* رفسنجاني: طريق العلاقات مع امريكا ليست سالكة
قال رئیس مجمع تشخیص مصلحة النظام في الجمهورية الاسلامية الايرانية الشيخ هاشمي رفسنجاني إن "طريق العلاقات مع الولايات المتحدة الاميركية ليست سالكة في الواقع كما هو الحال مع الدول الغربية الاخرى"، مضيفا ان "على الامريکيين ان يثبتوا بأفعالهم، ان بلادهم ليست المسبب لجميع العقبات التي تواجهها طهران، كما كان يعتقد الإيرانيون قبل انتصار الثورة الاسلامیة".

رئیس مجمع تشخیص مصلحة النظام الايراني الشيخ هاشمي رفسنجاني
وفي حوار خاص مع موقع "مونیتور" حول الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة دول الـ 5+1، اشار رفسنجاني إلى أن "أداء مسؤولي الادارة الامریکیة من الحزب الدیمقراطي اختلف عن الجمهوريين في ملف التفاوض النووي"، ودعا سائر المسؤولین في واشنطن إلى "تعديل مواقفهم السابقة وان یثبتوا ذلك للشعب الایراني، فبعض السیاسات الایجابیة لامریکا قد تکون مؤثرة وإذا استمرت واعطت ثمارها سیقتربون من اثبات مواقفهم أکثر فأکثر".
وتحدث رفسنجاني عن العلاقات الإيرانية مع السعودیة، قائلاً إنه "وفقاً لما ینص علیه الدستور فنحن نعطي الاولویة لعلاقاتنا مع الدول الاسلامیة، لکن التطورات الاخیرة خاصة ما یجری في سوریا والعراق والیمن والبحرین تعد ضمن القضایا التي أدت إلى التباعد في هذه العلاقات"، مشيراً إلى أنه "رغم کل ذلك، لو قررت الحکومة الایرانیة ونظیرتها تحقيق تعاون مشترك، فما من قضیة یمکن أن تقف في وجهها وستعود العلاقات إلى ما کانت علیه سابقاً".
* نائب: لاريجاني أبلغ الحكومة بضرورة تقديم الاتفاق النووي للبرلمان
أعلن عضو اللجنة المركزية لتكتل المبدئيين السائرين على نهج الولاية في البرلمان الايراني، محمد سقايي، ان رئيس مجلس الشورى الاسلامي، علي لاريجاني، ابلغ الحكومة بضرورة تقديم برنامج العمل المشترك الشامل (الاتفاق النووي) في اطار لائحة للمجلس للمصادقة عليه.
وافاد موقع "فارس" اليوم الجمعة ان سقايي، قال: "وفقا لنص برنامج العمل المشترك الشامل فان الحكومة الايرانية ستقع على عاتقها التزامات وهذا بمنزلة اتفاقية ويجب ان يصادق عليه مجلس الشورى الاسلامي".
واضاف: "فيما يتعلق بموضوع برنامج العمل المشترك الشامل (الاتفاق النووي مع دول 5+1) فان الحكومة تلتزم بتعهدات وهذا يعد اتفاقا، ووفقا للدستور يجب ان يتم المصادقة عليه في مجلس الشورى الاسلامي".
واكد سقايي "في الحقيقة اننا لا نعتني بالمسميات، بل نهتم بالفحوى واعتقد يجب تقديم الموضوع في اطار لائحة الى المجلس لدراسته والتصويت عليه".
* بروجردي يحذر امريكا وحلفائها.. من؟
حذر رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي الايراني علاء الدين بروجردي، اميركا وحلفائها من تغيير قواعد اللعبة (في الاتفاق النووي)، مشددا على ان طهران ستغير هذه القواعد اذا بادرو بذلك.
وقال بروجردي في كلمة له القاها امام اهالي قرية "لاشك كجور" التابعة لمدينة نوشهر (شمال ايران): "بفضل الله سبحانه وتعالى فاننا حققنا موقفا قويا بعد ان كنا في موقف ضعيف اي اننا انتصرنا في منافسة سياسية ودولية نووية غير عادلة"، مشيرا الى امتلاك ايران 19 الف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم، حسب وكالة فارس.
واضاف: "ان اميركا قررت ان لا يكون لنا قدرات لتخصيب اليورانيوم، الا ان نظام الجمهورية الاسلامية في ايران، اثر توجيهات سماحة قائد الثورة الاسلامية قرر امتلاك هذه القدرات".
واشار بروجردي الى اخفاق قرارات الحظر الاقتصادي والسياسي والدولي ضد ايران، مؤكدا ان ايران لن ولم تسع وراء انتاج القنبلة النووية.
وحذر اميركا وحلفائها من التلاعب بمشاعر الشعب الايراني، مؤكدا ان ايران ستواجههم آنذاك برد يجعلهم يندمون.
***
* نيويورك تايمز: اوباما يتحدى معارضي الاتفاق مع ايران
رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية، أن الرئيس الاميركي باراك اوباما قدم حجة قوية لصالح الاتفاق النووي القوي والفعال مع ايران، معتبرة أن خطاب اوباما كان واضحا جداً، حيث ربط ببراعة معارضة الاتفاق مع ايران بالتاريخ المعاصر، وذلك عندما قال "اذا كانت اللغة المستخدمة في الاعلانات والتعليقات التي ترافقها تبدو مألوفة، فيجب ان تكون كذلك، فالعديد ممن يعارضون الاتفاق النووي الايراني هم الاشخاص أنفسهم الذين ايدوا الحرب في العراق".
وذكّرت الصحيفة أن اوباما كان معارضًا للحرب العراقية، معتبراً أن اجتياح العراق كان خطأ كارثياً ادى الى زعزعة استقرار البلد، ولفتت إلى أن بنيامين نتنياهو كان من اقوى داعمي حرب العراق وقد عبَّر عن ذلك خلال شهادة امام الكونغرس في شهر ايلول/سبتمبر عام 2002.

وقالت: بعد اربعة عشرة عاماً من الحرب، ومقتل آلاف الاميركيين والعراقيين وجرح آلاف آخرين، انه لأمر مروع ان عددا كبيرا من رافضي الاتفاق مع ايران اما يدعمون العمل العسكري ضدها او انهم مستعدون للمخاطرة بذلك من خلال رفضهم للاتفاق".
واعتبرت الصحيفة أن اوباما أخذ عبرة اساسية من العراق، حيث أن هناك حاجة لتخطي "العقلية التي تتميز بتفضيل العمل العسكري على الدبلوماسية، عقلية تضع علاوة على العمل العسكري الاميركي الاحادي مقابل العمل الشاق على بناء الاجماع الدولي، عقلية قامت بتضخيم التهديدات بما لا ينسجم والمعلومات الاستخبارتية".
واضافت: ربما لم يتعلم بعض اعضاء الكونغرس هذا الدرس بعد سنين عدة من الحرب، لكن المجتمع الاميركي بالتأكيد تعلم. ورغم المعارضة الشرسة، اعرب اوباما عن ثقته بان يمر الاتفاق في الكونغرس، حتى و ان كان بفارق ضئيل جداً. وقال خلال لقاء مع عدد من الصحفين عقب الخطاب انه "بعد نحو سبعة اعوام في الحكم لم اكن يوماً متيقنا بان هذه السياسية هي السليمة كما انا اليوم".
* معارضة من داخل البيت الواحد للديمقراطيين في الكونغرس بسبب الاتفاق النووي الإيراني
يبدو ان الحملات الدعائية التي شنها رئيس حكومة العدو الصهيوني بينامين نتنياهو لتأمين رفض الكونغرس الاميركي للاتفاق النووي الإيراني قد بدأت تؤثر فعلا في اعضاء المجلس، فبعدما بذل الرئيس الامريكي باراك أوباما جهودا حثيثة لجمع دعم نواب الكونغرس للاتفاق، مقابل اعلان الجمهوريين معارضتهم له، ظهرت معارضة من داخل البيت الواحد للديمقراطيين، حيث اعلن "تشاك شومر" و"اليوت اينغل" النائبان الديمقراطيان في الكونغرس انهما سيقترعان ضد الاتفاق.
وقد اكد السناتور الديمقراطي تشاك شومر انه سيقترع ضد الاتفاق حول الملف النووي الايراني في الكونغرس، لينضم إليه الديموقراطي اليوت اينغل، الذي يعتبر من اهم الاعضاء اليهود في المجلس والعضو في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب.
وقال شومر في بيان له ان "الطرفين لديهما حجج قوية لوجهتي نظرهما لا يمكن بكل بساطة تجاهلها"، مضيفا ان "هذا ما جعل تقييم الاتفاق عملية صعبة"، لكنه اردف قائلا "قررت انه يتحتم علي معارضة الاتفاق وسوف اصوت لصالح مذكرة رفض".

الكونغرس الامريكي
كما شدد شومر على انه سيصوت ضد الاتفاق "ليس لانني اعتقد ان الحرب هي خيار قابل للتطبيق او مرغوب به" بل لانه على قناعة بان ايران ستواصل مساعيها لتحقيق "أهدافها المشينة"، لافتا إلى انه "من الافضل الابقاء على العقوبات الاميركية وتعزيزها وفرض عقوبات ثانوية على دول اخرى وسلوك طريق الدبلوماسية مرة جديدة مهما كانت صعبة".
بدوره، اكد اينغل انه "لا يثق بان ايران ستلتزم بواجباتها المدرجة في الاتفاق القاضي بالحد من برنامجها النووي لقاء تخفيف العقوبات التي تكبل اقتصادها"، مشيرا إلى انه لا يزال "على قناعة بان حلا بالتفاوض هو افضل وسيلة عمل وان هذا هو الطريق الذي يتوجب علينا سلوكه لكن (...) يؤسفني القول انه لا يمكننا تاييد هذا الاتفاق".
وشكل هذان الموقفان ضربة قوية لاوباما الذي يقوم بحملة مكثفة سعيا لحمل الكونغرس على دعم هذا الاتفاق الذي يشكل احد ابرز انجازات ولايته، محذرا من ان نسفه سيؤدي الى حرب في الشرق الاوسط.
غير ان اوباما مصمم في حال رفض الكونغرس الاتفاق على معارضة هذا القرار وعندها يبقى امام الكونغرس امكانية اسقاط الفيتو الرئاسي من خلال التصويت ضده بغالبية ثلثي اعضائه في مجلسي النواب والشيوخ.
تجدر الإشارة، إلى ان الجمهوريين في الكونغرس اعلنوا على لسان زعيمهم السيناتور ميتش مكونيل رفضهم الطرح الذي قدمه أوباما الدفاع عن الاتفاق، قائلا إنه من "السخف" المجادلة بأن على المشرعين ان يختاروا بين الاتفاق أو الذهاب إلى الحرب.
وأبلغ مكونيل الصحفيين ردا على خطاب اوباما يوم الاربعاء إن الرئيس ارتكب "خطأ فادحا" بموقفه هذا، مضيفا ان "هذا الاتفاق ليس النقيض للحرب. تلك كانت الحجة التي سأقوها طوال المفاوضات. انها إما هذا الاتفاق أو اتفاق افضل أو المزيد من العقوبات."
لكن مكونيل رفض ما ذهب اليه اوباما، وقال إن "حجة الحرب سخيفة"، شاكيا من ان الرئيس تعامل مع النزاع بشأن إيران كحملة سياسية عندما قال إن المتشددين في طهران "يعملون من اجل قضية مشتركة" مع المشرعين الجمهوريين.
* رفض صهيوني عارم لكلمة اوباما حول الاتفاق النووي مع ايران
رفض الوزير "الاسرائيلي" يسرائيل كاتس، كلمة الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس عن إيجابيات الاتفاق النووي الموقع بين إيران والدول الكبرى. ورأى أن "إسرائيل" هي "الدولة الوحيدة في العالم التي تدعو إيران إلى إبادتها مما يحتّم عليها الدفاع عن نفسها بقواها الذاتية".
وكرّر كاتس الموقف "الإسرائيلي" الرسمي من أن الاتفاق النووي مع إيران لم يقضِ على أي من قدراتها النووية بل إنه يعزز من موقع طهران.

الوزير "الاسرائيلي" يسرائيل كاتس
وبدوره رأى رئيس المعارضة "الإسرائيلية" النائب يتسحاق هرتسوغ أنه لا يجوز لرئيس الوزراء (الصهيوني) بنيامين نتنياهو خوض الصراع الشخصي المباشر مع الرئيس أوباما، بل يتعين على نتنياهو مناقشة أوباما بهذا الخصوص على إنفراد داخل البيت الأبيض ومحاورته حول سبل تكوين جبهة عالمية وإقليمية واسعة لمواجهة إيران. واعتبر هرتسوغ أن المواجهة العلنية بين نتنياهو وأوباما لا تُرضي إلا أعداء "إسرائيل".

رئيس ما يسمى بالمعارضة "الإسرائيلية" يتسحاق هرتسوغ
وأولى الاعلام العبري تغطية خاصة لكلمة اوباما، وقال المراسل السياسي للقناة الاولى يئير فاينرف، ان "دولا كثيرة من منطقتنا ترى نفس الخطر الذي تراه اسرائيل في الاتفاق النووي، والمقصود هنا دول الخليج وعلى رأسهم السعودية، الذين يخشون من ايران".
وقالت القناة الثانية "انهم في اسرائيل تابعو خطاب أوباما بترقب ويبدو انهم غير راضين عنه، وبحسب المراسل السياسي للقناة، أراد نير فان الجملة التي قالها اوباما "اما الاتفاق او الحرب" اثارت الغضب بشكل خاص في اسرائيل، لان التقدير لدينا أن نفس حقيقة عدم رغبة أوباما بالحرب الى هذه الدرجة ستلفت نظر الايرانيين وبذلك سيواصلون طريقهم".
معلق الشؤون العربية في القناة الثانية، ايهود يعري قال ان "أوباما يعلم جيدا انه في واشنطن ليست منظمة "إيباك" او احد ما في السفارة الاسرائيلية من يتحدث مع اعضاء الكونغرس بل جميع سفراء دول الخليج ولديهم لوبي قوي هناك.
وفي ذات السياق نقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن مصدر سياسي اسرائيلي، في أعقاب خطاب الرئيس الامريكي، قوله ان "باراك اوباما محق حين يقول ان ايران ذات سلاح نووي أخطر بكثير من ايران تتمتع بتخفيف في العقوبات، غير أن الصفقة تمنح ايران ايضا قدرة على تطوير سلاح نووي وكذلك مئات مليارات الدولارات التي بواسطتها ستمول هجمات الارهاب".
واضاف المصدر السياسي للقناة الصهيونية بان الوعود التي نثرها اوباما في خطابه لا تستند الى شيء، قائلا ان "ادعائه بان ايران لن تتمكن من اخفاء برنامج نووي عسكري لا يصمد في اختبار الواقع. ايران نجحت منذ الان في الاثقال على الاسرة الدولية وبناء منشآت نووية سرية في نتناز وفي قم. وحتى الاعتماد على المواثيق الدولية هو اعتماد على حائط متهالك، فقد خرقتها المرة تلو الاخرى".
وشدد على أن اسرائيل "لا تشكك بصدق الرئيس اوباما، ولكنها مع ذلك تختلف معه في موقفه". وقال ان "الرئيس الامريكي مخطئ. هذا الاتفاق لا يمنع الحرب بل يقربها لانه يعطي لايران شرعية دولية لبناء بنية تحتية لانتاج ترسانة من القنابل النووية، ولانه يمول آلة الارهاب والعدوان لديها بمئات مليارات الدولارات".
وتناول المصدر السياسي الاثار "الهدامة" للإتفاق لرفع العقوبات الاقتصادية عن الجمهورية الاسلامية وفق توصيفه، قائلا إن "الضائقة الاقتصادية لايران تقيد اليوم تطوير قدرات الدمار، أما رفع العقوبات يرفع قدرات التطوير لديها الى حجم ستعرض للخطر اسرائيل، المنطقة والعالم بأسره. هكذا بحيث أن الاتفاق لا يسد طريق ايران نحو القنبلة بل على العكس، يسمح لها بالتقدم في مسارين الى القنبلة، سواء التزمت بالاتفاق أم خرقته ايضا".
* جيش العدو.. يتدرب في اليونان على مهاجمة ايران!
سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية لوسائل الإعلام العبرية، بنشر تقارير وتحليلات لمناورة مشتركة مع سلاح الجو اليوناني، أشارت وسائل الإعلام في أثينا إلى أنها قد تكون جزءاً من تدريب للقوات الخاصة الإسرائيلية، استعداداً لهجوم محتمل على إيران.
وحسب صحيفة الاخبار اللبنانية فيما اكتفى الإعلام الاسرائيلي بالحديث عن مناورة مشتركة مع سلاح الجو اليوناني، ركّزت على عمليات الإنقاذ في منطقة العمليات، مع تأكيد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنها ضمن برنامج التدريبات والتعاون الدولي لعام 2015، وهي مقرّرة مسبقاً.
فقد نقلت وسائل الإعلام الاسرائيلية عن تقارير يونانية، وتحديداً عن موقع defencenews اليوناني، معلومات عن أن أكثر من 200 تقني وطيار من سلاح الجو الإسرائيلي ناوروا مع وحدات النخبة، على شنّ هجمات جوية، مشيرة إلى أن «منطقة التدريب التي اختيرت، مشابهة للمنطقة حيث توجد المنشآت النووية الإيرانية».
وأشار الموقع اليوناني إلى أن "إسرائيل" تفضّل اليونان للتدرب على شنّ هجمات لمسافات بعيدة، إذ إنها تبعد تقريباً المسافة ذاتها عن فلسطين المحتلة كتلك المطلوبة لاختراق إيران.
وأضاف أيضاً أن "إسرائيل" تفضّل البقع الجغرافية الصعبة مع وجود وديان وجبال وتضاريس لإنزال القوات الخاصة، في محاكاة لتنفيذ مهمات في أماكن شبيهة بالشمال الإيراني.
القناة الثانية الاسرائيلية أشارت، في تقرير لها، إلى أن المناورة تأتي في سياق التعاون مع الجانب اليوناني، وهي شبيهة بمناورة أخرى نُفذت، في الأشهر الماضية، حاكت العمل مع منظومة «اس 300» لاعتراض الصواريخ، الموجودة في حوزة سلاح الجو اليوناني. وبحسب تقرير القناة، فإن «هذه المناورة هي الأكبر من نوعها، ونفذت في منطقة جبلية» لا يوجد مثيل لها في فلسطين المحتلة.
وتأتي المناورات الصهيونية في ظل اجواء من الضغط الذي تمارسه ادارة نتنياهو على حليفتها الولايات المتحدة بعد توصل الاخيرة الى اتفاق اطار مع ايران حول برنامجها النووي، ويرى المراقبون ان المناورات رسالة الى الكونغرس الاميركي الذي يناقش الاتفاق النووي قبل ان تكون رسالة الى ايران!
***
* كيف تستفيد ايران من الاتفاق النووي وتجيّره لصالح المنطقة؟
علي عوباني
لم يمض ثلاثة اسابيع على توقيع الاتفاق النووي بين إيران ودول الغرب، حتى تمظهرت أهمية ودلالات هذا الاتفاق على اكثر من صعيد، فكل المؤشرات توحي بل تؤكد ان الاتفاق لم يكن سوى البداية، وأن خطوات أخرى قادمة، لمعالجة ملفات المنطقة، وهو ما ظهر سريعاً بالانفتاح الغربي تجاه طهران، وبطبيعة الملفات والقضايا التي بدأ يثيرها الزائرون الغربيون الى طهران، وبالحراك الدولي والاقليمي على خطوط أزمتي اليمن وسوريا، فالتمعن بالتطورات التي أعقبت توقيع الاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية، يفضي بلا شك الى جملة استنتاجات جوهرية تبرز معالم المرحلة القادمة.
أولاً - بدا واضحاً ان ايران تسعى لتجيير اتفاق فيينا بنواح ايجابية، وتعميم الاستفادة منه على كل المنطقة وعدم توجيهه ضد أحد، وظهر ذلك من الجولة السريعة التي اجراها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على دول الجوار الكويت وسلطنة عمان والعراق. وكذلك مما ردَّده المسؤولون في ايران على مسمع الزائرين الغربيين، حول مدى استعداد ايران للتشاور لارساء الامن والاستقرار، وتحويل الخلافات الى تفاهم بالحوار.
ثانياً - بدا واضحاً ان توقيع الاتفاق النووي مع الغرب لا يحيد ايران قيد انملة عن مبادئ ثورتها الاسلامية، ولا يغير قناعتها تجاه فلسطين والمقاومة في المنطقة، بل يشكل إنجازاً لا بد أن تنعكس إيجابياته السياسية والاقتصادية على محور المقاومة بأكمله، وهو ما أكد عليه قائد الحرس الثوري اللواء جعفري يوم تصديق مجلس الامن الدولي على الاتفاق، وكذلك خطاب آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي الذي أكد استمرار مقارعة الاستكبار عشية توقيع الاتفاق. وهذا يعني ان ايران لن تعطي للغرب بالدبلوماسية ما لم تعطه إياه بالعقوبات والضغوطات. انطلاقًا من ذلك سيبقى التعريف الاميركي للارهاب، مغايراً تماماً لرؤية ايران التي ستبقى سنداً للمقاومة ودول الممانعة في المنطقة بمواجهة "اسرائيل".
ثالثاً - الاتفاق النووي أظهر وحدة الموقف الإيراني حيال الملفات المصيرية المتعلقة بمستقبل بلادهم، وهو ما ظهر من خلال التزام الطرف المفاوض بالخطوط الحمراء التي رسمها الامام الخامنئي لحدود التفاوض، والالتفاف الشعبي حول القيادة الايرانية في قدرة على التناغم قلّ نظيرها، استطاعت ان تكسر قيد العقوبات، وتحقق انتصاراً تاريخياً أنهى الأزمة النووية المفتعلة من قبل الغرب وحرر اموالها المجمدة وشكل فرصة للانفتاح على طهران.
رابعاً - زيارات المسؤولين الغربيين الى طهران عقب الاتفاق كان لها بمعظمها ثلاثة ابعاد سياسية واقتصادية ودولية، فركزت بمجملها على استعادة العلاقات الثنائية والانفتاح الاقتصادي والسياسي لمعالجة ملفات المنطقة الشائكة وقضايا الارهاب الدولي، وبدا ان الغرب يعول على ادوار كبيرة لايران في حل ازمات المنطقة العالقة ومحاربة الارهاب.
على الصعيد الاقتصادي، نجحت ايران بتحويل التهديد الدولي الى فرصة، وهو ما ظهر جلياً من تسابق الوفود الاقتصادية الاوروبية نحو طهران (المانية، ايطالية، وفرنسية..)، ما جعلها قبلة الغرب اقتصادياً، وهو ما ستتضح آثاره بشكل اكبر بعد انتهاء مهلة الـ90 يوماً التي نص عليها الاتفاق، حيث يرتقب ان يتحرر أكثر من 100 مليار دولار من الأموال الإيرانية المجمدة ويعاد إدخال إيران إلى النظام المصرفي العالمي (السويفت) وتصبح قادرة على تصدير النفط وجميع أنواع الصادرات بدون أي عراقيل ما سينعكس تنشيطاً للقطاعين التجاري والصناعي فيها وزيادة في نسبة النمو.

الاتفاق النووي
اما سياسياً، فقد اضحت ايران قطب الرحى في المنطقة اليوم، تحج اليها الوفود السياسية الغربية، من كل حدب وصوب (موغريني، وزير الخارجية الالماني، وزير الخارجية الفرنسي، ورئيس النمسا..)، بعدما برهنت للعالم بأن نهج التفاهم والحوار الذي تعتمده في سياساتها هو النهج الأسلم، بمواجهة نهج الحروب والتهديد والعقوبات الذي تعتمده اميركا والذي اثبت عقمه، من هنا بات واضحاً أن الآثار السياسية المرتقبة للاتفاق مستقبلاً ستتبدى على المستوى الدولي، وهو ما بدأ من خلال التطبيع الممنهج لعلاقات إيران مع دول الغرب، والذي يتوقع أن ينتقل إلى المستوى الإقليمي كترتيب لقاءات سعودية - إيرانية برعاية غربية، ومعالجة الازمات السورية واليمنية بالسبل والحلول السلمية.. وان كان ذلك يتوقف على اثبات الغرب بداية صفاء نواياه وصدقيته، وحينما يسلك الاتفاق النووي طريقه، يمكن ان يشكل ذلك مؤشراً يتوسع ليشكل قاعدة للتفاهم حول ملفات اخرى.
وهنا يبرز بشكل اساسي اهمية نجاح ايران بحصر التفاوض في الملف النووي، لإبعاد هذا الملف عن تعقيدات وتشعُّبات ملفات المنطقة، ما كان من شأنه ان ينعكس سلباً على توقيع الاتفاق من جهة، ويعطي فرصة للغرب لتظهير ايران بأنها تساوم على حلفائها في المنطقة، وهو ما لا ترضاه ايران اطلاقاً، انطلاقاً من مبادئها وثوابتها، فكان نجاحها بوضع كرة توقيع الاتفاق وتنفيذه في ملعب الغرب، وتحديداً الاميركي.
وفي ملف الارهاب، بدا ان تحولاً ما تشهده المنطقة، باتجاه سبل معالجة هذا الملف، بعدما فشل "التحالف الدولي" في تحقيق اي نتائج، وبعدما بات الارهاب يطرق باب مموليه وداعميه وامتد ليضرب عقر دار دول المنشأ والمساندة، والدول الغربية، ويتحول الى تهديد عالمي، بعدما كانت تعتبره بعض الدول فرصة يمكن استثمارها لتحقيق مصالحها التوسعية والاستعمارية، فالمراقب لطبيعة الملفات التي يطرحها الغرب في طهران يجد ان ملف الارهاب يتصدر العناوين والملفات الاخرى، ما من شأنه ان ينشئ تحالفات جديدة وتعاوناً جديداً لاستئصال جذور الارهاب.
خامساً - مما لا شك فيه انه اذا كانت موافقة لجنة الامن القومي في ايران على الاتفاق النووي متوقعة، الا انه ثمة صعوبات في تمريره من قبل الكونغرس الاميركي في ضوء الحملات الدعائية التي تساق ضده والضغوطات التي يمارسها "الايباك"، وهو ما تحدث عنه اوباما نفسه كاشفاً عن صرف 20 مليون دولار من قبل المنظمة المشار اليها للتحريض ضده، لكن فشل الادارة الاميركية الحالية وعدم نجاحها في تأمين الاصوات اللازمة لتمرير الاتفاق النووي في الكونغرس - وان بدا ذلك مستبعداً - يعطي الضوء الأخضر لإيران لإعادة تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية ويحررها من كافة الإلتزامات السابقة ويضعف أميركا ويفكك السداسية الدولية.
قال رئیس مجمع تشخیص مصلحة النظام في الجمهورية الاسلامية الايرانية الشيخ هاشمي رفسنجاني إن "طريق العلاقات مع الولايات المتحدة الاميركية ليست سالكة في الواقع كما هو الحال مع الدول الغربية الاخرى"، مضيفا ان "على الامريکيين ان يثبتوا بأفعالهم، ان بلادهم ليست المسبب لجميع العقبات التي تواجهها طهران، كما كان يعتقد الإيرانيون قبل انتصار الثورة الاسلامیة".

رئیس مجمع تشخیص مصلحة النظام الايراني الشيخ هاشمي رفسنجاني
وفي حوار خاص مع موقع "مونیتور" حول الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة دول الـ 5+1، اشار رفسنجاني إلى أن "أداء مسؤولي الادارة الامریکیة من الحزب الدیمقراطي اختلف عن الجمهوريين في ملف التفاوض النووي"، ودعا سائر المسؤولین في واشنطن إلى "تعديل مواقفهم السابقة وان یثبتوا ذلك للشعب الایراني، فبعض السیاسات الایجابیة لامریکا قد تکون مؤثرة وإذا استمرت واعطت ثمارها سیقتربون من اثبات مواقفهم أکثر فأکثر".
وتحدث رفسنجاني عن العلاقات الإيرانية مع السعودیة، قائلاً إنه "وفقاً لما ینص علیه الدستور فنحن نعطي الاولویة لعلاقاتنا مع الدول الاسلامیة، لکن التطورات الاخیرة خاصة ما یجری في سوریا والعراق والیمن والبحرین تعد ضمن القضایا التي أدت إلى التباعد في هذه العلاقات"، مشيراً إلى أنه "رغم کل ذلك، لو قررت الحکومة الایرانیة ونظیرتها تحقيق تعاون مشترك، فما من قضیة یمکن أن تقف في وجهها وستعود العلاقات إلى ما کانت علیه سابقاً".
* نائب: لاريجاني أبلغ الحكومة بضرورة تقديم الاتفاق النووي للبرلمان

أعلن عضو اللجنة المركزية لتكتل المبدئيين السائرين على نهج الولاية في البرلمان الايراني، محمد سقايي، ان رئيس مجلس الشورى الاسلامي، علي لاريجاني، ابلغ الحكومة بضرورة تقديم برنامج العمل المشترك الشامل (الاتفاق النووي) في اطار لائحة للمجلس للمصادقة عليه.
وافاد موقع "فارس" اليوم الجمعة ان سقايي، قال: "وفقا لنص برنامج العمل المشترك الشامل فان الحكومة الايرانية ستقع على عاتقها التزامات وهذا بمنزلة اتفاقية ويجب ان يصادق عليه مجلس الشورى الاسلامي".
واضاف: "فيما يتعلق بموضوع برنامج العمل المشترك الشامل (الاتفاق النووي مع دول 5+1) فان الحكومة تلتزم بتعهدات وهذا يعد اتفاقا، ووفقا للدستور يجب ان يتم المصادقة عليه في مجلس الشورى الاسلامي".
واكد سقايي "في الحقيقة اننا لا نعتني بالمسميات، بل نهتم بالفحوى واعتقد يجب تقديم الموضوع في اطار لائحة الى المجلس لدراسته والتصويت عليه".
* بروجردي يحذر امريكا وحلفائها.. من؟

حذر رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي الايراني علاء الدين بروجردي، اميركا وحلفائها من تغيير قواعد اللعبة (في الاتفاق النووي)، مشددا على ان طهران ستغير هذه القواعد اذا بادرو بذلك.
وقال بروجردي في كلمة له القاها امام اهالي قرية "لاشك كجور" التابعة لمدينة نوشهر (شمال ايران): "بفضل الله سبحانه وتعالى فاننا حققنا موقفا قويا بعد ان كنا في موقف ضعيف اي اننا انتصرنا في منافسة سياسية ودولية نووية غير عادلة"، مشيرا الى امتلاك ايران 19 الف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم، حسب وكالة فارس.
واضاف: "ان اميركا قررت ان لا يكون لنا قدرات لتخصيب اليورانيوم، الا ان نظام الجمهورية الاسلامية في ايران، اثر توجيهات سماحة قائد الثورة الاسلامية قرر امتلاك هذه القدرات".
واشار بروجردي الى اخفاق قرارات الحظر الاقتصادي والسياسي والدولي ضد ايران، مؤكدا ان ايران لن ولم تسع وراء انتاج القنبلة النووية.
وحذر اميركا وحلفائها من التلاعب بمشاعر الشعب الايراني، مؤكدا ان ايران ستواجههم آنذاك برد يجعلهم يندمون.
***
* نيويورك تايمز: اوباما يتحدى معارضي الاتفاق مع ايران
رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية، أن الرئيس الاميركي باراك اوباما قدم حجة قوية لصالح الاتفاق النووي القوي والفعال مع ايران، معتبرة أن خطاب اوباما كان واضحا جداً، حيث ربط ببراعة معارضة الاتفاق مع ايران بالتاريخ المعاصر، وذلك عندما قال "اذا كانت اللغة المستخدمة في الاعلانات والتعليقات التي ترافقها تبدو مألوفة، فيجب ان تكون كذلك، فالعديد ممن يعارضون الاتفاق النووي الايراني هم الاشخاص أنفسهم الذين ايدوا الحرب في العراق".
وذكّرت الصحيفة أن اوباما كان معارضًا للحرب العراقية، معتبراً أن اجتياح العراق كان خطأ كارثياً ادى الى زعزعة استقرار البلد، ولفتت إلى أن بنيامين نتنياهو كان من اقوى داعمي حرب العراق وقد عبَّر عن ذلك خلال شهادة امام الكونغرس في شهر ايلول/سبتمبر عام 2002.

وقالت: بعد اربعة عشرة عاماً من الحرب، ومقتل آلاف الاميركيين والعراقيين وجرح آلاف آخرين، انه لأمر مروع ان عددا كبيرا من رافضي الاتفاق مع ايران اما يدعمون العمل العسكري ضدها او انهم مستعدون للمخاطرة بذلك من خلال رفضهم للاتفاق".
واعتبرت الصحيفة أن اوباما أخذ عبرة اساسية من العراق، حيث أن هناك حاجة لتخطي "العقلية التي تتميز بتفضيل العمل العسكري على الدبلوماسية، عقلية تضع علاوة على العمل العسكري الاميركي الاحادي مقابل العمل الشاق على بناء الاجماع الدولي، عقلية قامت بتضخيم التهديدات بما لا ينسجم والمعلومات الاستخبارتية".
واضافت: ربما لم يتعلم بعض اعضاء الكونغرس هذا الدرس بعد سنين عدة من الحرب، لكن المجتمع الاميركي بالتأكيد تعلم. ورغم المعارضة الشرسة، اعرب اوباما عن ثقته بان يمر الاتفاق في الكونغرس، حتى و ان كان بفارق ضئيل جداً. وقال خلال لقاء مع عدد من الصحفين عقب الخطاب انه "بعد نحو سبعة اعوام في الحكم لم اكن يوماً متيقنا بان هذه السياسية هي السليمة كما انا اليوم".
* معارضة من داخل البيت الواحد للديمقراطيين في الكونغرس بسبب الاتفاق النووي الإيراني
يبدو ان الحملات الدعائية التي شنها رئيس حكومة العدو الصهيوني بينامين نتنياهو لتأمين رفض الكونغرس الاميركي للاتفاق النووي الإيراني قد بدأت تؤثر فعلا في اعضاء المجلس، فبعدما بذل الرئيس الامريكي باراك أوباما جهودا حثيثة لجمع دعم نواب الكونغرس للاتفاق، مقابل اعلان الجمهوريين معارضتهم له، ظهرت معارضة من داخل البيت الواحد للديمقراطيين، حيث اعلن "تشاك شومر" و"اليوت اينغل" النائبان الديمقراطيان في الكونغرس انهما سيقترعان ضد الاتفاق.
وقد اكد السناتور الديمقراطي تشاك شومر انه سيقترع ضد الاتفاق حول الملف النووي الايراني في الكونغرس، لينضم إليه الديموقراطي اليوت اينغل، الذي يعتبر من اهم الاعضاء اليهود في المجلس والعضو في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب.
وقال شومر في بيان له ان "الطرفين لديهما حجج قوية لوجهتي نظرهما لا يمكن بكل بساطة تجاهلها"، مضيفا ان "هذا ما جعل تقييم الاتفاق عملية صعبة"، لكنه اردف قائلا "قررت انه يتحتم علي معارضة الاتفاق وسوف اصوت لصالح مذكرة رفض".

الكونغرس الامريكي
كما شدد شومر على انه سيصوت ضد الاتفاق "ليس لانني اعتقد ان الحرب هي خيار قابل للتطبيق او مرغوب به" بل لانه على قناعة بان ايران ستواصل مساعيها لتحقيق "أهدافها المشينة"، لافتا إلى انه "من الافضل الابقاء على العقوبات الاميركية وتعزيزها وفرض عقوبات ثانوية على دول اخرى وسلوك طريق الدبلوماسية مرة جديدة مهما كانت صعبة".
بدوره، اكد اينغل انه "لا يثق بان ايران ستلتزم بواجباتها المدرجة في الاتفاق القاضي بالحد من برنامجها النووي لقاء تخفيف العقوبات التي تكبل اقتصادها"، مشيرا إلى انه لا يزال "على قناعة بان حلا بالتفاوض هو افضل وسيلة عمل وان هذا هو الطريق الذي يتوجب علينا سلوكه لكن (...) يؤسفني القول انه لا يمكننا تاييد هذا الاتفاق".
وشكل هذان الموقفان ضربة قوية لاوباما الذي يقوم بحملة مكثفة سعيا لحمل الكونغرس على دعم هذا الاتفاق الذي يشكل احد ابرز انجازات ولايته، محذرا من ان نسفه سيؤدي الى حرب في الشرق الاوسط.
غير ان اوباما مصمم في حال رفض الكونغرس الاتفاق على معارضة هذا القرار وعندها يبقى امام الكونغرس امكانية اسقاط الفيتو الرئاسي من خلال التصويت ضده بغالبية ثلثي اعضائه في مجلسي النواب والشيوخ.
تجدر الإشارة، إلى ان الجمهوريين في الكونغرس اعلنوا على لسان زعيمهم السيناتور ميتش مكونيل رفضهم الطرح الذي قدمه أوباما الدفاع عن الاتفاق، قائلا إنه من "السخف" المجادلة بأن على المشرعين ان يختاروا بين الاتفاق أو الذهاب إلى الحرب.
وأبلغ مكونيل الصحفيين ردا على خطاب اوباما يوم الاربعاء إن الرئيس ارتكب "خطأ فادحا" بموقفه هذا، مضيفا ان "هذا الاتفاق ليس النقيض للحرب. تلك كانت الحجة التي سأقوها طوال المفاوضات. انها إما هذا الاتفاق أو اتفاق افضل أو المزيد من العقوبات."
لكن مكونيل رفض ما ذهب اليه اوباما، وقال إن "حجة الحرب سخيفة"، شاكيا من ان الرئيس تعامل مع النزاع بشأن إيران كحملة سياسية عندما قال إن المتشددين في طهران "يعملون من اجل قضية مشتركة" مع المشرعين الجمهوريين.
* رفض صهيوني عارم لكلمة اوباما حول الاتفاق النووي مع ايران
رفض الوزير "الاسرائيلي" يسرائيل كاتس، كلمة الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس عن إيجابيات الاتفاق النووي الموقع بين إيران والدول الكبرى. ورأى أن "إسرائيل" هي "الدولة الوحيدة في العالم التي تدعو إيران إلى إبادتها مما يحتّم عليها الدفاع عن نفسها بقواها الذاتية".
وكرّر كاتس الموقف "الإسرائيلي" الرسمي من أن الاتفاق النووي مع إيران لم يقضِ على أي من قدراتها النووية بل إنه يعزز من موقع طهران.

الوزير "الاسرائيلي" يسرائيل كاتس
وبدوره رأى رئيس المعارضة "الإسرائيلية" النائب يتسحاق هرتسوغ أنه لا يجوز لرئيس الوزراء (الصهيوني) بنيامين نتنياهو خوض الصراع الشخصي المباشر مع الرئيس أوباما، بل يتعين على نتنياهو مناقشة أوباما بهذا الخصوص على إنفراد داخل البيت الأبيض ومحاورته حول سبل تكوين جبهة عالمية وإقليمية واسعة لمواجهة إيران. واعتبر هرتسوغ أن المواجهة العلنية بين نتنياهو وأوباما لا تُرضي إلا أعداء "إسرائيل".

رئيس ما يسمى بالمعارضة "الإسرائيلية" يتسحاق هرتسوغ
وأولى الاعلام العبري تغطية خاصة لكلمة اوباما، وقال المراسل السياسي للقناة الاولى يئير فاينرف، ان "دولا كثيرة من منطقتنا ترى نفس الخطر الذي تراه اسرائيل في الاتفاق النووي، والمقصود هنا دول الخليج وعلى رأسهم السعودية، الذين يخشون من ايران".
وقالت القناة الثانية "انهم في اسرائيل تابعو خطاب أوباما بترقب ويبدو انهم غير راضين عنه، وبحسب المراسل السياسي للقناة، أراد نير فان الجملة التي قالها اوباما "اما الاتفاق او الحرب" اثارت الغضب بشكل خاص في اسرائيل، لان التقدير لدينا أن نفس حقيقة عدم رغبة أوباما بالحرب الى هذه الدرجة ستلفت نظر الايرانيين وبذلك سيواصلون طريقهم".
معلق الشؤون العربية في القناة الثانية، ايهود يعري قال ان "أوباما يعلم جيدا انه في واشنطن ليست منظمة "إيباك" او احد ما في السفارة الاسرائيلية من يتحدث مع اعضاء الكونغرس بل جميع سفراء دول الخليج ولديهم لوبي قوي هناك.
وفي ذات السياق نقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن مصدر سياسي اسرائيلي، في أعقاب خطاب الرئيس الامريكي، قوله ان "باراك اوباما محق حين يقول ان ايران ذات سلاح نووي أخطر بكثير من ايران تتمتع بتخفيف في العقوبات، غير أن الصفقة تمنح ايران ايضا قدرة على تطوير سلاح نووي وكذلك مئات مليارات الدولارات التي بواسطتها ستمول هجمات الارهاب".
واضاف المصدر السياسي للقناة الصهيونية بان الوعود التي نثرها اوباما في خطابه لا تستند الى شيء، قائلا ان "ادعائه بان ايران لن تتمكن من اخفاء برنامج نووي عسكري لا يصمد في اختبار الواقع. ايران نجحت منذ الان في الاثقال على الاسرة الدولية وبناء منشآت نووية سرية في نتناز وفي قم. وحتى الاعتماد على المواثيق الدولية هو اعتماد على حائط متهالك، فقد خرقتها المرة تلو الاخرى".
وشدد على أن اسرائيل "لا تشكك بصدق الرئيس اوباما، ولكنها مع ذلك تختلف معه في موقفه". وقال ان "الرئيس الامريكي مخطئ. هذا الاتفاق لا يمنع الحرب بل يقربها لانه يعطي لايران شرعية دولية لبناء بنية تحتية لانتاج ترسانة من القنابل النووية، ولانه يمول آلة الارهاب والعدوان لديها بمئات مليارات الدولارات".
وتناول المصدر السياسي الاثار "الهدامة" للإتفاق لرفع العقوبات الاقتصادية عن الجمهورية الاسلامية وفق توصيفه، قائلا إن "الضائقة الاقتصادية لايران تقيد اليوم تطوير قدرات الدمار، أما رفع العقوبات يرفع قدرات التطوير لديها الى حجم ستعرض للخطر اسرائيل، المنطقة والعالم بأسره. هكذا بحيث أن الاتفاق لا يسد طريق ايران نحو القنبلة بل على العكس، يسمح لها بالتقدم في مسارين الى القنبلة، سواء التزمت بالاتفاق أم خرقته ايضا".
* جيش العدو.. يتدرب في اليونان على مهاجمة ايران!

سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية لوسائل الإعلام العبرية، بنشر تقارير وتحليلات لمناورة مشتركة مع سلاح الجو اليوناني، أشارت وسائل الإعلام في أثينا إلى أنها قد تكون جزءاً من تدريب للقوات الخاصة الإسرائيلية، استعداداً لهجوم محتمل على إيران.
وحسب صحيفة الاخبار اللبنانية فيما اكتفى الإعلام الاسرائيلي بالحديث عن مناورة مشتركة مع سلاح الجو اليوناني، ركّزت على عمليات الإنقاذ في منطقة العمليات، مع تأكيد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنها ضمن برنامج التدريبات والتعاون الدولي لعام 2015، وهي مقرّرة مسبقاً.
فقد نقلت وسائل الإعلام الاسرائيلية عن تقارير يونانية، وتحديداً عن موقع defencenews اليوناني، معلومات عن أن أكثر من 200 تقني وطيار من سلاح الجو الإسرائيلي ناوروا مع وحدات النخبة، على شنّ هجمات جوية، مشيرة إلى أن «منطقة التدريب التي اختيرت، مشابهة للمنطقة حيث توجد المنشآت النووية الإيرانية».
وأشار الموقع اليوناني إلى أن "إسرائيل" تفضّل اليونان للتدرب على شنّ هجمات لمسافات بعيدة، إذ إنها تبعد تقريباً المسافة ذاتها عن فلسطين المحتلة كتلك المطلوبة لاختراق إيران.
وأضاف أيضاً أن "إسرائيل" تفضّل البقع الجغرافية الصعبة مع وجود وديان وجبال وتضاريس لإنزال القوات الخاصة، في محاكاة لتنفيذ مهمات في أماكن شبيهة بالشمال الإيراني.
القناة الثانية الاسرائيلية أشارت، في تقرير لها، إلى أن المناورة تأتي في سياق التعاون مع الجانب اليوناني، وهي شبيهة بمناورة أخرى نُفذت، في الأشهر الماضية، حاكت العمل مع منظومة «اس 300» لاعتراض الصواريخ، الموجودة في حوزة سلاح الجو اليوناني. وبحسب تقرير القناة، فإن «هذه المناورة هي الأكبر من نوعها، ونفذت في منطقة جبلية» لا يوجد مثيل لها في فلسطين المحتلة.
وتأتي المناورات الصهيونية في ظل اجواء من الضغط الذي تمارسه ادارة نتنياهو على حليفتها الولايات المتحدة بعد توصل الاخيرة الى اتفاق اطار مع ايران حول برنامجها النووي، ويرى المراقبون ان المناورات رسالة الى الكونغرس الاميركي الذي يناقش الاتفاق النووي قبل ان تكون رسالة الى ايران!
***
* كيف تستفيد ايران من الاتفاق النووي وتجيّره لصالح المنطقة؟
علي عوباني
لم يمض ثلاثة اسابيع على توقيع الاتفاق النووي بين إيران ودول الغرب، حتى تمظهرت أهمية ودلالات هذا الاتفاق على اكثر من صعيد، فكل المؤشرات توحي بل تؤكد ان الاتفاق لم يكن سوى البداية، وأن خطوات أخرى قادمة، لمعالجة ملفات المنطقة، وهو ما ظهر سريعاً بالانفتاح الغربي تجاه طهران، وبطبيعة الملفات والقضايا التي بدأ يثيرها الزائرون الغربيون الى طهران، وبالحراك الدولي والاقليمي على خطوط أزمتي اليمن وسوريا، فالتمعن بالتطورات التي أعقبت توقيع الاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية، يفضي بلا شك الى جملة استنتاجات جوهرية تبرز معالم المرحلة القادمة.
أولاً - بدا واضحاً ان ايران تسعى لتجيير اتفاق فيينا بنواح ايجابية، وتعميم الاستفادة منه على كل المنطقة وعدم توجيهه ضد أحد، وظهر ذلك من الجولة السريعة التي اجراها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على دول الجوار الكويت وسلطنة عمان والعراق. وكذلك مما ردَّده المسؤولون في ايران على مسمع الزائرين الغربيين، حول مدى استعداد ايران للتشاور لارساء الامن والاستقرار، وتحويل الخلافات الى تفاهم بالحوار.
ثانياً - بدا واضحاً ان توقيع الاتفاق النووي مع الغرب لا يحيد ايران قيد انملة عن مبادئ ثورتها الاسلامية، ولا يغير قناعتها تجاه فلسطين والمقاومة في المنطقة، بل يشكل إنجازاً لا بد أن تنعكس إيجابياته السياسية والاقتصادية على محور المقاومة بأكمله، وهو ما أكد عليه قائد الحرس الثوري اللواء جعفري يوم تصديق مجلس الامن الدولي على الاتفاق، وكذلك خطاب آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي الذي أكد استمرار مقارعة الاستكبار عشية توقيع الاتفاق. وهذا يعني ان ايران لن تعطي للغرب بالدبلوماسية ما لم تعطه إياه بالعقوبات والضغوطات. انطلاقًا من ذلك سيبقى التعريف الاميركي للارهاب، مغايراً تماماً لرؤية ايران التي ستبقى سنداً للمقاومة ودول الممانعة في المنطقة بمواجهة "اسرائيل".
ثالثاً - الاتفاق النووي أظهر وحدة الموقف الإيراني حيال الملفات المصيرية المتعلقة بمستقبل بلادهم، وهو ما ظهر من خلال التزام الطرف المفاوض بالخطوط الحمراء التي رسمها الامام الخامنئي لحدود التفاوض، والالتفاف الشعبي حول القيادة الايرانية في قدرة على التناغم قلّ نظيرها، استطاعت ان تكسر قيد العقوبات، وتحقق انتصاراً تاريخياً أنهى الأزمة النووية المفتعلة من قبل الغرب وحرر اموالها المجمدة وشكل فرصة للانفتاح على طهران.
رابعاً - زيارات المسؤولين الغربيين الى طهران عقب الاتفاق كان لها بمعظمها ثلاثة ابعاد سياسية واقتصادية ودولية، فركزت بمجملها على استعادة العلاقات الثنائية والانفتاح الاقتصادي والسياسي لمعالجة ملفات المنطقة الشائكة وقضايا الارهاب الدولي، وبدا ان الغرب يعول على ادوار كبيرة لايران في حل ازمات المنطقة العالقة ومحاربة الارهاب.
على الصعيد الاقتصادي، نجحت ايران بتحويل التهديد الدولي الى فرصة، وهو ما ظهر جلياً من تسابق الوفود الاقتصادية الاوروبية نحو طهران (المانية، ايطالية، وفرنسية..)، ما جعلها قبلة الغرب اقتصادياً، وهو ما ستتضح آثاره بشكل اكبر بعد انتهاء مهلة الـ90 يوماً التي نص عليها الاتفاق، حيث يرتقب ان يتحرر أكثر من 100 مليار دولار من الأموال الإيرانية المجمدة ويعاد إدخال إيران إلى النظام المصرفي العالمي (السويفت) وتصبح قادرة على تصدير النفط وجميع أنواع الصادرات بدون أي عراقيل ما سينعكس تنشيطاً للقطاعين التجاري والصناعي فيها وزيادة في نسبة النمو.

الاتفاق النووي
اما سياسياً، فقد اضحت ايران قطب الرحى في المنطقة اليوم، تحج اليها الوفود السياسية الغربية، من كل حدب وصوب (موغريني، وزير الخارجية الالماني، وزير الخارجية الفرنسي، ورئيس النمسا..)، بعدما برهنت للعالم بأن نهج التفاهم والحوار الذي تعتمده في سياساتها هو النهج الأسلم، بمواجهة نهج الحروب والتهديد والعقوبات الذي تعتمده اميركا والذي اثبت عقمه، من هنا بات واضحاً أن الآثار السياسية المرتقبة للاتفاق مستقبلاً ستتبدى على المستوى الدولي، وهو ما بدأ من خلال التطبيع الممنهج لعلاقات إيران مع دول الغرب، والذي يتوقع أن ينتقل إلى المستوى الإقليمي كترتيب لقاءات سعودية - إيرانية برعاية غربية، ومعالجة الازمات السورية واليمنية بالسبل والحلول السلمية.. وان كان ذلك يتوقف على اثبات الغرب بداية صفاء نواياه وصدقيته، وحينما يسلك الاتفاق النووي طريقه، يمكن ان يشكل ذلك مؤشراً يتوسع ليشكل قاعدة للتفاهم حول ملفات اخرى.
وهنا يبرز بشكل اساسي اهمية نجاح ايران بحصر التفاوض في الملف النووي، لإبعاد هذا الملف عن تعقيدات وتشعُّبات ملفات المنطقة، ما كان من شأنه ان ينعكس سلباً على توقيع الاتفاق من جهة، ويعطي فرصة للغرب لتظهير ايران بأنها تساوم على حلفائها في المنطقة، وهو ما لا ترضاه ايران اطلاقاً، انطلاقاً من مبادئها وثوابتها، فكان نجاحها بوضع كرة توقيع الاتفاق وتنفيذه في ملعب الغرب، وتحديداً الاميركي.
وفي ملف الارهاب، بدا ان تحولاً ما تشهده المنطقة، باتجاه سبل معالجة هذا الملف، بعدما فشل "التحالف الدولي" في تحقيق اي نتائج، وبعدما بات الارهاب يطرق باب مموليه وداعميه وامتد ليضرب عقر دار دول المنشأ والمساندة، والدول الغربية، ويتحول الى تهديد عالمي، بعدما كانت تعتبره بعض الدول فرصة يمكن استثمارها لتحقيق مصالحها التوسعية والاستعمارية، فالمراقب لطبيعة الملفات التي يطرحها الغرب في طهران يجد ان ملف الارهاب يتصدر العناوين والملفات الاخرى، ما من شأنه ان ينشئ تحالفات جديدة وتعاوناً جديداً لاستئصال جذور الارهاب.
خامساً - مما لا شك فيه انه اذا كانت موافقة لجنة الامن القومي في ايران على الاتفاق النووي متوقعة، الا انه ثمة صعوبات في تمريره من قبل الكونغرس الاميركي في ضوء الحملات الدعائية التي تساق ضده والضغوطات التي يمارسها "الايباك"، وهو ما تحدث عنه اوباما نفسه كاشفاً عن صرف 20 مليون دولار من قبل المنظمة المشار اليها للتحريض ضده، لكن فشل الادارة الاميركية الحالية وعدم نجاحها في تأمين الاصوات اللازمة لتمرير الاتفاق النووي في الكونغرس - وان بدا ذلك مستبعداً - يعطي الضوء الأخضر لإيران لإعادة تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية ويحررها من كافة الإلتزامات السابقة ويضعف أميركا ويفكك السداسية الدولية.
تعليق