الكارثة عظيمة.. انه الحدث الجلل.. القتلى بالمئات.. الجرحى بالالاف.. والغريب هناك من فقد وهم بالمئات.. ومن حق القارىء علينا ان نرفده بمعلومات قدر المستطاع بعضها يأتي عبر الاخبار المباشرة واخرى عبر التحليل في مقالات نحترم كتابها ونجل..
انا لله وانا اليه راجعون
***
* عن أرواح شهداء منى والبيت الحرام

حميد حلمي زادة
يا أيُها المُزّمَّلُونَ سَلاما
فلَقد تركتُم في الحَشا إضْرامَا
يا أيها المُستشهدون بمِشعَرٍ
طابَ المقامُ وَطِبتُمُ إحْراما
لكنما الأيامُ لن تَنسَى لكُم
ظُلماً أحاطَ بساحِكُمْ إرْغامَا
أنصارُ دينِ اللهِ راموا مَنسَكاً
ما كانَ ذنبُهُمُ غَدَوا أكْوامَا
حَصَروهُمُ حَصراً بِرُكنٍ منْ مِنَى
زُهِقَتْ بهِ أرواحُهُمْ إعداما
يا اُمةَ المختارِ إحمُوا دينَكَم
وديارَ وَحيٍ أصبَحتْ أيتاما
بغيابِ راعِيها التُّقاةِ اُلِي الحِجى
لا لنْ تُصانَ قوافِلٌ وتُحامَى
الحَجُّ مأدبةٌ الكريمِ يريدُها
رُوحَاً و رَيحاناً وإسترحاما
لكنّما الأعرابُ قومُ عُنَيزةٍ
كفَروا بِذا واستغلظوا إجراما
فإلى متى هذا السكوتُ على الأذى
وعَلامَ نتّبعُ الغِلاظَ علامَا
تبّاً لِآلِ سْعُودِ تبَّ صَنيعُهم
وَيلٌ لهُم قدْ شَوَّهُوا الإسلاما
()()()()
القصيدة مهداة الى ارواح شهداء موسم الحج الدامي سنة 1436 هجري من مختلف أبناء الامة الاسلامية
الذين راحوا ضحايا وقرابين بريئة نتيجة للبرامج الادارية الخاطئة والسياسات الطائفية العدوانية للنظام السعودي الجاهل ..
***
* لغز المفقودين في حادثة مشعر منى ...
إسراء الفاس
أن يُعلن عن شهداء أو جرحى لن يكون غريباً في حادثة التدافع في منى بمكة المكرمة قبل أيام، الغريب أن تفرز الحادثة المأساوية عددا كبيرا من المفقودين، يتصدر عددهم الإيرانيون يليهم المغاربة و مفقودون من مصر والجزائر وتونس ومن جنسيات توزعت على دول العالم الاسلامي.

ما حصل في مشعر منى ليس تسونامي ولا زلزالا ولا انفجارا ، اذ في هذه الحالات فإن الحديث عن مفقودين امر طبيعي ولفترة زمنية محدودة ايضا ، فكيف يكون مقبولا الحديث عن مفقودين في حادث تدافع حسب ما اعلنت المملكة السعودية آخذين بعين الاعتبار الحيز الجغرافي والمكاني الواضح للحادثة.
والاغرب ان عدد المفقودين مرتفع جدا اذ اعلنت ايران ان المفقودين زهاء 300 حاج ايراني . وفي المغرب، ناهز العدد 150 حاجاً مغربياً مفقوداً، في ظل عدم الإعلام عن أي حصيلة رسمية حتى الساعة. كما أعلن وزير الأوقاف المصري، الشيخ محمد مختار جمعة، عن 120 مفقوداً مصرياً.
كما جُندت الصحف المصرية ومواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن المفقودين. وفي هذا الاطار اطلقت صحيفة "المصري اليوم" على موقعها الالكتروني حملة تحت عنوان: "شاركنا البحث عن المفقودين في منى"، نشرت خلالها صوراً للمفقودين، ومشاركات من زوارها تقدم معلومات عنهم. على موقع "تويتر"، تفاعل المصريون مع وسم #مفقودين_منى_2015.
تساؤلات وريبة
أرقام المفقودين المرتفعة، والتي تُعد سابقة في حادثة بهذه الكيفية وضمن منطقة محددة ومحدودة في المكان والزمان. كيف لهؤلاء أن يبقوا في عداد المفقودين علماً أن هيئة شؤون الحج التابعة لكل دولة تعمد إلى توزيع بطاقات تعريفية بالحجاج ودولهم، للتمكن من التعرف عليهم ومساعدتهم في حال وقوع أي حادث.
ويشير احد الخبراء في موضوع الحج لموقعنا الى انه في العادة يكون لدى كل حاج بطاقة تعريف به وهي بطاقة مطبوع عليها اسمه وعمره وجنسيته مع اي "مطوّف" ومع اي "معرّف" ومكان السكن، وهناك اساور تعريف بالحاج يلبسها الحجاج. ولفت الى ان الايرانيين بشكل خاص يلتزمون بشكل كبير بالتنظيم والتعريف ويتم تعليق التعريف في الرقبة او شكل اسوارة في اليد وحتى ثياب الاحرام التي يلبسها الايراني مطبوع عليها الحملة والعلم وكل التفاصيل.
واكد انه يفترض ان لا يكون هناك مفقودون خاصة هذا العدد الكبير من بلد واحد فهذا ليس منطقيا كما انه من المؤكد انهم قدموا اسماء المفقودين الى السلطات وكذلك فليس من المنطقي القول ان هناك حجاجا لم يتم التعرف عليهم لأن حادث التدافع لا يؤدي الى اي تشوّه في الشكل.

اذاً لا تبدو أرقام المفقودين منطقية، إذ أن الحادثة لم تكن بحجم الكوارث الطبيعية التي عادة ما تخلف عشرات المفقودين. طبيعة الحادثة التي لم تؤد إلى تغيير معالم جثث الشهداء، وطبيعة المكان المحدود بجغرافية صغيرة، وبزمن محدد تجعل من هذه الأرقام غير منطقية، والصمت السعودي أمام الأعداد المرتقعة للمفقودين يدعو إلى الريبة...
ما الذي يجري في السعودية؟ وأي حسابات للمملكة... هل المأزق الذي أوقعت السعودية نفسها به جراء الحادثة، جعلها تتكتم عن أعداد الشهداء الفعليين وتلجأ إلى إعلان تدريجي يمتص من ردة الفعل الغاضبة تجاهها؟ خصوصاً ما نشرته الصحافة الغربية، سواء الصحف الأميركية مثل "نيويورك تايمز" أو البريطانية كـ "الاندبندنت"، والتي نقلت شهادات من حجاج وموظفين حكوميين ممن عاينوا الحادث، ليتبيّن أن اقفال بوابابتين أمام الحشود الغفيرة للحجاج بسبب مرور موكب لأحد أفراد العائلة الحاكمة كان سبب وقوع التدافع في منى.
الغضب العام سواء من الدول التي فقدت رعايا لها او من الشعوب العربية يقابله السعوديون برمي المسؤولية على الضحايا الامر الذي اثار غضبا اكبر وتعليقات سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي .
واخر الابداعات كان ما نقله موقع "العربية" التابعة للسعودية أن السفير الايراني السابق في لبنان غضنفر ركن أبادي الذي هو في عداد المفقودين "دخل بطريقة غير معروفة إلى الأراضي السعودية"، ناقلة عن "مصادر سعودية عدم تسجيل اسم "غضنفر آبادي"، سفير إيران السابق في لبنان، على منافذ المملكة، ضمن القادمين خلال موسم الحج الحالي وعدم تسجيل هذا الاسم ضمن قوائم الحجاج"! الامر الذي استدعى ردا فوريا من الخارجية الايرانية بان آبادي دخل الى المملكة بتاشيرة حج وبجواز سفره.
ويتجه الايرانيون إلى إرسال وفد إلى السعودية لمتابعة أوضاع المفقودين الايرانيين، وفق ما أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان الذي أمل بتعاون المسؤولين السعوديين. ما الذي سيكتشفه الوفد الإيراني في ظل صمت سعودي مريب؟
***
* لجنة تحقيق آل سعود: انتحار الضحايا

فؤاد إبراهيم - الاخبار
فاجعة الحجيج تزداد غموضاً والسلطات السعودية تزداد تعنتاً. هي تتهم الحجاج بالتسبب في مقتل أنفسهم. وترفض الكشف عن المعلومات، كما ترفض مشاركة أي جهة في التحقيق. والمفارقة أن هناك مئات المفقودين مجهولو المصير، إلى جانب القتلى والجرحى بالمئات. مطالبات كثيرة بكسر احتكار آل سعود شؤون إدارة الحج. والسبب بديهي: آل سعود يتحملون مسؤولية الفاجعة.
هو الأسوأ في غضون خمسة وعشرين عاماً، والثاني، حتى الآن وقبل الإعلان عن الأرقام النهائية لعدد الضحايا، من حيث عدد الضحايا بعد حادث نفق المعيصم عام 1990 الذي أودى بحياة أكثر من 1400 حاج معظمهم من الحجاج الآسيويين. وهي ثاني أسوأ مأساة في موسم الحج خلال نصف قرن، بعد حريق منى في كانون أول 1975، حين قضى المئات من الحجاج حرقاً أو خنقاً.
وبخلاف الحوادث السابقة، فإن ثمة ما يضفي خصوصية على مأساة منى هذه المرة، أن ثمة رواية ـ بل روايات أخرى ـ غير رسمية، إذ لم تعد الحكومة قادرة على احتكار الصورة وتالياً الرواية، وهذا ما جعلها تسارع الى مصادرة الكاميرات المرصودة بالقرب من مكان الحادث، واعتقال أصحابها حتى لا تتسرب مشاهد تقوّض الرواية الرسمية، أو ما عملت السلطات السعودية على حياكته من رواية بعد وقوع المأساة.
حتى اللحظة ليس هناك، وبحسب المصادر الرسمية، ما يمكن التعويل عليه بخصوص أعداد الضحايا، فهي مرشّحة للتزايد، بالنظر الى الأعداد الكبيرة من المفقودين والحالات الخطيرة من الجرحى. وبحسب مصادر طبيّة في مكة: حتى ليل الأحد الماضي جرى الإنتهاء من فرز 955 جثّة إلى الآن، وبقيت هناك 1250 جثة جرى إخراجها من البرادات... ونقلت طبيبة سعودية رفضت الكشف عن إسمها تعمل في مستشفى الحرس الوطني أن أعداد الضحايا تجاوز 2000 وهناك تكتّم من قبل السلطات السعودية.
في موقف استباقي بدا شديد الإضرار بالسلطات السعودية أكثر من أي طرف آخر، تواطأت فضائيات سعودية على تعميم رواية تقوم على تحميل الضحايا مسؤولية الحادث بدعوى عدم الالتزام بإرشادات السير، ولكن رواية كهذه بدت أقرب الى الإدانة للسلطات السعودية منها الى تفسير ما جرى، لكونها تنطوي على إقرار بفشل الخطط الميدانية، التي يفترض ان تكون مصمّمة لتفادي مثل هذه الحالات المزعومة، عن طريق تكثيف الارشادات وتنويعها وتوزيعها بكثافة على طول مسارات حركة الحشود. ما يزيد الأمر التباساً وارباكاً فتوى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، المفتي العام للمملكة السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء نشرت في صحيفة (عكاظ) بعد يوم واحد من مأساة منى أن «تعمّد الموت في الأماكن المقدسة يعد انتحاراً». وأرفق الفتوى بطائفة إرشادات للحجاج بالالتزام بقوانين السير، وختم حديثه بإعلان نتيجة التحقيق قبل بدئه «فما حصل مقدّر وكان بسبب التدافع..» بحسب قوله.
من جهة ثانية، لا يكفّ بعض المفتونين من الكتّاب السعوديين بالتشابك السياسي بخلفية طائفية عن استحضار الصراع الايراني السعودي، والتشديد على الدور الايراني في سوريا للرد على مطالبة ايران للسعودية بالاعتذار لمصرع الحجاج بفعل خطأ بشري. وإذا كانت مقاربة من هذا القبيل سوف تنتج حلاً، فبإمكان الآخرين استحضار المشهد اليمني بكل الاقترافات الشائنة للنظام السعودي. وفي النتائج، أن مقاربات الإعلام والمفتي والكتّاب السعوديين تزيد في تشويش وتشويه المشهد أكثر من إيضاحه، لأننا أمام قضية تتطلب تحليلاً عميقاً وميدانياً.
الاعتصام بذريعة عدم التزام الحجيج تعليمات السير لم يمنح السلطات السعودية شهادة براءة، فلا الحجيج، ولا المراقبون، ولا علماء النفس المختّصون في إدارة الحشود يجدون مبرراً لتكرار المآسي، واستخدام كلمة «التدافع» تقترب من الفعل العمد وغير الواعي لدى الحجاج، وهو سبب في حد ذاته، حتى على صحة وقوعه، غير كاف لتفسير سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، ما لم تكن هناك أسباب أخرى أفضت الى التدافع، أي باعتباره نتيجة لا سبباً.
الأقلام الموتورة في الاعلام السعودي لم تبرح لغة الاسفاف حين أطلقت العنان لكل ما هو بذيء وهابط من لفظ وما هو ساذج وعقيم من تفسير، كالقول بأن ثمة نوايا إيرانية مبيّتة سبقت المأساة أفصحت عن أجندة سياسية بعد ذلك بتحميل السعودية مسؤولية ما جرى في منى ومطالبتها بالاعتذار، مع أن تحميل المسؤولية لم يصدر عن إيران وحدها، بل هناك شخصيات إسلامية في تركيا واندونيسيا ومصر وغيرها تبنّت مواقف مماثلة، وفعلت الشيء ذاته صحف ووسائل إعلام ومؤسسات بحث دولية. وقد خلص الجميع الى نتيجة واحدة أن تكرار الحوادث المأساوية يكشف عن فشل في تنظيم وإدارة شؤون الحج.
ما أثار مخاوف السلطات السعودية ليس تحميل المسؤولية، بل ما يترتب على ذلك، وهو الأخطر، وخصوصاً الشكوك في قدرتها على إدارة الحرمين الشريفين. فلأول مرة منذ عام 1926 أي بعد احتلال عبد العزيز آل سعود للحجاز يعاد طرح الوضع الإداري للحرمين الشريفين.
ولإنعاش الذاكرة، فقد أثار غزو عبد العزيز مكة والمدينة شكوك قادة العالم الاسلامي وحتى يتفادى غضب الشعوب العربية والاسلامية تذرّع بأنه جاء ليسلّم مقاليد الحجاز للحجازيين، وهم يختارون من يحكمهم على أن تكون السيادة للأمة الإسلامية عامة، وما لبث أن أحدث تغييراً بأن أصبح هو مجرد مشرف على شؤون الحجاز فيما يترك لسكانه تقرير نظامه الإداري، ثم أصبح حاكماً عليها على أن يعطى لمجلس الشورى المنتخب في الحجاز ولاية عليه، ولما تمكّن من إحكام قبضته على الحجاز بالكامل وتبدّدت مصادر تهديد سلطانه على الحجاز سحب البساط من مجلس الشورى وبدأ في توهيب الحجاز قضائياً وإدارياً وحتى سياسياً.
وكان عبد العزيز ال سعود قد تفاوض مع وفد هندي مؤلّف من جمعية الخلافة الهندية وجمعية العلماء بخصوص إدارة شؤون الحرمين في تموز 1925 ووعد بالحفاظ على استقلال الحجاز وأن «لا يسمح لغير المسلمين بأي نفوذ فيه». وكتب عبد العزيز في 6 تشرين ثان 1925 رسالة الى ملك مصر، ملك الأفغان، رئيس الجمهورية التركية، شاه إيران، ملك العراق، الأمير عبد الكريم (الخطابي) أمير الريف (في المغرب)، الإمام يحيي (حميد الدين إمام اليمن)، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في القدس، رئيس جمعية الخلافة في بومباي، جمعية الحديث في أمرتسر (بالهند)، جمعية العلماء في الهند، صاحب الدولة باي تونس، رئيس حكومة طرابلس الغرب، الشيخ بدر الدين الحسيني، الشيخ بهجت البيطار في دمشق، النظارة الدينية المركزية في بلدة أورفا من بلاد روسيا، القاضي مصطفى شرشلي في بلدة تيزي أوزو بالجزائر، رئيس شركة إسلام في بلدة جو كجاكارتا من بلد جاوه، الشركة المحمدية في جاوه، تشتمل على خطة تسليم الحجاز وتشمل عدّة نقاط منها: «أن الحجاز للحجازيين من جهة الحكم وللعالم الإسلامي من جهة الحقوق التي لهم في هذه البلاد». ووعد بإجراء استفتاء عام لاختيار حاكم الحجاز «تحت إشراف مندوبي العالم الإسلامي» وتعهّد قائلاً: «وسنسلم الوديعة التي في أيدينا لهذا الحاكم».
نكث إبن سعود بوعوده، وعيّن نفسه ملكاً على الحجاز، وأصبحت مكة والمدينة جزءاً من المملكة السعودية. رفضت الأخيرة أن يكون هناك دور لأي دولة إسلامية في تنظيم أو رعاية أو إدارة شؤون الحج، بالرغم من أن مؤسسات دينية عريقة في تركيا ومصر وشبه القارة الهندية، فضلاً عن نظيراتها في ايران والعراق وسوريا واليمن، تتمسك بحق النظارة في الديار المقدّسة.
اليوم، وبعد وقوع مأساة منى، يعاد طرح مقترح الاشراف الدولي على شؤون الحرمين، وهذا سر فزع النظام السعودي، الذي وجد نفسه محاطاً بموجة عارمة من الانتقادات لقصوره عن الخروج ولو لمرة واحدة بـ «حج آمن»، أي بدون ضحايا.
لجوء السلطات السعودية الى تكثيف وجبات الدعاية حول إنجازات فرق تنظيم الحج تبدو مفتعلة حين توضع في سياق تقديم إجابة عن سؤال الأسباب وراء مأساة منى، كمن يذكر كفاءة سائق شاحنة ويغفل عن عمد أنه تسبب في مقتل عدد من المارة.
تأليف لجنة تحقيق، أو حتى إقالة وزير الحج وأمين العاصمة المقدّسة ومدير أمن مكة هي تدابير مطلوبة، ولكن هل تحل المشكّلة، وهل الوزير أو من دونه يتصرف بملء إرادته في دولة شمولية يمثّل فيها الملك سلطة مطلقة؟ وهل يمكن التعويل على نتائج تصدر عن لجنة لا تتسم بالشفافية وليس فيها من الأعضاء المستقلين القدر الذي يبعث الاطمئنان الى حيادية مهمته؟!
في النتائج، سوف تسعى السلطات السعودية الى احتواء تداعيات الحادث ولو تطلب تقطيع الحقيقة الى أجزاء بدلاً من تقديمها كاملة ومرة واحدة فتحدث صدمة، وإن استدعى فبركة روايات عن «مؤامرة إيرانية» من شهود عيان غب الطلب، والخروج من الفضيحة بشهادة بطولة، وأما الضحايا فلا تجوز عليهم سوى الرحمة وقراءة الفاتحة بقلوب ميتة.
شاهد عيان
كنت انا وزوجتي واثنان من أبناء عمي في قلب الحدث ولم نر أي تدافع من الإيرانيين ولا حتى الافارقة، بل إن الشرطة السعودية هي التي أجبرتنا على المرور بالقوة في الممر الضيق بين المخيمات، و تراصصنا الواحد منا تلو الاخر في نطاق ضيق والفوج من آلاف الحجاج لا يمكن أن يمر، وتدافع الحجاج بسبب ازدياد العدد وعدم انسيابية المرور، في هذه الاثناء شاهدت بعض الحجاج يفسخون إحرامهم بالكامل ويصعدون فوق المخيمات عراة هرباً من الموت، وأنا وزوجتي حصلنا على منفذ باب حديدي كان مقفلاً في البعثة التونسية، وقدرنا أن نفتحه بالقوة ودخلنا في البعثة التونسية ونحن نتنفس الصعداء. و كتبت لنا النجاة بحمد من الله. أما أبناء عمي فكانوا في المقدمة ودهسوا الموتى بأرجلهم حتى قدروا أن يخرجوا بشق الأنفس.
هذا ما شاهدته بأم عيني والله على ما أقول شهيد.
الحكومة السعودية لا تريد ان تلوم نفسها في ما حدث وترمي اللوم وتتهم الغير بما حدث.
كتبته بيدي في يوم الاحد ١٣ من ذو الحجة ١٤٣٦هجري. الموافق ٢٧ سبتمبر ٢٠١٥
محمد بن ناصر بن سعيد الحبسي
***
* مسؤول مصري: وفيات الحجاج المصريين في “منى” أكثر من 300

تزايدت المؤشرات التي ترجح مقتل أعداد كبيرة من المصريين في حادث التدافع الذي شهده مشعر “منى” الخميس الماضي، وأسفر عن وفاة مئات الحجاج من جنسيات مختلفة.
وأعلن رئيس بعثة الحج المصرية لهذا العام وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، مساء السبت، ارتفاع عدد الوفيات بين الحجاج المصريين إلى 37 حاجا، وفي السياق ذاته أكد مسؤول آخر في بعثة الحج المصرية أن الضحايا قد يصلون إلى عشرة أضعاف هذا الرقم.
ويعد هذا الحادث الأكبر من حيث عدد الضحايا منذ ربع قرن، وأثار انتقادات واسعة واتهامات بالتقصير للسلطات السعودية التي تتولى تنظيم الحج، حيث أعلن وزير الصحة السعودي “خالد الفالح”، السبت، أن إجمالي عدد الوفيات في حادث التدافع ارتفع إلى 769 شخص، بزيادة قدرها 52 حالة وفاة عن عن آخر إحصائة تم إعلانها، مشيرا إلى أن عدد المصابين بلغ 934 شخصا من بين الحجاج الذين وصل عددهم هذا الموسم إلى مليونين.
أكثر من 300 قتيل
وأكد صحفي مصري يؤدي فريضة الحج هذا العام ويدعى “أحمد البهنساوي” أن العدد النهائي للضحايا المصريين جراء الحادث أكبر بكثير مما أعلنته السلطات المصرية حتى الآن.
ونقل “البهنساوي – عبر صفحته على “فيسبوك” – عن أحد مسؤولي بعثة الحج المصرية تأكيده أن أعداد القتلى المصريين أكثر من 300 قتيل، مشيرا إلى أن الأعداد التي أعلنها وزير الأوقاف هم فقط من تم التعرف عليهم حتى الآن.
وأكد المسؤول الذي رفض ذكر اسمه أن الحكومة المصرية تمنع أي شخص من الإدلاء بأي تصريحات حول الحادث لتجنب إثارة الرأي العام في مصر، مضيفا أن السلطات السعودية تتحمل قدرا كبيرا من المسؤولية عن الكارثة بسبب سوء تنظيمها لحركة الحجاج.
وكانت الحكومة المصرية قد شكلت مجموعة عمل لمتابعة تطورات حادث تدافع الحجاج في مشعر “منى”، بعد ساعات من وقوعه.
الحصيلة ليست نهائية
وقال وزير الأوقاف – خلال مؤتمر صحفي مساء السبت بمقر البعثة المصرية في مكة المكرمة – إن هذه الحصيلة ليست نهائية، حيث ما زالت السلطات السعودية تقوم بحصر الضحايا والتعرف على هوية الكثير منهم، مشيرا إلى أن مسؤولي البعثات يواصلون متابعة حالات المصابين المصريين في المستشفيات التي يتلقون العلاج للتعرف على تطور حالتهم الصحية.
وأعلن عن مد فترة إقامة مسؤولي البعثات المصرية لحين الانتهاء من عودة كل الحجاج المصريين إلى مصر أو التوصل إلى هوية المتوفين منهم في حادث التدافع ودفنهم في السعودية أو نقل جثامينهم للدفن في مصر.
وأوضح الوزير أن من بين الضحايا اثنين من القضاة، هما المستشار “صابر البربري” نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية، والمستشار “عبد النبي رحيم” نائب رئيس هيئة قضايا الدولة، موضحا أنه تم إبلاغ أسرتيهما ووافقتا على دفنهما في مكة المكرمة.
إلى ذلك، نشرت وسائل إعلام مصرية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لعشرات الحجاج مجهولي الهوية من ضحايا حادث التدافع وطالبت المواطنين بمحاولة التعرف عليهم.
ودشنت الجالية المصرية في السعودية، حملة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، للبحث عن الحجاج المصريين المفقودين، وأطلقت هاشتاج للبحث عن المفقودين باسم #مفقودي_منى_2015.
ونشرت الجالية صورا لعشرات الحجاج المفقودين منذ الحادث مرفق بها بياناتهم الشخصية وأرقام هواتف أقاربهم للتواصل معهم، وناشدت من يملك أي معلومات عنهم بالتواصل مع الحملة، وأشارت إلى أن المعلومة الوحيدة المتاحة عنهم أنهم مصريون حيث وجد على متعلقاتهم أو ملابس الإحرام التي كانوا يرتدونها علم مصر.
ولم يتم بعد التعرف على هوية كثير من الحجاج القتلى والجرحى الذين أصيبوا في حادث التدافع رغم مرور ثلاثة أيام، حيث يحاول العديد من الحجاج العثور على أقاربهم وأصدقائهم الذين فقدوهم، ويبحثون عنهم في مشرحة “المعيصم” القريبة منطقة المشاعر المقدسة ومستشفيات “مكة”.
ويقول مسؤولون سعوديون إن هوية كثير من المصابين والموجودين في وحدة العناية المركزة غير معروفة كما أن حالتهم الصحية الحرجة تمنع التعرف عليهم، مؤكدين أن التعرف على هوية القتلى والجرحى سيستغرق يومين أو ثلاثة على الأقل بعد التعرف على بصمات أصابعهم.
***
* كنت شاهدا في منى.. حج VIP قتل ضيوف الرحمن مرتين

اسماعيل القاسمي الحسني / راي اليوم
هذه ليست موجة لنركبها، وما كان ديدننا ركوب موج خاصة منه المخضب بدماء الناس، بل هي جريمة منكرة ومدانة، وحدث لا محالة يستدعي منا التعبير عن موقفنا بكل وضوح وصراحة وصدق، وكل ما تقتضيه المسؤولية سواء بوجه حكام هذه الأمة تعيسة الحظ بهم، أوعرض شهادة الحق أمام القارئ بكل أمانة وموضوعية.
نعم لدينا تحفظات كثيرة ونعتقد أنها محقة بخصوص ادارة السلطة السعودية للبقاع المقدسة والحرمين الشريفين، وقد أشرنا لبعضها في مقال سابق، منها على سبيل المثال لا الحصر، استغلال السلطة للحرمين الشريفين وهما “وقف على الامة الاسلامية جمعاء” من يوم وجدت الى يوم يبعثون، للإشهار لبعض رموز عائلة الملك وتخليد أسمائهم؛ لم ولن نستسيغ تسمية بعض أبواب الحرمين الشريفين بأسماء ملوك عائلة آل سعود، ومن الجهل المركب أن يضاف لاسم الملك صفة “الجلالة”؛ رأينا بأم أعيننا في الحرمين الشريفين ومنها كنا ندخل أبوابا كتب أعلاها اسم مجرد من كل صفة تفخيم اوتعظيم مثل باب “ابوبكر” وباب “علي” وباب “السلام”؛ مع أن أصحابها رموز الامة جمعاء وليس مجرد رموز قبيلة أومنطقة أوحتى شعب، ومع أنه كان بالامكان اضفاء صفة “أمير المؤمنين” أو”خليفة المسلمين”.. لكن السادة الأوائل ولعلمهم بعظمة “حرم الله” لم يتجرأوا على اضفاء تلكم الصفات؛ وفي المقابل وجدنا بعضهم فرض اسمه على ابواب استحدثها وامتنعنا عن دخولها، وقد تقدم بلفظي “باب جلالة الملك كذا”، أي جلالة وأي ملك هذا أمام بيت الله وملكه وجلاله؟ إنها ليست جهالة من المعني فحسب، وإنما كذلكم بؤس وتعاسة علماء البلاط الذين لم يستنكروا سوء الأدب، والغلو في الغرور والتعالي لدرجة العمى. أي أحمق ذلكم الذي يصف نفسه بـ “الملك” في حضرة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ وهل في ذلكم المقام الذي لا يناطحه مقام رفعة وسموا وعظمة مكان لصفة الملك والجلالة؟ لا شك لدينا بأن المعنيين جميعا حكاما وعلماء لا يعون بالمرة في أي بقعة مقدسة هم.
لكن أرواح المسلمين كما سائر البشر غالية وأكثر أهمية مما سبق ذكره، وقد أعادت فاجعة يوم النحر التي وقعت وراح ضحيتها زهاء ألف من ضيوف الرحمن، لذاكرتي مشهدا مروعا كنت قد عشت تفاصيله منذ عقد من الزمان؛ مضى يوم عرفات حينها ككل أيام عرفة التي مرت، سكينة ودعاء وسلامة وعافية، مع أن كل الحجاج هناك، ولعل القارئ يلاحظ معي، أن نفس الحجاج أشخاصا وعددا لا يتسببون في كارثة بحجم التي وقعت، لا في الحرم المكي عند طواف القدوم ولا الافاضة والوداع، ولا يكون جهلهم كما نعتوا وعدم التزامهم مدعاة لكارثة في السعي ولا في يوم التروية حيث منى كما هي، ولا عند الذهاب الى عرفة ولا يومه، ولا في النفرة الكبرى على خصائصها الجليلة والعظيمة، ولا بمزدلفة، لا يظهر جهل ضيوف الرحمن وتدافعهم إلا عند رمي الجمرات !!!؟ المهم قضينا ليلتنا بمزدلفة وبعد صلاة الصبح مضينا لمنى؛ أسجل هنا أننا في اليوم الأول لم نقف أي إشكال وقع عند الرمي، وأذكر حينا كان جسرا واحدا بالغ السعة، وشخصيا أديت هذا المنسك من فوقه، ومن كان معي بكل ارتياح وسكينة وهدوء؛ لكن في اليوم الثاني من أيام التشريق وحين ذهبت بعد الزوال تحديدا، لاحظت أن الجسر قد سدته ثلاثة صفوف من الجيش السعودي، وتوهمت وأنا أرى الجسر خاليا تماما إلا من عناصر الجيش، أن هناك اصلاحات ضرورية طارئة لابد من ادخالها على الجسر حماية للحجاج، هؤلاء الذين توجهوا حتما نحوالطابق الأرضي وكنت من بينهم؛ لن أنسى ما حييت تلكم اللحظة من حياتي، حين رميت بالحصاة الأخيرة دفعتني بقوة من الخلف موجة بشرية، فأوقعتني تحت أقدام الناس، ما كنت لأعيش لهذا اليوم، لولا لطف الله الذي أجراه على يد حاج اقتلعني من مكاني اقتلاعا، لأنهض وأغادر طبعا ليس من الاتجاه الذي دخلت منه، ولكن من حيث كان يغادر الحجاج بعد الرمي، هوشبيه بالسيل عليك أن تسير وتسايره، حتى لا يصطدم القادمون مع المغادرين، تسيير الهي بديع، وضمير جمعي ما لم يتدخل فيه هوى الفرد يمضي كنواميس الطبيعة؛ حين عدت لخيمتي بمنى تلقاني رفاقي بعبارات التهنئة على السلامة، لم أفهم السبب فلا أحد منهم كان معي لحظة وقوعي تحت أقدام الحجاج، ولم أروي الحادثة بعد لأحد وما كنت لأفعل؛ وكانت صدمتي حين علمت بأن الفضائيات تنقل مصرع أكثر من ثلاثمائة حاج على المباشر ساعة كنت هناك؛ وبنفس العبارات والتبريرات التي نسمعها اليوم: جهل الحجاج، تدافعهم، عدم التزامهم بالتعليمات وغيرها من هذه الاراجيف والأباطيل.
بقيت علامة الاستفهام قائمة في ذهني حول سبب غلق الجسر، وعلمت من مسؤول رفيع بعدها، أن أحد الملوك العرب جاء لرمي الجمرات ساعتها، لم أستوثق من صحة المعلومة، حتى أكدت القناة الرسمية لبلد ذلكم الملك أن جلالته قد أدى مناسك الحج وتبشر بعودته غدا (ومن استعجل فلا اثم عليه) سالما الى شعبه وكرسي عرشه؛ المصيبة مصيبتان: الأولى هي يقينا اخلاء الجسر لجماعة VIP وتحويل ضيوف الرحمن قسرا وحشرهم، فلا القادمون يعلمون بأن أمامهم عدد هائل من الحجاج، ولا الذين كانوا يؤدون منسك الرمي يعلمون بأن أمواج الحجاج ستحول نحوهم. والمصيبة الثانية: أن يزف خبر الفاجعة لأهالي الحجاج مرفقا باتهام الضحايا بالجهل وعدم الالتزام بالتعليمات. ولنتساءل: ما لهؤلاء الضحايا لم يركبهم هذا الجهل إلا ها هنا؟ في الطواف زحمة وفي السعي كذلك وفي يوم التروية وفي يوم عرفة ومسجد نمره وفي المزدلفة؟؟؟؟ أما كان يكفي أهل الحجاج خبر الفاجعة حتى يضاف اليه السب والاهانة بل الاتهام بالتسبب في الجريمة !!!. لقد كنت في حضرة رسول الله (ص) قرابة منتصف الليل، في المواجهة الشريفة التي كانت تغص بضيوفه هو لا ضيوف ملك او أمير، وقطعوا مسافات من أركان الارض لزيارته هو (صلى الله عليه وآله) لا تلبية لدعوة “صاحب جلالة اوصاحب عظمة”، حين دخل فجأة عشرات من رجال الأمن والجيش، وقاموا بطرد ضيوف الرسول (صلى الله عليه وآله) من بين يديه، دون مراعاة لقدسية المكان ولا لعظمة صاحبه ولا لخاطر هؤلاء الضيوف، وأخرجوا بالقوة من الروضة الشريفة، لماذا؟ وهذا ما شاهدته وعشته بنفسي، لأن “فخامة” رئيس عربي (مخلوع الآن ومجار من قبل العائلة الحاكمة في ارض الحجاز) وحرمه المصون السيدة الاولى، جاءا لزيارة الرسول؟ أتدخل على رسول الله بالحراسة والسلاح؟ أويطرد ضيوف الرسول من مجلسه؟ بأي وجه حق يفعل بنا هذا؟ انه VIP. أوهناك VIP عند الله ورسوله؟ من الجهلة في هذه الحال؟ ضيوف الرحمن !!!؟ لا أعتقد أن هناك أبعد جهلا وحماقة وسفها ممن يستحضر صفة VIP في الاماكن المقدسة، ويتعامل بصفتها في حضرة وحرم الله ورسوله.
استحضرت باختصار هذه التفاصيل، وقد قفّ شعر رأسي، وأنا استمع للواء (المحترم) منصور تركي، وهو يؤكد بأن جماعة VIP لا يمكنها أن تتسبب في مثل هذه الكوارث، والحجة وفق طرحه أن لدى هذه الجماعة “طرقاتها المخصصة لها”؛ لم ينتبه حضرة اللواء الى أن هذه الطرقات بالضرورة تنتهي لأماكن محددة؛ وهي مواقع المناسك، وهنا “الجمرات”، وهنا مسرح الاحداث في اغلبها، ما يعني أنه أكد من جهة وجود جماعة VIP وأكد أن لهم طرقاتهم، وأكد من حيث لا يدري أنه عند التقاء هذه الطرقات مع طرقات بقية خلق الله عند مشعر منى بالضرورة تقع الكارثة؛ اللهم الا إذا كانت هناك “جمرات” مخصصة لجماعة VIP لا علم لنا بها.
ختاما أرفع صادق عبارات التعازي والمواساة لأهالي الضحايا من يتامى خلفوهم وأرامل وثكالى وبقية أرقاربهم، ونهنئ السلطة السعودية خاصة بالاحتفالات البهيجة بعيد الأضحى وما رافقها من مظاهر الترف واللامبالاة ونشيد بقصائد الشعراء الذين تفتقت قرائحهم بأبلغ صور الدجل والكذب والمداهنة، ونقرن التهاني لأصحاب العمائم الذين ألبسوا الباطل بالحق ورفعوا أكفهم في عرفة وعند البيت وهم يؤمون ضيوف الرحمن بالدعاء على مكونات من الامة العربية والاسلامية؛ ونشيد ونشد على أيادي جماعة VIP من رؤساء وملوك، الذين تضامنوا مع طبقتهم، ولا أحد منهم ندد أواستنكر أوحتى أعلن حدادا على مواطنيه الذين لقوا مصرعهم أول ايام العيد……………… ولنا موعد يوم القيامة لاستكمال التهاني والتبريكات، ننصح جماعة VIP أن يصطحبوا معهم عنده، حرسهم الشخصي وعسكرهم بسلاحه، وأن يقدموا أنفسهم كذلك حينها بين يدي ملك الملوك ورب العالمين، بصفاتهم “جلالة الملك” و”فخامة الرئيس″ لعل وعسى فلاح.
انا لله وانا اليه راجعون
***
* عن أرواح شهداء منى والبيت الحرام

حميد حلمي زادة
يا أيُها المُزّمَّلُونَ سَلاما
فلَقد تركتُم في الحَشا إضْرامَا
يا أيها المُستشهدون بمِشعَرٍ
طابَ المقامُ وَطِبتُمُ إحْراما
لكنما الأيامُ لن تَنسَى لكُم
ظُلماً أحاطَ بساحِكُمْ إرْغامَا
أنصارُ دينِ اللهِ راموا مَنسَكاً
ما كانَ ذنبُهُمُ غَدَوا أكْوامَا
حَصَروهُمُ حَصراً بِرُكنٍ منْ مِنَى
زُهِقَتْ بهِ أرواحُهُمْ إعداما
يا اُمةَ المختارِ إحمُوا دينَكَم
وديارَ وَحيٍ أصبَحتْ أيتاما
بغيابِ راعِيها التُّقاةِ اُلِي الحِجى
لا لنْ تُصانَ قوافِلٌ وتُحامَى
الحَجُّ مأدبةٌ الكريمِ يريدُها
رُوحَاً و رَيحاناً وإسترحاما
لكنّما الأعرابُ قومُ عُنَيزةٍ
كفَروا بِذا واستغلظوا إجراما
فإلى متى هذا السكوتُ على الأذى
وعَلامَ نتّبعُ الغِلاظَ علامَا
تبّاً لِآلِ سْعُودِ تبَّ صَنيعُهم
وَيلٌ لهُم قدْ شَوَّهُوا الإسلاما
()()()()
القصيدة مهداة الى ارواح شهداء موسم الحج الدامي سنة 1436 هجري من مختلف أبناء الامة الاسلامية
الذين راحوا ضحايا وقرابين بريئة نتيجة للبرامج الادارية الخاطئة والسياسات الطائفية العدوانية للنظام السعودي الجاهل ..
***
* لغز المفقودين في حادثة مشعر منى ...
إسراء الفاس
أن يُعلن عن شهداء أو جرحى لن يكون غريباً في حادثة التدافع في منى بمكة المكرمة قبل أيام، الغريب أن تفرز الحادثة المأساوية عددا كبيرا من المفقودين، يتصدر عددهم الإيرانيون يليهم المغاربة و مفقودون من مصر والجزائر وتونس ومن جنسيات توزعت على دول العالم الاسلامي.

ما حصل في مشعر منى ليس تسونامي ولا زلزالا ولا انفجارا ، اذ في هذه الحالات فإن الحديث عن مفقودين امر طبيعي ولفترة زمنية محدودة ايضا ، فكيف يكون مقبولا الحديث عن مفقودين في حادث تدافع حسب ما اعلنت المملكة السعودية آخذين بعين الاعتبار الحيز الجغرافي والمكاني الواضح للحادثة.
والاغرب ان عدد المفقودين مرتفع جدا اذ اعلنت ايران ان المفقودين زهاء 300 حاج ايراني . وفي المغرب، ناهز العدد 150 حاجاً مغربياً مفقوداً، في ظل عدم الإعلام عن أي حصيلة رسمية حتى الساعة. كما أعلن وزير الأوقاف المصري، الشيخ محمد مختار جمعة، عن 120 مفقوداً مصرياً.
كما جُندت الصحف المصرية ومواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن المفقودين. وفي هذا الاطار اطلقت صحيفة "المصري اليوم" على موقعها الالكتروني حملة تحت عنوان: "شاركنا البحث عن المفقودين في منى"، نشرت خلالها صوراً للمفقودين، ومشاركات من زوارها تقدم معلومات عنهم. على موقع "تويتر"، تفاعل المصريون مع وسم #مفقودين_منى_2015.
تساؤلات وريبة
أرقام المفقودين المرتفعة، والتي تُعد سابقة في حادثة بهذه الكيفية وضمن منطقة محددة ومحدودة في المكان والزمان. كيف لهؤلاء أن يبقوا في عداد المفقودين علماً أن هيئة شؤون الحج التابعة لكل دولة تعمد إلى توزيع بطاقات تعريفية بالحجاج ودولهم، للتمكن من التعرف عليهم ومساعدتهم في حال وقوع أي حادث.
ويشير احد الخبراء في موضوع الحج لموقعنا الى انه في العادة يكون لدى كل حاج بطاقة تعريف به وهي بطاقة مطبوع عليها اسمه وعمره وجنسيته مع اي "مطوّف" ومع اي "معرّف" ومكان السكن، وهناك اساور تعريف بالحاج يلبسها الحجاج. ولفت الى ان الايرانيين بشكل خاص يلتزمون بشكل كبير بالتنظيم والتعريف ويتم تعليق التعريف في الرقبة او شكل اسوارة في اليد وحتى ثياب الاحرام التي يلبسها الايراني مطبوع عليها الحملة والعلم وكل التفاصيل.
واكد انه يفترض ان لا يكون هناك مفقودون خاصة هذا العدد الكبير من بلد واحد فهذا ليس منطقيا كما انه من المؤكد انهم قدموا اسماء المفقودين الى السلطات وكذلك فليس من المنطقي القول ان هناك حجاجا لم يتم التعرف عليهم لأن حادث التدافع لا يؤدي الى اي تشوّه في الشكل.

اذاً لا تبدو أرقام المفقودين منطقية، إذ أن الحادثة لم تكن بحجم الكوارث الطبيعية التي عادة ما تخلف عشرات المفقودين. طبيعة الحادثة التي لم تؤد إلى تغيير معالم جثث الشهداء، وطبيعة المكان المحدود بجغرافية صغيرة، وبزمن محدد تجعل من هذه الأرقام غير منطقية، والصمت السعودي أمام الأعداد المرتقعة للمفقودين يدعو إلى الريبة...
ما الذي يجري في السعودية؟ وأي حسابات للمملكة... هل المأزق الذي أوقعت السعودية نفسها به جراء الحادثة، جعلها تتكتم عن أعداد الشهداء الفعليين وتلجأ إلى إعلان تدريجي يمتص من ردة الفعل الغاضبة تجاهها؟ خصوصاً ما نشرته الصحافة الغربية، سواء الصحف الأميركية مثل "نيويورك تايمز" أو البريطانية كـ "الاندبندنت"، والتي نقلت شهادات من حجاج وموظفين حكوميين ممن عاينوا الحادث، ليتبيّن أن اقفال بوابابتين أمام الحشود الغفيرة للحجاج بسبب مرور موكب لأحد أفراد العائلة الحاكمة كان سبب وقوع التدافع في منى.
الغضب العام سواء من الدول التي فقدت رعايا لها او من الشعوب العربية يقابله السعوديون برمي المسؤولية على الضحايا الامر الذي اثار غضبا اكبر وتعليقات سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي .
واخر الابداعات كان ما نقله موقع "العربية" التابعة للسعودية أن السفير الايراني السابق في لبنان غضنفر ركن أبادي الذي هو في عداد المفقودين "دخل بطريقة غير معروفة إلى الأراضي السعودية"، ناقلة عن "مصادر سعودية عدم تسجيل اسم "غضنفر آبادي"، سفير إيران السابق في لبنان، على منافذ المملكة، ضمن القادمين خلال موسم الحج الحالي وعدم تسجيل هذا الاسم ضمن قوائم الحجاج"! الامر الذي استدعى ردا فوريا من الخارجية الايرانية بان آبادي دخل الى المملكة بتاشيرة حج وبجواز سفره.
ويتجه الايرانيون إلى إرسال وفد إلى السعودية لمتابعة أوضاع المفقودين الايرانيين، وفق ما أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان الذي أمل بتعاون المسؤولين السعوديين. ما الذي سيكتشفه الوفد الإيراني في ظل صمت سعودي مريب؟
***
* لجنة تحقيق آل سعود: انتحار الضحايا

فؤاد إبراهيم - الاخبار
فاجعة الحجيج تزداد غموضاً والسلطات السعودية تزداد تعنتاً. هي تتهم الحجاج بالتسبب في مقتل أنفسهم. وترفض الكشف عن المعلومات، كما ترفض مشاركة أي جهة في التحقيق. والمفارقة أن هناك مئات المفقودين مجهولو المصير، إلى جانب القتلى والجرحى بالمئات. مطالبات كثيرة بكسر احتكار آل سعود شؤون إدارة الحج. والسبب بديهي: آل سعود يتحملون مسؤولية الفاجعة.
هو الأسوأ في غضون خمسة وعشرين عاماً، والثاني، حتى الآن وقبل الإعلان عن الأرقام النهائية لعدد الضحايا، من حيث عدد الضحايا بعد حادث نفق المعيصم عام 1990 الذي أودى بحياة أكثر من 1400 حاج معظمهم من الحجاج الآسيويين. وهي ثاني أسوأ مأساة في موسم الحج خلال نصف قرن، بعد حريق منى في كانون أول 1975، حين قضى المئات من الحجاج حرقاً أو خنقاً.
وبخلاف الحوادث السابقة، فإن ثمة ما يضفي خصوصية على مأساة منى هذه المرة، أن ثمة رواية ـ بل روايات أخرى ـ غير رسمية، إذ لم تعد الحكومة قادرة على احتكار الصورة وتالياً الرواية، وهذا ما جعلها تسارع الى مصادرة الكاميرات المرصودة بالقرب من مكان الحادث، واعتقال أصحابها حتى لا تتسرب مشاهد تقوّض الرواية الرسمية، أو ما عملت السلطات السعودية على حياكته من رواية بعد وقوع المأساة.
حتى اللحظة ليس هناك، وبحسب المصادر الرسمية، ما يمكن التعويل عليه بخصوص أعداد الضحايا، فهي مرشّحة للتزايد، بالنظر الى الأعداد الكبيرة من المفقودين والحالات الخطيرة من الجرحى. وبحسب مصادر طبيّة في مكة: حتى ليل الأحد الماضي جرى الإنتهاء من فرز 955 جثّة إلى الآن، وبقيت هناك 1250 جثة جرى إخراجها من البرادات... ونقلت طبيبة سعودية رفضت الكشف عن إسمها تعمل في مستشفى الحرس الوطني أن أعداد الضحايا تجاوز 2000 وهناك تكتّم من قبل السلطات السعودية.
في موقف استباقي بدا شديد الإضرار بالسلطات السعودية أكثر من أي طرف آخر، تواطأت فضائيات سعودية على تعميم رواية تقوم على تحميل الضحايا مسؤولية الحادث بدعوى عدم الالتزام بإرشادات السير، ولكن رواية كهذه بدت أقرب الى الإدانة للسلطات السعودية منها الى تفسير ما جرى، لكونها تنطوي على إقرار بفشل الخطط الميدانية، التي يفترض ان تكون مصمّمة لتفادي مثل هذه الحالات المزعومة، عن طريق تكثيف الارشادات وتنويعها وتوزيعها بكثافة على طول مسارات حركة الحشود. ما يزيد الأمر التباساً وارباكاً فتوى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، المفتي العام للمملكة السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء نشرت في صحيفة (عكاظ) بعد يوم واحد من مأساة منى أن «تعمّد الموت في الأماكن المقدسة يعد انتحاراً». وأرفق الفتوى بطائفة إرشادات للحجاج بالالتزام بقوانين السير، وختم حديثه بإعلان نتيجة التحقيق قبل بدئه «فما حصل مقدّر وكان بسبب التدافع..» بحسب قوله.
من جهة ثانية، لا يكفّ بعض المفتونين من الكتّاب السعوديين بالتشابك السياسي بخلفية طائفية عن استحضار الصراع الايراني السعودي، والتشديد على الدور الايراني في سوريا للرد على مطالبة ايران للسعودية بالاعتذار لمصرع الحجاج بفعل خطأ بشري. وإذا كانت مقاربة من هذا القبيل سوف تنتج حلاً، فبإمكان الآخرين استحضار المشهد اليمني بكل الاقترافات الشائنة للنظام السعودي. وفي النتائج، أن مقاربات الإعلام والمفتي والكتّاب السعوديين تزيد في تشويش وتشويه المشهد أكثر من إيضاحه، لأننا أمام قضية تتطلب تحليلاً عميقاً وميدانياً.
الاعتصام بذريعة عدم التزام الحجيج تعليمات السير لم يمنح السلطات السعودية شهادة براءة، فلا الحجيج، ولا المراقبون، ولا علماء النفس المختّصون في إدارة الحشود يجدون مبرراً لتكرار المآسي، واستخدام كلمة «التدافع» تقترب من الفعل العمد وغير الواعي لدى الحجاج، وهو سبب في حد ذاته، حتى على صحة وقوعه، غير كاف لتفسير سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، ما لم تكن هناك أسباب أخرى أفضت الى التدافع، أي باعتباره نتيجة لا سبباً.
الأقلام الموتورة في الاعلام السعودي لم تبرح لغة الاسفاف حين أطلقت العنان لكل ما هو بذيء وهابط من لفظ وما هو ساذج وعقيم من تفسير، كالقول بأن ثمة نوايا إيرانية مبيّتة سبقت المأساة أفصحت عن أجندة سياسية بعد ذلك بتحميل السعودية مسؤولية ما جرى في منى ومطالبتها بالاعتذار، مع أن تحميل المسؤولية لم يصدر عن إيران وحدها، بل هناك شخصيات إسلامية في تركيا واندونيسيا ومصر وغيرها تبنّت مواقف مماثلة، وفعلت الشيء ذاته صحف ووسائل إعلام ومؤسسات بحث دولية. وقد خلص الجميع الى نتيجة واحدة أن تكرار الحوادث المأساوية يكشف عن فشل في تنظيم وإدارة شؤون الحج.
ما أثار مخاوف السلطات السعودية ليس تحميل المسؤولية، بل ما يترتب على ذلك، وهو الأخطر، وخصوصاً الشكوك في قدرتها على إدارة الحرمين الشريفين. فلأول مرة منذ عام 1926 أي بعد احتلال عبد العزيز آل سعود للحجاز يعاد طرح الوضع الإداري للحرمين الشريفين.
ولإنعاش الذاكرة، فقد أثار غزو عبد العزيز مكة والمدينة شكوك قادة العالم الاسلامي وحتى يتفادى غضب الشعوب العربية والاسلامية تذرّع بأنه جاء ليسلّم مقاليد الحجاز للحجازيين، وهم يختارون من يحكمهم على أن تكون السيادة للأمة الإسلامية عامة، وما لبث أن أحدث تغييراً بأن أصبح هو مجرد مشرف على شؤون الحجاز فيما يترك لسكانه تقرير نظامه الإداري، ثم أصبح حاكماً عليها على أن يعطى لمجلس الشورى المنتخب في الحجاز ولاية عليه، ولما تمكّن من إحكام قبضته على الحجاز بالكامل وتبدّدت مصادر تهديد سلطانه على الحجاز سحب البساط من مجلس الشورى وبدأ في توهيب الحجاز قضائياً وإدارياً وحتى سياسياً.
وكان عبد العزيز ال سعود قد تفاوض مع وفد هندي مؤلّف من جمعية الخلافة الهندية وجمعية العلماء بخصوص إدارة شؤون الحرمين في تموز 1925 ووعد بالحفاظ على استقلال الحجاز وأن «لا يسمح لغير المسلمين بأي نفوذ فيه». وكتب عبد العزيز في 6 تشرين ثان 1925 رسالة الى ملك مصر، ملك الأفغان، رئيس الجمهورية التركية، شاه إيران، ملك العراق، الأمير عبد الكريم (الخطابي) أمير الريف (في المغرب)، الإمام يحيي (حميد الدين إمام اليمن)، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في القدس، رئيس جمعية الخلافة في بومباي، جمعية الحديث في أمرتسر (بالهند)، جمعية العلماء في الهند، صاحب الدولة باي تونس، رئيس حكومة طرابلس الغرب، الشيخ بدر الدين الحسيني، الشيخ بهجت البيطار في دمشق، النظارة الدينية المركزية في بلدة أورفا من بلاد روسيا، القاضي مصطفى شرشلي في بلدة تيزي أوزو بالجزائر، رئيس شركة إسلام في بلدة جو كجاكارتا من بلد جاوه، الشركة المحمدية في جاوه، تشتمل على خطة تسليم الحجاز وتشمل عدّة نقاط منها: «أن الحجاز للحجازيين من جهة الحكم وللعالم الإسلامي من جهة الحقوق التي لهم في هذه البلاد». ووعد بإجراء استفتاء عام لاختيار حاكم الحجاز «تحت إشراف مندوبي العالم الإسلامي» وتعهّد قائلاً: «وسنسلم الوديعة التي في أيدينا لهذا الحاكم».
نكث إبن سعود بوعوده، وعيّن نفسه ملكاً على الحجاز، وأصبحت مكة والمدينة جزءاً من المملكة السعودية. رفضت الأخيرة أن يكون هناك دور لأي دولة إسلامية في تنظيم أو رعاية أو إدارة شؤون الحج، بالرغم من أن مؤسسات دينية عريقة في تركيا ومصر وشبه القارة الهندية، فضلاً عن نظيراتها في ايران والعراق وسوريا واليمن، تتمسك بحق النظارة في الديار المقدّسة.
اليوم، وبعد وقوع مأساة منى، يعاد طرح مقترح الاشراف الدولي على شؤون الحرمين، وهذا سر فزع النظام السعودي، الذي وجد نفسه محاطاً بموجة عارمة من الانتقادات لقصوره عن الخروج ولو لمرة واحدة بـ «حج آمن»، أي بدون ضحايا.
لجوء السلطات السعودية الى تكثيف وجبات الدعاية حول إنجازات فرق تنظيم الحج تبدو مفتعلة حين توضع في سياق تقديم إجابة عن سؤال الأسباب وراء مأساة منى، كمن يذكر كفاءة سائق شاحنة ويغفل عن عمد أنه تسبب في مقتل عدد من المارة.
تأليف لجنة تحقيق، أو حتى إقالة وزير الحج وأمين العاصمة المقدّسة ومدير أمن مكة هي تدابير مطلوبة، ولكن هل تحل المشكّلة، وهل الوزير أو من دونه يتصرف بملء إرادته في دولة شمولية يمثّل فيها الملك سلطة مطلقة؟ وهل يمكن التعويل على نتائج تصدر عن لجنة لا تتسم بالشفافية وليس فيها من الأعضاء المستقلين القدر الذي يبعث الاطمئنان الى حيادية مهمته؟!
في النتائج، سوف تسعى السلطات السعودية الى احتواء تداعيات الحادث ولو تطلب تقطيع الحقيقة الى أجزاء بدلاً من تقديمها كاملة ومرة واحدة فتحدث صدمة، وإن استدعى فبركة روايات عن «مؤامرة إيرانية» من شهود عيان غب الطلب، والخروج من الفضيحة بشهادة بطولة، وأما الضحايا فلا تجوز عليهم سوى الرحمة وقراءة الفاتحة بقلوب ميتة.
شاهد عيان
كنت انا وزوجتي واثنان من أبناء عمي في قلب الحدث ولم نر أي تدافع من الإيرانيين ولا حتى الافارقة، بل إن الشرطة السعودية هي التي أجبرتنا على المرور بالقوة في الممر الضيق بين المخيمات، و تراصصنا الواحد منا تلو الاخر في نطاق ضيق والفوج من آلاف الحجاج لا يمكن أن يمر، وتدافع الحجاج بسبب ازدياد العدد وعدم انسيابية المرور، في هذه الاثناء شاهدت بعض الحجاج يفسخون إحرامهم بالكامل ويصعدون فوق المخيمات عراة هرباً من الموت، وأنا وزوجتي حصلنا على منفذ باب حديدي كان مقفلاً في البعثة التونسية، وقدرنا أن نفتحه بالقوة ودخلنا في البعثة التونسية ونحن نتنفس الصعداء. و كتبت لنا النجاة بحمد من الله. أما أبناء عمي فكانوا في المقدمة ودهسوا الموتى بأرجلهم حتى قدروا أن يخرجوا بشق الأنفس.
هذا ما شاهدته بأم عيني والله على ما أقول شهيد.
الحكومة السعودية لا تريد ان تلوم نفسها في ما حدث وترمي اللوم وتتهم الغير بما حدث.
كتبته بيدي في يوم الاحد ١٣ من ذو الحجة ١٤٣٦هجري. الموافق ٢٧ سبتمبر ٢٠١٥
محمد بن ناصر بن سعيد الحبسي
***
* مسؤول مصري: وفيات الحجاج المصريين في “منى” أكثر من 300

تزايدت المؤشرات التي ترجح مقتل أعداد كبيرة من المصريين في حادث التدافع الذي شهده مشعر “منى” الخميس الماضي، وأسفر عن وفاة مئات الحجاج من جنسيات مختلفة.
وأعلن رئيس بعثة الحج المصرية لهذا العام وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، مساء السبت، ارتفاع عدد الوفيات بين الحجاج المصريين إلى 37 حاجا، وفي السياق ذاته أكد مسؤول آخر في بعثة الحج المصرية أن الضحايا قد يصلون إلى عشرة أضعاف هذا الرقم.
ويعد هذا الحادث الأكبر من حيث عدد الضحايا منذ ربع قرن، وأثار انتقادات واسعة واتهامات بالتقصير للسلطات السعودية التي تتولى تنظيم الحج، حيث أعلن وزير الصحة السعودي “خالد الفالح”، السبت، أن إجمالي عدد الوفيات في حادث التدافع ارتفع إلى 769 شخص، بزيادة قدرها 52 حالة وفاة عن عن آخر إحصائة تم إعلانها، مشيرا إلى أن عدد المصابين بلغ 934 شخصا من بين الحجاج الذين وصل عددهم هذا الموسم إلى مليونين.
أكثر من 300 قتيل
وأكد صحفي مصري يؤدي فريضة الحج هذا العام ويدعى “أحمد البهنساوي” أن العدد النهائي للضحايا المصريين جراء الحادث أكبر بكثير مما أعلنته السلطات المصرية حتى الآن.
ونقل “البهنساوي – عبر صفحته على “فيسبوك” – عن أحد مسؤولي بعثة الحج المصرية تأكيده أن أعداد القتلى المصريين أكثر من 300 قتيل، مشيرا إلى أن الأعداد التي أعلنها وزير الأوقاف هم فقط من تم التعرف عليهم حتى الآن.
وأكد المسؤول الذي رفض ذكر اسمه أن الحكومة المصرية تمنع أي شخص من الإدلاء بأي تصريحات حول الحادث لتجنب إثارة الرأي العام في مصر، مضيفا أن السلطات السعودية تتحمل قدرا كبيرا من المسؤولية عن الكارثة بسبب سوء تنظيمها لحركة الحجاج.
وكانت الحكومة المصرية قد شكلت مجموعة عمل لمتابعة تطورات حادث تدافع الحجاج في مشعر “منى”، بعد ساعات من وقوعه.
الحصيلة ليست نهائية
وقال وزير الأوقاف – خلال مؤتمر صحفي مساء السبت بمقر البعثة المصرية في مكة المكرمة – إن هذه الحصيلة ليست نهائية، حيث ما زالت السلطات السعودية تقوم بحصر الضحايا والتعرف على هوية الكثير منهم، مشيرا إلى أن مسؤولي البعثات يواصلون متابعة حالات المصابين المصريين في المستشفيات التي يتلقون العلاج للتعرف على تطور حالتهم الصحية.
وأعلن عن مد فترة إقامة مسؤولي البعثات المصرية لحين الانتهاء من عودة كل الحجاج المصريين إلى مصر أو التوصل إلى هوية المتوفين منهم في حادث التدافع ودفنهم في السعودية أو نقل جثامينهم للدفن في مصر.
وأوضح الوزير أن من بين الضحايا اثنين من القضاة، هما المستشار “صابر البربري” نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية، والمستشار “عبد النبي رحيم” نائب رئيس هيئة قضايا الدولة، موضحا أنه تم إبلاغ أسرتيهما ووافقتا على دفنهما في مكة المكرمة.
إلى ذلك، نشرت وسائل إعلام مصرية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لعشرات الحجاج مجهولي الهوية من ضحايا حادث التدافع وطالبت المواطنين بمحاولة التعرف عليهم.
ودشنت الجالية المصرية في السعودية، حملة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، للبحث عن الحجاج المصريين المفقودين، وأطلقت هاشتاج للبحث عن المفقودين باسم #مفقودي_منى_2015.
ونشرت الجالية صورا لعشرات الحجاج المفقودين منذ الحادث مرفق بها بياناتهم الشخصية وأرقام هواتف أقاربهم للتواصل معهم، وناشدت من يملك أي معلومات عنهم بالتواصل مع الحملة، وأشارت إلى أن المعلومة الوحيدة المتاحة عنهم أنهم مصريون حيث وجد على متعلقاتهم أو ملابس الإحرام التي كانوا يرتدونها علم مصر.
ولم يتم بعد التعرف على هوية كثير من الحجاج القتلى والجرحى الذين أصيبوا في حادث التدافع رغم مرور ثلاثة أيام، حيث يحاول العديد من الحجاج العثور على أقاربهم وأصدقائهم الذين فقدوهم، ويبحثون عنهم في مشرحة “المعيصم” القريبة منطقة المشاعر المقدسة ومستشفيات “مكة”.
ويقول مسؤولون سعوديون إن هوية كثير من المصابين والموجودين في وحدة العناية المركزة غير معروفة كما أن حالتهم الصحية الحرجة تمنع التعرف عليهم، مؤكدين أن التعرف على هوية القتلى والجرحى سيستغرق يومين أو ثلاثة على الأقل بعد التعرف على بصمات أصابعهم.
***
* كنت شاهدا في منى.. حج VIP قتل ضيوف الرحمن مرتين

اسماعيل القاسمي الحسني / راي اليوم
هذه ليست موجة لنركبها، وما كان ديدننا ركوب موج خاصة منه المخضب بدماء الناس، بل هي جريمة منكرة ومدانة، وحدث لا محالة يستدعي منا التعبير عن موقفنا بكل وضوح وصراحة وصدق، وكل ما تقتضيه المسؤولية سواء بوجه حكام هذه الأمة تعيسة الحظ بهم، أوعرض شهادة الحق أمام القارئ بكل أمانة وموضوعية.
نعم لدينا تحفظات كثيرة ونعتقد أنها محقة بخصوص ادارة السلطة السعودية للبقاع المقدسة والحرمين الشريفين، وقد أشرنا لبعضها في مقال سابق، منها على سبيل المثال لا الحصر، استغلال السلطة للحرمين الشريفين وهما “وقف على الامة الاسلامية جمعاء” من يوم وجدت الى يوم يبعثون، للإشهار لبعض رموز عائلة الملك وتخليد أسمائهم؛ لم ولن نستسيغ تسمية بعض أبواب الحرمين الشريفين بأسماء ملوك عائلة آل سعود، ومن الجهل المركب أن يضاف لاسم الملك صفة “الجلالة”؛ رأينا بأم أعيننا في الحرمين الشريفين ومنها كنا ندخل أبوابا كتب أعلاها اسم مجرد من كل صفة تفخيم اوتعظيم مثل باب “ابوبكر” وباب “علي” وباب “السلام”؛ مع أن أصحابها رموز الامة جمعاء وليس مجرد رموز قبيلة أومنطقة أوحتى شعب، ومع أنه كان بالامكان اضفاء صفة “أمير المؤمنين” أو”خليفة المسلمين”.. لكن السادة الأوائل ولعلمهم بعظمة “حرم الله” لم يتجرأوا على اضفاء تلكم الصفات؛ وفي المقابل وجدنا بعضهم فرض اسمه على ابواب استحدثها وامتنعنا عن دخولها، وقد تقدم بلفظي “باب جلالة الملك كذا”، أي جلالة وأي ملك هذا أمام بيت الله وملكه وجلاله؟ إنها ليست جهالة من المعني فحسب، وإنما كذلكم بؤس وتعاسة علماء البلاط الذين لم يستنكروا سوء الأدب، والغلو في الغرور والتعالي لدرجة العمى. أي أحمق ذلكم الذي يصف نفسه بـ “الملك” في حضرة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ وهل في ذلكم المقام الذي لا يناطحه مقام رفعة وسموا وعظمة مكان لصفة الملك والجلالة؟ لا شك لدينا بأن المعنيين جميعا حكاما وعلماء لا يعون بالمرة في أي بقعة مقدسة هم.
لكن أرواح المسلمين كما سائر البشر غالية وأكثر أهمية مما سبق ذكره، وقد أعادت فاجعة يوم النحر التي وقعت وراح ضحيتها زهاء ألف من ضيوف الرحمن، لذاكرتي مشهدا مروعا كنت قد عشت تفاصيله منذ عقد من الزمان؛ مضى يوم عرفات حينها ككل أيام عرفة التي مرت، سكينة ودعاء وسلامة وعافية، مع أن كل الحجاج هناك، ولعل القارئ يلاحظ معي، أن نفس الحجاج أشخاصا وعددا لا يتسببون في كارثة بحجم التي وقعت، لا في الحرم المكي عند طواف القدوم ولا الافاضة والوداع، ولا يكون جهلهم كما نعتوا وعدم التزامهم مدعاة لكارثة في السعي ولا في يوم التروية حيث منى كما هي، ولا عند الذهاب الى عرفة ولا يومه، ولا في النفرة الكبرى على خصائصها الجليلة والعظيمة، ولا بمزدلفة، لا يظهر جهل ضيوف الرحمن وتدافعهم إلا عند رمي الجمرات !!!؟ المهم قضينا ليلتنا بمزدلفة وبعد صلاة الصبح مضينا لمنى؛ أسجل هنا أننا في اليوم الأول لم نقف أي إشكال وقع عند الرمي، وأذكر حينا كان جسرا واحدا بالغ السعة، وشخصيا أديت هذا المنسك من فوقه، ومن كان معي بكل ارتياح وسكينة وهدوء؛ لكن في اليوم الثاني من أيام التشريق وحين ذهبت بعد الزوال تحديدا، لاحظت أن الجسر قد سدته ثلاثة صفوف من الجيش السعودي، وتوهمت وأنا أرى الجسر خاليا تماما إلا من عناصر الجيش، أن هناك اصلاحات ضرورية طارئة لابد من ادخالها على الجسر حماية للحجاج، هؤلاء الذين توجهوا حتما نحوالطابق الأرضي وكنت من بينهم؛ لن أنسى ما حييت تلكم اللحظة من حياتي، حين رميت بالحصاة الأخيرة دفعتني بقوة من الخلف موجة بشرية، فأوقعتني تحت أقدام الناس، ما كنت لأعيش لهذا اليوم، لولا لطف الله الذي أجراه على يد حاج اقتلعني من مكاني اقتلاعا، لأنهض وأغادر طبعا ليس من الاتجاه الذي دخلت منه، ولكن من حيث كان يغادر الحجاج بعد الرمي، هوشبيه بالسيل عليك أن تسير وتسايره، حتى لا يصطدم القادمون مع المغادرين، تسيير الهي بديع، وضمير جمعي ما لم يتدخل فيه هوى الفرد يمضي كنواميس الطبيعة؛ حين عدت لخيمتي بمنى تلقاني رفاقي بعبارات التهنئة على السلامة، لم أفهم السبب فلا أحد منهم كان معي لحظة وقوعي تحت أقدام الحجاج، ولم أروي الحادثة بعد لأحد وما كنت لأفعل؛ وكانت صدمتي حين علمت بأن الفضائيات تنقل مصرع أكثر من ثلاثمائة حاج على المباشر ساعة كنت هناك؛ وبنفس العبارات والتبريرات التي نسمعها اليوم: جهل الحجاج، تدافعهم، عدم التزامهم بالتعليمات وغيرها من هذه الاراجيف والأباطيل.
بقيت علامة الاستفهام قائمة في ذهني حول سبب غلق الجسر، وعلمت من مسؤول رفيع بعدها، أن أحد الملوك العرب جاء لرمي الجمرات ساعتها، لم أستوثق من صحة المعلومة، حتى أكدت القناة الرسمية لبلد ذلكم الملك أن جلالته قد أدى مناسك الحج وتبشر بعودته غدا (ومن استعجل فلا اثم عليه) سالما الى شعبه وكرسي عرشه؛ المصيبة مصيبتان: الأولى هي يقينا اخلاء الجسر لجماعة VIP وتحويل ضيوف الرحمن قسرا وحشرهم، فلا القادمون يعلمون بأن أمامهم عدد هائل من الحجاج، ولا الذين كانوا يؤدون منسك الرمي يعلمون بأن أمواج الحجاج ستحول نحوهم. والمصيبة الثانية: أن يزف خبر الفاجعة لأهالي الحجاج مرفقا باتهام الضحايا بالجهل وعدم الالتزام بالتعليمات. ولنتساءل: ما لهؤلاء الضحايا لم يركبهم هذا الجهل إلا ها هنا؟ في الطواف زحمة وفي السعي كذلك وفي يوم التروية وفي يوم عرفة ومسجد نمره وفي المزدلفة؟؟؟؟ أما كان يكفي أهل الحجاج خبر الفاجعة حتى يضاف اليه السب والاهانة بل الاتهام بالتسبب في الجريمة !!!. لقد كنت في حضرة رسول الله (ص) قرابة منتصف الليل، في المواجهة الشريفة التي كانت تغص بضيوفه هو لا ضيوف ملك او أمير، وقطعوا مسافات من أركان الارض لزيارته هو (صلى الله عليه وآله) لا تلبية لدعوة “صاحب جلالة اوصاحب عظمة”، حين دخل فجأة عشرات من رجال الأمن والجيش، وقاموا بطرد ضيوف الرسول (صلى الله عليه وآله) من بين يديه، دون مراعاة لقدسية المكان ولا لعظمة صاحبه ولا لخاطر هؤلاء الضيوف، وأخرجوا بالقوة من الروضة الشريفة، لماذا؟ وهذا ما شاهدته وعشته بنفسي، لأن “فخامة” رئيس عربي (مخلوع الآن ومجار من قبل العائلة الحاكمة في ارض الحجاز) وحرمه المصون السيدة الاولى، جاءا لزيارة الرسول؟ أتدخل على رسول الله بالحراسة والسلاح؟ أويطرد ضيوف الرسول من مجلسه؟ بأي وجه حق يفعل بنا هذا؟ انه VIP. أوهناك VIP عند الله ورسوله؟ من الجهلة في هذه الحال؟ ضيوف الرحمن !!!؟ لا أعتقد أن هناك أبعد جهلا وحماقة وسفها ممن يستحضر صفة VIP في الاماكن المقدسة، ويتعامل بصفتها في حضرة وحرم الله ورسوله.
استحضرت باختصار هذه التفاصيل، وقد قفّ شعر رأسي، وأنا استمع للواء (المحترم) منصور تركي، وهو يؤكد بأن جماعة VIP لا يمكنها أن تتسبب في مثل هذه الكوارث، والحجة وفق طرحه أن لدى هذه الجماعة “طرقاتها المخصصة لها”؛ لم ينتبه حضرة اللواء الى أن هذه الطرقات بالضرورة تنتهي لأماكن محددة؛ وهي مواقع المناسك، وهنا “الجمرات”، وهنا مسرح الاحداث في اغلبها، ما يعني أنه أكد من جهة وجود جماعة VIP وأكد أن لهم طرقاتهم، وأكد من حيث لا يدري أنه عند التقاء هذه الطرقات مع طرقات بقية خلق الله عند مشعر منى بالضرورة تقع الكارثة؛ اللهم الا إذا كانت هناك “جمرات” مخصصة لجماعة VIP لا علم لنا بها.
ختاما أرفع صادق عبارات التعازي والمواساة لأهالي الضحايا من يتامى خلفوهم وأرامل وثكالى وبقية أرقاربهم، ونهنئ السلطة السعودية خاصة بالاحتفالات البهيجة بعيد الأضحى وما رافقها من مظاهر الترف واللامبالاة ونشيد بقصائد الشعراء الذين تفتقت قرائحهم بأبلغ صور الدجل والكذب والمداهنة، ونقرن التهاني لأصحاب العمائم الذين ألبسوا الباطل بالحق ورفعوا أكفهم في عرفة وعند البيت وهم يؤمون ضيوف الرحمن بالدعاء على مكونات من الامة العربية والاسلامية؛ ونشيد ونشد على أيادي جماعة VIP من رؤساء وملوك، الذين تضامنوا مع طبقتهم، ولا أحد منهم ندد أواستنكر أوحتى أعلن حدادا على مواطنيه الذين لقوا مصرعهم أول ايام العيد……………… ولنا موعد يوم القيامة لاستكمال التهاني والتبريكات، ننصح جماعة VIP أن يصطحبوا معهم عنده، حرسهم الشخصي وعسكرهم بسلاحه، وأن يقدموا أنفسهم كذلك حينها بين يدي ملك الملوك ورب العالمين، بصفاتهم “جلالة الملك” و”فخامة الرئيس″ لعل وعسى فلاح.
تعليق