المشاركة الأصلية بواسطة عبد الكريم ش
الَّذِي وصفه بالجلال والإكرام فِي قوله : وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ سورة الرحمن آية 27 ، ونفى عَنْهُ الهلاك إذا أهلك اللَّه ما قد قضى عَلَيْهِ الهلاك ممّا قد خلقه اللَّه للفناء لا للبقاء جل ربنا عَنْ أن يهلك شيء منه ممّا هُوَ من صفات ذاته ، قَالَ اللَّه جل وعلا : وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ سورة الرحمن آية 27 .
وقال : كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ سورة القصص آية 88 وقال لنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ سورة الكهف آية 28 ، وقال : وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ سورة البقرة آية 115 .
فأثبت اللَّه لنفسه وجهًا وصفه بالجلال والإكرام ، وحكم لوجهه بالبقاء ، ونفى الهلاك عَنْهُ.
فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز وتهامة واليمن ، والعراق والشّام ومصر ، مذهبنا : أَنَا نثبت ما أثبته اللَّه لنفسه ، نقر بذلك بألسنتنا ، ونصدق ذَلِكَ بقلوبنا ، من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين ، عز ربنا عَنْ أن يشبه المخلوقين ، وجل ربنا عَنْ مقالة المعطلين ، وعز أن يكون عدمًا كما قاله المبطلون ، لأن ما لا صفة لَهُ عدم ، تعالى اللَّه عما يَقُولُ الجهميون الّذين ينكرون صفات خالقنا الَّذِي وصف بها نفسه فِي محكم تنزيله ، وعلى لسان نبيه مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّه جل ذكره فِي سورة الروم : وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ سورة الإسراء آية 26 إلى قوله : ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ سورة الروم آية 38 وقال : وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ سورة الروم آية 39 ، وقال : إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ سورة الإنسان آية 9 وقال : وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى { 19 } إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى سورة الليل آية 19-20 .6
http://library.islamweb.net/hadith/d...344&pid=178389
تعليق