اللهم صل على محمد وآل محمد
تمحورت اشكالاتك حول هذه الشبهة وبيّناها، وما كتبته نقلته من موضوع سابق لي
وباقي الاشكالات بعضها لا أجدني مستعدا للدخول فيها، وقسم لا اعرف له اصلا في معتقداتي
مع الدعاء لكم بالتوفيق

بارك الله فيك أخي وأعزك وأكرمك وإن شاء الله نجد أخ شيعي آخر يجيب على بقية النقاط

نهض أمير المؤمنين عليه السلام لجمع شتات الأمه وصيانتها من أن تنحرف بعد أن سيطر الجهله على زمام الأمور فيها. ولذا كان سلامُ الله عليه يوجه مسيرة الشيخين لا لأجلهما ولكن ليحفظ للدين رسمه.

والاستشهاد بالمقولة التاليه ".... فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق، واطمأن الدين وتنهنه ..." للقول بأنه يمضي حكومة ابي بكرٍ وعمر مردودٌ عليه من نصوصكم التي تقر بأن أمير المؤمنين عليه السلام كان يرى أبي بكر وعمر كاذبين غادرين آثمين في حياة عمر، فان كان قد الباطلُ قد زاح بتولي أبي بكر، لما استدعى أن يعتقد الامام علي عليه السلام بأن أبي بكرٍ وعمر كاذبان وغادران واثمان كما ورد في صحيح مسلمٍ وغيرها من الكتب الحديثية، فهو استشهادٌ عليك لا لك.

لمزيد من الفائدة:يمكنكم مراجعة هذا الموضوع
تحريك معاوية موالي أبي بكر وعمر ضد علي عليه السلام!

تقول حضرتك بأن الإمام علي رضي الله عنه تحرك لجمع شتات الأمة من الإنحراف ........ طيب يا عزيزي كيف أوفق بين كلامك الطيب هذا في حق الإمام علي رضي الله عنه وبين مقولة بأن الأمة كلها إرتدت وكفرت إلا ثلاثة وفي رواية أخرى سبعة ؟؟ .......... ثم الإمام علي نفسة يمدح أبي بكر وعمر فبايعهما ونهض بالأمة (( المرتدة )) تحت ظل حكمهما فكيف يبايعهما وهو يعتقد بكذبهما وظلمهما بل وكفرهما ؟؟ .......... أما القصة التي في صحيح مسلم فنعم صحيحة لكنك عزيزي لا تقطتع جزء ما من الرواية دون سياقها الكامل إذ أن الإمام علي رضي الله عنه كان يعتقد بأن أبي بكر رضي الله عنه قد إستبد بعد أن منع الزهراء رضي الله عنها من ما كانت تعتقده بأن إرثها من النبي الكريم صلوات ربي عليه ثم تراجع الإمام علي عن هذا القول بعد أن وصل له الدليل وإلا لو قرأت حضرتك الرواية كاملة دون إستقطاع جزء وترك بقية الأجزاء التي في صحيح مسلم ستجد بأن الإمام علي رضي الله عنه يقر بخلافة أبي بكر وعمر وبأن النبي الكريم لم يورث

بسم الله الرحمن الرحيم

لقدَ فعل نبي الله هارون عليه السلام مثلما فعل أمير المؤمنين عليه السلام، بعد أن تحول بنو اسرائيل الى عبادة عجل السامري، حيثُ قام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أمةٍ لم تكتفي بترك وصي موسى عليه السلام بل اتخذت العجل رباً (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ)، ورغم انحراف الامة الخطير الا أن دور الوصي هو اعادة توجية المسار مع حفظ الجماعة الصالحه مهما قلّ عددها (وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي)، وهذا نفس ما فعلهُ أبوالحسن رغم ان ردة الامة كان ردة كانت ردةً عن وصية رسول الله لا أنهم أشركوا بالله كما فعل بنو اسرائيل. وقد توافق موقف الامام علي عليه السلام مع وصية رسول الله بحفظ الدين مثل نبي الله هارون الذي بقي في أمةٍ منحرفة أشركت بالله تعالى امتثالاً لأمر نبي الله موسى عليه السلام (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) حيثُ كانت الوصية بالحفاظ على وحدةِ بني اسرائيل وعدم تمزيقها، فان كنتُ تستشكلُ على أمير المؤمنين عليه السلام موقفه فلينسحب اشكالك على القران وعلى نبي الله هارون .


أما عن اقتناع الامام علي عليه السلام بكذب وغدر واثم ابي بكر وعمر، فان كانت مسألةُ فدك هي الفيصل، فيلزمُ من ذلك وقوف الامام علي عليه السلام على كذب وغدر واثم الرجلين، وان كنت تتأول ان المسألة مرتبطةٌ بفدك، فتأول لي أين كان كان الغدر في مسألة فدك حتى تخصص الموقفَ بمجرد مسألة فدك، اذ أننا قد نتأولُ الكذب باختلاق ابي بكرٍ للحديث على رسول الله ولكن يلزمك أن تتأول موضع الغدر الذي تحدث عنهُ أمير المؤمنين عليه السلام باقرار عمرٍ على نفسه

ثم ان عليك ان تثبتَ تراجع الامام علي عليه السلام عن قناعته فيهم بدليلٍ قطعي يقيني لا بدليلٍ ظني

في ثأر الزهراء

أولا ياعزيزي قياسك باطل بارك الله فيك لأن قصة نبي الله هارون عليه السلام مع قومة موجودة في القرآن الحكيم وقد ذمهم الله تعالى بآيات صريحة واضحة لا تقبل الشك فيها بعكس الصحابة في الكتاب الحكيم الذي أثبت الله تعالى إيمانهم ومدحهم وترضى عليهم ونصرهم في مواطن كثيرة فجعل قرنهم وأمتهم هي خير أمة أخرجت للناس فشتان يا عزيزي بين ذاك وذاك ....... بالمناسبة عزيزي فإن القياس عندكم محرم كما قال الإمام الصادق وأن أول من قاس هو إبليس فأنا أتعجب عزيزي كيف تستخدم حضرتك القياس وهو منهي عندكم ومحرم على لسان المعصوم ؟؟




أما قولك عزيزي بأن الإمام علي رضي الله عنه كان يعتقد بكذب وغدر الشيخين رضي اللهم عنهما وأن قضية فدك هي الفيصل في ذلك فأنا يا عزيزي أقولها لك مع كامل إحترامي وتقديري هو إثبت العرش ثم أنقش ...... هل النبي الكريم صلوات ربي عليه يورث كما بقية المسلمين ؟؟ ...... هذا هو الفيصل في الأمر ومربط الفرس وليست فدك عزيزي والذي من خلالة سنعرف من كان على الصواب أو على الخطأ



أما قولك عزيزي بأنك تطلب دليل على عدم تراجع الإمام علي رضي الله عنه عن قناعته بشأن الشيخين رضي الله عنهما فأنا قد أجبتك وقلت لك إقرأ الرواية كاملة وستجد أن الشيخين رضي الله عنهما كانا محقين في الأمر وأن الإمام علي وعمة العباس رضي الله عنهما لم يكونا على صواب حينما ظنا في باديء الأمر أن أبي بكر رضي الله عنه قد إستبد في الأمر ولكن حينما ظهر لهما الحق وعرفاه أقرا بذلك في مجلس الخليفة وما مبايعة الإمام علي رضي الله عنه لأبي بكر وتسمية أحد أبنائة بإسم أبي بكر إلا خير شاهد على ذلك

في موضوع أولاً رد عليك الأخوة ومنهم الأخ اليتيم جزاه الله خيرا
ولو سلمنا جدلاً أن في الرواية كلمة تذكر فهي لا تعني مقابلها أنه نسيَ ففي بعض الأحيان تتذكر طفولتك فهل هذا يعني أنك كنت ناسي
طفولتك ؟ بالطبع لا وكيف اذا كانت الرواية لا تشير بالأصل الى عبارة تذكر لأنها من تحليل صاحب الموضوع فنكون إنتهينا من أولاً

والرواية الصحيحة هي:
وَدَعَا عُمَرُ بِالنَّارِ فَأَضْرَمَهَا فِي الْبَابِ ثُمَّ دَفَعَهُ فَدَخَلَ فَاسْتَقْبَلَتْهُ فَاطِمَةُ عليه السلام وَصَاحَتْ يَا أَبَتَاهْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَرَفَعَ عُمَرُ السَّيْفَ وَهُوَ فِي غِمْدِهِ فَوَجَأَ بِهِ جَنْبَهَا فَصَرَخَتْ يَا أَبَتَاهْ فَرَفَعَ السَّوْطَ فَضَرَبَ بِهِ ذِرَاعَهَا فَنَادَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَبِئْسَ مَا خَلَّفَكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ.
فَوَثَبَ عَلِيٌّ (عليه السلام) فَأَخَذَ بِتَلابِيبِهِ ثُمَّ نَتَرَهُ فَصَرَعَهُ وَوَجَأَ أَنْفَهُ وَرَقَبَتَهُ وَهَمَّ بِقَتْلِهِ فَذَكَرَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) وَمَا أَوْصَاهُ بِهِ فَقَالَ وَالَّذِي كَرَّمَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ يَا ابْنَ صُهَاكَ لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ وَعَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) لَعَلِمْتَ أَنَّكَ لا تَدْخُلُ بَيْتِي.

هنا الحديث ليس عن فدك بل الحديث عن الهجوم الذي وقع على بيت الزهراء ففدك كانت من إحدى الأسباب ولكن السبب الرئيسي هو أن عمر قام بتأليب أبو بكر على أمير المؤمنين ليأخذ منه البيعة بالقوة لأنه الوحيد الذي لم يبايع فإن بايع ترضخ حينها كل الأمة لأبو بكر بحيث لو بايع أمير المؤمنين فستسكت جميع الأصوات المعارضة بحيث ستجد أسد الله الغالب يبايع وكانت كل العملية تتطلب قوة مهاجمة لتنفيذ هذا الغرض وكان ما كان وأما موضوع أن الزهراء تعرضت للأذى قبل ذلك من عمر فهذا لا يعني أنه لم يعد الكرَّة ومن هنا هذه وصمة عار على عمر في ذكر هذه المساوئ له
وأما المهاجمون على دار الزهراء فكان بطليعتهم عمر وقنفذ وخالد ومن هنا يُفهم ان الهجوم على بيت الزهراء وكشف بيتها كما أوضح واعترف أبو بكر عند نزاعه الأخير على أنه تمنى أن لم يكن قد كشف بيت الزهراء لأن كشف بيت الزهراء هو يعني الإعتداء عليها وأما الإعتداء عليها بالضرب فقد حصل مباشرة من عمر
وننتهي من الإشكال الثاني

هناك رأيان تحديداً في موضوع كتاب سليم
فالرأي الأول يقول ليست كل روايات سليم بن قيس الهلالي صحيحة
ورأي آخر يقول أن الكتاب كله صحيح
وهناك رأي شاذ يقول أن الكتاب ليس بصحيح من حيث السند وببعض متنه
وأما أن الكتاب يحمل رواية تقول ثلاثة عشر إماماً فهذا لا يعني ضعف الكتاب وخاصة أنت تعلم أن الشيعة ليس لديهم كتاب صحيح من الجلدة إلى الجلدة إلا القرآن الكريم ومن ثم فالكتاب فيه روايات وليس هو عبارة كله عن نص واحد ورواية واحدة فلذا فإن أضعفنا منه رواية فهذا لا يعني إضعاف كامل الكتاب ومن ثم لو سلمنا بتلك الرواية والتي لا علاقة لها بالموضوع فقد تكون بمعنى الشمولية هنا
ومن المحتمل أيضاً أن نضع هناك علة في النسخة أو في الأخطاء المطبعية والتي لا تؤثر على الجوهر العام للكتاب
وبهكذا نكون أنهينا ثالثاً

بدايةً لم يقاتل أمير المؤمنين تحت حكومة أحد إلا حكومة الرسول صلى الله عليه وآله وإن وجد دليل عندك فنتمنى أن تتحفنا به
وأما ما قيل في نهج البلاغة رغم أنه الى الآن لا تعلمون ان نهج البلاغة ليس كله صحيح ولو أحببنا أن نحاسب على السند فنهج البلاغة لا يوجد فيه سند لأي رواية وذلك لأن كتاب ( نهج البلاغة )
مجموعة خطب وكلمات ورسائل لأمير المؤمنين (عليه السلام) جمعها في كتاب الشريف الرضي واطلق عليها الأسم المتقدم وكان الشريف قد جمعها من مجموعة كتب معروفة في زمانه لكنه لم يذكر سنده أو سند تلك الكتب عند جمعه لها
ولكن هذا لا يعني أن هناك أجزاء كبيرة منه ليست صحيحة متناً ولكن فيما يخص خطبة أمير المؤمنين بأنه نصر الإسلام فهو هنا لم يقل نصر أبو بكر وعمر بل كان في نفس الخطاب يوبخهما فيه ويلوم الناس فلو سلمنا جدلاً أن أمير المؤمنين إنضوى في المعارك في حكومة الشيخين فهو يؤكد أن فعله هذا كان لأجل الإسلام وليس لأجل الشيخين وبذلك لا يمكن أن تحتج على أن تضحية أمير المؤمنين كانت لأجل أحد سوى الإسلام وهذا لا يؤثِّر على مبدأ الولاية لأن الولاية أيضاً هي لأجل الدين وإن سكت عنها وشارك في الحروب لنصرة الإسلام فهذا لا يعكس واقع الشيخين وحقيقتهما لأن يوسف عليه السلام قد شارك في حكومة فرعون وشارك في حكومة كافرة، وكان وزيرا للمالية، ولم يمنعه ذلك من الدعوة الفردية إذن هذا لا يؤثر على المبدأ وكيف إذا كانت النية هي لنصرة الإسلام وإن كان تحت رقاب حاكم ظالم منافق يرفع شعار لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله وإن كان غير مؤمن بهذين الشعارين ذلك الحاكم ولكن الإسلام بمعنى المبادئ موجودة بأهلها وهم آل محمد فإن خسر ابو بكر وعمر سيتجه سهام اعداء الاسلام إلى آل محمد الذين يجسدون هذا الاسلام الصحيح ولذا درء الخطر بقتال هؤلاء مردوده هو الدفاع عن الإسلام الذي سيكون هدف المرتدين بعد انتصارهم على ابو بكر وعمر وهذا كلام ليس فيه أي مشكلة طبعاً هذا لو سلمنا أن أمير المؤمنين قصد في هذه الناحية بنصرة الإسلام هو الإنضواء ضمن لواء المقاتلين وليس لأجل سكوته حينها عن المطالبة بحقه على أنه الخليفة الشرعي وهكذا ننتهي من هذا الإشكال

الزميل مخربط بين المعجزة وبين الولاية التكوينية وعلى العموم تريد دليلاً كما تفضلت نثبت فيه بأن أمير المؤمنين مأموراً أن لا يستخدم المعجزة والإجابة عنه واضحة وهي ما نقلها الأخ اليتيم

وَدَعَا عُمَرُ بِالنَّارِ فَأَضْرَمَهَا فِي الْبَابِ ثُمَّ دَفَعَهُ فَدَخَلَ فَاسْتَقْبَلَتْهُ فَاطِمَةُ عليه السلام وَصَاحَتْ يَا أَبَتَاهْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَرَفَعَ عُمَرُ السَّيْفَ وَهُوَ فِي غِمْدِهِ فَوَجَأَ بِهِ جَنْبَهَا فَصَرَخَتْ يَا أَبَتَاهْ فَرَفَعَ السَّوْطَ فَضَرَبَ بِهِ ذِرَاعَهَا فَنَادَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَبِئْسَ مَا خَلَّفَكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ.
فَوَثَبَ عَلِيٌّ (عليه السلام) فَأَخَذَ بِتَلابِيبِهِ ثُمَّ نَتَرَهُ فَصَرَعَهُ وَوَجَأَ أَنْفَهُ وَرَقَبَتَهُ وَهَمَّ بِقَتْلِهِ فَذَكَرَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) وَمَا أَوْصَاهُ بِهِ فَقَالَ وَالَّذِي كَرَّمَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ يَا ابْنَ صُهَاكَ لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ وَعَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) لَعَلِمْتَ أَنَّكَ لا تَدْخُلُ بَيْتِي.

إذن هنا بقوله لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ وَعَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) لَعَلِمْتَ أَنَّكَ لا تَدْخُلُ بَيْتِي
وهذا ما يؤكد بأنه مأمور بالإلتزام بالوصية ولولا الوصية لن يستطيع أحد الدخول إلى بيته بقوله ( لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ وَعَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) لَعَلِمْتَ أَنَّكَ لا تَدْخُلُ بَيْتِي )
ولا شك أن عدم القدرة في دخول عمر وجيش أبو بكر إلى بيت الإمام في حال عدم وجود وصية سيتطلب معجزة وهذا يؤكد أن المعجزة حاضرة من خلال كلام الإمام أنه لولا الوصية فلا عمر ولا غير عمر يستطيعون ذلك
وهكذا ننتهي من هذا الإشكال

نريد هنا قبل أن نرد عليك في هذا الشأن أن تعلم مسألة واحدة وهي أن لكل معصوم حكمه ودوره وإلتزاماته بأوامر الله عز وجل فكما أننا نجد بعض الأنبياء مطلوبٌ منهم تجنب القتال فإن البعض طلب منهم أن يقاتلوا وكما أن الله حرَّم أن يصطاد الناس يوم السبت ( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ( ٦٥ ) فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين ( ٦٦ ) ) فهنا كان الله ينهى على دور نبي ويبيح على دور نبي آخر وكان ينهى عن شرب ماء من أحد الأنهر على دور نبي ويبيحه على دور نبي آخر وكذلك أئمتنا فإنه قد يجيز القتال في عددٍ محددٍ لأحد المعصومين وقد لا يجيزه لإمام آخر وقد يؤمر إمامٍ بالصلح والمهادنة وقد لا يؤمر إمام آخر وهذا كله يعود إلى حكمة الله وتقديره لذلك وهو لا يُسأل عن فعله وأمره
وأما الإمام الحسين فلقد كان معه عدد سبعين مقاتلاً وكان مأموراً من الله عز وجل بمقولته الشهيرة شاء الله أن يراني قتيلاً
ومن هنا فإن التضحية في النفس في سبيل الله وبأمرٍ وإذنٍ من الله لا يختلف عليها أحد ومن هنا فلا يمكن أن نضع شرط العددية بنفس العدد عند كل إمام أو معصوم فهذا تقديره وأذنه عند الله عز وجل
وسكوت أمير المؤمنين هو إلتزاماً بالوصية في حال لم يتوفر العدد في القيام بالحرب
وهكذا ننتهي من هذا الإشكال

طبعاً أنت ترد على تحليل كاتب الموضوع وهذا يقع في عهدته وأما نحن نعيد أحد الردود

بدايةً لم يقاتل أمير المؤمنين تحت حكومة أحد إلا حكومة الرسول صلى الله عليه وآله وإن وجد دليل عندك فنتمنى أن تتحفنا به
وأما ما قيل في نهج البلاغة رغم أنه الى الآن لا تعلمون ان نهج البلاغة ليس كله صحيح ولو أحببنا أن نحاسب على السند فنهج البلاغة لا يوجد فيه سند لأي رواية وذلك لأن كتاب ( نهج البلاغة )
مجموعة خطب وكلمات ورسائل لأمير المؤمنين (عليه السلام) جمعها في كتاب الشريف الرضي واطلق عليها الأسم المتقدم وكان الشريف قد جمعها من مجموعة كتب معروفة في زمانه لكنه لم يذكر سنده أو سند تلك الكتب عند جمعه لها
ولكن هذا لا يعني أن هناك أجزاء كبيرة منه ليست صحيحة متناً ولكن فيما يخص خطبة أمير المؤمنين بأنه نصر الإسلام فهو هنا لم يقل نصر أبو بكر وعمر بل كان في نفس الخطاب يوبخهما فيه ويلوم الناس فلو سلمنا جدلاً أن أمير المؤمنين إنضوى في المعارك في حكومة الشيخين فهو يؤكد أن فعله هذا كان لأجل الإسلام وليس لأجل الشيخين وبذلك لا يمكن أن تحتج على أن تضحية أمير المؤمنين كانت لأجل أحد سوى الإسلام وهذا لا يؤثِّر على مبدأ الولاية لأن الولاية أيضاً هي لأجل الدين وإن سكت عنها وشارك في الحروب لنصرة الإسلام فهذا لا يعكس واقع الشيخين وحقيقتهما لأن يوسف عليه السلام قد شارك في حكومة فرعون وشارك في حكومة كافرة، وكان وزيرا للمالية، ولم يمنعه ذلك من الدعوة الفردية إذن هذا لا يؤثر على المبدأ وكيف إذا كانت النية هي لنصرة الإسلام وإن كان تحت رقاب حاكم ظالم منافق يرفع شعار لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله وإن كان غير مؤمن بهذين الشعارين ذلك الحاكم ولكن الإسلام بمعنى المبادئ موجودة بأهلها وهم آل محمد فإن خسر ابو بكر وعمر سيتجه سهام اعداء الاسلام إلى آل محمد الذين يجسدون هذا الاسلام الصحيح ولذا درء الخطر بقتال هؤلاء مردوده هو الدفاع عن الإسلام الذي سيكون هدف المرتدين بعد انتصارهم على ابو بكر وعمر وهذا كلام ليس فيه أي مشكلة طبعاً هذا لو سلمنا أن أمير المؤمنين قصد في هذه الناحية بنصرة الإسلام هو الإنضواء ضمن لواء المقاتلين وليس لأجل سكوته حينها عن المطالبة بحقه على أنه الخليفة الشرعي وهكذا ننتهي من هذا الإشكال