المشاركة الأصلية بواسطة جاسم ابو علي1
ليس مثلي من يتهرب من امثالك اترك اسلوب الاستفزاز لاني لاانجر اليه وتتخذه ذريعة للهروب
نعود للموضوع
فبعد ان جاء حضرتك باية على انها دليل على خطأ ادم

لاعلينا نقول انت تعلم بان عقيدتنا هي بعصمة الانبياء


ان الله تعالى قد حدّد للنبي آدم

فهو تعالى:
أ ـ من جهة قد أمعن في تحديد المنهي عنه لآدم عليه السلام، إلى حد التجسيد الواقعي له، ليصبح أمراً ظاهراً محسوساً، تصح الإشارة الحسية إليه، بقوله: {هَذِهِ الشَّجَرَةَ}، والمعرفة الحسية هي الأقوى، والأوضح، والأصرح..
ب ـ ومن جهة أخرى أبقاه على درجة عالية من الإبهام والغموض، بسبب عدم ذكر الصفة، والاسم لتلك الشجرة، ولا بين له طبيعتها، وخصوصياتها، ومميزاتها، وغير ذلك..
وليست تلك الشجرة من الأمور البسائط، التي يكون نفس حضورها كامناً في الكشف عن حقيقتها..
كما أن الأمر بالنسبة لإبليس قد جاء على هذا النحو
وقد ادعى البعض: أن لفظة [هَذِهِ] قد جاءت لتشخيص الشجرة بكل تفاصيلها، وصفاتها وهو ادعاء باطل، ويخالف البديهة، لأن الإشارة الحسية تفيد حضور المشار إليه، والاطلاع على ظاهر أمره، ولا تفيد شيئاً في التعريف بباطنه وحالاته، وخصائصه غير الظاهرة، إذا لم يكن من البسائط التي تنال حقائقها بنفس التوجه إليها وإدراكها.
وبعدما تقدم نقول:
إن التحديد للشجرة بهذه الطريقة يجعل آدم عليه السلام أمام احتمالين:
الأول: أن يكون المنهي عنه هو شخص هذا المشار إليه خارجاً، بحيث يكون النهي عن هذه الشجرة إنما هو لخصوصية فيها، لا توجد في غيرها حتى لو كانت متفقة معها بالجنس والحقيقة، بأن كانتا معاً من شجر الرمان، أو الحنطة مثلاً. ففي هذه الحال، لو أكل من غيرها، ولو كان من جنسها، فإنه لا يكون مخالفاً للنهي.
الثاني: أن لا يكون لها أية خصوصية، بل هو يشير إليها بما أنها فرد من جنس بحيث تكون جميع الأشجار التي من فصيلتها منهياً عنها أيضاً، وإنما أشير إليها بخصوصها لمزيد من التأكيد والتحديد لها.. فلا يجوز له ـ والحال هذه ـ الأكل من الشجرة المشار إليها، ولا من غيرها إذا كان من فصيلتها.
فإذا كان آدم عليه السلام أمام هذين الاحتمالين، فإن عليه أن يسعى لترجيح أحدهما..
وقد ورد في الروايات: أن إبليس لعنه الله قد حاول أن يقنعه بأن المنهي عنه هو خصوص هذه الشجرة التي أشير إليها.. أما سائر ما هو من فصيلتها، فلا يشمله النهي..
فقد روي عن الإمام الرضا عليه السلام، أنه قال للمأمون:
{وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ}.. وأشار لهما إلى شجرة الحنطة {فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ} ولم يقل لهما: لا تأكلا من هذه الشجرة، ولا مما كان من جنسها، فلم يقربا تلك الشجرة ولم يأكلا منها، وإنما أكلا من غيرها، لما أن وسوس الشيطان إليهما، وقال:
[ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة، وإنما ينهاكما أن تقربا غيرها، ولم ينهكما عن الأكل منها، إلا أن تكونا ملكين، أو تكونا من الخالدين]
فهو عليه السلام يقول: إنه تعالى لم ينههما عن تلك الشجرة وعن غيرها مما كان من جنسها، وإنما نهاهما عنها فقط، وهما لم يقرباها هي، بل أكلا من شجرة غيرها كانت من نفس نوعها.
وهذا معناه: أن النبي آدم عليه السلام قد افترض أن النهي إنما هو عن شخص تلك الشجرة، لا عنها وعن كل ما يجانسها.
فإذا كان عليه السلام يخاف من الإقدام على الشجرة التي حددتها الإشارة الحسية له في خطاب النهي، لاحتمال أن يكون لها خصوصية من نوع ما، فبإمكانه أن يأكل من شجرة أخرى من نفس نوعها، ليحقق بذلك الغرض السامي الذي يسعى إليه، وليتحاشى تلك الخصوصية التي أوجبت المنع من تلك التي أشير إليها إشارة حسية.
إن قوله تعالى: {وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} يحتمل أمرين: وهما النهي عن شخص المشار إليه، والآخر النهي عن سنخه، ولا شيء يدل على أن الثاني هو المتعين..
بل قد يقال: إن النهي عن الشخص هو الأقرب بقرينة التعبير باسم الإشارة الذي يشار به للشخص المعين والحاضر، ويحتاج إلى التعيين الحسي باليد ونحوها..
فلا مانع إذن من أن يأكل من شجرة أخرى تماثل الشجرة المشار إليها، وليس في ذلك مخالفة للنهي، لأن النهي قد تعلق بتلك فقط، لا بهذه.
في النهاية نقول هات دليليك على ان ان النهي عن هذه الشجرة وعن جنسها ولا فالتصمت لان ادم عليه السلام لم يأكل من الشجرة التي اشار اليها الله تعالى
تعليق