* بمناسبة مرور اربعین یوما علی الفاجعة المروعة..
منى.. والاسئلة الحائرة امام "العقل السعودي!

مروة ابومحمد
مضی أربعون یوما علی فاجعة منی ولا تزال الاجابات حائرة امام اسئلة عشرات الأسر التي فقدت ابناءها وآبائها في الحادث دون ان تعلم مصیرهم الی الیوم.. أربعون یوما وسفهاء آل سعود یصرون علی عدم مسؤولیتهم عن الحادث ویصفون اي صوت حر مطالب بالكشف عن تفاصیل "الجریمة" بانه "تسییس" للحادث ولما یحصل في الحج برمته.. بینما هم "عاجزون" عن تقدیم آخر ارقام الكارثة واحصائية عن عدد الذين قضوا فيها والمفقودين!.. والتي احصیت بـ 7477 بين ضحية ومفقود!
في منطق آل سعود، مجرد النطق جریمة یحاسب علیها قانون "الغاب" السعودي والانسان الموجود (الناطق حسب التعريف المنطقي الذي يرفظه آل سعود وكهنتهم) مجرم ما لم یثبت لهم عكس ذلك، والمؤسف انهم یتصرفون مع مسلمي سائر البلدان، كما هم رعایاهم في داخل سجن المملكة السعودیة، حیث لا یحق لشخص ان ینتحل غیر ملتهم (الوهابیة) ولا یتحدث بغیر لغتهم (الكراهیة) ولا ان یفتح فمه فیما عدی التسبیح والثناء "لولي النعمة" الذي یتدخل في تفاصیل الامور.. لأن كل ما یصل الی المواطن من "القبلیة" فهو مكرمة للملك وولي عهده وولي ولي عهده واصحاب السمو الامراء!
دولة "المكرمات" هذه تریدان تجعل من قتل المسلمین بسبب عجزها وفشلها واهمالها (اذا احسنا الظن ولم نقل ان الأمر مدبر بلیل) ایضا "مكرمة".. وعلی غرار "مكرماتها" في قصف اطفال الیمن بالصواريخ والقنابل المحرمة دوليا، وتدمیر العراق وسوریا بالسیارات المفخخة وتسلیح الارهابیین الوهابیین...
أربعون يوماً.. والسعودية تمنّ على المسلمين انها دفنت ضحايا منى على اراضيها و" اكرمتهم" فلم تأخذ منهم مصرفات التجهيز والدفن!
أربعون يوماً.. وآل سعود، صامتون لايزالون يرقصون العرضات لانتهاء موسم الحج "بنجاح" لأن 7477 ضحية لا يشكل رقما في تاريخ اجرامهم.. ولتنهال عليهم برقيات التهنئة والتأييد من رفاق السوء حكام الانظمة القبلية والعسكرية ووعاظ السلاطين من لاعقي الريال السعودي بشكليه الورقي والمسلوك...
أربعون يوماً.. ولافائدة من المسلمين والأنظمة التي تحكمهم، في ان يصدر عنهم صيحة حق بوجه الباطل السعودي "ثأراً" لمئات، بل ألوف الضحايا الذين غيبهم الجهل والعجز والحقد السعودي في الكياس سوداء، وليدفنوا تحت جنح الظلام في صحراء السعودية...
هؤلاء المسلمون، هم انفسهم الذي صمتوا ازاء قتل السعودية لاطفال بغداد واجتياح جحافلها الارهابية المناطق الغربية من العراق يذبحون ويدمرون ويسبون ويبيعون الحرائر في اسواق الخناسة..
وهم الذين رضوا بأن تتحول قلعة العروبة (دمشق) الى واحة تنهش اطرافها قطعان كلاب الصحراء القادمة من نجد والمثلث ( السعودي ـ القطري ـ الاماراتي ).. ولم نسمع تظاهرة او احتجاجاً الّا ما عصم ربي، فصارت بلدانهم في طابور الارهاب الذي وصلهم بالتدريج.. فـ"أكلوا يوم أكل الثورالابيض".
لا أريد ان اجلد الذات، كما يعبر البعض، في مازوخية تاريخية يجيدها العرب وحدهم، لكنها الحقيقة.. فكم تظاهرة خرجت في عواصم العرب نصرة لاشبال ونساء وشباب انتفاضة القدس الدائرة منذ اكثر من شهر على ارض فلسطين المغتصبة.. وكم مفتي وداعية من الذين لايتركون فرصة الّا واعلنوا فيها "الجهاد" و"النفير" و"التكفير" و"التبديع" ضد الشيعة بكل طوائفهم والعلمانيين بكل صنوفهم واباحوا قتل "الكفرة" المسيحيين والايزديين.. لكنهم وكما افتى شيطان سلفيتهم "العلمية" الاكبر في الاردن، يحرمون طعن المستوطنين ودهس جنود الاحتلال ومهاجمتهم، مستندا في فتواه على "المسخ" الآخر، مفتي السعودية السابق عبدالعزيز بن باز!
بئساً لهذه الامة التي باعت ضميرها للقتلة والمجرمين والحكام العملاء.. وعلى هذه الأمة التي لاتحركها صرخات اطفال اليمن وهم يقتلون بالاسلحة المحرمة دولياً.. واطفال البحرين الذين تخنقهم الغازات السامة التي يطلقها عليهم آل خليفة بمباركة شيوخ الارهاب وحكام مشيخات ما بعد الانسحاب الاميركي من شرق السويس... وعلى من يصمت ازاء قتل الصهاينة لشباب فلسطين ولم يكتف بذلك، بل يسعى الى وقف انتفاضتهم واسكات اعتراضاتهم، لان عدوه لم يعد الصهيوني، بل ايران "المجوسية ـ الرافضية"!
فهل يرجى ممن باع فلسطين وشبابها ودمر العراق وسوريا وليبيا ولبنان واليمن.. وتحالف مع آل صهيون، شرفاً او نخوة او غيرة... ابداً والله ولا من جموع الصامتين، الباحثين عن لقمة الخبز في مكبات القمامة الخليجية.
فاجعة منى (والخطاب لاهلنا في ايران) لن تكون الاخيرة.. مادامت هناك مهلكة اسمها السعودية.. ولن تكون الاخيرة ما دامت أم الفساد (أميركا) تدفع بمشايخ النفط للآنتقام من الاحرار والشرفاء..
فاجعة منى، لايوقفها الّا سحق رأس الافعى وقطع الشريان الرئيس للعمالة والخيانة في المنطقة.. آل سعود فيروس الحقد وميكروب الكراهية.
واذا لم تلو اذانهم جيداً ويتم تنبيههم بالعصى جيداً، سيزداد طغيانهم ويتصورون انفسهم بما غير فيها.. قديماً قال العرب "العبد تنفعه العصى".
***
* ايران وروسيا: عندما تتصادم المفردات
"على المستوى السياسي الأمر غير واضح بأن يكون لرفيقنا الشمالي رؤيتنا ببقاء الرئيس الأسد" قال قائد الحرس الثوري الإيراني هذا الكلام فأثار الرأي العام العربي والغربي، لكن في قراءة سريعة للموقفين الروسي والإيراني يمكن القول إن الخلاف قد يكون حول المفردات والعبارات المتعلقة بمصير الرئيس السوري أما الأهداف فعندها تلتقي موسكو وطهران ودمشق.

أثارت تصريحات جعفري التكهنات حول العلاقة بين طهران وموسكو
عندما يتحدث قائد الحرس الثوري الإيراني عن العلاقة مع روسيا في الميدان السوري يضع خطوطاً حمراء عدة تحت نقاط التقاء وخلاف حول أهداف استراتيجية تتعلق بشكل سوريا ومستقبلها. ليست طهران وموسكو حتى اللحظة حليفتين، صحيح أن ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما، ربما هي حالة الحذر والخصومة مع الغرب في مكان، وهي كذلك في النظرة إلى عالم متعدد الأقطاب، وإذا عدنا إلى الملف السوري كلتاهما حليف للحكومة السورية، وكلتاهما منذ اللحظة الأولى لانطلاقة شرارة الأزمة وقفتا بشكل حاسم وحازم ضد كل محاولة تهدف لإسقاط النظام، عسكرياً وحتى سياسياً، بغض النظر عن الاختلاف في التعبير.
لروسيا مفرداتها الموروثة من زمن الثنائية القطبية، هي مفردات دولة عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، تقول بوضوح إنها ليست مع شخص الرئيس السوري بشار الأسد أو ضده، هي مع الحكومة السورية، في ذلك شرعنة من وجهة النظر الروسية للنظام في دمشق، وتأكيد أمام الرأي العام أنها تتعاطى مع مؤسسات لا مع أشخاص، وأن حليفها السوري هو حليف بما يمثله من امتداد رسمي وشعبي لا بما يعنيه شخص الرئيس السوري.
ولعل في مراجعة المواقف الروسية من سوريا خلال نصف عقد من الأزمة فائدة كبيرة، فوزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف قال بعد الفيتو الأول في تشرين الأول/ أوكتوبر 2011 إن بلاده لا تحمي أي نظام إنما تعمل على عدم تكرار المأساة الليبية. عاد لافروف وكرر الكلام ذاته في آذار/ مارس من العام 2012 في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة التي كان يحضرها حيث قال "نحن لا نحمي أي نظام، نحن نحمي القانون الدولي".
تكررت المواقف الروسية المشابهة، التأكيد دوماً على الدولة، على المأسسة، على أن الحرب هي بين حكومة شرعية وبين أطراف مدعومة من الخارج تريد إسقاطها، لكنها في آن واحد كانت تؤكد على ضرورة الحل والحوار مع المعارضة السياسية وهو ما عكسته موسكو في رعايتها واستضافتها للقاءات ثنائية بين أطياف من المعارضة وممثلين عن النظام. وحده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قطع الميل الإضافي في مقابلة مع برنامج 60 دقيقة على قناة "سي بي إس" الأميركية في 27 ايلول/ سبتمبر الماضي، يومها قال "إن دعم الحكومة السورية هو الحل الوحيد للأزمة السورية"، سأله مقدم البرنامج تشارلي روز "هل الهدف إنقاذ الأسد" فأجاب بوتين "بالتأكيد أنت على حق".
هذا بالنسبة لروسيا، ماذا عن إيران؟
لم تترك الجمهورية الإسلامية الإيرانية مناسبة منذ آذار/ مارس 2011 إلا ودعت فيها إلى حل سياسي في سوريا، بل هي في بداية الأزمة السورية أكدت على ضرورة قيام الحكومة السورية بإصلاحات تلبي طموحات الشعب السوري بل ودعت إلى تجنب الحل الأمني.
كان الموقف الإيراني من الرئيس السوري بشار الأسد يتطور يوماً بعد يوم مع ظهور حالة التسلح ودخول أطراف إقليمية ودولية مباشرة على الخط، أصبح الأمر بالنسبة إليها تهديداً مباشراً لأمنها الإقليمي ولمشروع المقاومة الذي عملت على بنائه على مدى العقود الثلاثة الماضية. نقطة التحول هذه جعلت من إيران تجاهر علناً بأنها تدعم الدولة السورية التي يقودها بشار الأسد.
الخطاب الإيراني لا يختلف كثيراً عن الموقف الروسي في مسألة دعم الحكومة السورية والحل السياسي، ربما التباين في المفردات المتعلقة بالرئيس السوري نفسه. إيران لا تترد في التعبير عن وقوفها إلى جانبه باعتباره بحسب تعبيرها وتعبير حليفها الرئيسي في المشرق العربي حزب الله "رئيساً مقاوماً دعم المقاومة وضحى لأجلها". بالنسبة لإيران وحزب الله العلاقة مع الأسد تتخطى البروتوكولات السياسية والرسمية، هو تعبير عن تكامل مع يعرف بمحور المقاومة في معركة واحدة، في خندق واحد، ضد عدو واحد.
هنا يأتي السؤال عن الاختلاف مع الروسي وأين هي التباينات، هل هي حول الأسد أم هي حول أمور أخرى مرتبطة بنظرة كل طرف لأساس الصراع في بلاد الشام.
"رفيقنا الشمالي الذي جاء ليقدم الدعم لسوريا يقدم الدعم العسكري" يقول قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري مضيفاً "لكن على المستوى السياسي الأمر غير واضح بأن يكون له نفس رؤيتنا ببقاء الرئيس الأسد".
هذا الكلام أثار زوبعة في فنجان لكنه في واقع الأمر لا يقول شيئاً جديداً في قراءة الموقف الروسي الذي عبر عن نفسه كما ورد سالفاً مراراً. يريد الإيراني من الجميع مواقف واضحة في هذه المعركة، كونها برأيه أضحت واضحة في مراميها لا تحتمل أي خلاف.
الخلاف إذاً في هذا التفصيل حول المفردات، والكلمات، والعبارات، لكنه ليس حول الأهداف قطعاً. باختصار تباين في الأسلوب والتقاء في المصالح، لذا فهو اليوم وإن كان يثير الرأي العام العربي والغربي فإنه لا يعني حقيقة شيئاً في موسكو وطهران ودمشق، فالعواصم الثلاث متفقة على ما تريد، والدليل على ذلك الميدان.
منى.. والاسئلة الحائرة امام "العقل السعودي!

مروة ابومحمد
مضی أربعون یوما علی فاجعة منی ولا تزال الاجابات حائرة امام اسئلة عشرات الأسر التي فقدت ابناءها وآبائها في الحادث دون ان تعلم مصیرهم الی الیوم.. أربعون یوما وسفهاء آل سعود یصرون علی عدم مسؤولیتهم عن الحادث ویصفون اي صوت حر مطالب بالكشف عن تفاصیل "الجریمة" بانه "تسییس" للحادث ولما یحصل في الحج برمته.. بینما هم "عاجزون" عن تقدیم آخر ارقام الكارثة واحصائية عن عدد الذين قضوا فيها والمفقودين!.. والتي احصیت بـ 7477 بين ضحية ومفقود!
في منطق آل سعود، مجرد النطق جریمة یحاسب علیها قانون "الغاب" السعودي والانسان الموجود (الناطق حسب التعريف المنطقي الذي يرفظه آل سعود وكهنتهم) مجرم ما لم یثبت لهم عكس ذلك، والمؤسف انهم یتصرفون مع مسلمي سائر البلدان، كما هم رعایاهم في داخل سجن المملكة السعودیة، حیث لا یحق لشخص ان ینتحل غیر ملتهم (الوهابیة) ولا یتحدث بغیر لغتهم (الكراهیة) ولا ان یفتح فمه فیما عدی التسبیح والثناء "لولي النعمة" الذي یتدخل في تفاصیل الامور.. لأن كل ما یصل الی المواطن من "القبلیة" فهو مكرمة للملك وولي عهده وولي ولي عهده واصحاب السمو الامراء!
دولة "المكرمات" هذه تریدان تجعل من قتل المسلمین بسبب عجزها وفشلها واهمالها (اذا احسنا الظن ولم نقل ان الأمر مدبر بلیل) ایضا "مكرمة".. وعلی غرار "مكرماتها" في قصف اطفال الیمن بالصواريخ والقنابل المحرمة دوليا، وتدمیر العراق وسوریا بالسیارات المفخخة وتسلیح الارهابیین الوهابیین...
أربعون يوماً.. والسعودية تمنّ على المسلمين انها دفنت ضحايا منى على اراضيها و" اكرمتهم" فلم تأخذ منهم مصرفات التجهيز والدفن!
أربعون يوماً.. وآل سعود، صامتون لايزالون يرقصون العرضات لانتهاء موسم الحج "بنجاح" لأن 7477 ضحية لا يشكل رقما في تاريخ اجرامهم.. ولتنهال عليهم برقيات التهنئة والتأييد من رفاق السوء حكام الانظمة القبلية والعسكرية ووعاظ السلاطين من لاعقي الريال السعودي بشكليه الورقي والمسلوك...
أربعون يوماً.. ولافائدة من المسلمين والأنظمة التي تحكمهم، في ان يصدر عنهم صيحة حق بوجه الباطل السعودي "ثأراً" لمئات، بل ألوف الضحايا الذين غيبهم الجهل والعجز والحقد السعودي في الكياس سوداء، وليدفنوا تحت جنح الظلام في صحراء السعودية...
هؤلاء المسلمون، هم انفسهم الذي صمتوا ازاء قتل السعودية لاطفال بغداد واجتياح جحافلها الارهابية المناطق الغربية من العراق يذبحون ويدمرون ويسبون ويبيعون الحرائر في اسواق الخناسة..
وهم الذين رضوا بأن تتحول قلعة العروبة (دمشق) الى واحة تنهش اطرافها قطعان كلاب الصحراء القادمة من نجد والمثلث ( السعودي ـ القطري ـ الاماراتي ).. ولم نسمع تظاهرة او احتجاجاً الّا ما عصم ربي، فصارت بلدانهم في طابور الارهاب الذي وصلهم بالتدريج.. فـ"أكلوا يوم أكل الثورالابيض".
لا أريد ان اجلد الذات، كما يعبر البعض، في مازوخية تاريخية يجيدها العرب وحدهم، لكنها الحقيقة.. فكم تظاهرة خرجت في عواصم العرب نصرة لاشبال ونساء وشباب انتفاضة القدس الدائرة منذ اكثر من شهر على ارض فلسطين المغتصبة.. وكم مفتي وداعية من الذين لايتركون فرصة الّا واعلنوا فيها "الجهاد" و"النفير" و"التكفير" و"التبديع" ضد الشيعة بكل طوائفهم والعلمانيين بكل صنوفهم واباحوا قتل "الكفرة" المسيحيين والايزديين.. لكنهم وكما افتى شيطان سلفيتهم "العلمية" الاكبر في الاردن، يحرمون طعن المستوطنين ودهس جنود الاحتلال ومهاجمتهم، مستندا في فتواه على "المسخ" الآخر، مفتي السعودية السابق عبدالعزيز بن باز!
بئساً لهذه الامة التي باعت ضميرها للقتلة والمجرمين والحكام العملاء.. وعلى هذه الأمة التي لاتحركها صرخات اطفال اليمن وهم يقتلون بالاسلحة المحرمة دولياً.. واطفال البحرين الذين تخنقهم الغازات السامة التي يطلقها عليهم آل خليفة بمباركة شيوخ الارهاب وحكام مشيخات ما بعد الانسحاب الاميركي من شرق السويس... وعلى من يصمت ازاء قتل الصهاينة لشباب فلسطين ولم يكتف بذلك، بل يسعى الى وقف انتفاضتهم واسكات اعتراضاتهم، لان عدوه لم يعد الصهيوني، بل ايران "المجوسية ـ الرافضية"!
فهل يرجى ممن باع فلسطين وشبابها ودمر العراق وسوريا وليبيا ولبنان واليمن.. وتحالف مع آل صهيون، شرفاً او نخوة او غيرة... ابداً والله ولا من جموع الصامتين، الباحثين عن لقمة الخبز في مكبات القمامة الخليجية.
فاجعة منى (والخطاب لاهلنا في ايران) لن تكون الاخيرة.. مادامت هناك مهلكة اسمها السعودية.. ولن تكون الاخيرة ما دامت أم الفساد (أميركا) تدفع بمشايخ النفط للآنتقام من الاحرار والشرفاء..
فاجعة منى، لايوقفها الّا سحق رأس الافعى وقطع الشريان الرئيس للعمالة والخيانة في المنطقة.. آل سعود فيروس الحقد وميكروب الكراهية.
واذا لم تلو اذانهم جيداً ويتم تنبيههم بالعصى جيداً، سيزداد طغيانهم ويتصورون انفسهم بما غير فيها.. قديماً قال العرب "العبد تنفعه العصى".
***
* ايران وروسيا: عندما تتصادم المفردات
"على المستوى السياسي الأمر غير واضح بأن يكون لرفيقنا الشمالي رؤيتنا ببقاء الرئيس الأسد" قال قائد الحرس الثوري الإيراني هذا الكلام فأثار الرأي العام العربي والغربي، لكن في قراءة سريعة للموقفين الروسي والإيراني يمكن القول إن الخلاف قد يكون حول المفردات والعبارات المتعلقة بمصير الرئيس السوري أما الأهداف فعندها تلتقي موسكو وطهران ودمشق.

أثارت تصريحات جعفري التكهنات حول العلاقة بين طهران وموسكو
عندما يتحدث قائد الحرس الثوري الإيراني عن العلاقة مع روسيا في الميدان السوري يضع خطوطاً حمراء عدة تحت نقاط التقاء وخلاف حول أهداف استراتيجية تتعلق بشكل سوريا ومستقبلها. ليست طهران وموسكو حتى اللحظة حليفتين، صحيح أن ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما، ربما هي حالة الحذر والخصومة مع الغرب في مكان، وهي كذلك في النظرة إلى عالم متعدد الأقطاب، وإذا عدنا إلى الملف السوري كلتاهما حليف للحكومة السورية، وكلتاهما منذ اللحظة الأولى لانطلاقة شرارة الأزمة وقفتا بشكل حاسم وحازم ضد كل محاولة تهدف لإسقاط النظام، عسكرياً وحتى سياسياً، بغض النظر عن الاختلاف في التعبير.
لروسيا مفرداتها الموروثة من زمن الثنائية القطبية، هي مفردات دولة عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، تقول بوضوح إنها ليست مع شخص الرئيس السوري بشار الأسد أو ضده، هي مع الحكومة السورية، في ذلك شرعنة من وجهة النظر الروسية للنظام في دمشق، وتأكيد أمام الرأي العام أنها تتعاطى مع مؤسسات لا مع أشخاص، وأن حليفها السوري هو حليف بما يمثله من امتداد رسمي وشعبي لا بما يعنيه شخص الرئيس السوري.
ولعل في مراجعة المواقف الروسية من سوريا خلال نصف عقد من الأزمة فائدة كبيرة، فوزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف قال بعد الفيتو الأول في تشرين الأول/ أوكتوبر 2011 إن بلاده لا تحمي أي نظام إنما تعمل على عدم تكرار المأساة الليبية. عاد لافروف وكرر الكلام ذاته في آذار/ مارس من العام 2012 في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة التي كان يحضرها حيث قال "نحن لا نحمي أي نظام، نحن نحمي القانون الدولي".
تكررت المواقف الروسية المشابهة، التأكيد دوماً على الدولة، على المأسسة، على أن الحرب هي بين حكومة شرعية وبين أطراف مدعومة من الخارج تريد إسقاطها، لكنها في آن واحد كانت تؤكد على ضرورة الحل والحوار مع المعارضة السياسية وهو ما عكسته موسكو في رعايتها واستضافتها للقاءات ثنائية بين أطياف من المعارضة وممثلين عن النظام. وحده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قطع الميل الإضافي في مقابلة مع برنامج 60 دقيقة على قناة "سي بي إس" الأميركية في 27 ايلول/ سبتمبر الماضي، يومها قال "إن دعم الحكومة السورية هو الحل الوحيد للأزمة السورية"، سأله مقدم البرنامج تشارلي روز "هل الهدف إنقاذ الأسد" فأجاب بوتين "بالتأكيد أنت على حق".
هذا بالنسبة لروسيا، ماذا عن إيران؟
لم تترك الجمهورية الإسلامية الإيرانية مناسبة منذ آذار/ مارس 2011 إلا ودعت فيها إلى حل سياسي في سوريا، بل هي في بداية الأزمة السورية أكدت على ضرورة قيام الحكومة السورية بإصلاحات تلبي طموحات الشعب السوري بل ودعت إلى تجنب الحل الأمني.
كان الموقف الإيراني من الرئيس السوري بشار الأسد يتطور يوماً بعد يوم مع ظهور حالة التسلح ودخول أطراف إقليمية ودولية مباشرة على الخط، أصبح الأمر بالنسبة إليها تهديداً مباشراً لأمنها الإقليمي ولمشروع المقاومة الذي عملت على بنائه على مدى العقود الثلاثة الماضية. نقطة التحول هذه جعلت من إيران تجاهر علناً بأنها تدعم الدولة السورية التي يقودها بشار الأسد.
الخطاب الإيراني لا يختلف كثيراً عن الموقف الروسي في مسألة دعم الحكومة السورية والحل السياسي، ربما التباين في المفردات المتعلقة بالرئيس السوري نفسه. إيران لا تترد في التعبير عن وقوفها إلى جانبه باعتباره بحسب تعبيرها وتعبير حليفها الرئيسي في المشرق العربي حزب الله "رئيساً مقاوماً دعم المقاومة وضحى لأجلها". بالنسبة لإيران وحزب الله العلاقة مع الأسد تتخطى البروتوكولات السياسية والرسمية، هو تعبير عن تكامل مع يعرف بمحور المقاومة في معركة واحدة، في خندق واحد، ضد عدو واحد.
هنا يأتي السؤال عن الاختلاف مع الروسي وأين هي التباينات، هل هي حول الأسد أم هي حول أمور أخرى مرتبطة بنظرة كل طرف لأساس الصراع في بلاد الشام.
"رفيقنا الشمالي الذي جاء ليقدم الدعم لسوريا يقدم الدعم العسكري" يقول قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري مضيفاً "لكن على المستوى السياسي الأمر غير واضح بأن يكون له نفس رؤيتنا ببقاء الرئيس الأسد".
هذا الكلام أثار زوبعة في فنجان لكنه في واقع الأمر لا يقول شيئاً جديداً في قراءة الموقف الروسي الذي عبر عن نفسه كما ورد سالفاً مراراً. يريد الإيراني من الجميع مواقف واضحة في هذه المعركة، كونها برأيه أضحت واضحة في مراميها لا تحتمل أي خلاف.
الخلاف إذاً في هذا التفصيل حول المفردات، والكلمات، والعبارات، لكنه ليس حول الأهداف قطعاً. باختصار تباين في الأسلوب والتقاء في المصالح، لذا فهو اليوم وإن كان يثير الرأي العام العربي والغربي فإنه لا يعني حقيقة شيئاً في موسكو وطهران ودمشق، فالعواصم الثلاث متفقة على ما تريد، والدليل على ذلك الميدان.
تعليق