)
          وكما فَعَل الحلاّج اشتريتُ حبل المشنقة!!
          المصدر: نهاية العشق, عبد الله الفاطمي,ص24-3 , أنا الحق بين الحلاج والإمام الخميني, سامي مكارم, الإمام الخميني ثورة العشق الإلهي, الجوادي الآملي, ص140.

          فهل يملك الطهراني الشجاعة الأدبية فيقول: إن المطالب التي وردت بهذا الشأن عن الخميني وابن عربي دليل على عدم كمالهما؟؟!!

          ثم انّ الطهراني نفسه نقل في كتاب آخر بيتا من الشعر يبرّر فيه قول الحلاّج (أنا الحق)
          فقد ذكر في كتابه شرح رسالة السير والسلوك بيت من الشعر للحافظ الشيرازي وهو يبرّر قول الحلاّج:
          موسئي نيست كه دعويّ اَنَا الْحقّ شنود * ور نه اين زمزمه اندر شجري نيست كه نيست
          ترجمه الطهراني في الهامش :
          ليس هناك موسى ليسمع نداء «أنا الحقّ»** إذ ليس من شجرة إلاّ وتحتها زمزمة بهذا النداء!!
          المصدر: رسالة السير والسلوك, تقديم وشرح محمد الحسيني الطهراني, ص 180- 181.

          فحافظ الشيرازي لأنه كالحلاّج يؤمن بوحدة الموجود فيقول بأنّ كل شجرة في العالم تقول أنا الحق (وهذه كناية عن كل شي في الوجود) ولكن لا يوجد من هو كالنبي موسى ليسمع نداء الشجر وهي تقول : أنا الحق!! وهذا تبرير للحلاج في قوله (أنا الحق) على أنه كالشجرة التي جاء النداء منها للنبي موسى عليه السلام (إني أنا الله)!!
          والطهراني لم يعترض على هذا البيت من الشعر وسكوته عنه دليل إقرار وتأييد.

          بل ذكر الطهراني بيتا من الشعر يوضّح فيه أن العرفاء كلهم كالحلاج يتمنون الموت مثلة وعلى طريقته !!
          يقول الطهراني :
          وكم مات في الجبال من أمثال فرهاد***وكم ارتقى أعواد المشانق من نظائر الحلاّج!
          المصدر: الشمس الساطعة , الطهراني, الموقع الرسمي, وفي طبعة دار المحجة البيضاء بيروت, ص 396 , مع اختلاف يسير في اللفظ.

          فنفهم من خلال ما تقدم بأن الطهراني يعتقد كالحلاّج بصحة قول (أنا الحق) وكذلك قوله (ليس في جبتي سوى الله) ولكنه مارس التقية فوصف الحلاج بعدم الكمال!! لأن الحلاّج جهر بهذه العقيدة على رؤوس الأشهاد ولو لم يجهر بها لما اضطر الطهراني للتصريح بهذا القول تقيه!
          ولو سلمنا جدلاً بأنه قائل بعدم كماله على نحو الحقيقة فهذا أيضاً لأجل تصريحه بهذه العقيدة علناً لا لأجل اعتقاده بها.

          نشير فقط إلى كون الخطبتين التطنجية والبيان لا تحويان شيئاً من كفريات وزندقة العرفاء ولكنهم كالمخالفين المجسّمة يلصقون عقائدهم الكفرية في المتشابه من الآيات والروايات التي هي براء من التدليل عن اعتقاداتهم الفاسدة.


          يتبع..

          تعليق


          • #20
            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن أعداءهم

            الرد على الشبهات في كلام الحداد الكربلائي:
            لقد مارس الحداد الكربلائي التقية وصرّح ببعض التصريحات ضد الحلاّج لكي يكف نقمة الآخرين عليه!! لأن الحلاّج (كما بينا سابقاً) صريح في بيان عقيدته والعرفاء يخشون بأن يصرحوا بهذه العقيدة أو يعلنوا موافقتهم للحلاّج علانية فيكفرهم الفقهاء!

            يقول المدرسي: عرف أهل الباطن (العرفاء) أن جذور الإسلام أقوى من شطحاتهم وأن ثمن التصريح بعقيدتهم وحدة الوجود قد يكون الموت واللعنة !
            فاحتمى بعضهم بكهف الجنون خوفاً من اللحاق بالله عبر قنطرة الموت , مثل البسطامي والشبلي حيث اعترف الأخير أنه لولا تظاهره بالجنون لكان مصيره مصير الحلاّج!
            المصدر : العرفان الإسلامي, المدرسي, ص174.

            وقد احتمى بعض العرفاء بأسلوب آخر للفرار من التكفير, فمارسوا التقية وتظاهروا بمخالفة الحلاّج! وبطريقة ماكرة!
            حيث أن أصل مخالفتهم للحلاّج تتمثل في كشف سر عقيدتهم لا في أصل العقيدة! ولكنهم يتظاهرون بمخالفة عقيدته وبأساليب ملتوية!
            والحقيقة أن العرفاء يعتقدون كاعتقاد الحلاّج بوحدة الموجود ولكنهم منزعجين منه لأنه فضح عقيدتهم في العلن!!
            يقول الطهراني : نعم ، لكأنّ الجميع (العرفاء) يتّفقون على أنّ جرم الحسين بن منصور الحلاّج كان كشف الاسرار الإلهيّة ، وهو جرم عظيم!!!
            المصدر : الروح المجرد, الطهراني, ص448.

            ولو ذهبنا لعارف آخر أقل تقيه من هؤلاء كالعارف حيدر الآملي وسألناه عن عقيدة الحلاّج وهل هي صحيحة في نظره أم لا ؟؟
            لأجابك بكل صراحة وقال سأضرب لك مثالاً لعلك تستوعب هذه العقيدة: نفرض هناك ناراً موصوفة بالضوء والإحراق والحرارة والإنضاج وغير ذلك , ونفرض بإزائها فحماً موصوفاً بالظلمة والكدورة وعدم الحرارة والإنضاج , ثم نفرض أنه حصل لهذا الفحم قرباً إلى تلك النار بالتدريج واتصف بجميع صفاتها فصار ناراً وحصل منه ما حصل من النار , بل صار هو هي , فلا يجوز له أن يقول أنا النار؟ كما قال العارف (الحلاّج) أنا الحق؟ ومعلوم أنه يجوز لأنه صادق في قوله وفيه قيل : أنا من أهوى ومن أهوى أنا !!
            المصدر : أسرار الشريعة وأطوار الطريقة وأنوار الحقيقة, حيدر الآملي , ص270-271.

            طالب علم : حيدر آملي أليست هذه هي عقيدة وحدة الموجود ؟
            حيدر الآملي : هاهنا أسرار لا يجوز إفشاؤها أكثر من هذا!!!!!!!!!!!
            المصدر : أسرار الشريعة وأطوار الطريقة وأنوار الحقيقة, حيدر الآملي , ص271.

            طالب علم : لا أدري ماذا يريد الناس أكثر من هذا لكي يقتنعوا بأن عقيدتكم حلاجية؟؟!!

            وهنا نعرض الشبهات في كلام الحداد الكربلائي ثم نعلق عليها:
            يقول الطهراني : كان سماحة الحاجّ السيّد هاشم (الحداد)يرفض طريقة الحلاّج ويقول : إنّ هناك مطالب فيما نقل عنه تدلّ على نقصانه ؛ ولم يرد من صدر الإسلام إلى الآن شخص له جامعيّة وشمول المرحوم السيّد (القاضي )، ولم يعهد عنه أبداً أو عن أحد من تلاميذه مثل هذه الاُمور . ولقد قال المرحوم السيّد (القاضي ) لي يوماً: أيّها السيّد هاشم! لا تُفش السرَّ فتُبتلي ! سيأتي يوم يقصدونك فيه من الأطراف والأكناف فيقبّلونَ عتبة بابك . وكان يقول : لقد قمتُ خلال عمري كلّه بإفشاء سرّ ما لمرة واحدة فقط ، وكان ذلك في الحقيقة نابعاً من الحياء، ولا أزال حتّى الآن أعاني من ذلك بعد مرور عشرات السنين .
            المصدر : الروح المجرد, الطهراني, ص441- 442.

            أقول : قد يتوهم القارئ للوهلة الأولى بأن الحداد يرفض الحلاّج جملةً وتفصيلاً ولكن لو تأمل جيداً في العبارة يتوضّح له بجلاء بأن الحداد كان يرفض طريقة الحلاّج فقط ولا يرفض مطالبه وعقيدته!
            وطريقة الحلاّج المرفوضة هي الجهر بهذه العقيدة! كما بينا ذلك مفصلاً وهذا ما يقصده الحداد الكربلائي بالضبط.
            يقول الطهراني: (كان سماحة الحاجّ السيّد هاشم يرفض طريقة الحلاّج)
            وهذه الطريقة التي يرفضها الحداد هي التي جعلته يقول (إنّ هناك مطالب فيما نقل عنه تدلّ على نقصانه)
            ما هي هذه المطالب يا حداد ولماذا رفضت طريقة الحلاّج ؟
            المطالب التي يقصدها هي بعض تصريحات الحلاج الصريحة في وحدة الموجود وهو لا ينكر هذه المطالب ولا يقول بأنها خاطئة ولكن ينكر طريقة الحلاج في عرضها !! تلك المطالب التي نُقلت عنه هي دليل على نقصانه عند الحداد من حيث الافشاء بها لا لكونها هي بذاتها خاطئة.

            هذا كقولك لمن عاهدك على عدم كشف موضوعات ما فأخلف عهده: (يا فلان تفوهك بهذه الموضوعات دليل على نقصك), فأنت تقصد نقصه من جهة كونه مفشياً للأسرار لا لكون ما قاله ليس صحيحاً عندك.
            وقد بيّن الحداد السبب حيث ينقل عن أستاذه القاضي الطباطبائي بأنه قال له : أيّها السيّد هاشم لا تُفش السرَّ فتُبتلي !
            وهنا يتضح السبب فمشكله الحلاّج عنده ليست في عقيدته (وحدة الموجود) ولكن المشكلة في كشفه لسر هذه العقيدة!!
            وهذا ما أكده الطهراني حينما قال : أنّ جرم الحسين بن منصور الحلاّج كان كشف الاسرار الإلهيّة ،وهو جرم عظيم!!!
            المصدر : الروح المجرد, الطهراني, ص448.

            الحداد حاله كحال سائر العرفاء يعتقد بأن الله هو الذي تكلّم على لسان الحلاّج حينما قال (أنا الحق) ولكن لأن الحلاّج صريح والاعتراف بهذا الأمر يشكل ضرراً على الحداد نفسه لذلك صرّح بمخالفته تقية! ولكنه في نفس الوقت يبرر لابن عربي بنفس التبرير الذي يسوقه العرفاء والمتصوفة في التبرير للحلاّج!!

            لقد ذكرنا سابقاً أقوال العرفاء حول الفناء وكيف أنهم عذروا الحلاّج وقالوا بأن الله هو الذي تكلم على لسانه! فقال (أنا الحق) لأن الحلاّج فني في ذات الله (كما يزعمون)!! وأصبح هو الله والله هو !! (والعياذ بالله)
            يقول العارف حسن مسقطي : ليس هو العارف الذي يتكلم ، ولكن الذي ينطق هو الوجود البحت البسيط (أي الله)!!
            ويقول أيضاً : العارف صادق حتى في "شحطاته" لأن الله هو الذي يتكلم ، وحاشا للعارف أن يتكلف ، فكلامه صدق لأن حالته هي تلك. والذي قال "أنا الحق" ليس هو الحلاج!!
            المصدر: قدوة العارفين سيرة العارف حسن المسقطي, تقي الموسوي, ص145.

            ويقول الطباطبائي (صاحب الميزان) وهو يبرّر مقولة (أنا الحق) :انّ زيداً هذا قد فني ،وصار زيدٌ هو (الله)،أي ان هو (الله) صار قائماً مقام زيد، فلا شيء الاّ «هو» ...و لو سألنا زيداً: من أنت ؟ فانّه لن يقول : أنا زيد؛ بل سيقول أنا الحقّ!!
            المصدر : الشمس الساطعة, الطهراني, ص259.

            وهذا ما يعتقد به الحداد الكربلائي أيضاً فقد نقل الطهراني هذه القصة التي تبين اعتقاده الحلاجي!
            يقول الطهراني : لقد تكرّر الحديث عن محيي الدين بن عربي كثيراً في السفر الذي لازمت فيه محضر الحاجّ السيّد هاشم الحدّاد أعلي الله درجته ، وقد توسّع الحقير لهذا السبب في الكلام هنا عن شخصيّة محيي الدين (ابن عربي) . وصادف يوماً أن عاد أحد الزوّار الهمدانيّين وهو المغفور له المرحوم الحاجّ غلام حسين السبزواري ّ ـ وكان من مريدي السيّد الحدّاد ومن أسبق تلامذة المرحوم آية الله الأنصاري ّ من زيارة الحرم المطهّر، فجلس وقال : لقد عدتُ من زيارة أبي الفضل عليه السلام فخطر ببالي في شارع العبّاسيّة البيت الذي كُتب علي باب مدخل سرداب قبر محيي الدين ، وهو من أبيات محيي الدين (ابن عربي) نفسه :
            وَلِكُلِّ عَصْرٍ واحِدٌ يَسْمُو بِهِ *** وَأَنَا لِبَاقِي العَصْرِ ذَاكَ الوَاحِدُ
            وكان يقول (غلام السبزواري) : لقد قرأتُ هذا البيت هناك (أي عند قبر ابن عربي في دمشق)، فما أعظمه من ادّعاء ادّعاه محيي الدين !
            قال سماحة السيّد (الحداد): لا عجب في الأمر مطلقاً، فقوله هذا قول عادي ّ ومعهود ولا اختصاص له بمحيي الدين وحده ؛ بل إنّ كلّ من وصل إلى عرفان الله وفَنِي فيه صارت هذه نغمته . ذلك لانّه لا وجود لمحيي الدين في عالم الفناء بل الله هو الذي يتكلّم!!
            المصدر : الروح المجرد , الطهراني, ص441.

            فالحداد يوافقهم في قولهم بأن (الله هو الذي يتكلم على لسان ابن عربي) لكي يعذره!! وهو أيضاً يعتقد ذلك في الحلاّج ولكنه يمارس التقية!

            يقول الطهراني : وكان (السيّد الحدّاد) يقول : لقد نقل العطّار مطالب عن الحلاّج لو رآها أي ّ عارف أو سمعها فلن يمتدح أُسلوبه ونهجه فيها!! المصدر : الروح المجرد, الطهراني, ص444.

            أقول : لقد نقل العطار عن الحلاّج مقولة (أنا الحق) ومقولة (ليس في جبتي سوى الله)
            المصدر: نور البراهين , السيد نعمة الله الجزائري , ج 1 شرح ص 104.

            وقد بيّنا فيما سبق موافقة العرفاء لهذه الأقوال حتى أنهم أولوا الآيات والروايات لكي تتوافق معها بل اختلقوا الروايات المكذوبة على رسول الله وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام لكي يشرّعوا هذا الكفر !

            والحداد من ضمن هؤلاء العرفاء وقد نقلنا تبريره لابن عربي بأن الله يتكلم على لسانه وهو ذات التبرير الذي ساقه العرفاء لتبرير أقوال الحلاّج الكفرية.

            إذاً ماذا يريد أن يقول الحداد من خلال هذا التصريح؟؟

            أقول : لقد وضحنا في الإشكال السابق بأن الحداد كان يرفض طريقة الحلاج فقط لا عقيدته! وهنا أيضاً يبيّن نفس المعنى بطريقة أخرى.
            لنرجع قليلاً ونتأمل في العبارة من جديد.
            يقول الحداد : لقد نقل العطّار مطالب عن الحلاّج لو رآها أي ّ عارف أو سمعها فلن يمتدح أُسلوبه ونهجه فيها!!
            أقول : الحداد هنا لا يرفض هذه المطالب الحلاجية ولكنه يرفض أسلوبه ونهجه فيها. أي في عرض هذه المطالب.
            والحلاّج كان يجهر بعقيدته (وحدة الموجود) على رؤس الأشهاد من غير شرح ولا بيان فكان على المنبر وفي الشارع يقول (أنا الحق!) ففضح عقيدتهم! وكشف سر ديانتهم!!
            وهذا الأسلوب في عرضها علناً غير ممدوح عند الحداد كما أنه غير ممدوح عند باقي العرفاء أيضاً, أما أصل ديانته وأقواله فهي مقبولة عندهم كما وضحنا ذلك في الرد على الإشكال السابق.

            إن الحداد الكربلائي لم يقل عن الحلاّج بأنه ملحد أو زنديق أو كافر ولم يصف مقولاته (أنا الحق وليس في جبتي سوى الله) وما أشبه بأنها كفر وزندقة وإلحاد ولم يحمل عليها وعلى الحلاّج إطلاقاً.
            فهو لا يستطيع الهجوم على عقيدته أبداً لأنه يعتقد بها أيضاً وهذا ما بيّنه القاضي الطباطبائي حينما قال بأن مطالب الحلاّج هي نفس مطالب سائر العرفاء وليس لديه شيء آخر دونهم.
            إلا ان الحلاّج كما بيّن القاضي الطباطبائي أيضاً كان مفشياً للأسرار (وحدة الموجود) التي أوجب العرفاء على أنفسهم حفظها وهذا هو فقط مأخذهم عليه.

            ولحافظ الشيرازي بيت من الشعر يوضح فيه مشكلة الحلاج الوحيدة فيقول:
            ذاك الذي فيض المعارف عنه قد فاحا *** كل ما جناه أنه بالسر قد باحا
            المصدر: العرفان والدين والفلسفة, المطهري , ص361.

            ويقول المستشرق إدوارد براون: من العرفاء كفريد الدين العطار وحافظ (الشيرازي) وأمثلهم
            يعتبرون الحلاّج بطلاً ويرون أن عيبه الوحيد هو إفشاء الأسرار هذا في حالة ما إذا كان من الممكن نسبة العيب إليه!!!

            المصدر: تاريخ الأدب في إيران, إدوارد براون, ج1ص333.

            فالحداد الكربلائي إذا تنزلنا وقلنا بأنّ كلامه في الحلاّج ليس تقية , فهو لا يتجاوز في عبارته ذم الأسلوب والطريقة التي يتبعها الحلاج لا في أصل عقيدته!

            يقول الطهراني : قال سماحة السيّد (الحداد) : إنّ الجنيد من أساتذة العرفان ، لذا فحين قام بتخطئة الحسين (الحلاّج ) اتّضح أنّ هناك خللاً في عمل الحلاّج . المصدر : الروح المجرد, الطهراني, ص447.

            أقول : الشبلي أيضاً من كبار العرفاء وهو يقول : أنا والحلاّج شي ء واحد، لكنّهم نسبوني إلى الجنون فنجوتُ، ونسبوا الحسين (الحلاّج ) إلى العقل فهلك .
            المصدر : الروح المجرد, الطهراني, ص445.

            ولكن السبب الذي جعل الجنيد يقول هذا في الحلاّج هو ان شعبية الحلاج توسعت بسرعة كبيرة في أماكن متعددة ونال تعاطفاً عظيماً من المتصوّفة وعلى هذا حسده الجنيد وغيره من كبار معاصريه فقالوا عنه ما قالوا!
            وكذلك لأجل خوفهم على السر أن يفشى فتفتضح عقيدتهم وإلا فالقوم على دين الرجل لا يختلف عنهم ولا يختلفون عنه إلا بالتصريح بعقيدتهم (وحدة الموجود) علناً!

            فالجنيد يدعوا الحلاّج للسكوت وعدم فضح عقيدتهم! ولكن الحلاج استمر في الجهر بها حتى عُلّق فوق المشنقة !

            فلنرجع ونتأمل في موقف الجنيد من الحلاج حسب ما ذكره الحداد !
            يقول الحداد : فحين قام (الجنيد) بتخطئة الحسين (الحلاّج ) اتّضح أنّ هناك خللاً في عمل الحلاّج!
            أقول : هل الجنيد قال بكفر الحلاج؟ هل قال عن أقواله بأنها كفرية ؟ كلا !! لم يقول ذلك أبداً هو فقط يقول بأن الحلاّج أخطأ !
            لماذا مخطيء؟؟
            وما هو خطؤه؟
            يقول الطهراني : انّ جرم الحسين بن منصور الحلاّج كان كشف الاسرار الإلهيّة،وهو جرم عظيم!!!
            المصدر : الروح المجرد, الطهراني, ص448.

            هذا هو خطؤه الوحيد عندهم وهذا ما كان الجنيد ينصح الحلاج بأن يكف لسانه عن التصريح به من تلك العقيدة!

            وحينما شعر الجنيد بالخطر الذي سوف يعصف بالمتصوفة من خلال تصريحات الحلاّج التي تكشف سر عقيدتهم الكفرية سارع للإفتاء بقتله لكي يُدفن هذا السر معه!

            يقول محقق ديوان الحلاّج هاشم عثمان: قد ذكر ابن عجيبة فقرة على جانب كبير من الأهمية مفادها أن ممن أفتى بقتل الحلاّج الجنيد والشبلي غيرة على السر أن يفشى لغير أهله!!
            المصدر: ديوان الحلاّج بشرح وتحقيق هاشم عثمان, ص12.

            وهنا تتضح الرؤية ونعرف بأنّ تخطئه الجنيد للحلاّج تتمثل في إفشائه لسر عقيدتهم لا تجريماً لنفس العقيدة التي يعتقد بها.

            يقول الطهراني : لم يكن الحسين بن منصور الحلاّج يمتلك أُستاذاً، وكان ذلك باعثاً على تعرّضه للأخطار . المصدر : الروح المجرد, الطهراني, ص443.

            أقول: يريد الطهراني من خلال هذه الكذبة المفضوحة أن يجعل السبب في تصريح الحلاج بهذه الأقوال علانية هو عدم وجود الأستاذ لذلك ربطها بضرورة وجود الأستاذ الذي يمنعه ويكف لسانه عن فضح عقيدتهم للناس!
            يقول الطهراني: إنّ أعلى ثمرات الاُستاذ هي أن لا يدع تلميذه متهوّراً مطلق العنان!!
            المصدر : الروح المجرد, الطهراني, ص443.

            وقد ذكرنا في سيرة الحلاج بأنه تتلمذ على يد عدة من أساتذة التصوّف إذ جاء : ومن أساتذته في التصوّف المكي والتستري والشبلي والجنيد وهم أربعة من أشهر الأعلام إطلاقاً في تاريخ التصوف , والراجح أن الجنيد هو الذي أقنعه بلبس الصوف وقد كان مرشده لمدة عشرين سنة.
            المصدر : العرفان الإسلامي , المدرسي, ص172-173.

            ويقول الخونساري: حسين ابن منصور الصوفي ... توجّه في حداثة سنّه إلى ديار الأهواز فاشتغل بها على الشّيخ أبي محمد سهل بن عبد الله التستري زماناً ثم إلى العراق وهو ابن ثماني عشر سنة فخالط بها الصوفية وصحب الجنيد البغدادي وأبا الحسين النوري وغيرهما...)
            المصدر : روضات الجنات , الميرزا الخونساري, ج3 ص107.

            ويقول الشعراني : أبو مغيث الحسين بن منصور رحمه الله وهو من أهل بيضاء فارس ونشأ بواسط العراق صحب الجنيد والنوري وعمرو بن عثمان المكي والفوطي وغيرهم ...)
            المصدر : الطبقات الكبرى , الشعراني , ص161.
            ويقول ابن الملقن : الحسين بن منصور الحلاج أبو مغيث البيضاوي ثم الواسطي , صحب الجنيد والنوري وغيرهما.
            المصدر : طبقات الأولياء , ابن الملقن, 163.

            ويقول السلمي المتوفى سنة 412 هـ : الحلاج: وهو الحسين بن منصور وكنيته أبو مغيث وهو من أهل بيضاء فارس ونشأ بواسط والعراق . صحب الجنيد وأبا الحسين النوري وعمرً المكي والفوطي وغيرهم...)
            المصدر : طبقات الصوفية , لأبي عبد الرحمن السلمي, ص307.

            ويقول صاحب شذرات الذهب : سنة تسع وثلاثمائة وفيها قتل أبو عبد الله الحسين بن منصور بن محمى الحلاّج ...تصوف الحلاج وصحب سهل بن عبد الله التستري ثم قدم بغداد فصحب الجنيد والنوري وتعبد فبالغ في المجاهدة والترقب...)
            المصدر : شذرات الذهب, ابن عماد الحنبلي, م1 ج2 ص253.

            ومن خلال هذه النصوص يتضح بأن ما قاله الطهراني بعدم وجود أستاذ للحلاّج غير صحيح .

            هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
            طالب علم

            تعليق


            • #21
              يقال فى المثل ان لم تستحى فصنع ما شئت الاخ صاحب الموضوع كان لا يكتب فى هكذا مواضيع ولسنين الا فى منتديات يمنع فيها علينا من الردوهناك لا يسمع سوى كلمات الاعجاب والاطراء فتصور نفسه كاتب لا يمكن ان تكتشف بهوانياته فى التحريف والكذب والتزوير والافتراء

              وانا فى موضوع سابق سألته لماذا لا تعترض على حذف ردودى عليك وتجميد عضويتى فى تلك المنتديات اذا كنت وهم واثقين من انفسكم ؟؟

              وللاسف لا يوجد جواب. على العموم الظاهر ان صاحب الموضوع انتهى من بيان ما يريد ولم يرد على ما ذكرتمن انه مدلس وكذاب والسبب على عدم الرد كما يقول هو

              وقلنا له سابقاً ونقول له الآن لو كنا نريد أن نثبت بأنه مدلس لكان هذا الأمر أيسر ما يكون والنماذج كثيرة ولكننا لا نستخدم هذه الأساليب الصبيانية فلسنا بحاجه إليها ولا وقت لدينا نضيعه في مثل تلك الحماقات


              اذا كان تبيان تدلسى امر يسير وهو لا يهمك لماذا لا تدافع عن نفسك وترد على نماذج الكذب والتدليس
              التى نسب لك ؟هل الامر هنا ايضا لا يهمك وهو امر صبيانى ؟

              سوف اضع لك نماذج لتدليسك وكذبك لأجل تسهيل الامر عليك فارجو ان تتحلى بالشجاعه
              والقوة والاقدام وتجيب هذه المره

              انت قلت

              (يقول الطهراني: لما لم يجد الحسين (الحلاج ) جواب المسائل عند الجنيد تغيّر وذهب إلى تُسْتَر بلا استئذان وبقي هناك سنة فنال هناك قبولاً عظيماً، لكنّه لم يلقِ بالاً ولا احتراماً إلى كلام أهل زمانه (كبار المتصوفة) حتّى أصبحوا يحسدونه!!
              المصدر : الروح المجرد, الطهراني, ص446.)


              وعند مراجعت الكتاب اتضح ان الطهرانى كان ينقل اقتباسات من عدة كتب وهذا الاقتباس كانمن كتاب تذكرة الاولياءفهل كان هذا الفعل منك تدليس او جهل وحماقه او عدم التفات ؟

              ولا يخفى أن كل هذه ما هي إلا أباطيل وخزعبلات كفرية إلحادية بعيدة عن الإسلام وتعاليم الأئمة الأطهار (عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام) الذين ورد عنهم(أن الله خلو من خلقه وخلقه خلو منه). وإنما تسرّبت هذه الكفريات إلى بعضنا من فلسفات اليونان والهند وغيرهما


              لماذا بترت الروايه هنا ولم تشر الى المصدر كالعاده ؟
              هل تخاف ان يتكشف امرك بانك محرف ومدلس ؟لان الروايه هنا لها مدلول غير الذى تتحدث عنه انت هنا ( وحدة الوجود) بغض النظر عن المعنى الحقيقى عند العرفاء والفلاسفه لهذه النظريهالامام فى الروايه كان يتكلم عن اسماء الله وصفاته وحقيقة الذات

              ومن نماذج التديس والكذب هو هذا وهو فى غاية الفكاهه

              لا أرى روحي إلا أنتمُ *** واعتقادي إنكم أنتم أناالمصدر : ديوان الحلاّج, قافية النون, ص140, طبعة منشورات الجمل


              انت قلت ان الحلاج كان يخاطب الله فى بهذا البيت ولكن عند مراجعت بقية الابيات وجدنا هذا

              قل لمن يبكي علينا حَزَنا : إفرحوا لي قد بلغنا الوطَنا
              إنَّ موتي هُو حياتي إنني أنظرُ الله جِهاراً عَلَنامَنْ بَنَى لي دارْ في دنيا البقا ليسَ بيتي دارْ في دنيا الفناإنما الموت عليكم راصِدٌ سوف ينقلْكُم جميعاً من هناأنا عصفور وهذا قفصي كان سجني وقميصي كَفَنافاشكروا الله الذي خلّصنا وبنى لي في المعالي سكنافافهموا قولي ففيه نبأ أي معنىً تحت قولي كَمَناوقميصي قطّعوهُ قِطَعاً ودعوا الكلّ دفينا زمَنالا أرى روحي إلا أنتُمُ واعتقادي إنكم أنتُم أنا

              فانت هنا اما ان تعترف انك مدلس كذاب او جاهل لا تستطيع ان تميز
              الابيات واضحهالحلاج كان يخاطب الناس ولم يكن يخاطب الله لكى تقول

              والحلاّج يعتقد بأن كل الأشياء هي عين الله ولكي يوضّح هذا المعنى يقول :
              لا أرى روحي إلا أنتمُ *** واعتقادي إنكم أنتم أناالمصدر : ديوان الحلاّج, قافية النون, ص140, طبعة منشورات الجمل





              تعليق


              • #22
                تبريرات العرفاء للدفاع عن الحلاّج!!
                لقد فضح الحلاّج عقيدة العرفاء على رؤوس الأشهاد بقوله (أنا الحق) وقوله (ليس في جبتي سوى الله) فحاول العرفاء إيجاد التبرير له والأعذار عنه لحجب هذه الفضيحة! فانقسموا إلى ثلاثة أقسام :

                القسم الأول:
                قالوا بأن ما صدر عنه ( أي الحلاّج) من أقوال (كفرية) صدرت عنه وهو في حاله المحو لا حالة الصحو أي أنه كان في حالة سُكر من أثر الخمرة الإلهية!!
                فأصبح لا يرى في الوجود إلا الله,لأنه لا يرى حتى نفسه فهو فانٍ في عين ذات الله تعالى!! (والعياذ بالله) وهذا التبرير من العرفاء يعد محاولة بائسة للهروب من المأزق الذي وقعوا فيه, وسيتبين للقارئ الكريم سخافة هذا التبرير خلال السطور القادمة!

                أما القسم الثاني: وهم الذين ذهبوا إلى أن الحلاّج قال (أنا الحق) على سبيل الحكاية كما لو سمع وهو يتلو الآية {لا إله إلا أنا فاعبدني} وهذا نوع من أنواع التقية! يمارسه بعض العرفاء لكي لا يظهروا عقيدتهم الأصيلة أمام العوام!!

                أما القسم الثالث : وهم الأخطر لأنهم يؤولون الآيات والروايات لكي تتوافق مع كلمات الحلاّج الكفرية!! وبمعنى آخر هم من سعوا لأسلمَت الكفر الصادر عن الحلاّج على طريقة (خنزير مذبوح على الطريقة الإسلامية)!!
                فهؤلاء قالوا بأن الحلاّج حاله كحال الشجرة المباركة التي جاء النداء منها (إني أنا الله) للنبي موسى عليه السلام!!
                فيقولون كما جاز أن يصدر قول (إني أنا الله) من شجرة فلماذا لا يجوز أن يصدر (أنا الحق) من الحلاج؟؟!! وسنبين بطلان هذا القول أيضاً .


                مناقشة القسم الأول من العرفاء:

                كما ذكرنا عنهم آنفاً فهم يعتذرون عن الكفريات الصادرة عن الحلاّج وأمثاله بحجة أنه في حاله المحو لا حالة الصحو في حاله السُكر من أثر الخمرة الإلهية لا حالة الإدراك والوعي !! وفي الحقيقة هم يعتقدون بخلاف ذلك كالقسم الثالث ولكن لا يقولون ذلك علناً لأجل التقية!!

                يقول العارف عبد الله الفاطمي : يقال إن مثل هذه الكلمات (أنا الحق وليس في جبتي سوى الله وغيرها) تصدر عن بعضهم في حالة الغيبوبة، وعند سكرهم بشراب محبّة الحقّ، ولا ينطقون بها في غير هذه الحالات.
                المصدر: نهاية العشق, عبد الله الفاطمي, ص34.

                أقول : قوله (لا ينطقون بها إلا في هذه الحالات) هذا من الكذب والدجل والخداع لاستغفال الناس والضحك على الذقون وسوف يتبيّن للقارئ الكريم من خلال النصوص التي سنذكرها بأنهم نطقوا بها في غير هذه الحالات أيضاً بل أولوا الآيات والروايات لكي توافق الكفريات الصادرة عنهم!!
                فهؤلاء يستدلون بالقرآن لتبرير أقوالهم الكفرية فكيف يقال لا تصدر عنهم إلا في حالة المحو؟؟!!

                يقول العارف محمود الشبستري:

                «أنا الحق» هو كشف مطلق للأسرار
                من تراه غير الحق [يحق له أن] يقول: أنا الحق؟!
                إن كل ذرات العالم إنما هي مثل منصور (الحلاّج)
                لك ان تعدها سكرى أو مخمورة!
                كلها دائب على هذا التسبيح والتهليل
                المصدر : نهاية العشق, عبد الله الفاطمي,ص35.

                السر الذي كشفه الحلاّج هو عقيدتهم وحدة الموجود بقوله (أنا الحق)
                وقد بيّن العارف الشبستري ذلك بقوله أنّ كل ذرات العالم يحق لها أن تقول (أنا الحق)! فكلها عين ذات الله تعالى في اعتقادهم!!
                ثم برّر الشبستري كفرهم هذا بقوله : لك ان تعدها سكرى أو مخمورة!!

                وقد ذكر هذه الأبيات العارف حسن زادة آملي لتبرير قول الحلاّج أيضاً!!
                فقال : باز از شيخ شبستر بشنو:
                أنا الحق كشف أسرار است مطلق
                جز از حق كيست تا گويد أنا الحق
                همه ذرات عالم همچو منصور (حلاّج)
                تو خواهى مست گير و خواه مخمور
                المصدر: شرح دفتر دل, حسن زاده آملي, ص17.

                ومن المعتذرين عن الحلاّج وأمثاله بهذه السخافات إمامهم الكبير الغزالي الذي يقول وهو يصف هذه الحالة للحلاجيين : استوفيت فيها عقولهم فصاروا كالمبهوتين فيه (أي في الله) ولم يبق فيهم متسع لا لذكر غير الله ولا لذكر أنفسهم أيضاً فلم يكن عندهم إلا الله فسكروا سكراً دفع دونه سلطان عقولهم, فقال أحدهم : أنا الحق!! وقال الآخر: سبحاني ما أعظم شأني!! وقال آخر : ما في الجبة إلا الله!! وكلام العشاق في حال السكر يطوى ولا يحكى!!
                المصدر: الحلاّج في ما وراء المعنى والخط واللون, سامي مكارم, ص90.

                وكذلك ابن عربي اعتذر بنفس العذر عن الحلاج والبسطامي!!


                يقول ابن عربي: أما المؤمن بالإيمان الحقيقي الموحد التام الاستعداد، المحب الغالب المحبة، فيصيبه كهيئة الزكمة، أي : السكرة التي قال فيها أبو يزيد قدس الله روحه : سبحاني ما أعظم شأني. والحسين بن منصور رحمه الله : أنا الحق. ثم يرتفع عنه سريعاً لمزيد العناية الإلهية وقوة الاستعداد الفطرية وشدة المحبة الحقيقية، فيتنبه لذلك ويتعذب به غاية التعذب ويشتاق إلى الانطماس في عين الجمع غاية الشوق، فيقول : هذا عذاب أليم، ويطلب الفناء الصرف!!
                المصدر: تفسير ابن عربي, ج2 ص246,طبعة دار إحياء التراث العربي بيروت 1422هـ.

                ويشرح المطهري معنى المحو والصحو فيقول : يرد كثيراً في كلام العرفاء حديث عن
                المحو و الصحو ومرادهم بالمحو هو أن العارف يصل إلى حد يمّحي فيه في "ذات" الله ويفنى عن نفسه أي إن ال(أنا) تمحي فيه أو يغدو بنفسه أشبه بالآخرين فهو لا يدرك ال(أنا)! فإذا بلغ المحو حداً انمحت معه آثار ال(أنا) فهو المحق!!
                المصدر: العرفان والدين والفلسفة, المطهري, 396.

                وهذا ما وصل إليه الحلاّج (حسب زعمهم) فهو وصل إلى مرحلة المحق وهي أعلى درجات العرفان عندهم! لذلك لم يرى الحلاّج حتى نفسه فقال (أنا الحق)!!

                ثم لاحظوا قوله يمّحي والعياذ بالله في "ذات" الله !
                لم يقل في حب الله تعالى لكنا حاولنا التماس العذر وإنما يزعمون المحو في ذات الله وهذا كفر بواح.
                عندما أقول أنا انصهرت في ذات فلان وانمحيت فيها فأنا اقصد بذلك أني صرت وذاته شيء واحد.

                ويقول المطهري وهو يبيّن رأي مدرسة العرفاء في الحلاّج: إن العرفاء يبرئونه من ذلك ويرون أن الكفريات التي تلوح من كلامه وكلام بايزيد إنما صدرت عنهما حالة السكر والفناء الروحي, ويسميه العرفاء بالشهيد!!
                المصدر : الكلام, العرفان, الحكمة العملية, مطهري ص 84 المترجم: حسن الهاشمي, طبعة دار الكتاب الإسلامي وفي طبعة الدار الإسلامية بيروت ص92.

                ومن ضمن المعتذرين بهذا العذر السخيف عن كفريات الحلاّج وغيره هو كمال الحيدري الذي يبرّر كفرهم وإلحادهم وزندقتهم بقوله:
                من الواضح أن هذه الشطحات إنما تصدر منهم (الحلاج والبسطامي وغيرهم) وهم في حالة المحو لا حالة الصحو، حالة الغفلة عن كل شيء لا حالة الحضور والالتفات إلى الكثرة.
                المصدر: من الخلق إلى الحق ص 96.

                وسيرى القارئ العزيز أن
                من الواضح خداع هؤلاء للعوام وتبرير الكفريات الصادرة عن الحلاّج وأمثاله بمثل هذه الأعذار السخيفة!!


                يقول كمال الحيدري أيضاً: إن القائل بتلك الألفاظ (مثل أنا الحق وليس في جبتي سوى الله) وغيرها إنما قالها وهو غير ملتفت فيكون حاله حال القائل بها وهو نائم فهو معذور ولا يترتب عليه أي حكم شرعاً لأنه غير ملتفت لأصل وجوده فضلاً عما يقوله!!
                المصدر : مراتب السير والسلوك, كمال الحيدري, ص98.

                أقول :
                أولاً: هذا الاعتذار هو عين اعتذار المتصوّفة لصدور مثل هذه الكفريات منهم فقد جاء في كتاب المصطلح الصوفي لعماد الدين القرشي :
                الشطح : وهو كلام بترجمة اللسان عن الوجد ظاهره يخالف الشريعة ويصدر منهم في حال غيبتهم بما يرد عليهم وحال سكرهم بالمحبة وحكمهم في ذلك حكم المغمى عليه أو من زال عقله!!
                المصدر : المصطلح الصوفي , عماد الدين محمد القرشي الأموي, 173.

                ثانياً : بحسب هذا التصريح وما سبقه من الأعذار يكون علماؤنا الأبرار في هذا العصر كالخوئي وغيره من المتأخرين كالمجلسي والسيد نعمة الله الجزائري والحر العاملي والقمي ومن سبقهم كالكركي والمقدس الأردبيلي ومن الأقدمين كشيخ الطائفة الطوسي والمفيد والصدوق ...إلخ كلهم قد ظلموا الحلاّج المسكين إذ حكموا بكفره وإلحاده وزندقته!
                ولم يعلموا بأنه غير ملتفت إلى نفسه فضلاً عما يقوله وأنه في حالة المحو لا حاله الصحو!!
                بل حتى السفير الثالث الحسين بن روح لم يكن يعلم (رغم اتصاله بالإمام الحجة) بأن الحلاّج غير ملتفت لنفسه فضلاً عما يقوله . فأسرع (هداه الله) بكل حماس يلعنه ويتبرأ منه ويصفه مع أتباعه بالكفار والملحدين!!
                ولم يلتفت (والعياذ بالله) حتى الإمام الحجة عليه السلام أيضاً إلى أن الحلاّج وأتباعه كانوا في حاله المحو لا حاله الصحو فأسرع إلى إخراج التوقيع وفيه تكفيرهم ولعنهم والبراءة منهم!!
                لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
                الحلاّج معذور؟؟!
                من يلعنه ويتبرأ منه الإمام الحجة عليه السلام يكون معذوراً؟؟
                من يلعنه السفير الثالث الحسين بن روح رضوان الله عليه ويصفه بالكافر والملحد يكون معذوراً؟؟
                هل من يقول (أنا الله) وأنه عين ذات الله وليس في جبته سوى الله يكون معذوراً؟؟
                ولا يترتب عليه أي حكم شرعاً!!
                فإذا لم يكن قول الإمام الحجة عليه السلام هو حكم الشرع فمن له الحكم في الشرع إذن؟؟
                هذا مضافاً إلى أنّ فتح باب التّأويل كما قيل أوّل مراتب الإلحاد و بدء الضّلال عن السّداد ، إذ بانفتاح تلك الأبواب وقبول الاحتمالات السخيفة في التكلّم و الخطاب ومقام السّؤال و الجواب ينهدم أساس الدّين و تنثلم أحكام الشرع المبين وتبطل إقامة التعزيرات والحدود على المستحقّين لها من أهل الفسق والارتداد والجحود كما يبطل تكفير المتشرّعين لسائر الكفّار إذا تكلّموا بكلمات الكفر ثمّ اعتذروا بعدم الاختيار أو ادّعوا الخذف و الإضمار .
                وظاهر أنّ بناء علماء الإسلام بل ساير المليّين على خلاف ذلك في جميع الأعصار فانّهم لا يقبلون تأويلاً من غير دليل و بمجرد سماع كلمة الكفر يحكمون بالتكفير و التّضليل .
                المصدر : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة , العلامة الخوئي, ج13 ص294.

                ثالثاً : ان تصريح الحلاّج بقوله (أنا الحق) في كل المواطن يكشف عن اعتقاده الفعلي بأنه عين ذات الله وليس كما يدّعي العرفاء بأن هذه الأقوال لا تصدر عنه إلا في حاله المحو أو الغفلة أو السُكر!

                وعلى سبيل المثال ما ذكره المستشرق آنا ماري شيمل في كتابه الأبعاد الصوفية في الإسلام :

                يقول : طرق الحلاّج باب الجنيد.
                فسأل الشيخ الجنيد : من هناك؟
                فقال الحلاّج : أنا الحق!!
                المصدر: الأبعاد الصوفية في الإسلام وتاريخ التصوف, آنا ماري شيمل, 78.

                تلاحظ أخي القارئ العزيز بأن الحلاّج هنا في كامل وعيه, فلم يكن في حاله مناجاة مثلاً لكي يقال بأنه في حاله محو أو سكر أو غفلة كما يدّعي العرفاء!!

                وقد ذكر الحلاّج قوله (أنا الحق) في شعره أيضاً!

                ومنها قوله :
                أنا سرّ الحق ما الحق أنا *** بل أنا الحق ففرق بيننا
                أنا عين الله في الأشياء فهل*** ظاهر في الكون إلا عيننا؟
                المصدر : الحب الإلهي , الشيخ شبّر الفقيه, 100.

                وقال أيضاً:
                خصّني واحدي بتوحيد صدق*** ما إليه من المسالك طرقُ
                فأنا الحق حق للحق حقٌ*** لابسٌ ذاته فما ثم فرقُ
                المصدر: أخبار الحلاج , ص65, مطبوع في مقدمة ديوانه دار الكتب العلمية.

                رابعاً : الحلاّج نفسه لم يقل بأنه في حاله محو أو سُكر أو غفلة بل كان بكامل وعيه يسّتدل على صحة قوله (أنا الحق) بأن الشجرة في القرآن قالت لنبي الله موسى عليه السلام (إِنِّي أَنَا اللَّهُ)!!

                يقول الحلاّج في كتابه الطواسين : (من الشجرة) (من جانب الطور) ما سمع من الشجرة من بررةٍ ,
                ومثلي مثل تلك الشجرة.

                المصدر: كاتب الطواسين , الحلاج, 156, منشورات الجمل.

                فالذي يحاول تأصيل الفكرة والاستدلال على صحتها من القرآن كيف يقال عنه بأنه في حالة محو وغفلة وسُكر؟؟!!

                ويقول المستشرق آنا ماري شيمل: هذه العبارة (أنا الحق) هي أشهر عبارة في الصوفية وقد ظهرت في أحد أبواب كتاب الحلاّج (الطواسين) فاقتبست من الكتاب في وقت مبكر جداً وأثيرت حولها المشاكل وفي الباب المذكور يناقش الحلاّج قوله هذا مقارنة مع ادعاء فرعون وادعاء الشيطان ففرعون قال كما جاء في القرآن (أنا ربكم الأعلى) والشيطان قال (أنا خير منه) وقد تخطاهما الحلاّج بقوله (أنا الحق) !!
                المصدر: الأبعاد الصوفية في الإسلام وتاريخ التصوف, آنا ماري شيمل, 78.

                فالحلاّج يدافع عن هذا القول ويصّر على انه حق ويناقش نظرائه (الشيطان وفرعون) فكيف يقال بأنه قال هذه الأقوال الكفرية في حالة المحو لا حالة الصحو؟؟!!
                والطريف أن مقولة فرعون (أنا ربكم الأعلى) التي خطّأها الحلاّج هنا قد صححها شيخ العرفاء الأكبر ابن عربي !!

                فقال : فصح قوله «
                أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ». و إن كان عين الحق فالصورة لفرعون!!

                المصدر : فصوص الحكم , ابن عربي , ص211.

                فيكون ابن عربي أسوء حالاً من الحلاّج!!
                فهو لا يصحّح قول الحلاج فقط بل صحّح قول فرعون أيضاً!!

                خامساً : إن الله سبحانه وتعالى وهبنا نعمة العقل ودعانا للتفّكر في خلقه والتأمل في آياته والتدبر فيها.فلو كان هناك مرحلة يصل عندها الإنسان إلى تلك التعابير الصوفية السمجة لما قال تعالى {وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} فالفعل مضارع يفيد الاستمرار وهو يعني الحث على المداومة والاستمرار في التفكر والتأمل في الخلق وإدراك ما حولنا وإدراك ذواتنا وأنفسنا لا حالة السكر التي يعبر عنها المتصوّفة بالمحو والمحق وعدم الالتفات إلى الذات وتلك الخزعبلات.

                يقول السيد نعمة الله الجزائري:
                إن السكر المباحالذي يقع فيه ما يخالف الشريعة لا يكون سكراً مباحاً بل هو أشد حرمة من سكر الخمر وسكر الخمر حراملهذه العلة لأن مرادهم (العرفاء) من السكر المباح هو الاتصال بالحضرة الربوبية وروى عن العامة والخاصة قول أمير المؤمنين عليه السلام لو كشف الغطاء لما ازددتُ يقيناً فمن بلغ هذه الدرجة الرفيعة لم يحصل له في وقت من الأوقات سكرة مباحة يقع منه فيها ما يخالف قانون الشريعة حتى يحتاج إلى هذا التأويل, وهذه السكرة المباحة جعلوها جواباً لكل ما وقع من مشايخهم من الكفر والزندقة أعاذنا الله من هذه السكرة المباحة...)
                المصدر: زهرة الربيع, السيد نعمة الله الجزائري, ص472.


                يتبع..

                تعليق


                • #23
                  مناقشة القسم الثاني من العرفاء:
                  وهم الذين ذهبوا إلى أن الحلاّج قال (أنا الحق) على سبيل الحكاية كما لو سمع وهو يتلو آية {لا إله إلا أنا فاعبدني} وهذا نوع من أنواع التقية! فالمعتذرين بهذا العذر لا يظهرون عقيدتهم الأصيلة أمام الملأ!!
                  وفي الرد على هذا الاعتذار السخيف بأنه لا توجد آية في كتاب الله جاءت بنص قول الحلاج (أنا الحق) لكي يقال بأن قوله كان على سبيل الحكاية , ولا ربط بين قوله تعالى {لا إله إلا أنا فاعبدني} وقول الحلاج (أنا الحق)؟!!

                  يقول الدكتور طراد حمادة: أكثر الذين تناولوا هذه الشطحة (أنا الحق) ذهبوا إما إلى أن الحلاج قالها على الحكاية كما لو سمع وهو يتلو آية {لا إله إلا أنا فاعبدني} أو أن الحق تعالى قالها على لسانه والحلاج فانٍ عن نفسه مستهلك في شهوده.
                  المصدر : أسرار الحكمة والعرفان في شعر الإمام الخميني ص 106.

                  ومن الذين أخذوا بالتأويل الأول (أي بأن أقوالهم على سبيل الحكاية) هو الغزالي وتبعه الملا صدرا الذي دافع عن البسطامي بقوله :
                  وأما أبو يزيد البسطامي , فلا يصح عنه ما حُكي عنه لا لفظاً ولا مفهوماً ولا معنى . وإن ثبت أنه سمع منه ذلك , فلعله كان يحكى عن الله تعالى في كلام يردد في نفسه , كما لو سمع منه وهو يقول : { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} فإنه لا ينبغي أن يقال ذلك إلا على سبيل الحكاية. انتهى بحروفه.
                  المصدر : كسر أصنام الجاهلية , الملا صدرا, ص48.

                  وهذا التبرير السخيف مردود إذ أن الحلاّج لم يقل (إني أنا الله) ولم تأت الآية (إني أنا الحق) لكي يقال بأنه على سبيل الحكاية!! وأصحاب هذا القول يمارسون التقية بتصريحهم هذا ويخفون عن العوام عقيدتهم الحلاجية!

                  أما الذين أخذوا بالتأويل الثاني ( وهو أن الله تعالى قال أنا الحق على لسان الحلاّج) وهو قول من تقيتهم أقل من غيرهم من العرفاء فيصرّحون بالعقيدة الحلاجية بكل صراحة ولكن في بطون الكتب!!

                  كالعارف حسن مسقطي الذي يقول : ليس هو العارف الذي يتكلم ، ولكن الذي ينطق هو الوجود البحت البسيط (أي الله)!!
                  ويقول أيضاً : العارف صادق حتى في "شحطاته" لأن الله هو الذي يتكلم ، وحاشا للعارف أن يتكلف ، فكلامه صدق لأن حالته هي تلك. والذي قال "أنا الحق" ليس هو الحلاج!!
                  المصدر: قدوة العارفين سيرة العارف حسن المسقطي, تقي الموسوي, ص145.

                  ومن الطريف
                  ما ذكره اللاهيجي للاعتذار عن الحلاج حيث قال : ان (أنا الحق) الذي سمع في الحلاّج وغيره كان صوت الحق ونطقه!! وقد سمع في الحلاّج وسواه عن طريق الانعكاس، فكان على هيئة صدى ظن أنه هو قائله. ومثل هذه مثل امرئ يطلق صوتاً عند جبل، فيُسمع هذا الصوت ـ بالانعكاس ـ من الجبل نفسه، فيحسبه الجاهل صوت الجبل»
                  وهذا التبرير السخيف والمضحك هو شرح لبيت من الشعر للشبستري :
                  كل من خلا من نفسه، وصار كالخلاء
                  فإن «أنا الحق» يتبدّى صوتاً في داخله وصدى
                  المصدر : نهاية العشق , عبد الله الفطمي, ص35 -36 نقلاً عن شرح روضة السر , ص375.



                  مناقشة القسم الثالث من العرفاء:
                  وهم كما ذكرنا عنهم آنفاً أخطر من القسم الأول والثاني (مع أن الجميع يحمل نفس الفكرة ولكن الأول والثاني يعملان بالتقية) أما القسم الثالث من العرفاء يؤولون الآيات والروايات لكي تتوافق مع كلمات الحلاّج الكفرية!! وبمعنى آخر هم من سعوا لأسلمَت الكفر الصادر عن الحلاّج على طريقة (خنزير مذبوح على الطريقة الإسلامية)!!

                  يقول محمد تقي بهجت : وكلماتهم (مثل أنا الحق وليس في جبتي سوى الله وسبحاني إلخ ..) قابلة للتأويل, كأمثال بايزيد البسطامي والجنيد من أصحاب الشطحات.
                  المصدر : في مدرسة الشيخ بهجت, ج2 ص330.

                  أقول : تكلم يا أيها الحلاّج وقل ما شئت من كلمات الكفر فهناك من يؤول أقوالك ويلبسها ثوب الإسلام!!
                  على هذا حتى إبليس يمكن تأويل كلماته والحكم بإيمانه !

                  ان الحلاّج كما ذكرنا عنه سابقاً يستدل على صحة قوله (أنا الحق) بأن الشجرة في القرآن قالت لنبي الله موسى عليه السلام (إِنِّي أَنَا اللَّهُ)!!

                  يقول الحلاّج في كتابه الطواسين : (من الشجرة) (من جانب الطور) ما سمع من الشجرة من بررةٍ ,
                  ومثلي مثل تلك الشجرة.

                  المصدر: كاتب الطواسين , الحلاج, 156, منشورات الجمل.

                  ومن الواضح بطلان هذا الإدعاء إذ أن الله خلق الصوت في الشجرة ولم يقل بأنه عين تلك الشجرة كما يعتقد الحلاّج لعنه الله!!

                  يقول شيخ الطائفة الطوسي (قدس سره) : ان الكلام والنداء سمعه موسى من ناحية الشجرة، لان الله تعالى فعل الكلام فيها لا أن الله تعالى كان في الشجرة ، لأنه لا يحويه مكان ، ولا يحل في جسم ، فتعالى الله عن ذلك.
                  المصدر : التبيان, الشيخ الطوسي, ج8 ص146.

                  ويقول المحقق الكركي: أنه (أي الله) متكلم ، بمعنى أنه خلق الكلام من جسم جامد ، لأن ذلك ممكن ، وهو سبحانه قادر على الممكنات ، ولقوله تعالى : " وكلم الله موسى تكليما "
                  المصدر : رسائل الكركي ,المحقق الكركي , ج 1ص 60.

                  ويقول الشيخ الطريحي : قوله تعالى : ( يا جبال أوبي معه ) أي سبحي ، من (التأويب) وهو التسبيح , روي أنه كانت الطير والجبال ترجع التسبيح مع داود عليه السلام ، والتأويب : سير النهار كله ، فكأن المعنى : سبحي نهارك كله معه كتأويب السائر نهاره كله ، فيجوز أن يكون خلق الله فيها تسبيحا كما خلق الكلام في الشجرة فيسمع في الجبال التسبيح كما يسمع من المسبح ، معجزة لداود ( ع ).
                  المصدر : مجمع البحرين ,الشيخ الطريحي ,ج 1ص 129.

                  ويقول السيد مسلم الحلي : أن معنى اتصافه تعالى بالكلام وانتساب الكلام إليه ، هو أنه تعالى يخلق أصواتا وحروفا في أجسام تدل على المراد ، فمعنى أنه تعالى متكلم ، أنه خلق الكلام لا أنه قام به .
                  المصدر : القرآن والعقيدة ,السيد مسلم الحلي ,ص 48.

                  انّ الله سبحانه وتعالى حينما أراد مخاطبه النبي موسى عليه السلام خلق الكلام في الشجرة وليس كما يدّعي الحلاج بأن الشجرة هي عين ذات الله وأن الناطق هو الله بعينه(والعياذ بالله)!!
                  وقد استنتج الحلاّج من كلامه السخيف والمقدمة الباطلة بأنه لا مانع من قوله (أنا الحق)!! كما جاء النداء من الشجرة (إني أنا الله)!!
                  وهو اعتذار مردود أسخف من أن يُشار إليه فالشجرة حين تكلمت لم يكن كلامها سوى التبليغ عن الله تعالى بأنْ خلقَ الله تعالى الكلام فيها كما يبلغ أمين الوحي جبريل عليه السلام بدلالة أنها مسبوقة بقوله تعالى: (إنّي) ولم تكن مباشرة (أنا الله)وبعدها (فاخلع نعليك) أي هو خطاب تنبيهي بغرض إبلاغ أمر.
                  هؤلاء الزنادقة يقولون مباشرة(أنا الحق)!!
                  وردت آيات عن لسان أمين الوحي عليه السلام {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
                  فهل من حق احدنا أن يجتزئ النص القرآني ويستحمق نفسه والآخرين فيقول: (أنا الغفور الرحيم)؟
                  يُقال له ما بالك أجننت؟ تلك آية عن لسان جبريل عن الله تعالى!

                  ورغم سخافة استدلال الحلاّج وبطلان قوله ووضوح ذلك إلا أن العرفاء يستخفون بعقول الناس فيستدلون به على صحة قوله!!

                  يقول العطّار : إني ليدخلني العجب ممن يجيز أن يصدر عن شجرة (إنني أنا الله) بينما الشجرة لا وجود لها , كيف لا يجيز أن يصدر عن الحسين (الحلاّج) أنا الحق بينما الحسين لا وجود له!!
                  المصدر: تاريخ الأدب في إيران , إدوارد براون, ج1 ص 343.

                  وقد ذكر حافظ الشيرازي بيت من الشعر وهو يبرّر قول الحلاّج (أنا الحق)
                  يقول الحافظ:
                  موسئي نيست كه دعويّ اَنَا الْحقّ شنود * ور نه اين زمزمه اندر شجري نيست كه نيست
                  ترجمة الطهراني :
                  ليس هناك موسى ليسمع نداء «أنا الحقّ»** إذ ليس من شجرة إلاّ وتحتها زمزمة بهذا النداء!!
                  المصدر: رسالة السير والسلوك, تقديم وشرح محمد الحسيني الطهراني, ص 180- 181.

                  فحافظ الشيرازي لأنه كالحلاّج يؤمن بوحدة الموجود فيعتقد بأن كل شجرة في العالم تقول أنا الحق (وهي كناية عن كل شي في الوجود) ولكن لا يوجد من هو كالنبي موسى ليسمع نداء الشجر وهي تقول : أنا الحق!!
                  وبهذا الكلام السخيف يستدلون على صحة ما قاله الحلاّج ولو أنهم لا يؤيدونه في إظهار هذا المعتقد في العلن!!

                  وقد بينا سابقاً بأنهم رفعوا الحلاّج إلى منزلة أصحاب الرسالات بل فوق منزلة النبي موسى عليه السلام أيضاً!!
                  المصدر : ديوان الخميني المسمى الفناء في الحب,هامش الترجيعات رقم (5) هامش رقم (23).

                  ومن الذين استدلوا بهذا الاستدلال السخيف الخميني! الذي يقول وهو يخاطب الحلاّج :
                  يا من منك أصل شَجَرِ الظهور
                  في شعاع السر السرمدي
                  المصدر : ديوان الخميني المسمى الفناء في الحب, الترجيعات رقم (5).

                  هنا الخميني يصف الحلاّج بأنه شجر الظهور الذي صدر منه سر عقيدتهم وحدة الموجود بقوله (أنا الحق) فهو عنده كالشجرة المباركة التي جاء النداء منها (إني أنا الله)!!


                  يقول المعلّق علي صراط الحق: إن الإمام (الخميني) في شعره العرفاني هنا يجعل من الصوفي الذي توصل إلى الكشف الإلهي (أي الحلاج)أصل شجرة الظهور التي نودي منها موسى حين أنس من جانب الطور ناراً فقصدها لعله يأتي أهله منها بخبر أو جذوة من النار {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ}
                  فالإمام (الخميني) يخاطب مثل هذا العارف (الحلاّج) البالغ هذه المرتبة من الرفعة يجعله أصل شجرة الظهور الإلهي!!!
                  المصدر : ديوان الخميني المسمى الفناء في الحب,هامش الترجيعات رقم (5)هامش رقم (24)., أسرار الحكمة والعرفان في شعر الإمام الخميني, ص 104.

                  فالخميني يعتقد بنفس عقيدة الحلاّج ويبرر لهذا المعتقد على طريقته! وقد جعل من الحلاّج الكافر النجس بمثابة الشجرة المباركة التي جاء النداء منها (إني أنا الله)!!

                  ومما يؤكد على اعتقاد الخميني للعقيدة الحلاجية قوله في كتابه الآداب المعنوية للصلاة:
                  الإنسان الإلهي يرى في كل شيء الحظ الإلهي والعين المشاهدة للحق والبصيرة العارفة بالله تشاهد في كل موجود نور الحق ....)
                  ثم يسّتشهد الخميني بنفس بيت الشعر للحافظ الشيرازي:
                  موسئي نيست كه دعوى أنا الحق شنود
                  ورنه اين زمزمه درهر شجرى نيست كه نيست
                  المصدر : الآداب المعنوية للصلاة , الخميني , ص159.

                  وهنا ترجمة المحقق أحمد الفهري :
                  ليس ثمة شجرة خالية من نداء " أنا الحق " ولكن ليس هناك كموسى حتى يسمع هذا النداء )
                  المصدر : الآداب المعنوية للصلاة , الخميني , هامش ص210.

                  وهذا التصريح الخطير يثبت بما لا مجال للشك بأن الخميني حلاجي العقيدة فلذلك سعى شياطين الإنس لحذف هذا البيت من الشعر في الطبعات الحديثة!!

                  وللتحقق من هذا الأمر راجع
                  الطبعة الأولى والثانية من كتاب الآداب المعنوية للصلاة , للخميني , بتحقيق وتعريب أحمد الفهري , ص159- 210 , طبعة مؤسسة الأعلمي 1406- 1986.

                  أما الطبعات التالية محرّفة وقد حُذف منها بيت الشعر هذا!! راجع مثلاً طبعة طهران الطبعة السادسة ,سنة 2003 م , ص125, وكذلك طبعة لبنان سنة 1431 هـ , ص125.

                  ومن القائلين بهذا التأويل السخيف العارف الشبستري حيث قال :

                  روا باشد ( أنا الحق ) از درختى ... چرانبود روا از نيكبختى

                  وترجمته: أي لو صحّ صدور كلمة ( أنا الحق ) من شجرة *** فلماذا لا يصحّ ذلك من رجل سعيد؟؟
                  المصدر : تنزيه المعبود في الرد على وحدة الوجود, السيد قاسم أحمدي, ص50.

                  فلسان حال العرفاء يقول لماذا تُشكلون على الحلاّج وتكفرونه ؟ فإذا صّح قول الشجرة (إني أنا الله) فلماذا لا يصح قول الحلاّج ( أنا الحق)؟؟!!

                  وقد ذكر هذا البيت من الشعر العارف عبد الله الفاطمي فقال:
                  وما أحسن قول الشيخ الشبستري بالفارسية:

                  تُقْبَل «أنا الحق» من شجرة
                  فلم لا تقبل ممن أقبل عليه السعد؟!
                  المصدر: نهاية العشق, عبد الله الفاطمي, ص38.

                  وذكره أيضاً كريم الأميري فقال: ولَنعِمَ ما قال الشيخ العالم العارف السريّ الشيخ محمود الشبستري :
                  روا باشد أنا الحق از درختى ...چرا نبود روا از نيكبختى

                  وترجمته من الهامش : يشير الكاتب إلى قصة النبي موسى عليه السلام ويقول : كان مقبولاً من شجرة أن تقول
                  أنا الحق وكيف لا يكون من حسن الحظ أن يقول ذلك !!

                  المصدر: مقدمات تأسيسية في التصوف والعرفان والحقيقة المحمدية, ص87.

                  وهذا التأويل هو نفس تأويل وشبهة السامري لعنه الله !

                  فقد قال إمامنا العسكري عليه السلام : وعد الله عز وجل (النبي موسى) أن يعطيه الكتاب بعد أربعين ليلة ، فأعطاه إياه .

                  فجاء السامري فشبه على مستضعفي بني إسرائيل ، وقال : وعدكم موسى أن يرجع إليكم بعد أربعين ليلة ، وهذه عشرون ليلة وعشرون يوماً تمت أربعون أخطأ موسى ربه ، وقد أتاكم ربكم ، أراد أن يريكم : أنه قادر على أن يدعوكم إلى نفسه بنفسه وأنه لم يبعث موسى لحاجة منه إليه , فأظهر لهم العجل الذي كان عمله.
                  فقالوا له : فكيف يكون العجل إلهنا ؟
                  قال لهم : إنما هذا العجل يكلمكم منه ربكم كما كلم موسى من الشجرة فالإله في العجل كما كان في الشجرة . فضلوا بذلك وأضلوا .
                  المصدر : تفسير الإمام العسكري, ص 250-251 .

                  وهذا ما يقوله العرفاء بأن الله هو الذي يتكلم وليس الحلاّج حينما قال : أنا الحق!!
                  ومثله كمثل الشجرة !

                  فضلوا بذلك وأضلوا!!


                  يتبع ..

                  تعليق


                  • #24
                    صاحبنا مؤلف هذه المسرحيه الهزليه الفكاهيه الفها على اربع نقاط
                    وكلها لا اساس لها كما ثبت وسوف نثبت
                    الاولى ان جميع العرفاء يطلبون مطالب الحلاج
                    ودليله المضحك هو قول الطباطبائى عليه الرحمه
                    يقول القاضي : إن أساس مطالب منصور الحلاّج هي نفس مطالب سائر العرفاء وليس لديه شيء آخر دونهم لكنّه كان مفشياً للأسرار الإلهيّة
                    فالقاضي هنا يتكلم على نحو الإطلاق وهو يقّر أن مطالب الحلاج لم تكن تختلف عن مطالب سائر العرفاء, وأكد تطابق مطالبهم بقوله :وليس لديه (الحلاج) شيء آخر دونهم (العرفاء)!!ثم ذكر مشكلته الوحيدة وهي كونه مفشياً للأسرار!





                    القاضى الطباطبائى هنا يتكلم بلغه عربيه واضحه وفصيحه يقول ان الحلاج كان فى الاساس يطلب مطالب العرفاء فى بداية امره قبل ان ينحرف
                    وهذه المطالب هى ( معرفة الله - رؤية الله - الفناء فى الله بمعنى التخلق باخلاق الله )
                    ولكنه ( الحلاج ) لم يصل لانه كان يفشى الاسرار وكلمة الاسرار هى التى طار بها عقل المؤلف وعتبرها صيد ثميه يجب ان تقلب كل الموازين اللغويه والعقليه فى هذه العبارة للاستفاده من هذه الكلمه ( مفشى للاسرار )


                    مع ان كتمان الاسرار هناك مايشر له فى الروايات الا عن اهله (أمالي الصدوق: ابن شاذويه المؤدب، عن محمد الحميري، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن مدرك بن الهزهاز، قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: يا مدرك رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلينا فحدثهم بما يعرفون، وترك ما ينكرون)

                    (عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟ حدثوا الناس بما يعرفون وأمسكوا عما ينكرون.)


                    (جابر بن‌ يزيد: حدّثني‌ أبو جعفر عليه‌ السلام‌ بسبعين‌ ألف‌ حديث‌ لم‌ أُحدّث‌ بها أحداً قطّ، ولا أُحدِّث‌ بها أحداً أبداً. فلمّا ارتحل‌ عليه‌ السلام‌ ضاق‌ صدري‌ وبهظني‌ حَملُ تلك‌ الاحاديث‌، قصدتُ أبا عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ فأخبرتُه‌ بحالتي‌. فقال‌: أُخرُج‌ إلی الجَبّانِ فاحفِر حَفيرةً ودَلِّ رأسَكَ فيها، ثُمّ قُل‌: حدّثني‌ محمّد بنُ علی‌ بكذا وكذا، ثمّ أهِل‌ التراب‌ عليها)

                    واذا رجعنا الى ( الاسرار ) الكلمة التى طار بها المؤلف فرحا ماذا تعنى وماهى نتيجة افشاء الاسرار

                    (كتمان‌ السِّرِّ
                    وهو من‌ أهمّ الشروط‌، وقد بالغ‌ مشايخ‌ الطريقة‌ وأساتيذ الاذكار في‌ الوصيّة‌ بهذا الشرط‌، سواء في‌ العمل‌ والاوراد، أو في‌ الحالات‌ والواردات‌ الحاليّة‌ والمقاميّة‌، وكانوا يعدّون‌ أبسط‌ تخلّف‌ أو تخطٍّ لهذا الشرط‌ ممّا يُخلّ بالقصد ويمنع‌ بلوغ‌ المطلوب‌.)
                    http://www.maarefislam.org/doreholom...om-arabic7.htm

                    هذا هو تعريف احد تلامذة السيد الطباطبائى الاسرار الروحانيه هى الاوراد وبعض الاعمال العباديه الحالات الروحانيه والمقامات التى يصل لها الانسان

                    والاهم هى النتيجه لعدم كتمان هذه الاسرار وهى عدم الوصول للمطلوب هل تتذكرون هذا المصطلح ومن استخدمه (ويمنع‌ بلوغ‌ المطلوب‌.)) !!!!
                    ( إن أساس مطالب منصور الحلاّج هي نفس مطالب سائر العرفاء وليس لديه شيء آخر دونهم لكنّه كان مفشياً للأسرار الإلهيّة)

                    تلميذ الطباطبائى والذى نقل عنه هذه العباره يقول ان افشاء الاسرار يمنع من الوصول للمطلوب

                    فمن نصدق تلميذ الطباطبائى ؟؟؟او هذا الفاشل المزور الذى يقول ان القاضى يعتبر الحلاج من العرفاء الواصلين

                    وقد ثبت لكم من مصادر العرفاء وغير العرفاء ان الحلاج كان منبوذ من قبل كبار
                    العرفاء والمتصوفيه من الجنيد الى ابن عربى الى هذا الزمان

                    النقطه الثانيه هو ان عبارة الحلاج ( انا الحق - ليس فى الجبة سوى الله ) هى عبارات تعنى عند العرفاء وحدة الوجود والموجود

                    فطالبناه ان ياتى لنا بقول واحد من العرفاء او الصوفيه المعتبرين وسهلت له وذكرت له ابن عربى اكثر من تكلم وفصل فى هذا المجال فهل قال ابن عربى ان هذه العبارات تعنى وحدة الوجود

                    فهل استطاع ان ياتى لنا بواحد !!!

                    (طبعا لا احد يخلط بين من وصف الحالة التى مر بها الحلاج وبين وبين وحدة الوجود الامران مختلفان الا عند امثال المؤالف الهزلى ابو مهدى )

                    النقطه الثالثه هى الروايات التى حذرت من الصوفيه

                    من امثال كان الإمام الهادي (عليه السلام)جالساً في مسجد الرسول(صلى الله عليه وآله)إذ أتاه جماعة من أصحابه, منهم أبو هاشم الجعفري (رضي الله عنه)وكان رجلاً بليغاً,وكانت له منزلة عظيمة عنده (عليه السلام). ثم دخل المسجد جماعة من الصوفية وجلسوا في جانب مستديرين,وأخذوا بالتهليل,فقال (عليه السلام): لا تلتفوا إلى هؤلاء الخداعين, فإنهم حلفاء الشياطين ومخربو قواعد الدين, يتزهدون لراحة الأجسام, ويتهجدون لتصيد الأنعام, يتجوعون عمراً حتى يريخوا الأكياف حمراً,لا يهللون إلا لغرور الناس,ولا يقللون الغذاء إلا لمنع العساس ,واختلاس قلب الدفناس يتكلمون الناس بإملائهم في الحب, ويطرحونهم بإدلائهم في الجب ,أورادهم الرقص والتصدية ,وأذكارهم الترنم والتغنية ,فلا يتبعهم إلا السفهاء ولا يعتقد بهم إلا الحمقاء,فمن ذهب إلى زيارة أحد منهم,حياً أو ميتاً,فكأنما أعان يزيد ومعاوية وأبا سفيان!!!
                    فقال له رجل من أصحابه (الإمام)(عليه السلام):وإن كان معترفاً بحقوقكم؟قال:فنظر إليه شبه المغضب وقال:دع ذا عنك,من اعترف بحقوقنا لم يذهب في عقوقنا,أما تدري: إنهم أخس طوائف الصوفية, والصوفية كلهم من مخالفينا,وطريقتهم مغايرة لطريقتنا, وان هم إلا نصارى ومجوس هذه الأمة,أولئك الذين يجهدون في إطفاء نور الله, والله يتم نوره ولو كره الكافرون.

                    - رُوي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)حين سأله رجل عن قوم ظهروا في ذلك الزمان، يقال لهم الصوفية؟قال (عليه السلام): إنهم أعداؤنا، فمن مال إليهم فهو منهم ويحشر معهم, وسيكون أقوام، يدعون حبنا ويميلون إليهم ويتشبهون بهم، ويلقبون أنفسهم بلقبهم، ويقولون أقوالهم، ألا فمن مال إليهم فليس منا، وأنا منه برآء، ومن أنكرهم وردّ عليهم، كان كمن جاهد الكفار بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله).

                    بالله عليكم هل العلة هنا فى التسمية ؟
                    لو كانت فى التسميه فكل من تسمى ونسب الى التشيع فهو ناج لا محال وان كان زيديا او اسماعيليا او واقفيا مع ان بعضهم محكوم عليه بالنصب

                    ثانيا من علماء العرفاء الشيعه تبع افعالهم ( المذكورين فى الروايات )او مدحهم ؟
                    لبس الصوف - الذكر الجماعى - الرقص اثناء العباده - ترك طلب الرزق


                    النقطه الرابعه ويمكن ان تكون هى الاهم ان الحلاج عندما كان يقول ( انا الحق - ليس فى الجبة سوى الله )لم يكن يقصد ويعتقد بمذهب الاتحاد والحلول بل كان يقصد وحدة الوجود والموجود وان سبب قتله كان لقوله هذه الاقاويل

                    وقد ثبت لكم ان الحلاج كان مذهبه حلولى ( حلول الله فى بدن العارف )ولم يكن يقصد وحدة الوجود او الموجود

                    وهنا نقول الحمد لله الذى جعل اعداءنا من الحمقى هذه التهمه هو بنفسه قد نقضها اكثر من مره فى موضوعه الهزلى هذا

                    كنت قد نقلت لكم ومن مصادر مختلفه عرفانيه وغير عرفانيهان عقيدة الحلاج كانت عقيد حلوليه ( ان الله يحل فى بدن العبد العارف فقط)

                    وهذا التفسير من الحلاج لما وصل له تفسير خاطئ ومردود من الجميع عرفاء السنه قبل عرفاء الشيعه

                    وهذا البهلوانى ( ابو مهدى ) ومن حيث لا يشعر نقل فى اكثر من موضع ما يثبت هذه الحقيقه





                    ولكي يبيّن الحلاّج بأنه هو الله والله هو ولا فرق بينهما يقول:
                    مُزجت روحك في روحي كما*** تُمزج الخمرة بالماء الزلالْفإذا مسّك شيء مسّني **


                    * فإذا أنت أنا في كل حالْ






                    المصدر: ديوان الحلاج,قافية اللام, ص152, طبعة دار الكتب العلمية.


                    وقالها بطريقة أخرى :جبلت روحك في روحي كما يجبل العنبر بالمسك الفنقفإذا مسّك شـي مسـني وإذا أنت أنا لا نفترقالمصدر: البداية والنهاية, ابن كثير, ج11 ص 153.

                    وفي نفس المعنى يقول:أنا من أهوى و من أهوى أنا*** نحن روحان حللنا بدنافإذا أبصرتني أبصرته*** و إذا أبصرته أبصرتناأيها السائلُ عن قصتنا*** لو ترانا لم تُفرق بينناروحهُ روحي وروحي روحه*** من رأى روحين حلت بدنا؟!المصدر : ديوان الحلاّج, قافية النون, ص80, طبعة منشورات الجمل.

                    فهنا يقول بكل صراحة أنه الله والله هو ولا فرق بينهما !!

                    وقال أيضاً في نفس المعنى :اتحد المعشوق بالعاشق *** ابتسم الموموق للوامِقِواشترك الشكلان في حالةٍ *** فامتحقا في العالم الماحِقِالمصدر: ديوان الحلاج, قافية القاف, ص149, طبعة دار الكتب العلمية.

                    والحلاّج يدّعي بأنه فنا في الذات الإلهية (والعياذ بالله) وأصبح هو الله والله هو بلا فرق فيكون تسبيح الله هو تسبيح الحلاّج وغضب الله هو غضبه !!يقول:أنا أنت بلا شك *** فسبحانك سبحانيوإسخاطك إسخاطي*** وغفرانك غفرانيالمصدر: الحب الإلهي , الشيخ شبّر الفقيه, ص171.

                    وهذا القول مطابق لقول البسطامي : سبحاني ما أعظم شأني!!

                    وبما أن تسبيح الحلاّج هو تسبيح الله وغضب الحلاّج غضبه فحتى ذكر الحلاّج هو ذكرٌ لله!!يقول الحلاّج :ذكرهُ ذكري وذكري ذكرُهُ*** هل يكون الذاكران إلا معا؟المصدر: ديوان الحلاج, قافية العين, ص145, طبعة دار الكتب العلمية.

                    والحلاّج يعتقد بأنه عين الله أي هو الله لذلك قال بكل صراحة (أنا الحق)!!ولكي يقطع دابر أهل التأويل قال بأنه لابس ذات الله ولا فرق بينهما!!

                    جاء في شعره:خصّني واحدي بتوحيد صدق*** ما إليه من المسالك طرقُفأنا الحق حق للحق حقٌ*** لابس ذاته فما ثم فرقُالمصدر: أخبار الحلاج , ص65, مطبوع في مقدمة ديوانه دار الكتب العلميةبقوله لأم كلثوم بنت السفير الثاني (عليه السلام ورضوان الله عليها) في مجريات محادثة بينهما في شأن اللعين الشلمغاني: (فهذا كفر بالله تعالى وإلحادقد أحكمه هذا الرجل الملعون في قلوب هؤلاء القوم ليجعله طريقاً إلى أن يقول لهم بأن الله تعالى اتّحد به وحلّ فيه! كما يقول النصارى في المسيح عليه السلام، ويعدو إلى قول الحلاج لعنه الله).المصدر : الغيبة, الطوسي, ص405..


                    ومن ثمه وبعد كل هذا الكلام الذى نقله والذى يثبت ان مذهب الحلاج كان مذهب حلولى
                    ياتى وبكل صلافه ووقاحه وقلة امانه ويقول









                    فالسبب الذي دعى الإمام الحجة عليه السلام إلى تكفير الشلمغاني ولعنه والبراءة منه هو اعتقاده بدين الحلاّج وابن عربي المتمثل في وحدة الموجود! إضافة إلى إدعائه النيابة!
                    وفي هذا الأمر يقول شيخ الطائفة الطوسي (قدس سره) : كل هؤلاء المدعين (للسفارة) إنما يكون كذبهم أولاً على الإمام (الحجة) وإنهم وكلاؤه فيدعون الضعفة بهذا القول إلى موالاتهم ثم يترقى بهم القول إلى قول الحلاجية (أنا الحق) كما اشتهر من أبي جعفر الشلمغاني ونظرائه عليهم جميعاً لعاين الله تترى!!المصدر : الغيبة , الطوسي , ص397 , الاثنا عشرية في الرد على الصوفية, الحر العاملي,ص179-180, بحار الأنوار , المجلسي,ج51 ص36







                    ولا يكتفى بهذا القدر من الوقاحه بل يتعداه الى التزوير

                    فيضيف كلمة ( انا الحق) الى كلام الطوسى

                    ثم يترقى بهم القول إلى قول الحلاجية (أنا الحق) كما اشتهر من أبي جعفر الشلمغاني






                    الطوسى هنا عندما قال هذه العباره (قول الحلاجيه) كان يشير الى شئ محدد ومعروف عند الكل تقريبا

                    (وعلامة الحلاجية من الغلاة دعوى التجلي بالعبادة مع تركهم الصلاة ( 6 ) وجميع الفرائض ودعوى المعرفة بأسماء الله العظمى ، ودعوى انطباع الحق لهم..........


                    …....والحلاجية ضرب من أصحاب التصوف وهم أصحاب الاباحة والقول بالحلول وكان الحلاج يتخصص باظهار التشيع وإن كان ظاهر أمره التصوف وهم قوم ملحدة وزنادقة يموهون بمظاهرة كل فرقة بدينهم ويدعون للحلاج الاباطيل)



                    (السادس: الشيخ الجليل المعتمد بن محمد الدوريسي رحمه الله في كتاب الإعتقاد فإنه بالغ في الرد عليهم وخصوصا في أمر الحلول والاتحاد........وأدنى شعب الحلاجية ولا يتأملون في أفعالهم القبيحة المخترعة وأفعالهم الردية الشنيعة ولا ينظرون إلى أنهم يجعلون التهليل لأنفسهم المزمار ويغنون كالجواري بالأشعار ويركبونها مع الأوتار والأذكار يرقصون كالدب في الجبل)
                    الإثنا عشرية - الحر العاملي - الصفحة ٤٩

                    (والفكرة الحلاجية هذه - كما ترى - متأثرة ومن غير ريب بفكرة الاتحاد المسيحي التي قال بها اكثر اليعاقبة، فقد «زعم اكثر اليعقوبية أن المسيح جوهر واحد، أقنوم واحد، الا أنه من جوهرين.
                    وربما قالوا: طبيعة واحدة من طبيعتين.فجوهر الإِله القديم، وجوهر الانسان المحدث، تركبا تركيباً كما تركبت النفس والبدن فصارا جوهراً واحداً، أقنوماً واحداً، وهو انسان كله وإله كله.فيقال: الانسان صار إلهاً، ولا ينعكس، فلا يقال: الإِله صار إنساناً.)


                    (و ذهبت الحلولية من أهل الملة و غيرها إلىأنه تعالى يحل في بعض الأجسام دون بعض كما يشاء سبحانهو إلى هذا القول ذهب أكثرالغلاة في أمير المؤمنين....اتبعهم على هذهالمقالة قوم من المتصوفة كالحلاجية و البسطامية و غيرهم.)


                    هذا تعريف الحلاجيه ومن مختلف المصادروهذا التعريف يثبت حقيقتك وهى انك مجرد انسان بهلونى مهرج

                    لا تتورع عن الكذب والتزوير وبحرفيه عاليه

                    اما سبب القتل والذى لم يشر له المؤلف

                    (الحلاج المقتول على الزندقة * ما روى ولله الحمد شيئا من العلم وكانت له بداية جيدة وتأله وتصوف ثم انسلخ من الدين وتعلم السحر واراهم المخاريق أباح العلماء دمه فقتل سنة تسع وخمسين وثلاث مائة انتهى
                    .......وهذه نبذة من كلام أهل العلم فيه قال محمد بن يحيى الرازي سمعت عمرو بن يحيى المكي يلعن الحلاج ويقول لو قدرت عليه اقتله بيدي * قلت * أيش الذي وجد الشيخ عليه قال قرأت آية من كتاب الله فقال يمكنني ان أؤلف مثله أو أتكلم به حكاها القشيري في الرسالة * وقال أبو بكر بن ممشاذ حضر عندنا بالمدينة رجل ومعه مخلاة فما كان يفارقها بالليل ولا بالنهار ففتشوا المخلاة فوجدوا فيها كتابا للحلاج عنوانه من الرحمن الرحيم إلى فلان بن فلان فوجه إلى بغداد قال فاحضر وعرض عليه فقال هذا خطي وانا كتبته فقالوا لهكنت تدعى النبوة فصرت تدعى الربوبية فقال ما ادعى الربوبية ولكن هذا عين الجمع هل الفاعل الا الله وانا واليد آلة فقيل هل معك أحد قال نعم أبو العباس بن عطاء وأبو محمد الجريري وأبو بكر الشبلي فاحضر الجريري فسئل فقال هذا كافر يقتل وسئل الشبلي فقال من يقول هذا يمنع * وسئل ابن عطاء عن مقالة الحلاج فقال بمقالته فكان سبب قتله )
                    http://shiaonlinelibrary.com/%D8%A7%...8%AD%D8%A9_315

                    (
                    وظهر أمر رجل يقال له الحلاج الحسين بن منصور... وادعاء النبوة......أن رجلا يقال له محمد بن علي القنائي الكاتب يعبد الحلاج ويدعوا الناس إلى طاعته فطلبه فكبس منزله فأخذه فأقر أنه من أصحاب الحلاج، ....
                    فاستدعى بجماعة من أصحاب الحلاج فتهددهم فاعترفوا له أنه قد صح عندهم أنه إله مع الله،)
                    http://shiaonlinelibrary.com/%D8%A7%...%D8%A9_158#top

                    تعليق


                    • #25
                      ايضا هنا نماذج من افعاله البهلوانيه
                      أما من كان منّحرف العقيدة مائلاً عن محمد وآله الأطهار ولو قيد أنملة, مذموم السيرة جعلناه تحت أقدامنا ولا كرامة , تماماً كما نفعل تجاه المنحرف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أو أصحاب الأئمة عليهم السلام. وهذا ما حثّنا عليه أئمتنا الأطهار عليهم الصلاة والسلام.
                      قال الإمام العسكري عليه السلام: «فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه، وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا كلهم، فإن من ركب من القبايح والفواحش مراكب علماء العامة، فلا تقبلوا منهم عنا شيئاً ولا كرامة، وإنما كثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل البيت لذلك، لأن الفسقة يتحملون عنا، فيحرفونه بأسره لجهلهم، ويضعون الأشياء على غير وجهها لقلة معرفتهم، وآخرون يتعمدون الكذب علينا ليجرّوا من عرض الدنيا ما هو زادهم إلى نار جهنم, ومنهم قوم نصّاب لا يقدرون على القدح فينا، فيتعلمون بعض علومنا الصحيحة، فيتوجهون به عند شيعتنا، وينتقصون بنا عند نصّابنا، ثمّ يضيفون إليه أضعافه، وأضعاف أضعافه من الأكاذيب علينا التي نحن براء منها، فيتقبله المستسلمون من شيعتنا على انّه من علومنا، فضلّوا وأضلّوا، وهم (أي الفقهاء المنحرفون) أضرّ على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد على الحسين بن علي عليهما السلام وأصحابه».المصدر : (وسائل الشيعة ج27 ص131 عن تفسير الإمام العسكري عليه السلام).






                      سوف يفتضح امرك انت هنا تقول فى المقدمه انك سوف تترك من ينحرف عن محمد وال محمد ولو قيد انمله واتيت بهذه الروايه من وسائل الشيعه للحر العاملى

                      الان سوف نعرف هل انت صادق فيما قلت او انك مجرد انسان منافق متلون لا تعرف سوى التهريج والكذب




                      وعالمٌ شيطاني يسلك بك الطريق الوعرة ثم يقذف بك في قعر جهنم!!
                      فالذين ركبوا مراكب العامة وأخذوا دينهم عن المتصوّفة كالحلاج والبسطامي وابن عربي وغيرهم لا نقبل منهم شيئاً ولا كرامة.




                      هذا هو تفسيرك للروايه مع ان العامه ليسو فقط الحلاج وابن عربى هناك علماء من العامه وضوعو علوم الحديث والجرح والتعديل واصول الفقهفلماذا لم تذكرهم ؟؟على العموم سوف نضع تفسير الحر العاملى لهذه الروايه وماذا تعنى

                      (أقول: التقليد المرخص فيه هنا إنما هو قبول الرواية لا قبول الرأي والاجتهادوالظن وهذا واضح، وذلك لا خلاف فيه، ولا ينافي ما تقدم (3) وقد وقع التصريح بذلك فيما أوردناه من الحديث وفيما تركناه منه في عدة مواضع، على أن هذا الحديث لا يجوز عند الأصوليين الاعتماد عليه في الأصول ولا في الفروع، لأنه خبر واحد مرسل، ظني السند والمتن ضعيفا عندهم، ومعارضه متواتر، قطعي السند والدلالة، ومع ذلك يحتمل الحمل على التقية.)
                      http://shiaonlinelibrary.com/%D8%A7%...%D8%A9_129#top

                      الحر العاملى هنا يقول ان التقليد هنا فقط فى نقل الروايه عن المعصومينولا يتعداه لقبول الرأى والاجتهاد والحكم بالظن كما يفعل علماء الاصول .

                      وعلماء الاصول انحرفو عن اهل البيت وتبعو العامه كما يقول الاخباريون

                      (ثانياً : وذهب الاخباريون إلى أن علم الاصول ما هو الانتاج للمذهب السنيثالثاً : وذهب الاخباريون إلى ان علم الاصول عند اصحابنا ـ الامامية ـ يتبنى نفس الاتجاهات العامة في الفكر السني)


                      تفضل واثبت لنا انك لست منافق وتكيل بمكيالين وتبرأ من المنهج الاصولى ورموزه لانهم اتبعو المخالفين لا اهل البيت وسلكو مسلك الاجتهاد والقول فى دين الله بالراى والطن كما يقول الحر العاملى

                      هذا بالنسبه للمنهج الاخبارى

                      اما عند الاصوليين فهذه الروايه كما نقل الحر العاملى هى ضعفه غير صحيحهالسند
                      (المتضمن لقوله عليه السلام: (فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا على هواه مطيعا لامر مولاه فللعوام أن يقلدوه) (1)، لظهوره في حصر مرجع التقليد بواجد الصفات المذكورة. وفيه - مع ضعف سنده -)

                      السيد الحكيم


                      أما قوله : الدنيا خلق من خلق الله فهل الدنيا خاليه منه ؟ اليس الله لايخلو منه مكان اليس الله ظاهر فى كل شئ كما قال الامام الحسين !!

                      أقول : لقد أجبنا على هذا سابقاً في نفس الموضوع المذكور وقلنا: الظهور يعني البروزفعندما نقول فلان بارز في البلاد أو بارز في المجتمع! هل يعني ذلك أنه متحد بهم؟! أم نقصد أنه متفرد عنهم ومتميز عنهم ؟فظهور الله تعالى في خلقه يعني تمايزه عن خلقه تعالى وتفرده عنهم! وهذا إثبات لغيريته ووحدانيته وليس العكس! لذلك مولانا الحسين عليه السلام يؤكد على ذلك بإثباته أن الله تعالى مستغن عن مخلوقاته في إظهار عظمته! (أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المُظهِرَ لك؟) فلله تعالى صفات تميّز بها عن خلقه لذا هو مستغن عنهم في الدلالة عليه! وأحد تلك الصفات استغناؤه المطلق عنهم واحتياجهم إليه تعالى.






                      كيف تصورت ان هذا الرد البائس سوف يمر علىلماذا لم تعلق على بترك وتحريفك للروايه ( ان الله خلو من خلقه وخلقه خلو منه)
                      حيث ان الروايه لها معنى ومدلول بعيد ومختلف عن ما نتكلم عليه
                      (اسماء الله وصفاته)


                      فستشهادى بقول الامام الحسين ( انه ظاهر وهذا الظهور اوضح من ظهور كل شى)

                      كان فقط ردا عليك من ان الدنيا خلق من خلق الله فهل الدنيا خاليه منه ؟؟ومع ذالك تفسيرك لكلام الامام الحسين هو تفسير اعرج فانت تقول فى البدايه ان البروز يعنى التفرد عن بين الناس وليس معناه انه متحد

                      من من العرفاء الشيعه قال انه يوجد اتحاد بين الله وخلقه ؟
                      ومن اين اتيت بكلمه بروز ؟؟

                      هل هى موجود فى فقرات الدعاء !!الكلمه الموجود فى الدعاء التى وصف بها الامام الحسين عليه السلام الله هى الظهور (كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِما هُوَ فى وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ اِلَيْكَ، اَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ ما لَيْسَ لَكَ، حَتّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ، مَتى غِبْتَ حَتّى تَحْتاجَ اِلى دَليل يَدُلُّ عَليْكَ، وَمَتى بَعُدْتَ حَتّى تَكُونَ الاْثارُ هِىَ الَّتى تُوصِلُ اِلَيْكَ)الامام الحسين هنا يؤكد ان الاشياء فى اصل وجودها بفيض من الله ( الموجود )كلمة الامام الحسين ( فى وجوده مفقتر لله) وليس ( لوجوده)
                      الله موجود والدليل انه موجود هو الوجود الذى نراه على شكل مخلوقاتوهذا الوجود هل هو بصفة اتحاد مع الله ؟
                      لا يقتضى ذالك ابداالله موجود والانسان والحيوان والجماد موجودان
                      الانسان والجماد ماده والله منزه عن الماده وحقيقة الوجود اساس هى فوق الماده ليس لها وجود خارجى

                      وبقية فقرات الدعاء
                      اولا

                      تبين هذا الامر بشكل جلى وواضح ثانيا
                      تنسف تفسيرك الاعرج لهذه الفقره التى لم تستطع ان تردها الا بعد ان اضافت كلمه من عندك ( البروز)

                      فظهور الله تعالى في خلقه يعني تمايزه عن خلقه تعالى وتفرده عنهم! وهذا إثبات لغيريته ووحدانيته وليس العكس! لذلك مولانا الحسين عليه السلام يؤكد على ذلك بإثباته أن الله تعالى مستغن عن مخلوقاته في إظهار عظمته! (أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المُظهِرَ لك؟) فلله تعالى صفات تميّز بها عن خلقه لذا هو مستغن عنهم في الدلالة عليه



                      اما الغيريه والوحدانيه فصحيح اما بقيه كلامك بان معنى كلام الامام الحسين هوتبيان ان الله مستغن عن خلقه فى اظهار عظمتهفهذا الادعاء تكذبه بقية فقرات الدعاء

                      (اِلهى اَمَرْتَ بِالرُّجُوعِ اِلَى الاْثارِ فَاَرْجِعْنى اِلَيْكَ بِكِسْوَةِ الاَْنْوارِ، وَهِدايَةِ الاِْسْتِبصارِ، حَتّى اَرْجَعَ اِلَيْكَ مِنْها كَما دَخَلْتُ اِلَيْكَ مِنْها، مَصُونَ السِّرِّ عَنِ النَّظَرِ اِلَيْها، وَمَرْفُوعَ الْهِمَّةِ عَنِ الاِْعْتِمادِ عَلَيْها)

                      الامام الحسين عليه السلام يؤكد ان رجوعه للاثار(الوجود - العظمه التى هى موجوده فى هذا الوجود -الرحمه - الكرم - القدره - الحول - القوه -الجمال -) جعله يرجع الى الله مباشر (حَتّى اَرْجَعَ اِلَيْكَ مِنْها كَما دَخَلْتُ اِلَيْكَ مِنْها،)رجع الى الله منها -الاثار - (الخلق )بعد ان دخل على الله منها

                      هذا هو المعنى وليس تفسيرك الاعرج البهلوانى

                      أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المُظهِرَ لك؟) فلله تعالى صفات تميّز بها عن خلقه لذا هو مستغن عنهم في الدلالة عليه! وأحد تلك الصفات استغناؤه المطلق عنهم واحتياجهم إليه تعالى.






                      أما قوله : الم يقل الامام على داخلٌ في الأشياء لا كشيء في شيء داخل ، وخارجٌ منها لا كشيء من شيء خارج

                      أقول : لقد أجبنا على هذا أيضاً وقلنا:أولاً : ان هذه الخطبة الشريفة من الأحاديث المتشابهة وقد أمرنا الأئمة الأطهار عليهم السلام برد المتشابه للمحكم : عن الإمام الرضا عليه السلام قال : من رد متشابه القرآن إلى محكمة هدى إلى صراط مستقيم ثم قال : إن في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن ومحكماً كمحكم القرآن فردوا متشابهها إلى محكمها ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا.المصدر: عيون أخبار الرضا (ع) , الشيخ الصدوق , ج 2 , ص261






                      ياسبحان الله من اين عرفت هذا الكلام هو من المتشابه

                      ومع ذالك راجعنا بقة كلام الامام على فوجدنا ان الخلق ماهو الا تجلى لله (الحمد لله المتجلي لخلقه بخلقه و الظاهر لقلوبهم بحجته)
                      (هو في الاَشياء على غير ممازجة، خارج منها على غير مباينة)




                      ثانياً : الإمام عليه السلام ينفي ما يسمونه وحدة بين الخالق والمخلوق! ينفي وجود أي شكل من أشكال الوحدة ويثبت الغيرية
                      فهو بحق يثبت عليه السلام الغيرية بين الله ومخلوقاته ويرد على خزعبلات الوحدة في عين الكثرة والكثرة في عين الوحدةالدخول هنا المقصود به الهيمنة وبسط القدرة وخروجه منها خروج (مغايرة) لها لا إخلاء هيمنة عليها لذلك يقول (لا كشيء داخلٍ في شيء). لذا نفى أن يكون دخول شيئية كما هي عقيدة العرفاء والمتصوفة.وهذا رد على أدعياء وحدة الوجود. فلا وحدة بين الخالق والمخلوق مطلقاً بل هناك غيريةوإذا بدى لك متشابهاً فرده إلى المحكم تفهمه (تنزه عن مجانسة مخلوقاته وجلّ عن ملائمة كيفياته)يقول العلاّمة المجلسي رحمه الله في شرحه : ( تنزّه ) أي تباعد وتقدّس عن ( مجانسة مخلوقاته ) أي أن يكون من جنسها إذ لا يشاركه شيء في المهيّة.المصدر : بحار الأنوار , العلامة المجلسي, ج84 ص344.




                      صحيح هذا المعنى من الوحدة بين الخالق والمخلوق الله هو المخلوقالمخلوق هو اللهلاوجود لها ولا يقول بها الا المجانين والحمقى
                      ومن يكرر اتهامهم هو اقل مرتبه منهم




                      وفي شرح هذه الخطبة يقول السيد دستغيب: أما قوله: (داخل في الأشياء) فالمعنى أنه لا يوجد أي شيء من الأشياء , ولا أي جزء من أجزاء العالم خارج تصرف وتدبير الله (سبحانه وتعالى) ولا خارج حضوره العلمي, ولا يمكن لأي شيء أن يستغني في وجوده عن فيضه تعالى)
                      وأما قوله (لا كشيء داخلٍ في شيء)...........




                      اولا تحتج علينا بقول احد العلماء وكانه امام معصوم كلامه لا يقبل النظر
                      الامام على لو كان يقصد من كلمة داخل فى الاشياء هذا المعنى ( متصرف ومدبر وانها تحت حضوره )لقال مهيمن مراقب لا داخل فيها

                      فاذا كان تفسير الدخول هو هذا التفسير فلا معنى اساسا من بقية كلام الامام على(خارج عن الاشياء ) وهذا الفعل من الامام على سوف يكون لغوا وزياده لا معنى لها
                      والسيد رحمه الله قد نقض تأويله وتفسيره السابق بالاحقنضع تفسير السيد
                      وأما قوله (خارج عن الأشياء)
                      فبمعنى أن ذاته المقدسة بعيدة عن أن تكون متلبسةً بالأشياء , ومنزهةٌ عن الاتصاف بصفاتها





                      طبعا اكيد ان ذات الله منزه عن الصفات الخلق والتركيب والحدوث والتى هى صفات المخلوقينولكن اذا كان الامام على بين هذا الامر فى الجزء الاول من هذا الكلام فلماذ يعيده هنا ؟السيد كان يقول ان معنى الدخول فى الاشيا التصرف والحضور العلمى



                      داخل في الأشياء) فالمعنى أنه لا يوجد أي شيء من الأشياء , ولا أي جزء من أجزاء العالم خارج تصرف وتدبير الله



                      فكيف صار معنى الخروج هنا
                      وأما قوله (خارج عن الأشياء) فبمعنى أن ذاته المقدسة بعيدة عن أن تكون متلبسةً بالأشياء , ومنزهةٌ عن الاتصاف بصفاتها






                      وهذا المقصع من هذه الروايه الاخرى يبن الامر بشكل اوضح(هو في الاَشياء على غير ممازجة، خارج منها على غير مباينة، ...)

                      هو فى الاشياءهو فى الاشياء ، ولم يدعى احد من العرفاء ان الاشياء هى الله

                      وخروجه لا على صفة مباينه




                      أما قول العقيق بأن وجودنا أمام وجود الله لا شيء حيث قال : ان كان القصد من هذا الكلام هوان ظهور الانسان والعبد امام ظهور الله لا شئ

                      أقول : هذا أيضاً بيناه سابقاً بالتفصيل وقلنا : الله تعالى عند الحديث عن وجود عباده في مقابل وجوده تعالى لم يذكر أبداً أنهم عدم أو وهم وخيال ولا حقيقة لوجودهم بل يصفهم بالذلة والفقر والعبودية كما في الآيات الشريفة والأدعية المأثورة عن آل رسول الله(أنت الرب وأنا المربوب) , (أنت الغني وأنا الفقير) , (أنت الخالق وأنا المخلوق) هذه وجوه المقابلة ولم يقل أحد من المعصومين عليهم السلام (أنت الحقيقة وأنا الخيال)




                      لماذا بترت كلامى متى سوف تكبر وتنضج ؟متى سوف تتحلى بالامانه والصدق ؟الى متى وانت لا تتقى الله فى نفسك ؟

                      انا بيت كلامى وشرحته لك وقلت لك ان كان القصد هوان ظهور الانسان امام ظهور الله لاشئ لا ان الانسان غير موجود
                      ان لا حول له ولا قوة، فقط هناك حول الله وقوته
                      ان لا اراده له ولا مشيئه، فقط هناك ارادة الله ومشيئته
                      ان الجمال الموجود عند الانسان هو جمال الله

                      فهو قمة الايمان ولم اقل انه خيال واما عن ما ادعيت من انه الروايات لم تذكر ان انك (انت الحقيقه وانا الخيال)

                      ايضا لم يقل احد من العرفاء او الفلاسفه انى انا وهم وخيال وانت الحقيقه

                      العرفاء لم يستخدموا هذه الكلمات عند مخاطبة الله يا فهيم يا عبقرى

                      هذه المفردات قيلت فى تبيان وشرح حقيقه للناس فالناس هم المخاطبون

                      وهذه الحقيقه التى بينوها وشرحوها فى كتبهم قد تلكم عنها القران واشارت لها الروايات


                      (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى)

                      (يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ)

                      تعليق


                      • #26
                        لقد أجبنا على الاشكالات المطروحة سابقاً فلا داعي للاعادة

                        http://saihat.net/vb/showthread.php?...دق-عليه-السلام

                        تعليق


                        • #27
                          العرفاء في أيام التقية!!
                          كان المراجع والفقهاء العظام في النجف الأشرف وقم المقدسة يحاربون العرفان المزيّف أشد محاربة ويمنعون تدريسه في الحوزات العلمية!
                          لذلك كانت تلك الفترة من أشد الفترات صعوبة على العرفاء والمتصوّفة, فقد كانوا في تقية شديدة جداً لدرجة أنهم كانوا يدرسون كتب الملا صدرا في السراديب!!!!!

                          يقول الشيخ المحمدي الجيلاني: كان يوجد في حوزة قم العلمية المقدسة أشخاص ساذجون فكرياً (العلماء والفقهاء) وذوو نوايا خيرة لكنهم لم يكونوا يحسنون الظن أبداً بالفلسفة والحكمة الإلهية والعرفان، وقد أوجدت معارضتهم لها أجواءً مضادة للفلسفة والعلوم العقلية، كانت من القوة إلى درجة تكفي لاغتيال شخصية كل من يقوم بتدريس الفلسفة ... عن الملا صدرا الذي حكموا بكفره!! فقد بلغ هجومهم ضد آرائه درجة كان الذين يدرسون كتبه يضطرون إلى التخفي في ذلك واختيار السراديب والأماكن البعيدة عن الأنظار لدراسة كتب هذا العالم الجليل.
                          المصدر : قبسات من سيرة الإمام الخميني - قسم التعليم الحوزوي- ص19.

                          تلاحظ أخي القارئ الكريم هجوم العلماء والفقهاء على أصحاب العرفان المزيّف وكيف تصدوا لهم وحاربوهم لكي لا ينشروا انحرافاتهم وضلالهم بين الطلبه, ومن جهة أخرى ترى حالة الخوف التي كان يعيشها العرفاء في ذلك الوقت وكيف كانوا يمارسون التقية الشديدة لدرجة أنهم يدرسون كتب الملا صدرا في السراديب والأماكن البعيدة عن الأنظار!
                          وحينما حاول الطباطبائي (صاحب الميزان) تدريس الأسفار علناً في قم المقدسة أمر آية الله البروجردي (قدس سره) بقطع راتب الطلاّب الذين يحضرون درسه!
                          المصدر : الشمس الساطعة , الطهراني, ص101.

                          وقد كان الخميني ضمن ثلاث أشخاص فقط كانوا يدرسون كتاب الفصوص عند الشاه آبادي وبعد مدة بسيطة أصبح لوحده!!

                          ويصرّح الخميني أيضاً بأن الشاه آبادي نفسه رفض تدريسه كتاب الفصوص أولاً ثم ألح عليه الخميني بإصرار شديد حتى استجاب له.
                          المصدر العارف الكامل الشاه آبادي, ص12-13, قبسات من سيرة الإمام الخميني, الحياة الشخصية, ص349-350.

                          وكان العرفاء في النجف الأشرف يمارسون التقية بشكل أكبر حيث أن العلماء والفقهاء تصدوا لهم بكل قوة!
                          ينقل صاحب كتاب مدرسة العرفاء وكذلك صاحب كتاب أسوة العرفاء تحت عنوان

                          (محنة العرفان ومصائب العارفين) :
                          عن العارف عبد الكريم الكشميري قال : كان السيد القاضي مشهوراً بالعرفان في النجف , ولذا كان تلاميذه يحذرون من التردد على بيت أستاذهم خوفاً من ألسنة المعاندين (الفقهاء) فكانوا لا يدخلون داره إلى أن يفرغ الزقاق من المارة!!
                          ويقول عبد الكريم الكشميري أيضاً : كنت يوماً واقفاً مع السيد القاضي في صحن مرقد أمير المؤمنين عليه السلام فرآني أحد فضلاء الحوزة وأخذ يهز رأسه أسفاً على وقوفي مع السيد القاضي.
                          وكان آية الله علي محمد البروجردي يقرر درس السيد القاضي فمنعه أحد علماء النجف المعروفين من حضور درس السيد القاضي وقال له: لا تذهب إلى هذه المجالس فتتخلف عن الحصول على درجة الاجتهاد في علوم الحوزة في الفقة والأصول .فكان يأتي سراً ويحضر درس أستاذه!!!
                          المصدر :مدرسة العرفاء, إبراهيم سرور, ج1 ص339, أسوة العرفاء, صادق حسن زادة, ص97- 142.

                          وينقل أيضاً تحت عنوان

                          (ينبغي المداراة مع الفقهاء) :
                          ان السيد محمد حسن نجل السيد علي آقا القاضي يقول : ان العلماء في النجف الأشرف كانوا يبتعدون ما أمكن عن الخوض في البحوث والمسائل العرفانية وينكرون الكتب المنسوبة إلى هذه الفرقة فإن كتاب ((مولوي)) من الكتب الممنوعة ونادراً ما كان يوجد ضمن كتب الطلبة وكان البعض يغالي بأن كان يأمر بإخراجه من ضمن الكتب الفقهية, لأنه دنس (كذا) ويجب إبعاده عن الكتب التي تحوي كلام المعصومين عليهم السلام.
                          وكان له (أي القاضي الطباطبائي) من المعاندين والمخالفين (من الفقهاء) كثرة في النجف الأشرف , فإذا كان من رأيه مجاملة ومسايرة المجتمع الذي يعيش فيه فإنه من الحزم أن لا يصرّح بشيء من أمثال هذه الآراء (العرفانية) التي بظاهرها تنافي ما عليه جماعة العلماء والفقهاء!!
                          ولقد ناقشه غير واحد من أخصائه- وأنا بالذات- فكان الجواب الأخير : أتريد أن يذكر في التاريخ بأن القاضي خالف فقهاء زمانه ؟! ولا أريد أن أذكر هكذا أبداً.
                          المصدر : مدرسة العرفاء, إبراهيم سرور, ج1 ص372, أسوة العرفاء, صادق حسن زادة, ص142 نقلاً عن صفحات من تاريخ الأعلام, ج1 ص331.

                          يمارسون التقية في دراسة كتاب الفتوحات لابن عربي:
                          يقول الشيخ عبّاس القوجاني: كنت أذهب يوميّاً قبل الظهر إلى محضر المرحوم القاضي لساعتين ، وهو الوقت الذي يتشرّف فيه جميع تلامذته والمشغوفون به بالحضور عنده . وكنت في هذه السنوات الأخيرة أقرأ له كتاب « الفتوحات » فكان يستمع لي ، فإذا ورد علينا شخص غريب فقد كنتُ أقطع قراءتي فيتكلّم المرحوم القاضي عن مواضيع أُخرى .
                          المصدر : الروح المجرد , الطهراني, ص342.

                          طرد العارف حسن مسقطي من النجف بسبب ترويجه العرفان المزّيف!!
                          قال الطهراني في كتابه الروح المجرد : أنّ المرحوم السيّد حسن الإصفهاني المَسقطي وكان من أعاظم تلامذة المرحوم القاضي وله علاقات ممتدّة وحسنة جدّاً مع السيّد الحدّاد .... وكان السيّد هاشم يذكر السيّد حسن المسقطي ّ كثيراً في كلامه ويقول : كان له حماسٌ شديد وتوحيدٌ رفيع ، وكان أُستاذاً في البحث وتدريس الحكمة.... وكان يجلس في الصحن المطهّر لأمير المؤمنين عليه السلام فيدرّس الطلاّب درس الحكمة والعرفان ، وكان يثير الحماس والهيجان بحيث كان يبعث في طلاّبه روح التوحيد والخلوص والطهارة بدروسه المتينة المحكمة ، ويسوقهم إلي الإعراض عن الدنيا والاتّجاه صوب العقبي وعالم التوحيد الحقّ. ولقد نقل أتباع المرحوم آية الله السيّد أبي الحسن الإصفهاني ّ قدّس سرّه له : بأنّ السيّد حسن لو استمرّ في دروسه لقلب الحوزة العلميّة إلي حوزة توحيديّة ، ولأوصل جميع الطلاّب إلي عالم الربوبيّة الحقّ وإلى حقيقة عبوديّتهم, لذا فقد مُنِع تدريس علم الحكمة الإلهيّة والعرفان في النجف؛ كما أُمِر السيّد حسن بالذهاب إلي « مسقط » للتبليغ وترويج الدين . ولم يكن للسيّد حسن أدني رغبة في الخروج من النجف الاشرف....)
                          المصدر : الروح المجرد, الطهراني, ص112- 113.

                          أقول : لقد كان حسن مسقطي هذا حلاجي العقيدة ويصرّح بعقيدة الحلاج علانية! فلذلك طرد من النجف الأشرف !
                          يقول حسن مسقطي: في وحدة الذات (الإلهية) ووحدة الوجود تبدأ نزهة الجذبة الرحمانية: "سبحاني ! ما أعظم شأني !" كما يقول البسطامي. وتبدأ الجذبة منزهة عن شرك الحس ، فكله لسان رباني محدث ، وكله عين بصيرة ، وكله سمع كليمي يسمع به في وجوده نداء الحق: "أنا الحق ! أنا الحق !" كما يقول الحلاج!!
                          المصدر: قدوة العارفين سيرة العارف حسن المسقطي, تقي الموسوي, ص191.

                          فالرجل حلاجي العقيدة وكان يصرّح بعقيدته تلك في العلن وهذا ما جعل السيد أبو الحسن الأصفهاني يتخذ إجراء إبعاده عن النجف الأشرف إلى مسقط ولكن العرفاء حرّفوا القضية وجعلوا ذلك الطريد رسولا الى مسقط للتبليغ!!
                          مع أن النص الذي ذكروه يفضحهم حيث أنّ إبعاده عن النجف الأشرف متلازم مع منع المسقطي من تدريس العرفان!
                          فتلاحظ أخي القارئ العزيز موقف علمائنا الأبرار الرافض لهذا العرفان المزيّف الشيطاني ومحاربتهم له !
                          وهذا من الأسباب الرئيسية التي منعت العرفاء من الجهر بعقيدتهم الحلاجية أو تدريسها في تلك الفترة!
                          وقد حصّنت هذا المواقف المشرّفة من فقهائنا الأبرار الطلاب من الانجرار إلى هذا المسلك الشيطاني!
                          لقد كان خميني قبل الثورة يدرّس العرفان لعدد محدود جداً وفي مجالس خاصة بعيدة عن الأنظار!
                          يقول الشيخ الايزدي: كان (الخميني)يقوم...بتدريس الكتب العرفانية ولكن في مجالس خاصة!!
                          المصدر: قبسات من سيرة الخميني, ميدان التعليم, 163.

                          ولكن بعد الثورة تغير كل شيء فأصبح الخميني يدرّس العرفان في العلن وتُسجّل محاضراته وتبث أشعاره العرفانية الحلاجية في الإذاعة الرسمية!!

                          فكل أجواء الخوف والوجل تلاشت بعد الثورة الإيرانية وأصبح الفقهاء هم الذين يضطرون للتقية من العرفاء!!
                          وغدى تدريس العرفان المزيّف الباطل ليس مقصوراً على الحوزات العلمية في إيران بل حتى جامعاتها!!
                          المصدر : انظر مقدمة كتاب محيي الدين ابن عربي الشخصية البارزة في العرفان الإسلامي, الدكتور محسن جهانكيري أستاذ الفلسفة في جامعة طهران.


                          يتبع...

                          تعليق


                          • #28
                            نماذج من أقوال الحلاّج على لسان العرفاء


                            النموذج الأول : مقولة الحلاّج (أنا الحق) على لسان العرفاء!

                            تعتبر مقولة الحلاّج (أنا الحق) أشهر أقواله الكفرية على الإطلاق وتأتي بعدها في الشهرة قوله (ليس في جبتي سوى الله) التي يشترك فيها مع أبي يزيد البسطامي وغيره, كما أن لديه العديد من الأقوال الكفرية الأخرى التي سوف نناقش بعضها في المقالات القادمة إن شاء الله تعالى.
                            أما في هذه المقالة لنا وقفة مع مقولته الكفرية الشهيرة (أنا الحق) حيث سنعرض تصريحات العرفاء بها وموافقتهم لصاحبها.
                            إنّ مقولة الحلاّج (أنا الحق) من أوضح مقولاته الكفرية الجامعة لخلاصة عقيدته الكفرية وحدة الموجود فهو بكل صراحة يقول : أنا الله!!

                            يقول المعلّق على ديوان الخميني: (أنا الحق) ومثلها عبارة (سبحاني ما أعظم شأني) و (ما في الجبة إلا الله) عبارات منسوبة إلى الصوفي الحسين بن منصور الحلاج الذي انتهى في صوفيته إلى عقيدة وحدة الوجود وأن كل ما هو في الوجود هو والله واحد!

                            المصدر : ديوان الخميني المسمى الفناء في الحب,الترجيعات رقم (5) هامش رقم (22).

                            وقد بيّنا فيما سبق بأن هناك فرق بين (وحدة الوجود) و (وحدة الموجود) ولكن جرى العرف بين أهل العلم على شمولهما بتعبير واحد وهو (وحدة الوجود).
                            وعبارات الحلاّج تندرج تحت وحدة الموجود لا وحدة الوجود كما بينا ذلك سابقاً,
                            والعرفاء أيضاً يعتقدون بوحدة الموجود أي أن كل الموجودات هي شيء واحد في حقيقتها وذلك الشيء هو الله سبحانه وتعالى!!

                            يقول حسن زادة آملي : العارف في هذا المقام (أي مقام الفناء في الذات) يرى جميع أنواع الكائنات المختلفة متحدة كما أن الجاهل يحسبها متكثرة... وفي هذا المقام يتحقق بحقيقة التوحيد وكلمة ((لا إله إلا الله)) الطيبة، قائلاً بلسان الحقيقة ((يا هو يا من ليس إلا هو)) فإذن لا يبقى له ولا للممكنات الأخرى هوية، بل هوية الكل مضمحل ومتلاشٍ في تجلّي حقيقة الحق!!
                            المصدر : السير إلى الله , حسن زاده آملي, ص164- 165.

                            وهذه العقيدة (وحدة الموجود) لا يظهرونها مباشرة في العلن, بل يحيطونها بشيء من الطلاسم والعبارات المبطنة, وإذا سألتهم عنها قالوا : نحن لا نقول بوحدة الموجود إنما نقول بالوحدة في عين الكثرة والكثرة في عين الوحدة!!
                            ومع أن هذا القول باطل وهو كقول النصارى الثلاثة في واحد والواحد في ثلاثة!! إلا أن الحقيقة هي اعتقادهم بالوحدة الحقيقية المحضة بين الله وخلقه (وحدة الموجود) كعقيدة الحلاّج تماماً, ولكنهم لا يذكرون ذلك إلا في مجالسهم الخاصة! فيصرّحون بأقواله الكفرية مثل (أنا الحق) و (سبحاني ما أعظم شأني) و (ما في الجبة إلا الله) لكي يعرفوا أصحابهم وأولادهم على الذات الإلهية كما صرّح بذلك الطهراني حينما قال : لا إشكال في هذا النحو من التعبيرات (أنا الحق , ليس في جبتي سوى الله) في المجالس الخاصّة مع بعض الأحبّة والأعزّة من الأولاد أو الأصحاب لتعريف ذات الحقّ ووصول عبد الله إلى مقام الفناء في الله!!!
                            المصدر : الروح المجرّد , الطهراني, ص443.

                            لاحظوا أنه يقر بأنّ تلك العبارات بهدف تعريف ذات الله تعالى! وهي كفر وزندقة محضة
                            قال أمير المؤمنين عليه السلام (من تفكّر في ذات الله تزندق)

                            ومن لطف الله سبحانه وتعالى بعباده أن أجرى على لسانهم وبمداد أقلامهم هذه العقيدة فصرحوا بها في بعض مصنفاتهم, لكي يكشف الله حقيقة معتقدهم الحلاجي الباطل للناس!!

                            يقول الحلاّج:
                            خصّني واحدي بتوحيد صدق*** ما إليه من المسالك طرقُ
                            فأنا الحق حق للحق حقٌ*** لابس ذاته فما ثم فرقُ
                            المصدر: أخبار الحلاج , ص65, المطبوع بمقدمة ديوانه طبعة دار الكتب العلمية.

                            ان الحلاّج في هذا البيت من الشعر يقول بأنه: لابس الذات الإلهية!! بل هو الله والله هو وليس بينه وبين الله فرق!!
                            ولذلك حكم الفقهاء عليه بالكفر والإلحاد والزندقة وفق هذا التصريح بل حكم فقهاء عصره بهدر دمه النجس!
                            وقد مارس المتصوّفة من بعد قتله التقية الشديدة إلى درجة ادعاء بعضهم الجنون خوفاً من التكفير والقتل!!

                            يقول المدرّسي : لقد فجّر مقتل الحلاّج الصراع بين أهل الباطن (العرفاء) وأهل الظاهر (الفقهاء) وعرف أهل الباطن أن جذور الإسلام أقوى من شطحاتهم وأن ثمن التصريح بعقيدتهم وحدة الوجود قد يكون الموت واللعنة ! فاحتمى بعضهم بكهف الجنون خوفاً من اللحاق بالله عبر قنطرة الموت , مثل البسطامي والشبلي حيث اعترف الأخير أنه لولا تظاهره بالجنون لكان مصيره مصير الحلاّج!
                            المصدر : العرفان الإسلامي, المدرسي, ص174.

                            وهذا هو اعتراف الشبلي حيث قال : أنا والحلاّج شي ء واحد، لكنّهم نسبوني إلى الجنون فنجوتُ، ونسبوا الحسين (الحلاّج ) إلى العقل فهلك .
                            المصدر : الروح المجرد, الطهراني, ص445.

                            لذلك كان ابن عربي ينصح المتصوّفة بعدم التصريح بهذه العقيدة في العلن لكي لا يكون مصيرهم مصير الحلاج!!
                            فيقول :
                            فمن فهم الإشارة فليصنها *** وإلا سوف يقتل بالسنانِ
                            كحلّاج المحبة إذ تبدّتْ*** له شمس الحقيقة بالتداني
                            فقال أنا هو الحق الذي لا*** يغير ذاته مر الزمانِ
                            المصدر: شرح وتحقيق ديوان الحلاج , هاشم عثمان,ص21, مؤسسة النور للمطبوعات.

                            فحينما يريد ابن عربي أن يقول (أنا الحق) يمارس التقية ويلف ويدور ولا يقولها مباشرة كما قالها الحلاّج!!

                            يقول حيدر الآملي : أشار الشيخ الكامل محيي الدين بن العربي- قدس الله سرّه في أبيات له:
                            ففي الخلق عين الحقّ ان كنت ذا عين ** وفي الحقّ عين الخلق ان كنت ذا عقل
                            و ان كنت ذا عين و عقل فما ترى ** سوى عين شي ء واحد فيه بالشكل.
                            المصدر : جامع الأسرار , حيدر الآملي, ص113.

                            ويقول ابن عربي أيضاً:
                            فظاهر الحق خلق ... وباطن الخلق حق
                            الفتوحات المكية, ابن عربي,ج4 ص246.

                            ويقول أيضاً:

                            الرب حق والعبد حق * * يا ليت شعري من المكلف؟
                            المصدر : مصباح الأنس , محمد حمزة الفناري, ص543.

                            ومعنى هذه الأبيات أن المخلوقات عين ذات الله وان الله هو عين المخلوقات أي هو هي وهي هو!! (والعياذ بالله) وهذا كقول الحلاّج ( أنا الحق) ولكن ابن عربي يعرف حساسية مقولة (أنا الحق) فإذا نطق بها كان مصيره مصير الحلاّج فلذلك يرمز لها ولا يصرّح!!
                            ولكن في بعض الفترات من الزمن تكون لهم فرجة ومتسع وتخف قيود التقية عليهم لعوامل سياسية أو اجتماعية فيصرحون بعقيدتهم الحلاجية كما فعل بعض العرفاء حينما سطروا العديد من التصريحات في كتبهم!

                            فالحلاج قال : (أنا الحق)
                            ولكن المطهري مثلاً جاء بصيغة أخرى فقال (أنا هو)!!

                            يقول المطهري : إن العرفاء يعبرون (الأنا) الحقيقية , لو عرفت بالمعرفة العرفانية , فهي تعتبر بنظر ما
                            عين ذات الحق, أي أنه في نظرهم (أنا) تساوي (هو).

                            المصدر: العرفان والدين والفلسفة , المطهري, 138-139.

                            والمطهري حينما صرّح بهذا التّصريح جاء به على لسان جميع العرفاء فقال : إن العرفاء يعبرون...)
                            أي أن كل العرفاء يعتقدون أنا تساوي هو!!
                            وقد استخدم هذه العبارة الحلاّج أيضاً فقال: الحق ما أسلمه إلى خلقه, لأنه هو, واني هو , وهو هو.
                            المصدر: كتاب الطواسين , الحلاج, 153, منشورات الجمل.

                            واستخدمها البسطامي أيضاً فقال: أنا هو وهو أنا وهو هو!!
                            المصدر: تلبيس إبليس, ابن الجوزي,ص414.

                            وقال البسطامي في نص آخر : أنا لست أنا، بل أنا الحقّ!!
                            المصدر : الشمس الساطعة, الطهراني, ص275-276.

                            فالمطهري = الحلاّج = البسطامي

                            أما الفرق بينهم هو:
                            أن الحلاّج صرّح بعقيدته على رؤوس الأشهاد في وقت كانت فيه هيمنة رجال الدين في ذلك العصر قوية فرفع على حبل المشنقة!!
                            و البسطامي ادعى الجنون فنجا من الموت المحتم!
                            أما المطهري كتمها عن الناس وجعلها مستورة في بطون الكتب وهو إلى جانب ذلك ينشر ويؤلف في فترة قيود التقية فيها أخف من فترات سابقة!!

                            ومن العرفاء من يستخدم الطلاسم والعبارات المبطّنه لكي يخفي عقيدته الحلاجية!! ولكن مع قليل من التأمل تكتشف عقيدته بوضوح!

                            ومن الأمثلة على ذلك كمال الحيدري الذي يقول عند حديثه عن الفناء الذاتي : وهو الأرقى وبه يصل العبد إلى التوحيد الذاتي فهو الفناء وعدم الالتفات إلى الذات فضلاً عن أفعالها وصفاتها , وبذلك لا يرى العبد غير الله تعالى , وأنه مجرد مملوك لا يناسبه حتى قول (أنا) فضلاً عن الشعور بها ... إن حجاب الإنّية هو أكثف الحُجب وأعقدها حيث يحتجب القطرُ عن البحر , وممّا لا شك فيه هو أننا لا نلتفت إلى حجابيّة (الأنا) ....(بيني وبينك إني ينازعني) فإنّية النفس والذات مانعة عن الانفتاح على ذلك الأفق النوراني الذي لا يحدّه حدّ . إذن ينبغي أن يكون الهدف الأسمى هو العود إلى ذلك الأصل واندراج وانطفاء ذواتنا في طيّ الذات الواجبة (الله) كما تندرج القطرة في البحر , وهذا هو معنى الفناء الحقيقي للذات , فلا غضاضة بعد ذلك إذا ما سُئلت القطرة : ما أنتِ ؟ فتقول: أنا البحر!!
                            المصدر : العرفان الشيعي, كمال الحيدري,ص 252-253.

                            أقول : إذاً لا غضاضة (عند كمال الحيدري) إذا ما سُئل الحلاّج ما أنت؟, فقال : أنا الحق!!
                            وقول كمال الحيدري عن الفناء الذاتي بأنه الأرقى يذكرك بوصفهِ لمرتبة الحلاّج حينما قال (أنا الحق) بالمرتبة السامية والرفيعة!!
                            وكذلك لاحظ قوله : (لا يرى العبد غير الله تعالى) وقوله (وعدم الالتفات إلى الذات) فضلاً عن أفعالها وصفاتها.
                            فهو نفس الكلام الذي وصف به الحلاّج والبسطامي حينما قال: إن القائلين بذلك (أي أنا الحق وسبحاني وغيرها) هم من السُلاك الذين وصلوا إلى مرتبة لا يرون في الوجود أحداً غير الله تعالى، فهم لا يرون حتى ذواتهم لأنها فنيت في الله تعالى، بمعنى عدم الالتفات لها أبداً!!)
                            المصدر: من الخلق إلى الحق, كمال الحيدري, ص95- 96.

                            إذاً الحلاّج وصل إلى الفناء الذاتي الذي وصفه الحيدري بأنه الأرقى والهدف الأسمى!!
                            فليس عند الحيدري مشكلة في مقولة الحلاّج (أنا الحق) بل يعتبر هذا القول من المراتب السامية والراقية في العرفان!!
                            ومما يؤكد مسلكه الحلاجي أنه استشهد بصدر بيت شعر للحلّاج في هذا المقام وهو قوله (بيني وبينك إني ينازعني)
                            يقول الكاتب في الهامش: هذا صدر بيت شعر وعجزه هو (فارفع بلطفك إني من البينِ) وهو من أشعار الحسين بن منصور الحلاّج!
                            المصدر : العرفان الشيعي, كمال الحيدري, هامش ص 252.

                            فهو يستشهد لبيان الفناء الذاتي بأشعار الحلاّج وأقواله وهذا يدل على أن عقيدتهم الأرقى هي عقيدة الحلاّج وكما عبر عنها عارف آخر بأنها أعلى درجات العرفان!

                            أما إشكال كمال الحيدري الوحيد على الحلاّج هو كشف هذه العقيدة أمام الملأ حينما قال (أنا الحق) فوق رؤوس الأشهاد!

                            ومن مثال البحر الذي ضربه الحيدري لبيان عقيدتهم الحلاجية إلى مثال النار الذي جاء به حيدر الآملي !
                            يقول : في مقام التوحيد الصرف المعبر عنه بالفناء في التوحيد المشار إليه في قول العارف : (أنا الحق , سبحاني ما أعظم شأني) وقد ضربنا في هذا قبل ذلك مثالاً لطيفاً لئلا يتوّهم الجاهل في كلام هؤلاء القوم (الحلاّج والبسطامي) ليس له تحقيق وهو أنهم قالوا:نفرض هناك ناراً موصوفة بالضوء والإحراق والحرارة والإنضاج وغير ذلك , ونفرض بإزائها فحماً موصوفاً بالظلمة والكدورة وعدم الحرارة والإنضاج , ثم نفرض أنه حصل لهذا الفحم قرباً إلى تلك النار بالتدريج واتصف بجميع صفاتها فصار ناراً وحصل منه ما حصل من النار , بل صار هو هي , فلا يجوز له أن يقول أنا النار؟ كما قال العارف (الحلاّج) أنا الحق؟ ومعلوم أنه يجوز لأنه صادق في قوله وفيه قيل : أنا من أهوى ومن أهوى أنا !!
                            المصدر : تفسير المحيط الأعظم, حيدر الآملي ,ج4 ص221, أسرار الشريعة وطوار الطريقة وأنوار الحقيقة, حيدر الآملي , ص270-271.

                            لا تتوهموا يا فقهاء الشيعة بأن قول الحلاّج (أنا الحق) كفرٌ وزندقة , لا بل هو الإيمان الخالص والعرفان الكامل فيجوز للحلاج أن يقول : أنا الحق فقد قالها بعد تحقيق والقائل صادق!! (والعياذ بالله)
                            هكذا يبرر العرفاء أقوال الحلاج الكفرية ويلبسونها ثوب الإسلام!!
                            واللطيف أن يختم حيدر الآملي تصريحهُ هذا بقوله: وهاهنا أسرار لا يجوز إفشاؤها أكثر من هذا !!!!!!!!
                            المصدر: نفس المصدر السابق.

                            لقد اعترف الآملي هنا بكشف جزء من السر ويعتذر عن إفشاء الباقي بعدم الجواز ولا ندري ماذا يريد أن يقول أكثر ! فعقيدتهم أصبحت واضحة للجميع!
                            ولكن بعض البشر لا يكتفي للتيقن من قضية ما بدليل أو اثنين فلذلك نذكر أدلة أخرى حتى يستيقنوا إن شاء الله!

                            ومن العرفاء من ترك التقية وكشف عن حقيقة معتقده الحلاجي وصرّح بكل وضوح بقوله (أنا الحق) كالعارف حسن مسقطي الذي طُرد من النجف الأشرف على يد زعيم الحوزة النجفية في ذلك الوقت وهو المرجع الكبير أبو الحسن الأصفهاني (قدس سره).

                            يقول حسن مسقطي: في وحدة الذات ووحدة الوجود تبدأ نزهة الجذبة الرحمانية: "سبحاني ! ما أعظم شأني !" كما يقول البسطامي. وتبدأ الجذبة منزهة عن شرك الحس ، فكله لسان رباني محدث ، وكله عين بصيرة ، وكله سمع كليمي يسمع به في وجوده نداء الحق: "أنا الحق ! أنا الحق !" كما يقول الحلاج!!
                            المصدر: قدوة العارفين سيرة العارف حسن المسقطي, تقي الموسوي, ص191.

                            تلاحظ أخي القارئ العزيز بأن العارف حسن مسقطي يردد كلمات الحلاّج والبسطامي الكفرية بكل صراحة ولا يتحرّج من ذلك!!
                            وفي نص آخر يقول المسقطي وهو يبرّر قول الحلاّج (أنا الحق) : ليس هو العارف (الحلاج) الذي يتكلم ، ولكن الذي ينطق هو الوجود البحت البسيط (أي الله). فالعامة (الفقهاء) يظنونها كفراً ، والخاصة (العرفاء) يسمونها "شطحات". والعارف صادق حتى في "شطحاته" لأن الله هو الذي يتكلم ، وحاشا للعارف أن يتكلف ، فكلامه صدق لأن حالته هي تلك. والذي قال "أنا الحق" ليس هو الحلاج!!
                            المصدر: قدوة العارفين سيرة العارف حسن المسقطي, تقي الموسوي, ص145.

                            أقول : العارف صادق حتى في شطحاته!!
                            فحينما يقول أنا الله فهو صادق!!
                            وحينما يقول : ليس في جبتي سوى الله فهو صادق!
                            فالذي تكلم ليس الحلاّج بل هو الله سبحانه وتعالى!!
                            فهل هناك أصرح من هذا الكلام وأوضح منه في الكفر؟؟

                            ويأتي مؤلف الكتاب وهو العارف تقي الموسوي (إبن أخ حسن مسقطي) ويقول لا غرابة في قول الحلاّج أنا الحق!!
                            قال في كتابه قدوة الفقهاء والعارفين : إذا فني السالك في الله ، فهو (أنا) الذي فني في الله. "وإذا تم الفقر فهو الله" كما يقول الرسول (ص) ، فهذا أعلى درجة العرفان, وإذا قال الحلاج: "أنا الحق" فلا غرابة في ذلك ، فقد وجد الحقيقة الثابتة ، وفني في الحقيقة الثابتة.
                            المصدر : قدوة الفقهاء والعارفين, تقي الموسوي, هامش ص235.

                            أقول : قوله (لا غرابة في قول الحلاّج أنا الحق)!! مطابق لقول كمال الحيدري (فلا غضاضة بعد ذلك إذا ما سُئلت القطرة : ما أنتِ ؟ فتقول: أنا البحر!!
                            المصدر : العرفان الشيعي, كمال الحيدري,ص 252-253.
                            وهذا يدّل على اعتقادهم بعقيدة الحلاّج ولكن لا يصرحون بهذا علناً!!

                            وينقل حيدر الآملي قول أمير المؤمنين عليه السلام ( لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً) وقوله عليه السلام (لا أعبد رباً لم أره)!
                            ثم يعلق حيدر الآملي بقوله: وهذا كله يدل على مشاهدته الجلية ومعرفته الحقيقية لأن قوله (لو كشف لي الغطاء) يشهد بالغطاء المطلق لا الغطاء الخاص كما يتوهم الجهال ... (لم يزدد يقيني) في مشاهدتي وكشفي للحق تعالى على ما هو عليه لأنه لو كان يقين الإمام قابلاً للزيادة لم يكن يقينا حقيقياً ... وتلك المشاهدة جعلها مولانا الإمام أظهر من المحسوسات وهذا مطابق لقول النبي صم (كذا) : (سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر) فإنه تشبيه المعقول بالمحسوس ونسبة الذوقيات إلى البديهيات, وهو أيضاً مطابق لقول غيره مثل أبي يزيد البسطامي سبحاني ما أعظم شأني فإن هذا من كمال المعرفة وغاية المشاهدة وكذلك قول من قال (أنا الله) و (أنا الحق) فإن الكل من هذا القبيل!!
                            المصدر : نص النصوص في شرح الفصوص , حيدر الآملي , ص418- 419.

                            أقول : تلاحظ أخي القارئ العزيز بأن إله العرفاء يمكن رؤيته ويزعم حيدر الآملي بأن الإمام يشاهده على ما هو عليه!! بل كل الناس سيرون ربهم كما يرون القمر ليلة البدر!!
                            وهذه من روايات المخالفين واعتقاداتهم التي استوردها العرفاء منهم!
                            ثم يقول بأن قول الإمام عليه السلام (لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً) مطابق لقول البسطامي سبحاني ما أعظم شأني وكذلك مطابق لقول الحلاّج أنا الحق وأنا الله واصفاً ذلك بأنه من كمال المعرفة وغاية المشاهدة !!
                            فهل بعد هذا الكفر كفر؟؟
                            فهؤلاء يسعون لتوظيف أحاديث المعصومين عليهم السلام لأسلَمت كلمات الحلاّج الكفرية!!
                            الإمام عليه السلام يتكلم بمنطق فرض المحال ليس بمحال وليس يعني وهو سيد الموحدين أنّ ذلك ممكن بحال من الاحوال والعياذ بالله!

                            ولو ذهبنا لعارف آخر وهو الطباطبائي (صاحب الميزان) وسألناه عن مقولة أبي يزيد البسطامي (أنا لست أنا، بل أنا الحقّ), بماذا سيجيب؟

                            يقول الطباطبائي : حين يجيب زيد: أنا لست أنا، بل أنا الحقّ؛ فانّ نفس الضمير سيوجد من جديد في موضعه . ولو لم يكن زيد الحقَّ، و لم يرتبط بالحقّ، فكيف يجيب زيد: لماذا تخاطبوني ، و لماذا تدعون زيداً؟ ذلك لان «أنا» ليس موجوداً ليُخاطب . ليس هناك من زيد في البين .
                            انّ المراد من مقولة بايزيد البسطامي نفس حال الفناء و حين يقول : لستُ أنا أنا من ثمّ، بل أنا الحقّ. فإن هذا يمثّل نفس الضمير.
                            و حين تقولون : لقد فقد زيد نفسه ، فهو يتطلّع بعين الحقّ فيري!!
                            المصدر : الشمس الساطعة, الطهراني, ص275-276.

                            ويقول الطباطبائي أيضاً: لو سألنا زيداً حال الفناء: من أنت ؟ فماذا سيجيب ؟ أيجيب : أنا زيد؟ أيجيب : أنا الحقّ؟ أبدا أبداً!
                            انّه لن يجيب أصلاً، لانّنا انّما نسأل زيداً، وزيد فانٍ حال الفناء، فليس هناك من زيد.
                            هنا تخرس الالسن و تصمّ الأسماع ، و يُجيب الله بعزّته و عظمته : لِلَّهِ الْوَاحِدِ القَهَّارِ. يقول : الحقّ حقٌ.
                            المصدر : الشمس الساطعة, الطهراني, ص258.

                            ويقول أيضاً : معرفة الحقّ (الله) في حال الفناء فأمر ممكن سواءً لعباد الله المخلَصين والمقرّبين ، ولا كلام لنا فيه ، وهو أمر في غاية الصواب ؛ إلاّ انّنا مهما تلفّتنا و من أي سبيلٍ وردنا فانّ ضمير زيد هذا لا يزول ؛ و ذلك لانّ زيداً هذا قد فني (في الله) ،و صار زيدٌ هو (الله)،أي ان هو (الله) صار قائماً مقام زيد، فلا شيء الاّ «هو».
                            أمّا أين ذهب زيد، فهو ما لا نستطيع قوله .
                            و لو سألنا زيداً: من أنت ؟ فانّه لن يقول : أنا زيد؛ بل سيقول أنا الحقّ!!
                            المصدر : الشمس الساطعة, الطهراني, ص259.

                            أقول : إرفع كلمة (زيد) وضع بدلاً منها (الحلاج) فيصبح النص بهذا المعنى:
                            الحلاّج فني في الله وصار هو الله !! الله صار قائماً مقام الحلاّج
                            فحينما قال أنا الحق ليس الحلاّج الذي تكلم بل هو الله!

                            أخي القارئ العزيز ..

                            أليست هذه هي عقيدة الحلاّج ؟؟



                            يتبع...

                            تعليق


                            • #29
                              مقولة الحلاج (أنا الحق) في شعر الخميني:
                              كان الخميني يمارس التقية الشديدة قبل الثورة الإيرانية ويخفي معتقده الحلاجي عن الناس إلا عن بعض خواصه كالمنتظري والمطهري وابنه مصطفى وغيرهم وهم قلّة.

                              صحيح أن بعض العلماء يعلمون بتصوّفه واعتناقه العقيدة الحلاجية ولكنهم يتعاملون معه حسب الظاهر لأن الخميني (قبل الثورة) لم يكن يُظهر هذا المعتقد في العلن! ولكن هناك جماعة من الفقهاء كانوا يحتاطون حتى من مصافحته بل كانوا يغسلون الأواني التي يلمسها هو وابنه مصطفى!! وقد صرّح الخميني بنفسه بهذا الأمر!
                              المصدر: صحيفة الإمام, ج21 ص254.

                              يقول كمال الحيدري: إنّ الإمام الخميني من أبرز أولئك الذين طالتهم سهام القوم (يعني الفقهاء) وأصابتهم بليتهم ولحقت به شرورهم حيث إنهم حكموا بنجاسته!!!
                              المصدر: العرفان الشيعي , كمال الحيدري, ص409.

                              والحكم طبعاً للحاكم الشرعي وهو الفقيه الجامع للشرائط , فحينما يقول كمال الحيدري (حكموا) يعني بذلك مجموعة من الفقهاء وليس فقيهاً واحداً!!

                              وقد استمر الخميني يمارس التقية الشديدة ويخفي هذا المعتقد الحلاجي حتى وصل إلى سدة الحكم في إيران وبعد ذلك ترك التقية وصرّح بعقيدته الحلاجية (أنا الحق) على رؤوس الأشهاد حينما أذيعت قصيدته العشقية في الإذاعة الرسمية للدولة!!

                              ثم شَرَعَ بتدريس العرفان جهاراً نهاراً وتم تسجيل دروسه العرفانية تلك لكي يشجّع العرفاء الآخرين على الظهور من كهوفهم وجحورهم ويقوموا بتدريس العرفان علناً بعدما كان تدريسه سراً وفي الكهوف بعيداً عن أنظار الناس!!

                              فقويت شوكة العرفاء وضعف نفود الفقهاء فأصبح أكثر العلماء يمارسون التقية منهم بعد أن كان العرفاء هم من يضطرون لممارسة التقية!
                              وكيف يستطيع الفقيه مواجهة الحاكم وهو تحت حكمه؟؟!! إلا إذا كان عازماً على الموت شهيداً!
                              لذلك وقف الخميني وصرخ كالحلّاج فقال: أنا الحق!
                              بل تمنى أن يعلّق مثله على حبل المشنقة!!
                              وقد تشّجع العرفاء الآخرون بعد تصريح الخميني هذا فصرحوا أيضاً بأنهم كالحلّاج يطلبون حبل المشنقة!!

                              يقول الطهراني :

                              وكم مات في الجبال من أمثال فرهاد***وكم ارتقي أعواد المشانق من نظائر الحلاّج !
                              المصدر: الشمس الساطعة , الطهراني, الموقع الرسمي, وفي طبعة دار المحجة البيضاء بيروت, ص 396 , مع اختلاف يسير فاللفظ.

                              وحال الخميني في هذا التصريح كحال العرفاء في العصر الصفوي فحينما وصلوا إلى سدة الحكم صرّحوا بعقيدتهم الحلاجية على رؤوس الأشهاد!!

                              يقول العارف نور علي شاه شعراً بالفارسية وهذه ترجمته :
                              آن الأوان لأن أظهر سرّ الحقيقة وأعترف *** وأستبدل بالخرقة والمسبحة زناراً
                              سر حبه المختبئ خلف ستار القلب*** سأجهر به بالدف والربابة في السوق
                              أسقي المتصوّفة كأساً من الخمرة الصافية *** وأجعلهم يغفلون ساعة عن الجبة والعمامة
                              لأجدد ثانية سيرة المنصور (الحلاج) *** فأفشي أنا الحق وأُرفع على رأس الصليب
                              المصدر : الخزائن , النراقي, تعليق حسن زادة آملي , ص396.

                              عزيزي القارئ الكريم تجد تحت هذا الرابط شعراً للخميني يصرّح فيه بذات تصريح الحلاج بقوله (أنا الحق) ويتمنى أن يكون مثله على حبل المشنقة!!
                              http://www.imam-khomeini-isf.com/?i=VmkBNgtsUGdUZ1Bg


                              يقول الخميني في البيت الثاني من قصيدته العشقية (باللغة الفارسية) :

                              فارغ از خود شُدَم وكُوس «أنا الحق» بزدم
                              همچو منصور خريدار سَرْدار شُدم

                              الترجمة الأولى:
                              وهجرتُ ذاتيَ ، صحتُ إنيْ الحقُ صيحةَ مُستهامِ
                              وبحثتُ كالحلاجِ عن صلبيْ بمقصلةِ الهيامِ
                              المصدر: منشور وزّع في تأبين الخميني .

                              الترجمة الثانية :
                              خلصت من نفسي وقرعت طبل "أنا الحق"
                              ومثل المنصور (الحلاج) صرت شارباً رأس الصليب
                              المصدر: أنا الحق بين الحلاج والإمام الخميني, سامي مكارم.

                              الترجمة الثالثة:
                              ذهلتُ نفسيَ عن نفسي ـ «أنا الحق» صرختُ
                              فاشتريتُ، مثلما الحلاّج يوماً، حَبْلَ شَنْقي
                              المصدر: نهاية العشق, عبد الله الفاطمي,ص3.

                              الترجمة الرابعة:
                              لقد تحررت من ذاتي واضحيت صرخة (أنا الحق)
                              كما منصور (الحلاّج) الذي سعى بقدميه إلى الفداء
                              المصدر: الإمام الخميني ثورة العشق الإلهي, الجوادي الآملي, ص140.

                              الترجمة الخامسة:
                              ذُهلتُ عن نفسي وأطلقتُ صرخةَ (أنا الحق)
                              وكما فَعَل الحلاّج اشتريتُ حبل المشنقة!!
                              المصدر: نهاية العشق, عبد الله الفاطمي,ص24.

                              تتفق كل هذه الترجمات على أن الخميني صرّح بمقولة الحلاّج الكفرية (أنا الحق) بل تمنى أن يكون مثله على حبل المشنقة!!
                              وقد حاول الدكتور سامي مكارم (في الترجمة الثانية) تخفيف المعنى بقوله (وقرعت طبل أنا الحق) بدل قوله (صحت أنا الحق) ولكنها محاولة بائسة تخالف جميع الترجمات وهي على طريقة البخاري حينما أبدل قول عمر بن الخطاب من (إنّ الرجل ليهجر)إلى قوله (غلب عليه الوجع)!!

                              يقول الدكتور طراد حمادة: يقول (الخميني) في قصيدة له : أنّ صيحة الحلاج(أنا الحق) صيحة عاشق صيحة مستهام وأن هذه الصيحة
                              تعبير عن الحال ولا تبلغ ما بلغته شطحات الشاطحين!!

                              المصدر : أسرار الحكمة والعرفان في شعر الإمام الخميني ص 108.

                              فعقيدة الخميني كعقيدة الحلاّج ولكن الفرق أن الخميني حاكم وله السلطة أما الحلاّج لم يتهيأ له التسلّط مع أنه سعى في ذلك ولم يتمكن ولو تهيأت له الظروف لوجدت الجهاز الإعلامي التابع لدولته يبرّر أباطيله باسم الإسلام!!

                              لقد بينا سابقاً بأن مقولة الحلاّج أنا الحق (أي هو الله) كفرٌ وإلحادٌ وزندقة عند جميع الفقهاء ولذلك حكموا على الحلاّج بالكفر و الإلحاد والزندقة !

                              يقول المرجع الروحاني (دام ظله) : القائل (أنا الله) شرك ظاهر وموجب لكون القائل كافراً!!

                              المصدر : فتوى موثقه للسيد الروحاني , سنرفقها لاحقاً.

                              فها هو الخميني يصرّح بنفس كلام الحلاّج ويقول (أنا الحق) أي هو الله بل يتمنى أن يُعلق مثله على حبل المشنقة!
                              ولكن الجهاز الإعلامي التابع للخميني يجمّل الوجه القبيح لذلك التصريح ويؤسلمه بل يجعله من المراتب الراقية جداً التي لا يصل إليها إلا الأوحدي!!

                              يقول العارف إبراهيم الأنصاري في شرح هذا البيت : يقول الإمام (الخميني) قدِّس سرُّه (إنِّي قد غفلت عن نفسي) وهذه مرتبة راقية جدّاً لا يصل إليها إلاّ الأوحدي والمقصود من كلامه هو أنَّني قد انفصلت عن كلِّ شئٍ يرجع إلى شخصيتي الموهومة وتباعدت عن كلِّ أمر يمسُّ أنا والأنانيَّةُ رأس كلِّ خطيئة حيث أنَّها تبعدُ الإنسان عن الله وتغمسُه في متاهات الدنيا وآثارها الدنيَّة وزخرفها وزبرجها،فبمقدار إبتعاد الإنسان عن الجانب السفليِّ من نفسه سوف يتقرَّب إلى الجانب العلويِّ منه وهذا يعني تقرُّبه إلى الحقّ المطلق وهو الله سبحانه وتعالى ، فحينئذٍ يرى نفسَه مظهرا تاما من مظاهر الحق وآية من آياته جلَّ وعلا فينادي أنا الحق ولكن عندما يرجع إلى هويَّته يرى أنَّ هذا النداء والصراخ لم يكن في محلِّه لأنَّه لا زال فقيراً ولا زال ناقصاً فماذا يطلب بعد ذلك؟
                              يقول إمامنا (الخميني) قدِّس سرُّه: (همجو منصور خريدار سر دار شدم) فحينئذٍ تمنِّيت الموت كما تمنَّي ذلك منصور الحلاج وكنت من المشترين الطالبين للمشنقة لأنَّه رأيت مادام أنَّني محبوس في هذا البدن المادِّي فمن المستحيل أن أصل إلى اللقاء الإلهي وأستقرَّ تحت ولايته إلاّ أن أموت!!
                              المصدر : دولة المهدي المنتظر, إبراهيم الأنصاري, ص150- 151.

                              أقول : هل حينما يعتقد الشخص بأنه آية من آيات الله سبحانه وتعالى يحق له أن يقول أنا الله؟؟!!
                              انّ مثل هذا التبرير السخيف الذي ساقه هذا المتزلّف لتبرير قول الخميني (أنا الحق) هو نفس تبريرات المتصوّفة للدفاع عن الحلاّج!! بل استخدم العرفاء نفس العبارات ونفس الأقوال في بعض المواطن!
                              فهم قالوا بأن الحلاّج يرى بأن شخصيته موهومة بل العالم كله وهم في وهم وحينما قال (أنا الحق) لم يلتفت لأصل وجوده فضلاً عما يقوله!! وحينما رجع إلى وعيه التفت إلى عباراته وطلب الفناء الصرف وغيرها! ومع كل التبريرات التي ساقوها للحلاّج لم يعذره العلماء وكفروه!

                              ثم لماذا يطلب خميني أن يموت بنفس ميتة الحلّاج ؟؟
                              فعلى أقل التقادير الحلاّج مات ميتةً جاهلية!
                              فكيف يتمنى أن يموت ميتته؟
                              وقد تبيّن من خلال النصوص الدينية بأنه من الملعونين المذمومين, فكيف يتمنى أحد لديه رائحة التّشيع بأن يموت كميتة عدو من أعداء أهل البيت عليهم السلام؟؟ وملعون على لسانهم ولسان شيعتهم؟؟
                              أليس من المفترض بما أنه يدّعي التّشيع أن يسأل الله الشهادة على طريقة شهادة الإمام الحسين عليه السلام ؟
                              لماذا طلب الموت كما مات الحلّاج؟؟
                              أليس هذا دليلاً آخر يبرهن على اعتناقه العقيدة الحلاجية؟؟

                              ومن الذين شرحوا الأبيات وألبسوها ثوب الإسلام هو العارف الجوادي الآملي الذي يقول : نفهم كلمات الإمام الراحل (الخميني) وهو يشدو:
                              لقد تحررت من ذاتي واضحيت صرخة أنا الحق
                              كما منصور (الحلاّج) الذي سعى بقدميه إلى الفداء
                              انه يتمنى ذلك المقام وتلك المنزلة .. يعني ليتني أصل درجة يكون الحق لساني وهو مقام الفعلية لله سبحانه لا مقام الذات القدسية فالناطق آخر , واللسان لسان آخر وما لم يتحرر الإنسان من ذاته فإنه لن يبلغ ذلك المقام الرفيع.
                              المصدر: الإمام الخميني ثورة العشق الإلهي, الجوادي الآملي, ص140.

                              أقول : الخميني يتمنى ذلك المقام وتلك المنزلة الرفيعة للحلاّج وقد صرّح هو بنفسه عن هذا المقام إذ جعل الحلاّج الكافر يماثل أصحاب الرسالات بل يتعداهم!!
                              المصدر : ديوان الخميني المسمى الفناء في الحب,الترجيعات رقم (5) , أسرار الحكمة والعرفان في شعر الإمام الخميني ص 107.

                              ان قبلنا بتأويلات العرفاء وتبريراتهم لتخليص الخميني من هذه الورطة فلنقبل تبريرات المتصوّفة في الدفاع عن الحلّاج أيضاً! وإلا سنكون ممن يكيل بمكيالين!

                              قد يقول قائل انّ الخميني قال في إحدى قصائده:
                              ما دمت (ابن منصور) تظهر الطواف حول (أنا الحق)
                              تثير الضجيج والهياج دون أن ترى جمال الحبيب
                              المصدر : ديوان الخميني المسمى الفناء في الحب,هامش الترجيعات رقم (5).

                              فيقول المُشكل: بأن هذا البيت من الشعر ظاهر في ذم الحلاّج لا مدحه فكيف تقول بأنه يمدحه؟؟
                              أقول: قد يتوهم القارئ للوهلة الأولى أن الخميني يذم الحلاّج ولكن حينما يتأمل في ربطه بالنبي موسى عليه السلام يعرف بأن له مرتبة عالية جداً عنده.

                              وقد بين ذلك الدكتور طراد حمادة حينما قال : الإمام (الخميني) يحسن الظن بالحلاّج , ويربطه بطلب موسى للرؤية , ويعفيه من الحلول والشطح!!!
                              المصدر : أسرار الحكمة والعرفان في شعر الإمام الخميني ص 108.

                              ثم ان الخميني نفسه يتمنى المرتبة العالية والرفيعة للحلاّج كما صرّح بذلك الجوادي الآملي فكيف يقال بأنه يذمه؟؟
                              يقول الجوادي الآملي وهو يشرح عبارة (أنا الحق) أن الخميني يتمنى ذلك المقام وتلك المنزلة!!ووصف ذلك المقام (للحلاّج) بالرفيع!!
                              المصدر: الإمام الخميني ثورة العشق الإلهي, الجوادي الآملي, ص140.

                              فإذا كان الخميني يتمنى ذلك المقام وتلك المنزلة كيف يقال بأنه يذم صاحبها؟؟!!
                              أضف إلى ذلك أن الخميني من الذين بررّوا مقولة الحلاج (أنا الحق) وصورها على أنها كالمقولة الصادرة من الشجرة في القرآن (إِنِّي أَنَا اللَّهُ)!!
                              فالخميني جعل من الحلاّج الشجرة المباركة وبرّر قوله الكفري !! فكيف يقال بأنه يذمه؟!!

                              إذاً ماهو المقصود من هذه الأبيات الخمينية التي يظهر منها الذم للحلاّج؟؟

                              الجواب : انّ الخميني من خلال هذا البيت يُظهر اعتراضه على ضمير (أنا) في قول الحلاّج (أنا الحق) حيث أن هذا الضمير يوحي بوجود ثنائية بين (أنا) الشخص و (أنت) الله وهو لا يريد إلا الوحدة التامة المحضة!!
                              فهذه "الأنا" التي في "أنا الحق" الحلاجية إنما توحي بذلك وهذا لا يعني أن الخميني يرفض الحلّاج ولكنه منزعج لاستخدام الضمائرالمشعرة بالاثنينية فليس في الدار غيره ديار فلا مكان حتى لضمير الأنا!!

                              يقول الخميني في أحد الأبيات السابقة لهذا البيت :
                              خلواً من (أنت) و (أنا) و (سِر) و (عَلَن)
                              ويقول المعلّق: حين يفنى الصوفي العارف في الله ينتفي التفريق بينهما , يصبح هذا ذاك وذاك هذا , لا يعود ثمة أنا وأنت ما داما واحداً , وليس بينهما سر وعلن ما داما متحدين منصهرين!!
                              المصدر : ديوان الخميني المسمى الفناء في الحب,هامش الترجيعات رقم (16).

                              فالخميني لم يذم الحلاّج أبداً بل "عاتبه" عتاب المحب والحلاّج غير غافل عن هذا الأمر بل كان دائماً يخاطب الله ويقول :
                              بيني و بينك اني ينازعني *** فارفع بلطفك أني من البين
                              وقد استجاب الله دعائه كما صرح بذلك العرفاء أنفسهم!!
                              وكل العرفاء يرددون هذا البيت مثله ومن ضمنهم الخميني نفسه!

                              وكيف يذم الحلاج وهو قد صرح بنفس عبارته (أنا الحق)؟! وإنما أراد من الحلاج تعبيراً أدق في وصف كفره وهو أن يزيل "أنا" لأنّ مجرد قوله (أنا) هو حائل دون التعبير عن التوحد والانصهارالتام الكامل, فخميني أصلاً يعتبر هذه الإنية وهم وخيال وليس من وجود حقيقي سوى للحق فكل الموجودات وهم وخيال.
                              يقول الخميني: فما كان في دار التحقّق والوجود ومحفل الغيب والشهود إلا الحقّ، ظاهراً وباطناً، أولاً وآخراً. وما وراءه من تلبيسات الوهم واختراعات الخيال!!
                              المصدر: مصباح الهداية , الخميني , 112.

                              يقول الدكتور سامي مكارم : إنّ الحلاّج لم يتخلص في عبارته (أنا الحق) من هذه الأنا والأنت فبقي تعبيره منحصراً في حماهما تجبره ضرورة اللغة على ذكرهما, وبقي يستعمل الضمائر المشيرة إلى هذه الثنائية المؤلفة من العارف والمعروف. فهو في البيتين الآنفين, كما في غيرهما, يستعمل ضمائر المخاطب, والمتكلم أو قل ضمائر الأنتية والأنائية ... وقد تنبّه الحلاج إلى هذه الضرورة اللغوية وحاول أن ينبه القارئ إلى تلك المغالطة اللغوية المضطر إلى اللجوء إليها اضطراراً, فقال: "من لم يقف على إشاراتنا لم ترشده عباراتنا"
                              المصدر: أنا الحق بين الحلاج والإمام الخميني, سامي مكارم.

                              ثم يقول (الدكتور سامي مكارم) : ولم يكن هذا الاضطرار اللغوي مقصوراً على الحلاّج, وإنما عاناه جميع من كتبوا في العرفان ففي مختلف نصوص التصوّف نلمس هذا الاضطرار. وكثيراً ما نرى أهل العرفان يستعملون تلك الضمائر اضطراراً. ومن جملة أولئك العارفين المتحققين الإمام الخميني!! فها هو يقول في كتابه بادئ عشق ما ترجمته:
                              خلصت من نفسي وقرعت طبل "أنا الحق"
                              ومثل المنصور صرت شارباً رأس الصليب
                              في البيت الآنف الذكر نرى الإمام الخميني ينبّه أيضاً إلى أن استعمال ضمير المتكلم هو للضرورة, ولا يعني أية ثنائية!!
                              المصدر: أنا الحق بين الحلاّج والإمام الخميني, سامي مكارم.

                              فالمشكلة عند الخميني في ضمير المتكلم المشعر بالاثنينية في مقولة الحلاج وليس في الحلاّج نفسه ولا في عقيدته! فهو منزعج حتى من الضمائر لأنها توحي بوجود ثنائية في دار التحقق وهو لا يريد إلا الوحدة المحضة (وحدة الموجود)!!


                              الخلاصة
                              :
                              توضح للقارئ الكريم في هذه المقالة والمقالة السابقة بأنّ العرفاء يوافقون الحلاج في عقيدته وقوله (أنا الحق) ويختلقون له الأعذار الواهية والتأويلات السمجة والتبريرات السخيفة والحقيقة أنه لا فرق بينهم وبينه إلا أنهم مارسوا التقية وأخفوا عقيدتهم الحقيقة ولم يظهروها إلا في بطون الكتب وبعضهم غلفها بعبارات مبطّنه !! أما الحلاّج فقد صرّح بعقيدته على رؤوس الأشهاد!
                              فجميع العرفاء حلاجيون في الحقيقة ولكنهم جبناء لا يعترفون بذلك!



                              يتبع..

                              تعليق


                              • #30
                                لقد أجبنا على الاشكالات المطروحة سابقاً فلا داعي للاعادة

                                http://saihat.net/vb/showthread.php?...دق-عليه-السلام


                                هروبك المخزى هذا اكبر دليل على ضعفك

                                وخير دليل على صدق كلامى السابق فيك عندما وصفتك
                                بانك مجرد بهلوانى تجيد التهريج

                                والا انا اتحداك بان تستطيع ان تنقل لنا هنا ردودك السابقه على هذه النماذج فقط

                                انت قلت

                                (يقول الطهراني: لما لم يجد الحسين (الحلاج ) جواب المسائل عند الجنيد تغيّر وذهب إلى تُسْتَر بلا استئذان وبقي هناك سنة فنال هناك قبولاً عظيماً، لكنّه لم يلقِ بالاً ولا احتراماً إلى كلام أهل زمانه (كبار المتصوفة) حتّى أصبحوا يحسدونه!!
                                المصدر : الروح المجرد, الطهراني, ص446.)



                                وعند مراجعت الكتاب اتضح ان الطهرانى كان ينقل اقتباسات من عدة كتب وهذا الاقتباس كانمن كتاب تذكرة الاولياءفهل كان هذا الفعل منك تدليس او جهل وحماقه او عدم التفات ؟

                                لا أرى روحي إلا أنتمُ *** واعتقادي إنكم أنتم أناالمصدر : ديوان الحلاّج, قافية النون, ص140, طبعة منشورات الجمل


                                انت قلت ان الحلاج كان يخاطب الله فى بهذا البيت ولكن عند مراجعت بقية الابيات وجدنا هذا



                                قل لمن يبكي علينا حَزَنا : إفرحوا لي قد بلغنا الوطَنا
                                إنَّ موتي هُو حياتي إنني أنظرُ الله جِهاراً عَلَنامَنْ بَنَى لي دارْ في دنيا البقا ليسَ بيتي دارْ في دنيا الفناإنما الموت عليكم راصِدٌ سوف ينقلْكُم جميعاً من هناأنا عصفور وهذا قفصي كان سجني وقميصي كَفَنافاشكروا الله الذي خلّصنا وبنى لي في المعالي سكنافافهموا قولي ففيه نبأ أي معنىً تحت قولي كَمَناوقميصي قطّعوهُ قِطَعاً ودعوا الكلّ دفينا زمَنالا أرى روحي إلا أنتُمُ واعتقادي إنكم أنتُم أنا


                                فانت هنا اما ان تعترف انك مدلس كذاب او جاهل لا تستطيع ان تميز
                                الابيات واضحهالحلاج كان يخاطب الناس ولم يكن يخاطب الله


                                ثم يترقى بهم القول إلى قول الحلاجية (أنا الحق) كما اشتهر من أبي جعفر الشلمغاني




                                تقول ان قول الحلاجيه هنا فقط ( انا الحق )
                                ولكن كتب التاريخ كلها تقول لك انك مجرد انسان كذاب مهرج

                                وعلامة الحلاجية من الغلاة دعوى التجلي بالعبادة مع تركهم الصلاة ( 6 ) وجميع الفرائض ودعوى المعرفة بأسماء الله العظمى ، ودعوى انطباع الحق لهم..........


                                …....والحلاجية ضرب من أصحاب التصوف وهم أصحاب الاباحة والقول بالحلول وكان الحلاج يتخصص باظهار التشيع وإن كان ظاهر أمره التصوف وهم قوم ملحدة وزنادقة يموهون بمظاهرة كل فرقة بدينهم ويدعون للحلاج الاباطيل)



                                (السادس: الشيخ الجليل المعتمد بن محمد الدوريسي رحمه الله في كتاب الإعتقاد فإنه بالغ في الرد عليهم وخصوصا في أمر الحلول والاتحاد........وأدنى شعب الحلاجية ولا يتأملون في أفعالهم القبيحة المخترعة وأفعالهم الردية الشنيعة ولا ينظرون إلى أنهم يجعلون التهليل لأنفسهم المزمار ويغنون كالجواري بالأشعار ويركبونها مع الأوتار والأذكار يرقصون كالدب في الجبل)
                                الإثنا عشرية - الحر العاملي - الصفحة ٤٩

                                (والفكرة الحلاجية هذه - كما ترى - متأثرة ومن غير ريب بفكرة الاتحاد المسيحي التي قال بها اكثر اليعاقبة، فقد «زعم اكثر اليعقوبية أن المسيح جوهر واحد، أقنوم واحد، الا أنه من جوهرين.
                                وربما قالوا: طبيعة واحدة من طبيعتين.فجوهر الإِله القديم، وجوهر الانسان المحدث، تركبا تركيباً كما تركبت النفس والبدن فصارا جوهراً واحداً، أقنوماً واحداً، وهو انسان كله وإله كله.فيقال: الانسان صار إلهاً، ولا ينعكس، فلا يقال: الإِله صار إنساناً.)


                                فما هو ردك ؟؟

                                هل انت رجل ؟؟

                                هل يوجد فيك ذرة من الشجاعه فتدافع بها عن نفسك ؟؟

                                هل عندك احساس او شعور !!

                                مثلك لو كان عنده شهامه او شجاعه
                                لما كتب فى منتديات مثل مصر الفاطميه التى لا يسمح لنا بالرد عليك
                                وانت ساكت لا تعترض

                                ولو كان عندك احساس او شعور كان على الاقل نقلت بعض الردد التى ادعيت انك ردد بها على


                                التعديل الأخير تم بواسطة العقيق اليمنى; الساعة 08-01-2013, 09:06 AM.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                9 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X